العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-03-2008, 12:11 AM   #1
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
Thumbs up الشاعر أحمد مطر وحوار معه وبعض روائعه.

فتحت هذا المتصفح رغم وجود ديوان احمد مطر فى خيمة الدواوين

ليعرض كل منّا أكثر روائع مطر تأثيرا على نفسه

ومن أكثر قصائد مطر التى أثرت فيّ

قصيدة بعنوان

((( بلاد السواد )))

سأبدا بها
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 12:13 AM   #2
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي بلاد السواد

بلادي تُسَمّي بلادَ السَّوادْ.

لِفَرْطِ القِري..

أم لِخَرْطِ القِتادْ؟!

فمِن عَهْدِ عادْ

تَهيجُ الشَّتائلُ فوقَ الروّابي

وتَسمو السّنابلُ بينَ الوهادْ

وإذ يَطمَعُ النّاسُ بالشّبْعِ منها

تَدورُ المناجِلُ يومَ الحَصادْ

حرائقَ تَذرو غِلالَ الرَّمادْ

بهذي البلادْ!

***

تَموتُ الثّعابينُ فوقَ الجبالِ

فتحيا العقارِبُ في كُلِّ وادْ.

تَغيبُ التّماسيحُ.. تبدو السَّحالي

يَروحُ القُرادُ.. يَجيءُ الجَرادْ.

بُيوضُ الزَّواحِفِ مِن كُلِّ نوعٍ

بهذي البلادْ!

***

يَدورُ الصِّراعُ كسوقِ المَزادْ:

بأيِّ اللصوصِ سَيُرعي الكَسادْ؟

لدي أيِّ جِلْفٍ يكونُ العِتادْ؟

علي أيِّ وَغْدٍ سيرسو الفَسادْ؟

وتَعلو الدّلاءُ.. وتهوي الدّلاءُ

فيُشرِقُ لَيلُ المُبيدِ الجَديدِ

ويَغرُبُ لَيلُ المبيدِ المُبادْ.

ويَجري البلاءُ بهذي البلادْ

كفيلمٍ مُعادْ!

***

بهذي البلادْ

تَسيلُ الدِّماءُ.. ويَجري المِدادْ.

تُعادُ البَسوسُ

وتَفني النُّفوسُ

وتأتي الدُّروسُ وتمضي الدُّروسُ

ولا تُستَفادْ.

كذلكَ كانتْ

كذلكَ أمسَتْ

كذلكَ تبقي ليومِ المَعادْ!

***

بلادي تُسَمّي بلادَ السَّوادْ..

لِطُولِ الحِدادْ!
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد

منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 01:56 AM   #3
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
Thumbs up الشاعر أحمد مطر وحوار معه وبعض روائعه.



الشاعر الكبير /أحمد مطر في حديث مثير خص به "الساخر":

الحل يحتاج إلى حمولة سبع سماوات من القنابل..ولا أظنها ستكفي لغسل العار ......!
آخر قناة للحوار عندنا أغلقت بالرصاص، بعد انتهاء الخلافة الراشدة بساعة !
أنا إرهابي، من قبل سبتمبر ومن بعده ..!
سيغدو مستحيلاً على من سجد الملائكة لهم، أن يسجدوا للبهائم ...!
احرقوا كل قصائدي في لينين !
أنا رجل ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت .....
الحكومات لم تنزل من السماء بالمظلات، إنما هي نتيجة وضع شعبي مختل
نحن شعب بإمكان أي مواطن فيه أن يكفّر جميع المواطنين، ويحجز الجنة التي عرضها السماوات والأرض..له وحده....!!!!
ملعون أبو " تمبر " ..!
الإسلام قلبي، والعروبة ملامحي وصوتي ...
كيف استطيع التخلص من قطعان " المافيا اللغوية " التي تكتظ بها حظائر النشر الاحتكارية ؟
في زماننا هذا، استأثر فرعون بخزائن قارون.
أنا من يدفع للحكومة !
سأنشغل، لبعض الوقت، بدفن كرامة أمّة كاملة لا تزال جثتها مرمية على رصيف شارع (الفيديو كليب) ..!
دور الأنظمة هو نفس دور حمالة الحطب !
جريدة ( الراية ).. نحرت الرقيب، على أعتاب لافتتي
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 01:59 AM   #4
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي



مقـــدمة :
كتابة مقدمة أو تعريف بقامة تشبه قامة ضيفنا أمر لا يخلو من المخاطرة والمجازفة ليس لأنه قال ذات إحباط :
آه .. ياعصرَ القصاصْ
بلطةُ الجزّارِ لا يذبحُها قطرُ النـدى
لا مناصْ
آن لي أن أتركَ الحبرَ
وأن أكتبَ شعري بالرّصاصْ !

وليس لأنه يعترف علناً بأنه إرهابي ضليع في الإرهاب ! بل أن مكمن الخطورة أن الكلمات قد لاتفيه حقه ، فهو شاعر لا يشبه شعراء عصره ، ولا ينتمي لهم

...لعنتُ كل شاعرْ
يغازلُ الشفاه والأثداء والضفائر
في زمن الكلاب والمخافرْ
ولايرى فوهة بندقيةٍ
حين يرى الشفاه مستجيرهْ!
ولا يرى رمانةً ناسفةً
حين يرى الأثداء مستديرهْ!
ولايرى مشنقةً .. حين يرى الضفيرهْ!


شاعر تمرد على قوانين الشعراء ، فلم يكن له قضية بقدر ماكان هو نفسه قضية ، قراءة شعره علناً تهمة يعاقب عليها القانون في كل بلاد العرب !

(( كنت ساقول ذلك )) ربما تكون هذه العبارة هي ما يدور في خلد كل عربي حين يفرغ من قراءة قصيدة لضيفنا ! فقد استطاع التعبير عن كل هموم كل العطشى الباحثين عن رشفة من الحرية في أرض قاحلة لم يهطل عليها " مطر " الحرية منذ قرون !
شاعر.... تحفظ الناس قصائده عن ظهر قلب رغم أن أغلبهم لا يعرف صورته فهي لم تتصدر الصفحات الأولى ولم يحل ضيفاً في فضائيات العرب صباح مساء ، ولم يدغدغ مشاعر المراهقين بقصائد الخصر والنهدين !

شاعر..... تحفظ الناس قصائده ، رغم أنها من المحرمات في عرف كل السلطات !
شاعر .... حاربه مقص الرقيب حتى " قصه " من جذوره ليعيش مقصوصاً خارج الوطن .... إلا من قلوب الناس !

أود أن أرفع رأسي عالياً
لكنني
أخاف أن يحذفه الرقيب !!

شاعرنا الذي تنطلق كلماته كالرصاص لتثير الرعب في قلوب كل الجبارين ، وكل من ترتفع قاماتهم لا لشيء إلا لأنهم يقفون على أكوام من جماجم شعوبهم ، لازال يحلم ان يعود لوطنه ذات حرية ليتنفس عبق تراب الوطن الذي حرم منه !
حين تسابق كل الشعراء ـ أو أغلبهم ـ ليقدموا لنا "الفتات" كان شاعرنا يصر على أن يقدم لنا ( اللا .... فتات ) !!
شاعرنا متهم بالحرية ومريض بالقلم !!

جس الطبيب خافقي
وقال لي :
هل هاهنا الألم ؟
قلت له : نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم !
هز الطبيب رأسه ... وابتسم
وقال لي :
ليس سوى قلم !!!
فقلت : لا يا سيدي
هذا يدُ ... وفم !
رصاصة ... ودم !
وتهمة سافرة ... تمشي بلا قدم !


كان لنا في الساخر شرف تواجد قامة كهذه معنا ... فهيا بنا جميعاً لنستمتع بزخات المطر ، في إجابات " المتهم " أحمد مطر

على أسئلة أعضاء وزوار موقع الساخر .. بعد ان قمنا بفرزها تجنبا للتكرار .. وحتى لانثقل كاهل ضيفنا بالسيل الجارف من الاسئلة التي تلقاها الموقع ..
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 02:00 AM   #5
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

* نود أن نعرف نبذة عن أحمد مطر، وعن حالته الاجتماعية، ومعتقده الديني، وما سر غيابه عن المشهد الثقافي والإعلامي ؟
- يقال إن أقصر قصة كتبها إنسان هي التالية: " رجل ولد وعاش ومات ". وأنا أعتقد أن سيرتي -شأن أي مواطن آخر في أوطاننا الجميلة- يمكن أن تروى على النسق نفسه، بشيء من التطويل، لتكون كالتالي: " رجل ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت " . وهي في سياقها هذا تشبه سيرة طيّب الذكر(جبر)، التي أظنكم تعرفونها، وفحواها أنه أثناء زيارته لبلد أجنبي عرج على المقبرة، فرأى على شواهد القبور ما أذهله..إذ خُطّ على واحدة منها: (هنا يرقد فلان الفلاني-ولد عام 1917 ومات عام 1985-عمره 3 أعوام) ! ومثل ذلك على بقية الشواهد. فلما سأل عن سر هذا التناقض، أفاده مرافقه بأنهم يحسبون عمر الإنسان بعدد الأعوام التي عاشها سعيداً . عندئذ قال للمرافق: وصيتي إذا مُتّ أن تكتبوا على شاهدتي هنا يرقد جبر..من بطن أمه للقبر) !
فإذا تركت المزاح، وهو أشبه بالجد، فسيمكنني القول قياساً إلى الأعوام التي أمضيتها مفعماً بروح الحرية ومغموراً بصوتها، بأنني من أطول الناس عمراً ومن أكثرهم شعوراً بالسعادة . أمّا ما بقي من فجوات صغيرة، فيمكنني أن أملأها بالتالي: ولدت في البصرة، وهربت منها إلى الكويت في فترة مبكرة من حياتي، ثم ما لبثت الكويت أن (هـرَّبتني) إلى بريطانيا التي لا أزال راتعاً "في نعيمها" كما يطيب لبعض سكّان "الجحيم" أن يصفني ! أمّا عن حالتي الاجتماعية فأنا ربّ أسرة، ولي من الأبناء أربعة: بنت وثلاثة أولاد .
وبرغم دهشتي من السؤال عن معتقدي الديني، خاصة ممن يفترض أنّه قرأ شعري واستوعبه، سأقول إنّ معتقدي هو الإسلام، ليس لضرورة تأكيد ذلك، ولكن خشية أن يكون شعري، على رغم وضوحه، قد أخفق في الوصول إلى بعض الناس، فداخلهم الاعتقاد بأنني بوذي !
أمّا غيابي عن المشهد الثقافي والإعلامي، فلا يحتمل غير تفسير واحد هو أنني لا أؤمن بهذا المشهد .
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 02:03 AM   #6
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

* دواوين أحمد مطر محجوبة في الوطن العربي، كيف يمكن الحصول عليها؟ ما دار النشر التي تطبعها؟ وهل ينوي شاعرنا جمعها في "مجموعة كاملة" ؟
- ليس لدواويني ناشر سواي، ولكنّ لها، مع الأسف، عشرات المزوّرين . وللحصول عليها بطبعاتها الأصلية، وبصورة "شرعية" أنصح بشرائها من مكتبتَي (الساقي) و (الأهرام) في لندن . أمّا مسألة طبعها في مجموعة كاملة فهذا في نيتي، لكن ليس الآن، لأنّ هناك أجزاء أخرى من اللافتات مُعَـدّة للنشر، ولم يؤخر صدورها إلاّ انتظاري لصدفة طيبة تُصيب المزوّرين، على غفلة، بحُمّـى "الشرف"، فلعلّ ذلك يشغلهم عنّي بعض الوقت، فيمكنني أن ألتقط أنفاسي، وأمضي إلى المطبعة مطمئناً إلى أنّ أيديهم لم "تنشل" من جيبي ثمن الطباعة .

* هل يكتب أحمد مطر القصة أو الرواية؟ هل له فيهما نتاج مطبوع، وتحت أي عنوان؟
-كنت في بداياتي قد جرّبت كتابة القصة القصيرة، ولا أزال أكتب ما يشبهها، بين الحين والآخر. لكن لم يعد في حوزتي شيء مما كتبته في البدايات، كما لم أفكّر في جمع ما كتبته بعد ذلك في مطبوع مستقل.
أمّا الرواية فهي فنّ أحسب أنني قد خلقت لأكون واحداً من أخلص قرائه، أمّا الخوض فيه كتابةً، فهذا ما أشكّ في أنني أهل له .
لا أدري..ربما سأجرّبه يوماً، إذا وجدت في نفسي الدافع والاستعداد .

* هل لأحمد مطر موقع رسمي في الانترنت؟ وهل ينوي إنشاء موقع إذا لم يكن له موقع حالياً، ليكون همزة وصل بينه وبين قرائه ؟
- ليس لي، حالياً، موقع رسمي على الإنترنت، وقد أفكّر في هذا الأمر مستقبلاً. لكنني، الآن، موزّع ما بين كثرة المشاغل وقلّة الصحّة، وحسبي أن أجد من الوقت والطاقة ما يفي بأكثر المسؤوليات إلحاحاً .
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 02:06 AM   #7
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

حيدر السليمان-الكويت:
هناك كرسي شاغر لتنصيب أشعر شعراء العرب الذين ما زالوا على قيد الحياة، مَن ترشّح له ؟
ما فائدة الشعر في زمن الدم الفلسطيني النازف يومياً ؟
- لا.. يا حيدر، ما كان ينبغي أن تعلن عن شغور هذا الكرسي، بل كان يجب، في اللحظة التي رأيته فيها، أن تقفز نحوه بسرعة، وتلتصق به مستخدماً نوعية "الصمغ السوبر" نفسها التي يستخدمها حكّامنا الرائعون .
بهذا كنت ستحل مشكلة لا تستطيع الجنّ حلّها .
أتعرف قصّة "دائرة الطباشير القوقازية" ؟ هي حكاية نزاع بين امرأتين على بنوّة طفل، حكم القاضي بوضعه وسط دائرة، وطلب أن تشدّه كلّ منهما من جانب، على أن يكون من نصيب التي تستطيع جذبه إلى ناحيتها أكثر من الأخرى .
ونهاية القصة معروفة، إذ حكم القاضي ببنوّة الطفل للمرأة التي رفضت أن تشدّه خشية أن تتقطّع أوصاله .
أنت، الآن، تضعني في موضع ذلك القاضي، وهو أمر لا أحسد عليه . ومع ذلك فأنت معذور، إذ لعلّك لا تعلم أنّ لدى العرب،الآن، أكثر من مليون ( أشعر شاعر )!
" تكفى يا الحبيب"، اكسر الشّر، واقعد على الكرسي، واحفر اسمك عليه.. ولك مني وعد بأن أرسل إليك كلّ ما تحتاجه من الصمغ الأصلي .
أمّا بالنسبة لسؤالك عن فائدة الشعر في زمن الدم الفلسطيني النازف، فأود القول بأن الشعر ليس بديلاً عن الفعل، بل هو قرين له، هو فن من مهماته التحريض والكشف والشهادة على الواقع والنظر إلى الأبعد. وهو بذلك يسبق الفعل، ويواكبه، ويضيء له الطريق، ويحرسه من غوائل التضليل .
قديماً قال نصر بن سيّار إنّ "الحرب أوّلها كلام" ، والواقع أنّ الكلام محيط بالحرب من أوّلها إلى آخرها: توعيةً وتحريضاً وتمجيداً.. وهذا ما مثّله نصر بن سيار نفسه .
لا غنى للفعل عن الكلام الصادق المؤثر، لأنّ غيابه يعني امتلاء الفراغ بالكلام النقيض، ونحن نعلم أنّ هذا النقيض موجود وفاعل حتى بوجود الصدق، فما بالك إذا خلا له الجوّ تماماً ؟
ما مِن "مقاومة" على وجه الأرض استغنت بالمقاتل عن الشاعر. كل مقاومة حيّة تدرك أن لا غنى للدم عن الضمير.
وتاريخ أمتنا، بالذات، أكبر شاهد على أهميّة دور الشاعر في الحرب، بل إن المقاتل نفسه طالما شحذَ سيفه ولسانه معاً، وهو يخوض غمرات الوغى: " وكرَّ مرتجزاً " أو " طعنه راجزاً " أو " هوى صريعاً وهو يرتجز " .
وإذا كان أبو تمّام قد قال إنّ " بيض الصفائح لا سود الصحائف في متونهن جلاء الشكّ والرّيب " فهو قد جعل رأي الشاعر أوّلاً، إذ أكّد –ضمناً - أنّ سود الصحائف هي الدليل المبصر لبيض الصفائح العمياء..أليس في بيته هذا قد عيّن الأداة المطلوبة في الموقف، وحرّض على استخدامها ؟
وما قاله أبو تمّام، موارباً، قاله أبو الطيّب، دون مواربة: (الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو أوّل وهي المحلّ الثاني) .
الشعر مهم، خاصّة بالنسبة لنا نحن العرب، ولولا ذلك لما حفيت أقدام المخابرات المركزية الأميركية في سعيها من أجل تدميره بأيدي المغول الجدد الذين يدّعون النطق بلغتنا، ثمّ يفضحون هذا الادّعاء ، منذ الخطوة الأولى، بشعورهم بالعار من أسمائنا، و بإخراجهم الألفاظ من سياقاتها، وهدمهم المعاني والقواعد ، وسطوهم على المصطلحات وتوجيهها في غير ما وضعت له، وجعلهم فنون الكلام مجرد سقوف معلّقة في الهواء !
ولايكتفون بذلك، بل يحكمون حتى على تلك السقوف بألاّ تتفاعل مع واقعها أو قضاياها، وأن تترك السياسة للسياسيين والوطن للغزاة، وأن تهتم فقط باستعراض ألبستها الداخلية !
وهم في الوقت الذي يطلبون منك أن تترك الحاكم والحكم والمعتقدات جانباً، يسارعون، قبل زوال صدى كلامهم، إلى شتم حاكم الأرض والسماء !
وفي جوّ مكيدة مريعة كهذه، فإنّ مجرّد قول الشعر على أصوله، يصبح فعل مقاومة بحد ذاته، فما بالك إذا اتّصل بالدم اتّصال اللغة بالهويّة ؟


الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 10:04 PM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا عاشق القمر . علي هذا الموضوع المثمر الثري .
لكم تحاياي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-03-2008, 11:25 PM   #9
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

سيدى الحبيب .. السيد

لم يكتمل بعد ان شاء الله اكمله الليلة بعد حل مشكله فنيه فى الكمبيوتر
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-03-2008, 07:33 PM   #10
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

فؤاد- المغرب :
الأستاذ أحمد مطر، من المعروف أنّ النفس البشرية تتأرجح بين حالات التفاؤل واليأس، والحب والكره، والفرح والحزن، والرضى والسخط، إلى آخر هذه الحالات. فلماذا لا يكتب الشاعر نفسه في هذه الحالات ؟ بمعنى آخر لماذا تحصر نفسك في غرض شعري معين ؟
هذا سؤالي، ويريد أستاذي إرسال سؤال لك، وهذا هو سؤاله :
إلى أي مدى بلغ بك الإحباط بعد حكايتك مع قصيدة ( أعد عيني ) مع جريدة القبس ؟ وهل هناك كلام لم يقله أحمد مطر لنا بخصوص هذا الموضوع عندما كتب قصيدة ( الراحلة ) ؟
- نعم.. " المعروف " عن النفس البشرية هذا التأرجح. لكن هل ترك " المنكر " لها، في أوطاننا، حرية التأرجح ؟ بل هل ترك لها أرجوحة من أيّ نوع ؟ بل هل ترك لها أدنى اعتراف ببشريتها على الأقل ؟
ومع ذلك، وبرغم كون نفوسنا ذاتها هي الأراجيح التي تلهو بها مناقل الجمر، من المهد إلى الدولة، فإنّ شعري لم يخلُ من هذه الحالات التي ذكرتها، وإذا بدت مساحة الحزن والغضب أوسع، فلأنها مبسوطة على مقاس خيمة الكدر والأوجاع..وما أوسع هذه الخيمة يا فؤاد !
ليس اليأس ما يحركني، بل الشعور بالمأساة، وهو ما يجعلني أوزع صوتي على الجهات الأربعين، محذّراً ومستنجداً ومستنهضاً الهمّة للانعتاق .
وأن تشعر بالمأساة فذلك دليل على أنّك واعٍ، وأن تتحرك لمواجهتها فذلك دليل على أنّك حي .. فأي فأل أطيب من هذا؟
أم أنّ عليّ أن أطلّ على حريق روما، مستمطراً قيثارتي ألحان الفرحة، حتى يقال أنني " متفائل " ؟!
لقد فعل " نيرون " هذا من قبل، لكنّ التاريخ لم يمنحه سوى قميص مستشفى المجانين !
وبخصوص سؤال أستاذك الفاضل، أود القول بأن امتناع صحيفة عن نشر قصيدتي لا يشكّل إحباطاً بالنسبة لي، لأنني أستطيع نشرها في أي وقت وفي أي مكان، وبالطريقة التي تعجبني. وهذا ما فعلته .
سمّها خيبةً، إذن. ولو علمت عدد الخيبات في حياتي، فلن تعجب إذا وجدت هذه مستقرة، لضآلتها وانعدام مداها، في قعر الصندوق .
الإحباط القاتل حقاً هو أن أفقد إيماني بالناس تماماً، وذلك أمر لم يحدث، فأنا على يقين من أن هذه الأمّة ستنهض ذات يوم، وأنها لابد أن تفرد كفّها لتحتوي وجه هذا الخزي والهوان بصفعة يطير لها صواب الدنيا .
وإذا كانت القبس قد فتحت لي قوس الخيبة، فإنني سأغتنم الفرصة لأكتب بعده اعترافي بسابق فضلها في حمل لافتاتي .. ثمّ أغلق القوس .
أنا، الآن، أكتب في جريدة ( الراية ).. وكفاني منها أنها قد نحرت الرقيب، على أعتاب لافتتي، إكراماً للحريّة .
شكراً لهـا .

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .