الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا إلى درجة إعلان الرئيس جورج بوش الصغير أمام الملأ أن اقتصاد الولايات المتحدة برمته في خطر وأن هناك قطاعات مالية مهددة بالانهيار إشارة واضحة أن هذه الإمبراطورية الظالمة التي أهلكت الحرث والنسل في العالم مؤهلة للسقوط قريبا إن شاء الله.
هناك قاعدة قرآنية يذهل عنها كثير من الناس عامة ومن السياسيين والاقتصاديين وخبراء الإستراتجيات وغيرهم خاصة تقول: }وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ{[الحج الآية:48]، }فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ{[الحج الآية:45]، }وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ{[الأنبياء الآية:11].
لقد عَلَت الولايات المتحدة الأمريكية في الأرض وجعلت أهلها شيعا تستضعف دُوَلا وتبيد شعوب دول أخرى، وازدادت ظلما إلى ظلمها بعد 11 سبتمبر فكاد حاكمها الأرعن جورج بوش الصغير يقول: " يا شعوب العالم ما علمت لكم من إله غيري وهذه آبار النفط تجري من تحتي وأسلحة الدمار الشامل بيدي "..!
ولهذا فإن هذه الإمبراطورية المتفرعنة في الأرض ستكون نهايتها الغرق في بحر الاقتصاد المنهار، وقد قرأنا في التاريخ أن حضارات عظيمة سقطت رغم قوتها الحربية بسبب تداعي بناء اقتصادها، وما الإتحاد السوفيتي عنا ببعيد، فقد كان يملك ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية والصواريخ المدمرة العابرة للقارات، ولكنه تهاوى بسرعة في ظرف زمني قياسي لهشاشة أمنه الاقتصادي فما أغنت عنه قوته الحربية من الله شيئا }وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ{[هود الآية:102] .!!
يتوقع بعض الخبراء في مجال المال والاقتصاد أن انهيار اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية سيصل إلى منتهاه خلال العاميين المقبلين إذا استمر على وتيرة العجز التجاري البالغ 854 مليار دولار في العام الماضي 2007م، ومن المتوقع أيضا أن يتصاعد بالمقابل النمو الصيني ليصبح رقم واحد في العالم.
إن ديكتاتورية حضارة الصدام أمريكا ستتحطم على صخرة الحق بإذن الله، وعلى الدول العربية والإسلامية أن توالي الله رب العالمين لأنه خالد، أما أمريكا فهي دولة مثل باقي الدول تجري عليها النواميس، وطال الزمن أو قصر ستسقط
_____________
* منقول من جريدة البصائر الجزائرية للأستاذ كمال أبو سنة