العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نقد المجلس الثاني من الفوائد المدنية من حديث علي بن هبة الله الشافعي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: زراعة القلوب العضلية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: غزة والاستعداد للحرب القادمة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-01-2008, 09:53 PM   #1
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي ومضة من عمر الكون

ولا يــوم الطـين


المكان : إشبيلية
الزمان : فترة ملوك الطوائف


كسائر كل ممالك الأندلس كانت إشبيلية تدفع الجزية لألفونسو السادس ملك قشتالة (أسبانيا) ..
أرسل "ألفونسو السادس" حاكم "قشتالة" وزيرًا يهوديًا على رأس وفد إلى إِشْبِيلِيّة لأخذ الجزية كالمعتاد، فذهب الوفد إلى المعتمد على الله بن عباد وحين أخرج له الجزية وجد الوزير اليهودي يقول له متبجحًا: إن لي طلبًا آخر غير الجزية، فتساءل (المعتمد على الله) عن هذا الطلب، وفي صلف وغرور وإساءة أدب أجابه الوزير اليهودي بقوله: إن زوجة "ألفونسو السادس" ستضع قريبًا، وألفونسو السادس يريد منك أن تجعل زوجته تلد في مسجد قرطبة.
تعجب المعتمد على الله وسأله عن هذا الطلب الغريب الذي لم يتعوده، فقال له الوزير اليهودي في ردّ يمثل قمّة في التحدي ولا يقل إساءة وتبجحًا عن سابقه: لقد قال قساوسة "قشتالة" لألفونسو السادس إنه لو ولد لك ولد في أكبر مساجد المسلمين دانت لك السيطرة عليهم.

وبنخوة كانت مفقودة قام المعتمد على الله وأمسك بالوزير اليهودي وقطع رأسه، ثم اعتقل بقية الوفد .. وكان الرد سريعا فقد تم حصار إشبيلية ..
أرسل ألفونسو السادس رسالة قبيحة أخرى إلى المعتمد على الله بن عباد يقول فيها: إن الذباب قد آذاني حول مدينتك، فإن أردت أن ترسل لي مروحة أروح بها عن نفسي فافعل.
يريد وبكل كبرياء وغرور أن يخبره أن أكثر ما يضايقه في هذا الحصار هو الذباب أو البعوض، أما أنت وجيشك وأمتك وحصونك فهي أهون عندي منه.
وبنخوة أخرى وفي ردّ فعل طبيعي أخذ "المعتمد على الله بن عباد" الرسالةَ وقلبها وكتب على ظهرها ردًا وأرسله إلى "ألفونسو السادس"...
لم يكن هذا الردّ طويلًا، إنه لا يكاد يتعدى السطر الواحد فقط، وما إن قرأه "ألفونسو السادس" حتى تَمَلّكهُ الخوف والرعب والفزع وأخذ جيشه، ورجع من حيث أتى .

قبل هذا التاريخ بأعوام ..
زوجة المعتمد بن عباد تنظر من الشرفة فترى الجوارى يلهون فى الطين .. فتاقت نفسها لهذا اللهو وسألت زوجها أن يسمح لها بمثله .. لكن كيف لزوجة الخليفة أن تلهو فى الطين .. فأمر لها بحوض كبير من المسك وخليط من سائر العطور مما يكلف ثروة باهظة .. فكان أشبه بالطين لكى تلهو فيه زوجة الخليفة ..

نعود للرسالة التى افزعت الفونسو .. أخذ المعتمد الرسالة وقلبها ثم كتب على ظهرها: والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين .
ثم لما لامه وزراؤه سوائر ملوك الاندلس من خطر المرابطين قال قولته الشهيرة :
لئن أرعى الإبل فى صحراء المغرب خيرا لى من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو .

لئن كنت مأكولا فكن أنت آكلى ** وإلا فأدركنى ولما أُمزق ِ

في سنة 478 هـ= 1085م وفي مراكش يستقبل يوسف بن تاشفين الوفد الذي جاء من قِبل بعض ملوك الطوائف - كما ذكرنا - يطلبون العون والمساعدة في وقف وصدّ هجمات النصارى عليهم، وإذا به رحمه الله يتشوّق لمثل ما يطلبون، حيث الجهاد في سبيل الله ومحاربة النصارى، فيالها من نعمة، ويالها من أمنية.
ما كان منه رحمه الله إلا أن انطلق معهم وبنحو سبعة آلاف فقط من المجاهدين، رغم أن قوته في الشمال الأفريقي مائة ألف مقاتل، وكان لديه في الجنوب خمسمائة ألف، وقد كان هذا ملمح ذكاءٍ منه؛ إذ لم يكن رحمه الله وهو القائد المحنك ليخرج ويلقِي بكل قواته في الأندلس، ويتحرك بعشوائية تاركًا وراءه هذه المساحات الشاسعة في شمال وجنوب أفريقيا بلا حراسة ولا حماية، ومن ثَمّ فقد رأى أن يظلّ أحد الجيوش رابضًا في تونس وآخر في الجزائر ومثله في المغرب وهكذا في كل البلاد الإفريقيه التي فُتحت.

وكانت الزلاقة أحد أروع الإنتصارات فى تاريخ المسلمين .. أبلى فيها بن عباد بلاءا حسنا وصبر صبرا شديدا فى خط المواجهة .. عاد على إثرها القائد المجاهد بن تاشفين تاركا كل غنائم الزلاقة لأهل الأندلس ..

كان حريا بعد هذا الموقف أن يستيقظ الأمراء وأولهم بن عباد على الخطر الصليبى .. وأن تتحد شوكتهم فى مواجهته .. وهو قائل مقولته الشهيرة .. إلا طباع تأصلت فى النفوس ..

بعد عودة يوسف بن تاشفين إلى أرض المغرب، حدثت الصراعات بين أمراء المؤمنين الموجودين في بلاد الأندلس بسبب الغنائم وتقسيم البلاد المحرّرة.
وهنا ضج علماء الأندلس وذهبوا يستنجدون بيوسف بن تاشفين من جديد، لا لتخليصهم هذه المرة من النصارى، وإنما لإنقاذهم من أمرائهم...
يتورّع يوسف بن تاشفين عن هذ الأمر، إذ كيف يهجم على بلاد المسلمين وكيف يحاربهم؟! فتأتيه رحمه الله الفتاوى من كل بلاد المسلمين تحمّله مسئولية ما يحدث في بلاد الأندلس إن هو تأخر عنها، وتحذّره من ضياعها إلى الأبد، وتطلب منه أن يضمها إلى أملاك المسلمين تحت دولة واحدة وراية واحدة، هي دولة المرابطين.
فجاءته الفتوى بذلك من بلاد الشام من أبي حامد الغزالي صاحب "إحياء علوم الدين"، وقد كان معاصرًا لهذه الأحداث، وجاءته الفتوى من أبي بكر الطرطوشي العالم المصري الكبير، وجاءته الفتوى من كل علماء المالكية في شمال أفريقيا.
لم يجد يوسف بن تاشفين إلا أن يستجيب لمطلبهم، فقام في سنة 483 هـ= 1090 م وبعد مرور أربعة أعوام على موقعة الزَلَّاقة، وجهّز نفسه ودخل الأندلس.
((الواقع يقول أن ابن تاشفين لم يطمع في الأندلس وتردد كثيرًا قبل العبور، وعف عن الغنائم بعد ذلك وتركها للمعتمد ولأمراء الأندلس ولم يأخذ منها شيئًا، وكان عودته، ثم يعود في الجواز الثاني بسبب اختلافات ملوك الطوائف، وتحالف بعضهم مع عدو الإسلام، وكان الجواز الثالث لوضع حد لمهزلة ملوك الطوائف، لقد آن - وباسم الإسلام - لهذه الدويلات الضعيفة المتناحرة المتحالف بعضها مع الأعداء أن تنتهي...))

كان زوال دولة بنو عباد حتمية .. مصير أى أمة تركت الجهاد وإتخذت مسلك الترف واللهو ..
وآن لكل من يقدح فى تاريخ المرابطين أن يكف لسانه عن دولة هى أروع ما أنجبته صحراء إفريقيا .. رحم الله يوسف بن تاشفين ..


جلست ذات يوم إمرأة المعتمد بعد زوال ملك بنى عباد بأعوام مع زوجها وبعد مشاجرة زوجية خفيفة قالت مقولة كل إمرأة لزوجها .. ما رأيت من خيرا قط .. فنظر لها بن عباد وقال : " ولا يوم الطين " .


__________________


آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 07-01-2008 الساعة 11:17 AM.
محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-01-2008, 01:29 AM   #2
هيثم العمري
شاعر الحبّ
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 1,366
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة rainbow
ولا يــوم الطـين


المكان : إشبيلية
الزمان : فترة ملوك الطوائف


كسائر كل ككالك الأندلس كانت إشبيلية تدفع الجزية لألفونسو السادس ملك قشتالة (أسبانيا) ..
أرسل "ألفونسو السادس" حاكم "قشتالة" وزيرًا يهوديًا على رأس وفد إلى إِشْبِيلِيّة لأخذ الجزية كالمعتاد، فذهب الوفد إلى المعتمد على الله بن عباد وحين أخرج له الجزية وجد الوزير اليهودي يقول له متبجحًا: إن لي طلبًا آخر غير الجزية، فتساءل (المعتمد على الله) عن هذا الطلب، وفي صلف وغرور وإساءة أدب أجابه الوزير اليهودي بقوله: إن زوجة "ألفونسو السادس" ستضع قريبًا، وألفونسو السادس يريد منك أن تجعل زوجته تلد في مسجد قرطبة.
تعجب المعتمد على الله وسأله عن هذا الطلب الغريب الذي لم يتعوده، فقال له الوزير اليهودي في ردّ يمثل قمّة في التحدي ولا يقل إساءة وتبجحًا عن سابقه: لقد قال قساوسة "قشتالة" لألفونسو السادس إنه لو ولد لك ولد في أكبر مساجد المسلمين دانت لك السيطرة عليهم.

وبنخوة كانت مفقودة قام المعتمد على الله وأمسك بالوزير اليهودي وقطع رأسه، ثم اعتقل بقية الوفد .. وكان الرد سريعا فقد تم حصار إشبيلية ..
أرسل ألفونسو السادس رسالة قبيحة أخرى إلى المعتمد على الله بن عباد يقول فيها: إن الذباب قد آذاني حول مدينتك، فإن أردت أن ترسل لي مروحة أروح بها عن نفسي فافعل.
يريد وبكل كبرياء وغرور أن يخبره أن أكثر ما يضايقه في هذا الحصار هو الذباب أو البعوض، أما أنت وجيشك وأمتك وحصونك فهي أهون عندي منه.
وبنخوة أخرى وفي ردّ فعل طبيعي أخذ "المعتمد على الله بن عباد" الرسالةَ وقلبها وكتب على ظهرها ردًا وأرسله إلى "ألفونسو السادس"...
لم يكن هذا الردّ طويلًا، إنه لا يكاد يتعدى السطر الواحد فقط، وما إن قرأه "ألفونسو السادس" حتى تَمَلّكهُ الخوف والرعب والفزع وأخذ جيشه، ورجع من حيث أتى .

قبل هذا التاريخ بأعوام ..
زوجة المعتمد بن عباد تنظر من الشرفة فترى الجوارى يلهون فى الطين .. فتاقت نفسها لهذا اللهو وسألت زوجها أن يسمح لها بمثله .. لكن كيف لزوجة الخليفة أن تلهو فى الطين .. فأمر لها بحوض كبير من المسك وخليط من سائر العطور مما يكلف ثروة باهظة .. فكان أشبه بالطين لكى تلهو فيه زوجة الخليفة ..

نعود للرسالة التى افزعت الفونسو .. أخذ المعتمد الرسالة وقلبها ثم كتب على ظهرها: والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين .
ثم لما لامه وزراؤه سوائر ملوك الاندلس من خطر المرابطين قال قولته الشهيرة :
لئن أرعى الإبل فى صحراء المغرب خيرا لى من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو .

لئن كنت مأكولا فكن أنت آكلى ** وإلا فأدركنى ولما أُمزق ِ

في سنة 478 هـ= 1085م وفي مراكش يستقبل يوسف بن تاشفين الوفد الذي جاء من قِبل بعض ملوك الطوائف - كما ذكرنا - يطلبون العون والمساعدة في وقف وصدّ هجمات النصارى عليهم، وإذا به رحمه الله يتشوّق لمثل ما يطلبون، حيث الجهاد في سبيل الله ومحاربة النصارى، فيالها من نعمة، ويالها من أمنية.
ما كان منه رحمه الله إلا أن انطلق معهم وبنحو سبعة آلاف فقط من المجاهدين، رغم أن قوته في الشمال الأفريقي مائة ألف مقاتل، وكان لديه في الجنوب خمسمائة ألف، وقد كان هذا ملمح ذكاءٍ منه؛ إذ لم يكن رحمه الله وهو القائد المحنك ليخرج ويلقِي بكل قواته في الأندلس، ويتحرك بعشوائية تاركًا وراءه هذه المساحات الشاسعة في شمال وجنوب أفريقيا بلا حراسة ولا حماية، ومن ثَمّ فقد رأى أن يظلّ أحد الجيوش رابضًا في تونس وآخر في الجزائر ومثله في المغرب وهكذا في كل البلاد الإفريقيه التي فُتحت.

وكانت الزلاقة أحد أروع الإنتصارات فى تاريخ المسلمين .. أبلى فيها بن عباد بلاءا حسنا وصبر صبرا شديدا فى خط المواجهة .. عاد على إثرها القائد المجاهد بن تاشفين تاركا كل غنائم الزلاقة لأهل الأندلس ..

كان حريا بعد هذا الموقف أن يستيقظ الأمراء وأولهم بن عباد على الخطر الصليبى .. وأن تتحد شوكتهم فى مواجهته .. وهو قائل مقولته الشهيرة .. إلا طباع تأصلت فى النفوس ..

بعد عودة يوسف بن تاشفين إلى أرض المغرب، حدثت الصراعات بين أمراء المؤمنين الموجودين في بلاد الأندلس بسبب الغنائم وتقسيم البلاد المحرّرة.
وهنا ضج علماء الأندلس وذهبوا يستنجدون بيوسف بن تاشفين من جديد، لا لتخليصهم هذه المرة من النصارى، وإنما لإنقاذهم من أمرائهم...
يتورّع يوسف بن تاشفين عن هذ الأمر، إذ كيف يهجم على بلاد المسلمين وكيف يحاربهم؟! فتأتيه رحمه الله الفتاوى من كل بلاد المسلمين تحمّله مسئولية ما يحدث في بلاد الأندلس إن هو تأخر عنها، وتحذّره من ضياعها إلى الأبد، وتطلب منه أن يضمها إلى أملاك المسلمين تحت دولة واحدة وراية واحدة، هي دولة المرابطين.
فجاءته الفتوى بذلك من بلاد الشام من أبي حامد الغزالي صاحب "إحياء علوم الدين"، وقد كان معاصرًا لهذه الأحداث، وجاءته الفتوى من أبي بكر الطرطوشي العالم المصري الكبير، وجاءته الفتوى من كل علماء المالكية في شمال أفريقيا.
لم يجد يوسف بن تاشفين إلا أن يستجيب لمطلبهم، فقام في سنة 483 هـ= 1090 م وبعد مرور أربعة أعوام على موقعة الزَلَّاقة، وجهّز نفسه ودخل الأندلس.
((الواقع يقول أن ابن تاشفين لم يطمع في الأندلس وتردد كثيرًا قبل العبور، وعف عن الغنائم بعد ذلك وتركها للمعتمد ولأمراء الأندلس ولم يأخذ منها شيئًا، وكان عودته، ثم يعود في الجواز الثاني بسبب اختلافات ملوك الطوائف، وتحالف بعضهم مع عدو الإسلام، وكان الجواز الثالث لوضع حد لمهزلة ملوك الطوائف، لقد آن - وباسم الإسلام - لهذه الدويلات الضعيفة المتناحرة المتحالف بعضها مع الأعداء أن تنتهي...))

كان زوال دولة بنو عباد حتمية .. مصير أى أمة تركت الجهاد وإتخذت مسلك الترف واللهو ..
وآن لكل من يقدح فى تاريخ المرابطين أن يكف لسانه عن دولة هى أروع ما أنجبته صحراء إفريقيا .. رحم الله يوسف بن تاشفين ..


جلست ذات يوم إمرأة العباد مع زوجها وبعد مشاجرة زوجية خفيفة قالت مقولة كل إمرأة لزوجها .. ما رأيت من خيرا قط .. فنظر لها بن عباد وقال : " ولا يوم الطين " .


أرجعتنا إلى التاريخ بمهارة فائقة تحاياي
هيثم العمري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-01-2008, 01:47 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

رينبو التاريخ ربما يعيد نفسه يوما من الأيام.
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
تحياتي
والمودة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-01-2008, 10:48 AM   #4
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة هيثم العمري
أرجعتنا إلى التاريخ بمهارة فائقة تحاياي
هيثم .. أنا من عشاق التاريخ ..
فهو أكبر كنز عرفته البشرية ..
هو يشغل أكبر وقتى قارئا ومتابعا ومحللا ..
تحيتى ..


__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-01-2008, 10:50 AM   #5
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة السيد عبد الرازق
رينبو التاريخ ربما يعيد نفسه يوما من الأيام.
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
تحياتي
والمودة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض المواقف تغير وجه التاريخ ..
هذا الموضوع متجدد بإذن الله أخى سيد ..
لكن إن تكرمت بتصحيح أخطائى اللغوية التى عج بها هذا الموضوع فقد كتبته فى عجالة شديدة ولم يتسنى لى مراجعته ..
تحيتى ..
__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-01-2008, 06:58 AM   #6
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

هكـذا الملك والملــوك




المكان : ضفة النيل السعيد – منف .

الزمان : يوم ما من عام 525 قبل الميلاد .






إقترب النهار على الإنتصاف ، هدوء قاتل يخيم فوق الجموع كأن علي رؤوسهم الطير ، ينظر قمبيز بعين حاقدة إلى أبسماتيك الثالث الملك المهزوم الذى لم تكسر هزيمته من إباءه وشموخه ونظرته التى أثارت الحقد والغيظ فى أحشاء قمبيز ملك الفرس ،يتبادلان نفس النظرة وكل منهما يعلم يقينا أنهما سليلا حضارتين عريقتين فى فجر الحضارات ، لم يشف غليل قمبيز إنتصاره الساحق بل أراد أن يمحق بقية الزهو وعزة النفس المرتسمة على وجه أبسماتيك فى هذا الموقف العصيب ، عادة الملوك كما قالت الملكة بلقيس "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" ، حتى فى أرقى الحضارات لا تزال الملوك لا تشبع رغبتها إلا التنكيل بقرناءها ، قتل العجل آبيس وخرب المعابد والهياكل وقتل وسفك ، إرتكب بهمجيته كل جريمة ولكن لا يكفى ، فكرة حقيرة جالت بخاطره ..
إنها بنت فرعون بنت الحسب العريق والرفاء المدلل , كبلها بالسلاسل وألبسها كالجوارى وأعطاها جرة وأمرها أن تملأها وتسقى جموع المنتصرين ،
تماما كما تفعل الإماء لكنها كأبيها مشت حافية القدمين تظهر الإباء وتحبس دمعاتها الحارة ،
نظر قمبيز إلى أبسماتيك الذى لم يحرك فيه هذا المشهد المروع طرفا واحدا ، فكرة أخرى أخسّ وأحقر .. جاء بأقرب أصدقاءه إلى قلبه وألبسه ثوب الفقراء وأمره أن يسأل ويمد يده لجموع الشاخصين ، هنا لم يتمالك دموعه فأجهش بالبكاء .. آلمه المشهد .. فلطالما نظر إليه وهو الأبىّ الشامخ وهاهو فى موقف الذل والمهانة .. لم يبك من ضعف ومهانة ،بل بكى رحمة ووفاءا .. هكذا الملك والملوك وإن جار بهم الزمان .
لم يسجل التاريخ همجية قمبيز فحسب بل سجل معها عقابا قاسيا جراء ما اقترفته يداه ، ذهب بغطرسته لغزو النوبة فباء بالفشل وفى اثناء عودته عبر واحات سيوة هبت عاصفة فى الصحراء دفنت هذا الجيش كله ولم ينج منه أحد. ولم يجد قمبيز بُدًّا من العودة إلى فارس، ولكنه مات في الطريق عام (522 ق.م) وقيل إنه انتحر.





لا رعاك التاريخ يا يوم قمبيز ولا طنطنت بك الأنباءُ
دارت الدائرات فيك ونالت هذه الأمة اليد العسراءُ
يوم منفيس والبلاد لكسرى والملوك المطاعة الأعداءُ
يأمر السيف فى الرقاب وينهى ولمصر على القذى إغضاءُ
جىء بالمالك العزيز ذليلا لم تزلزل فؤاده البأساءُ
يبصر الآل إذ يراح بهم فى موقف الذل عنوة ويجاءُ
بنت فرعون فى السلاسل تمشى أزعج الدهر عريها والحفاءُ
وأبوها العظيم ينظر لما رُدّيت مثلما تُردى الإماءُ
أُعطيت جرّة وقيل إليك النهر قومى كما تقوم النساءُ
فمشت تظهر الإباء وتحمى الدمع أن تسترقه الضراءُ
والأعادى شواخصٌ وأبوها بيد الخطب صخرة صماءُ
فأرادوا لينظروا دمع فرعون وفرعون دمعه العنقاءُ
فأروه الصديق فى ثوب فقر يسأل الجمع والسؤالُ بلاءُ
فبكى رحمة وما كان من يبكى ولكنما أراد الوفاءُ
هكذا الملك والملوك وإن جار زمانٌ وروعت بلواءُ
__________________


آخر تعديل بواسطة محمد الحبشي ، 06-11-2008 الساعة 12:19 PM.
محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-11-2008, 12:12 PM   #7
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي

القرار الأخطر



في الثاني والعشرين من حزيران/يونيو 1941 بدأت عملية بارباروسا حيث غزت القوات النازية وحلفاؤها الاتحاد السوفيتي وبعد بداية الغزو بنحو ثلاث شهور، قامت الجيوش الألمانية بعمل حصار شديد على مدينة ستالينجراد ، بينما أصدر هتلر أوامره بأن تُمحى مدينة ستالينجراد عن وجه الأرض، فقام بعمل حصار عن المؤن والمعدات الطبية للمدينة حتى حصلت مجاعه في البلاد، بينما ركز القصف الجوي والمدفعي على المدينة، أدى ذلك لموت نحو مليون مدني خلال حصار ستالينجراد، 800 ألف منهم ماتوا بسبب المجاعة والحصار الذي استمر نحو 506 يوم.. كان واضحا أن هتلر قد أخذ الأمر بشكل شخصى نظرا لاسم المدينة (ستالينجراد) المنسوبة إلى ستالين .. كان الإتحاد السوفيتى على وشك السقوط إذا تابع الألمان تقدمهم وتفوقهم وزاد إستياء الجنرالات الألمان من قرارات الفوهرر المشوشة ، كان سقوط الإتحاد السوفيتى يعلن انتهاء طرف أساسى وخروجه من النزاع بل وتغيير مجرى الحرب ودفة التاريخ ..
لكن توقفت الأوامر عن الزحف إلى قلب الخطر الأحمر ..

ويبقى لغز هذا القرار إلى اليوم ..






فى أغسطس 216 قبل الميلاد ، واصل البطل القرطاجىّ المغامر هانيبال (حنا بعل) حملته بإتجاه روما فى أخطر واشرس حملة واجهتها الإمبراطورية الرومانية فى كل تاريخها . لقد إصطحب القائد المغامر جيشا من قرطاج (تونس الآن) وقرر التوغل به عبر غرب أفريقيا فجبل طارق فإسبانيا فكل شمال أوربا وصولا إلى روما عبر جبال الألب ، لقد كانت مهمة مستحيلة ولا أقل خاصة عبور جبال الألب وهذه المنطقة الجبلية الوعرة بجيش ضخم يضم فى صفوفه من الفيلة قرابة 32 فيلا . وفى كاناى التحم مرة رابعة بجيش روما وتم سحق الجيش الرومانى تماما بخطة عبقرية بارعة.
انتهت مقاومة الرومان بعد كاناى وكانت روما مفتوحة تماما للغزو إلا أن هانيبال تراجع عن قراره بغزو روما .

كانت إيماءة من هانيبال لفرسانه النوميديان كافية لإسقاط روما بعد ذبح كل الجيش الرومانى فى كاناى (قُتل أكثر من 60 ألف رومانى من أصل 80 ألف) ، لكن لا أحد يعلم سر هذا القرار الخطير إلى اليوم .

قرار ،، كان سيمحو امبراطورية كروما من وجه الأرض لتعلو إمبراطورية أخرى هى قرطاج تمتد سلطتها على كل أقاليم البحر الأبيض المتوسط قرابة أكثر من 600 عام بعدها بدلا منها .

ويبقى لغز هذا القرار إلى اليوم ..




لم يكد يفيق المسلمون من فاجعة وفاة الرسول إلا وتتابعت الأنباء المفزعة بارتداد كل جزيرة العرب ، لقد كان هذا الشيخ السمح الوجه الضعيف الجسد إرادة لا تُفلّ وعزيمة لا تكل ولا تُقهر .
أخذ على عاتقه محاربة كل الجزيرة وهو فى رأيى أخطر قرار فى التاريخ ، إنك إن كنت تقرأ كلامى الآن فنبسبة 99% أنك لم تكن لتعرف لهذا الدين طريقا إلا إذا كنت من سكان المدينة أو مكة أو الطائف .. قرار يدين له بالفضل حتى يومنا هذا مليار ونصف مسلم .
قرار كان ليؤثر على خريطة العالم اليوم .
أليس رائعا ومذهلا هذا الشيخ حقا ، إنه صاحب رسول الله وصفيّه وخليله .


__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .