العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 28-05-2007, 08:17 PM   #1
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج..حلقة "31"..يتبع !!!

( 31 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الرابع
الأمة


الأسرة :

خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي "صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام"
"لن أدعك تموتين من الجوع أماه . أنا أعرف أن كنساس ليست جنة ، ولكنك دائما تستطيعين الحضور والمعيشة معنا" .
لقد وجدت أنه من المحرج أن أخفف عن أمى على التليفون . التخفيف عن الآخرين كان دائما من طباعها . لقد رأت زوجها وخمسة أبناء وهم يمرون فى ظروف صعبة قاسية . ومن حين لآخر كانت تحمل على كتفيها كل قلقنا وفشلنا ، برحمة وعدم يأس وتضحية بالذات . وربما لأول مرة ، بعد أن بلغت خمسة وستون عاما ، أشعر بأن هذه المرأة التى كانت حيوية ونابضة ، يحمل صوتها شعورا باليأس .
"أماه !!! لابد أن تعرفى وتتأكدى أننا نحبك" .
فترات الصمت كادت تقتلنى ، وددت أن أسمع منها أى شئ .
"نحن أبنائك يا أماه ومن واجبنا الإعتناء بكم الآن . والأكثر من ذلك أنتم هدية لنا من الله سبحانه وتعالى ، وقد منحنا الفرصة لمساعدة من نحب " .
كنت أستمع الآن إلى صوتها خافتا . لقد كانت تبكى ، يا للعذاب !!! بكاء صامت تحاول أن تخفيه ، هذه الأمطار من الدموع التى أحس بأنها تغطى شفتيها ، كانت تؤلمنى وتقطع نياط قلبى .
"يجب أن أذهب الآن يا بنى"
"أحبك يا أماه"
"أعرف يا بنى أنك تحبنى"
لقد كانت أمى مشفقة على أن تصبح عالة على أبنائها الخمسة ، ولذلك كانت حريصة على ألا تبكى أمامهم . كانت ترتعب أن تصبح فى يوم من الأيام عالة على أبنائها .، قائلة "أنتم لكم عائلاتكم الآن" .
فكنت أجيبها "ولكنك أنت أيضا جزء من العائلة" ، "هل تربية خمسة أولاد لا يقابلها شئ ؟؟؟" . أعتقد أن الوضع بالنسبة لأمى ، ليس فقط فى الإعتماد علينا ماديا ، ولو أن ذلك فى حد ذاته يكون مشكلة مخيفة عند البعض ، ولكنه من الواضح أن أباءنا هم الآن فى أشد الحاجة لنا . ويجب أن نعترف بأنها دخلت مرحلة العالم المخيف ، من الضعف الواضح ، وعدم القدرة على شئ ، والوحدة القاتلة ؛ ولا تعرف كيف تسير حياتها ، وتفكر وتتحرك ببطء .
تعرف أمى محنتها أكثر من معرفة الآخرين بها . لقد عملت أكثر من عشرون سنة ممرضة فى وحدة صحية ، فى دار للمسنين (ونحن لا نجد كلمة رقيقة تصف وضعهم تناسب السمع) . كانت هذه الدار تخدم الأثرياء ، ومع الوقت يتحول قاطنيها إلى المستشفيات ليقضوا أواخر أعمارهم ، ليس هناك الكثير لتكون الحياة فيها ممتعة . وأكيد فقد كان الممرضات يفعلن كل ما يمكنهن ، ولكنهن لم يكن يستطعن إزالة شبح الموت الجاثم على الصدور والقريب من القاطنين ، والأكثر من ذلك ، لم يكن يستطعن أن يكن بديلات للأسرة التى لا تأتى لزيارة المرضى .
كان والدتى تذكرنا من حين لآخر عن المصير المرعب للوحدة القاتلة الذى يواجهه المرضى وكذلك كيف يواجهون الموت بأنفسهم ، وأنها كانت تدعو الله أن يكون موتها كموت والدها واقفا على قدميه وهو يعمل بكامل قوته . ولكن صحتها الآن قد اعتلت ، وقد نصحها الأطباء بعدم العودة للعمل .
أبى الآخر قد أجبر على التقاعد . ويعتمد أبواى الآن على الضمان الإجتماعى ، ثلثه يضيع على الضرائب العقارية ، والمبالغ البسيطة التى تصلهم من أبنائهم الخمسة . بفكر أبى فى بيع المنزل الذى عاش فيه أربعون سنة ، ولكن أمى لا توافقه على هذا الكابوس المخيف . "أيامهم الذهبية" أختزلت الآن فى صراع يومى للبقاء ، وهم فى تمام الوعى أن إذا احتاج أحدهم إلى رعاية طبية ، فسيختفى ما تبقى لهم من أموال .
الثقافات الأكثر فقرا من ثقافتنا ، تتعامل مع المسنين باحترام وتقدير أكثر مما نفعل نحن بهم . بالطبع ، فالعامل الإجتماعى والعامل الإقتصادى ، عنصران يدخلان فى تقييم الموضوع . فى الثقافات القديمة ، فالترابط الأسرى وشعور أعضاء الأسرة بالمسئولية تجاه الآخرين كان قويا . تفتت وحدة الأسرة والذى بدأ بالغرب ، ثم أصبح حقيقة عالمية ، كان أثرا لا يمكن تفاديه نتيجة التحول الإجتماعى بالمجتمعات الصناعية . ولكن هذا التغير الطبيعى والضرورى ليس هو كل السبب فى المشكلة الحزينة التى يواجهها المسنين ، وكذلك ليس هو كل السبب فى التفكك العائلى فى الغرب .
علينا أن نتنازل الأنانية والجشع القديم .
آباء المتحولون للإسلام بأمريكا كثيرا ما يكون لديهم تحفظات عدة على أبنائهم بخصوص هذا التحول ، ولكن الجانب الإيجابى فى هذا التحول ، فهم يلاحظون أن علاقتهم وحدب أبنائهم عليهم صار أقوى بعد اعتناقهم للإيمان الجديد . فى الحقيقة ، بعد تحولى للإسلام ، كان زملائى المسلمين ينصحوننى بالبر بأبوى .
لقد كان ذلك أكثر من مجرد إلتزام ثقافى تقليدى ، ولكن كما ذكر فى أماكن كثيرة من قبل ، فإن صلة ذوى الرحم مؤكد عليها كثيرا فى الإسلام . هذا الإرتباط الأساسى المطلوب لأعضاء الأسرة ، يشمل الأجداد ، والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات ، وهذا يؤدى إلى وحدة المجتمع ، وهناك من النصوص الكثير فى الشريعة الإسلامية التى تشير إلى ذلك . وبالرغم من أن الحكومات الإسلامية قد تتغاضى عن بعض قوانين الشرع الإسلامى ، إلا أن الشعوب الإسلامية ما زالت تتمسك بهذه القيم وتدعمها .
يقال عن قيم المجتمعات الحديثة بأنها تتجه إلى الشباب ، الطعام ، الموسيقى ، الفن ، الإعلانات ، وأشياء كثيرة أخرى موجهة لهم . وهى تحاول مواكبة آخر هذه النزعات الموجهة للشباب ، لتكسب من وراء ذلك الطاقة الوفيرة ، والمرونة والحيوية . كل ذلك لا شك يصب ويزعج الثقافات التى تعتمد على المتوارث ، وبالذات الثقافة الإسلامية ، والتى لا يمكن تصورها كثقافة شبابية ، على الأقل بالصورة التى ذكرتها من قبل .
وكيد أن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بداية الدعوة هم من الشباب رجالا ونساء ، معظمهم فى العشرينات من عمرهم ، وقد نزل القرآن الكريم ليلوم بشدة الإتباع الأعمى للثقافات المتوارثة والمدمرة ، كما جاء فى هذه الآيات :::

(1) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {170} سورة البقرة
(2) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ {104} سورة المائدة
(3) وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {28} سورة الأعراف
(4) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ {53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {54} سورة الأنبياء
(5) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ {21} سورة لقمان


هذه الثقافات والعادات كانت متجذرة فى النفوس ، وحكمة الرسول عليه السلام وصحابته الكبار كسيدنا أبو بكر وعمر وعثمان ، كان لها الأثر البالغ فى تغيير نفوس باقى المسلمين ، ونجاح الدعوة الإسلامية .
وعلاوة على ذلك ، فقد وضع القرآن الكريم الحكمة وتصحيح المتوارث ، حيث ربط رسالته برسالة الأنبياء السابقين فى التاريخ . الإسلام قد ألغى ممارسات ثقافية سابقة متوارثة ، كوأد البنات والربا وشرب الخمر ، كما أقر وعدل بعض الممارسات القديمة (وكمثال ، مناسك الحج ، تعدد الزوجات ، الطلاق ، وقوانين المواريث) ، كما أضاف أمورا أخرى . وفى هذا المجال ، معاملة الكبار بالحسنى وتوقيرهم ، خصوصا الآباء . وكما فى الأديان السماوية الأخرى ، فالإحسان إلى الأبوين وعدم توجيه أقل كلمة نابية لهم ، محرم فى الإسلام :

(1) - "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً {36} سورة النساء" .
(2) - "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً {23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً {24} سورة الإسراء" .
(3) - وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15} سورة لقمان


وكما سبق لى أن أشرت ، فحينما التحقت بالمجتمع الإسلامى تعجبت جدا من التأكيدات التى وضعها القرآن على بر الأقارب والأبوين بالخصوص .


يتبع
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 22-07-2007, 06:22 AM   #2
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي

لتنبيه على حلقة "32"
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 15-08-2007, 01:54 AM   #3
أبو إيهاب
غيبك الموت عنا يا أبا إيهاب فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نسأل الله أن يرحمك وأن يغفر لك وأن يسكنك فسيح جناته
 
الصورة الرمزية لـ أبو إيهاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,326
إفتراضي

للتنبيه على حلقة "33"
أبو إيهاب غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .