العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة القصـة والقصيـدة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 12-02-2010, 12:05 PM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي الإنسان القصيدة ..مجموعة مميزة للشاعر العبقري عزت الطيري علقت عليها

بسم الله الرحمن الرحيم
تحت عنوان قصائد كسيرة كثيرة قصيرةلكنها عادية ولم تكن مثيرة كتب الشاعر الألِق المرِح الإنسان المهذب عزت الطيري هذه القصائد وقد علقت عليها في موقع آخر مستعيرًا اسم المكافح .
1
غيمة
————-
غيمةٌ ٌ
من مساء قديمٍ
تطرزه الذكرياتُ الخجولاتُ
لمَّا تزلْ
هاهنا واقفه
فى سماوات روحى
وتسكنها لوعةٌ ٌجارفه
غيمةٌ
سوف تلقى بأمطارها
فوق عشب الحنينِ ِ
وتبقى طويلا
تهدهدنى بالبكاءِ
إلى أن تجىء الرياحُ فتجرفها
عنوةً
وتزلزلها الراجفه
غيمةٌ
خائفه

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 12:07 PM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

هذا العمل قد اتسم بقدر كبير من الإنسانية والعمومية والتي تجعل العمل صالحًا لكل وزمان ومكان ، حيث إن حب المطر هذا الحب الفطري للإنسان لم يكن مجرد شعور عادي وإنما خبرة يفلسفها المبدع وفق مدخلاته وعناصر تكوين الثقافة بالنسبة له ، وهنا تبدو الغيمة مُأنسنة ، ووجه الشبه بينهما في الخجل والوقوف . هذه الغيمة ربما تكون أنثى حقيقية ولكنها قد تكون كذلك أنثى أخرى مجازية كأن تكون تعبير عن حالة نفسية تطوف بالنفس تهم بأن تمطر في واحة ذكرياتها ، ليبقى الشجن ذلك الوقوف .

ثم التعبير الآخر عن الغيمة وهو أقرب إلى الأنثى الحقيقية تلك التي تعشُب الحنين في النفس ، وتبقى العلاقة بين الغيمة والذكريات والأنثى في تناسق ثلاثي بديع ، حيث تأتي الرياح لتجرف هذه الذكريات الخجولة ولأنها خجولة فلم يشأ المبدع أن يزيد من خجلها بالتصريح فاكتفى بالإشارة ، ولا تجد الغيمة بعد ذلك الانجراف لهذه الذكريات وما احتوته من أعشاب الحنين إلا أن تظل خائفة . إن النص يتسم بالمزج بين خصوصية الحالة وعمومية الموقف والتجربة ، إذ لا يكتمل الحب ولا تكون الطبيعة على بهجة إيحاءاتها في النفس إلا ضربًا من الحزن هو مآل كل الجمال وكل الذكريات التي تطوف بالنفس ردحًا من الزمن فتنقضي .

والكلمات التي رسمت اللوحة يسرح القارئ بينها ليتخيل ما يشاء من ذكريات ربما انتهت إلى عتاب أو هجر وهذا هو حال المشاعر الرقيقة دائمًا ، ولا تجد الغيمة إلا ان تظل خائفة وربما واقفة وقفة حداد على هذه الذكريات الخجولة التي طرزت مساءً غاب عنه البدر لتسرح فيه الأعاصير .

كان مما ميز النص الاختزال ، والإتيان بالنظير ، والتأوه في حرف الهاء الذي كان قافية الحزن والألم المتمازج بألم الحالة وأشجانها .كذلك المشهد الأخير للغيمة إذ تظل وحيدة فلا هي اختبأت في خدرها السماوي (السحاب) ولا هي نزلت لتصنع تاجًا من الندى على رءوس المحبين ، ويظل الخوف غير محدد الأمد.
ما زال في جعبتي الكثير ، ولا أقول إلا أن هذه الغيمة أظلت سماء خيمتنا فشكرًا لك على هذه الإضافة الجميلة ، ولك منا أخلص الشكر والود والتقدير.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-02-2010 الساعة 12:23 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 12:08 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي هل أعجبتكم؟

جارةُ
—————
أنا ذلك الطفل الذى
أمسَكْتِهِ
ألقيْتِهِ
فوق السريرِ
تقلِّدينَ
أبا وأمَّا
أنا ذلك الولدُ الذى
أشْعَلْتِ فيهِ
مواجدِ الوصلِ الجميلِ
زَرَعْتِه
جمراً
وزلزلةً
وحلْمأ
أنا ذلك الرجلُ الذى
مارال يذكرُ
كل شىءٍ
فى طفولتهِ ، صباهُ،
ويستعيد مواسم الذكرى،
ويبكى حلمه العفوىَّ،
أيتها التى،
ترعى حفيدا،
أزرق العينين ، مثلكِ
أو تُعِدُّ لزوجها شاياً،
فيغضبُ من تأخرها
عليهِ
ويشتكى
ينهالُ تقريعا
ولوما

__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 12:10 PM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

جمال العمل الأدبي يكمن في هذا المزج بين المباشرة والاستتار أو الرمزية ، والعمل (جارة) هو واحد من هذه القصائد التي تقع في منطقة المباشرة النسبية .وإذا كانت الطفولة واحدة من الذكريات التي تظل عالقة في ذهن الفرد فإن الشاعر يستخدم هذه الأحداث ليصنع منها مادة إنسانية رائعة شجية كانت أو مرحة أو غير ذلك .ويتسم هذا النص بقدر كبير من الهدوء والاستخدام للغة السهلة البسيطة التي يفهمها جميع أبناء المجتمع ، والبدء بالفعل أمسكتيه ، ألقيته جعل الجانب الحركي الذي في أول القصيدة مدخلاً لحالة من النشاط والبهجة سواء على صعيد الحركة الحقيقية أو حركة وحالات الانفعال الإنساني .وهذه القصيدة ( جارة) هي مزج بين إنسانية التجربة واجتماعية الرؤية أو الهدف ، ففي هذا العصر الذي اتسمت فيه الجيرة بهذا القدر من الصدام والعراك تأتي صورة الجيرة في الماضي معرّضة بحال اليوم وهذا التناغم بين الجانبين سواء أتى متعمدًا أو غير متعمد يزيد العمل توهجًا ويعدد من وجوه تفسيره والتفاعل الإنساني معه .وإذا كان الشاعر يصف المشاعر الإنسانية في أدق تفاصيلها فإن المقطع (تقلدين أبًا وأمًا) يبدو مشهدًا جميلاً من الطراز النادر ، إذ أن الشعراء في غمرة انفعالاتهم وصخب أفكارهم تتفلت الجوانب الإنسانية الرقيقة الدقيقة من بين أياديهم ، وهنا يحسب للمبدع أنه أتى بهذه الصورة الطفولية التي تستفز هذه المشاعر الراكدة لتتفاعل معها في غمرة هذه الأجواء الجافة.
وجاءت الزلزلة والجمر والحلم بما فيها من تداعيات حركية معبرة عن هذا التوقد الإنساني ، فالزلزلة هي (شقاوة )الطفل بينما الجمر هذا الشوق في الصبا والحلم هو تلك المرحلة من الشبيبة .

وتأتي الاستعارة في الحلم العفوي ذلك الحلم الذي لم يكن على سبق ميعاد معه وإنما صقلته البراءة .إن مثل هذه التعبيرات تبعد بالنص عن التقريرية والمباشرة وتجعله في منطقة يشعر كل فرد بأنها تعبر عن جزء من حياته في مرحلة ما. وتقدم الضمير أنا في بدء الجملة جاء ليذكر المخاطَب وهي الجارة بنفسه ، وكأنه يعرّض باحتمالات نسيانه ، والحالة التي تبدو القصيدة فيها كأنه لقاء بعد طول أمد في مدارات تلك الحياة تلك التي يفارقك الجار فيها فجأة ، وكذلك يلتقيك فجأة .بينما جاء النداء للجارة (أيتها) بعد ثلاث مرات من تكرار الضمير أنا ، للتشويق وإحداث المفاجأة أو الدهشة تلك التي تتمثل في هذا اللقاء بهذه االأنثى والتي هي الأم أو جارة بمكانة الأم وكان ذكر الطفل الحفيد ليستعيد المبدع ذكراه من خلاله .
إن حياتنا كثيرًا ما ينتابها الفراق مؤقتًا أو مطلقًا ، ولكن هذه القصيدة تأتي إهداء للأم أو لجارة تحل في مكان الأم لتستعيد بعضًا من عبق الماضي وتبلل في مياهه العذبة منديلها لتسمح عنه أسى ودموع الحياة التي نعيشها .
عمل رائع ودمت مبدعًا أستاذنا العزيز
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 03:45 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي واصل

زراعة
—————
زَرَعَتْ
حقلا
من عنَّابٍ
ونخيلٍ
وعناقيدَ،
فأثمرَ
خوفا
وعتابا
ومواعيد وعيدٍ
وصدودْ
هل تزرع خوفا
ووعيدا وصدودا
كى يثمرَ
عنابا
وعناقيدَ
وما كانت تبغى
وتريدْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 03:47 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

كأنني إزاء المثل الجاهلي القديم الجميل الذي جددته بأسلوبك الخاص :"إنك لا تجني من الشوك العنب" ، وذلك في النصف الثاني من القصيدة .وهذه القصيدة الأقرب إلى الومضة تتسم بالمقابلة والتضاد . والذي لا ينظر إلى النص بدقة قد يظن أن النص مكرر بشكل مقلوب ، لكن هذه العملية كانت واعية لتصل بالقارئ إلى حكمة مفادها أن الزرع الطيب إذا كان ثمره مرًا ، فمن باب أولى أن يكون الغراس المر أشد مرارة إذا لا يتوقع أن تطّرد القاعدة العكسية ، ففي الحالة الأولى كانت نتيجة هذا الغراس مرة ولكن ليحذر المخاطب من أن يعكس المعادلة ،لكي يجد النتيجة المرتجاة. إن المرآة تعكس الصورة ، ولكن الصور البائسة لا تنعكس ، والملاحظ للعمل يجد نتيجة مؤداها أن المر(الهجر-الفراق-الحزن) في كلتا الحالاتين هو السيد للموقف. والحكمة إذ تكون بسيطة فإنها تحتاج إلى أدوات غير معقدة للوصول إلى الهدف بأقصر الطرق وأسرع الأساليب وهذا الاقتصاد في الأدوات والوسائل أتى من خلال الاعتماد على صورة بلاغية بسيطة نوعًا ما في دنيا المجاز وهي إتيان النظير (أثمر خوفًا وعتابًا )وتأتي جملة (مواعيد وعيد) لتزيد النص ألمًا من خلال تناقض الدال والمدلول . فالمواعيد -في التصور الذهني للقارئ- ترتبط بالغرام والرقة والدعة ..إلخ ولكن حينما تكون المواعيد تخبئ وعيدًا فإن الدهشة والألم يمتزجان في صورة مواعيد الوعيد ، والجناس الذي كان في النص زاد من جمال التناغم الموسيقي . النص يحوي حكمة تلك التي لا تصاغ في شكل تقريري خطابي وإنما في همسة رقيقة هادئة للمتلقي ، وهذا التناول يجعل القصيدة في المنطقة الرمادية أي المنطقة التي يفهمها القراء من كافة الثقافات والرؤى والأجناس والأعراق . وانتحاء هذا المنحى يجعل النص يتسم نحو العمومية والتجرد و(العالمية) أي أنها مشاعر لكل إنسان من حيث هو إنسان . والذي يتراءى لي أن القصيدة لمسة حانية على الأنثى تلك التي تزرع العنب والنخيل لتجني الصدود والوعيد ، ثم لما يحين العطاء من الآخر يكون العطاء وعيدًا وصدودًا ..لسان حال القصيدة قول أبي فراس الحمداني رحمه الله : أمن بعد بذل النفس فيما تريده أثاب بمر العقب حين أثاب ؟ كما أن القصيدة تبدو كقول حكيم اشتكى إليه هذا المحب ، ولم يكن يعلم أن الأنثى ليست بهذه السذاجة التي تجعلها تتقبل المر أخذًا وعطاء ، وكأن ثمة ردة فعل لها مخبأة بين أسطر هذه الكلمات يدل عليها السؤال الاستنكاري :هل تزرع خوفًا ووعيدًا وصدودًا .. النص دعوة إلى الترشد وإعمال العقل وإعادة ما يبدو كأنه (ثوابت) لدى بعض فئات المجتمع ، وليست قضيته الأنثى فحسب بل قضية الإنسان الذي يتبرم من الخطوب الملمة به مع أنه هو المخطئ وتبقى كالحكمة الخالدة وتنعي هذه الأنانية والهروب من تحمل المسئولية وهي دعوة إلى إعادة فهم الحياة مرة أخرى . وهكذا الفن ..رؤية وتجربة ، وإيجاز . عمل رائع ، دمت مبدعًا لك منا خالص الشكر والتحية.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 12-02-2010 الساعة 09:02 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 09:04 PM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

الوحيدة
—————–
المرأة الوحيده
فى الشرفة البعيده
تُطرِّزُ الغيوم،
تصنع الغطاءَ وارفا
ودافئا
للخوخة الشريده
إذ جاءها الشتاءُ،
دونما إشارةٍ
أو فُسحةٍ
مديده
المرأة الوحيده
تصغى إلى نسيم مرَّ
ربما أتى
بغبطةٍ
ودهشةٍ
ملونا
وحاملا
أخباره الجديده
عن سيد مضى
لحزنهِ
ومٌزنهِ
وما ارتضى
سوى
بغربةٍ
عنيده
ماعانق التفاح
مذ رحيلهِ،
مالامس الأقداحَ،
شاربا سلافةً،
من وردها
وماهمى
بوجده،
لوجدها،
وما رمى
وراء زهرهِ
تراب بُعْدِهِ،
كى يبدأ الوصالَ،
والأحوالَ،
والزلزالَ،
معلنا هديرَهُ،
ومطلقا رعودهْ
المرأة الوحيده
إلى متى تظل فى
شرفاتها
تطرز الغيومَ،
والنجومَ
للأشجارِ،
بينما
فى بردها الفريدِ
تصطلى
تصطكُّ
من ثلوجهِ العتيده
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 09:08 PM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

المرأة الوحيده


فى الشرفة البعيده


هنا يسترعي الانتباه حالة الوحدة والتي اقترنت بأل التعريف لتكون المرأة المخصصة لهذا الحدث


امرأة تعاني وحدة ما ولا تجد لها أنيسًا غير هذه الطبيعة





تُطرِّزُ الغيوم،


لا أستطيع فهم ما تعنيه هذه الجملة وإنما قد تدل عليها العبارات اللاحقة


تصنع الغطاءَ وارفا


ودافئا


للخوخة الشريده


تبدو قيمة الكثير من الأشياء عندما تخرج من حالتها العادية إلى تعبيرها عن واقع إنساني صادق ،إذ تنزاح الدلالات الاعتيادية وتحل محلها دلالات أكثر عمقًا تضرب بحذورها في أقصى نقطة في الشعور ، وهنا يمتزج إحساس الشاعر بهذه الخوخة إذ هي خوخة ذات طابع خاص ، إنها شريدة ولا يخفى على القارئ ما بذلك من إسقاط على الجنس البشري ، لتصير هذه الخوخة واحدة من آلاف الثمار التي تتساقط من شجرة الفاكهة لكنها شريدة لا تجد غطاءً وقد غدرت بها الأشجار إذ لو أن الأشجار لم تغدر بها لما اضطرت هذه المرأة الوحيدة إلى صناغة الغطاء لها .


إذ جاءها الشتاءُ،


دونما إشارةٍ


أو فُسحةٍ


مديده


المرأة الوحيده


مرة أخرى تأتي ثيمة المرأة الوحيدة لتملأ المشهد ولتقترب العدسة منها بعد أن كانت في الشرفة


البعيدة صارت في واجهة الحدث وترصد لنا هذه الكاميرا الشاعرة ما آل إليها حالها .الصورة الفنية والأبعاد في العمل زادتها حيوية وتدفقًا .


تصغى إلى نسيم مرَّ


ربما أتى


بغبطةٍ


ودهشةٍ


ملونا


وحاملا


أخباره الجديده


النسيم –الشجرة –الخوخة هذه الثلاثية التي تكون العمل في دلالتها الإنسانية والرمزية ، إذ أن الأشجار وقد ضنت على الخوخة(بدلالتها الأبعد وليست المباشرة) ولطالما تعرضت لشتاء قارص فليس أقل من أن تنعم ببعض النسيم والذي هو الأمل الذي يتمناه الإنسان في مسيرة حياته الملبدة بغيوم الحزن واليأس ذلك النسيم الذي يمر عليها فيشعل فيها أملاً في غد أفضل تينع فيه هذه الثمرة وتتبوأ مكانها المرموق وسط هذا البستان الذي لطالما حدد ما يدخل إلى ساحته.


عن سيد مضى


لحزنهِ


ومٌزنهِ


وما ارتضى


سوى


بغربةٍ


عنيده


ما أصعب الفراق ! إن هذه الخوخة الشريدة قد اتضح سبب تشردها واستضعاف الشجر لها وشحه بالأوراق عليها ، و البيئة المستقاة منها القصيدة متكاملة وواضحة المعالم لاسيما حينما يجد السيد هذه المزن التي ترويه –هذا النعيم غير المكتمل المكلل بالحزن في رحلة البحث عن الرزق .


وأجمل ما ميز النص أن تكون المزن بتخيلاتها السعيدة المرحة في الذاكرة ذات دلالة حزينة آسفة ,


ماعانق التفاح


مذ رحيلهِ،


مالامس الأقداحَ،


شاربا سلافةً،


من وردها


وماهمى


بوجده،


لوجدها،


وما رمى


وراء زهرهِ


تراب بُعْدِهِ،


كى يبدأ الوصالَ،


والأحوالَ،


والزلزالَ،


تتدرج ا لصور وتختلف بيئات القصيدة لتعلن عن هذه الحالة الأسية المنتظرة وإن كان الاتكاء على صورة المأساة المنبثقة من صورة الطبيعة به بعض السرد الزائد والذي دل عليه السطران الملونان بالأزرق


معلنا هديرَهُ،


ومطلقا رعودهْ


وتستحيل هذه المأساة رعودًا وهديرًا بعد هذه الغربة لتكون تعبيرًا عن الأشجان والمشاعر الأسية المكبوتة بداخله ربما هي زفرة الانفصال وكلمة النهاية لهذه الخوخة والتي ما ألجأها إلى المكوث تحت الشرفة إلا ذلك الخطب الجسيم.


المرأة الوحيده


إلى متى تظل فى


شرفاتها


تطرز الغيومَ،


والنجومَ


للأشجارِ،


بينما


فى بردها الفريدِ


تصطلى


تصطكُّ


من ثلوجهِ العتيده


تأتي عملية المقارنة ، وتظل المرأة الوحيدة في سحر الطبيعة وجمال الليل تطرز الغيوم تصنع للعالم المحيط به فرحته ورونقه وبهاءه بينما هي تصطك بالثلوج العتيدة .إن النهاية جاءت مسقطة حال الخوخة على المرأة .وكثير ما يلجأ منتجو الأفلام عند التعبير عن بعض المشاعر والأفكار إلى هذه الطريقة فمثلاً يأتي المشهد الأول فيه إنسان يموت ضربًا بالرصاص وفي المشهد الثاني نملة تدهسها الأقدام ....وهكذا .


نفس التقنية المعمول بها في الأفلام لاسيما ذات الطابع الوثائقي رأيتها متقنة للغاية ، وتتخذ فكرة تطريز الغيوم والنجوم منحى غير تقليدي كناية عن المستحيل الذي تصنعه المرأة من أجل إسعاد الآخرين بينما هي نفسها تصطك بالثلوج العتيدة والثلوج هنا كما نعلم معلومة الدلالة .


__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-02-2010, 09:10 PM   #9
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
Talking

إن القصيدة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد إذ تذرف دموع الأسى على هذه المرأة التي تسعد الآخرين أمًا أو زوجة وتمتعهم بأجمل ما عندها بينما هي نفسها لا تمتلكه ، وكذلك ينسحب الرمز بهدوء شديد إلى معنى الوطن ذلك الذي يورد خيرات ما يملك إلى الآخرين بينما هو مقفر لا يقوى على شيء من خطوب الحياة وتصاريف الدهر .ذكرتني الأسطر الأخيرة بما كتبه أحمد مطر :


حلب البقال ضرع البقره.

ملأ السطل... وأعطاها الثمن.

قبلت ما في يديها شا كرة.

لم تكن قد اكلت منذ زمن.

قصدت دكانه

مدت يد يها بالذي كان لديها..

واشترت كوب لبن


غير أن البقرة وجدت ما تشربه بينما أن الخوخة ظلت شريدة.


إن الجمال يتعانق في القصيدة من خلال الإيقاع الغنائي لهذا البحرالرجز ، مع المشهد وصورته التي تبدو للوهلة الأولى ربيعية فانتازية خلابة بينما يخفي ذلك كله بركانًا من المشاعر والأحاسيس الحزينة ليكون هذا الجمال معبرًا عن أنة وأستطيع أن أقرأ منه رسالة غير مباشرة وهي أن الخوخة تبدو للجميع سعيدة في هذا البستان الزاهي ، كذلك الوطن يبدو للجميع ظاهريًا كخير ما يكون لكن (السيط ولا الغنى) ربما يشفق حاسدو هذه الخوخة عليها لأن الجمال حزينًا كان أو فرحًا ..خادع ، وبئس الحقيقة إذ تكتشف .


عمل رائع وأروع وفيه إضافة أكثر وثراء أشد أحييك عليه وأرجو أن أكون موفيك بعضًا من حقك وما أراني فعلت
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-02-2010, 01:15 PM   #10
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

جنونان
————–
جنونٌ
هداكِ لقلبى
وقلبٌ
غريبُ الِمزاجِ
هدانى
لعذ بِ
جنونكْ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .