مواجهة داعش ليست فقط عسكرية

[صفاء العشري]

لم تكن داعش لتستطيع السيطرة على أجزاء مهمة من العراق وسوريا بفضل قوتها العسكرية فقط. لقد ساهمت عوامل عديدة ساعدت هذه المجموعة الإرهابية على تحقيق ما قاموا به. أحد هذه العوامل الرئيسية هو الموارد المالية.
فوفقا لوزارة الخزانة الأمريكية، داعش هي واحدة من أغنى الجماعات الإرهابية في التاريخ. إنها تحصل على المال من ابتزاز 6 ملايين شخص يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية؛ بالإضافة إلى أنها تبيع النفط وتنهب التراث الثقافي الغني في سوريا، وتفرض فدية مقابل الرهائن.
لقد قدرت عائدات النفط بنسبة 1 مليون دولار يوميا. وقدرت إيرينا بوكوفا، رئيسة اليونسكو، أن القيمة التقديرية للآثار المنهوبة من سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011 تساوي أكثر من 7 مليارات دولار، على الرغم من أنه من المستحيل أن نعرف بالضبط كم هي حصة الدولة الإسلامية من هذا المبلغ.
يحاول بعض الناس نشر الشكوك بشأن الحرب الامريكية ضد هذه المنظمة.
وفي حين لا أسعى هنا للدخول في هذا النقاش، فمن نافل القول، أن تلك الادعاءات تتجاهل التحديات العسكرية التي تواجهها داعش نتيجة لعملية العزيمة الصلبة، بما في ذلك معدل الترابط المتزايد بين المقاتلين الاجانب والخسارة المتصاعدة للأراضي. ولكن، كما قلت، إن وضع داعش المالي مهم جدا في هذه الحرب أيضا. فالبنية التحتية العسكرية لداعش ليست وحدها المستهدفة من قبل التحالف الدولي. الموارد المالية للجماعة الإرهابية هي مستهدفة أيضا ، وقطع تمويل الجماعة الإرهابية هو في صميم هذه المعركة.
فقد قالت جنيفر فاولر، النائبة المساعد لوزير تمويل الإرهاب في وزارة المالية الأمريكية:" نحن في وزارة المالية، وكجزء من الحملة الدولية لتدمير وهزيمة داعش في نهاية المطاف، جنبا إلى جنب مع الزملاء في جميع الوكالات الأخرى، نقود جهودا لمهاجمة قاعدة داعش المالية."
تعمل وزارة المالية مع شركائها في التحالف العالمي لمكافحة تمويل داعش على :
• تقليص عائدات النفط. في عام 2014، حصلت داعش على حوالى 100 مليون دولار من مبيعات النفط غير المشروعة. وفيما تستمر الغارات الجوية لتدمير منشآت النفط المسروق، يساعد الشركاء الأتراك والأكراد أيضا العملية عبر وقف نقل النفط على طول الحدود.
• رفض مطالب الارهابيين. ترفض سياسة الولايات المتحدة دفع الفدية أو تقديم تنازلات أخرى لمحتجزي الرهائن. في عام 2014، وافق مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2133، الذي يؤكد أن دفع الفدية للإرهابيين يخلق المزيد من الضحايا.
• الحد من التبرعات الدولية. وعلى الرغم من أن التبرعات الدولية لداعش ليست المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للجماعة الإرهابية، إلا أنها تشكل مصدر قلق كبير.
لذلك سوف تتعرض المجموعة لضغوط متزايدة على الأرض، وماليا مع فقدان الوصول إلى طرق التهريب والمنشآت النفطية والملاذات الحضرية. إن مكافحة داعش متعددة الأوجه، لذلك فإن الضغوط المختلفة تحقق تدريجيا ثمارها. وقطع التمويل عن تنظيم الدولة ليس كافيا. فالقوة العسكرية والجهود العالمية لمنع الناس من الانضمام إلى داعش لا تقل أهمية أيضا في تحقيق النجاح. ولكن إفلاس داعش يبقى جزءا أساسيا من الاستراتيجية الامريكية والعالمية؛ لا يمكن لمنظمة البقاء على قيد الحياة دون موارد.