العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة بـــوح الخــاطـــر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-04-2012, 12:35 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي بِلا روح

بِلا روح

مُنذ القدم، صنعوا الفُسيفساء
من طين وحجارة وقرميد وزجاج ولونوها
شكلوا مربعاتها الصغيرة، فبدت لوحات جميلة
لكن، بلا روح

في متاحف الشمع، يُحاكي الفنانون مشاهد تثقفوا عنها
ينصبونها، للفرجة، والتأمل، والاطلاع
يبتسم من يراها، أو يندهش، وينصرف، دون أن يودعها
فهي بلا روح

تعيش الفُسيفساء والتماثيل قروناً طويلة
هي، ساكنة لا تتحرك..
وقد يسرقها بعض اللصوص
فلا تشتكي ولا تحن لموطنها

() () ()

تتنوع الأشجار في الغابة
وتتعايش معها حوليات وأشنات وسرخسيات وفطور
تأكلُ منها حيوانات عاشبة، وتُؤكَل
وتعشش فوقها أصناف الطيور

قد تحترق بعض أجزاء الغابة
فتموت بعض أشجارها ونباتاتها
وتترك الطيور ما احترق من أمكنة ربوضها
ثم تنبعث الفسائل والبراعم من جديد، فتعود الطيور

تحفر الغابة مكاناً في ذاكرة من هُم على قيد الحياة
وتُشكل إحداثية في تعريف الأمكنة
رغم زوال ما نبت فيها وما عاش
وتبقى حقلاً، للبحث والسياحة والحياة


() () ()

تتراكض قطرات المياه الكثيرة داخل مجرى
لا تحمل أي قطرة اسم
ولا تمكث في المجرى إلا قبل وصولها المَصَّب
يحمل الاسم النهر

تجري المياه في النهر فتحُلُّ به الروح
إن ركدت مياهه في مستنقع تفقد روحها
وتخرج رائحة الموت والعفونة
فتعاف مياهه كل نفسٍ طاهرة

الروح، هي الحياة
في الغابة والنهر والطير
الحركة دلالة الحياة، حتى لو كانت (إستاتيكية)
الحركة نحو الهدف، يبرر الحياة

() () ()

تُرصف العمارات في شوارع وأحياء
تتُشكل القرى والمدن وتكون دول
في العمارات شقق
وفي الشقق سكان

يموت ساكن شقة، فلا يعلم بموته الجيران
هم يشاركونه المكان..
وينتمي كلٌ منهم لمهنة وحزب وعشيرة
لكنهم، فُسيفساء

لا يسيرون كمياه النهر نحو هدف
ولا تتناغم أدوارهم كأدوار ما في الغابة
إلا بفرض القوة وأكل مال الضعيف
حركتهم لا تشبه حركات الطيور ولا الماء ولا الشجر
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .