بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يتضح لنا من هذه الخطبة أنها فيها الكثير من المحاكاة (ربما لم يتعمد كاتبها ذلك) لآيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف .
والاقتباس من القرآن الكريم أمر خاض فيه العديد من العلماء لكن إجماعهم على أنه لا يجوز استخدام آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في المزاح والسخرية . كمن يقول عن مباراة كرة قدم مثلاً : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
الذي أرجوه رغم تحفظي الشديد على هذه المشاركات هو أن نحسِن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن نغلّب حسن النوايا وعدم تعمد الإساءة إلا إذا ظهر غير ذلك وأسأل الله ألا نرى إلا خيرًا .
وربما تأخذ السخرية صاحبها فتجعله لا ينتبه إلى المحظور الشرعي ، وتوقيع صاحب الموضوع يدل على هذا الفهم الخاطئ للسخرية وعلاقتها بالنص القرآني أو النبوي . حتى في العنوان إغاثة اللهفان ، فهذا كتاب لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى ولا يجوز محاكاته بسخرية لأن هذه المحاكاة تعطي الانطباع بالسخرية بصاحبها أو بمحتوى كتابه .
أقول ذلك لأنه منذ عام ونصف العام أو أكثر كتب المصابر ويسألونك عن القاعدة قل فيه موعظة ...
ولم يتعرض له أحد بشيء .
أخيرًا : أقول إن صاحب هذا الموضوع واسع الثقافة والخبرة ولا يحتاج إلى شهادتي له بذلك ، والسؤال :
وهل ضاقت الدنيا به ولم يجد في خُطَب التاريخ كلها من يحاكيه غير نص القرآن والسنة ؟
هناك خطب للحجاج الثقفي ، وأخرى لزياد بن أبيه وأخرى لسحبان وائل وأخرى لـقُس بن ساعدة وأخرى لأكثم بن صيفي .....إلخ
فلماذا ترك كل هذه النصوص المشهورة ووقع اختياره على ما فيه محاكاة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ في النهاية أقول : سأظل أغلّب حسن النوايا حتى يتضح غير ذلك .
وعلى كاتب الموضوع بعد أن يتبين له الحق أن يستغفر الله مما كتب وأن يبدّل النصوص القرآنية والأحاديث بنصوص بشرية أخرى يحاكيها بسخرية كيفما يشاء . والله الهادي إلى سواء السبيل.
النمط المتطور