22 - لا تنظر لخطئك الصغير من حيث صغرُهُ، ولكن انسبه إلى دوافعه
تَظهرْ لك عندها دلالته وحقيقته.
23 - لا يغررْك حسنُ أخلاقِك في الرخاء
حتى تُجرِّب نفسَك في أوقات الشدة والغضب وسائر الحالات التي تشتدُّ فيها الحاجةُ إلى الأخلاقِ الفاضلةِ
فإن من لم يَطَّرِدْ حسنُ أخلاقِك في تلك الأحوال فاعلمْ أنه ليس لك كبيرُ فضلٍ في وقتِ الرَّخاء.
24 - إذا اشتدت الحاجة إلى خُلقِك الحميد في بعض الأحوال فلم يُوجدْ من ذلك شيءٌ
فأعلمْ بأنك لست على كبير شيء من الأخلاق الفاضلةٍ. .
25 - يَزهدُ بعض الناس في التِزَام حسن الخلق والأدبِ مع أَخيهِ، بحجَّةِ أَنه أَخوهُ، ولَيْتَ شعْري مع مَنْ يَلْزمُهُ حسنُ الخلق إِذنْ؟.
26- لا تتخذْ لك أخاً بشرط أَن لا يخطئَ،
وإذا أخطأَ أخوك مرَّةً، فأَنهَيْتَ ما بَيْنَكَ وبَيْنَهُ؛ فكأَنَّ شرطَك في أُخوّتِهِ أَنْ لا يخطئَ؛ فَلَْنْ تجدَ لك أخاً إِذَنْ؛ وأنتَ لا تصلُحُ للأُخوَّةِ بهذا الشرطِ؛ لأنك لَسْتَ معصوماً، كما أَنَّ غيرك ليس بمعصومٍ.
27 - تربية ليس فيها العصا عند الحاجة إليها، تربيةٌ ناقصة.
وتربية ليس فيها الإقناع عند الحاجة إليه، تربية ناقصة.
28 - تذكر وأنت تحمل العصا لتؤدب أولادك، أنك مؤدِّب ولست معذِّباً، ثم تذكر مسؤوليتك في نفسك تجاه الأخلاق التي حملت العصا لتُقيم غيرك عليها.
29 - ينبغي - في سبيل تحصيل الأخلاق الإسلامية - أن تفكر في فضلها أولاً.
فإن لم يدفعك ذلك للتحلّي بها؛ فتذكر عاقبتها في الدنيا والآخرة.
فإن لم يدفعك هذا للتحلّي بها؛ فتذكر شؤم تركها في الدنيا والآخرة.
فإن لم يدفعك هذا للتحلّي بها؛ فتذكر أنه لاخير في ذميم الأخلاق لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فإن لم ينفعك ذلك؛ فاعلم أنه لا طِبّ فيك إلا بمراجعة فطرتك وإيمانك بالله ورجوعك إليه.
30 - النفس الإنسانية فطرت على الكثير من الأخلاق الفاضلة وعلى حبها، فتحلّي الإنسان بها ممكن أن كانت فطرته سليمة ولم تتأثر بأسباب الانحراف عن ذلك.
31 - كثير من السلوك الأخلاقية الفاضلة يؤيد فضلها أكثر من أصل من أصول الأخلاق الفاضلة.
وهكذا ترى أنك مطالب بفعل كثير من السلوك الأخلاقي الحميد، وذلك بمقتضى أكثر من أصلٍ من أصول الأخلاق الفاضلة.
32- الأخلاق الإسلامية فضائل أخلاقية كريمة، يعود نفعها في الدنيا والآخرة على المتحلي بها، وعلى من يتعامل معه لكن المهم تحقيق نية العبادة في فعلها.
33- الأخلاق الإسلامية جملةٌ من الفضائل التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان السوي في ظاهره سلوكاً وفي باطنه إيماناً واعتقاداً وشعوراً .
وهي تختلف في درجات الطلب :
فمنها ماهو أسس الإيمان بالله ولوازمه.
ومنها ماهو من الواجبات.
ومنها ماهو من المسنونات والمستحبات.
34 - من العجيب أن يفخر الإنسان بما لا فخر فيه في الواقع وعند العقلاء .
35 - حين يفقد الإنسان الميزان الصحيح لتقويم الأشياء والحقائق فإنه يفخر بما لا يفخر فيه على مختلف مراحل عمره حتى يكون آخر ما يفخر به في حال عجزه وكبره عصاه التي يتوكأ عليها !! إنه خطأ مؤسف حقاً !! يدعو للتأمل والعجب والعبرة .. والعاقل من اعتبر بغيره.
36 - من أشد الأخطاء خطراً خطأ المخلصين إذا نسبوه إلى الدين، أو ارتكبوه على أنه من الدين، لأن صاحب الخطأ في هذه الحال يؤيد خطأه جهلاً بالدين أو بالكتاب والسنة. ولو أنه أخطأ فقط ولم يدع أن فعله من الإسلام، أو لم يحمله الآخرون على أنه كذلك، لكان الأمر أخف بكثير.
37 - من الاستعداد لما ينتظر أو يتوقع في الغيب، بعد التوكل على الله عز وجل، وأخذ الأسباب المشروعة، توطين النفس على أسوء الاحتمالات .. فإن ذلك مفيد جداً، لما فيه من التمهيد لقبول النفس لأقدار الله تعالى المؤلمة وتحملها. ومن لا يوطن نفسه على ذلك فإنه لا يقدر بعد الأخذ بالأسباب إلا النجاح، وإلا الفوز وإلا السلامة، وإلا الظفر بما سعى له .. فإذا قدر الله عليه غير ما سعى له أو ظن أنه الخير فإنه ينتكس وتمرض نفسه ... ولا يسلم لقدر الله فتكون خسارته محققة مؤلمة !! .
38- ينبغي أن تتعلم الأخلاق الفاضلة وذلك بدراستها نظرياً من مصدرها الصحيح، والتعود عليها عملياً بتطبيقها ومحاسبة النفس عليها دائماً، ومصاحبة أهلها. .
39- ولتعلم أن الدراسة لها نظرياً وحدها لا تكفي، والتطبيق لها مرة واحدة أو مرتين أو وقتاً قصيراً في حياتك، لا يكفي أيضاً، بل لا بد من التطبيق المستمر والملازمة لها دائماً لتكون حقيقاً بوصفك بالأخلاق الفاضلة.
40- ينبغي أن تعلم أن أول من يجب أن تتأدب معه ربك الذي خلقك فأحسن خلقك وهداك ورزقك، وهو العليم بسرك وجهرك، وهو القادر على أخذك أو عقابك على سيئاتك إذا شاء!! فإنك إذا نظرت فعرفت أنه ربك ورب العالمين، وعرفت أنه هو وحده المحسن الحقيقي إليك، الذي يغمرك بإحسانه في كل لحظة، وعرفت أنه وحده المطلع على سرك وجهرك، وعرفت أنه وحده القادر عليك، علمت أنه هو المستحق أن تتأدب معه في سائر أحوالك، وأيقنت سوء أدبك معه عندما تتأدب فقط مع خلقه وتعكس الأمر في حقه !! وحق الخالق أوجب من حق المخلوق.
41 - الكرم والصبر والحلم والرحمة، ونحوها من الأخلاق، لا تأتي دفعة واحدة، كما أنها لا تدرك بسهولة، ولا تدرك في وقت قصير، بل تحتاج إلى وقت طويل، وإلى تدرج، ومران وصبر وتضحية، ولكنها أخلاق ضرورية نفسية، فتستحق أن يبذل فيها الثمن، والوقت الطويل.
42- قد يتعلم العاقل في مدرسة الحياة بعض ما يبعث الله به الرسل إلى الناس، ويدعونهم إليه، ويقنعونهم به !.
43- كن مع الناس كالنحل، الذي يقع على أحسن الزهور وأطهر الزروع؛ فيجتني منها ما يفيده، ويخدم به الناس، ودع مساوءهم وأخطاءهم، ولا تكن كالذباب، الذي يقع على أقذر الأشياء وينشرها في الناس ويؤذي بها الأحياء ويمرضهم.
44- صنف من الناس يصوب نظره إلى عنصر الخير في الناس ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم، فهو كالنحل الذي لا يقع إلا على الزهور والرياحين الزاكية النظيفة؛ فيجتني منها ما ينفعه وينفع الآخرين.
45- وصنف آخر يصوب نظره إلى عنصر الشر في الناس وإلى الرذائل فيهم، ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين، فهو كالذباب، الذي لايقع إلا على أقذر الأشياء، وينشرها في الناس، ويؤذي بها الأحياء.
فكن كالأول تسعد وتُسعد، ولا تكن كالثاني، تشق وتُشق.