العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-11-2009, 03:04 PM   #17
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

ارتجاج وخضخضة. سلكوا طريقا غير معبد. زاد خوفي وتأكدت من وجهتي...يا للهول...تمارة مرة أخرى[1]. وما أدراك ما تمارة. لا أقصد تلك المدينة الصغيرة الوديعة التي كانت تنام في هدوء على ضفاف الأطلسي بجانب العاصمة. والتي لم يكن القطار ولا الحافلات تتوقف بمحطاتها خاصة بعد ما شقها الطريق السيار إلى شطرين غربي يتوسد البحر وشرقي يتمنطق بحزام من غابة أشجار الأوكالبتوس.

لم تكن تذكر تلك المدينة الهادئة إلا حين ذكر حديقة الحيوانات الوطنية التي توجد عند مدخلها الشمالي حين تريد دخولها من جهة العاصمة. كانت تلك الحديقة هي مفخرتها قبل أن تصفى مؤخرا بشكل يوضح بجلاء أن كل شيء في هذه البلاد أصبح نهبة لأصحاب الملايير ممن إغتنوا بين عشية وضحاها. فاحت رائحة الفضيحة على صفحات كل الجرائد بعد أن فوتت الأرض التي توجد عليها الحديقة الوطنية لملياردير صاعد بقوة النفوذ والعلاقات مع (الكبار) علاقة من يمتلكها فكأنه يمتلك مصباح علاء الدين الأسطوري ( شبيك لبيك وكل شيء بين يديك) فوتت له أرض الحديقة وما جاورها من مساحات خضراء بثمن أغرب من غريب 10 دراهم. ثمن زوج جوارب من النوع الرديء. ما يعادل أورو واحد فقط. وحين فاحت الفضيحة وتكلمت عنها الجرائد وطالبت بلجان تحقيق وذرا للرماد في العيون. زودوا المبلغ إلى عشرين درهما . أهملت حيواناتها المسكينة وهجرها الزوار بعد أن مسخ الأسد فصار بحجم القط البري والتمساح كضب بئيس يتغدى على أكياس البلاستيك السوداء أما القرود المسكينة فصار بكاؤها جوعا يسمع من بعيد. أما الضباع فقد اختفت من مدة بعد أن بيعت لمن يطلبنها من نساء علية القوم لاستخدام أمخاخها في وصفات المشعوذين لتضبيع أزواجهن. وبالمناسبة فجل الجلادين ضباع مضبوعة..

ضلوا لسنوات عدة ينفون وجود معتقل تازمامارت الرهيب ودرب مولاي الشريف وقلعة مكونة وغيرها...أغلقت سراديب ...وشرعت أخرى لاتقل عنها همجية وفتكا أبوابها ...واستمرت اللعبة الموروثة عن العهد الماضي لعبة النفي, نفي وجود أي معتقل سري في البلد وأن كل شيء يمر بوضوح وتحت سيادة القانون. نفس الأسطوانة المشروخة... واستمر النفي رغم أن المكان أصبح أشهر من نار على علم ونشرت شهادات زواره من أبناء البلد أو من استقدموا من طرف أمريكا للتحقيق معهم هنا بالوكالة. رغم كل هذا استمر النفي الرسمي, مع مفارقة غريبة في بلد الغرائب وهي أن من تولوا الدفاع عن ( حجاج العهد الجديد) وتولوا مهمة نفي وجود معتقلات سرية أيامنا هذه. هم بعض ضحايا ( ومناضلي) الأمس, مناضلي اليسار الشيوعي ممن اكتووا بنيرانها. بعد ما دجنوا أكثر من اللازم وتمخزنوا أكثر من المخزن نفسه وأصبحوا ملكيين أكثر من الملك ... عالم غريب... عالم جنون ... عالم منافق ...

داس السائق المتوتر فرامل السيارة معلنا الوصول ... جف حلقي وازداد خفقان قلبي, جذبوني بعنف إلى الخارج " اللية الزينة من العصر باينه"
سمعت جدتي تكررها مرارا وفي مناسبات عدة.

أجلسوني على ركبتي في وضع ضرب العنق. رأسي مدلى للأمام كمن ينتظر السياف... أرضية معبدة تؤلم. انتهت مهمتهم هنا. أوصلوا الأمانة إلى أهلها. ربما عادوا ليستقدموا أمانة أخرى.

آه... لقد نسيت هؤلاء زوار الليل لا يشتغلون إلا تحت جنح الظلام كاللصوص. بل هم اللصوص يضعون في جيوبهم كل صغير الحجم وغالي الثمن ورقة مائة درهم وسلسلة ذهبية كتذكار بليد لخطوبة مفسوخة هي كل ما احتوته حقيبة شقيقتي اليدوية دسها أحدهم في جيبه وهاتف شقيقي اختفى هو الآخر بعد مغادرتهم والمبلغ الذي بعت به دراجتي النارية وأنا أستعد للسفر تحول إلى النصف بعد دخولي السرداب.

في السجن التقيت بمن سرقوا لأسرته تحويشة العمر وأحد من التقيتهم سرقوا مبلغا كانت زوجته قد تسلمته لتوها كنصيب في ميراث والدها. آخر من مدينة فاس ضل يكدح بالليل والنهار طيلة عمره لشراء بيت يقي أبناءه حر وقر البيت الصفيحي, اختفى المبلغ مع اختفاء صاحبه وفوق هذا كله جنت زوجته المسكينة.

شمس الصباح بدأت تبزغ. انتهت مهمة اللصوص = الزوار هنا.
جذبتني يد قوية خشنة من لحيتي مع لهجة آمرة بالوقوف "زيد يا لحية الشيطان"ّّ!!!
تساءلت مع نفسي كيف عرف أن للشيطان لحية؟! ربما يشتغل معهم هناك كمتدرب و متمرن. ألم يقل الشاعر. أن الشيطان قد خاطبهم معلنا استقالته قائلا: "دوري أنتم ستلعبونه."
__________________





آخر تعديل بواسطة أوان النصر ، 30-11-2009 الساعة 03:12 PM.
أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .