أخي الفاضل / المسك
العدل عند البشر ( نسبي )
فما تراه أنت عدلا قد أراه أنا ظلما ، والعكس صحيح أيضا
وعليه فإن عنوان الموضوع في نظري ( خطأ )
لأن الأمر جعلته أنت بين ( إما وإلا ) وذلك يعني أن لا وسطية بين الأمرين
جميعنا أخي الحبيب يبحث عن العدل في حياته ومع نفسه
ولا أعتقد أن هناك من لا يحب أن يكون عادلا
فإن ظلم من طلب العدل كان كمن إجتهد ولم يصيب ، وما على المجتهد حرج
فليس كل مجتهد مصيب ، وليس كل مصيب مجتهد
من هنا كان ولا بد أن نحدد العدل المقصود في الموضوع
فالعدل الكامل نفاه الله سبحانه وتعالى عن ( الرجل ) بين زوجتين
والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يقر العدل في حبه لزوجاته رضي الله عنهن
ولكنه أقر بالعدل الظاهر في التعامل مع زوجاته
فهل سنكون أفضل منه عليه الصلاة والسلام في تطبيق العدل في حياتنا ..؟؟
هذا السؤال يأخذني إلى أن العدل هو الأصل ، ولكن تطبيقه يخضع لمن يقوم به
فالحالة النفسية والتربية والمجتمع والثقافة لها دور كبير في ذلك
فإن الناس في الجاهلية كانوا يرون أن من العدل وأد البنات ، وقد فعل ذلك كبار الصحابة رضوان الله عليهم قبل إسلامهم ممن يملكون رجاحة العقل وقوة الحجة وثبات الرأي
فذلك لم يكن إلا لأن المجتمع والثقافة السائدة كانت ترى أن من العدل وأد البنات
فهل ذلك كان صحيحا ...؟؟؟
بالتأكيد كان ظلما بينا وواضحا ، ولكن من هو الذي كان في وقتها يفسر الأمر على أنه ظلم .؟؟
قصص الثأر في القتلى ، وبالذات إن تنقل القاتل بين الدول
هل اللحاق بالقاتل وقتله من ولي دم سيكون عدلا ، أم أنه ظلم ..؟؟؟
المثل الأخير يحتاج إلى إعمال العقل قليلا بعيدا عن المثالية
وعندها سنعلم أن فلسفة العدل والظلم لا قاعدة لها واضحة عند الجميع
ويبقى أمر ذلك مرتبط بالنصوص من القرآن والسنة
وما عدا ذلك فهو إجتهاد بشري يلحقه الوهن وفيه الصح والخطأ
تحياتي