العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-08-2008, 01:35 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي دراسات في الإبداع للأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح .





مركز دراسات المجتمع العراقي

IRAQI SOCIETY STUDIES CENTER

ISSC


--------------------------------------------------------------------------------

--------------------------------------------------------------------------------





--------------------------------------------------------------------------------

--------------------------------------------------------------------------------






--------------------------------------------------------------------------------

أ.د.قاسم حسين صالح

رئيس الجمعية النفسية العراقية



أشرنا الى أن الابداع نشاط محكوم بالعمليات المنجزة من قبل الدماغ ، وأنه يحدث بتوافر ثلاثة شروط أساسية ، تحدثنا عن شرطه الأول المتعلق ب(التكوين البيولوجي للفرد )ونتحدث فيما يأتي عن شرطه الثاني.

ثانيا" : نوع وكم التنبيهات التي يتعرض لها الفرد

تتباين التنبيهات ( سواء كانت طبيعية أو اجتماعية ) بتباين البيئات التي يعيش فيها الأفراد . ويقصد بالتنبيه أية إشارة أو رسالة تحمل معلومة وتصل دماغ الإنسان عبر أجهزته الحسية . بمعنى أن هناك بيئات تكون تنبيهاتها اكثر في الكم وأغزر في المعلومات من بيئات أخرى تكون تنبيهاتها محدودة ومعلوماتها مكرره . وأننا نميل الى الاعتقاد بأن البيئات الفقيرة بتنبيهاتها يندر أو يقل فيها أفراد مبدعون ، وان وجدوا ففي مجال أو مجالات محدودة ، فيما تكون البيئات الثرية بتنبيهاتها صالحة لأن يظهر فيها مبدعون أكثر وفي مجالات متنوعة . وإذا كانت هذه المسألة مثيرة للجدل في تفصيلاتها ، فأنها تبدو مقبولة في إطارها العام ، شرط تحديد مصادر مواصفات البيئات الغنية بالتنبيهات . ويمكن إجمالها بالآتي :

أ . أساليب التنشئة الأسرية .

لايمكن لأي منظّر في الشخصية أن يغفل أو ينكر دور الأسرة في نمو شخصية الطفل وتطورها . ذلك أن التنشئة الاجتماعية لها دور رئيس في تشكيل شخصية الإنسان وتحقيق عدد من الوظائف الأساسية ، من بينها : اكتساب المعرفة والقيم والاتجاهات ، فضلا على اكتساب العناصر الثقافية للجماعة وتشرب الفرد لثقافة المجتمع الذي يعيش فيه

وهنالك كم هائل من الدراسات يفيد بوجود علاقة بين أساليب التنشئة الأسرية وبين شخصية الطفل واهتمامه ، ومستوى دافعيته ، وعمليات عقلية لها صلة بالإبداع . ففي سبيل المثال ، تشير الأدلة الى أن الإسناد الدافعي للطفل من قبل الأبوين ، وتشجيعه على الممارسة المستقلة لها أهمية بالغة في تكوين دافع التحصيل لديه . وأن نمو دافع الاستطلاع لدى الأطفال يرتبط ارتباطا" وثيقا" بنوع السلوك الذي يبديه الوالدان ( تريفرز ، 1979 ، صالح ، 1988) . فيما التحكم الوالدي المستبد والتدخل المجحف في أمور الأبناء يعمل على كف التفكير المنطلق لديهم فلا تجد القدرات الابتكارية متنفسا طبيعيا لها للظهور والتطور( بكر، 2005 ،ص 10 ). وتشير الدراسات الى أن الناس ذوي تقدير الذات العالي ينظرون الى أنفسهم كونهم قادرين على مواجهة الصعوبات في الحياة من دون الحاجة الى الاعتماد على مساعدة الآخرين ، وأن دافعيتهم الى التحصيل الدراسي والإنجاز أقوى مقارنة بذوي تقدير الذات المنخفض . علما" بأن الأسرة ( ومن ثم الأصدقاء ) لها التأثير البالغ في نمو مفهوم الذات وتقديرها (Shaver 1977 Verma,1985). وهنالك دراسات أخرى تشير الى أن ما يميز عددا" من الفنانين المبدعين أنهم ولدوا ونشأوا في أسّر لها موقف إيجابي من الفن عموما" . وان أسرهم كانت تتقبلهم وتحترم ميولهم واهتماماتهم . وأن الممارسة الديمقراطية التي يتبعها الآباء مع أبنائهم ومنحهم حرية التعبير تعدّ من العوامل المهمة في نمو شخصياتهم وتحقيق ذواتهم وتنمية الخيال والقدرات الابداعية لدى الأطفال (أنظرصالح في دراسته عن : بيكاسو وغويا وجواد سليم ،1990) . وفي دراسة ميدانية أحدث وجد بكر ( 2005 ) علاقة إيجابية بين الأسلوب الديمقراطي الذي يعتمده الوالدان وبين مستوى التفكير الإبداعي لدى أبنائهم ، وعلاقة عكسية بين الأسلوب التسلطي الذي يعتمده الوالدان وبين مستوى التفكير الإبداعي لدى أبنائهم . وفي دراسة أخرى تبين أن معظم الأطفال المبدعين نشأوا في أسّر مستقرة بعيدة عن التوترات والضغوط الانفعالية ( قطامي وعدس ، 2002 ) .

نخلص من النتائج التي توصلت إليها دراسات ميدانية وأخرى أكاديمية الى أن لأساليب التنشئة الأسرية علاقة بنمو القدرات الابداعية وتطورها . وان الطفل الذي يعيش في جو أسّري ينعم بالدفء ويستعمل معه الوالدان أساليب تنشئة سليمة نفسيا" تمنحه الحرية والاستقلال والتشجيع على اكتشاف ما حوله وطرح الأفكار دونما خوف من نقد أو سخرية وتعرّضه لتنبيهات متنوعة ، فأن هذه الأجواء النفسية الأسّرية تعمل على تنمية العمليات العقلية ، لاسيما تلك التي لها صلة بالإبداع ( مثل : الاستطلاع ، حل المشكلات ، الدافعية ، مواقف فيها تحديات مناسبة ، ..... ) وبه يتوافر للطفل واحد من الشروط الأساسية لأن يكون مبدعا" في المستقبل .

ب . المدرسة والمناهج .

لعل المهمة الأساسية للمدرسة والمناهج التربوية في هذا المجال هي تحريك السلوك باتجاه الإبداع . ولا يحدث هذا التحريك ما لم تكن التنبيهات التي يتسلمها الطالب في المدرسة متنوعة وتحمل معلومات تحدث في الجهاز العصبي للطالب نوعا" من النشاط الفعّال ، يبعده عن حالة الركود والخمول ، التي تحدث في العادة عندما يتسلم الجهاز العصبي للإنسان تنبيهات مكررة أو خالية من المعنى بما يتعلق به . ونرى أن الوظيفة الجوهرية للمدرسة هي تعميق وتكوين الاستعدادات المبدعة للطالب أو تحريض النشاط الإبداعي لديه ، من خلال التعلم الذي نعدّه واحدا" من العوامل الأكثر أهمية في التطور بشكل عام ، والإبداع بشكل خاص ، اذا فهمنا التعلم بأنه أحداث تغيير في السلوك .

وبطبيعة الحال فأن إبداع الطفل يختلف عن إبداع الكبار ، فإبداعه يكون جديدا" عليه . مثال ذلك حلّ مشكلة رياضية من قبله تختلف عما تقرره المادة الدراسية ، أو عما يقدمه التعلم ، فيعدّ مثل هذا الحل إبداعا" وان كان غير جديد على المعلم ، ويمكن أن يكون منبئا أو مؤشرا" لإبداع لاحق . ولقد ذكر تايلور عدة مستويات من الإبداع التعبيري الذي ينطوي على شيء من التعبير المستقل ، ويمكن أن يشكل بالتالي قاعدة الأساس . فالرسوم التلقائية بخصائصها العفوية والحرة عند الطفل يمكن أن تكون مثالا" عن الإبداع التعبيري . وعلى أساس ذلك يمكن أن تتطور المواهب تدريجيا" . وبقدر ما يمنح الطفل إمكانية العفوية والاستقلالية يمكن أن يكون مبدعا" فيما بعد ( Taylor,1960). وتشير الدراسات الى أن ظهور الاستقلالية يعدّ نشاطا" إبداعيا" وان ظهور حب الاستطلاع والحيوية والتصور الفني والاتجاه نحو النشاط والبحث والحاجة الى النجاح والتقويم ... تعدّ المحرّكات الأولية لأي فعل إنتاجي أصيل عندما تتم بصورة تلقائية لدى الطفل . وإنها تشكل نقطة الانطلاق العاطفية ـ الدافعية في عملية التعليم لتربية الاستقلالية والأصالة ( رو شكا ,1989 ) .

ويستطيع المعلم أن يرفع مستوى تحريك السلوك لدى التلاميذ عن طريق إعداد المواقف التي فيها تحديات مناسبة لاستثارة دافعيتهم . كما يستطيع المعلم أن يقدم الكثير للتلميذ ليصبح قاعدة أمينة يستطيع أن ينطلق منها لاستقصاء العالم المحيط به . إن هذه الأساسيات في تكوين الاستعدادات الابداعية لدى التلاميذ تسهم في تكوين اعتقادات واستراتيجيات البحث العلمي عندما يصبحون يافعين . فلقد أشارت إحدى الدراسات الى أن 40% من عينة الأشخاص المبدعين الذين درستهم كانوا قد نشروا أبحاثا" وهم طلبة في مجالات تخصصهم ( رو شكا ، 1989 ) .

وإذا كان الاهتمام ينصب في المراحل المتوسطة على تكوين الاتجاه نحو البحث واعتيادات البحث العلمي لدى الطلبة ، فان الاهتمام بالتعليم الجامعي ينصب على تكوين الاستعدادات لأجل البحث والقيام تدريجيا" بأبحاث فعلية . والاهتمام بالنشاطات الجماعية ، لاسيما في العلم والتقنية ، من خلال فريق البحث العلمي التي تعتمد على تبادل الآراء والأفكار في حلّ المشكلات . ويمكن تنظيم دروس خاصة لتكوين التفكير الإبداعي ، مستفيدة من تجارب عدد من الجامعات الأجنبية ، والبرامج التي وضعها بارنس parnes من جامعة بفالو ، وبرامج أخرى . حيث تعطي للطلبة إمكانية التفكير الحر والتصور الإبداعي بعيدا" عن التقليدية وعدم الخوف من الوقوع في الخطأ ، أو الإحساس بصعوبة عزل المشكلة وممارسة الطرائق في الحل المبدع للمشكلات ، مثل مبدأ المحاكمات المؤجلة وطريقة العصف الذهني .

وفي فترة المراهقة ، عندما تبدأ الاستعدادات والاهتمامات بالظهور والتمايز، وأيضا" في فترة التعليم الجامعي ، ينبغي أن يشجع التلميذ أو الطالب على اختصاص معين على وفق ما يظهره من ميل لذلك . فجذب الانتباه لكل المواد بصورة متساوية قد يعيق ظهور الاستعداد والإبداع في مجال معين .

إن الكلام عن هذا الموضوع يحتاج الى صفحات عديدة ، بعد أن اصبح واحدا" من الموضوعات الجوهرية في التربية في النصف الثاني من القرن العشرين ، واكتسب أهمية جديدة في القرن الواحد والعشرين ، عندما أدركت الأنظمة السياسية والمؤسسات الاجتماعية أن التطور في مجالاته المتعددة يسهم الإبداع في تحقيقه بدرجة كبيرة . ونريد أن نشير الى أن الصفة الغالبة على المدارس في البلدان العربية ، والعراقي بشكل خاص ،أنها تفتقر الى الكثير من مقومات الإبداع سواء في مناهجها أو طرائق تدريسها أو في أجوائها وأنظمتها العامة ، الى درجة أن سيئات أو سلبيات أنظمتنا التربوية انعكست على شخصيات طلبتنا.


















السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-08-2008, 01:38 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

ففي دراسة حديثة نسبيا" هدفت الى معرفة الخصائص الشخصية التي يفضلها طلبة المرحلة الثانوية ( عمر 13 ـ 18 سنة ) بمدرسيهم ، تبين أن الصفة التي احتلت المرتبة الأولى في تفضيلهم هي أن يعطي المدرس أسئلة امتحانية واضحة ومن صلب المقرر الدراسي . ويبدو أننا نشذ عن العالم المتقدم . فهذه النتيجة لم تظهر في الدراسات العالمية المماثلة التي أكدت على الخصائص الإنسانية والديمقراطية المتمثلة بالتعاون والمشاركة الوجدانية والمرح والبشاشة وحب الطلبة والاهتمام بهم وتقدير آرائهم والقدرة على توضيح المعلومات الصعبة والعدل وعدم التمييز والقيادة الديمقراطية للطلبة ( صالح ،1990 ) .أما أن يكون التفضيل الأول لطلبتنا في شخصيات مدرسيهم بأن يعطي المدرس أسئلة امتحانيه واضحة من صلب الكتاب المنهجي ، فأن ذلك ينبهنا الى أن نظامنا التربوي جعل من الامتحانات محور اهتمام الطلبة وأولياء أمورهم وحتى المدرسة . ونظام بهذه المواصفات لا نتوقع منه إن يخرّج مبدعين بالنسب المئوية المقبولة . بل حتى ربما تكون المدرسة ، على وفق هذا النظام ، عائقا في نمو الإبداع وتطويره . فالسّير التاريخية لكثير من المشاهير تذكر بأنهم كانوا تركوا المدرسة أو تعرضوا لفشل متكرر فيها ، لأن مناهجها التربوية ما كانت مصاغة بشكل تتضمن تحديات مناسبة لقدراتهم . وأجواءها كانت مضجرة ، والنشاطات فيها تقليدية لا تساعد على تنمية الخيال الإبداعي أو التقاط الأفكار أو تكوين التصورات .... أي أن تنبيهاتها كانت محدودة وفقيرة من حيث معلوماتها . وقس على ذلك مثلا : دارون واديسن وبيكاسو وعالم النفس أدلر وجان جاك روسو واميل زولا وطه حسين .

إن إحدى المهمات الأساسية للتعليم هي أن لا تكون وظيفة المحاضرة تحويل الكلمات أو العبارات التي يتلقاها الطلبة الى مجرد تجمعات فكرية ثابتة ونظريات بحالها يختزنونها كما هي . ويظل الطلبة ومحتوى المحاضرات غريبا" كل منهما عن الأخر ، ويصبح الطالب مالكا" لمجموعة من العبارات والصيغ التي توصل إليها أشخاص آخرون . بل أن يستقبلوا في المحاضرة تنبيهات فكرية منبهة للعقل ، يتجاوبون معها بطريقة تنشّط فيهم العملية الفكرية وتثير في آذانهم أسئلة وأفكارا" جديدة ... ويصبح كل واحد منهم بعد المحاضرة غير ما كان قبلها . وواقع الحال أن التعليم في الأنظمة التربوية العربية من الابتدائية الى الجامعة ، يقوم على التلقين وحشو الذاكرة الذي ينتج بالضرورة عقلا يأخذ بالأمور كما لو كانت مسلمات دون أن يتحاور معها بفكر ناقد . وبهذا صاغ النظام التربوي العربي عقولا عودها على أن( تستقبل ) لا على أن ( تحاور ) .

إن أصعب المعوقات أمام الإبداع في أنظمتنا التربوية ( والتربويون يعرفون كم هي كثيرة هذه المعوقات ) هي أننا لا نعمد الى تحديث مناهجنا بالسرعة التي يتطور بها العلم ( يفصلنا عن التقدم في عدد من العلوم اكثر من ربع قرن ) . وان فعلنا فأن معظم محاولاتنا تكون كسيحة أو عرجاء . ولا نفعل مثلما حدث للنظام التربوي في أمريكا بعد إطلاق الاتحاد السوفيتي السابق لقمره الاصطناعي 1957 عندما وضع المواطنون الأميركيون جملة قيمهم العلمية موضع الشك ، خصوصا" الطرائق والمناهج العلمية (Parnes ,1962) . فقد عمدت على اثر هذا الحدث الإبداعي المدهش الى إعادة النظر بنظامها التربوي . ففي مقالته الموسومة " الثورة الهادفة " أشار تورنس الى أن الولايات المتحدة بدأت منذ مطلع الستينات في القرن الماضي بثورة خفية في أهداف وطرائق التربية بتوظيفها نحو الحل الإبداعي للمشكلات ، والتعبير الإبداعي أيضا . وصار الاهتمام بالإبداع والمبدعين من أولويات الدول المتقدمة . إذ يشير أرنولد توينبي الى أن الأفراد المبدعين هم المصادر الأساسية في المجتمع . ونضيف الى قوله أن قراءة التاريخ في مجالات السياسة والنظم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والفنون ... تجعلنا نستنتج بأن المبدعين هم الذين يغيرون العالم ومسار التاريخ أيضا ، بل وحتى تغيير الأنموذج الذي ننظر من خلاله الى الكون والأشياء والطبيعة البشرية ، وقس على ذلك مثلا غاليلو وانشتاين وفرويد .

وفي هذا السياق يشير جيلفورد الى " أن صياغة طريقتنا في الحياة وضمان مستقبلنا يقومان على أهم مواردنا القومية وقدراتنا الابداعية على وجه الخصوص ". ويذهب هارولد اندرسون الى القول بان الإبداع لا تكمن أهميته فقط في كونه عملية إنتاج تشهد كل لحظة ولادة جوهرة ذات قيمة عالية ، بل تتعداها الى أن الإبداع صار ضرورة من ضرورات الحياة . فيما ينبّه روبنسون الى أن الاقتصاد وسوق العمل في القرن الواحد والعشرين يمر بتغيرات تفوق التصور تحدثها " ثورة هادئة " تشبه الثورة الصناعية بحجمها وتأثيرها ، لاسيما الإنجازات الابداعية في مجال التكنولوجيا ( في : بكر ، 2005 ، ص 4) . ولقد عملت الدول المتقدمة بذلك وسارت باتجاه رعاية الإبداع والمبدعين بدءا من مرحلة الدراسة الابتدائية ، فيما دول العالم العربي منشغلة بأمورها السياسية وخلافاتها العقائدية وصراعات الأخوة الأعداء وأمراضها الاجتماعية والمؤسسية ، وفي مقدمها الفساد الإداري لاسيما في العراق الذي صار إحدى الدول العشر الأولى الأكثر فسادا في العالم !.

(الشرط الثالث ..في الحلقة القادمة )

مشاركاته في مركز دراسات المجتمع العراقي

مشاركاته في النخلة والجيران



IRAQI SOCIETY STUDIES CENTER
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .