واخيرا جواب الشيخ علاء الدين القونوي(ت748هـ):
حمدت إلهي قبل كل مقالة ** وصليت تعظيما لخير البرية
وحاولت إبداع النصيحة منصفا ** لمن طلب الإيضاح في حل شبهة
فأول ما يلقى إلى كل طالب ** لتحقيق حق واتباع حقيقة
يزوع الذي في كل عقد وشبهة ** يصد عن الإمعان في نظم حجة
وإلقاء سمع واجتناب تعنت ** فلا خير في المستمحن المتعنت
إذا صح منك الجد في كشف غمة ** بليت بها فاسمع هديت لرشده
صدقت قضى الرب الحكيم بكل ما ** يكون وما قد كان وفق المشيئة
وهذا إذا حققته متأملا ** فليس يسد الباب من بعده دعوة
لأن من المعلوم أن قضاءه ** بأمر على تعليقه بشريطة
يجوز ولا يأباه عقل كما ترى ** حدوث أمور بعد أخرى تأدب
كما الري بعد الشرب والشبع الذي ** يكون عقيب الأكل في كل مرة
وليس ببدع أن يكون معلقا ** قضاء الإله الحق رب الخليقة
بكفرك مهما كنت بالبغي رافضا ** تعاطي أسباب الهدى مع مكنة
فمن جملة الأسباب فيما رفضته ** مع الأمر والإمكان لفظ شهادة
فأنت كمن لا يأكل الدهر قائلا ** أموت بجوع إذا قضى لي بجوعتي
فلو أنتم أقبلتم بضراعة ** إلى الله والدين القويم الطريقة
ووفيتم حسن التأمل حقه ** وأحسنتم الإمعان في كل نظرة
لكان الذي قد شاءه الله من هدى ** وليس خروج عن قضاء بحالة
ألا نفحات الرب في الدهر جمة ** ولكن تعرض كي تفوز بنفحة
ولا تتكل واعمل فكل ميسر ** لما هو مخلوق له دون ريبة
ولو كنت أدري أن ذهنك قابل ** لفهم كلام ذي غموض ودقة
لأشبعت فيه القول بسطا محققا ** على نمطي علمي كلام وحكمة
ولكنما المقصود إقناع مثلكم ** فهذا قصيرا من فصول طويلة
ولولا ورود النهي عن هذه التي ** سألت لصار الفلك في وسط لجة
فها أنا أطوي ما نشرت بساطه ** وأستغفر الله العظيم لزلتي
آخر تعديل بواسطة ياسر الهلالي ، 17-11-2008 الساعة 04:50 PM.
|