العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 06-04-2004, 06:14 PM   #71
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

دعني أبقى

- ويحك يا نورة.. سأريك..
صحت بها بعد أن أغلقت الباب في وجهي.. ضربت الأرض برجلي بقوة ثم اتجهت لغرفتي وأنا أتمتم بكلام غاضب غير مفهوم..
دخلت غرفتي.. وصفقت الباب خلفي.. جلست على السرير.. أخذت الوسادة ووضعتها على حجري.. أحس أن بي موجة غضب أود تفريغها بإلقاء الأشياء.. فأخذت الوسادة ورميتها.. لم أكتف ولم تنتهي موجة الغضب.. فألقيت بنفسي على السرير.. ويحك يا نورة.. لم تقولين هذا؟ من قصدت بمن يحبني؟؟ ومن قصدتي من لا يحبني؟؟ أقصدتي نواف؟ نواف من لا يحبني؟ كيف لا يحبني؟ كيف لا يحبني يا نورة؟ سنتين من المشاعر النبيلة الصادقة وتقولين لا يحبني؟ ألأنه رحل؟ على الأقل رحيله كان متوقعا.. وليس كما فيصل الذي تصفينه بمن يحبني.. على الأقل هاهو أخبرني أنه سيرحل.. صحيح أني لم أعرف سبب رحيله ولكنه ليس فيصل.. ليس فيصل الذي صدمني بالواقع.. صدمني بالرحيل.. دون سابق إنذار..
أخبريني يا نورة كيف يتساوى الإثنان؟ كيف يتساوى من أخلص لي وكان معي في الشدة والرخاء.. من وهبني قلبه عى طبق من ألماس.. مع من غدر بي.. دفنني بالحياة.. نحر أوردتي بخنجر مسموم.. تخلى عني بكل سهولة.. أخلف وعوده وضرب بها عرض الحائط..
أخبريني يا نوره كيف يتساوون؟ لا يتساوون أبدا ولن يتساوون..
نواف.. أين أنت يا نواف؟ لم فعلت بي هذا؟ لم تريد أن ترحل؟ لم تبتعد عن حياتي؟ لم تتركني في هذه الدنيا وحيدة.. دون وقوفك بجانبي؟ لم تتخلى عني؟ قل لي يا نواف.. كيف أعيش بدونك؟
ليتك أوضحت لرحيلك سبب.. ليتك أعطيتني عذر.. بينت لي لم ترحل.. لكان عذابي أخف وأهون.. أعلم أنك لن تعود فترسل لي.. إذا لماذا لم تخبرني؟
لا أعلم كيف أعرف سبب رحيلك.. لحظة بل أعرف.. أعرف كيف سأصل إليك.. أجل.. لا مفر من ذلك.. لم تترك لي وسيلة أخرى يا حبي.. وسأفعلها.. لأجلك وحدك.. أنت فقط.. سأفعل ما أراه مناسبا ولا يهمني أحدا.. لا يهمني سوى أن أعرف.. فقط أعرف..
وبينما أنا أفكر قطع حبل أفكاري طرق متواصل على الباب.. سألت بحدة فلقد توقعت أن تكون نورة: من هناك؟
أجاب الطارق: أنا فهد افتحي الباب..
- ماذا تريد يا فهد؟
- افتحي الباب.. أم سنتكلم من خلف الباب؟
نهضت متثاقلة.. فتحت الباب وقلت: ماذا تريد؟
- أولا أنا أخيك الأكبر منك سنا فتكلمي معي باحترام أفهمت؟
- فهمت.. وثانيا؟
- ثانيا هيا سنذهب للبيت.. أم تريدي أن تبيتين هنا؟
- لا.. هنا لا..أريد الذهاب إلى بيتي بعيد عن نورة..
عندما سمعت أننا سنذهب للبيت..تعالت دقات قلبي.. سأفعل ما أريد.. فعلا..
ضحك فهد وقال: أمازلت غاضبة من نورة؟
- أجل.. وما دخلك أنت؟
- هيا هيا لا تكثري الكلام.. سأنتظرك في السيارة.. لا تتأخري أيتها المتعجرفة..
- حسنا يا زوج السيدة نورة..
لم يمض وقت كثير حتى كنت بجانب فهد بالسيارة.. كان يبحث عن شيء لا أعلم ما كان.. دخلت للسيارة وأغلقت الباب بقوة حتى ينتبه أني أتيت..نظر إلي مستغربا وقال: روز؟
- نعم.. ماذا تريد؟
- كيف أتيت؟
بسخرية أجبت: نزلت من السماء أتصدق؟؟ وكيف أتيت يعني؟ بالتأكيد فتحت الباب ودخلت.. هيا لنذهب..
لم يتحرك وإنما ظل ينظر إلي فقلت له: فهد.. أتنوي المبيت في السيارة اليوم؟
- لا.. لا أريد ذلك.. وإنما أريد معرفة شيء ما..
- وماذا تريد أن تعرف؟
- ما بك؟
- بي أنا؟
- أجل.. ليس من عادتك أن تكوني بمزاج سيء كهذا.. وليس من عادتك أن تتخاصمي مع نورة رغم خصامكم الدائم إلا أنكما لا تتخاصمان لمدة طويلة.. أطول خصام دام بينكم كان لمدة خمسة دقائق.. والآن مضت ساعة وأنتي لا تريدين أن تكلمي نورة.. حتى أنك خرجت ولم تودعي أمي أو نورة.. والأهم.. أنه ليس من عادتك أن تصرخي بوجهي أو تكلميني بعدم احترام دون أن تعتذري..
أحسست أني أتمزق خجلا.. فما قاله فهد صحيح.. لم أعتذر من أخي رغم قلة أدبي في الحديث معه.. قلت له بخجل: اعذرني يا فهد.. أنا آسفه.. لا أدري ما أصابني..
شغل فهد السيارة وسار مبتعدا عن البيت ثم قال: أختي.. نحن كنا ولازلنا أصحاب.. فلماذا لا تخبريني ما يضايقك؟
- آه يا فهد.. لا أدري ما بي.. أحس أني متضايقة.. مزاجي ليس بأفضل حالاته.. ولكني لا أعرف السبب.. إنما فهد.. أرجوك لا تخبر سعود.. أنت تعرف أنه لن يتركني في حالي أبدا ما أن يعرف.. فهو كأبي حسن رحمه الله.. فأرجوك لا تخبره..دع الموضوع بيني وبينك.. ومن ثم فإن الموضوع ليس مهما أبدا.. مجرد حالة عصبية بسيطة من الحالات التي تمر بها الفتيات..
ضحك وقال: أجل صحيح..
أجابني إلا أن عينيه كانت تقول: لا أصدقك..
- فهد.. عدني ألا تخبره..
- أعدك.. لن أخبره.. وماذا أخبره؟؟ أنك بمزاج سيء؟ هل أخبروك أني طفل؟
ضحكت وقلت: لا بل أنت رجل يعتمد عليه..
- أشكرك.. أخبريني.. هل تريدين أن أمر بالمتجر لنشتري المثلجات؟ بصراحه أحس برغبة في أكل عشرة مثلجات.. ومن ثم فهي جيدة لذوي المزاج المتعكر..
- حسنا يا سيد طفل لنذهب.. أنا أريد مثلجة متعددة النكهات حسنا؟
- وكيف يصنعونها هذه؟؟
- هي كذلك.. تسمى نكهة قوس الرحمن..
- أها أجل أجل عرفتها.. لو كنت قلت قوس الرحمن من البداية لكنت فهمت..
- حسنا هيا بسرعة حتى لا نتأخر.. أريد الذهاب للمنزل بسرعة..
التفت إلي ونظر إلي بغرابة وقال: ولماذا؟
ارتبكت لنظرته.. فكان وكأنه يشعر بأني أريد المنزل لخطب عظيم.. أشحت بناظري عنه وتشاغلت بالنظر عبر النافذه وقلت: أريد أن أنام.. أحس بالتعب.. أم هذا حرام؟؟
- لا ليس حراما أبدا.. سنذهب بسرعة للمتجر ثم للبيت.. لن نتأخر حسنا؟
- حسنا..
توقفنا عند المتجر.. نزل فهد وطلب مني أن أقفل الباب..قفلته ثم جلست في المقعد لا يتحرك بي سوى صدري الصاعد والهابط بسرعة.. وعيناي اللتان ترمشان.. كنت أفكر بالمنزل.. ماذا سأفعل.. كيف أتصرف؟؟ هل أفعل ما خطر ببالي؟ لا حل لي سواه.. وإن لم أفعل ليس بيدي أمر آخر.. ويحك يا نواف لم تترك لي خيارا آخر.. ولكن ما العمل؟ آه يا إلهي ساعدني.. لا أستطيع الصبر أكثر.. أحس بأني أموت.. أتعذب.. لا أستطيع الصبر أكثر والله لا أستطيع..
دق فهد زجاج النافذه فالتفت إلى مصدر الصوت فزعه.. ضحك فهد على منظري وقال: هذا أنا افتحي الباب.. بسرعة قبل أن يذوب ما بيدي..
فتحت الباب له فقال: ألهذه الدرجة تخافين؟
- لم أخف.. وإنما كنت سارحه..
ضحك وقال: حسنا كما تشائين.. ولكني أرى أنك خفت..
- دع نظرتك لنفسك.. لأني لم أكن خائفه.. أعطني مثلجاتي هيا..
مد يده وأعطاني خاصتي.. أخذتها منه وبدأت بأكلها.. فعلا..كما قال.. لها تأثيرا عجيبا على الأعصاب.. أحسست وكأني أرخيت أعصابي.. وقللت من توتري قليلا.. ولكن يا ويح قلبي.. سيعود هذا التوتر ما أن أعود للمنزل.. فهون الأمر يا رب..
لم نتأخر كثيرا بعد المتجر.. فبعد عشرة دقائق وصلنا إلى المنزل.. كنا قد تحدثنا أنا وفهد.. تحدثنا وضحكنا في أمور شتى وعديدة.. أخبرني عن جارهم ثقيل الدم.. وعن قطة جارتهم الجميلة..التي ما أن تراها نورة حتى تصرخ هاربة.. لأنها تخاف القطط.. وحزنت كثيرا على الطفل المجنون الذي يقطن في آخر حيهم.. مسكين.. لو أنه حصل على رعاية أفضل من رعاية أبيه دائم السكر وأمه التي تخلت عنه..وزوجة أبيه التي هي سبب جنونه.. لربما كان الطفل بحال أفضل من هذا..
دخلنا البيت ونحن نضحك.. حيث كنت أمثل لفهد كيف تركض نورة خائفة من القطط.. وعندما دخلنا وجدنا سعود بانتظارنا..
- سعود.. مرحبا يا أخي..
صاح فهد ضاما سعود..
- أهلا يا فهد.. كيف حالك؟؟
- أنا بأحسن حال.. وأنت؟
- أنا أيضا بخير.. أين أنت؟؟ حاولت الإتصال بك طوال اليوم وهاتفك مغلق..
- أنا؟؟ كنت في بيت خالتي.. غريبة لم يكن هاتفي مغلقا.. أنت تعرفني أنا لا أغلق هاتفي أبدا..
- أنا كذلك استغربت.. المهم كنت أود أن أخبرك أن لا تتعشى أن وروز حتى نخرج سوية.. هيا لنذهب الآن..
- هيا أنا مستعد..
تدخلت في حوارهم وقلت معتذره: أعذراني لا أستطيع الذهاب؟
نظر إلي سعود وقال متسائلا: ولماذا؟
سرت بي رجفة فقلت: لا شيء.. ولكني تعبة وأود لو أنام.. مرة أخرى بإذن الله..
قال سعود: بل ستأتين.. لن يبقى أحد بالبيت.. هيا بسرعة سأذهب للسيارة وتعالي.. لا تتأخري فهمت؟
قلت مترجية: ولكن يا سعود..
قاطعني قائلا: ستأتين وهذا آخر ما عندي..
نظرت إلى فهد أسأله أن يطلب من سعود تغيير رأيه وفعلا فهمني فهد فركض خلف سعود وقال له قبل أن يركب سيارته: سعود توقف..
- ماذا تريد؟
- روز لا تريد الذهاب.. فدعها تبقى.. لم تغصبها على مالا تريد؟
- أخبرتك لن تبقى في البيت وحدها ونحن خارجون.. لم تريد البقاء في المنزل؟؟
- روز تعبه وتريد أن تنام.. أظنه سبب كاف!!
- لا ليس بكاف أبدا.. روز لا تبق في المنزل وهي تعلم أننا سنخرج سوية.. وخصوصا لتناول العشاء في أحد المطاعم!!ستأتي وهذا آخر ما عندي..
هم سعود بركوب سيارته إلا أن فهد أمسك ذراعه وقال: سعود.. روز متضايقة ولا تود الخروج.. إفهمها يا رجل..
سكت سعود قليلا ثم أردف: ولماذا هي متضايقه؟
- لا أعلم ولكني أحس بذلك؟؟
قال سعود ساخرا: ومنذ متى وأنت تحس بماتشعره روز؟؟ ألست أكثر من تتخاصم روز معهم والسبب عدم فهمهم لها؟
صاح به فهد: ويحك يا سعود.. دع الفتاة الآن ولنتكلم بما تريد لاحقا.. ومن ثم أنا أصبحت أفهمها من اليوم.. وما دخلك أنت؟؟ أليست أختي؟
قال سعود بتحد: أجل.. أختك ولكنها ابنتي..
قال فهد: استغفر الله..
سكت ثم أردف: سعود.. دعنا لا نفسد اليوم ونحن نود أن نخرج سوية.. لذلك دعها الآن.. وسنخرج سوية مرة أخرى..
همس سعود: كما تريد.. قلها أن تفعل ما يحلو لها ولتمت جوعا وحدها..
ابتسم فهد وركض داخلا إلي حيث كنت أرقبهم بعيني دون أن أسمع ما يدور بينهم.. جاء فهد وقال: روز..
رفعت إليه عيناي الخائفه فقال: هيا اذهبي ونامي.. تدبرت الأمر مع سعود..
ضممته وقلت: أشكرك يا فهد.. ولكن إياك أن تكون قد أخبرته بشيء؟؟
- لا تخافي لم أفعل..
- حسنا هيا اذهب واستمتعا بوقتكما..
- سنفعل.. أمتأكده أنك لا تريدين الذهاب؟
هززت رأسي بالنفي فأردف: حسنا إذا إلى اللقاء وتصبحين على خير..
- و أنت من أهله.. إلى اللقاء..
خرج فهد وأغلقت الباب خلفه.. تنفست الصعداء فلقد رحل الجميع.. ولم يبق في المنزل سواي..
نظرت إلى الأعلى.. دق قلبي بقوة حتى كاد يقفز من محله... كيف لا يفعل ولا يفصلني عن معرفة الحقيقة سوى ثوان؟؟
استجمعت قواي وصعدت السلم باتجاه الأعلى.. دخلت غرفتي و أغلقت الباب خلفي بهدوء..



يتبع...
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2004, 06:20 PM   #72
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

أجل أنا روز!

العادات.. التقاليد.. مبادئي.. قيمي.. وجهات نظري.. الناس.. اخوتي.. كل شيء تضارب في عقلي وأنا أفكر بما أريد فعله.. ولكني ضربت بهم جميعا عرض الحائط.. فوقتها لم يحكم العقل.. إنما القلب هو الذي أتخذ السيادة على الموقف.. هو من أمسك بزمام الأمور.. فأصبح الآمر والناهي في جميع المسائل.. المتحكم في جميع الأمور.. أمرني قلبي أن أفعل ذلك.. ولن أنتظر عقلي حتى يصدر قراره سواء بالرفض أو الإيجاب.. لأني أعلم أنا لرفض سيكون نصيبي.. إلا أني لن أسمح له بالتدخل هذه المرة.. ليس هذه المرة..
كنت قد وضعت حقيبتي على سريري.. ذهبت إليها.. وبأصابع مرتجفه فتحتها.. وباستماته أخرجت هاتفي المحمول.. لمسته أول مرة ولكأني لمست جمرة فتركته بسرعه.. إلا أني عدت واستدعيت شجاعتي التي فرت مني فأخذته بسرعه وأطبقت يدي عليه.. نظرت إليه وأنا أمسكه بقوة أخاف أن أسقطه مني يدي لشدة خوفي.. أخذت نفسا عميقا وقلت: هيا يا روز.. تستطيعين فعلها هيا..
وبالفعل فعلتها.. أخذت الهاتف.. وأدرت الرقم.. كنت أضغط رقما ثم أقف لثوان.. أخاف أن أكمل.. حتى وصلت للرقم الأخير.. هنا أحسست بعد أن ضغطته بأن حمل كبير انزاح.. هم انقضى ومات.. ولكن هم آخر ابتدأ..
لم أنتظره حتى يرن.. فلقد أقفلته بالفور.. لا أستطيع.. يجب أن أعرف.. لذلك عدت وطلبت الرقم ذاته.. ولكن هذه المرة جعلته يرن.. كانت دقات الهاتف أشبه بنعوات لي.. تصرخ بموتي..
رغم أني تركته يدق فترة من الزمن لكن أحدا لم يجبني.. أعدت المحاولة مرة واثنتان وثلاث.. ولكن لا جدوى..
يأست من الإجابة لذلك رميت الهاتف جانبا وابتعدت قليلا عنه.. سرت بجسدي رجفة عنيفة رغم كون الجو دافئا جدا في غرفتي.. ولكني أحسست بأني أرتجف ولكأن ضلوعي تصطك ببعضها..
مرت عشر دقائق تقريبا وإذا بهاتفي المحمول يدق.. قفزت بسرعة.. نظرت إلى الرقم..أجل إنه هو.. رددت بسرعه ولكني لم أتكلم..
- ألو..
أتاني صوت قوي من الطرف الآخر.. صوت بدا على أذني وكأنها ألفته منذ زمن رغم أنها لم تسمعه من قبل.. صوت أحبته ولكأنها تعرفه..
وبعد تكرر نداءاته أجبت بصوت مرتعب خائف: ألو
- السلام عليكم..
- وعليكم السلام ورحمة الله
سكت وكأنه بانتظاري أن أفصح عن هويتي وعندما لم أفعل استطرد الحديث قائلا:
- أختي إذا سمحت هل لي أن أعرف إن كان أحد قد اتصل علي من هذا الرقم؟ فلقد وجدت في هاتفي عدد من المكالمات التي لم يرد عليها وكانت من هذا الرقم.. فاعتقدت أنه ربما يكون شخصا يعرفني..
تلعثمت ولم أعرف ماذا أرد.. إلا أني أجبت وبشجاعة أستغرب منها: أنت نواف؟
سكت برهة ولكأنه لم يتوقع أن أكون أعرفه ثم قال: أجل.. من المتحدث؟
أجبت: لا أعرف..
- من أنت؟؟ وكيف تعرفيني؟
- لا أدري..
- هل أنت؟
صمت ثم قال: روز؟
عجبت أنه عرفني.. لم أعتقد أن يعرفني ولكنه فعل.. فياللغرابة..
همست: لا أدري.. ربما..
- بلى.. أنت روز أليس كذلك؟
- قلت لك ربما.. أجل قد أكون هي..
- آه لا أصدق.. روز؟؟ أنت روز؟؟
- أجل أنا روز!
- كيف حالك يا روز؟؟ طمنيني عن أخبارك؟
- أنا؟؟ أوتسألني عن حالي؟ أنا في عداد الأموات ومنذ ساعات..
- لماذا يا روز؟ ماذا أصابك؟
- أتجهل ما أصابني؟؟ كيف تجهله وأنت سببه؟؟ كيف تجهل مقتلي وأنت قاتلي..
- أنا يا روز؟ أنا قاتلك؟
- آه يا نواف.. أجل قاتلي ومعذبي الأول.. لم فعلت بي هذا؟؟ لم ترحل؟ هكذا.. ودون مقدمات.. لم تريد أن تتركني وحيدة؟؟ أما تعلم أني لا أعيش بدونك؟ أما تدري أنك كل ما لي في هذه الحياة؟ أنسيت أنك الهواء الذي أتنفسه؟ أم أغفلت عن كونك الحياة لهذا القلب التعس؟ إذا لم تنس ولم تغفل فلماذا تتركني إذا؟؟ أعلمني السبب.. أريد أن أعرفه.. لا يمكن أن ترحل وبهذه البساطة.. أبهذه السهوله؟؟ بهذه البساطة.. إلى اللقاء يا روز.. بكلمات باردة أصابتني بمقتل؟ قلي لي أرجوك وأرح فؤادي.. دعني أعلم السبب الذي يبعدك عني.. السبب الذي يمنحك حق الرحيل عن حياتي.. حق الإبتعاد عني وهجر قلبي.. أرجوك يا نواف.. أخبرني.. وعدتني أنك لن ترحل بدون سبب.. فأعلمني بهذا السبب.. أرجوك يا نواف.. أتوسل إليك..
تغيرت نبرة صوته فبدا وكأنه يعاصر حزنا كبيرا فهمس: روز.. أنت تعذبيني بكلامك هذا.. أنت تعلمين من أنت بالنسبة لي.. أنت لي كل شيء.. وأغلى شيء.. وكما قلت.. لن يجعلني أرحل عنك إلا سبب قوي.. قوي جدا.. وإلا لما تركتك أنا أبدا.. أقسم لك أني ما كنت لأتركك أبدا..
- إذا ما السبب يا نواف؟ أرجوك قل لي.. وأعدك أني سأقفل الخط ولن أزعجك في حياتك مرة أخرى.. فقط دعني أعرف قبل أن أختفي من حياتك..
- لا يا روز.. لا تقولي أختفي من حياتك.. أنا مجرد التفكير أننا لم نعد معا يدمرني.. فكيف لي أن أفكر في الدنيا من دونك؟؟ آه يا روز.. ليتني لست أنا.. لكنت أستطيع أن أبقى مع من أحب طوال عمري.. لا يفرقني عنها سوى الموت.. إنما الحياة ظالمة يا حبيبتي.. ظالمة ولا ترحم أبدا.. فكما قلت لك لا تدعنا نفرح لدقائق دون أن تبكينا أضعاف حفنة الدقائق هذه..
- نواف.. أريد أن أعرف.. أرجوك..
- لا أقدر يا روز.. لا أجرؤ.. وإلا كنت أخبرتك في الرساله.. ولكني لا أجرؤ على نطقها أقسم لك..
تمالكت نفسي ولملمت شتات نفسي وقلت بوجل: هل.. هل ستتزوج؟
تنهد بعمق ثم قال: أجل..
وكأن صفعة قوية هوت على صدغي هويت بسببها في الفراغ.. رددت ما قاله ببلاهة: أجل؟
قال بألم: أجل سأموت يا روز.. سأموت قريبا.. لذلك أتركك.. ليس بإراداتي وإنما غصبا عني.. أنا مغصوب على تركك.. فكيف لا أفعل وبعد أيام قليلة سأكون مسؤولا عن حياة جديدة..
ظل يتكلم ويبرر إنما أنا لم أكن أعي ما قاله.. فبعد أن قال لي (أجل)! أحسست بأني غبت عن الوعي..
بعد طول صمت قلت له: نواف..
- آمريني يا عيون نواف..
- هل عندك قلم وورقة؟
- أجل ولماذا؟
- أحضرهم وأريدك أن تكتب شيئا.. ولكن أرجوك..أرجوك أن تحتفظ به ما دام لي معزة بقلبك..
- أي قصدين طوال العمر؟
- أجل بالضبط..
- انتظري دقائق..
غاب ثوان ثم قال: أجل هاهم معي.. ماذا أكتب؟
- أكتب.. سأظل..
- سأظل..
- أحبك..
تنهد ولم يتكلم.. سألته: هل كتبتها؟
- أجل..
- حسنا أكتب.. ما امتدت..
- ما امتدت..
- بي الحياة..
- بي الحياة..
- أقسم أني سأظل أحبك ما امتدت بي الحياة.. أرجوك يا نواف أحفظ هذه الورقة عندك.. وكلما رأيتها تذكرني.. وكذلك سأفعل أنا..
- أعدك يا روز.. سأحافظ على هذه الورقه أكثر مما أحافظ على نفسي.. ولن أذكرك لأنك دوما شاغلة القلب والتفكير..
لم أعرف كم أمضينا من الوقت نتحدث..تحدثنا كثيرا.. وفي أمور كثيرة.. أمور حصلت معنا في الماضي.. عاتبته على بعض الامور وكذلك فعل.. سألته عن أشياء عديدة..حتى عن عطره المفضل.. وفي نهاية حديثنا قلت: نواف.. هل لي أن أطلب من بعض الأمور؟؟
- بالتأكيد يا حبي.. تفضلي..
- نواف.. أوصيك بنفسك..ثم نفسك.. ثم نفسك.. وكذلك بأهلك.. رغم أنك لا تحتاج توصية على ذلك.. ولا تنس.. احفظ الله يحفظك.. ولا تفرط بـ(الفضيلة)..القصة التي جمعتنا سوية..فكانت وكأنها قصتنا أنا وأنت.. وأرجوك..وعدتني أن أحضر زفافك فأرجوك لا تحرمني من ذلك.. دعني أرى من فازت بك في النهاية..سعيدة الحظ التي ملكتك.. وأخذتك مني.. وأبناءك يا نواف..إن رزقت بأطفال فاعتن بهم جيدا.. هبهم قلبك وروحك.. أرهم من أنت بالحقيقة ولا تبعدهم عنك أبدا.. وأخيرا لا تنساني.. أرجوك..
- وكذلك أنت يا روز.. اعتني بروز..وبقلبي الساكن بين ضلوعك.. لن أسترده منك..أبدا.. دعيه بين ضلوعك حتى يموت بينها.. روز.. عيشي حياتك وانسيني.. رزقك الله بمن يمحو ذكرياتي من بالك.. وسيتبدلها بذكرياته..
- لن يجرؤ أحد على فعل ذلك.. أجل قد تجبرني الحياة على القبول بحب جديد.. ولكن ليس من حقه أن يمس ذكرياتك.. لن يجرؤ على تغييرها.. أنت صاحب القلب.. أنت مالكه.. أنت كل الحب.. ومهما تجبرني الدنيا.. لن يحب القلب سواك.. أعدك بذلك.. اعذرني الآن يا نواف.. يجب أن أغلق الخط..
- افعلي ما تشاءين يا روز..واعلمي أني ميت من بعد تلك اللحظة.. وزواجي سيكون بعد أربعة أيام من الآن.. او ربما خمسة لا أدري.. أنا أعرف منزلكم.. سأمر لأحضر البطاقات.. أحبك يا روز.. ولن أحب سواك..
- وأنا كذلك.. اعتن بنفسك..
- وأنت يا روز.. اعتن بنفسك يا حبيبتي.. أحبك يا روز..
- أحبك يا نواف..وداعا أيها الحبيب..
- وداعا يا أرق من خفق لها الفؤاد.. وداعا يا حبي الوحيد.. وداعا يا حبي السرمدي..
لم أحتمل كلماته أكثر فأغلقت الخط.. ضممت الهاتف إلي.. وشرعت بعدها في بكاء هستيري.. وقتها فقط أدركت الحقيقه.. أدركت الكيان ككل.. لقد فقدت نواف.. وللأبد..


يتبع...
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2004, 06:23 PM   #73
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

هل يحبها؟

أغمض نواف عينه بألم.. وتعلقت دمعة في أهدابه سمح لها بالنزول.. إلا أنه ندم على قراره فمسحها بسرعه.. نظر إلى الورقة التي كتبها.. ردد ما كتب عليها: سأظل أحبك ما امتدت بي الحياة..
أطلق تنهيدة مرة ثم قال: سأظل أحبك يا روز.. سأظل أحبك..
ابتسم ثم وضع الورقه في محفظته.. حيث يضع الأوراق المهمه وبطاقات العمل..
وقف نواف واستدار إلى باب حجرته..فتحه وخرج..
وفي طريقه إلى الخارج واجه والدته.. سألته: بني.. إلى أين أنت ذاهب الآن؟
بحث عن اجابه ولم يجد فأجابها: سأخرج أتمشى قليلا بالسياره.. أتريدين شيئا يا أمي؟
- لا يا بني..
- إلى اللقاء يا أمي
- بحفظ الله يا نواف..
أكمل طريقه باتجاه الباب الخارجي إلا أن والدته قالت: نواف..
التفت إليها وقال: أجل يا أمي..
- انتبه على نفسك.. وقد بحذر.. وإن أحسست أنك متضايق.. أوقف السياره.. لإنك إن استغنيت عن عمرك.. فلم نفعل أنا وزوجتك..
اغتصب نواف الابتسامه وقال: حسنا يا أمي.. بأمرك سأفعل..
وبخطى سريعه فتح الباب وخرج.. ركب سيارته.. وبعد ثوان انطلق إلى حيث لا يعرف..
هكذا واجه نواف الموقف.. بالهرب.. لا يدري من ماذا يهرب.. من واقعه.. من زواجه المقرر بعد أيام.. من عيني والدته المحاصره.. أم من تهاني أخواته والجميع.. أم أنه يهرب من الجرح الذي سببه لمن يحب في وقت وعدها ألا يسبب لها الجرح أبدا؟؟ من ماذا يهرب؟ من دموع محبوبته؟ من فراقها؟ أم أنه يهرب من حياته الجديده؟
لا يدري من ماذا يهرب.. ولكنه هارب.. إنما إلى أين؟؟ وإلام يطول هروبه؟
نواف هرب.. ولكن أنا؟؟ ماذا أفعل أنا؟ أ أهرب أنا الأخرى؟ولكن إلى أين؟ لم أعتد الهرب.. لذا.. سأواجه الوضع.. وكيف أواجهه؟ لا سلاح لدي سوى الدموع.. فها أنا أذرف الدموع..
رميت نفسي على سريري أبكي وأبكي.. أنتحب بقوة.. يرتجف جسمي من البكاء.. لم أبك بهذه الطريقة من قبل..حتى يوم وفاة والدي.. بلى بكيت على أبي حتى دمت عيناي.. ولكني أبكي بمرارة أكثر الآن.. لأن أبي مات وانتقل إلى رحمة الله.. بينما نواف.. نواف تخلى عني.. بإرادته وحتى وإن كان غصبا عليه.. ولكنه موجود.. حي يرزق.. قد أراه يوما يسير في طريق أسير في.. قد أسمع خبرا عنه.. وذلك ما يقتلني.. ويجري مدامعي..
أحسست وكأن قلبي سيتوقف وأن عيني.. مسكينة عيني.. فلقد جفت من الدموع.. وأبت أن تسيل.. لحظتها لم أشعر بنفسي.. فلقد صعب على النوم حالي.. فأخذني إلى عالمه.. عالم ألطف وأرق من هذا العالم بأسره.. أمسك بيدي ورحلنا.. أغمض أهدابي بيديه ودعاني لمشاهدة عالم آخر ومن مكان آخر.. ليس بعينين مفتوحتين.. وإنما بعينين مغمضتين.. استغربت ذلك فسألته:كيف أرى وأنا مغمضة العينين؟؟
فأخبرني أن ذلك عالم أجمل.. لا حزن فيه ولا شقاء.. سألني أن أجرب.. أختبر ذلك الشعور.. وإن لم يعجبني.. فلأفتح عيني.. وأعود لعالم الواقع..العالم البارد الأجوف.. القاسي المر..
بدا عرضه مغر جدا.. فقلت لم لا أجرب؟؟ قبلت به.. واستسلمت للنوم..ونمت.. وبالفعل رأيت ذلك العالم الساحر.. عالم رقيق عذب.. لا ذكر فيه لفراق ولا أحزان.. آه يا الهي.. لكم أتمنى أن أظل بهذا العالم دائما.. لا أتركه..
كان السيد نعاس معي دائما.. ترافقنا السيدة حلم.. سرنا في كل مكان.. يمنة ويسرى.. نظرنا في كل الإتجاهات.. واستمتعنا بوقتنا ما استطعنا..
ركضت حتى تعبت فتوقفت.. سرت بين الزهور اليانعه الغضه.. أقطف هذه وأشم تلك وأسحر بعبير أخرى..
جلست وصنعت للسيدة حلم طوق من الأزهار وضعته على رأسها..وقطفت وردة جميلة للسيد نعاس وأعطيتها له..
أخذ السيد نعاس يهزني ويقول: روز.. اصحي.. ألن تذهبي لبيت خالتي؟ هيا اصحي يا روز..
نظرت إليه باستغرب ولكنه لم يتوقف بل ظل يهزني ويقول: روز أيتها الغبيه انهضي.. هيا انهضي.. سأذهب عنك إن لم تصحي..
قلت له: ما الذي غيرك؟ أصبحت كأخي فهد!
أخي فهد؟؟ فتحت عيني فوجدت أمامي أخي فهد.. علمت حينها أنه لم يكن السيد نعاس هو المتحدث.. إنما المزعج فهد..دخل إلى حلمي وأفسده.. نظرت إليه بغضب وقلت:فهد ماذا تريد؟
أجابني بعصبيه: ماذا أريد؟؟ عشرة دقائق وأنا أحاول أن أحثك على النهوض ثم بعدها تقولين لي ماذا أريد؟؟
ببرود رددت: أجل ماذا تريد؟
- انهضي!
- لا أريد..
- انهضي سأذهب لبيت خالتي.. سنغادر اليوم أنا ونوره..
نهضت بسرعه وقلت بحزن بالغ: اليوم؟؟ لماذا يا فهد؟ قلت بالأمس أنكم ستمكثون أربعة أيام.. فلم تغادرون؟
- ظروف العمل يا روز.. هيا لا تضيعي اوقت ودعينا نذهب..
تركت الفراش بسرعة واتجهت إلى المرآة سرحت شعري بأصابعي بسرعة ومسحت آثار الكحل السائل تحت عيني من البكاء وقلت لفهد:هيا نذهب!
نظر إلي وانفجر ضاحكا.. قال لي: روز أيتها الغبيه.. هل ستذهبين هكذا؟اذهبي واغتسلي..
أجبت: أجل صحيح.. سأذهب الآن..ولكن لا تذهب عني.. أقسم لك أني لن أتأخر..
دخلت الحمام بسرعة وقلت له:فهد..لا تذهب..
قال ضاحكا: حسنا حسنا..ولكن لا تتأخري..
أجبت والصابون يملأ وجهي:حسنا.. أي.. دخل الصابون بعيني..
تمتم فهد قائلا: ويحك يا روز.. أشك بأنك كاملة العقل..
خرج وصاح: روز..سأنتظرك بالسيارة..
ذهب فهد وانتظرني بالأسفل.. وأنا لم أطل الاغتسال..ربع ساعة وكنت بالأسفل..أحمل حجابي على يدي وألبس حقبتي على كتفي وأهبط درجات السلم بسرعه..بنما فهد كان جالسا يقرأ صحيفة اليوم.. نظرت إليه وقلت: أنت تقرأ الصحيفة وكأن لديك اليوم كله وتعجلني أنا؟
أغلق الصحيفة ووضعها جانبا ثم قال: هل أنتهيت؟
- وما رأيك أنت؟ أكيد أني انتهيت هيا لنذهب..
- هيا..
خرجنا من المنزل.. ركبنا السيارة واتجهنا لبيت خالتي..


يتبع...
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2004, 06:24 PM   #74
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

شغل فهد الراديو فبعث ألحان عذبه إلا أنها أزعجتني.. فمددت يدي وأغلقت الراديو..نهرني فهد الذي كان يتمتم كلمات الأغنية مع المغني: روز.. لم أغلقت الراديو. ألا تري أني كنت أستمع للأغنيه؟
أجبته: بلى.. ولكنها أزعجتني.. لا أحبها.. لا أريدها.. لذا أغلقته..
رد بغضب: كم أنت أنانيه..
مد يده وأعاد تشغيل الراديو ثم نظر إلي بتحد وقال: إن مددت يدك سأضربك عليها!!
وضعت يدي اليمنى على يدي اليسرى ونظرت إليه بلا مبالاة ثم أشحت بنظري إلى النافذه.. ظللت سارحة الفكر.. أنظر إلى الفراغ.. إلا لا شيء.. ولكني سارحه..
حتى وصلنا لبيت خالتي.. فتحت باب السيارة..وخرجت فصفقطت الباب خلفي بقوة.. زفر فهد بغضب وقال: طفلة مدللة..
دخلت المنزل.. فوجدت جولي في وجهي تسير بدلال ممسكة كوب القهوة بيدها.. كانت جولي آخر من كنت أتمنى أن أراه في هذه اللحظة.. اصطنعت الإبتسامة وحييتها.. فردت علي بتحية بارده كبرودة ملامحها.. قلت لها: جولي..إن فهد معي..
نظر إلي بسخرية وقالت: حقا؟ وماذا أفعل له أنا؟
أجبتها: لم أطلب منك أن تفعلي له شيئا.. إنما أخبرتك لترتدي حجابك!
اتسعت عيناها فقالت: أنا؟ أرتدي حجابا؟؟
- أجل أنت.. لماذا؟
- أنا أرتدي حجابا؟؟ أقالوا لك أني مسلمه؟ لا أريد أن أرتدي شيئا ولا دخل لك بي..
- وما دخلي أنا؟ أنا أخبرتك ولا علاقة لي بما ستفعلين لست بزوجك ولا ولية أمرك فافعلي ما يحلو لك..
- بالطبع سأفعل ما يحلو لي يا.. روز..
نطقت اسمي بطريقة استفزتني إلا أني لم أظهر لها ذلك حتى لا تكتمل فرحتها.. فتركتها ودخلت للداخل حيث أمي ونورة.. بينما هي ظلت واقفة في مكانها ترشف من كوبها ثم أكملت طريقها باتجاه حجرتها تضحك وحدها كالمجنونه..
دخلت حجرة الجلوس قبلت رأس أمي.. وسلمت على نورة وجلست.. كنت منزعجة غاضبه من موقف جولي..ولقد بدا انزعاجي في عيني واضطراب قدمي.. فلقد كنت أهزهما بعصبية قصوى.. همست نورة في أذني: روز.. ارحمي الأرض قليلا.. أهلكتها من ضربك عليها..
نظرت إليه بحنق فقالت: ما بك؟ ما الذي يغضبك لهذه الدرجه؟؟
أجبتها بعصبية وإنما بصوت منخفض حتى لا تنتبه أمي: ما بي؟ اسألي زوجة أخيك المحترمه.. هي أعلم ما بي..
ضحكت نورة وقالت: هل تخاصمتما مجددا؟؟ روز أخبريني.. هل تغارين منها؟؟
ضربتها وقلت: نورة.. لا مزاج لي لكلامك السخيف هذا..أغار منها؟ ولماذا؟
- لا أدري.. ربما لأنها تزوجت من تحبين..
رمقتها بنظرة فهمت من خلالها مدى انزعاجي فقالت متداركة الموقف: أخبريني..ماذا فعلت زوجة أخي المحترمه؟
- أخبرتها أن فهد معي.. قصدت أن تذهب وترتدي حجابها لأنها لم تكن ترتديه.. فقالت لي وما دخلي أنا؟ماذا أفعل لفهد؟هل أخبروك أني زوجته..
وكنت وأنا أحكي أقلد طريقة جولي في الكلام.. وكانت نورة تضحك ليس من الموقف فقط..وإنما من طريقتي في تقليد جولي.. تظاهرت وكأني أرشق فنجان القهوة كما فعلت ثم استطردت قائلة: أنا؟ أنا أرتدي حجابا؟ أقالوا لك أني مسلمه؟؟
أقسم لك يا نورة أني لحظتها وددت لو لكمتها.. كم هي غبيه.. هل أخبروك أني مسلمه؟ إذا لم تكوني فلم أنت هنا بيننا؟ ما الذي أتى بك إلى هنا؟؟
ابتسمت لي نورة وقالت: روز حبيبتي.. لا عليك.. ولا تهتمي لها.. ماذا نفعل..فهي الآن شر لا بد منه.. هي زوجة ابننا وأم ابنتنا.. كيف نخرجها من عائلتنا الآن؟ لا نقدر.. لا تخافي..لإيصل لن يسكت على ما حصل.. خصوصا وأن الموضوع حصل معك..
قلت كالملسوعه: لا نورة لا..فيصل لا..لا أريده أن يعرف!! أرجوك لا تخبريه بشيء..أرجوك نورة..
نظرت إلي باستغراب وقالت: لماذا؟ مابها لو عرف؟
- لا أريده أن يعرف وكفى..ليس لشيء سوى أني لا أريده أن يعرف..
- لماذا؟ أخبريني؟
- لا أدري..
- أتخافين أن يعتقد أنك تغارين منها؟
- لا أدري ربما.. نورة أرجوك لا تخبيره..
- لن أفعل أعدك.. ولم أخبره؟ إن أردت أخبريه أنت.. أنت تعلمين أنه لا يتقبل مني شيئا..وخصوصا إن كان الموضوع يختص بسيدة الحسن والجمال..
ترددت قبل أن أسأل ولكني تحليت ببقايا شجاعة وقلت:نورة..
نظرت إلي أي أنها تستمع.. قلت لها: هل يحبها؟
- من فيصل؟ بصراحه لا أدري.. أحيانا أحس بأنها كل ما يملك.. وأنه يحبها حب ملك عليه كل حياته.. أحس وأنها غاية في الإنسجام.. وهذا ما يردده هو دائما في أي وقت أسأله أو أي شخص آخر يسأله..بأنه يحبها.. يعشقها..وأنه سعيد معها..ولكني أنا لا أرى ذلك..ليس بعيني لأن عيني ترى سعادتها..إلا أني قلبي يا روز يرى تلك السعادة..إنما يصنفها بسعادة زائفة لا أساس لها ولا طعم.. أرى أخي يا روز تعيسا.. حزينا متألما.. ولكن ليس باليد حيلة..هو من اختار لنفسه الشقاء..هو من اختار العذاب..وليس بيدنا أي شيء نفعله له..هو فقط يستطيع أن يساعد نفسه ولا أعرف كيف.. ولكن أخبريني روز..لم تسألين؟
- بصراحه نورة لا أعرف.. ولكني شعرت بفضول للمعرفة..فقط لا غير..
- ألازلت تحبينه يا روز؟
نظرت إليها ولم أجبها.. ففي تلك اللحظة ما عدت أعرف شعوري.. هل أحبه هو..أم نواف؟؟ نواف؟ أواه يا قلبي على ذكرى نواف.. هو الآن ليس لي..ولن يكون لي أبدا.. هو سيتزوج.. وسيصبح لأخرى.. ولكن يا ترى.. هل سيفي وعده؟ هل حقا سأحضر زفافه؟
- روز..روز.. أين سرحت؟
- ماذا؟ ما بك؟
أجبتها بعد أن عدت لمكاني في الصالة.في بيت خالتي..في الكرسي القريب من الباب بقرب نورة..
- لا شيء.. ولكن أنت..أين سرحت؟؟ أين شطح بك الخيال؟؟
نظرت إليها وبابتسامة مصطنعه قلت حين لمحت فهد داخلا: سأخبرك لاحقا..


يتبع...
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2004, 06:25 PM   #75
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

دخل فهد..قبّل رأس والدتي..وغمز لزوجته محييا..ثم التفت إلي ونظر إلي بنصف عين.. نظرت إليه بنظرة مماثلة فضحكت أمي وقالت: ما بكما؟ هل أنتما متخاصمان كالعاده؟
لم أجب فتطوع الأخ فهد وبدأ الحديث أو المعركه إن صح الحديث: خالتي روز أنانيه.. أجل أنانيه.. تخيلي لا تدعني أستمتع بأغنية أو أي شيء أحبه دون أن تنغص علي سعادتي.. لا أدري لماذا.. والدليل ما حصل قبل قليل..
سألت أمي: ما الذي حصل قبل قليل؟؟
نظر إلي وقال: هل تخبرينها أنت أم أخبرها أنا؟
قلت بحده: لم أفعل شيئا..قل ما تريد..
قال بغضب: طفلة مدللة..
عاد والتفت إلي أمي وقال: خالتي..قبل قليل عندما كنا بالسيارة في طريقنا إلى هنا كنت أستمع إلى أغنية أحبها في الراديو..
قاطعته وقلت: لم تكن تحبها ولكنها أعجبتك..
- حسنا لا فرق المهم أني كنت أغني معها.. وفجأة ودون أي إنذار أو استئذان..مدت يدها وأطفأت الراديو.. وعندما سألتها عن السبب تقول أن الأغنية أزعجتها.. مع أني أعلم أنها كاذبه فلقد رأيتها قبل أيام ترقص على أنغام هذه الأغنية بالذات.. ولكنها أطفأتها لأنها رأت أني منسجما معها..فلقد غارت من صوتي..
عدت وقاطعته فقلت: أنا أغار من صوتك؟؟ وهل يغار الكروان من النشاز؟ إن صوتك مزعجا يا أخي..عذرا ولكنه كالعويل..
- أنا صوتي كالعويل أيتها الطفلة؟
- بل وأسوأ... ولكني لا أريد أن أحرجك أمام زوجتك وأمي..
وقبل أن يشرع فهد في عاصفة جديدة نهرتنا أمي بقولها: كفى أنتما.. ألا تحترماني؟ أليس لوجودي بينكما أي قدر؟ هذا وأنا بينكم تفعلون هذا..فما الذي ستفعلونه بعد أن أفارق هذه الدنيا؟
اقترب منها فهد قبّل يدها وقال: لا تقولي هذا يا أمي هدى.. حفظك الله من كل شر..
وأيضا أنا نهضت من مكاني.. نظرت إليها بعينين كسيرتين وقلت: أنا آسفه يا أمي.. أرجوك لا تغضبي مني.. اطال الله بعمرك يا حبيبتي..
أجابتنا أمي: الآن تقولان هذا الكلام؟ وقبل قليل كدتما أن تتقاتلا؟؟
رددت: كنا نمزح سويه يا أمي.. أليس كذلك يا فهد؟؟
نظرت إليه أرجوه بعيني أن يؤكد كلامه وبالفعل كان فهد بمن يوصف أنه بالإشارة يفهم.. فمن دون أن يرى عيني أكد كلامي فقال: أجل يا أمي كنا نمزح..
قالت أمي: ولكن مزحكما ثقيل جدا.. لا تعاودا الكرة مرة أخرى..
- بأمرك يا ست الحبايب..
مرت العاصفة بسلام وجلسنا نحن الأربعه نتكلم ونتجاذب أطراف الحديث حتى مرت فترة ليست بطويلة إلا أن مفاجأة حصلت لي أنا ونورة..فينما نحن نتحدث دخلت علينا جولي حاملة الصغيرة.. ولكنها لم تكن كما كانت قبل قليل.. كانت ترتدي عبائتها وحجابها.. حجابها كان يخفي شعرها الأشقر إخفاء تاما..لم يبدو منه حتى شعرة واحده.. وعبائتها كانت مسدلة على جسمها فلم يظهر منه شيء غير كفيها اللتين تحمل بهما الصغيرة..
دخلت.. ألقت التحية وليس بأي تحية..قالت: السلام عليكم ورحمة الله..
رددنا السلام فأقبلت نحوي.. أعطتني الصغيرة وابتسمت لي بخبث.. لم أفهم قصدها.. لم أخبرتني أنها ليست مسلمه فعادت وارتدت حجابها؟ ولم تعطيني الطفلة وتبتسم بسخرية؟ أتريد أن تستخف بي أم ماذا؟؟
نغزتني نورة وقالت: روز أيتها الكاذبه.. أكل هذه غيره؟
أجبتها بذهول: أي غيرة؟؟
- تقولين أنها قالت أنها ليست مسلمة وأنها لن ترتدي حجابا.. الآن عرفت لم لا تريدين أن تخبري فيصل..
شهقت وقلت: نورة.. أتكذبيني وتصدقين جولي؟؟
- روز حبيبتي.. الغيره تفعل أكثر من هذا لا عليك..
- نورة أي غيرة تتكلمين عنها؟؟ هي أخبرتني ذلك..
- حسنا حسنا أصدقك..
- لا لا تفعلين..
- بلى أصدقك..لا عليك منها الآن.. أمسكي الطفلة حتى لا تقع منك..
نظرت إلى الطفلة وكذلك نورة.. قالت نورة: يا إلهي.. إنها تشبهك كثيرا يا روز..لا أصدق هذا الشبه الحاصل بينكما.. لو أنها كانت ابنتك لما أشبهتك هكذا.. سبحان الله..
ابتسمت لها وقد ملأت الدموع عيني.. نهضت حاملة الطفلة..أعطيتها جولي وأسرعت إلى غرفتي.. بينما أنا أمشي بسرعة مخفضة الرأس وعيني ملأى بالدموع.. لم أرى ما أمامي.. فقد ركضت بسرعة..إلا أني توقفت..ليس بارادتي..إنما لأني أصطدمت بشيء ما..رفعت عيني.. أريد أن أعرف بم اصطدمت؟ وياللمفاجأة.. كان فيصل.. ويحك يا فيصل ألا تأتي إلا في هذه المواقف؟أخفيت وجهي بسرعة عنه تمتمت معتذره ورحلت بسرعه دون أن أتلقى إجابته.. نادى باسمي:
- روز..توقفي روز..
إلا أني لم أتوقف.. بل أسرعت إلى حجرتي وأغلقت الباب..
ظل واقفا في مكانه حائرا يفكر..لا يدري ما رآه كان دموعا.. أم كان بريقا.. أكان أملا..كما يراه دوما في عيني.. أم دموعا دخيلة على عليها؟؟
وبعد ثوان أتت نورة خلفي.. رآها فيصل.. استوقفها.. سألها:
- ما بها روز؟ أكانت تبكي؟
أجابت:
- تبكي؟ لا لا أظن.. ولكنها غاضبه مني فلقد أغضبتها بكلامي..
- ويحك يا نورة.. لم تفعلين هذا؟
- لم أكن أقصد.. والآن دعني أذهب لها..هل تسمح؟؟
- تفضلي.. وإياك أن تفعليها مجددا.. أفهمت؟
- أجل فهمت.. يالحظي.. لم أغضب روز إلا في وقت أنت في المنزل؟؟
تمتمت بذلك وهي متجهة إلى غرفتي..دقت باب حجرتي ولم تنتظر إذني بل فتحت الباب ودخلت..


يتبع...
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-05-2004, 12:16 AM   #76
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

دعوة للزفاف

وفي غرفتي.. كنت واقفة أمام النافذة.. أنظر إلى المحيط من خارجي.. أرقب حركة الأشجار ورقصاتها المنسجمه مع الرياح.. أرقب الطيور وقفزاتها الرشيقة فوق الأغصان.. من شجرة لأخرى.. لا يحكمها أحد.. ولا أي أحد.. تذهب حيث تريد.. ومتى ما أرادت.. تبقى مع من تريد.. من تريد هي.. أواه كم هي سعيدة حياتكم.. كم أتمنى لو أكون مكانك يا طير.. أو مكانك يا شجرة.. أو حتى مكانك يا قطرة المطر.. لكنت أسعد من الآن بكثير.. ليتني طائر.. فأطير عن أحزاني وأرحل بعيدا.. أغادرها ولن أعود لها.. أبدا لن أعود.. ليتني طائر فلا أكترث لشيء.. لا لشخص ولا لأي أحد.. ليتني لا أحمل قلبا..ولا أراه يتكسر أمامي.. أرى حطامه منثور على الأرض.. كحطام زجاج مبعثر متناثر..
كنت أحدث الطبيعة من حولي ليس بلساني.. وإنما بعبراتي.. عبرات صامته تحمل كل ما في القلب من آلالام..
أحسست بأن أحد اخترق عزلتي..فلم أعد وحدي..شعرت بأن كائنا محببا معي بالغرفة.. وليس أي كائن.. بل كائن حبيب.. التفت فوجدتها..
باسمها هتفت من بين دموعي محاولة ابتلاع تلك العبرات الكثيرة التي أبت إلا أن تهطل: نورة..
اغرورقت عيناها بالدموع حين نظرت إلي وبادرتني الحديث قائلة: أنا آسفة يا أختي.. أقسم لك أني لم أكن أقصد.. لم أكن أقصد.. أبدا لم أكن أعني أنك تكذبين.. اعذريني يا روز.. أنت أهم عندي من تلك الجولي.. أنت أختي.. ولتذهب هي إلى الجحيم..
قلت لها: لا عليك يا نورة.. لا أغضب منك لو مهما فعلت..
اقتربت مني وسألتني بتشكك: أحقا يا روز؟ألست غاضبة مني؟؟
- لا.. لست كذلك.. ولم أفعل؟
نظرت إلي هنيهة ثم اردفت: روز.. ما بك؟ هل حصل شيء بالأمس؟ هل تلقيت ردا من نواف؟
تنهدت بعمق ولم أجب.. بل أخفضت رأسي.. عادت وسألتني: روز.. تكلمي ماذا حصل؟
أجبتها: لا شيء لم يحصل شيء..
سكت ثم ابتسمت وقلت: قبل أن أنسى.. نحن مدعوتان بعد ثلاثة لحضور حفلة زفاف..
باستغراب قالت: حفل زفاف؟ حفل زفاف من؟ بشرى لن تتزوج قبل الصيف.. وفاطمه تزوجت الشهر الماضي.. أما عبير فلن تتزوج قبل سنتين.. فزفاف من سنحضر؟؟
اجبت وقد عادت عيني بالامتلاء استعدادا لنثر الدموع: زفاف نواف..
صدمت نورة لما قلت.. فكادت تقع.. إلا أنها أمسكت حافة الكرسي وأعادت ما قلته:زفاف نواف؟
أومأت برأسي علامة الإيجاب.. فصاحت: كيف ذلك؟ وما أدراك؟
سرت مبتعده عن النافذه وارتميت على السرير.. عادت وسألتني:كيف عرفت يا روز؟؟ هل أرسل لك رسالة؟ هل رد على رسالتك؟؟
- لا لم يفعل.. لم يرسل لي رسالة..
- إذا رأيته على الماسنجر؟
- أيضا لا.. لم يحدث...
- إذا ماذا أخبريني؟؟ لا تشغلي بالي!!
- ومايهمك في كيف عرفت؟؟ المهم أني عرفت وأننا سنذهب الزفاف..
- لحظه لحظه.. بالأول يهمني كثيرا أن أعرف من أخبرك لأتأكد من صحة هذ الخبر.. فربما من أخبرك يكذب عليك..
ضحكت بسخرية وقلت: يكذب علي؟ أتمنى يا نورة ولكنه لا يفعل.. أنا متأكده..
- أمتأكدة لهذه الدرجه؟؟ قبل أن تخبريني من أخبرك هل أنت عاقله؟؟ تذهبين إلى زفاف من تحبين؟
- أجل يا نورة.. عاقلة.. أريد ان أرى من فازت به.. من ملكته في النهاية.. من لم تحبه كما أحبه انا إلا أنه أصبح لها الآن..
- لست أفهمك أبدا يا روز..
- ولست أفهم فسي أنا أيضا..
- أخبريني يا روز.. أرجوك.. كيف عرفت..
نظرت إليها وقلت: أخاف أن تكرهيني..
ردت باستغراب: أكرهك؟؟ بالطبع لن أفعل.. ماذا تقولين أنت؟
- آه يا نوره.. أنا بت أكره نفسي.. فكيف لا تكرهيني أنت؟
- روز تكلمي.. قولي من أخبرك؟
- أخبرني هو!
- من؟ نواف؟
هززت رأسي ولم أجب..
صاحت بي: كيف أخبرك؟؟
أخفضت رأسي وبصري للأرض فقالت بحده: تكلمي.. كيف أخبرك؟
وعندما انعدمت اجابتي.. أمسكت بكتفي بقوة ونترتني قائلة: تكلمي روز..
قلت باكية: هاتفته.. أجل نورة هاتفته وأخبرني..
نظرت إلي ثوان ثم قالت: هاتفته؟؟ وبهذه البساطة؟ أغبية أنت؟
- أجل غبيه.. ولكن أخبريني..ماذا أردتني أن أفعل؟؟ أسكت؟ أنتظر الموت حتى يحين لي؟ أعلم أنه لن يرسل لي.. فماذا أنتظر؟ أردت أن أعرف.. وفعلا عرفت..وليتني لم أفعل..
- لا أدري ما أقول لك.. ما فعلته كبير جدا يا روز.. وخطأ لا يغتفر..
رميت نفسي بين أحضانها أبكي ودموعي تصف كل الألم الذي استوطن الشعور.. أخذت نورة تمسح على رأسي.. وتشاركني الدموع أيضا.. قالت لي: روز.. أنا لا ألومك.. أبدا لا أفعل.. لأني لو كنت مكانك لفعلت مثل ما فعلت.. ولكن آه يا حبيبتي..لم أشأ أن تفعلي ذلك..
رفعت رأسي وقلت: ماذا أفعل يا نورة؟ لم يكن بيدي شيء.. يفعل المرء أي شيء.. أي شيء حتى المستحيل.. ليحافظ على حياته.. ونواف حياتي يا نورة.. وحاولت أن أحافظ على حياتي إلا أني لم أستطع يا نورة.. حياتي رحلت يا أختي.. رحلت..ولن تعود لي..
- كفى يا أختي.. لا تفعلي ذلك بنفسك.. أرجوك.. لا تفعلي ذلك..
- آه يا نورة.. ليتني أستطيع.. ليتني.. أتمنى لو أنساه.. وكأنه لم يمر بحياتي يوما..ولكني لا أقدر.. لا أقدر يا نورة..
- هوني عليك يا أختي.. أخبريني.. أمتأكدة أنك ستذهبين لزفافه؟؟ كيف تستطيعين؟؟
رفعت رأسي..مسحت دموعي وقلت: أجل.. سأذهب يا نورة.. وتعالي أنت معي..
قالت بأسى: ليتني أستطيع التواجد بقربك.. أو الذهاب معك.. إلا أني لا أستطيع..
- لا تستطيعين؟؟ لماذا يا نورة؟؟
- روز عزيزتي..فهد مشغول جدا ولن نأتي هذا الأسبوع.. أرجوك لا تذهبي يا روز. أو إن ذهبتي خذي أمي معك..
- لا أمي لا.. ستعرف ان هنالك امر ما.. أرجوك يا نورة.. حاولي.. لا أستطيع الذهاب بمفردي.. ولا أريد أن يذهب أحد معي غيرك.. أرجوك..
- أود ذلك يا روز.. وسأحاول.. أعدك أني سأفعل.. ولكن إن لم أستطع الحضور فلا تذهبي.. أرجوك لا تذهبي..
يتبع..
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-05-2004, 01:26 AM   #77
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أكملي يا أختي فأنا في موضوعك هذا أقرأ كتاباً في علم النفس أكثر من مجرد قصة ..

أكتبي و أكملي و تابعي و أمتعي ..
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2004, 10:35 PM   #78
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

- لا أستطيع يا نورة.. أريد أن أذهب.. حقا أريد ذلك.. روحي راحله.. ألا يحق لي على الأقل بفرصة توديعها؟؟ سأذهب يا نورة.. سأذهب مهما كانت العواقب..
- ولكنك ستتألمين كثيرا.. إنه الموت بعينه يا روز..
عاودت عيني السيلان وقلت: أعلم يا نورة.. ولكن الموت حاصل سواء أذهبت أم لا.. سأموت في ذلك اليوم سواء في منزلي أو هناك..في زفافه هو..
تنهدت نورة وقالت: لا أدري لازلت لا أريد أن تذهبي.. اعلم أنك تتعذبين.. وستتعذبين أكثر حين ترينه..ممسكا بيدها هي.. وليس بيدك أنت!!
صحت بها: كفى يا نورة.. كفى.. لا تكملي.. لا أستطيع تخيل ذلك اليوم ولا أريد أن أفعل.. فقط سأذهب.. وليحصل ما يحصل..
- لست أفهمك يا روز..
- أخبرتك أنك لن تفعلي.. وأنا أيضا لا أفهم نفسي.. ولكن أرجوك نورة..اقفلي الموضوع الآن.. أحس أني بذكره أقتل وأقتل.. ولو تعلمين أني أموت في الثانية مئات المرات..
- لا أدري يا روز ماذا أقول لك..
اشترت له أي لا تتكلمي.. ثم القيت بنفسي على السرير.. واستلقت هي بجانبي.. همست: روز.. أتذكرين عندما كنا في الخامسه؟
نظرت إليها محاولة فهم ما تقصد فقالت مفسرة: أتذكرين كيف كنا كالفراشات الصغار؟ لا يهمنا شيء.. ولا أي شيء؟؟ كنا ننام سوية.. وننهض سوية.. لا يفرقنا شيء..
- أجل أذكر يا نورة.. أذكر عندما كنا نختبأ في غرفة أمي نلهو في أشيائها فتأتي وتخاصمنا.. فنرد عليها بضحكاتنا البريئة الحلوة.. أذكر كيف كنا نتقاسم كل شيء.. وقد اتفقنا..
وسكت ولم أتم جملتي فأكملتها وهي تضع رسغها الأيمن تحت ذقنها متكئه على ذراعها:افقنا على أن نتبادل الأخوة.. أنت لك فيصل وأنا لي فهد.. وسعود نزوجه من مرام.. ابنة صاحب أبي رحمه الله.. وأنا فعلت ما أردت.. تزوجت أخيك..بينما أنت!!
وسعود أيضا.. لم نزوجه من مرام..
وانفجرت نورة ضاحكا فقلت باسمه: حرام عليك!! ألم تجدي سوى مرام لسعود؟
- أجل إنها تناسبه.. هو جدي دائما وهي مملة دائما.. لذا فهم متفقان..
- أتجنين على أطفالهم؟؟ كيف سيكونون حينها؟؟
- سينجبون أطفالا عبارة عن خليط من الملل والجدية.. أي بمعنى أصح..شيء لا يطاق..
ضحكت من بعد بكاء مرير وقلت: لو يسمعك سعود..سيقتلك.. أتعلمين يا نورة.. سعود ليس كما تتصورين.. هو ليس مملا أبدا ولا جديا دائما.. بالعكس سعود عكس ذلك تماما.. هو بداخله طبيعة فتية غضة.. فعندما ترين في عينيه.. تجدين شقاوة طفل بريئة.. ورقة أب حاني.. أتدرين أني بعد وفاة أبي رحمه الله أحسست وبأني وحيدة..رغم أن الجميع حولي.. ولكن أبي مختلف.. كنت قريبة جدا من أبي.. أحبه كما لم أحب أحدا من قبل.. لم أتوقع في يوم أن أفقده هو أو أمي.. كنت أعتقد أن الله أبدلني بهم عوضا عن والدي الحقيقيين.. لذلك لم أظن أنه قد يرحل.. أو أمي قد تمضي وتبتعد.. لذلك فكان رحيله عنا فاجعة كبيرة بالنسبة لي.. لم يستطع أي أحد أن يخفف عني.. لا نواف ولا أمي ولا أي أحد.. لم يستطع سوى سعود.. برقته وحبه وحنانه لي.. كان كأبي.. فيه صفاته..كثيرا من صفاته.. تلك النظرة التي كنا نراها في عيني والدي.. له نفس الطريقة في الكلام.. نفس الاسلوب.. نفس الأفعال.. له ذات الشخصية القوية..وذلك الإحترام الذي يفرض نفسه على الجميع أينما ذهب.. أحب سعود كثيرا يا نورة ولن أزوجه بأي كانت.. خصوصا مرام تلك..
- كنت أمازحك فقط.. سعود ليس ابن عمي وأخ زوجي فقط..بل هو كأخي.. أحبه كما أحب يوسف وفيصل وأحمد.. ولن أقترح تزوجيه من مثل مرام ولن أسمح لك بذلك حتى لو أردت.. روز.. أتكتمين سرا؟؟
- بالطبع أفعل.. لطالما كنت حافظة أسرارك.. أتتوقعين أني سأفشيها الآن؟
اخفضت رأسها خجلا وقالت: عندما كنت صغيرة.. كنت أحب فهد فعلا..ولكن بداخلي.. وبأعماقي.. كنت أرى أن سعود هو رجل أحلامي.. هو تلك الشخصية التي تعجبني.. وأتمنى أن أقترب منها أكثر.. إلا أني لم أشأ أن أقترب.. لأني لم أر منه استجابه.. كنت أحبه لأني أراه كأبي.. مثل شخصيته..وذلك ما أعجبني فيه.. بلى كان قلبي مع فهد.. ولكن روحي كانت معلقه بفارسي.. بسعود.. لم أكن أتوقع أني سأخبر بذلك وخصوصا الآن وبعد أن تزوجت فهد..ولكن بحديثك ذكرتني بذكريات الماضي.. بحبي القديم..
ضربتها برفق وقلت:ويحك! لما لم تخبريني من قبل؟؟ لكنت زوجتك إياه بدلا من فهد!
- لا لا روز... أنا لا أريد سوى فهد.. أنا أحبه!!
- وأنا لا أريد لفهد سواك.. وسعود سأبحث له عن عروس كفء له بإذن الله!!
- ولا تنسي أني سأبحث له معك عن من تناسبه وتستحقه..
- لا تناسبه فقط.. لأن بنظري ولا أي امرأة في العالم تستحق أخي..
ابتسمت ولكأنها تذكرت شيء مهم فقالت:أجل روز.. أنت قدمت للوظيفة التي أخبرتني عنها أليس كذلك؟
- أجل فعلت.. منذ أيام..
- وماذا حصل؟ ألم يردوا عليك؟
- لا لم يفعلوا.. سأكلمهم غدا وسأرى.. إن كنت قبلت أم لا..
- إن شاء الله ستقبلين.. انا واثقة من ذلك!
- إن شاء الله.. ولكن.. لا أتخيل نفسي مدرسة أبدا..
- أنا أتخيلك ولكني أخاف على الأطفال منك فلازلت أذكر ما كنت تفعلين حين تشرحين لي درسا ولا أنتبه معك.. كم تكونين مخيفة.. فمن يخضع لتدريسك يكتشف أن خلف هذه الصورة الوديعه مدرسة مخيفة..
ضحكت وقلت لها: أنا مخيفة فقط لمن يستحقون..وأمثالك أعني!!
ردت بسخرية: حقا؟
- أجل..
ضحكنا سوية وتمايلت أجسادنا ضحكا وكأن ألم لم يكن بنا.. فأحيانا.. لحظات سعادة تغلب الحزن والألم.. فتجعلهم يغفوان قليلا..يغيبان عن الوعي برهة.. ولكنهم في الأخير ومهما طالت غفوتهم..سيصحوان.. فمتى سيفعلون؟؟




يتبع..
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2004, 10:47 PM   #79
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

أنا أتألم



يبدو أن الألم والحزن أستكثرا علي السعادة طويلا.. فلم يغفوان سوى ثوان..ثوان قليلة تذوقت فيها السعادة.. ثم سرعان ما عاد الشقاء أتجرعه بمرارة وأسى..
رحلت نورة.. وتركتني وحيدة.. أتخبط في بحر آلامي لوحدي.. أغرق وحدي.. وأعود فأطفو أيضا وحدي.. لا يد تساعدني أو تعاونني على الخروج من هذا البحر الهائج..
سقطت في ظلمة عالمي.. لا نور ليرشدني.. ولا يد حانية توصلني للخارج.. فإلى متى أظل في الظلمة غارقة ميته؟
مر يومان بعد رحيل نورة.. ولا مهنة لي سوى التظاهر بالجلد والفرح أمام اخوتي..وعندما انفرد بنفسي.. أبقى وحيدة مع روز.. أبكي.. أجل.. يومان متواصلان لم أذق خلالهما للنوم طعما.. ولا للسعادة معنى.. سوى دموع ودموع.. آهات وعبرات.. أبكي ولا أدري ماذا أبكي.. أبكي لفراق نواف؟ أم أبكي لما آلت إليه حالي؟ أم أني أبكي لأنه تركني.. فضل أخرى علي.. أجل أعلم أننا اتفقنا على ذلك.. ولكنه كان كلام.. مجرد كلمات تفوهت بها ألسنتا وندمنا عليه نحن الإثنين.. نحن الإثنين؟؟؟ وما يأكدني من ذلك؟؟ قد أكون وحدي من يتألم.. من يبكي ويتعذب..بينما هو سعيد مع زوجته.. لا لا يا روز.. لا تقولي مثل هذه التفاهات.. إنه نواف.. أتذكرين من هو نواف؟ أم الحزن أنساك من هو؟ نواف حبيبك الذي لم يبدلك بأخرى لسنتين متواصلتين.. ذلك الوفي المخلص الذي لم يجرحك مرة.. لم يخنك مرة.. فكيف تشكين به الآن؟ ليتني بقربك يا نواف.. أخففك من ألمك الذي أعلم أنه لا يقل عن ألمي.. أمحو حزنك وأساعدك على الفرح.. بدأ حياتك الجديدة بابتسامه.. ولو كانت ابتسامة ألم.. لأن السنون كفيلة بأن تقلبها من ابتسامة ألم.. إلى ابتسامة أمل..
وبينما أنا أناجي روز وأتحدث معها.. دق الباب.. سألت بوجل: من؟
أجاب الطارق: أنا سعود يا روز.. افتحي الباب.. لم بابك مقفل؟؟
ارتبكت فقلت: سأفتحه الآن دقائق..
أسرعت فغسلت وجهي ومحوت آثار الدموع المتعلقه على أهدابي فبدوت طبيعيه.. إلا أن من ينظر إلى عيني..يفضح سري الذي أحاول أن أخفيه ولكن هيهات..
فتحته له الباب فقال: روز.. ما بك؟ لم تقفلين الباب؟
قلت بتلعثم: لا شيء كنت أبدل ملابسي..
- حسنا.. رغم أني أرى أنك لم تفعلي فملابسك ذاتها التي كنت تلبسينها على الغداء.. فلا أرى أنك بدلت ملابسك.. على العموم.. أتى أخ صديقتك نورة وأعطاني هذه البطاقات لك.. يقول أنها بطاقات زفافه وأن نورة أوصته أن يحضر البطاقات لبيتنا..
- ماذا؟ هل أحضرهم أخوها؟ أي أخ فيهم؟؟
- قال لي اسمه.. دعيني أذكر؟؟
أخذ سعود يفكر بينما ظللت أردد اسمه ببالي وهمست دون أن أشعر ودون ان تسمعني أذنه: نواف..
قال سعود بعد أن تذكر: نواف.. أجل اسمه نواف.. إنه وسيم أتصدقين؟هل أخته جميله مثله؟؟ إذا كانت كذلك فلم لا تزوجيها لأخيك..
غمز لي سعود واصطنعت الإبتسامه بينما أنا أموت وينزف قلبه ألما.. قلت بألم:
- أزوجك أياها؟
- أجل وما المانع؟
- لا شيء سوى أنها..
لم أدر ماذا أقول له..هل أخبره أني لن أزوجه إياها لأنه ليست موجودة أصلا؟؟ قلت له كاذبه: لأنها مخطوبه..
- آه أجل.. لم أخبرك.. لقد دعاني نواف لحضور زفافه..
- حقا؟؟ وهل ستذهب؟
- لا أدري ربما..
- اذهب لماذا لا تذهب.. نواف رجل طيب.. وقد دعاك فلماذا لا تذهب؟
- لا أدري ربما أذهب.. حسنا أستأذنك الآن يا روز.. سأذهب لمقابلة نزار صاحبي.. هل تريدين شيئا؟
- لا أشكرك سعود.. انتبه على نفسك..
- إلى اللقاء..
رحل وأغلق الباب من خلفه.. وأنا.. بقيت واجمة في مكاني.. انظر إلى البطاقات برهبه.. نظرت إليها مطولا.. قربتها إلى أنا وشممتها.. إني أشم رائحته..رائحة نواف..رائحة يديه.. فهي التي حملتهم.. ضممتها إلي بقوة ولكأني أدخلها إلى قلبي.. أقربها منه.. دعوة مني إليه ليشتم رائحتها.. ليمييزها مابقي على قيد الحياة.. ليحفرها في جدرانه ولا ينساها أبدا.. أحفظتها يا قلبي؟؟ أعرفتها الآن؟ هل لي أن أبعدها عنك قليلا؟
حتى عبراتي أبت إلا أن تشتمها معنا.. فانسابت من عيني وتساقطت على البطاقات كحبات البرد.. فاختلطت رائحة دموعي برائحة نواف..
استأذنت قلبي.. أرجوك.. أريد أن أراهم.. فهل لي؟
سمح لي أن أراهم لثوان.. وبالفعل.. فتحت البطاقة وقرأتها..عندما قرأت.. ندعوكم لحضور حفل زفاف نجلينا نواف ودينا.. أحسست وكأني أسقط في عالم من فراغ.. فاضت عيناي بالدموع.. لا أصدق.. لا أصدق.. كنت أحسب أني في حلم.. وأني قد أستيقظ منه.. لكن ها هو.. إنه واقع.. واقع مر مؤلم.. نواف ستزوج.. سيتزوج دينا.. فما هو شكلها يا ترى؟ وهل تستحقه فعلا؟
قضيت ليلتي أنتحب في بكاء هستيري.. لم أستطع الإحتمال.. لقد حانت منيتي..فكيف لا أبكي؟ آه يا إلهي.. كيف سأفعل هذا وحدي؟ سأراه أمامي..متأبطا ذراعها هي؟ لا أستطيع سأموت.. أقسم أني سأموت.. ظللت أبكي وأبكي..لم أتوقف حتى جفت عيناي.. أحسست أني خائرة القوى.. لا أقدر على الحراك.. إلا أني نهضت من سريري.. سرت وقدماي لا تحملاني.. فتحت الباب بوهن ولكأني طفل في الثانية من عمره..نزلت للأسفل.. لا أدري ماذا أريد.. ولكني نزلت ووقفت بجانب سعود.. حيث كان واقفا يضع بعض الأغراض في المطبخ.. نظر إلي.. سألني عن بعض الأشياء ولا أدري حقا بم أجبته.. أحسست أن حروفا خرجت من فمي إلا أني لم أعي ما هي.. قطب حاجبيه واقترب مني.. سألني:هل أنت بخير يا روز؟
- أجل ولكني أحس بوهن شديد.. وبأن جسمي يؤلمني ولكأن عظامي ستتكسر..ورأسي يكاد ينفجر يا سعود..
اقترب مني..وضع يده على رأسي.. صاح قائلا: روز.. رأسك يشع حرارة.. اذهبي لترتاحي وسأحضر لك عصير البرتقال والدواء..
- لا داعي يا سعود.. سأصبح بخير..
- لا تتكلمي فقط اذهبي وارتاحي وسأحضر لك أنا كل شيء.. هل أسندك أم تستطيعين الذهاب؟
- لا لا أستطيع الذهاب..
- هيا اذهبي..
انقدت لأوامره وصعدت لغرفتي.. رميت بنفسي على سريري وكأني جثة هامدة.. أحسست وكأن جفني قد انطبقا على بعضهما إلا أني بعد فترة قصيرة أحسست بحركة الباب فعلمت أن سعود قدم.. شعرت بخطواته ففتحت عيني.. وعندما استقر بقربي حاولت أن أرفع جسدي إلا أني لم أستطع.. همس: أختي.. هاك العصير.. اشربيه وتناولي معه الدواء..
بيدين مرتعشتين أخذت منه العصير ورشفت منه قليلا إلا أني لم أشعر أني أستطيع أن ابتلع شيئا فابعدته عني قليلا..
- اشربي الدواء يا روز..
- حسنا سأفعل..
اخذت الدواء من يده.. وضعته في فمي.. ودفعته بجرعة من العصير.. ومن ثم أسندت برأسي للخلف..
كان سعود يحدق بوجهي وكأنه يبحث عن شيء.. قال لي: روز..
فتحت عيناي بانتظار ما يريد قوله فقال: وجهك متغير.. هل كنت تبكين؟
- لا لم أبك..
تمتمت وأشحت بوجهي عنه..
أمسك وجهي وجعلني أقابله وقال بحده: بلى.. أنظري إلى عينيك.. أنظري إليك.. أخبريني ما بك؟
- لا شيء يا أخي.. سوى أني مريضة.. أحس بأني تعبة كثيرا..ذلك السبب فقط..
- حقا يا روز؟؟ لا تخفي علي شيء يا أختي.. انا أخيك ومثل والدك.. فلا تخفي عني أي أمر.. اتفقنا؟
- أجل يا أخي..
- حسنا سأدعك الآن لتنامين ثم أعود لاحقا لأطمئن عليك.. نامي جيدا حسنا؟
- حسنا يا سعود..
أغمضت عيني وأسلمت نفسي للنوم.. أخذ سعود يتلو علي آيات من القرآن الكريم فشعرت بطمأنينة بالغة لا تماثلها طمأنينة وراحة.. فنمت ولم أشعر بما حولي.. رغم أني قبل ثوان كنت أشعر بأن وسادتي مصدر مشعا للحرارة.. فكانت حرارة وجهي تنعكس على مخدتي فتعود وتحرق وجهي من جديد..
عندما تأكد سعود أني نمت.. أحكم الغطاء علي وسار مبتعدا.. خرج من غرفتي وأغلق الباب بهدوء..
ذهب إلى غرفة الجلوس.. شغل التلفاز وجلس على الأريكه.. إلا أن فكره كان شاردا.. يشغل باله الآلاف الأشياء وكنت أنا من ضمنها..
دق هاتف المنزل.. فلم يجبه أحد...رغم أنه كان بقرب سعود إلا أنه لم يجب.. مرة.. اثنتان وثلاث.. ولم يتوقف الهاتف عن الرنين.. بالعكس فقد كان يصدر نغماته المزعجه التي تقطع على سعود تفكيره.. وفي الأخير اضطر لإسكاته فرفع السمعه..قال بغضب:ألو..
أتاه الصوت من الطرف الآخر قائلا: ألو..
- من معي؟
- أنا خالتك يا سعود.. ألم تعرفني؟
- أهلا يا خالتي اعذريني..فلقد كنت غافيا قليلا.. ولم أركز على الصوت..
- لا عليك يا بني.. ولكن أخبرني مابكم؟ منذ زمن وأنا أتصل ولا أحد يجيبني.. أتصلت على هاتفك وهاتف روز أيضا لا تجيبون!! فما بكم؟ وأين هي روز؟
- كلنا بخير يا خالتي لا تخافي.. روز نائمه وأنا كنت بالخارج.. ولم أسمع هاتفي حيث تركته بالبيت.. أعذريني يا خالتي.. ولكن ماذا كنت تريدين؟
- لا شيء ولكني وددت لو تأتون غدا عندي على الغداء..منذ زمن لم أرك ولم نجتمع سويه على وجبة..
- غدا؟ لا شيء لدي للغد.. سأكون عندك بإذن الله.. أما روز لا أعلم.. ولكن لا أظن أن لديها شيء.. لذلك أظننا سنكون عندك بإذن الله..
- بإذن الله.. سأدعك الآن يا بني.. اذهب وأرح نفسك.. صوتك متغير ولكأنك محزون أو تعب.. فاذهب وتوضأ وصل ثم نم يا صغيري..
- حسنا يا خالتي.. بأمرك.. تصبحين على خير.. أوصلي سلامي للجميع..
- سأفعل.. سلم لي على روز..
- يبلغ.. إلى اللقاء
- إلى اللقاء يا سعود..
أغلق سعود السماعه وكذلك مصابيح الحجره.. وذهب لغرفته.. فهو كما وصفته خالتي.. محزون تعب..محتاج للراحة..




يتبع..
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 14-05-2004, 10:50 PM   #80
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

المرة الأخيره


عندما كنت صغيرة.. كنت أعتقد أن العمل الخارق هو ما كان يفعله الرجل الخارق في المسلسلات التلفزيونيه من القبض على الأشرار أو النفخ بفمه فيطفأ بذلك النيران.. أو سرعته الهائله عند الركض حيث يختصر مسافة تقطع في ساعات طوال بالسيارة أو الطائرة بثوان..
ولكن الآن.. وبعد أن كبرت.. علمت أن الرجل الخارق تافه.. وليس بخارق أبدا.. وأن ما يفعله ليس سوى تمثيلا.. وعرفت العمل الخارق الذي لا يشابهه عمل.. بالواقع عرفت أعمال كثيرة خارقه..بينما الآن..أدركت أحدها.. كان عملي الخارق في تلك اللحظة أن أفتح عيني.. وبالفعل.. فتحتها.. فتحت عيني بإعياء شديد ونظرت إلى ما حولي.. إنه هو.. اليوم الموعود.. يجب أن أنهض..
حاولت النهوض وأحسست بأن ضلوعي ستتكسر من الألم حتى انه هيأ لي أني سمعت صوتها تتكسر بينما أنا أنهض.. إلا أنه لم يهمني أي شيء.. ولا أي شيء.. سوى أن أذهب.. أن أراه.. ولو للمرة الأخيرة..
نهضت من فراشي بتثاقل أترنح في مشيتي.. كدت أقع فأمسكت طرف سريري.. أستندت عليه واتجهت لأغتسل.. انتهيت من اغتسالي ومن ثم خرجت وبدأت دوامة الإستعداد للذهاب..
لم أستيقظ مبكرة فقد كانت بوادر الليل قد شارفت بالظهور.. تقف بعيدا وتلوح بيمناها.. تهمس بعذوبة للجميع.. إني آتيه..
كان الليل قد أقبل.. وقد قارب الحفل أن يبدأ.. لذا أخذت أعجل في استعدادي.. فتحت دولاب ملابسي.. أبحث بينها عن ما يناسبني.. أخرجت ملابس المناسبات الخاصة بي لم يعجبني أي منها.. ذاك قصير والآخر واسع جدا.. وذلك لا يصلح.. لا هذا أسود وأنا لا أريد أن ألبس شيء داكنا.. سيزيدني شحوبا.. هذا أيضا غير مناسب.. يا إلهي ماذا أرتدي؟؟
خطر ببالي خاطر ما.. أخذت أفكر فيه قليلا ثم همست: أجل.. ولم لا؟
خرجت من غرفتي أجر قدمي خلفي جرا حتى وصلت إلى هناك.. نظرت إلى الباب فسرت بجسدي رعشة قوية.. لا أقوى على ذلك لا أريد.. هممت بالرجوع.. بالعودة من حيث أتيت لكن شيء ما صاح بداخلي وحثني أن أدخل..
احترت..هل أدخل؟ أم أعود؟ هل أفتح الباب وأنظر ما خلفه؟ أم أعود إلى مكان أعرفه جيدا وأعي ما به من أمور؟
وبعد عدة مشاورات مع النفس.. اتفقت مع نفسي على أن أدخل.. فتحت الباب وفعلا دخلت..
خطوت خطوة للأمام ثم توقفت برهة.. ثغرت فاهي وأنا أرى ما رأيت.. لا أدري كيف أصف ما طبع على عيني.. جمال؟ روعه؟ أناقه؟ لا أدري.. لا شيء يفيه قدره..
عتبت على نفسي.. كيف حرمتني من التمتع بهذا الجمال منذ أن انتقلت للمعيش هنا؟
أهذه غرفة أمي؟أمي أنا؟ أمي الحقيقية؟ أكانت تعيش هنا؟ وأبي.. أبي الحبيب.. هل كان يشاركها هذه الحجرة؟ ينامان فيها.. يضحكان..يبكيان بين جدرانها؟وهذه الجدران..هل رأت هذه الجدران أمي وأبي؟
أخذت ألف حول نفسي وكأن نظراتي تسأل كل شيء عنهما.. تسأل الجدران..أحقا رأتهما؟؟ وشهدت على حياتهما؟
اقتربت من السرير.. تحسسته بيدي وكان أناملي تسأله.. أحقا ناموا عليك؟ أحقا تناشرت خصلات شعر أمي على وسائدك؟ وأبي هل قرأ صحيفته وهو جالسا عليك؟ وشرب قهوته الصباحية عليك بينما أمي تحثه على عدم ذلك؟
لم أستطع البكاء فأي دموع بقيت لي فأخذت ابتسم..تذكرتهم فابتسمت وقلت:
- ليتك هنا يا أمي.. أريدك.. أريد أمي أنا.. فلم رحلت؟ لم تركتني وذهبت؟ لا أذكرك ولا أذكر معيشتي معك.. كم قضيت معك؟ سنتان؟ آه كم أحسد عيني أنها رأتك سنتان كاملتان.. أشتاقك يا أمي.. أود لو أني دخلت حجرتك فوجدتك تجلسين فيها..هنا على كرسيك الهزاز.. فآتي وألقي نفسي بين ذراعيك.. أقبل يديك ورجليك.. فتمسحين على رأسه بيديك الحانيتين اللتان تذهبان كل بأسي.. أمي لا تحسبيني لا أحب خالتي هدى.. بالعكس.. هي أمي التي لم تلدني.. لم تشعرني بأنها ليست أمي في يوم من الأيام.. ولكني أريد أن أراك أنت.. أن أحضنك أنت.. كما تفعل نورة.. تحضن أمها الفعليه..عندما أراها يا أمي احضن أمي هدى..أحس أنا وكأني دخيلة على حياتها..دخيلة سلبتها حب أمها وقربها.. أمي.. أرأيت كيف أصبحت؟ أرأيت كيف أضحيت؟ كأني شبح يسير بين الناس؟ أعلمت بحظي يا أمي؟ كسر قلبي مرتان.. والمرة الأمر كسره من أحب.. كسره نواف يا أمي.. حطمه إلى مئات القطع.. أواه يا أمي.. أكاد أموت وأتمزق.. فماذا أفعل.. ليتك يا أمي معي.. وحتى أبي.. ليته هنا.. بقربي.. أنت عن يميني وهو عن يساري.. تضماننا أنا وسعود وفهد.. نحن نحتاجكم.. فلم رحلتم؟
تنهدت بعمق.. نهضت وسرت بخطا مهزوزه حتى وصلت إلى دولاب الملابس.. فتحته.. أخذت نفسا عميقا وكأني أدخل رائحته إلى قلبي.. ليحفرها ذكرى بقرب رائحة نواف..
كانت خزانة أمي رائعه.. مرتبة إلى حد كبير.. لا أستطيع أبدا أن أصفه.. كل شيء منظم ومرتب.. أطلقت العنان ليدي لتستل الملابس فتشمها بقوة وتعيدها لمكانها.. فتحت دواليب الخزانه حتى وصلت إلى دولاب فساتين السهره..
لم أصدق ما رأيت.. هذا كان لأمي أنا؟ أمتأكدة أنا أني أفتح خزانتها وليست خزانة احدى الأميرات؟ رائعة بكل معنى الكلمة..
أخذت ثلاثة فساتين أعجبتني كثيرا من بي مجموعة خلابة من الملابس.. أمسكتها بيدي وأعدت كل شيء لمكانه.. خرجت وأغلقت الباب خلفي..
وصلت لغرفتي وكنت وكأني نسيت التعب والإرهاق.. نسيت المرض والإعياء.. رميت الفساتين على السرير.. وأخذت أفكر بحيرة أيها سأرتدي؟
وأخيرا وقع اختياري على الفستان الوردي اللون.. أجل هذا ما سأرتديه..
صففت شعري ووضعت بعض مساحيق الزينة على وجهي.. لم أكثر منها..فوضعت كحلا بعيني.. وظلالا للعيون فوق جفني.. ونثرت لونا فاتحا على وجنتي.. ولونت شفتي بلون الورود.. فبدوت بمظهرا ملائكي.. رأيت الساعة إلهي لقد تأخر الوقت..إنها التاسعة والنصف.. ارتديت فستاني بسرعة.. وكان الفستان بسيطا جدا إلا انه كان رائعا بالملبس.. أضفى على وجهي بريقا وصفاء.. فانعكست رقة اللون على وجهي وبريق لونه على عيني..فبدوت وكأني عدت للحياة بعد أن فارقتني..
أخذت حقيبتي..وضعت فيها عطري وأحمر شفاه وبعض المحارم.. لأني أحسست أني سأحتاجها أكثر من أي شيء آخر..
أخذت عبائتي وحجابي وخرجت من غرفتي باتجاه الإسفل..حيث سأذهب..للزفاف..
حالما نزلت..سمعت صوت مفتاح الباب يدور..علمت أن أحد قادم..ولابد أن سعود.. نظرت إلى الباب بانتظاره أن يدخل.. فتح الباب نزع مفتاحه من القفل ودخل.. رفع بصره فوجدني مرتدية ملابسي وعلى أهبة الإستعداد للخروج..
سألني باستغراب: روز.. هل أنت خارجه؟
- أجل أنا خارجة..
أغلق الباب وأردف: إلى أين أنت ذاهبه؟
تلعثمت وقلت: إلى.. إلى زواج نواف أخ نورة..
- ستذهبين إلى الزفاف؟
- أجل يا سعود.. هل تمانع؟
- بالطبع أمانع!! كيف لا أمانع وأنت مريضه لا تقوين على تحريك جسمك؟ هي أمامي للأعلى..
- أرجوك يا سعود..
قاطعني بحده: اصمتي يا روز.. لن تخرجي وأنت مريضة..وإلى أين إلى زفاف!! هيا إلى سريرك..
- ولكنها صديقتي وستحزن إذا لم أكن معها اليوم..
- وستحزن أكثر لو علمت أنك مريضة ولكنك حضرت الزفاف.. لو أنها صديقتك حقا لما أحبت لك الأذيه ولما أرادتك أن تحضري وأنت تعبه..
حاولت اقناعه بشتى الطرق إنما جميع محاولاتي باءت بالفشل.. سعود إن قرر أمر..لا يمكنك أن تناقشه فيه..
أحسست بأن كل الأبواب مقفله بوجهي.. فجلست على احد عتبات الدرج وقد امتلأت عيني بالدموع.. لا يعقل.. حرام يا دنياي.. حتى اللحظة الأخيرة التي سأراه فيها حرمتيني منها؟
همست: سعود.. لم لا تفهمني؟لم تحاول أن تعاكس رغبتي دوما؟ يجب أن أذهب.. لا أستطيع التخاذل.. أرجوك.. اتوسل إليك يا سعود..
اقترب مني وجلس بقربي وقال: روز.. أنا لا أعاكس رغبتك.. وبالعكس أحاول أن أفهمك.. إلا أني عجزت عن ذلك..
- سعود..دعني أذهب.. لا يهمني المرض ولا الراحة.. ما يهمني أن أراه..
سكت وعدت صياغة جملتي قائلة: أن أراها..
- ألهذه الدرجة تودين الذهاب يا روز؟
أومأت برأسي علامة الإيجاب فقال: قلبي يخبرني أن هنالك أمر مهم تودين الذهاب للزفاف لأجله.. لا أعلم ماهو ولكن أرجوك روز.. انتبهي على نفسك..
- سأفعل.. ولكن دعني أذهب.. أرجوك.. لأجل أمي رحمها الله
فتح سعود عينه ذاهلا..فهذه أول مرة أشير إلى أمي الفعليه.. أمي رحمها الله..
هز رأسه موافقا ثم قال: إذا كان الأمر يعني لك لهذه الدرجة فاذهبي يا روز.. ولكن عديني بأمرين..
نظرت بعينيه حتى يكمل فقال: اعتني بنفسك ولا تتأخري وإن أحسست أنك تعبت فعودي بسرعه.. والأمر الآخر أن لا أرى هذه الدموع في عينيك.. اقتليها يا روز ولا تسكبيها على وجنتيك..
ابتسمت له وقلت:أعدك..
- يالله.. لا أصدق الشبه الذي بينكما..روز أنت تشبهين أمي.. أذكر أمي بهذا الفستان..كم كانت رائعه.. وكم أنت رائعه..
- هل حقا أشبهها يا سعود؟
- أجل.. تشبهينها في جمالها ورقتها وفي كل شيء..
سكت سعود وكأنه يغالب دمعته.. أشاح بوجهه ونهض متجها للأعلى.. وقال دون أن يلتفت إلي: هيا اذهبي الآن قبل أن يتأخر الوقت..
ابتسمت ولم أجب..فاكتفيت بأن أسرعت للباب..فتحته وخرجت.. الآن لن يمنعني أحد أن أراه.. سأراه..ولكن..للمرة الأخيرة..


[align=CENTER]يتبع..[/ALIGN]
أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .