العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الفـن الملـتـــزم

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 18-03-2010, 01:03 PM   #1
الفكرون
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2010
المشاركات: 23
إفتراضي السمفيونية الخامسة لبتهوفن، أو "هكذا يدق القدر على الأبواب".

تعتبر السيمفونية الخامسة “القدر” للموسيقار الألماني الشهير لودفيغ فان بيتهوفن واحدة من أهم الأعمال الكلاسيكية المتميزة بناء وموضوعا.
تبدأ السيمفونية الخامسة بثلاث ضربات قصيرة متبوعة بضربة رابعة طويلة, وهي ضربات تمثل طرقات القدر على الأبواب -كما يقول بيتهوفن- ومن هذه الضربات الأربع يتشكل لحن إيقاعي أساسي يكون مع الجملة الموسيقية المضادة له حركة ذات طبيعة دراماتيكية.
وبعد الحركة الأولى, تأتي الحركة الثانية بطيئة تعتمد التنوع اللحني أسلوبا, تتبعها الحركة الثالثة, وهي حركة تعج بالمخاوف والأسرار, وتستمر وتيرتها في التسارع لتندمج بالحركة الرابعة دون أن تتوقف آلات الأوركسترا, وتأتي الحركة الرابعة والأخيرة لتبدد بألحانها ذلك الظلام, وتؤكد على انتصار القيم الخالدة والأعمال النبيلة وتغلب إرادة الإنسان في نهاية المطاف.


كان بيتهوفن بطبيعة حاله إنسان متشائم، وقد زاد من إنطوائيته وعزلته وعدوانيته، ما لاقاه في طفولته من فقر وحرمان، مما شكل عنده نوعا من النظرة السوداء لحياته....

وفي مرحلة من مراحل حياته، كان بيتهوفن يعاني من ضائقة مالية شديدة، وكان يستأجر غرفة أعلى منزل رجل يؤجرها له شهرياً، ويسكن هو في الطابق السفلي لهذا المنزل مع عائلته.



في هذه الأثناء تأخر بيتهوفن في دفع الإيجار عدة شهور، وبعد عدة مرات طالبه فيها صاحب المنزل بالإيجار، بدأ بيتهوفن يتهرب من هذا الرجل، فينتظر خروجه إلى عمله في الصباح حتى يخرج بيتهوفن، كما يترصد غفلته أو إبتعاده عن فناء منزله - الذي لابد لبيتهوفن أن يستخدمه للصعود على السلالم إلى غرفته - حتى يدخل إلى غرفته، بحيث لو طرق الرجل صاحب المنزل الباب على بيتهوفن لا يعلم أنه داخل الغرفة أو بالخارج، فحتى لما كان بيتهوفن داخل غرفته - التي بالمناسبة لم تكن تحتوى إلا على فراش متواضع.... وبيانو !! - ما كان يرد على أي من يطرق عليه الباب تحسباً أن يكون صاحب البيت جاء ليأخذ الإيجار المتأخر.

وفي يوم من الأيام... بينما كان بيتهوفن عائداً من الخارج.. وعندما وجد فناء المنزل خاليا، تقدم ليصعد إلى السلم.. وعند منتصف السلالم خرج صاحب البيت وشاهد بيتهوفن... فأخذ ينادي عليه، فما كان من بيتهوفن إلى أن قفز على السلالم حتى باب غرفته ودخل وأغلقها خلفه وهو يشعر بخوف شديد، فقد وجده صاحب المنزل والآن لا مناص من الدفع أوالطرد خارج الغرفة وتسليمه للشرطة !

وبالفعل.. فقد صعد صاحب المنزل وراءه، وهو متأكد تماماً أن بيتهوفن في الداخل، وأخذ يطرق الباب بعنف منادياً على بيتهوفن ومهدداً إياه !!.....

هنا أتوقف قليلاً لأوضح شيئاً... عندما نطرق الباب على أحد، أو على باب بيوتنا... كيف نطرق الباب ؟؟؟ هل جربتم أن تشعروا بهذه الطرقات ؟؟؟ لو لاحظتم... فكلنا إذا طرقنا باباً فسوف نفعل بطريقة أوتوماتيكية بحتة هذا الشكل.. عبارة عن أربع طرقات ثم نسكت!.... هاه !!! صحيح !! هل رأيتم، نحن بالفعل إذا طرقنا أي باب سوف نجدنا نطرق 4 خبطات متتالية ثم نسكت، ثم نطرق 4 خبطات متتابة ثم نسكت... هكذا !

وأرجع الآن إلى قصتنا... فبالفعل لقد كان هذا الرجل يطرق الباب على بيتهوفن بنفس الطريقة، 4 خبطات ولكن بمنتهى العنف والقوة !!!... هنا... فجأة وبيتهوفن يستمع إلى كل هذه الطرقات... قفز إلى البيانو الموجود في وسط الغر فة... وأخذ يعزف مع الطرقات... كلما سمع دفعة من الطرقات ( 4 خبطات )، أتبعها بأربع نغمات على البيانو وتوقف.... ثم أربعة أخرى.... ثم توقف.... وهكذا لو سمعتم الحركة الأولى لوجدتموها عبارة عن 4 دقات متتالية... ثم 4 أخرى، ثم 4 أخرى تتابع بشكل أسرع... وهكذا... وألف بيتهوفن الحركة الأولى كلها منذ بدايتها إلى نهايتها معتمداً على أربع دقات تتابع وتتنوع بين آلات الأوركسترا كلهم.

أما عن تحليل الحركة الأولى المميزة لهذه السيمفونية، أن بيتهوفن تخيل أن القدر - ممثل هنا في صاحب المنزل - قد هجم عليه بمنتهى القوة، وأن القدر تتوالى ضرباته على بيتهوفن لتجعل كل أوقاته تعيسة، وهى ضربات تتراوح ما بين ضربات قوية وضربات ضعيفة وستلاحظونها في قوة الصوت أو ضعفه عند عزف ال4 دقات كل مرة...

وبطبيعة الحال لا توجد حياة سوداء على طول الخط، لذلك فإن بيتهوفن يعترف بهذا للأمانة النفسية لديه، ويأتي ببعض الألحان المسترسلة الجميلة في أوضاع مختلفة من هذه الحركة، إلا أنها مثل فترات حياته - كما هو متصور - وهى قليلة، لا تلبث إلا وتهاجمها ضربات القدر مرة أخرى، وتلاحظونها في هذا العمل تأتي على هيئة ضربات صوتها خفيض وتأتي مصاحبة للألحان المسترسلة وتزداد قوة وعنفاً ما تلبث أن تقضي تماماً على هذه الألحان بالضربات القوية... وهكذا ضربات تتوالى حتى نهاية الحركة الأولى من هذه السيمفونية الرائعة التي سُميت ضربات القدر.



والآن أترككم مع السمفونية الخامسة، لتستمتعوا أكثر.

للتحميل..
اضغط هنا..
__________________
الفكـــرون
الفكرون غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .