العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 09-08-2009, 01:44 AM   #371
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : أقفاص من الهواء
اسم الكاتب:عبد العزيز حاجوي
(6)
(خارج منتدى الخيمة)

أقفاص من الهواء

لك أن ترتدي الغياب
أن تقولي لي : أنا هنا
أرفو بدلة العرس
أزرار قميصي المفضل
أرش على بقايا الجسد
عطر الأمومة
أعرف أنكم في الغرفة الأخرى
تخيطون الوقت
ردائي الأخير
تقولون كان هنا
هذا حذاؤه
و هذه ساعته الأخيرة
أوصيكم بعنواني الأخير
بنخلة ترد برد المكان
كأس شاي لثلة من الأصدقاء
و لا تنسوا عصافير الحي:
فقليل من حبّ و أجنحة
و أقفاص من هواء
و أتركوا الباب واضحاًََ
لأغفو كثيرا


http://www.airssforum.com/f13/t53353.html
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:25 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-08-2009, 01:57 AM   #372
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

لك أن ترتدي الغياب
هنا نجد شيئًا يميز البداية هو المفاجأة بارتداء الغياب ، ونلحظ
اختلافًا بين الملموس والمحسوس ، فتشبي الغياب كأنه ثوب
يعطي للشيء صفة مناقضة لطبيعته وهذا من شأنه أن يجعل
الصورة أعمق في ذهن المتلقي .

أن تقولي لي : أنا هنا
أرفو بدلة العرس
أزرار قميصي المفضل
أرش على بقايا الجسد
عطر الأمومة
أعرف أنكم في الغرفة الأخرى
تخيطون الوقت

نفس الفكرة اتبعت في هذا المقطع في تخييط الوقت ، وهذا التعبير
عن حالة من القلق تتأتى من آخر ترتيبات المغادرة

ردائي الأخير
تقولون كان هنا
هذا حذاؤه
و هذه ساعته الأخيرة
أوصيكم بعنواني الأخير
بنخلة ترد برد المكان
كأس شاي لثلة من الأصدقاء

تلعب عناصر المكان والبيئة والذكرى دورًا في تعميق صورة الفراق ، والأشياء
التي يحبها الإنسان غالبًا ما يذكرها للتدليل على تعلقه بها . لهذا نجد التعلق
بالأشياء حاضرًا من خلال النخلة التي ترد برد المكان والبرد هنا هو البعد
والهجر . إن النص يتناول وصايا أخيرة قبل السفر وفيها توزيع للخطاب على
الزوجة ثم التفات إلى الأصدقاء ،والجميل أنه يحدث كل جانب بالخصائص المميزة له.

و لا تنسوا عصافير الحي:
فقليل من حبّ و أجنحة
و أقفاص من هواء

عصافير الحي تعبير ربما عن أيام الصبا والطفولة التي تكسب المكان عبقه،لهذا
كان عنصرًا يدور حوله النص ، غير أن الطفولة هذه لا يمكن أن تمحى ذكراها ،لهذا
فإنها تظل دائمًا محلقة طائرة . وبذكاء استخدم الكاتب هذا التعبير أقفاص من هواء
إذ أنها استحالة حقيقية يقصد بها استحالة أن تسجن الذكرى في فضاء القلب .
إن استخدام مثل هذه المصطلحات على سبيل التناقض يعطي صورة مغايرة للأشياء،
وتكتسب الاستحالة قوة في بناء النص لأنها أكدت على المعنى بأسلوب غير مباشر.
و أتركوا الباب واضحاَ
لأغفو كثيرا

إن الذكرى لابد أن تظل باقية في القلب وتبقى الذكرى كالبيت والذي
يكون بابه براءة القلب ، لهذا أتى هذا الجزء معبرًا عن مَعلم يرجو المبدع
بقاءه وهو البراءة ليستريح في خضم متاعب هذه الحياة .
نص جيد وبالتوفيق بإذن الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 10-09-2010 الساعة 12:26 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2009, 03:29 PM   #373
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل جنون الذكرى)
(من خارج منتدى الخيمة)

(7)

(للأخت الحنين عنوان بنفس الاسم )



ليلٌ حافلٌ بالنجومِ والسكون ..
وإمرأة تعيش تفاصيله بمشاعر شتويه
واوراق الخريف تتبعثر بأرجاءِ فكرها
والاقلامُ تتراقصُ على جمرةِ صيفهـا


كانت غارقةٌ بمحيط ذكرياتها بين رائحة البيوت الطينية
حتى كادت ان تلمس خطوات رحيل الزمن على تراب أرضها
اجراس ذكريات صوت الديك تدق مسامعها
وصوت اذان الفجر ايضاً .. يهزُ سماء اوطانهــا
وتذكرت انها بمثل هذا الوقت تكون
تحتضن بكفوفها وتقرأ حروف وكلمات رسائلــه
التي اصبحت مع الزمن بقايا لحبهــا الأول
الذي يشتعل بالجوف من حين الى آخر ..(( ومالحبُ إلا للحبيب "1" ))


فرأته هو بذات ملامحه صوراً تتسابق إلى ذكرياتها
فأستنشقت أنفاسه ..
وحست بحرارة كفوفه تحتضن كفوفها
وضمها الى صدره فسمعت دقات قلبه تناديها وتنطق بحروف أسمها
كل أحساسها هذا .. كان عبر أثير الذكريات ..
حينها شعرت بشيء من اللهفه تمزق عواطفها ..


شعرت بأنها ستكون تحت وطأة أشتياقهـا أنثى متمردة
فأسدلت على قبلها ستاراً علها تبتعد عن عذابها
علها تنتهي من حنين يخالج احساسها ..
فهمّت بالتناسي والرجوع بفكرها الى عالم واقعها
وفتحت نافذة ليلها وهبّت نسائم عليله
طمأنتهــا وقالت لها :..
تذكري الماضي.. فالذكرى مسموحاً بها بعالم المحبين
وان كانوا راحلين عن عيون بعضهم
وحلي ريق مرارة الشوق بحلوى ذكراك ..
ولكن .. للذكرى جنون .. حذاري
واجعلي من ذكراك حدوداً لا تتجاوزها العواطف
وتذكري أن مشاعر ذكراك ماهي الا حنين و وفاء اليه بعدم نسيانه ..
وليس بالضرورة ان تكوني لا زلتي تعشقينه



__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 18-06-2010 الساعة 02:29 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-08-2009, 03:49 PM   #374
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ليلٌ حافلٌ بالنجومِ والسكون ..
وإمرأة تعيش تفاصيله بمشاعر شتويه
واوراق الخريف تتبعثر بأرجاءِ فكرها
والاقلامُ تتراقصُ على جمرةِ صيفهـا

كان الاستخدام المجازي للكلمات مشاعر شتوية للتعبير عن شدة الألم وأوراق الخريف مع الفكرة والأقلام لجمرة الصيف عنصرًا جيدًا إذ انه أشعر أن الحالة التي سنكون بصددها هي حالة تمتد على مدى العمر وليست على مدى فصل معين أو موسم معين من السنة .

كانت غارقةٌ بمحيط ذكرياتها بين رائحة البيوت الطينية
حتى كادت ان تلمس خطوات رحيل الزمن على تراب أرضها
جيد للغاية هذا التعبير محيط الذكريات وذلك لأن المحيط أعمق من البحر ومالح مثله وهذا أعطى الذكريات دلالة أعمق ، وتعبير تلمس خطوات رحيل الزمن يميزه تجسيد هذا الزمن وتشبيهه بالإنسان مما يفيد توحدًا بالماضي والتركيبان كانا يتسمان بسبك جيد لأن كثافة الصور أعطت الحالة وضعًا أكثر حيوية وتأثيرًا .


اجراس ذكريات صوت الديك تدق مسامعها
ربما كان استخدام الأجراس مسببًا في فوضى صوتية وغير متخيل أن يكون الجرس
يدق لصوت شيء آخر .
وصوت اذان الفجر ايضاً .. يهزُ سماء اوطانهــا
وتذكرت انها بمثل هذا الوقت تكون
تحتضن بكفوفها وتقرأ حروف وكلمات رسائلــه
التي اصبحت مع الزمن بقايا لحبهــا الأول
الذي يشتعل بالجوف من حين الى آخر ..(( ومالحبُ إلا للحبيب "1" ))
فرأته هو بذات ملامحه صوراً تتسابق إلى ذكرياتها
هنا يحسب للنص الدخول إلى حالة الحلم أو حلم اليقظة دون الإشارة الصريحة إلى ذلك .

فأستنشقت أنفاسه ..
تعبير رائع يعبر عن التوحد بالآخر ، لدرجة أن تكون أنفاسه هي الهواء الذي تستنشقه ، وهذا تعبير ينم عن ملاحظة دقيقة لأبسط جوانب الحياة الاعتيادية والتي مع التكرار لا ينتبه الفرد إليها .


وأحست بحرارة كفوفه تحتضن كفوفها
وضمها الى صدره فسمعت دقات قلبه تناديها وتنطق بحروف أسمها
كل أحساسها هذا .. كان عبر أثير الذكريات ..
حينها شعرت بشيء من اللهفه تمزق عواطفها ..


كان من الممكن الاستغناء عن هذين السطرين لأن السياق يدل عليهما .

شعرت بأنها ستكون تحت وطأة أشتياقهـا أنثى متمردة
فأسدلت على قبلها ستاراً علها تبتعد عن عذابها
علها تنتهي من حنين يخالج احساسها ..
فهمّت بالتناسي والرجوع بفكرها الى عالم واقعها
وفتحت نافذة ليلها وهبّت نسائم عليله
طمأنتهــا وقالت لها :..
تذكري الماضي.. فالذكرى مسموح بها بعالم المحبين
الرؤية متميزة في هذا البيت ، إذ أن الذكرى ورغم أنها شيء غير ملموس ولا مرئي إلا أن الجمال في استخدام هذا السطر أنه جعل منها شيئًا يظهر وكأنه صغير . هذا السطر يشعِر القارئ بشدة الحزن لما تصبح الذكرى -والتي هي ملك أي إنسان- محصورة

وان كانوا راحلين عن عيون بعضهم
وحلي ريق مرارة الشوق بحلوى ذكراك ..

جميل للغاية في هذا السطر أنه جسد الشوق وجعله كالإنسان وكان هناك تكامل في بيئة التشبيه أو مراعاة النظير مرارة الشوق وحلوى الذكرى.
واجعلي من ذكراك حدوداً لا تتجاوزها العواطف
وتذكري أن مشاعر ذكراك ماهي الا حنينًا ووفاء اليه بعدم نسيانه ..
وليس بالضرورة ان تكوني لا زلتي تعشقينه

كان من المهم للغاية أن يشعر القارئ بالانسيابية في الانتقال من العالم الحقيقي إلى العالم
الفانتازي لكن ذلك لم يتم بسهولة وكان فيه شعور بأن ثمة تكلفًا كان في الحدث .
كذلك سيرورة الأحداث ربما كان فيها ما يخالف التوقع المنطقي .
عمومًا إذا نظرنا إلى ما وراء العمل وهو الفكرة لوجدناها فكرة عبقرية عقلانية وهي أن الأنثى لها لحظات الضعف التي تنسى بها مساوئ الآخر والآخر هنا هو (الزوج).
لذلك أتى هذا العمل منبهًا المرأة إلى أهمية أن تعيش حبها لمن تحب وليس لمن اضطرت للعيش معه.
إلى ذلك فالعمل جعل الحدث مستبطنًا يمكن لكل واحد أن يقوم بتأويله وفق ثقافته.
إنه عمل يفلسف الفراق من وجهة نظر أخرى .
لكن السؤال هل المرأة (المرأة العربية تحديدًا) هي التي تفكر بهذا الأسلوب ؟
النص جيد وكان ينقصه الاتكاء على الصورة بشكل أكثر عمقًا ودقة .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2009, 01:02 AM   #375
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :لا تستبق
(خارج منتدى الخيمة)
(8)




لا تستبق ..... فــ الوقت كــ عادته تأخر



تحترف الصمت ..!!
سياستك المعهودة ....
في تعذيبي ...
فاتكَ .... أن للصمت ضجيج
يلتقطه رادار .... القلوب



...... أدمنتك " سجنا "
يَغتالُ " حريتي "
وأدمنتني .... " حرية "
حين تخنقك ... " السجون "



..... تهوى الرقود على " أهدابي "
......... تتوضأ بــ " دمعي "
ولا تَذرفُ " دمعة "
لتقتل .... ظمائي ...!!!



وتقترب ساعات " الرحيل "
حيث مرتع الكبرياء
أداوي جروح ..... عزة مجروحة
بـــ خنجر جليدك ..... المغروس
بـــ خاصرة العشق العفيف ...!!!



لا .... لا تقترب
ولا ..... تقطع طريق الرحيل
فــــ صوت الوجع بات مسموعا
وكبرياء العزة لا يقبل القسمة
الا على الرحيل ...!!!



ولكن ..... قبل الرحيل ...
تذّكر .....
كَذب من قال ...
أن الحب أعمى ....
ربما لا يبصر ... ولكنه
حاد البصيرة ...!!!

www.airssforum.com/f575/t37946.html
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 25-11-2009 الساعة 09:46 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 11-08-2009, 05:32 AM   #376
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

لا تستبق ..... فــ الوقت كــ عادته تأخر


تحترف الصمت

هذا التعبير مستخدم وهناك ما يشابهه كاحتراف الموت والغياب، لكنه
تعبير جيد عن شدة الصمت ويلعب دورًا في إشعار القارئ بذكاء
هذا الصامت والغاية التي يصمت من أجلها كما أنها تعطي احتمالاً
بأن هذا الصامت يبدو على سجيته مما يجعل الحب لعبة غير
ناجحة لاختلاف طباعهما ..!!
سياستك المعهودة ....
في تعذيبي ...
فاتكَ .... أن للصمت ضجيج
يلتقطه رادار .... القلوب


هذا التعبير مميز للغاية للصمت ضجيج وهو يعبر عن شدة استغراق في الصمت
وتتابعه حتى يبدو وكأنه مزعج لشدة ما ملأ المكان .إن من عناصر التمكن في الإبداع
استخدام الأشياء بدلالة عكسية وهذا يفجر الكثير من المفاجآت التي تخالف توقع المتلقي،
وتحقق الدهشة لأنها تعبر عن تغير تام في طبائع الأشياء.



...... أدمنتك " سجنا "
يَغتالُ " حريتي "
وأدمنتني .... " حرية "
حين تخنقك ... " السجون"

عنصر المقابلة بين الطرفين واستخدام لفظ الإدمان زاد من قوة العمل لأنه
أعطى للتناقض دوره في إبراز المأساوية في الحالة ويعبر عن طبيعة الأنثى
وتعلقها الجنوني بالغير والذي يبلغ حد التلذذ بهذا التعذيب .

..... تهوى الرقود على " أهدابي "
......... تتوضأ بــ " دمعي "
ولا تَذرفُ " دمعة "
لتقتل .... ظمائي
...!!!

عنصر المقابلة أتى مرة أخرى ليشعِِر القارئ باستمرار التناقض ،وكانت الصور
المجازية جيدة وتنحو منحى تشكيليًا شيئًا ما .ويلاحظ في النص أن استخدام ضمائرالمخاطب
تهوى ،تتوضأ ، تقتل كان مفيدًا حالة من الإيثار للغير حتى في العتاب لم تبدأ بذكر أفضالها
ولا مأساتها وتعبير تقتل ظمئي بدلاً من تروي ظمئي إذ أن الظمأ هو الشوق .
وفي الغالب لا يكون المحب متمنيًا رؤية مدامع محبوبه لكن هنا كان استخدام هذا التعبير
مناسبًا لحالة العتاب .

وتقترب ساعات " الرحيل "
حيث مرتع الكبرياء
أداوي جروح ..... عزة مجروحة
بـــ خنجر جليدك ..... المغروس
بـــ خاصرة العشق العفيف!!!


هذه التعبيرات كانت الاستعارة فيها غير موفقة فلا وجه للشبه بين الجليد
ولا الخاصرة وكذلك خاصرة العشق تعبير غير مستساغ.




لا .... لا تقترب
ولا ..... تقطع طريق الرحيل
فــــ صوت الوجع بات مسموعا
وكبرياء العزة لا يقبل القسمة
الا على الرحيل!!!


ميز هذه الأسطر ارتفاع الإيقاع وتغير الحالة النفسية إلى الكبرياء وكان
استخدام لفظة الكبرياء في الأسطر الماضية تمهيدًا جيدًا لردة الفعل ،
ونكون في هذه الأسطر كأننا بإزاء مشهد سينمائي يجمع بين الفانتازيا
والحقيقة كأنها تتخيل ردة فعله ومحاولة اعتذاره .
تعبير كبرياء العزة لا يقبل القسمة إلا على الرحيل
كان مميزًا للغاية وأجمل ما
ميزه هو الاستخدام اللغوي الذي يتسم بالمرونة وخلط لغة الخطاب الرسمي
بلغة العشق ليأتي لنا عصير جمالي فيه خصوصية من حيث الاستفادة من
مفردات الحياة كلها وصبها في التعبيرات الوجدانية .



ولكن ..... قبل الرحيل ...
تذّكر .....
كَذب من قال ...
أن الحب أعمى ....
ربما لا يبصر ... ولكنه
حاد البصيرة!!!


كانت الرؤية والخاتمة متميزتين ، إذ أن الاستفادة من عنصر الجناس
بين البصر والبصيرة كانت حاضرة وكانت فلسفة الحب تنبيء عن فهم
عال لطبيعة مشاعر العشاق وكان المقصود به أن "قلب المحب لا يخطئ".
وإن كنت لا أفضل استخدام كلمة البصيرة حتى لا تتناقض مع البصيرة
في الدين وهي الوعي .وكان عنصر التكثيف مساعدًا على أن تكون
النهاية بالحكمة مما يجعل علوقها بالذهن أمرًا حتميًا .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-08-2009, 06:45 AM   #377
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل :يتم المشاعر
اسم العضوة : إيناس


(9)


أيام قاسية
خطت ملامحها بحبر أقدار شغلت فيها الإرادة الآدمية
الدرجة الثالثة من مقاعد محطات حياتي


تلقيت دروسا من كائنات بشرية غير محددة أو بارزة الأدوار
لأطلق عليها إسم معلمين
وعبرٌ ومواعظ من أفواه صامتة
إستعاضت عن لغة اللسان بلغة الجسد
لتفوق أفواه الحكماء تعبيرا وتجسيدا.


إلتفت أبحث عن كلمة "اليتيم"
والتي طالما أُطلقت على من فقد والده أو عائلة لا غير
فتعرفت فيما بعد إلى معنى ماكنت أبحث عنه
لإكتشافي أني أعيش في قوة حضوره وعمق أثره


رأيته المعنى المناسب في اللحظة الوحيدة التي عجزت فيها
مشاعري من الحصول على حق اللجوء العاطفي الحقيقي
لدى أحد من حولي ...
وأيقنت أنه لا يمكن لمشاعر عانت
من وحدة الغربة أو غربة الوحدة
فكلاهما سيان
سوى أن تنسب ذاتها ليتم المشاعر


فما أشد فراغ الكون حين إجتمعت كل الوجوه
لكنها خالية من كل الملامح التي عرفتها وثقت إليها
وإحتفظت بها ذاكرتي كحلم مستحيل
وأنا أتسلى بأحلى هواياتي المفضلة
إسمها الإنتظار


ماأقسىاه إفلاس قلبي من المشاعر والأحاسيس
متشردا يتسكع في طرقات الأوهام
يتسول الأمل واليقين


وما أمره نحيب جوارحي
حين إختنق صوتي فبكيت بصمت
خشية شماتة العقل ولوم المنطق


غذت يتيمة مشاعري
لو إفترضت
وهما
أنها كانت تنعم
يوما
بدفئ
الإحتواء
__________________
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-08-2009, 06:49 AM   #378
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

قبل الخوض في تفاصيل العمل الأدبي لابد لنا من الوقوف على الأرضية الاعتيادية والتي تتعلق بالأدب وارتباطه الوثيق بالمجتمع وقضاياه ومشكلاته الاجتماعية .
وهذا إن كان ينطبق على الفنون الأدبية عامة ، فإن فن الخاطرة -لأسباب تتعلق بطبيعة تكوينه ومضمونه- نادرًا ما تنحو المنحى الاجتماعي وتقف عند الجانب الوجداني فقط .
والنص الذي بين يدينا نص يمثل قفزة على صعيد الوعي بالدور الاجتماعي للفن ، بحيث لا يكون فن الخاطرة انقطاعًا عن الخصائص الاجتماعية للفنون الأخرى ولترفع صاحبة هذا العمل هذه الأبيات شعارًا لها :
ما أجمل أن تلهث يا قلبي
خلف هموم الناس
منقطع الأنفاس
وتساعد في كل عيون أذبلها الهم
وتجفف من فوق جراحات الناس الدم .

محمد إبراهيم أبو سنة

وهذه الخاطرة تتناول إحدى مشكلات الحياة الدراسية والتي يمكن صياغتها وفق تخصص التربويين باسم الإعداد النفسي للمعلم أو المهارات الوجدانية . ويميزها التناغم بين الواقع الشخصي الذاتي وبين الجانب الموضوعي لهذه المشكلة ، إذ أنه ليس شجن المحبين وإنما عاطفة من (أحرقتها) من يفترض أنه شمعة تنطفئ من أجل الآخرين ، ولكن يبدو أن الشمعة قد انطفأت فيها هي ..



أيام قاسية
خطت ملامحها بحبر أقدار شغلت فيها الإرادة الآدمية
الدرجة الثالثة من مقاعد محطات حياتي
.


ميّز هذا المقطع بدرجة كبيرة استخدام التعبيرات الدارجة في الحياة وصبغها بالصبغة الأدبية لتؤدي دورًا وظفيًا في العمل ، هذا بخلاف الخطأ الديني في حبر الأقدار لأن الله هو الذي يسيّرها .
كلمة الدرجة الثالثة كانت متماشية للغاية مع محطات الحياة وكان بها ابتكار لغوي يجعل المعنى أكثر عمقًا لدى المتلقي كما أنه يغمز من بعيد التمايز الاجتماعي في بعض الدول التي ما زلت تصر على الحفاظ على هذا التقسيم .


تلقيت دروسا من كائنات بشرية غير محددة أو بارزة الأدوار
لأطلق عليها إسم معلمين

وعبرٌ ومواعظ من أفواه صامتة
إستعاضت عن لغة اللسان بلغة الجسد
لتفوق أفواه الحكماء تعبيرا وتجسيدا.


لفظة كائنات بشرية كانت جيدة للغاية بسبب المفارقة في الاستخدام أي أن كلمة الكائنات تجعلنا بإزاء مخلوقات أخرى وتصوير هذه الفئة من البشر بأنها كائنات أعطى دلالة قوية عبرت عن الفجوة بين الإنسانية وبين هذه الفئة ، وميّز النص بدرجة كبيرة جملة (اسم معلمين) لتدل على التجاهل والاستخفاف .
لكن تعبير لغة اللسان كان غير موفق لاسيما وأن اللسان جزء من الجسد والذي كان متوقعًا أن تأتي لغة العيون أو القلب ...إلخ
وكان من الأولى استخدام لغة اليدين والرجلين أو الأطراف لتتماشى مع النعت غير المباشر بالحيوانية.






إلتفت أبحث عن كلمة "اليتيم"
والتي طالما أُطلقت على من فقد والده أو عائلة لا غير
فتعرفت فيما بعد إلى معنى ماكنت أبحث عنه
لإكتشافي أني أعيش في قوة حضوره وعمق أثره

الذي ميز هذا الجزء الجميل هو الاستدراج والمفاجأة في عبارة قوة حضوره وعمق أثره .
وإلى ذلك كانت التعبيرات مصوغة بأسلوب متماسك يجمع الأصالة بالمعاصرة. وهنا ملمح رومانسي جيد متمثل في جزئية هامة وهي أنك لا تقولين صراحة أنهم حيوانات ولاأنك مصابة بيتم المشاعر وهذه طبائع الرومانسيين أنهم يستخدمون ألفاظًا غير مباشرة للتعبير عن مآسيهم .



رأيته المعنى المناسب في اللحظة الوحيدة التي عجزت فيها
مشاعري من الحصول على حق اللجوء العاطفي الحقيقي
لدى أحد من حولي ...
وأيقنت أنه لا يمكن لمشاعر عانت
من وحدة الغربة أو غربة الوحدة
فكلاهما سيان
سوى أن تنسب ذاتها ليتم المشاعر


تنساب الكلمات بسهولة ورقة وتسلسل أحداثها كان جيدًا مشعرًا بأن الكتابة أتت في لحظة استجمعت فيها قوى العقل بشكل جيد .. اللجوء العاطفي في مقابل اللجوء السياسي كان تعبيرًا معبرًا عن اتساع عوالم النفس وهذا أضاف للتشكيل اللغوي والاستخدام اللغوي نقطة بيضاء جديدة .
كذلك غربة الوحدة ووحدة الغربة عبرتا بشكل متميز عن الحزن الدائري الذي يفضي فيه كل واحد إلى الآخر .

فما أشد فراغ الكون حين إجتمعت كل الوجوه
لكنها خالية من كل الملامح التي عرفتها وثقت إليها
وإحتفظت بها ذاكرتي كحلم مستحيل
وأنا أتسلى بأحلى هواياتي المفضلة
إسمها الإنتظار



ما شاء الله .. سأترك لك الخيمة الثقافية لتكملي فيها ما بدأته .

لاحظي كلمة كل الوجوه وكل الملامح أتت كلمة كل للتعبير عن نفي الاحتمال أو التوكيد .
أحلى هواياتي المفضلة الانتظار كان تعبيرًا جيدًا متقنًا فيه توصيف وتحديد لأشياء لا تحدد وهذا الاستخدام يجعل منها مادة عميقة الأثر في التعبير عن الخواء .



آه ما أقسى إفلاس قلبي من المشاعر والأحاسيس
متشردا يتسكع في طرقات الأوهام
يتسول الأمل واليقين



كان تتابع التجسيد في الألفاظ إفلاس قلبي ، يتسكع ، يتسول مضيفًا صورة
تفلسف الحزن على أنه لا يكون إلا إنسانًا لاسيما وأنت استخدمت كلمة المشاعر والأحاسيس.
هنا فقط يتضح الفرق بين الإنسان والكائنات البشرية.


وما أمره نحيب جوارحي
حين إختنق صوتي فبكيت بصمت
خشية شماتة العقل ولوم المنطق


كان تعبير حانتنق صوتي فبكيت بصمت تعبيرًا جيدًا عن قسوة التلاشي وتتابع الحزن
حتى يجتمع الصمت مع البكاء ..قمة الكبت .
كذلك شماتة العقل ولوم المنطق كانا تعبيرين متمسين بالتجسيد المناسب وتكامل
بيئة التشبيه من حيث الانفعالات البكاء والاختناق والشماتة واللوم .هذه الثنائيات
تكرّس حالة حصار نفسي يجعل الصورة مبكية من مفارقاتها إما يتمًا وإما حصارًا !


غذت يتيمة مشاعري
لو إفترضت
وهما
أنها كانت تنعم
يوما
بدفئ
الإحتواء


ما شاء الله ختام جيد للعمل ، يتيمة المشاعر تعبير عن النفس . لقد اتسم النص بالتحويم في فلك
هلامي يجعل من الأسى المتميع عنصرًا لازمًا لا سبيل لملاحقته .
فهي لم تغذ النفس لأن الافتراض -حتى وهو وهمي- بالاحتواء لم يتحقق .
لقد اتسم النص بمجموعة من الخصائص نوجزها فيما يلي :
1- التحول من الاستخدام المجازي العادي إلى الاستخدام الابتكاري.
2-التسلسل الجيد في التعبير عن المشاعر .
3- الرؤية .
4- تكامل بيئات التشبيه أو ما يسمى بمراعاة النظير .
عمل متميز أرجو لك الاستمرار على منواله ومن هنا يمكن أن نعطيك بإذن الله جواز سفر المرور
إلى عالم الإبداع .
دمت مبدعة وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-08-2009 الساعة 07:09 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-08-2009, 08:30 AM   #379
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اسم العمل : على ضفاف الشرود
(خارج منتدى الخيمة)

( 10)





على ضفاف الشرود !










وذهبتُ لا أعرفُ ماذا يحملني ؟!
عاش بعضي مَقَاطعاً هُناك ،
والباقي دخلَ سِرداب غربته كالعادة ....

وعدتُ لا أعرف أيضاً .. ماذا أعادني ؟!
هل السبب ضروري ؟!
أم فقط هاجسٌ يتكرر ....

حتَّى تراني نفسي عليها ..
عليها رؤية الإجابة
ماذا أنا هُنـا ؟!


على ضفاف الشرود ..
بحثتُ عمَّن يسكنني
وجدتُ مرآة تائهـة ..
تجوب شواطئ المستحيل
وقفتُ أمامهـا ،
حاولتُ الإمساك بها .. فتكسرتُ !!


صنعني ألفُ تساؤلٍ
رفعني سحاباً .. لا تمطر إجابات !!


تصحرتُ جدّاً
تبقت شجرةٌ لم تشرب الهلاك
تبحث عن إنسان ..!!


في شارعٍ منسي في الذاكرة
استيقظتُ
وهل كان لزاماً أن يبدأ القرار من هنا ؟!

ومن بقايا متصحرٍ شريد ..
نبتت ذاتٌ ..
عليها من غبار اليأس
شظايا نخلة ..
تركت أرضها وقررتِ السفر...!!

كُلّما حاولتُ معرفة غائية ما حولي ..
رأيتُ الأشيـاء سرابا
إذن لا جدوى .. من رأسي والغائيَّـة ..
يكفـي السـطح .. !!


في جنـاح الخيـال
قعدتُ حيناً .. من الدهر
ملَّني الخيـال .. واستـعاد جناحـه .. !!


وأخيراً .. من هتك عِرض شرودي ؟!
من ذا الذي اقتلع صفحته ..؟!
وتجرأ واغتاله ؟!
حتَّى الشرود .. قُضي عليه ..
لنخرج معاً .. من هُنا ..
فلقد خَسِرَ بعد ذلك الشاردون !!

http://www.al-yemen.org/vb/showthrea...14#post6106614
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-08-2009, 08:34 AM   #380
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وذهبتُ لا أعرفُ ماذا يحملني ؟!
عاش بعضي مَقَاطعاً هُناك ،
والباقي دخلَ سِرداب غربته كالعادة

من جماليات النص أنه لا يذكر أحداثًا غير مهمة ، أو يحاول أن يرجئ الحديث عنها لما بعد مراعاة للأولويات أو لإحداث مفاجأة ، وهذا
أسلوب يزيد الخاطرة توهجًا ويبعدها عن مزالق المباشرة والسرد الزائدين . تبدأ الخاطرة متوترة نوعًا ما إذ أنها تنم عن حدوث شيء
غير واضح والفعل يحملني له طابع حركي انتقالي ، مما يدل على أن ثمة شيئًا حدث كعاصفة أو إعصار أو رحيل مفاجئ .
والجملة عاش بعضي متقاطعًا هناك اتسمت بقدر عالٍ من التشكيلية وميزها بشدة تصوير النفس وعوالمها وأغوارها بالجبال والكهوف والغابات
لكن هذا التشبيه كان غير مباشر . البعض عاش هناك هناك أين ؟ يولد هذا اللفظ احتماليات متعددة لعلها النفس ولعلها الفضاء الخارجي ،
وهذا القدر من التعمية الواعية غير المغرقة في الغموض يحسب لصالح النص في أنه مهد لوضع جديد وجعل حواس المتلقي مستعدة بشكل كامل
لاستقبال الحدث والتفاعل معه . وكلمة العادة مقترنة بالغربة مما يشي عن حالة اغتراب وانقسام على الذات وهذا يجعل النص في منطقة
توتر تستنهض القارئ للوصول إلى ما بعده .

....


وعدتُ لا أعرف أيضاً .. ماذا أعادني ؟!
هل السبب ضروري ؟!
أم فقط هاجسٌ يتكرر
....

يستمر كذلك الحكي لنجد أنفسنا في حالة العودة والتساؤل عن السبب وهذا التساؤل جعل التشويق أكثر تحققًا والخطاب الذي يتخذ شكل المنولوج أي الحور الداخلي
ينقل إلى المستمع بعض الجوانب الصوتية والجوانب المتعلقة بالمؤثرات على المشهد كالإضاءة ونحوها .



حتَّى تراني نفسي عليها ..
عليها رؤية الإجابة
ماذا أنا هُنـا ؟!

تكرار كلمة أنا للمرة الثالثة يجعلها محور النص ، وهذا في صالح العمل ، إذ أننا إزاء نص يحاول فيه الكاتب البحث عن كينونته المفقودة وتبدأ صراعاته
المتعددة بين النفس والذوات الأخرى الخارجية. وكان تكرار الأسئلة عنصرًا مسهمًا في تحقيق هذه الحالة من التيه والتوتر


على ضفاف الشرود ..
بحثتُ عمَّن يسكنني
وجدتُ مرآة تائهـة ..
تجوب شواطئ المستحيل
وقفتُ أمامهـا ،
حاولتُ الإمساك بها .. فتكسرتُ !!
جيد للغاية لفظ من يسكنني ، الجميل ليس فقط مجرد تشبيه النفس بأنها كائن غير حي أو تشبيهها بشكل غير مباشر بالأرض القفر ، وإنما
الحاجة إلى الآخر بدأت في المقطع الرابع أو الخامس ليكتسب العمل توازنًا من خلال التحول من الأسئلة إلى طرح الإجابات .
وميز النص كذلك لفظ تكسرت وشواطئ المستحيل .
شواطئ المستحيل تعبير عن شدة الاستحالة والاتساع فيها كأنها بحر ، ثم الذي ميز النص كذلك من جملة ما ميزه وليس هو الميزة الوحيدة الجانب
الحركي في حاولت الإمساك بها فتكسرت ، إذ أن ذلك تعبير عن حالة من السراب أو شيء يقع في دائرة مسمياته ولفظة تكسرت دل على هشاشة
هذا الحب أو هذه المرأة وكان إعطاؤها خاصية أقرب إلى خواص النباتات جيدًا معتمدًا على مراعاة النظير فأمام الشاطئ والضفة هناك النبتة
وهي المرأة والتي تنكسر ليس من الإمساك بل محاولة الإمساك مما يجعل النص في دائرة البحث عن امرأة لكنها هي نفسها ضعيفة خائفة
من التعامل والاقتراب من الغير وهذا يجعل توترات النص كلها مفضية إلى حالة من التصاعد والتميز من حيث تعبيرها عن خصوصية الحالة.




صنعني ألفُ تساؤلٍ
رفعني سحاباً .. لا تمطر إجابات !!


الجانب الفلسفي ميز العمل بشدة ، وذلك في العبارة رفعني سحابًا لاتمطر إجابات ، مما يجعل الفشل هو الإجابة الأولى ، وهذا أدى إلى
دائرية التساؤل والحيرة وكان التعبير يتسم بمراعاة النظير كما أنه أدى إلى شعور بعنف المفاجأة اعتمادًا على الصورة الذهنية
للسحاب والتي بهتت من خلال الإجداب . ومعنى الرفع أن الفرد في مهب الريح لا يستطيع أن يملك توزان نفسه . وهذا ملمح جيد
للتعبير عن هذا الضياع .


تصحرتُ جدّاً
تبقت شجرةٌ لم تشرب الهلاك
تبحث عن إنسان ..!!

في رأيي الشخصي أن هذا اللفظ أضفى للعمل قيمة جميلة ، وذلك لأن الكلمة تصحرت تمثل الإجابة النهائية أو اليأس الذي لا يتمكن المبدع أو من يتحدث المبدع
على لسانه من كبته فيقول -بدون دبلوماسية- تصحرت ، كذلك كان اللفظ شجرة تبحث عن إنسان فيه إبداع متناه من خلال تشبيه الإنسان الحقيقي
بالشجرة الوارفة ، وهنا أجد أن الحالة المتعلقة بالحيرة مردها إلى أن الذات أو الآخر لم يحقق معنى الإنسانية المنشود مما يجعل الرومانسية في
تعانقها مع الفلسفة مقترنين بشكل جيد للغاية وإلى ذلك فالنص شبه عالمي بمعنى أنه لا يتعلق بجنس أو دين أو عرق ويصلح لكل زمان ومكان وهذه
قمة التجرد لتبقى الإنسانية الكلمة الأخيرة.



في شارعٍ منسي في الذاكرة
استيقظتُ
وهل كان لزاماً أن يبدأ القرار من هنا ؟
!

إن حالة الشرود والتخدير التي يتخدها المبدع تكأة للنص تبدو في هذا التصاعد والذي يتحدث عن الإنسانية باعتبارها شارعًا منسي الذاكرة
والجميل أن القرار بالاستيقاظ بدأ في هذه المنطقة لأن الإنسانية لا تكون إلا منسية وفعل استيقظت كالفعل مات لا يقوم به صاحبه عمدًا ـوهذا
جعل للسلبية واللاشيئية بروزًا كبيرًا على صعيد الحدث .


ومن بقايا متصحرٍ شريد ..
نبتت ذاتٌ ..
عليها من غبار اليأس
شظايا نخلة ..
تركت أرضها وقررتِ السفر...!!

لعلنا الآن إزاء عملية استرجاع يتذكر فيها المبدع أو من يتحدث المبدع على لسانه ما تم في الجزئية المتعلقة بالشجرة التي لم تتشرب الهلاك
وجملة بقايا متصحر شريد جميل فيها التعبير عن التلاشي فليس البقايا المتصحر موجود بل إنه مستبعد ونبتة الذات بداخلها
تدل على هذا التلاشي والاستغراق في الغياب ولا أستطيع تقييم عبارة شظايا نخلة هل هي دليل على احتراق نفسي أو حقيقي أم هي رمز
للاحتلال ؟ والنخلة هنا تحتمل تأويل الأمل النابت ولكن هذا الأمل لا يستقر بل يرحل ، وهذا جعل حالة اليأس وتلاشي الآمال كلها
متعقلة ببعضها ممايفضي إلى نهاية مأساوية تتماشى مع الشرود .


كُلّما حاولتُ معرفة غائية ما حولي ..
رأيتُ الأشيـاء سرابا
إذن لا جدوى .. من رأسي والغائيَّـة ..
يكفـي السـطح .. !!



هذا النص أراه زائدًا ومقحمًا لأنه قد دلت العبارات السابقة عليه


في جنـاح الخيـال
قعدتُ حيناً .. من الدهر
ملَّني الخيـال .. واستـعاد جناحـه .. !!

جميل أن العمل على مشارفة نهايته اتسم بصورة تشكيلية لطائريلقي بقايا إنسان
تشبيه الخيال بالطائر ودلالة كلمة ملني في مواجهة استعاد جناحه أعطت للنهاية
الصارخة قوة كبيرة تتمثل في حالة الانتهاء المروع بأن يقذف الخيال إنسانًا
ويغدر به وقد كان من قبل جناحه .إن الإنسان هو جناح طائر الخيال وفي ذلك
رؤية إنسانية فلسفية بديعة تجعل كل شيء في الحياة وكل جمال مرده إلى أنه
من أجل الإنسان ولكن هذا الإنسان للأسف .. متلاش ٍ



وأخيراً .. من هتك عِرض شرودي ؟!
من ذا الذي اقتلع صفحته ..؟!
وتجرأ واغتاله ؟!
حتَّى الشرود .. قُضي عليه ..
لنخرج معاً .. من هُنا ..
فلقد خَسِرَ بعد ذلك الشاردون !!

***


النهاية في حديث الذات والتي شبه فيها الشرود بعرض مما دل على عِظَم قيمة هذا الشرود والهروب من الواقع
لكن المفاجأة الحزينة تكمن في الطرق التي انتهى بها فمن هتك لاقتلاع صفحة ثم اغتيال . إن قيمة الشرود تكمن
في أنه أداة للاستجابات التكيفية المناسبة لبعض الأزمات الطارئة وتبقى الأزمة الداعية إلى هذا الشرود محل
تأويل القارئ لعله احتلال ممثل في شظايا النخل وعله غياب حبيبة هي تلك التي انكسرت والنهاية التوحد
مع الذات توحد الفرد مع الأنا مما يجعل العودة والبدء إلى الذات والانكفاء عليها بما فيها من مأساة حالة
دائرية إذ أن الشاردين لما خسروا فمن الواضح أنهم لن يتمكنوا من الصمود في عواصف الانتباه! وكلمة أخيرًا تشعِر القارئ بتنهيدة تختزل كل الآلام التي عاشها . ونادرًا ما يستخدم
هذا اللفظ لكن استخدامه يوحي بأن حالة من الضيق جعلت من تتحدث على لسانه يستعجل الانتهاء من الكلام بهذه الكلمة مما عبر عن إرهاق حتى في الحكي نفسه والذي هو أداة للبوح .
عمل جيد وأتى متسلسلاً بشكل طيب واحتوى على العديد من الفنيات المميزة كالمونولوج والصورة التشكيلية،
والتعدد والانفتاح في الدلالات وتصاعدات الحالة النفسية .
دمت مبدعًا وفقك الله .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .