العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 17-11-2008, 04:20 PM   #1
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي مناظرات شعرية

السلام عاليكم ورحمة الله وبركاته

ما اتيتكم بجديد ولكن حبيت اتحف اسماعكم ببعض روائع سلفنا الصالح

في المشرق ظهر سؤال الذي أظهره بعض المعتزلة في بداية القرن الثامن الهجري وكتم اسمه وجعله على لسان بعض أهل الذمة وهو :


أيا علماء الدين ذمي دينكم ** تحير دلوه بأوضح حجة


إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ** ولم يرضه مني فما وجه حيلتي


دعاني وسد الباب عني فهل إلى ** دخولي سبيل بينوا لي قضيتي


قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ** فها أنا راض بالذي فيه شقوتي


فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا ** فربي لا يرضى لشؤم بليتي


وهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي ** وقد حرت دلوني على كشف حيرتي


إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة ** فها أنا راض باتباع المشيئة


وهل لي اختيار أن أخالف حكمة ** فبالله فاشفوا بالبراهين حجتي


ويقال إن هذا الناظم هو ابن البققي الذي قتل في ولاية تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري.


فانتدب أكبر علماء مصر والشام لجوابه نظما منهم الشيخ علاء الدين الباجي الشافعي
فقال:


أيا عالما أبدى دلائل حيرة ** يروم اهتداء من أهيل فضيلة


لقد سرني أن كنت للحق طالبا ** عسى نفحة للحق من سحب رحمة


فبالحق نيل الحق فالجأ لبابه ** كأهل النهى واترك حبائل حيلتي


قضى الله قدما بالضلالة والهدى ** بقدرة فعال بلا حكم حكمة


إذا العقل بل تحسينه بعض خلقه ** وليس على الخلاق حكم الخليقة


وأفعالنا من خلقه كذواتنا ** وما فيهما خلق لنا بالحقيقة


ولكنه أجرى على الخلق خلقه ** دليلا على تلك الأمور القديمة


عرفنا به أهل السعادة والشقا ** كما شاءه فينا بمحض المشيئة


كإلباس أثواب جعلن أمارة ** على حالتي حب وسخط لرؤية


تصاريفه فينا تصاريف مالك ** سما عن سؤال الكيف والسببية


أمات وأحيا ثم صار معافيا ** وقبح تحسين العقول الضعيفة


فكن راضيا نفس القضاء ولا تكن ** بمقضي كفر راضيا ذا خطيئة


وتكليفنا بالأمر والنهي قاطع ** لأعذارنا في يوم بعث البرية


فعبر بسد أو بفتح وعد عن ** ضلالة تشكيك بأوضح حجة


وقد بان وجه الأمر والنهي واضحا ** ولا شك فيه بل ولا وهم شبهة


هذا الجواب وخلاصته أن الواجب الرضا بالتقدير لا بالمقدور وكل تقدير يرضى به لكونه من قبل الحق


ثم المقدور ينقسم إلى ما يجب الرضا به كالإيمان وإلى ما يحرم الرضا به ويكون الرضا به كفرا كالكفر إلى غير ذلك
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-11-2008, 04:24 PM   #2
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

جواب الشيخ تقي الدين بن تيمية الحنبلي (ت728هـ)


سؤالك يا هذا سؤال معاند ** يخاصم رب العرش باري البرية


وهذا سؤال خاصم الملأ العلي ** قديما به إبليس أصل البلية


وأصل ضلال الخلق من كل فرقة ** هو الخوض في فعل الإله بعلة


فإن جميع الكون أوجب فعله ** مشيئة رب العرش باري الخليقة


وذات إله الخلق واجبة بما ** لها من صفات واجبات قديمة


فقولك لي قد شاء مثل سؤال من ** يقول فلم قد كان في الأزلية


وذاك سؤال يبطل العقل وجهه ** وتحريمه قد جاء في كل شرعة


وفي الكون تخصيص كثير يدل من ** له نوع عقل أنه بإرادة


وإصداره عن واحد بعد واحد ** إذ القول بالتجويز رمية حيرة


ولا ريب في تعليق كل مسبب ** بما قبله من علة موجبية


بل الشأن في الأسباب أسباب ما ترى ** وإصدارها عن حكم محض المشيئة


وقولك لم شاء الإله هو الذي ** أضل عقول الخلق في قعر حفرة


فإن المجوس القائلين بخالق ** لنفع ورب مبدع للمضرة


سؤالهم عن علة السر أوقعت ** أوائلهم في شبهة الثنوية


وإن ملاحيد الفلاسفة الألى ** يقولون بالعقل القديم لعلة


بغوا علة للكون بعد انعدامه ** فلم يجدوا ذاكم فضلوا بضلة


وإن مبادي الشر في كل أمة ** ذوي ملة ميمونة نبوية


تخوضهم في ذاكم صار شركهم ** وجاء دروس البينات لفترة


ويكفيك نقضا أن ما قد سألته ** من العذر مردود لدى كل فطرة


وهبك كففت اللوم عن كل كافر ** وكل غوي خارج عن محجة


فيلزمك الإعراض عن كل ظالم ** من الناس في نفس ومال وحرمة


ولا تغضبن يوما على سافك دما ** ولا سارق مالا لصاحب فاقة


ولا شاتم عرضا مصونا وإن علا ** ولا ناكح فرجا على وجه زنية


ولا قاطع للناس نهج سبيلهم ** ولا مفسد في الأرض من كل وجهة


ولا شاهد بالزور إفكا وفرية ** ولا قاذف للمحصنات بريبة


ولا مهلك للحرث والنسل عامدا ** ولا حاكم للعالمين برشوة


وكف لسان اللوم عن كل مفسد ** ولا تأخذن ذا جرمة بعقوبة


وسهل سبيل الكاذبين تعمدا ** على ربهم من كل جاء بفرية


وهل في عقول الناس أو في طباعهم ** قبول لقول النذل ما وجه حيلتي


كآكل سم أوجب الموت أكله ** وكل بتقدير لرب المشيئة


فكفرك يا هذا كسم أكلته ** وتعذيب نار بعد جرعة غصة


ألست ترى في هذه الدار من جنى ** يعاقب إما بالقضا أو بشرعة


ولا عذر للجاني بتقدير خالق ** كذلك في الأخرى بلا مثنوية


فإن كنت ترجو أن تجاب بما عسى ** ينجيك من نار الإله العظيمة


فدونك رب الخلق فاقصده ضارعا ** مريدا لأن يهديك نحو الحقيقة


وذلل قياد النفس للحق واسمعن ** ولا تعص من يدعو لأقوم رفعة


وما بان من حق فلا تتركنه ** ولا تعرضن عن فكرة مستقيمة


وأما رضانا بالقضاء فإنما ** أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة


كسقم وفقر ثم ذل وغربة ** وما كان من مؤذ بدون جريمة


وأما الأفاعيل التي كرهت لنا ** فلاهن مأتي في رضاها بطاعة


وقد قال قوم من أولى العلم لا رضا ** بفعل المعاصي والذنوب الكريهة


وقال فريق نرتضي بقضائه ** ولا نرتضي المقضي لأقبح خلة


وقال فريق نرتضي بإضافة ** إليه وما فينا فيلقى بسخطه


فنرضى من الوجه الذي هو خلقه ** ونسخطه من وجه اكتساب بحيلة
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-11-2008, 04:27 PM   #3
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

جواب الأديب ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر


سألت ولم تعرف وكم من مباحث ** جرت من أهيل العلم في ذي الحقيقة


وما أنت يا ذمي مبتكر كما ** توهمته من دون ماضي البرية


نعم كل شيء كائن بقضائه ** وتقديره حتما بأوضح حجة


وهل واقع ما لا يشاء بملكه ** لقد ضل من ذا رأيه في القضية


وإن الرضا غير القضاء فلا تكن ** تنازع فيما شاءه من مشيئة


له المحو والإثبات جل جلاله ** فلا تعترض في حكمه وتثبت


وكن بجوابي مسلما ومسلما ** وكن باتباع الحق من خير أمة


جواب الشيخ شمس الدين بن اللبان


ألا بعد حمد الله باري البرية ** على ما هدانا من كتاب وسنة


بأفضل مبعوث إلى خير أمة ** عليه من الرحمن أزكى تحية


فإن صحيحا كون ما شاء ربنا ** ونفي سوى ما شاءه من مشيئة


ولم يرض كفر العبد أي لا يحبه ** له لا ولا يثني عليه بمدحه


وحيلة من لم يهده الله أنه ** يلاحظ وجه العجز في كل لحظة


وينفي القذى عن عين فكرته ولا ** يميل بأسباب الحجى عن محجة


ويجهد كل الجهد في قصد ربه ** بصدق وعزم وابتهال وحرقة


وحينئذ يرجى له فتح كل ما ** غدا مرتجا من باب فضل ورحمة


فإن قضاء الله يطلق تارة ** بكفر وإيمان فيحفى لحكمة


وآونة يجري تعلقه بنا ** على سبب نعتاده كالشريطة


كسم لموت أو دواء لصحة ** وطوع وعصيان لسعد وشقوة


وقد جعل الله الحكيم لعبده اختيارا ** لأسباب الرضا والقطيعة


ويسره من بعد هذا لما قضى ** عليه ليمضي فيه حكم المشيئة


وقطع لسان الإعتراض ونفي لم ** ولبس جميل الصبر عند المصيبة


وأما رضانا بالقضاء فواجب ** ومعناه تسليم لحكم المشيئة


وكونك ترضى بالشقاء شقاوة ** لأنك لا تدري القضاء بأية


وآيته أن تخلي القلب من هوى ** وترضى بإيمان صحيح العقيدة


وترضى بما يرضى الله وبالذي ** قضاه وتلغي حيرة بعد حيرة


وقولك ربي إن يشا الكفر شئته ** صحيح كذا إن شئت إحداث توبة


وثبت تثبيتا مشيئته لها ** كما بان بالمعلول تأثير علة


وأنت فعاص حين خالفت أمره ** وإن كنت قد وافقت حكم الإرادة


وللعبد لا شك اختيار فقائل ** بتأثيره مع قدرة أزلية


وآخر قال الفعل مشتمل على ** خصوص صفات مثل حج وزنية


للفاعل التأثير في كونه زنا ** وحجا وأصل الفعل فعل القديمة


ومذهب أهل الحق والأشعر أنه ** ليس بتأثير بحادث قدرة


ولله خلق الفعل والقدرة التي ** تقارنه للعبد كالسبيبة


وهذا اختيار ماله أثر به ** علينا غدا لله أعظم حجة


وجملة ما فصلته لك راجع ** إلى أننا ملك لباري البرية
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-11-2008, 04:32 PM   #4
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

جواب الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد الطوسي تغمده الله برحمته


ألا أصغ يا ذمي إن كنت سامعا ** جواب سؤال رمته بالأدلة


ودبر بعقل مدرك سر ما بدا ** بإنشاء رب الكون في كل حالة


فأوجد كل الكائنات بعلمه ** وقدرته جبرا لمحض الإرادة


تصرف في مخلوقه بمراده ** لما شاء لا يدري خفي النهاية


فأبدع كل الكون من حيث لم يكن ** له صورة موجودة في البداية


سؤالك يا هذا فليس بوارد ** لإيراثه إظهار كل قبيحة


تصرف مملوك بإنشاء مالك ** على فعله بالنفع ثم المضرة


وإقداره فهم الحقائق كلها ** وتمييزه بين العطاء ومنحة


وتشريكه في ملكه ومراده ** ونسبته بالقبح في بعض خلقة


وإبدائه منع التصرف في الورى ** وإلزامه إبداء كل صنيعة


على وفق معلوم الخليقة كلها ** وذا شقوة تبدي خلائل زلة


وكل الذي قلنا مساخط ربنا ** كرد عبيد فعل مولاه بالتي


فما لم نشاهد نفعه ليس منكرا ** كموت خليل عند تلسيع حية


ولا ظلم عند السلب قدرة خلقه ** وإلزامه ما لم يدع في الجبلة


لإيجاده أشياء من غيب علمه ** وأحيا بها جودا وجودا برأفة


فيفعل في مخلوقه ما مراده ** وإن خفت من ذا ظواهر حكمة


فلولا يقول الله بالكسب معلنا ** لما جاء تخصيص لفعل بنسبة


إذا ذات مخلوق مجازا وغيره ** لتنصيصه جزما بنفي المشيئة


فلا ينظر الراؤون إلا بعقلهم ** قياسات وهم عاهدوها بعادة


كقيد غلام ثم أمر بمشية ** قبيح وذا من ملحقات السفاهة


وهذا قيسا باطل في فعاله ** إذ الكل موجود بحكم الإرادة


ولو قيل هذا قيل لم أوجد الورى ** فأعدمه من بعد حين بذلة


تنزه عن نفع وضر بفعله ** وذا قول من يجري بضرب بدرة


هو الخالق الرحمن كلا وجملة ** وبين في المنشا بعين حصيفة


بما شاء من أنواره وحياته ** وتسيير بعض في حنادس ظلمة


ورتب أجزاء الوجود محققا ** من الفعل والأرواح في بدو فطرة


وأبدى محلا ثالثا في انتهائها ** لإظهار أسرار الغيوب الغريبة


وأبدع بعد الكل مظهر وصفه ** وكمله فهما وعلما بعزة


وعرفه ما شاء من كونه له ** وطاعته في أمره المستديمة


وذاك هو الإنسان أفخر خلقه ** على كل كون بارتفاع وزلفة


فأعطاه عقلا يفهم الخير والتقى ** ويثبت باريه بأوضح حجة


وعلما وسمعا ثم نورا به يرى ** مراتب أشكال بدت في الشهادة


وخيره فيما يريد لنفسه ** بما احتاج إصلاحا لقومه صورة


ومكنه فيما يروم تكسبا ** بآثار فضل من نتائج نفحة


وركب فيه قوة غضبية ** لدفع الأذى من موبقات البلية


وتمم فيه شهوة سبعية ** لجلب مرادات له في الغريزة


فيثبت ما محبوبه لمراده ** ويدفع ما مبغوضه لشكيمة


فكلفه الرحمن بالشرع بعدما ** نفى عنه كل النقص في أصل خلقة


فلما سرى في مهمه النفس والهوى ** وخاض بحار الجهل من غير ريبة


أنت رسل من عند باريه معلنا ** مناهج ما أبدى لنفس منيرة


وأوجب إتباع الرسول على الورى ** وكلفهم إثبات فرض وسنة


وبين أن الكل من عنده بدا ** وطاعته حتم لكل البرية


قضى أزلا بالكفر والجهل والنوى ** لبعض فلا ينفعه قفوى الشريعة


وآخر مفطور صفى معارض ** إجازة كل المدركات بقوة


ولم يعلم المقتضي علم قضائه ** ليتبعه فيما أراد برأفة


ولكن لما مال نفس خسيسة ** إلى عدم الإسلام والتبعية


أضاف إلى الباري إرادة فعله ** وليس له علم بذا في الحقيقة


وأبقاؤها في الكفر ليس أمارة ** على أنها من بابه بطريدة


فقد عاش شخص كافرا طول عمره ** فأدركه سبق له بالسعادة


فأسلم ثم أمحى جلائل ذنبه ** فصار بفضل الله من أهل جنة


وآخر في الإسلام أذهب عمره ** بورد وأذكار وإكثار حجة


فأدركه سبق الكتاب بعلمه ** فصيره من أهل ذل وشقوة


وهذا هو الحكم المحقق دائما ** خفي على الألباب والألمعية


بيان وقوع الحكم من أول الدنا ** إلى آخر الأعصار في كل ذروة


فيا أيها الذمي هل أنت عارف ** بكفرك حتما عند أهل الشريعة


لتحكم أن الله بالكفر قاضيا ** ولم يرضه حاشاه في كل ملة


إذا كان قاضي الكفر في بدء خلقه ** فليس له تغيير حكم الإرادة


لقول نبي الله ما جف سابقا ** لتحقيق ما أبدى بحكم المشيئة


فليس لنا جزم بأنك كافر ** ولا حتم بالإسلام في كل حقبة


ولكن يبين الحكم قرب انتقاله ** بآية خير أو بسوء الأمارة


فإن كنت من أهل السعادة آخرا ** فما ضرك التهويد قبل الإنابة


وإن كنت من أهل الشقاوة واللظى ** فلا لك نفع إن أتيت بتوبة


فليس بمعلوم قضا الحكم جازما ** ولا عدم الرضوان حتما لشقوة


بل أعطاك عقلا ثم فهما محققا ** وأعلن منهاجا حوى كل خصلة


تشهد وجز تحت الشريعة مؤمنا ** بقدرتك الخيرية المستخيمة


كما أنت مختار لنفسك كل ما ** تحاوليه من مشبهات وشهوة


فإن لم تقل بالنسخ كنت مكذبا ** بما جاء موسى من بيان وشرعة


لرفعهما أحكام من كان قبله ** كتزويج بعض بين أخت بإخوة


وإن كنت بالنسخ المحقق قائلا ** فتابع لشرع حاز كل مليحة


وإن قلت بالنسخ المخصص واقعا ** فذا هو ترجيح بغير الأدلة


فهل أنت ساع إن أتتك خصاصة ** بوسعك حوبيا لاتقاء جوعة


وهل أنت إن فاجاك فعل منافر ** بقتل ونهب أو بشر وفتنة


تكون مضيفا كل ذاك حقيقة ** إلى الخالق الرحمن في كل لحظة


وإن كنت مختارا لنفسك عزها ** فبشر لها حتما بقول الشهادة


إذ الخاص ملزوم من العام مطلقا ** يبين هذا في دلائل حكمة


وإن كنت تسعى في بلائك مسرعا ** وتدفع ما لاقاك من كل هفوة


فلبست حينئذ بافك ولم تكن ** بفعل إله راضيا بالحقيقة


دعاك ولم ينسد دونك بابه ** فلج فيه واطلب منه خير الطريقة


فلو كنت مخلوقا لإسعار ناره ** فلا نفع في إقفاء كل شريعة


رضاؤك في هذا كلا شيء هاهنا ** لأنك مقبوض على شر قبضة


فأوجب رب الكائنات الرضا بما ** قضاه وأبداه بعلم وقدرة


ولم يرض أن ترضى بمقضيه كذا ** نهاك عن الفحشاء في كل لمحة


فليس الرضا عما نهاك رضاؤه ** ولكن رضاه في اتباع الإرادة


لما لاح بعد الكون عند وجوده ** لرؤية مكنون سرى في السجية


إذا شاء منك الكفر كنت معاندا ** ولم تقبل الشرع الجليل بخشية


وجود الرضا حسب القضا منك لا رضا ** فلا صدق في إقفاء حكم المشيئة


تناولك العمر القديم بصورة ** لإمضاء حكم بل لتركيب حجة


فليس اختيار في خلاف قضائه ** ولا عدل عن أحكامه لعزيمة


بل أعطاك حولا ثم كسبا محققا ** وجاد بأنعام الفهوم العميمة


فما قلت يا ذمي قول مسفسط ** فليس له عند العقول بعبرة


فلا دخل في قول الإله وفعله ** فيختار ما يختار من كل فعلة


ولا نجح فيما رمت إذ هو حسرة ** حوتها نفوس قسطها من شقاوة


جوابك يا ذمي أعداد ستة ** وتسعين بيتا من جواهر صنعتي


تروم دحاض الحق ويحك طامعا ** بأبياتك المدحوضة المستحيلة


إلهي تعطف وارحم العبد أحمدا ** بطوس بدت فيها له من ولادة


يخوض بحار العلم والحكم التي ** هي الغاية القصوى بنور العناية


بما نال من أحوال رفعة شيخه ** من الوجد والإجلال وقت الإنابة


أحاط بما أبدى من العلم والهدى ** بتعريفه ذا من جلائل نعمة


فمن مال صدقا نحو حضرته التي ** هي الملجأ الأقصى لكل سريرة


يحيط بأسرار وجل معارف ** يكون سراها روح روح قريرة


أيا ناظرا في ذا الجواب لفهمه ** تدبر بعلم لا تكن متفوت


وطبق معاني اللفظ من كل موطن ** لإدراجنا فيه فضائل جمة


فلا تك ممن واخذ الغير قبل أن ** يحقق ما أنشا بحسن الروية


تكون مسيئا عند من أوجد النهى ** وخصصها بالفهم في كل ساعة


على سيد الكونين منا صلاته ** نفوز بها يوم الجزاء بزلقة
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-11-2008, 04:34 PM   #5
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

واخيرا جواب الشيخ علاء الدين القونوي(ت748هـ):


حمدت إلهي قبل كل مقالة ** وصليت تعظيما لخير البرية


وحاولت إبداع النصيحة منصفا ** لمن طلب الإيضاح في حل شبهة


فأول ما يلقى إلى كل طالب ** لتحقيق حق واتباع حقيقة


يزوع الذي في كل عقد وشبهة ** يصد عن الإمعان في نظم حجة


وإلقاء سمع واجتناب تعنت ** فلا خير في المستمحن المتعنت


إذا صح منك الجد في كشف غمة ** بليت بها فاسمع هديت لرشده


صدقت قضى الرب الحكيم بكل ما ** يكون وما قد كان وفق المشيئة


وهذا إذا حققته متأملا ** فليس يسد الباب من بعده دعوة


لأن من المعلوم أن قضاءه ** بأمر على تعليقه بشريطة


يجوز ولا يأباه عقل كما ترى ** حدوث أمور بعد أخرى تأدب


كما الري بعد الشرب والشبع الذي ** يكون عقيب الأكل في كل مرة


وليس ببدع أن يكون معلقا ** قضاء الإله الحق رب الخليقة


بكفرك مهما كنت بالبغي رافضا ** تعاطي أسباب الهدى مع مكنة


فمن جملة الأسباب فيما رفضته ** مع الأمر والإمكان لفظ شهادة


فأنت كمن لا يأكل الدهر قائلا ** أموت بجوع إذا قضى لي بجوعتي


فلو أنتم أقبلتم بضراعة ** إلى الله والدين القويم الطريقة


ووفيتم حسن التأمل حقه ** وأحسنتم الإمعان في كل نظرة


لكان الذي قد شاءه الله من هدى ** وليس خروج عن قضاء بحالة


ألا نفحات الرب في الدهر جمة ** ولكن تعرض كي تفوز بنفحة


ولا تتكل واعمل فكل ميسر ** لما هو مخلوق له دون ريبة


ولو كنت أدري أن ذهنك قابل ** لفهم كلام ذي غموض ودقة


لأشبعت فيه القول بسطا محققا ** على نمطي علمي كلام وحكمة


ولكنما المقصود إقناع مثلكم ** فهذا قصيرا من فصول طويلة


ولولا ورود النهي عن هذه التي ** سألت لصار الفلك في وسط لجة


فها أنا أطوي ما نشرت بساطه ** وأستغفر الله العظيم لزلتي

آخر تعديل بواسطة ياسر الهلالي ، 17-11-2008 الساعة 04:50 PM.
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-11-2008, 05:03 PM   #6
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عبدربه سكن مع النقاش مشاهدة مشاركة
السلام عاليكم ورحمة الله وبركاته

ما اتيتكم بجديد ولكن حبيت اتحف اسماعكم ببعض روائع سلفنا الصالح

في المشرق ظهر سؤال الذي أظهره بعض المعتزلة في بداية القرن الثامن الهجري وكتم اسمه وجعله على لسان بعض أهل الذمة وهو :


أيا علماء الدين ذمي دينكم ** تحير دلوه بأوضح حجة


إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ** ولم يرضه مني فما وجه حيلتي


دعاني وسد الباب عني فهل إلى ** دخولي سبيل بينوا لي قضيتي


قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا ** فها أنا راض بالذي فيه شقوتي


فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا ** فربي لا يرضى لشؤم بليتي


وهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي ** وقد حرت دلوني على كشف حيرتي


إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة ** فها أنا راض باتباع المشيئة


وهل لي اختيار أن أخالف حكمة ** فبالله فاشفوا بالبراهين حجتي


ويقال إن هذا الناظم هو ابن البققي الذي قتل في ولاية تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري.


فانتدب أكبر علماء مصر والشام لجوابه نظما منهم الشيخ علاء الدين الباجي الشافعي
فقال:


أيا عالما أبدى دلائل حيرة ** يروم اهتداء من أهيل فضيلة


لقد سرني أن كنت للحق طالبا ** عسى نفحة للحق من سحب رحمة


فبالحق نيل الحق فالجأ لبابه ** كأهل النهى واترك حبائل حيلتي


قضى الله قدما بالضلالة والهدى ** بقدرة فعال بلا حكم حكمة


إذا العقل بل تحسينه بعض خلقه ** وليس على الخلاق حكم الخليقة


وأفعالنا من خلقه كذواتنا ** وما فيهما خلق لنا بالحقيقة


ولكنه أجرى على الخلق خلقه ** دليلا على تلك الأمور القديمة


عرفنا به أهل السعادة والشقا ** كما شاءه فينا بمحض المشيئة


كإلباس أثواب جعلن أمارة ** على حالتي حب وسخط لرؤية


تصاريفه فينا تصاريف مالك ** سما عن سؤال الكيف والسببية


أمات وأحيا ثم صار معافيا ** وقبح تحسين العقول الضعيفة


فكن راضيا نفس القضاء ولا تكن ** بمقضي كفر راضيا ذا خطيئة


وتكليفنا بالأمر والنهي قاطع ** لأعذارنا في يوم بعث البرية


فعبر بسد أو بفتح وعد عن ** ضلالة تشكيك بأوضح حجة


وقد بان وجه الأمر والنهي واضحا ** ولا شك فيه بل ولا وهم شبهة


هذا الجواب وخلاصته أن الواجب الرضا بالتقدير لا بالمقدور وكل تقدير يرضى به لكونه من قبل الحق


ثم المقدور ينقسم إلى ما يجب الرضا به كالإيمان وإلى ما يحرم الرضا به ويكون الرضا به كفرا كالكفر إلى غير ذلك
أنا شخص يحب الشعر.
وقد قرأت المقطع الأول، شعريا هي قصيدة رديئة، هذا من حيث البناء أما من حيث الطرح، فأرى أن لا علاقة لها أبدا بفكر وعقائد المعتزلة، وأنها أبعد ما تكون عن واصل بن عطاء.
تحياتي.
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 17-11-2008, 10:57 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا لكم أخي عبد ربه علي هذا الموضوع القيم .
تحياتي لكم وكامل تقديري
وربما هنا لاننظر إلي البناء الشعري فقط أو الوحدة العضوية للقصيدة
أو التجربة الشعورية ولكن الموضوع مهم من حيث العقيدة والدين .
\تقبل مروري من هنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 18-11-2008, 01:56 PM   #8
ياسر الهلالي
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2008
المشاركات: 186
إفتراضي

السلام عليكم
سيد حرازم اشكرك على مرورك
ثم ان هذه المناظره هي اعجوبه بل هي جوهرة ثمينة تشفي الصدور وتريح القلوب
واشهد الله على حب الصالحين

الاخ الحبيب السيد عبد الرزاق اسأل الله لك الثبات والتوفيق
الى ما يحبه الله ويرضاه
ياسر الهلالي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .