العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-11-2009, 08:05 PM   #1
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي التقارب الإيراني التركي وغياب المشروع العربي

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


التقارب الإيراني التركي وغياب المشروع العربي

شبكة البصرة

شاهين محمد
كل دولة في العالم تعتمد على علاقاتها الاستراتيجة مع دول مؤثرة لضمان وجودها والحفاظ على مصالحها الوطنية والقومية بغض النظر من مشروعية تلك المصالح وأبعادها، وتزيد هذه العلاقات الدولية من تفاعلها وتطوير دورها في محيطها والعالم. إلا الأقطار العربية الفئة الوحيدة من بين المكونات الأممية التي لا تعي هذا المفهوم ولا تلتزم به ولا تسعى له حتى داخل المنظومة العربية التي يكفى تكاملها السياسي والاقتصادي لتكون مرتكزا استراتيجيا ابدي متين، أو حتى إقامة علاقات إستراتيجية مع دول ذات تأثير دولي إلا بالتبعية السياسية من درجة الاستصغار بالنفس، وذلك بأمر من جهة مارقة مهيمنة على مقدرات المنطقة، أو سطحية مفهوم بناء الدولة عند الحاكم ودعم وسيلة الحفاظ على الكرسي.

إن إيران كدولة ذات طابع قومي شوفيني تفعل دورها في المنطقة والعالم بالصياح السياسي واستئجار الشعارات واستثمار الفرص واغلبها ناتج من ضعف الآخرين و بالأخص الحكومات العربية. أن وضع الأمة العربية وسوء حالها ووهن حكامها وتشتتها هو مكمن الطمع الإيراني ويثير غريزة الطموحات التوسعية لبلاد فراس لإحياء مجد قد دثـر على يد العرب المسلمين. وكل ما تسعى له هو تحقيق مصالحها القومية العنصرية الفارسية للتمدد في المنطقة العربية التي تتيح لها حرية التوسع لضعف بصيرة الحكومات العربية وعدم قدرتها على مواجهة التحديات حتى وإن كانت تحديات وجود. وتتعامل إيران مع العالم بقوة عضلاتها الفارغة التي ترسمها بضعف محيطها الجغرافي وبالأخص البلدان العربية. وهي اضعف مما يتصور مناصريها ومتهالكة داخليا.

وتركيـا كدولة ذات صبغة علمانية ويطغى على نهجها الشعور القومي الشوفيني وذلك فقط باتجـاه الدول العربية لضعفهم و لان محيطها الأقرب و الأكثر أوربي لا يسمح لها التغني بهذا الغرور لأنها محاربة ومستصغرة من أوربا لكون جذورها عثمانية إسلامية، وهذا ما يدفع بالقادة الأتراك بالحراك العنيف والتقدم بخطوات احتواء بعض القضايا العربية والتي تعتبرها تحدي للغرب الأوربي وهي محاولة لتهديد أوربا وإجبارها على قبول تركيا ضمن ناديها الاتحاد الأوربي أو ذهاب دون عودة والرجوع إلى العثمانية!.

وتعتبر تركيا وإيران من الدول الكبرى في المنطقة من حيث عدد السكان والموقع الجغرافي والحزام الفاصل بين الغرب والدول العربية ويتحركان دوليا وفق هذا المجال، لذا ينسقان فيما بينهما لتطوير طموحاتهم وتقوية مواقفهم الدولية غير متناسين ضعف الأقطار العربية وهم يبنون اتفاقاتهم وعملهم المستقبلي على الهوان العربي ونلاحظ تطوير العلاقة التركية الإيرانية في كافة المجالات بعد إن خرج الوطن العربي من مــدار الزمــن والتاريخ إلى مدار عالم الغيب والنسيان وهذا ما حدث بعد إن انتحر العرب في يوم موافقتهم على احتلال العراق وتقديم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي لقوات العدو الغازية وهذا لم يحدث في تاريخ العرب من قبل.

إن تركيا وإيران يضعان ستراتيجيتهما المستقبلية اعتمادا على إدراكهم أن امـة العـرب بدأت مشوار الزوال من التاريخ لغياب المشروع العربي المؤمن بوجود هذه الأمة ككيان. لان العرب لا يتعلمون من مسار التاريخ ولا من التجارب الكونية التي تحدث أمام أعينهم لا بـل يسيروا عكـس ما تراه البشرية حول كيفية تملك سـر الحياة والاستمرارية. كـل العالم يتجـه للتكتلات حتى تلك الدول التي تشرذمت بعد انتهاء الحرب الباردة تحاول أن تجد ظلا دوليا تحتمي به. فهناك الاتحاد الأوربي وتجمع دول أسيا الاقتصادي والتجمع الأفريقي ودول الاتحاد السوفيتي السابق التي تجمعت في إطار اقتصادي. فأن حكومات سايكس بيكو عمـقت القطرية وتحاول الابتعاد عن كل ما هو عربي النشأة اقتصاديا أو اجتماعيا اعتمادا على الابتعاد عن الدول العربية في العمل السياسي من اجل تحقيق طموحات أعداء الأمة في تفتيت مقدرات الوطن العربي والتمهيد لصهينـة المنطقة العربية بأكملها والتنازل نهائيا عن أغلى المقدسات العربية والإسلامية في العراق وفلسطين والاحواز. لقد اختلف قادة الخليج على مشروع الوحدة النقدية بينهم ولن يترشح من أسباب الخلاف ما يفسر الأوجه العلمية أو الاقتصادية للخلاف، ومن المضحك في فشل الاتفاق هو مكان المقر الاقتصادي لهذه العملة الجديدة، فأين الجدية في القبول على البقاء في العالم!!!.

من ضياع المشروع العربي للبقاء تستمد كل من تركيا وإيـران الكثيـر من عوامل القـوة التي تستخدمها لتحقيق طموحاتهم القوميـة، فأصبحت قضيتنا في تحرير القدس سلعة بيد ساسة إيران وتركيـا، فإيران تريد أن تمتـد على حساب الأرض العربية لاستعادة حسبما تدعيه مجدها القومي الفارسي المسلوب باسم فلسطين وتمهـد لانجاز ذلك عبر تحقيق خنق العرب قبل موتهم في القوس الفارسي الذي يمتد من العراق والشام عموما ومن شرق السعودية حتى اليمن. أمـا تركيـا تهدد أوربا باسم الإسلام والعرب العاجزين عندما ترعد في بعض المؤتمرات دفاعا عن فلسطين، تريد تحقيق حلمها الاستراتيجي هو الدخول في نادي الاتحاد الأوربي كعضو كامل له جميع امتيازات الدول الأوربية الأخرى وقتذاك لن نسمع من تركيا صوت واحد لصالح العرب، لو حدث المستحيل وهو قبول عضوية تركي في الاتحاد الأوربي، عندها يطمئن الأتراك أن الأمة العربيـة قد سكنت في غياهب أوراق التاريخ تحت عنوان،، كـانت امــة هنــاك،،.

تأكيدا على إن المصالح القومية للأتراك والإيرانيين هي الهدف في عملهم المشترك المستقبلي هو عدم اعتراض تركيا على سياسة إيران في المنطقة العربية التي تثير انشقاقات باسم المذهب وإثارة المشاكل الداخلية للأقطار العربية مثل لبنان و اليمن والسعودية غير متناسين دور إيران كقوة محتلة ثانية في العراق، وكل هذه الدول العربية لها علاقة مميزة مع تركيا خصوصا السعودية وهناك انسجام مذهبي!! بين الدولتين، فلم نسمع أي اعتراض تركي على إيران بسبب ما ذكرناه. على الرغم من وجود خلافات تاريخية عميقة بينهما إلا إنهما يعملان لمصالحهم الآنية والمستقبلية على حساب الخارطة العربية الاقتصادية والجغرافية والسياسية. فإذا استعرضنا القضية الفلسطينية اليوم فهي عبارة عن أنشاق بين كيانين في الضفة والقطاع وكأن فلسطين غير محتلة وعجز النظام العربي بأكمله عن لم شمل الحبيبين!! اللذان تفرقا، وسنسمع قريبـا دورا إيرانيا تركيا مشتركا في وضع برنامج عودة الأحبة!! المتخاصمين في الضفة والقطاع، وهذا الدور يأتي إعلانا نهائيـا عن تخلي العرب عن قضاياهم. وستتفاوض تركيا وإيران باسم العرب عن فلسطين، وماذا نحصـل من فلسطين وقتها!!!.

إن غياب الإرادة السياسية في الحكومات العربية في وضـع مشروع عربي نهضـوي يرمي لحمايـة الأمة من الانزلاق نحـو الهاوية التي مصيرها فقدان العرب هويتهم القومية والجغرافية يؤدي إلى خروج العرب من التاريخ بصورة غير مشرفة يصعب على متعاقبات الزمان الدفاع عن هذه الأمة حتى لو امتشقوا كل تاريخ العرب العظيم، لان ما يمر به العرب اليوم هو مهانة لتاريخ ومجد عظيم. ولن ينفع الحاكم العربي جلوسه على كرسي أو مدخراته من خيرات الأمة فهذه ستكون مسلوبة عند أول سقوط للهاوية، إن ما ينقذ الأمة ومن فيها هو فقط المشروع النهضوي المقاوم والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية للوطن العربي وبث الروح في النفوس التي تهالكت على زيف الدنيا الزائل وغرورها الفاني.

استعرضنا الوضع العربي الرسمي من التكتل الإيراني التركي الاستراتيجي ووضعنا سوداوية المستقبل العربي في ظل الوضع القائم رسميا كما هو، أملين التغيير الذاتي الثوري للحركة الطبيعية التكوينية للأقطار العربية وتحفيزا لقوة التأثير في الوطن العربي لأدراك معاقل الخطر الذي يلتحف الأمة لعلها تسهم في تغيير أو على الأقل إيقاف هذا التدهـور وذلك يكون عـامل مســاعد عظيـم للقوة التي نعتمد عليها في النهضة العربية واستعادة كرامة وموقع الأمة العربية في العالم، تلك القوة التي تضحي بدمائها من اجل التحرير، هي المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين والاحواز وهي الأمل في البقاء.
اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .