مصيبة مصر في حكامها وليس في زوّارها..... تميم منصور*

[كيان العروبة]

مصيبة مصر في حكامها وليس في زوّارها
تميم منصور*

لا أحد من بين الذين يتابعون الأحداث السياسية في الشرق الأوسط قد فوجىء من انفتاح شهية النظام في مصر في الايام الأخيرة على استقبال بعض القياديين المحليين من لبنان وهم في الحقيقة حلفاء لنظام مبارك وحلفاء لاسرائيل والولايات المتحدة والسعوديه والأدردن.
انهم امتداد لحلف بغداد المعروف فقد اعادوا له الحياة وأخرجوه من مقابر التاريخ بمساعدة الولايات المتحدة بعد أن اذدنبوا وراء سياستها ومشاريعها في الشرق الأوسط.
صدق المثل العربي الذي يقول: .... قل لي من تعاشر وتجالس وتغازل أقل لك من أنت، وأكثر ما ينطبق هذا المثل عليه هو الرئيس حسني مبارك الذي جالس وفاوض وغازل في الأسبوع الأخير اثنان من كبار المتأمرين على الحركه الوطنيه اللبنانيه وعلى المقاومة، هما سمير جعجع الذي يتزعم مجموعه يمينية فاشيه تسمى القوات اللبنانيه ووليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي، لكن بعد أن انحرف زعيمه المذكور لم يعد حزبه يمت لا للتقدم ولا للاشتراكية.
كثيرون من يتساءلون.... ما هي المصالح واللغه المشتركه بين رأس النظام في مصر وبين سمير جعجع الذي زار القاهرة يوم 17\10\2008، وما هي قيمة ومركز جعجع السياسية؟ انه لا شيء، هل رئيس المخابرات المصريه المعروف " بالرجل الطائر " لأنه يقود كل يوم اسراب التطبيع القادمة والعائدة بين القاهرة وتل أبيب،
هل وضع عمر سليمان ملف جعجع أمام مبارك؟ لكن ماله ولهذا الملف وهما سيان في النهج والهدف.
سمير جعجع يا سيادة الرئيس، رأس الأفعى ورجل العماله والخيانة في لبنان منذ سنة 1975 حتى اليوم، هذا الجعجع لا يعترف بعروبة لبنان رضع الولاء للامبريالية والصهيونية من معلمه ألبير الجميل مؤسس حزب الكتائب تربى على الانفصال والطائفيه، لقد وصف العمال المصريين الذين كانوا يعملون في لبنان مسّاحي الاحذية (بويجيه)، كان حلمه الأول ولا زال اقامة دولة مسيحية في لبنان تكون حليفه لاسرائيل، شعاره الأول سلخ لبنان عن العروبة، الغاء استخدام اللغه العربيه في المدارس اللبنانيه واستبدالها باللغه الفرنسيه واللهجه العاميه اللبنانيه، لقد أطلقوا عليه لقب أتاتورك لبنان.
هل تعرف يا سيادة الرئيس أن صديقك وضيفك العزيز كان المسؤول الأول عن مذبحة " عين الرمانة " في سنة 1975 حيث ذبح حوالي 25 فلسطيني من النساء والأطفال والتي تعرف بحادثة " باص عين الرمانة "، ذُبحوا لأنهم فلسطينيون.
ماذا وجد مبارك في جعبة هذا القاتل الذي أشعل نار الفتنة الطائفية في لبنان سنة 1975 والتي تحولت الى حرب حرقت الأخضر واليابس حتى سنة 1990، كان جعجع من أوائل رؤوس الخيانة الذين زاروا اسرائيل أكثر من مرة بأمر من قيادة حزب الكتائب، خلال هذه الزيارات عقد حلفاً بين الكتائب واسرائيل ضد منظمة التحرير الفلسطينيه واليسار اللبناني، لقد التقى مع ميناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل السابق ووزير دفاعه السفاح ارييل شارون عشية
الغزو الاسرائيلي للبنان سنة 1982.
سمير جعجع يا سيادة الرئيس هو المسؤول الأول عن المذابح التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين وراح ضحيتها مئات الفلسطينيين العُزل من السلاح جميعهم من الشيوخ والنساء والاطفال.
صديقك جعجع يا سيادة الرئيس هو المسؤول عن اغتيال أحد رموز الحركة الوطنية اللبنانية المناضل الكبير رشيد كرامي، صديقك يا سيادة الرئيس وباعتراف عائلة فرنجيه في لبنان هو من دبر مذبحة " اهدن " قُتل فيها طوني فرنجيه ومعه 26 مواطناً معظمهم من أفراد عائلة رئيس لبنان السابق سليمان فرنجيه.
هل تعلم يا سيادة الرئيس بأن عائلة فرنجيه هي من العائلات اللبنانيه الوطنيه التي تعتز بعروبة لبنان وهذا ما لا يريده صديقك جعجع، وأن رئيس الجمهورية السابق سليمان فرنجية كان ناصرياً في الفكر والانتماء، واليوم فإن حفيده سليمان الذي يقف في صف المقاومة يسير على درب جده بأن الناصريه هي مرجعيته وعقيدته الأولى.
ألهذا السبب إحتضنته يا سيادة الرئيس لأنه العدو اللدود للناصريه والناصريين، السوريون وحدهم الذين اقتصوا من هذا السفاح بعد أن نجحوا في تثبيت النظام في لبنان وأعادوا الهدوء وحكم القانون عن طريق المؤسسات الدستورية اللبنانية، قضى جعجع في السجن مدة 12 عاماً ولم يخرج الا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد أن منحته حكومة رفيق الحريري العفو.
بعد أن خرج من السجن سارع بالعودة الى موقعه الخياني المعروف
والوقوف في وجه المقاومة اللبنانية التي نجحت في افشال كل المخططات الامريكية في لبنان واستطاعت تحقيق نصراً تاريخياً نجحت من خلاله في إجبار الاسرائيليين الانسحاب من جنوب لبنان سنة 2000، كما استطاعت تقليم مخالب اسرائيل خلال عدوانها على لبنان سنة 2006.
مما هو جدير بالذكر بأن سمير جعجع عارض اتفاق الدوحة الذي أعاد اللُحمه الى اللبنانيين لأن مصلحته بقاء لبنان ممزقاً وفي حالة احتراب طائفي، لأن قوته تتواجد في لبنان الفئوي الطائفي المجزء وليس بلبنان المقاوم المتماسك.
الضيف الثاني الذي فتح له الرئيس مبارك ذراعيه مباشرةً بعد عودة جعجع الى بلاده هو مدير المخابرات الامريكيه وتبعه في اليوم التالي وليد جنبلاط توأم جعجع وحليفه في مواجهة المقاومة والحركه الوطنية اللبنانية، هذه اللقاءات المتلاحقة تثير الشبهات كما تثير تساؤلات كثيرة خاصةً وأن شمعون بيريس رئيس اسرائيل سوف يلحق بهم في الايام القريبة القادمه.
ندعو الله أن يلطف بقضاء هذه اللقاءات المشبوهة وأن يرده الى نحور المشاركين فيها حتى لو انضم اليهم العبدلان في السعوديه والأردن لأنهما ركنان في هذا الحلف الغير مقدس.
جنبلاط وجعجع ومعهم سعد الحريري وأمين الجميل جميعهم أصبحوا أوراقاً محروقة في نظر أولياء امورهما في واشنطن والسعودية والقاهرة خاصةً بعد فشلهم في معركة بيروت والمطار وشبكة الاتصالات التابعه لحزب الله ، هذه المعركه سبقت اتفاق الدوحة، ان زيارتهم للقاهرة لن تُعمدهم ولن تكون شهادة براءة لهم لأنها صدرت
من ذات المدرسة المهزومة التابعه والتائهة داخل صحاري الضياع.
مصيبة مصر في حكامها وليس في زوارها والمصيبة الكبرى هي بعد أن أصبحت القاهرة مباحه وساحه للقاءات المشبوهه بعد أن طهرها عبد الناصر على مدى عقدين من الزمن من دنس التبعيه، بالامس القريب كانت القاهرة قلعة لكل المظلومين وقادت الحركات التحررية في العالم، لكن نظام مبارك قام بتعريتها بعد أن جرد شعبها وصادر كل انجازات الثورة.
القاهرة التي تستقبل كل يوم رؤوس التأمر والهيمنه الامريكان وتستقبل القتلة والسفاحين من كبار الضباط الاسرائيليين الذين يحاصرون قطاع غزة والذين ذبحوا الآف من الاسرى المصريين أمثال بنيامين بين اليعزر وداني ياتوم وشاؤول موفاز وايهود براك وغيرهم، هل كثيرٌ عليها استقبال سمير جعجع ووليد جنبلاط؟؟؟
* كاتب فلسطيني

[المشرقي الإسلامي]

كما نقول في المثل العامي : من هذا لذاك (من ده لده) يا قلب لا تحزن.
بعضهم أولياء بعض . وإن جهنم لموعدهم أجمعين .
لماذا لا يستقبل هذه الوجوه الوسخة-شاحت وشاهت- وقد صدر الغاز لإسرائيل ؟
مصر في كل يوم تفقد مصداقيتها الأخلاقية والعربية والقومية والأيديولوجية لأنها
تريد السير في الطريق المرسوم لها أميريكيًا فلا يتوقع عاقل غير ذلك.لا تنس استنكاف حضرته عن استقبال هنية والزهار لأنهما غير مرغوب فيهما حكوميًا . مشكلة مصر حقًا في حكامها مما تذكرته من قصائد إبراهيم ناجي رحمه الله لما كان في فينيسيا واصفًا إياها :
يا رب ما أعجب هذي البلاد
لا ليل فيها كل ليل صباح
وكل جرح في وجهها ضماد
ومصر لا تنبت إلا الجراح
قالها منذ كم سنة ؟ وصدق .
لو جاء المسيح الدجال لاستقبله النظام في مصر .(والتشابه بينهما بل التطابق واضح ).
يا رب اجعل هذه آخر الزيارة للطرفين وأرنا فيهما ما تشفي به غليل قلوبنا .