بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزتي هنودة .. تكتبين عن الندى ؟ إنه ليغار منك ..
هذه أول المشاركات الإبداعية بعد الإشراف ..أليس كذلك ؟
لو كان الأمر كذلك لأعطيناك الإشراف منذ الميلاد ليكون التألق هو سمتك المميزة.
العمل فيه قدر كبير من التطور عن الأعمال السابقة .. والآن إلى العمل الجميل .
***
قابلني و نظرة الاباء على محياه...فارس يقود جيشا...غزى قلبا منيعا...هو قلبي...احتل مدنه و ثكنات الثورة فيه...أقبل فأقبلت معه اشراقة الصباح و تغاريد العصافير...تلألئ ليلي نجمات رسمها بأنامل فنان... فهذه قلب وهذه وردة...وتلك خماسية تشع ببريق آمالي و طموحاتي...
رغم البساطة النسبية في التعبير إلا أنها كانت موفقة للغاية في رسم الملامح التي أسميها (أرستقراطية ) والتي تستمد تأثيرها الوجداني من المدخلات السابقة والصورة الذهنية .
الجميل أنك قمت في العمل بحركة جميلة يبدو فيها عنصر التضاد الحركي .
ماذا أقصد به ؟ أقصد أنك في الوقت الذي تحدثت عن فارس يقود جيشًا ، احتل مدنه ، وأسكت الثنرة وجدنا هذه المعاني تتلاشى سريعًا ليحل محلها الإشرافة والتغريد .. النقلة من جو لآخر كانت سريعة لكنها غير محسوسة ..غير محسوسة كأننا في إطار صورة للفارس ثم تغير المشهد بدخوله البستان .
أرجو أن أكون قد وفقت في نقل المعلومة بشكل أوضح . بلا شك الجيش هو الأفكار والعواطف والمدينة هي القلب .. لكن التحول من حركة الصخب والضجيج الداخلي في النفس إلى صورة متحركة تشبه الـscreen seaver وهذا أمر يُحس لك . الخماسية هل هي الأنامل أم الحواس الخمس ؟ لو كانت الحواس الخمس فسنقول إن حاسة الشم لا تدخل في العواطف !!!
أما إن كنت تقصدين أن الخماسية هي التي أمسكت بالوردة فهنا يكون التأويل معقولاً أنها الأنامل .
وكان استحضار شكل المنشور الثلاثي في العمل واضحًا حتى ولو لم تصرّحي بذكره .
لكن كلمة هذه قلب خاطئة (هذا قلب ) أو( هذه للقلب).. هذه الوردة للقلب ..
يبدع بنشر أبيات أيامي وقوافي دقات ساعاتي...و انشغل انا في تفاصيله الصغيرة...هواياته...احلامه وهمسات كلامه لأصل الى قلبه و أسكنه
جميل للغاية التعبير أبيات أيامي وقوافي دقات الساعة والتعبيران بينهما تكامل في جنس التشبيه ، أي أن الأيام والساعات مقابل الأبيات والقوافي جاء كل عنصر في مكانه السليم .
ربما كانت كلمة أحلامه وهمساته -رغم بساطتهما- مشعرتين بأنثوية طفولية تستمد جمالها من التلقائية الموقفية وهذا في صالحك . أصل غلى قلبه وأسكنه تعبير عادي وإن كان من الممكن أن أستخرج منها فكرة ورؤية أعمق وهي أن هناك فرقًا بين من سكن القلب واستوطنه وبين من وصل فقط وربما يعود .. عنصر الدقة ميّز هذا التعبير (وإن كنت أرى أن ليس هناك برهنة على هذه الرؤية).
أرتب رفوفه و اعيد سن قوانينه...فأزرع في حدائقه بذور ازهاري فل ،نرجس وياسمين...أسقيها من قطرات نزف روحي بحبه و رحيق كلمات من قاموس الأحبة...فتغدو روضة من أروع أشكال العشق ونغمات ألحاني و ترانيمي...و قطراتي ...قطرات ندى...
في هذا الجزء اكتفيت بالسرد فقط وكان الكلام كأنه من امرأة تتحدث في فيلم وثائقي . وكان هذا سببه سيطرة الصورة الذهنية على العمل .
العمل في تصوري الشخصي يأخذ تقدير جيد وكان من الممكن أن يرتفع الأداء . ربما خشيت أن تطيلي أكثر من ذلك أو أحببت ِ إيجاد صورة نهائية للمشهد تتسم بالمثالية والتوافق مع الحالة النفسية السعيدة والمبتهيجة ، لكن أرى هذا العمل مرحلة متميزة أرجو أن تستمري فيها .. بالتوفيق