خبر ومكان/ ساحل العاج

[ابن حوران]

ساحل العاج:

رفض رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته (لوران جباجبو) التسليم بهزيمته في الانتخابات التي جرت في 28/11/2010، وفاز فيها منافسه ( الحسن واتارا)، واستعدى بذلك المجتمع الدولي. وهنا سنختار (ساحل العاج) كمكان من الخبر ونلقي ضوءاً بسيطاً للتعريف بالمكان.

تقع جمهورية ساحل العاج في وسط شمالي غرب القارة الإفريقية ويحدها من الشمال جمهوريتا مالي و بوركينافاسو (فلتا العليا سابقا)، ومن الشرق جمهورية غينيا ومن الجنوب الشرقي ليبيريا، ومن الجنوب المحيط الأطلسي (خليج غينيا). وتمتاز بثلاثة مناخات مختلفة، ففي الجنوب يسيطر المناخ الأستوائي، الحار والرطب بالقرب من المحيط، ويصبح مناخاً مدارياً في الوسط، وجافاً نسبياً في الشمال عند تخوم مالي وبوركينافاسو.

المساحة والسكان: تبلغ مساحة ساحل العاج، 322463كم2، وسكانها حوالي 17 مليون نسمة، منهم 60% من المسلمين و 15% من النصارى والباقي من الوثنيين، وتلك النسب محل اختلاف، فالمعترضون على تلك الإحصائية يقولون: أن نسبة المسلمين 38% والمسيحيين 32% والباقي من الوثنيين. وقد يكون هنا السر في الصراع، فالمسلمون والذين لا يعترف بهم الآخرون على أنهم من السكان الأصليين، بل جاءوا من (بوركينافاسو) ودول الجوار، ارتفع شأنهم بعد أن كانوا مهمشين منذ أيام الرئيس الكاثوليكي (فيلكس هوفويت ـ بونيي)، أول رئيس للبلاد، والذي شيد أكبر كاتدرائية في العالم، وباشر في تنصير أهل البلاد، في حين دخل الصهاينة الى الساحة بوقت غير قريب.

لمحة تاريخية

تعاقب البرتغاليون، ثم الهولنديون، ثم الفرنسيون على استعمار ساحل العاج، حيث كانت تنشط تجارة العبيد. في عام 1893 أصبحت البلاد مستعمرة فرنسية وألحقت بعد ذلك بإفريقيا الغربية الفرنسية (AOF)، وفي عام 1946 أسس (هوفويت بويني) الحزب الديمقراطي لساحل العاج، وهو الجناح الإقليمي للتجمع الديمقراطي الإفريقي (R.D.A) والذي تأسس في أيلول/ سبتمبر ـ تشرين الأول/أكتوبر 1946، في (باماكو ـ مالي) وأنتخب فيه (هوفويت ـ بويني) رئيساً لهذا التجمع.

وقد انصهر نواب هذا التجمع في البداية بتجمع النواب الشيوعيين داخل البرلمان الفرنسي. ويتحدث (زولبرج A.R. Zolberg)*1 عن نموذج الحزبية التي دخلت ساحل العاج، فيقول: إن ساحل العاج بلدٌ يتميز بالتنوع القبلي، كما يتميز بحدة الصراع ما بين القبائل. والملاحظ أن (الحزب الديمقراطي لساحل العاج) وعلى المستويات الدنيا لتنظيم الحزب أن البنيات التنظيمية التي تم تشكيلها كانت قد أسهمت في تثبيت علاقات التضامن القائمة على أساس الهوية القبلية.

ومن أجل توضيح ذلك، استعان (زولبرج) في الواقع الذي كان سائداً في بلدة (تريشفيل) وهي اليوم الحي الشعبي الواقع في جنوب (أبيدجان) حيث التحمت مع العاصمة الاقتصادية. فقد كان الحزب يلجأ لجعل رؤساء القبائل وعددها 108 قبيلة، هم رؤساء اللجان الشعبية، أو الأمناء الحزبيين لمناطقهم. وقد كانت بعض الأحزاب الماركسية تلجأ لمثل ذلك الأسلوب، في إيران وشمال العراق ومعظم الدول الإفريقية، وإن توفي أمين عام لجنة فسيرثه ابنه أو أخوه في المنصب.

ماذا بعد؟

لقد كان هذا الحزب، مرعياً من قبل الحكومات الفرنسية منذ الاستقلال عام 1960، ثم بعد التدخل الأمريكي في القارة الإفريقية في رواندا والكونغو، بات الصراع الخفي بين الفرنسيين والأمريكان يدفع بالفرنسيين لتغيير إستراتيجياتهم، ولكن الغريب في الأمر والذي جاء على لسان الرئيس المنتهي ولايته أن أمريكا وفرنسا، وراء مخططٍ لإزاحته. وهناك من يقول أن تجارة الكاكاو هي وراء تلك الصفقات بين أمريكا وفرنسا، وستتضرر مصالح الرئيس ومعاونيه الذين يديرون تجارة الكاكاو من حي (كوكودي) الراقي في شمال العاصمة الاقتصادية (أبيدجان).

*1ـ أوردها الدكتور عبد الرضا حسين الطعان/ في كتابه: البعد الاجتماعي للأحزاب السياسية/ دار الشؤون الثقافية العامة/ بغداد1990/ صفحة 86