كلمة الضيوف
وفي بداية الاستقبال، ألقى مستشار فخامة رئيس بوركينا فاسو للشؤون الثقافية والإسلامية فضيلة الدكتور أبو بكر عبدالله دكوري كلمة الضيوف قدم فيها الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين، وقال: لا شك أن الوفاء للمحسنين وأهل الفضل من الناس واجب ديني في شريعة الإسلام، وأول مراحل الوفاء لهم شكرهم على معروفهم، لذلك فإننا معشر الضيوف المشاركين في الدورة الثالثة لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة نجد لزاماً علينا أن نقدم أسمى آيات الشكر والامتنان لمقامكم الكريم، لا بصفتنا ضيوفاً حظوا بكرم الضيافة وحسن الاستقبال فقط، بل لكوننا أيضاً من أفراد هذه الأمة التي خدمتموها وسخرتم كل الإمكانيات المادية والمعنوية من أجل الذود عنها ورفع شأنها بين الأمم شأنكم في ذلك شأن أسلافكم من ملوك آل سعود الذين يشهد لهم التاريخ وتشهد لهم الأمة أنهم قاموا بأعمال جليلة وقدموا خدمات كبيرة للإسلام ولأمته، ونذكر من هذه الخدمات ثلاثاً فقط من باب المثيل لا من باب العد والحصر لأننا غير قادرين على ذلك ولو حرصنا.
أولاً.. توحيد المسلمين وجمعهم خلف إمام واحد لأدائهم أهم ركن من أركان دينهم الحنيف وهو الصلاة في داخل المسجد الحرام، وقد أثبت المؤرخون أن الصلاة الواحدة كانت تتعدد فيه بتعدد مذاهب المصلين وأهل كل مذهب يصلون على حدة ففرقوا بذلك دينهم شيعاً وقسموا الإسلام إلى ملل ونحل ما أنزل الله بها من سلطان فأزلتم هذه الظاهرة السيئة وجزاكم الله خيراً.
ثانياً.. توفير الأمن والسلام للبلاد والعباد وخاصة لضيوف الرحمن الذين كانوا غير آمنين في رحلة الحج إلى درجة أن من يعتزم الحج منهم كان يودع أهله توديع من لا يعود وربما طلق زوجاته ووزع تركته ظناً منه أنه لن يعود سالماً لكثرة المخاطر والمخاوف فأمنتم الحجاج على أنفسهم وعلى أموالهم وأعراضهم فجزاكم الله كل خير.
ثالثاً.. العناية الفائقة بالمشاعر المقدسة التي تشهد تحسناً مضطرداً في التنظيم والتطوير والخدمات، حتى غدت هذه المشاعر اليوم من عجائب هذا العصر، وأصبحت مفخرة لا للمسلمين فقط ولا لسكان هذه البلاد فحسب، بل للبشرية قاطبة، لأن كل مشروع حضاري إذا وصل إلى درجة معينة من الرقي يصبح تراثاً ثقافياً عالمياً بقرار من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، لأنه دليل على رقي الإنسان وحضارته، وقد صدق الله العظيم حين قال «ولقد كرمنا بني آدم».
توسعة الحرم المدني
وأضاف يقول «في يوم السبت الماضي قام الضيوف بزيارة لمشروع توسعة الحرم المدني، وعندما كان الفنيون يشرحون لهم مختلف مرافق المشروع وما تحتويه من تكنولوجيا متطورة للتشغيل والتحكم في أجهزة الإنارة والتبريد والصوت، بالإضافة إلى مختلف أجهزة المراقبة الأمنية داخل الحرم، رأيت الدهشة تعلو وجوه الجميع وفي صمت رهيب، ولم يكن هذا الصمت ناجماً عن عدم الرغبة في الكلام أو التعليق، وإنما لكون الكلمات قد تعجز في بعض المرات عن التعبير عما يختلج في الصدر من شعور، وعما تكنه الضمائر من أحاسيس، ولم يكن استغرابنا وإعجابنا ليقلا، عند زيارتنا لمطبعة المصحف الشريف، حيث رأينا ما فيها من أرقى الآلات والخبرات الفنية، التي تمكن من طبع ما يزيد على عشرة ملايين من المصاحف في السنة الواحدة، وكذلك ترجمة معاني القرآن الكريم إلى ما يقرب من خمسين لغة من لغات العالم، فأين يمكن أن نرى مثل هذه الانجازات المختلفة في العالم».
وأردف يقول «يا خادم الحرمين الشريفين إنكم عملتم كثيراً وأحسنتم كثيراً، كل ذلك في صمت وفي منأى عن الدعاية تمشياً بتعاليم الإسلام، ولكن إسلامنا دين عظيم، فنرجو من الإعلام الإسلامي إبراز عظمته لا بالتعريف بمزاياه وبمحاسنه فحسب، بل بالتعريف كذلك بإنجازاتكم الرائعة لهذا الدين، فإن ذلك سيكون وسيلة مهمة من وسائل الدعوة إليه، فلا يجد الإعلام المغرض، الذي يتعمد دائما الاستخفاف بالإسلام والتقليل من شأن المسلمين سبيلاً إلى تحقيق مآربه».
الحوار بين الديانات والحضارات
وقال «يا خادم الحرمين الشريفين لقد ثمن العالم كله دعوتكم الكريمة إلى الحوار بين الديانات والحضارات المختلفة لأنكم أعدتم الأمة إلى سابق عهدها، وذكرتموها بسيرة نبيها الكريم -صلى الله عليه وسلم- الذي لم يقتصر على حوار غير المسلمين، بل أبرم اتفاقيات معهم للتعاون تارة وللصلح تارة أخرى، فتبين أن التعاون مع الجميع من أجل السلام العالمي ومن أجل تحقيق الأمن والسعادة لجميع المجتمع البشري مبدأ إسلامياً أصيلاً».
جائزة الأمير نايف
وأعرب عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على هذه الجائزة، لأن فيها خدمة للإسلام ووفاءً للسلف الصالح، الذين تعبوا كثيراً من أجل خدمة هذه السنة، جمعاً وتخريجاً وتصحيحا وشرحاً، وقال كما نشكر سموه الكريم على تشريفه لنا بدعوة كريمة مكنتنا من المشاركة في فعاليات هذا المهرجان العلمي الكبير، ومن أداء العمرة في رمضان وهي تعدل حجةً مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما تعلمون، كما مكنتنا هذه الدعوة من السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قرب، ومن الصلاة في مسجده النبوي الشريف، بالإضافة إلى لقاء خادم الحرمين الشريفين الذي سعدنا به في هذه الليلة، وجزى الله سموه أحسن الجزاء».
وأوضح أنهم سيكونون جنوداًَ أوفياء للدعوة بقلوبهم ودعواتهم، سائلاً الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يمد في عمرهما ذخراً للأمة الإسلامية وأن يوفقهما لما فيه صلاح البلاد والعباد.
حضور الاستقبال
حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، عضو الهيئة العليا والمشرف العام على الجائزة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز عضو الهيئة العليا، ونائب المشرف العام على الجائزة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن نايف وعضو الهيئة العليا المشرف العام على الجائزة الدكتور ساعد العرابي الحارثي وعدد من المسؤولين.
الأمير نايف يشكر الملك
وقد أعرب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، رئيس الهيئة العليا للجائزة عقب الاستقبال عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على استقباله لضيوف الجائزة والحفاوة البالغة التي وجدوها منه -حفظه الله- مما كان له أثر بالغ في نفوس الجميع.
ضيوف الجائزة
تجدر الإشارة إلى أن ضيوف الجائزة لهذا العام هم فخامة المشير عبدالرحمن سوار الذهب رئيس جمهورية السودان الأسبق وفضيلة الإمام محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف وفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (قطر) ومحمد مفتوح بسيوني وزير الشؤون الدينية بجمهورية أندونيسيا والشيخ أبو جرة عبدالله سلطاني وزير الدولة الجزائري وسماحة الشيخ عبدالسلام عظيمي قاضي القضاة ورئيس المحكمة العليا بجمهورية أفغانستان وسماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين والدكتور عبدالستار سيرت وزير العدل الأفغاني الأسبق وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالمي الإسلامي (أمريكا) و أحمد فال ولد صالح وزير الشؤون الإسلامية بجمهورية موريتانيا السابق والشيخ عبدالوهاب لطف الديلمي وزير العدل اليمني السابق والأستاذ بجامعة صنعاء والدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري الأسبق وفضيلة الشيخ السيد علي الهاشم مستشار رئيس الدولة للشؤون القضائية والدينية بدولة الإمارات وفضيلة الدكتور أبو بكر عبدالله دكوري مستشار رئيس بوركينا فاسو للشؤون الثقافية والإسلامية وفضيلة الدكتور فاروق محمود حمادة المستشار بديوان سمو ولي العهد بدولة الإمارات (المغرب) وعبدالرحمن يحيى العماد عضو مجلس النواب اليمني سابقاً وفضيلة الشيخ عادل عبدالرحمن المعاودة رئيس لجنة الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب (البحرين) وسماحة الشيخ محمد نغمتولين مفتي باشكريا وسماحة الشيخ أسامة عبدالرزاق الرفاعي مفتي محافظة عكار (لبنان) وفضيلة الشيخ رشدي أدهم إمام مفتي عام تراقيا الغربية واليونان (اليونان) وسماحة الشيخ محمد حاجي ألبو غاتشيف مفتي جمهورية أنغوشيا (أنغوشيا) وفضيلة الشيخ سالم عبدالسلام الشيخ رئيس لجنة الفتوى في بريطانيا وفضيلة الشيخ أحمد توماس مسكيفتش مفتي مسلمي جمهورية بولندا وفضيلة الدكتور سعيد عبدالحفيظ حجاوي مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية السابق وفضيلة الشيخ سميع الله نجيب الله النجيبي أمير جامعة الدعوة إلى القرآن والسنة (أفغانستان) وفضيلة الشيخ فضل الرحمن بن مفتي محمود أمير جمعية علماء الإسلام (باكستان) وفضيلة الشيخ قاضي حسين أحمد أمير الجماعة الإسلامية (باكستان) وفضيلة الشيخ ساجر مير أمير جمعية أهل الحديث المركزية (باكستان) ويوسف إسلام مدير المدارس الإسلامية في بريطانيا وفضيلة الشيخ عبدالواحد بيدرسن إمام المسلمين الدانمركيين وفضيلة الشيخ محبوب الرحمن عزيز الرحمن إمام وخطيب باوسلو وعضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (النرويج) وفضيلة الشيخ يوسف ابرام إمام ومدير المركز الإسلامي في جنيف (سويسرا). وفضيلة الشيخ أبو بكر محيي الدين رئيس جمعية الدعوة الإسلامية (سنغافورة وفضيلة الدكتور شيخ أحمد ليمو رئيس جمعية الوقف الإسلامي (نيجيريا) والدكتور أيوب كولر رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا وفضيلة الدكتور أنس بن حسن الشقفة رئيس الهيئة الدينية الرسمية بالنمسا والدكتور أحمد علي الصيفي مدير مركز الدعوة الإسلامية لأمريكا اللاتينية (البرازيل)
.