|
|
25-05-2009, 05:38 PM
|
#1
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Mar 2009
المشاركات: 44
|
العلمانية بثوبها الجديد تحت شعار الوسطية
بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية بثوبها الجديد
تحت شعار الوسطية
إن مصطلح الوسطية , لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث و هو مصطلح دخيل مصدره الغرب و المبدأ الرأسمالي و ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط هو الحل الذي نشأ نتيجة الصراع بين الكنيسة و الملوك التابعين لها من جهة و بين المفكرين و الفلاسفة من جهة أخرى،الفريق الأول:كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ،والفريق الثاني:كان يرى أن الدين غير صالح لذلك فهو سبب التأخر و النهضة و الذل .
و إن العقل هو القادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة . و بعد صراع مرير بين الفريقين اتفقوا على حل وسط و هو الاعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان و الخالق على أن لا يكون لهذا الدين شأن في الحياة و ترك تنظيم شؤون الحياة للبشر.
و أصبح أثر هذا الحل الوسط الذي بنوا عليه عقيدتهم , منهجا لحياتهم , و طريقة لمعالجة المشاكل . فمثلا : في قضية فلسطين المحتلة التي يطالب بها المسلمون كاملة , و اليهود يرونها أرض الميعاد التي وعدهم الله بها , تطالب دول الغرب التي اتخذت الحل الوسط منهج لها , أن يكون كلا من الفلسطينيين و اليهود كيان بها , فالحل الوسط هو تنازل عن المبدأ , و دائما ما يكون التنازل الأكبر للأضعف من الطرفين المتنازعين .
و بدل أن ينتقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط , و يبينوا خطورتها و خطئها و زيفها أخذوا بها و صاروا يدعون لها كمنهج للحياة , و زعموا أنها موجودة في الإسلام , بل ادعوا أن الإسلام قائم عليها و قالوا أن من استقراؤنا للأشياء , وجدنا أن لكل شئ طرفين ووسط،و الوسط دائما يكون من منطقة أمان , بينما الأطراف تتعرض للخطر و الفساد، ومادام للوسط و الوسطية هذه الميزة , فلا عجب أن تتجلى الوسطية في كل جوانب الإسلام فالإسلام وسط في الاعتقاد و التعبد , و وسط في التشريع و الأخلاق...،
و بعد أن قاسوا أحكام الإسلام على واقع الأشياء , قياسا عقليا بحثوا في بعض النصوص الشرعية , فلووا أعناق الأدلة , و أخضعوها لفهمهم الجديد كي تتلاءم مع ما ذهبوا إليه .
مستدلين لهذه القاعدة , بقوله تعالى {و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا} . فقالوا أن وسطية الأمة هي مستمدة من وسطية منهجها و نظامها , و أن كلمة ( الوسط) تعني العدل , و أن العدل - على حد زعمهم - التوسط بين الطرفين المتنازعين , فجعلوا العدل بمعنى الصلح ليخدموا فكرة الوسطية و الناظر لهذا التأويل السقيم يرى مدى هشاشة ما ذهبوا إليه في تفسيرهم لكلمة ( وسطا ) و لبيان فساد أي فكرة دخيلة على الإسلام لا بد من مناقشة أساسها , فوجدنا عمدة أدلتهم التي بنوا عليها هذه الفكرة , هو تفسيرهم لقوله تعالى
{و كذلك جعلناكم أمة وسطا }... الآية و تفسيرهم لكلمة ( وسطا ) بأنها التوسط ين الطرفين المتنازعين.
جاء في القاموس: ( الوسط محركه من كل شئ أعدله ) 2 . و قال في النهاية: ( يقال هو أسط قومه أي من خيارهم ) و منهم قول الصديق رضي الله عنه يوم السقيفة عن قريش ( هم أسط العرب نسبا و دارا )3،و قال: الشنقيطي في تفسيره لقوله تعالى: { و كذلك جعلناكم أمة وسطا ... الآية } أي: (خيارا و عدولا ، و يدل على أن الوسط الخيار العدول ) 4 , قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس }. قال ابن حجر في الفتح : ( و شرط قبول الشهادة، العدالة ، و قد ثبتت لهذه الأمة هذه الصفة لقوله وسطا ،والوسط العدل )5 . قال الطبري رحمه الله : ( فمعنى ذلك : و كذلك جعلناكم أمة وسطا عدولا لتكونوا شهداء لأنبيائي و رسلي على أممهم للبلاغ ... )6 ،ثم قال :و هذا التفسير , مروي عن جمع غفير من السلف منهم ابن عباس ومجاهد و قتادة و عطاء و غيرهم 7 .
و بهذا التفسير جاءت السنة المطهرة أيضا , ففي الحديث الصحيح , عن أبي سعيد الخدري , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يجئ نوح و أمته , فيقول الله تعالى : هل بلغت ؟ فيقول نعم أي رب , فيقول لأمته : هل بلغتكم ؟ فيقولون : لا ما جاءنا من نبي . فيقول لنوح من يشهد لك ؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم و أمته . فنشهد أنه قد بلغ . و هو قوله جل ذكره ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا . .. الآية ) و الوسط العدل )8
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( أن قوله الوسط العدل ) من كلام النبي صلى الله عليه وسلم و ليس مدرجا كما توهم البعض )9 . هذا هومفهوم قوله تعالى لكلمة( وسطا ) , و عليه يكون التفسير الصحيح للآية , أن الأمة الإسلامية أمة عدل , و العدالة من شروط الشاهد في الإسلام , و هذه الأمة ستكون شاهد عدل على الأمم الأخرى على أنها بلغتهم الإسلام .
و الذين يحملون شعار الوسطية منهج حياة يذكروننا، بؤلائك الذين توصلوا إلى الحل الوسط في الصراع الذي نشب بين الكنيسة و الملوك , و المفكرين و الفلاسفة , و اتفقوا على حل وسط و هو الاعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان و الخالق، على أن لا يكون لهذا الدين شأن في تنظيم شؤون الحياة ...(العلمانية)
فالدعوة للوسطية هي دعوة لتمييع أحكام الإسلام , و قضايا الأمة المصيرية .
و إنا نسأل أصحاب هذا المنهج كيف يكون الوسط بين الكفر و الإيمان ؟! , و كيف الوسط بين الإلحاد و التوحيد ؟! , و بين منكر لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم و مؤمن بها , و بين إباحة الربا و تحريمه ...
ستجدون الجواب أن الوسط دائما يكون في منطقة الخطر .
و عليه نقول بأن نصوص الإسلام و أحكامه، ليس بها حل وسط بل دقة و وضوح و مفاصلة , حتى سماها الله حدودا , بسبب دقتها و استقامتها , قال تعالى: {و تلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون } و قال :
{و من يعصي الله و رسوله و يتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها} . فالوسطية فكرة غريبة عن الاسلام يريد الغرب و المضبوعين بثقافته أن يلصقوها بالاسلام و يسوقوها للمسلمين قاصدين حرفنا عن حدود الاسلام و أحكامه الفاصلة .
---------------------
1- البقرة ( 143 )
2- القاموس المحيط ( وسط ) باب الطاء فصل الواو .
3- أخرجه البخاري ( 6830 )
4- أضواء البيان ( 1-75 )
5- فتح الباري ( 13- 316 )
6- انظر تفسير الطبري ( 3- 145 )
7- تفسير الطبري ( 3- 144, 145 )
8- أخرجه البخاري ( 3339 ) , الترمذي ( 2961 ) , بن ماجة ( 4284 )
9- فتح الباري ( 8- 172 )
10- البقرة ( 230 )
11- النساء ( 14 )
بقلم / هاني الشمري
ولاية الكويت
|
|
|
25-05-2009, 06:37 PM
|
#2
|
عضو فعّال
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: الاردن
المشاركات: 242
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكل جهد ينور طريق الامه مع حزني على اهمال اخواني واخواتي لكل موضوع جاد شديد الاهميه والتكالب على مواضيع جانبيه
ان موضوعك هذا يهم الامه ونشكرك جزيل الشكر على طرحه
العطار
__________________
ليس اللبيب من جميع الذهب وكانت له الدنيا أكبر الهم
بل اللبيب من جعل حب الله ورسوله فوق كل هم
وجهاد لرفع كلمة الله الأوحد نبراس يوقده لينير له الظلم
العطارلعلاج الامراض المستعصية باذن الله
|
|
|
25-05-2009, 07:03 PM
|
#3
|
أحمد محمد راشد
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
|
جزاك الله خيرًا أخي العزيز وهذا أمر هام للغاية ، فكثير من المصطلحات تستخدم دونما إدراك لمعانيها الحقيقية وجذورها التاريخية ، وهذا إن خفي على بعض المتخصصين فمنطقي أن يخفى على غيرهم ، لهذا يكتسب هذا الطرح أهمية خاصة لا سيما وأن الساحة ملئى بألفاظ عدة تغزو المجتمع كالخطاب الديني ، حوارات الأديان ، الأب الروحي .....إلخ مما يجعل الكشف عن حقائقها أمرًا ضروريًا . باركك الله وجزاك عنا كل خير .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال
*** تهانينا للأحرار أحفاد المختار
|
|
|
25-05-2009, 07:24 PM
|
#4
|
عضو فعّال
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: الاردن
المشاركات: 242
|
الوسطيه سبقتها فكرة طموحة لم يكتب لها النجاح على نطاق واسع في الغرب نوردها على شكل قصة واقعية مرت بي اسردها موجزة لكم
عام 79 حين تسلم الخميني الحكم في ايران وتسلمت مارغريت تاتشر في لندن كرئيسة للوزراء وخلال قرائتي لكتاب قران الخميني ومبادئه العجيبة في الاسلام
زارني على سكني في لندن وبعد عودتي من كلية اللغة التي كنت ادرس بها ثلاث فتيات منهن واحدة اسيويه وقد سلمنني دعوة لزيارة مركز يسهل امور القادمين الجدد ويوجد فرص عمل ودراسه ميسره ويقدم يد العون للشباب ويدعو لتوحيد الاديان الذي لم ادرك خطورته الا بعد دهر
لم اذهب بادىء الامر لعدم وجود وقت لذلك
زاروني مرة اخرى ورافقوني بسيارتهم الخاصه لذلك المقر فعندما دخلت ذهلت لشدة الترتيب والنوافير والاطعمه والفواكه والفتيات المتبرجات السافرات
استقبلوني بحفاوة وقد وعدوني بعمل جيد ودعم بجميع المعاملات وسكن وكأنها قد تفتحت ابواب السعادة وتوالت زيارتي لهذا المقر الذي يعمل على توحيد الاديان الثلاث المسيحية واليهودية والاسلام وخلال المحاضرات اليوميه يعزف البيانو والحسناواتا على الغيثاره وطرب وطعام ويشربون المنكر وانا استمتع بعصير البرتقال الطازج الذي بالكاد نشربه بالعادة تركت هذا المركز وغبت فتره ولكن اوفدو احدى الحسناوات اللواتي يقدمن الغالي والرخيص لترويج دعوتهن الدينية المخلصات لها وقد كان عمري سبع عشر الى ثمان عشر احمل كل براءة الطفولة واستهجن امور المرأة الغربية انذاك فقد شاء الله تعالى ان اسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في احدى دروس مسجد حارتنا في الاردن حيث ينص على ان الزاني يزنى به ولو بجدار بيته فكان هذا الحديث كما الجبل الراسخ الشامخ اتربع على قمته والربع من حولي يعومون في بحر المغريات ويحلقون اجسادهم كاملة ليدهنو بدواء امراض الزهري وغيره اعاذنا الله تعالى وحمانا
جاء موعد الاحتفال السنوي لعرض اعداد المنتمين للدين الجديد وهو توحيد الاديان السماويه وجاء دوري لاقرأ كلمة بهذه المناسبهوقد كانت لغتي الانجليزيه حينها هكع ولكع وتفاجأت بأني القيت كلمة رائعة لم التزم خلالها بالنص المكتوب فكان هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المهيمن على ذاك الحفل المقام لتوحيد الاديان الثلاثه فطردت شر طردة على اثرها واجبرت على ترك لندن عائدا لاتم دراسة كلية الهندسة المدنية التطبيقية في الاردن واشق عباب الحياة واتغرب بعدها الى شيكاغو ثم الامارات الحبيبه
فما الرزق والتوفيق والستر والحفظ وكل امر يهم الانسان الا بيد الحنان المنان اللطيف بعباده ولولا لطفه عز وجل ماكان من خير على الارض ابدا جل شأنه
__________________
ليس اللبيب من جميع الذهب وكانت له الدنيا أكبر الهم
بل اللبيب من جعل حب الله ورسوله فوق كل هم
وجهاد لرفع كلمة الله الأوحد نبراس يوقده لينير له الظلم
العطارلعلاج الامراض المستعصية باذن الله
|
|
|
25-05-2009, 07:25 PM
|
#5
|
زهير عكاري
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 7,140
|
اخي الكريم
لا ينبغي حصر الوسطية بمثل ما فعله كما تقول في مقدمتك الوسطيون بين الملوك والكنسية انذك
وان الاستدلال بهذه الوفرة من تفسير معنى كلمة امة وسطا لا يلغي ان هناك في مجتمعاتنا تفريط وافراط
والوسطية لا افراط ولا تفريط
اخي الكريم دعني اسرد لك مقتطفات جميلة من كتاب جميل فيه بعض الامثلة من مجتمعنا لكيفية ان تكون وسطيا معتدلا وبنفس الوقت متمسكا بالدين والاحكام الشرعية فالتطرف والتفريط والافراط في كل شيء موجود حتى في العقيدة واصول الدين وحى في النهى عن المنكر والامر بالمعروف ...
والامثلة على ذلك كثيرة وللاختصار اذكر من الكتاب هذا الجانب
المبحث الأول "مظاهر العدل والتوسط في العقيدة وأصول الدين"، فذكر في ذلك عشرين مظهرًا، نذكر منها الوسطية في الحديث عن المسيح عليه السلام، فلم يؤلِّهوه، ولا كفروا به، وكذلك الوسطية في شرائع الله تعالى، فجعلوا لله الحاكمية المطلقة، وأيضًا فأهل السنة والجماعة وسط في أسماء الله تعالى وصفاته، فهم وسط بين أهل التعطيل وبين أهل التمثيل، وهم في باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسط بين من ألَّهوا عليًا وفضلوه على أبي بكر وعمر، وبين الجفاة الذين كفروه وكفروا باقي الصحابة، وهم ـ أي أهل السنة والجماعة ـ وسط بين طرفي الخوف والرجاء، وبين التوكل على الله عز وجل وبين الأخذ بالأسباب، والأهم في ذلك وسطيتهم في طلاقة المشيئة الإلهية وثبات السنن الكونية، وكذلك العدل ولزوم الوسط في مسألة الولاء والبراء.
فلا تنافي ابدا بين الوسطية والالتزام فزماناً قيل ...ان التطرف في الحق اعتدال
__________________
التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع
____المسنجر معطل والموبايل ضايع _____
__________________________
__________________________
|
|
|
25-05-2009, 07:34 PM
|
#6
|
كاتب مغوار
تاريخ التّسجيل: Mar 2008
الإقامة: الجزائر DZ
المشاركات: 2,785
|
موضوع ممتاز ..
لقد أقتنعت الآن أن مذهب الوسطيه موجود فعلا و أشكر صاحبة الموضوع على الأدلة ..
الوسطية التي ينادي بها أكبر العلماء و أشهرهم و أعلاهم مرتبة و مستوى .. ليست منهجا للتقريب
بين الكفر و الإيمان .. بين الإلحاد و التوحيد ..
هي منهج للتقريب بين المسلمين الذين اختلفوا و صاروا فرقا بفضل تشدد كل منهم و إصراره على
أنه معصوم من الخطإ و أن غير أتباعه و أحبابه ضالون !!
الوسطية التي يدعو لها أصحابها تهدف إلى وقف التطرف و الكِبْر و العلو و التميع ..
الشكر موصول لصاحب الموضوع و لناقله .. فهما أثبتا ما أرادا هدمه ؟ و هذا ما يسمى البرهان
بالخلف في الرياضيات ..
|
|
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
قوانين المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML غير متاح
|
|
|
| |