دعوة عامة

[ابن حوران]

دعوة عامة

لا يعرف أحدٌ من صاحب الدعوة
فلم يكن لها مكانٌ محدد
ولا زمان
ولا جدول أعمال

اتخذ البعض منها موقفاً مُسبقاً
فقاطعوها
تصوروا أنها فخٌ
أو أنها مضيعة للوقت

علَّق البعض آمالاً كبيرة على الحضور
فهي فرصة للمشاركة وإثبات الوجود
وضع كل واحدٍ منهم جدول أعمال
وبشر ـ سلفاً ـ بالنتائج

تبكي النائحات في المآتم وتنوح
كل واحدةٍ تبكي فقيداً غير الفقيد
فتشكر أرملته كل نائحة
رغم معرفتها الحقيقة

امتلأ المكان بخليطٍ عجيب
من سماسرة وصيادين وباحثين اجتماعيين
ورجالٍ يحضرون كل اجتماع زاد عن اثنين
وبعض الرجال الشرفاء

همس سمسارٌ لصياد: هل استمعت لفلان؟
إنها فرصتنا
قال الصياد: ليس بعد
دعه يستدرج مزيداً من الطرائد

لم يستطع الباحث تسجيل شيء
فالألوان متنافرة
والدوافع عصية على التتبع
لكنه دربٌ جديد للبحث

استغرب كثير الحضور من هذا الوضع
هل لكل هؤلاء ملفات؟
وهل نستطيع فتح ملفات للجميع؟
إنها مهمة متعبة!

توجهت الأعين لوجه رجلٍ شريف
رمقته، لامته بصمت
فلم يستطع تصنيف المشاعر تجاهه
أحس أن الجميع قد تجاوزه

تساءل آخرٌ خارج كل هذا التصنيف:
من دفع ثمن المياه الباردة ؟
ومن قام بكتابة الشعارات؟
ومن سيعيدني الى رشدي؟

كان (رُشدي) قد قُتِل
وتم اتهام الجميع بقتله
فانبثقت قضية جديدة
تفضي الى قضايا

</b></i>