جدل في الكويت
جمال سلطان : بتاريخ 20 - 2 - 2008
تشهد الكويت هذه الأيام جدلا متزايدا وخطيرا مرتبط بواقعة اغتيال عماد مغنية القيادي في تنظيم حزب الله اللبناني ، والذي تم تفجير سيارته في أحد أحياء دمشق ،
الجدل سببه قيام أحد أعضاء البرلمان الكويتي عن الطائفة الشيعية بعمل احتفال تأبيني لعماد مغنية دعا إليه المئات من الشيعة الكويتيين وخطبوا في اللقاء معتبرين "مغنية" بطلا وشهيدا ، وهنا انتفض عشرات البرلمانيين والكتل السياسية والشعبية غضبا من تلك الواقعة وطالب البعض بمحاكمة من قاد هذه الاحتفالية ،
لأن قضية مغنية تحديدا تمثل حساسية كبيرة لدى الكويت ، حيث كان عماد مغنية المتهم الرئيسي في واقعة اختطاف طائرة كويتية في العام 1988 على يد مجموعة شيعية للمطالبة بالإفراج عن مجموعة شيعية أخرى متهمة بمحاولة اغتيال أمير الكويت ، وقام المختطفون بالتوجه بالطائرة إلى مطار "مشهد" الإيراني حيث قاموا بعملية فرز للهوية الطائفية لركاب الطائرة ، فأفرجوا عن جميع من كان على متنها من الشيعة وأخذوا الباقين رهائن !، قبل أن يرحلوا بالطائرة إلى مطار "لارناكا" القبرصي ،
حيث قاموا بقتل اثنين من الرهائن وألقوا بجثتيهما على أرض المطار ، وهما المواطنان الكويتيان عبد الله الخالدي وخالد أيوب ،
فعندما يأتي مواطن شيعي كويتي لكي يصف قائد هذه العملية بأنه "شهيد" فمن الطبيعي أن يثير الغضب بشكل استثنائي في ذلك البلد ، ومغنية متهم رئيسي في عمليات تجنيد متطرفين شيعة في الكويت والسعودية كأفرع "لحزب الله" لارتكاب عمليات إرهابية وتفجير قنابل في موسم الحج كما كان المتهم الرئيس في اختطاف طائرة كويتية أخرى ، الجدل المثير أثار قلقا واسعا في الكويت من تفجير مشاعر طائفية ، فاضطر فيصل الحجي نائب رئيس مجلس الوزراء إلى إصدار بيان يدعو للهدوء وعدم التصعيد الإعلامي وأكد على (شجبه واستنكاره لمظاهر التأبين والتمجيد التى قام بها البعض بمناسبة مقتل إرهابي تلوثت يداه بدماء الشهداء الأبرياء الطاهرة، وكان وراء عديد من العمليات والجرائم الإرهابية وترويع الآمنين في مختلف بقاع العالم .. وأضاف : بذلك تحقق القصاص الرباني العادل لتطمئن روح شهيدي الطائرة الكويتية عبد الله الخالدي وخالد أيوب) حسب نص كلامه ، بطبيعة الحال الاحتفال الشيعي الكويتي بشخصية مغنية ليس لأنه "مقاوم" ضد الأمريكان ، لأنه ببساطة شديدة يقوم نفس هؤلاء بالهجوم المتواصل على المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي ويصفونها بأنها " إرهابية" ، وذلك لأنها مقاومة سنية بالأساس ،
ونفس هؤلاء الذين يرثون مغنية في الكويت يعتبرون الغزو الأمريكي للعراق فتحا مبينا ، ومن هنا كان التأبين الذي أقامه شيعة الكويت لعماد مغنية مجرد عمل طائفي محض ، كما أنه يعيد التساؤل حول الانتماء والولاء للشيعة العرب خاصة في منطقة الخليج ، وهل هو ولاء للوطن أم ولاء للطائفة ، الموقف الشيعي الكويتي عندما يضاف إلى الموقف الإيراني عندما ألقى رئيس الجمهورية كلمة في رثاء "مغنية" ، وذهب وزير خارجيته بشخصه إلى لبنان من أجل أن يشارك في تأبينه ويلقي كلمة رئيس الجمهورية ، يجعلنا أمام عملية فرز طائفي خطير ، تقوده ـ
مع الأسف الشديد ـ الجمهورية الإيرانية ، رغم كل الكلام المعسول الذي يردده بعض قادتها الدينيين ، وكأنها مسألة توزيع أدوار لخداع الآخرين أو "تنويمهم" ، وهو الأمر الذي استفز عالما كبيرا مثل الدكتور يوسف القرضاوي الذي قضى سنوات طويلة من عمره يدعو للتقارب المذهبي ، ثم لما فاض به الكيل في العام الماضي من "التلاعب الإيراني" تكلم علانية عمن "يقولون لنا كلاما معسولا في الغرف المغلقة" ثم هم يفعلون ضده على طول الخط في سياساتهم وممارساتهم في مختلف أنحاء العالم .
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...&Page=1&Part=8
--------
برهان على ضلوع الإرهابي عماد مغنية في اختطاف الجابرية-وملاحقة الكويت له
http://youtube.com/watch?v=YWC_SFAw8Mo&feature=related
دليل جديد على تورط المقبور مغنية في اختطاف الجابرية
http://youtube.com/watch?v=HOBNl7vlp0Y&feature=related