العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: النهار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في لغز اختفاء النياندرتال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشكر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أنا و يهود (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-07-2010, 02:13 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي تطابق السلوك والممارسة مع الخطاب السياسي

تطابق السلوك والممارسة مع الخطاب السياسي

في الأحزاب السياسية التكاملية تشكل الأيديولوجية أحد ركائزها الخمس، إضافة الى الطليعة والجماهير والنظرية التنظيمية والاحتراف السياسي. أما في الأحزاب التمثيلية فليس هناك شرط أيديولوجي واضح، وليس هناك انضباط تنظيمي، أي بمعنى ليس هناك اجتماعات أسبوعية أو دورية، كما ليس هناك منهاج تثقيفي يُعطى للأعضاء أسبوعياً أو دورياً، فيكفي أن يكون ابن الحزب الجمهوري الأمريكي من عائلة تنتمي للحزب ليكون جمهورياً، وهكذا في معظم الأحزاب الليبرالية الغربية ، أما النشاط السياسي والانتخابي فيقوم به ما يُسمون (قادة الرأي).

لكن في الحالتين (التكاملية والتمثيلية)، تتصرف إدارات الأحزاب مع الجماهير لأداء دورها الدعائي، وهو الأهم في نشاطاتها، فتقوم أحياناً بشكل مباشر من خلال منشورات وصحف وكتب وكراسات، وأحياناً تقوم من خلال أذرعها الإدارية، كالنقابات والجمعيات والبلديات، وأعضاء البرلمان، أو من خلال حملات الانتخابات، وحتى الحكومة نفسها في حالة استلام الحزب للحكم، ببث برامجها وأهدافها وشعاراتها الخ.

شكل النصوص الدعائية

النص الدعائي للمفكرين الحزبيين، والمتعلق بالجمهور، لا بُد أن يكون واضحاً لا لبس فيه ولا يحتاج الى مفسرين وشارحين أو حتى قارئين بالإنابة، تماما كما هو الحل في لوحات إعلانات الطرق، حيث تمر السيارات بسرعة مائة كيلومتر، ومع ذلك يستطيع غير الأمي أن يفهم ما يريده المُعلن بلحظة لمحها.

أما في الدراسات النظرية، فلا بأس من تعقيد الكلام وتفصيله وإرجاع الأقوال الى مصادرها، الخ. وهذا اللون من الكتابات سيستعين به كبار المسئولين والقيام بتفهيمه لمن هم أدنى منهم، كتسلسل أقطار أنابيب إسالة المياه في المدن والقرى. وإن فعلوا ذلك في بلادنا، فهم لم يأتوا بشيء جديد استثنائي، فقد كان الشافعي يكتب لخاصة الخاصة وهؤلاء يفهمون خاصة العامة حتى تصل لعامة العامة، وكان ذلك يتم بشكل فوري.

لم يشهد الجمهور في أي بلدٍ بالعالم، وعلى مر التاريخ، حزباً أو داعية سياسياً يقول للجمهور: سأفشي البطالة، وسأقطع عنكم التيار الكهربائي، وسأنقر شوارعكم. فالكل كما يقول المثل (يعمل من البحور بساتين).

قدرة العوام على تصنيف الأقوال

يُخطئ من يظن أن الناس العوام جهلة، ولا يدركون ما يجري حولهم، قد تكون قدرتهم على القول والتلخيص ضعيفة بسبب ثقافتهم، ولكنهم يفهمون ما يقوله المثقفون المتصلون بهم. ويميزون من خلال نبرة المتكلم، هل هذا الكلام يخرج من صميمه أم أنه (من الجوزة وفوق)، ويستطيع من يريد معرفة تلك الخاصية أن يتحسسها في مجالس مشاهدة التلفزيون، فإن خرج أحد المتكلمين على الشاشة وكان مقنعاً، تجد الأميين يحنون ظهورهم للأمام ويطلبوا من الجميع السكوت ويقولون (بِفْهَم!)، وإن كان المتحدث كاذباً، فقد يكتفي أحدهم بالقول (اِقْلَع) أو (غَادْ فُكْنَا منه) وأحياناً كما قال أحد الأصدقاء: (أنا لا أفتح على الأخبار بحضور والدي فإنه يملأ الشاشة بصاقاً وأحياناً يتناثر ذلك علينا!).

اهتزاز قناعة المنتمين للأحزاب

كلما انجذب أعضاء الجماعة الى الداخل، كلما زادت قوتهم، فيكفي لخمسة أعضاء متفاهمين أن يغيروا وجه قرية، أو حتى مدينة، بحالة اقتناعهم وإيمانهم بجدوى مسيرتهم ونزاهة رفاقهم. وكلما اهتزت قناعة العضو المنتمي للحزب بسلوك مسئوليه أو رفاقه، وسكت جسم التنظيم عن سلوكهم الشائن، كلما ضعفت الروح الوثابة للعضو وتراجع أداؤه واستمر بالحزب بجسمه دون روحه.

فشخص يطالب بالوحدة العربية ويرفع شعارها، ويتقاتل مع شقيقه على جدار يفصل بين منزليهما، بحجة أنه تجاوز بعشرة سنتمترات، لن يكون مقنعاً للآخرين في مطالبتهم بالسعي للوحدة، إذا اطلعوا على خلافه مع أخيه!

وشخص يطالب بالحرية، ويرفع شعارها، ويتضايق إذا تعرض للنقد، أو إن مرت زوجته تحضر الشاي لضيوفه وهي تنادي ابنها ليتناول الشاي بصوت مسموع، فيستأذن الرفيق المناضل ليدخل ويسمعها كلاماً فضيعا (فضحتينا يا...) ويسمع رفاقه تلك النوبة، فكيف لهم أن يؤيدوه إذا تسلم منصباً رفيعاً بالدولة ويختص بالكلام عن حقوق المرأة!

أما ذلك المدير الذي كوفئ لنضاله، وتسلم منصبه الاشتراكي، ويحاول مشاركة (كونه اشتراكي) الباحثين أبحاثهم أو حتى سرقة تلك الأبحاث ونسبها لنفسه، كيف لمن يرافقه المكان سيبقى على حماسته وحبه للعمل؟

إن تطابق السلوك مع القول والنظرية، هو المفصل الرئيسي الذي يديم عمر الحزب أو الجماعة، أو حتى الأفراد خصوصاً أولئك المغرمين بالترشح لأي انتخابات، حتى لو كانت جمعية لنبش قبور العباد!


__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .