العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الساخـرة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-06-2009, 12:44 PM   #11
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

لماذا كنت تضحك عندما ضربك الشيخ؟

عندما التقى به بعد أكثر من أربعين سنة من تلك الحادثة التي جرت في غرفة الصف، عندما طلب منه الشيخ أن يقرأ (والضحى والليلِ إذا سجى).. وما هي إلا لحظات منذ بدءه بالقراءة وما أن وصل الى الليل، وبدلا من أن يقرأها بالكسر قرأها بالضم (والضحى والليلُ) .. حتى انهال عليه الشيخ بالضرب، يحمله الى الأعلى ويرمي به بالأرض ويرفسه وينهال عليه بعصاه بالضرب، وهو يضحك بأعلى صوته ثم يتمتم ببعض الكلمات التي لا يسمعها زملاءه.

سأله: لماذا كنت تضحك وهو يضربك؟
عاد صاحبه الى الضحك وكأن الحادثة لا تزال بنت لحظتها، حتى دمعت عيناه من شدة الضحك..
فاستغرب من أمره، كما كان قد استغرب هو وغيره من التلاميذ والذين ربما كانوا يتوقون لمعرفة سبب ضحكه.

أجابه بعد إلحاح وقال: كان الشيخ جارا لنا وله ابنة بعمرنا، كنت أبادلها الإشارات من النافذة، وقد لمحنا الشيخ ذات يوم، وهو اليوم الذي سبق ضربه لي بذلك العنف، وقد قدر الشيخ أنه إذا فاتح أهلي بالأمر، فإن نظرة الناس لتربيته لابنته ستهتز، فضمر لي خطته تلك.

وكان وهو يضربني أتمتم بصوت منخفض (والله يا شيخ ها الضرب مو ضرب والضحى والليل!) فيشتاط غضبا، وأنا أتمتع بذلك الضرب وأضحك .. هل عرفت الآن السبب؟

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-06-2009, 01:54 PM   #12
الجنرال 2009
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,590
إرسال رسالة عبر MSN إلى الجنرال 2009
إفتراضي

اعجبني رده ونباهته .. واعتبر موقفه مبني على امور يعرفها عن الاشخاص الذين يختلط بهم .. وهذه ليست مسألة جانبيه برأيي .. وخصوصا انه بررها بملاحظته عن سوء التدبير حول تصرف الرجل ..

ودقة الملاحظة مهارة قلّ من يتقنها لبناء فكرة ما عن شخص معين .. وخصوصا انها تأتي لتبرير ما يتم اتخاذه من قرارات بعد ذلك ..

شخصية ابو شوفه شخصية تثير الاهتمام لدي .. ومتابع جيد لما تكتبون مهندس ابو اشرف

دمت بخير وموده

__________________


الجنرال 2009 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-06-2009, 06:22 AM   #13
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الجنرال 2009 مشاهدة مشاركة
اعجبني رده ونباهته .. واعتبر موقفه مبني على امور يعرفها عن الاشخاص الذين يختلط بهم .. وهذه ليست مسألة جانبيه برأيي .. وخصوصا انه بررها بملاحظته عن سوء التدبير حول تصرف الرجل ..


ودقة الملاحظة مهارة قلّ من يتقنها لبناء فكرة ما عن شخص معين .. وخصوصا انها تأتي لتبرير ما يتم اتخاذه من قرارات بعد ذلك ..

شخصية ابو شوفه شخصية تثير الاهتمام لدي .. ومتابع جيد لما تكتبون مهندس ابو اشرف

دمت بخير وموده

أشكركم أخي الجنرال 2009

وأقف واجلا أمام حميميتكم الدافئة

احترامي و تقديري
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-06-2009, 06:23 AM   #14
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

لا تقلقوا عليَ

في الماضي كانت أنواع الطعام محدودة جدا، وأنماط الملابس محدودة جدا، والقصص والحكايات محدودة جدا، وكل شيء محدود، حتى نطاق السفر والابتعاد عن مسقط الرأس محدود، وإن حدث وابتعد أحدهم عن المكان وغاب يومين، فإنه سيتحدث عن تلك السفرة ستة أيام، ما رأى وما سمع وما يقوم هو بتحليله من خلال رؤيته وسمعه.

هذا في النسخة الأولى من الحديث، ولا ضير إذا ما أعيدت القصة مائة مرة، فلن يعترض أحدٌ على ذلك، لمحدودية مصادر الثقافة والمعلومات، ولعدم وجود وسائل إعلام تجدد معلومات المجتمع الضيق.

كان لبعض الذين يسافرون أسباب يسافرون من أجلها، منها التجارة، أو البحث عن بعير شارد، أو للحج. لكن كان بعضهم يسافر من أجل التفرد في اختراع الأحاديث التي تسلي من يجالسه، فيشبع حاجة في نفسه عندما تنسب تلك القصة له أو أن يطلب بعض الجلساء منه أن يحدثهم عن سفرته.

وكان لبعضهم دوافع تتعلق بما يأكلون في سفرهم، أو استقبالهم لمن يردون لهم الزيارات، ففي سفرهم سيكون ضيوفا يحظون بطعام يفوق طعام مضيفيهم الاعتيادي، وعندما يحل عليهم ضيوف فإنهم سيجالسون ضيوفهم في مأكلهم. فإن كانت ربة المنزل تربي بعض ( ديوك الدجاج) فهي تعلم أن تلك الديوك ستكون طعاما لضيوف زوجها وزوجها! ولن يتبقى لأهل البيت سوى بعض المرق وطعم الطعام الدسم.

كان أبو يوسف من هذا النوع من المسافرين من أجل اختراع الحكايات ومن أجل ما يحظى به من طعام مضيفيه، وطعامه عندما يشارك ضيوفه. وكان أبو صالح جاره من أشد المفتونين في حكاياته، ويحب أن يكون أول من يسمع حكاياته.

كان أبو يوسف يغيب لمدة شهرين وأحيانا لثلاثة شهور، وعندما يعود لا يبيت ليلته في بيته، بل في بيت جاره (أبو صالح)، وبعد أن يتعشى، يطل برأسه من أعلى الجدار المنخفض بين منزليهما، ويخاطب أهله: لا تقلقوا علي فأنا في بيت أبي صالح!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-06-2009, 04:52 PM   #15
إيناس
مشرفة بوح الخاطر
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
المشاركات: 3,262
إفتراضي

أخي إبن حوران
وأنا أقرأ نصك الأخيرة "لا تقلقوا عليَ" أحسست ببعض الأسف على أشياء ندُرت إن لم تكن إنتهت وإنقرضت ،
فأين نحن من هذه الجلسات العائلية والسمر بين الأصدقاء، والحكايات التي كان يجلبها محبي السفر والمغامرة، وحسن الإستماع للإستمتاع بجميل الحكي والحكاية، كل هذه الأشياء ضاعت وإنسحبت تاركة مكانها لشاشة التلفزيون وصندوق الإذاعة،
وأين نحن كذلك من هذه الجيرة الجميلة، فاليوم أصبحنا لا نعرف حتى كيف هي وجوه جيراننا ونحن نسكن جوارهم سنين...
كل الشكر والتقدير لك ولتواجدك أخي الكريم
__________________

Just me


آخر تعديل بواسطة إيناس ، 26-06-2009 الساعة 04:59 PM.
إيناس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-06-2009, 07:13 PM   #16
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

العفو أختنا
أشكركم على تواصلكم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-06-2009, 07:14 PM   #17
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

مدلول الصغير

(مِقرط العصا): إن سألت أحدهم عن عنوان مكان في الصحراء، فسيجيبك، إنك اقتربت من الوصول.. ولم يبق عليك إلا (مقرط العصا) أي أن المسافة التي بقيت عليك حتى تصل تساوي المسافة التي تكون من رمي عصا.. والدلالة هنا مجازية، وزائفة بنفس الوقت.. فرمي العصا لا يصل أكثر من مائة متر في أحسن الأحوال.. وقد تسير لمدة أربع ساعات أو أربعة أيام، حتى تصل ما قدره لك من أجابك .. ولكن المجاز في الإجابة آت من سعة الصحراء وبُعد مسافاتها وضآلة المسافة التي بقيت عليك مقارنة بتلك السعة.

(وجهه قد إصبعين): إذا سألت أحدهم عن صديق لكما، وكان قد رآه منذ وقت قريب، وقد مر بحالة مرض، فإنه سيقول لك: ( مسكين! حالته توجع، وجهه قد إصبعين) .. من الطبيعي أن لا يكون وجهه بحجم الإصبعين وضعفهما، لكنه يريد استعمال المجاز(الشعبي) للتدليل على سوء حالته وغزو الضعف والهزل لجسمه.

(معي قرشين): يهمس بأذن صاحبه ليستشيره في إقامة مشروع صغير يعيش من إنتاجه، فيقول: معي قرشين أريد أن أستثمرها ولا يقول (أريد استثمارهما)، لأنه ليس معه فقط قرشان، بل معه مبلغ ليس بالعظيم، حتى لا يتورط صديقه في نصحه على ضوء ضخامة المبلغ.

(قضيت يومين حلوات): يُلاحظ في وصف المدلول الصغير أن تكون الصفة بالجمع وليس بالصيغة المذكورة، فلم يقل: يومين حلوين، لأنهما ليس كما ذكر بل قد تكون سنين طويلة، وهي صيغة يستخدمها كبار السن، فإن كان ابن ستين عاما، ويذكر الماضي فإنه يذكره بالأيام، وإن ذكر المستقبل سيذكره بالأيام أيضاً، فيقول: ( ظل لنا في هذه الدنيا يومان) وقد يعيش عشرات السنين الأخرى، لكنه لا يذكر في الماضي إلا أياما قليلة نظرا لطول المدة التي عاشها دون أيامٍ حلوة إلا التي ذكرها، وإن ذكر المستقبل، فإنه في وضع استعداد أو تهيؤ لاحتمالية وفاته في أي لحظة!

(قاروط فلان): قد يظهر أحد الرجال بشكل ملفت للنظر بمكانته أو كثرة أمواله، ويعرفه أهل الحي أنه فقد والده ووالدته منذ الصغر، وهي الحالة التي يطلق عليها البعض لقب (قاروط: أي من فقد والديه الاثنين، تمييزا عن اليتيم الذي يفقد واحدا من والديه). وطبعا معروف، أنه إذا أصبح الرجل رجلا وله أولاد وأسرة، لا يعود الناس يطلقون عليه (يتيم أو قاروط)، ولكن للتحقير والاستخفاف بالغنى المفاجئ يعاود الناس لاستخدام (قاروط فلان).

(قطع يده وشحذ عليها): إن ذهب أحدهم ليقترض بعض المال من صاحبه، فإنه يعتذر له، ويقول: أن لديه (كومة لحم) يريد أن يطعمهم ولا يستطيع، وهو تحقير لوضع أسرته وتحويلهم الى (لحم غير مجروم)، ولكن ليدفع صاحبه بعيداً عن تحصيل المال. وعندما يعود صاحبه الى أهله يسألونه: هل أعطاك مالا؟ فيجيب: قطع يده وشحذ عليها، أي أنه بدا كالمتسول الذي فقد أحد ذراعيه ليشفق عليه المحسنون.

(تفضل اشرب قهوة): كان من يصنع طعاما لضيف، يبعث ولده الى أخيه أو جاره ليشاركهم في تناول الطعام مع الضيف، فيقول الولد: (يبلغك والدي السلام ويقول لك تفضل اشرب القهوة عندنا)، فيفهم المدعو أن هناك وليمة، ولا يجادل أن الطبيب قد منعه من تناول القهوة، أو أنه شربها للتو، في بيته.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-07-2009, 10:53 AM   #18
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

غششتني يا منحوس :

كانت علاقة أبي شوفة مع البغال علاقة حميمة .. فهو لا يثق بحيوان في قدرته على التحمل كثقته بالبغل .. وكانت بعض الطبائع تتسرب من الحيوانات لأصحابها .. كما هي الحال اليوم عندما نستخدم بعض خصائص جهاز الكمبيوتر ونستخدمها في حديثنا ، فنقول عندما نريد أن نتجاهل ما يقول آخر ( كنسله ) .. أي الغي ما قال .. أو اعمل له ( ريستور ) ..

فكانت لغة الناس في عهد أبي شوفة ، تتأثر ببيئتها بشكل ، فأحيانا عندما كان يريد تنبيه أحد أبناءه ، فانه يصرخ به ( هيش ) وهي تقال للحمير .. أو (هو ها ) وهي لفظة تقال لردع ( عجل أو ثور ) .. أو إذا أراد أن يزجر أبناءه مجتمعين ، فإنه يناديهم يا ( طرش ) وهي معشر الحيوانات مجتمعة ..

صدف و أن أصبح ( بغل ) أبي شوفة ذات مرة ، يضطرب في مشيه ، ويعاني من شيء ، أشبه بالدوخة ، فحمل أبو شوفة همه كثيرا ، و استشار أحد أصدقاءه القدماء ، فشخص صديقه الحالة على وجه السرعة ، بأن البغل يعاني من ديدان ، في داخل معدته .. ولم يكن التشخيص نابع من خبرة ، بل كان الرجال في ذلك الوقت لقلة المعلومات و لقلة الأجهزة التي ممكن أن تجيب على وجه الدقة عن أي شيء .. لا يعتذرون عن الإجابة عن شيء .. فلو سألت أحدهم عن كيفية صناعة الطيارات ، لبادر في حديث طويل عن صناعتها ، وهو لم ير في حياته طائرة عن قرب ، الا اذا رأى لمعانا في السماء في يوم مشمس .

فقال له أبو شوفة : وما الحل لتلك الدوخة ؟ وكان يتلهف أن يسمع من صديقه أي شيء ..

فأجابه صديقه : اسق البغل ( مسودة بنزين ) والمسودة هي زجاجة ، كان يعثر عليها الفتية على الطرقات بعد أن شرب سائح محتوياتها من الخمر ، ورمى بها على جانب الطريق ، فيلتقطها بعض الفتية ، وتدخل بسرعة مجال الخدمة في البيوت المحظوظة بالعثور على مثل ذلك الإناء الفاخر ..

سأله أبو شوفة : ألا يتأثر البغل من شرب البنزين ؟ إني أخشى عليه من أن يموت يا صاحبي ..

ثم خطرت على بال أبي شوفة ، فكرة غريبة ، إذ نوى أن يجرب بأحد أبناءه وكان اسمه ( حسن ) فإن جرى لحسن شيئا من شرب البنزين توقف عن استعماله للبغل .. وان لم يتأثر حسن بذلك ، فإنه سيقوم بتقديمه للبغل ..

لم يكن أمام حسن أي خيار .. فقد نفذ تعليمات والده ، فأمسك أنفه بأصبعيه وجرع البنزين على دفعة واحدة .. وبعدها صرخ وتلوى و بكى .. فزجره أبو شوفة ، فتوقف عن الصراخ .. ولكن بقي أبو شوفة يراقب ابنه بين حين وحين حتى انقضى اليوم .. فأحس أبو شوفة براحة حذرة ، فهو يعرف أن حسن أخشن من البغل قليلا .. وهذا سر حذره ..

وفي اليوم الثاني ، أتى أبو شوفة بمسودة البنزين و وضعها في حلق البغل حتى فرغت ، وما هي الا ساعات حتى فارق البغل الحياة ..

فثارت ثائرة أبي شوفة ، وانهال على حسن بالضرب المبرح .. وهو يصرخ ويشتم .. غششتني يا ملعون الوالدين ، غششتني يا ملعون الوالدين !!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-08-2009, 07:44 AM   #19
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

بُرطم قوت

كان في أحد القصور القديمة أميرة فائقة الجمال تُدعى (ياقوت) وكانوا يختصرون اسمها ب (قوت)، وأكثر ما يلفت في جمالها هو اكتناز شفتيها وسحر ابتسامتها، وكان الخدم والحشم والزوار يتمنون التفاتة من عيني تلك الأميرة ممشوقة القد.

وكان في القصر، أحد الرجال الخدم الذين يقومون مقام الطبيب والمعالج، وكان ذلك الرجل معروفاً بقدرته على انتزاع (السم) من (الملدوغ)، وكان ذلك الرجل من بين الكثيرين الذين يتمنون أن يحظوا بنظرة أو لمسة من الأميرة.

وذات يوم، علت الأصوات في القصر تنادي على الرجل المعالج بأن الأميرة (قوت) قد لدغها عقرب في شفتها السفلى، وعليه أن يتوجه إليها حيث ترقد ويزيل السم من شفتها.

فرح الرجل المعالج كثيراً، وتمتم في نفسه إنها فرصته لتحقيق بعض ما كان يحلم به. طالت معالجة الرجل للأميرة وهو يمتص السم من شفتها السفلى، والعيون تراقبه وتطلب منه أن يستعجل في مهمته، ولكنه ادعى الحرص على إزالة كل السم من شفتها، فاستمر بلثم شفتها بتلذذ وهو يعلم أنه قد استخرج السم منذ حين.

ارتفعت الأصوات في القصر أن (مرجانة) قد لدغها عقربٌ في عجزها، وكانت (مرجانة) خادمة داكنة البشرة عجوز سمينة ذات عجز عظيم. فوجد الملك فرصته في إبعاد ذلك الرجل عن ثغر ابنته الأميرة وأمره بالإسراع في معالجة (مرجانة).

ذهب حزينا ليستخرج السم من عجز (مرجانة) وبعد أن انتهى من ذلك، تمتم في نفسه ( اللي نخرجه من بُرطم قوت نضعه في عجز مرجانة)

فذهبت مثلا، يُقال لمن يربح في مسألة ويضع ما ربحه في مسألة أخرى.

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-09-2009, 11:13 AM   #20
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي


الى أين أنت ذاهب؟

كان (أبو شوفة) مثله مثل كل من كان في عمره ومن في عصره، يؤمنون بنظرية التثليث التي تطيل العمر، فمرة في اليوم ومرة في الأسبوع ومرة في الشهر، إذ كان من يؤمن بتلك النظرية يتفقد جهازه الهضمي يومياً إن كان يقوم بالتبرز بشكل طبيعي أم لا، وكان يعاشر زوجته مرة في الأسبوع وعادة تكون ليلة الخميس على الجمعة، ليكون لاغتساله ما يبرره (من الجنابة واستعداداً لصلاة الجمعة)، وكان يتناول بعض المسهلات كزيت الخروع أو أقراص (الفاملاكس) التي تنظف كل ما في جوفه كل شهر، وبهذا يضمن صحة مثل الحديد، حسب اعتقادهم!

قبل ظهر يوم (أربعاء)، لفت (أبو شوفة) نظر من كان يجلس أمام دكاكين السوق، وقد ارتدى أنظف ما لديه من ملابس، ووضع عباءته الشفافة لتغطي ما ارتدى من ملابس، وكانت الكحلة السوداء تظهر بوضوح على جفنيه وكأنه خروف أبيض أحاطت بعينيه دائرتين سوداويتين، وكان يمشي الهوينة فلم يزل هناك متسع من الوقت حتى يُرفع أذان الظهر.

استغرب الجميع ذلك الإفراط في الأناقة (النسبية) والتي لم يلجأ لها من في عمره إلا في أيام الأعياد أو عند صلاة الجمعة في بعض الأحيان، وتهامسوا ماذا وراء تلك الأناقة؟

بادر أحدهم بسؤال (أبي شوفة) دون أن ينهض من مكانه أمام إحدى الدكاكين التي كان يتجمع حولها مجموعة من الرجال ـ كعادتهم ـ حيث هناك متسع من الوقت للمجتمع الفلاحي في مثل تلك الأوقات من السنة (أيلول/سبتمبر)..

الى أين يا أبا شوفة وأنت (داخل بالغسيل) ؟
أجاب أبو شوفة (على الفور): الى اين؟ الى المسجد لأداء صلاة الجمعة.
قهقه الجميع عالياً وقال أحدهم: لكن اليوم هو (الأربعاء).
أحس أبو شوفة بحرجه وقال: (عملتها بي ملعونة الوالدين)؟ وكان يقصد زوجته.



__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .