العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال فتى الفقاعة: ولد ليعيش "سجينا" في فقاعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب المسح على الرجلين في الوضوء (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 27-08-2010, 04:22 AM   #1
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي حين يشقني اللظى-عبد الحفيظ بخيت متولي(قصيدة علقت عليها في موقع آخر)

حين يُشُقُنِي اللَّظَى


( 1 )

مرة أخرى تراودني العيون
الخائنات
والبلاد حدائق زيفٍ
تباً لها حين تجرني
نحو رائحة البنفسج المخادعه
وأنا يا مهرتي
التي فتشت عنها الأقمار الغائبات،
والشموس الطالعة
يا مهرتي وفراشة قلبي
تَبارَك سحرُك اللهبي
وأقسم يا فتنة عمري الباقي
مذ أول نظرة أدركت
أنك واللظى قدري
فلا تتورعي أن تشعلي
النار قبساً من أشواقي
وأن تطلقي في عينيّ
بعض الشرر،
يا عشب عمري..
كئوس سهد الليل
نهباً لما يعروك
من وجدان وإطراق
فلا تمدي عينيك إلى الشعراء
كي يفتشوا فيها عن زهور الأبجدية
ومدي فتنة البريق إلى عيني
وتحملي نحوك اندفاقي
أحبك كيف لا تدري الحرائق
ما في قلبي من لظى
اشتعال أعماقي،
أحبك وكيف لا أرضى
وأنا طائر أهوى
بالشوق في عينيك
إحراقي،
ويا قمر انصهاري
فريداً.. وحيداً
في فتنتك
أنا المسقي والساقي



( 2 )

يا مهرتي لك العتبى
وألف قصيدة في القلب
أخفيها،
عن الدنيا ومن فيها
متى تدرين أن الحب اكبر
من تجاهلنا وأَشْجَي من تغانينا
أحبك يا فتنة العشاق
متى تدرين
أن العشق يا مهرتي
حال الصبّ المفتون
بالعينين النجلاوين
وأن قلوبنا ليست بأيدينا
أحبك والبلاد استحالت صبابة
حين تغنيتِ
بالعشق في وادينا

أنا يا مهرتي
شاعرٌ على قاب
خطوتين من شرفة عينيك
والنيل يرقد أسفل الشرفة
نناجيه..
فيناجينا
وأنهارٌ من الأطياب يرفدها
إلى عينيك روحاً ورياحينا
لك العتبى يا مهرتي
وأطلقي خيول العشق في دمي
فحتَّامَ نتوارى شوقاً
ونستبدل الشوق شوكاً
وفينا من الأشواق ما فينا
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-08-2010, 04:24 AM   #2
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

يستلهم الشاعر دائمًا من عناصر الطبيعة المحيطة به كل ما يوصله القارئ إلى الشعور الذي يحرص على إيصاله إليه.، وفي علاقة المحب بالمحبوبة تتخذ الطبيعة شكلاً خاصًا في هذه العلاقة ، فمكوناتها هي عناصر مؤدية إلى انسجام الشاعر معها أو انقلابه عليها. وفي ظل علاقة حب تتسم بالخصوصية بين المحب والمحبوبة تكون غيرة الشاعر من تدخل أطراف أخرى لإفساد هذا الحب ،لذا يكون إيقاع القصائد السائرة على هذا النمط متسمًا بحالة من التنوع بين الحب الصادق والدفاع المستميت عن المحبوبة والتي تكون محط أنظار الآخرين ، خاصة إذا كانت هذه المحبوبة في النهاية أنثى استثنائية ، من نوع لا يمكن الحياة بدونه وإلا اعتبرت الحياة جحيمًاوتشريدًا ، إنها الأرض ..الوطن ، ذلك المعنى الذي أراده الشاعر من القصيدة ولكن في وقت متأخر من ولادتها ليفتح أعيننا على مصارع الدهشة من هذا الانسياب الهادئ إلى المحبوبة التي لا يقبل بالمساس بها أبدًا

وتأتي البداية متوترة حاملة في طياتها عتابًا يكاد يكون صريحًا من خلال التكرار الذي ابتدأت به القصيدة (مرة أخرى ) والذي يضمر حدثًا ما لم يذكره رغبة في الاختصار أو تناسيًا مؤقتًا ، إلا أن هذه المرة الأخرى لم يحدث فيها شيء طبيعي وإنما حدث استثنائي وهو مراودة العيون الخائنات تلك التي تحاول سحب الشاعر من عالمه الإنساني والعاطفي الراقي والتي تحاول إغراءه بالحدائق الزائفة والبنفسج المخادع وغني عن الذكر أن تعبيرات البنفسج المخادع والحدائق الزائفة هي إسقاطات على واقع يفترضه الشاعر لتكون هذه الحدائق والبنفسج هي إغراءات مادية ،معنوية ..لكن يكون من الأفضل تركها سائبة دون تفصيلها وجعل العالم الشعري المتكون من هذه الصور يزيد ألم المعاناة من خلال الصور البهيجة المفخخة .وتبدو تيمة البلاد قد عُزِف عليها مبكرًا ليمسك القارئ بخيط القصيدة منها ولكنه –بتعمد من الشاعر – يظهر كأنه حدث عارض .وبعد حوالى خمسة أسطر يلتفت الشاعر إلى المحبوبة تلك التي اختار لها رمز المهرة وهو رمز معتاد عند العرب معبر عن الأصالة التي تميزها \تميزه عن الآخرين، وهو رمز كثيرًا ما تنبسط النفس إليه منجرفة إلى ما يصنعه من عوالم زاخرة بالحياة والعنفوان . وهذه المهرة\ الأنثى ظلت شغل الشاعر لكنه لم يستطع الالتفات إليها إلا بعد خمسة أسطر تقريبًا إذ أن حدثًا ما يمنعه من الحديث إليها وتبدو قريبة منه ظاهريًا لكن حرف النداء يا أفاد البعد ، لذلك فقد تكون قريبة إليه بالمسافة بعيدة عنه بالروح

ولعل استنهاضها على هذا النحو يأتي من شعوره بالنفور رغم تضحيته من أجلها ، إذ تبدو في المشهد مستمعة فحسب ، لا تقوى (وربما لا ترغب) على \في معاونته على مقاومة هذه المغريات التي تناوشه مما استدعى النداء معتمدًا من بعده الدلال والاستعطاف أداة لاستدراجها إلى بستان حبه . يأتي بعد سبعة أسطر خبر العبارة (وأنا يا مهرتي)لتشويق هذه المهرة وترويض نفورها الذي يستعصي على الجميع من أجل الإنصات إليه . غير أن هذا الإنصات لن يكون لحديث شوق وحب فقط ، وإنما العتاب مدسوس فيه من حيث لا تدري هذه المهرة ، ولكنها حتمًا ستلتفت إليه وربما تستعذبه

والملاحظ على هذه المهرة أن استدعاءها بهذه السمة جاء مرتين على مسافة متقاربة مما يوحي باستمرار النفور من جانبها بما يستدعي إعادة النداء بذات الأداة وبنفس السمة (المهرة)

وفي غمرة هذا العالم المزدهي بالألوان والتصويرات الفنية والمدخلات السمعية والبصرية المنبعثة من بين الكلمات يخرج علينا الشاعر بنزعة صوفية هادئة في هذه المباركة (تبارك سحرك اللهبي) مستدعيًا أجواء روحانية دافئة من خلال هذا الصدى الذي يشعر به القارئ من خلال التزاوج والتنوع في القوافي ذات النبرة الهادئة الرخيمة المكسورة الروي المتناسبة بطبيعة الحال مع حالة الانكسار والتي أتبعها الشاعر بعد ذلك بالإقسام بأنها واللظى قَدِرُه .

إن الشاعر قد يتلذذ بتعذيب نفسه من أجل محبوبته أو الفناء في المحبوب كما يرى الصوفيون ؛لذلك يتلذذ بما يشعل اللهيب في قلبه بل ويطلبه رغبة في التطهر "فلا تتورعي أن تشعلي النار قبسًا من أشواقي" ليكون قلبه هو ذلك الواحة النارية التي يوزع منها القبس لكي يُعاد اشتعاله مرة أخرى في حالة دائرية من التلظي بهذا الحب الجنوني

ويبدو أن الشاعر –لغاية ما في نفسه- قد أطفأ أو قُل خفف لهيب هذا القبس ليذهب بنا ويستدرجنا والمحبوبة قبلنا إلى هذه المنطقة التي أفلح في نصب الشِراك لها . لقد أفلح الشاعر بذكاء شديد في استدراج المُهرة والثناء عليها وإعطاء قرابين الشوق لها حتى تنتبه إليه ، فإذا بها تجده قد أوصلها إلى منطقة العتاب والمصارحة التي كان ينشدها

وإذا كانت المحبوبة \المهرة في هذا الجو الطبيعي الخلاب ،لأنه لا يتصور أن تكون المهرة في خارج هذا النطاق الزراعي البهيج فإنه يهدي إليها آخر القرابين قبل المصارحة إذ يناديها بعشب العمر ، ذلك العشب الذي من سماته الخضرة ،ولعل مقام العتاب جعله لا يصرح به ، ليبقي مساحة من الكبرياء يتحدث من خلفها ، ذلك العشب الذي من سماته النمو والمساعدة في التسميد –بما له من تأويل يناسب الحالة- يستخدمه الشاعر من أجل نداء المحبوبة التي تتنامى في ضميره كل يوم كتنامي هذا العشب ، ومن هنا يبدو أن التفاتة المُهرة إلى العُشب جعلته قادرًا على البوح لها بصراحة أو قُل بدرجة من المصارحة لم تكن متحققة في الأسطر الأُوَل
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-08-2010, 04:25 AM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

ويبدأ الشاعر في بث لواعج الشوق المكنونة بداخله إلى محبوبته ، ناهيها عن هذه الرفقة التي هي مولودة من حدائق الزيف والتي تعمل – كما فهمت- على بعث رائحة البنفسج المخادِعة ، ويبدو أن المُهرة كانت في حالة غيبوبة وارتماء في أحضان الخضرة الزائفة بما جعل الشاعر يصرخ ويبدأ أول مراحل الحساب .. (إطراقِ) إنه في الوقت الذي لم يذكر لها فيه أنها هي الخضرة وكنى عنها بالعُشب فإنه قد أدان –صراحة- هذا الارتماء الغيبوبي في صالح هذه الحضرة الكاذبة

وبعد أربعة أسطر يصرخ لأول مرة ، وبعد ما يزيد عن خمسة عشر سطرًا مستخدمًا بقوة فعل النهي ،وهو الذي كان قبل يستعطفها من أجل السماع إليه ، ويقول :"فلا تمدي عينيك إلى الشعراء" ولم لا وأكثرهم كاذبون ، وأنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ؟! وهنا يلقي الشاعر باللائمة على هذه الفئةالتي قبلت المهادنةلتكون حارسة مجرد دالحراسة لهذه البساتين الزائفة مقابل ثمر زهيد . ويطل الجمال علينا بأروع معانيه من خلال الشطر "فلا تمدي عينيك إلى الشعراء ،كي يفتشوا فيهاعن زهور الأبجدية" حينما تكون الأبجدية تلك الزهور الرائعة التي تنبعث من عيني المُهرة فإن الشعراء لن يتوانوا في (السرقة والسطو) والنسبة إلى أنفسهم كما هي عادتهم في كل العصور . وهذا التعبير زهور الأبجدية كان يميزه بشدة القدرة على التعبير عن البراءة وجمالها تلك البدايات البكر التي لا يقبل الشاعر بالمساومة عليها ، لذلك يوجه إليها المهرة .(وإسقاطات ذلك بينة لكل القراء وارتباطها بالأرض\الوطن).

ومرة أخرى يتحرك بنا الشاعر إلى المنطقة الصوفية بعد أن تمكن مما يريد بضربة مزدوجة ينهى ويأمر"مدي فتنة البريق إلى عيني" . إن الشاعر ليس يعارض النظر في ذاته ، لأنه إذا أراد ذلك فهو مطالِب بالعمى ، ولكنه يطالب في الحقيقة بتوزيع الحب على مستحقيه ، تلك الفئة التي قدر لها دومًا أن ترى المُهَر ممتطاة من فرسان الوهم!
الفعل تحملي ، مدي هما فعلان للأمر يدلان على تخلص الشاعرمن جو الحياء المسيطر عليه ليبدأ في توجيه المهرة لما يراه ضروريًا حتى لا تنهبها الحدائق الزائفاات ، لكن مع ذلك عندما يقترب إلى منطقة التصوف فإنه يجعل رضاه باالإحراق في عينيها دليلاً على استتباب هذا الحب .بمعنى أنه استخدم فكرة التلذذ بالعذاب من أجل المحبوبة مرتين :مرة قبل العتاب ليوجهها إلى ما يراه خطرًا محدقًا بها وليضع أول لبنات الجرأة في النص ، وثانيها بعد أن وضعها فعلاً وبعد استخدام فعل الأمر ليوصل لها رسالة مفادها بأن هذا الحب باقي في حالة الحب والعتاب .وكان التعبير "كيف لا تدري الحرائق ما بقلبي من لظى اشتعال أعماقي "تعبيرًا عاديًا فيه مباشرة كان من المفترض التخلي عنها .
وينهي الشاعر الجزء الأول من هذه الرسالة بهذه النزعة الصوفية "انا المسقي والساقي" ليكون الحب والعذاب من أجل المحبوبة دائريًا ، فهو لا يكتفي بالشرب من كأس الحب بل إنه يسقي نفسه منه أي أنه يذكر نفسه به ويجبرها على الاستمرار فيه ليحقق هذا الألم المطهِر له من الحب والجوى وليكون الهوى هو مطلبه أينما حل أو رحل

المقطع الثاني يبدو وقد استكنت المهرة فيه ، وقد أسمعها العتاب القاسي ، إلا أن الشاعر –لأنه محب حقيقي لهذه المهرة- فإنه يبدأ في تحويل وجهة الحديث إلى الهوى الذي يريد أن يبوح به إليها ، بعد أن عاتبها ، جاء الدور ليشكوها .وهذه الانتقالات النفسية توحي بقدرة الشاعر على توظيف النص وفقًا لرؤيته الإنسانية . فلكل مقال مقام ، وهذا هو (مقام ) الشكوى

وتبدأ القصيدة بحرف النداء يا ، وفي رأيي أن هذا كان من الأفضل استبداله بأداة نداء للقريب ، لطالما أن المهرة اقتربت منه قلبًا وجسدًا هكذا اقترابًا ، وإن كان من الممكن تفسير استخدام النداء( يا) أنها حالة اعتيادية غير مقصود فيها الجانب المكاني أو الزماني لأن حرف النداء يا يأتي للقريب والبعيد معًا .ويتكئ الشاعر على هذا الرمز ليبث النشوة في فؤاد محبوبته التي لم تشأ التنازل عن هذا النعت الذي يزيدها عنفوانًا .وبعد عدد من الأسطر المفيدة التشويق يأتي هذا السؤال الذي يقصد به حثها على الاستماع ولفت انتباهها :"متى تدرين أن الحب أكبر من تجاهلنا ، وأشجى من تغانينا". يأتي هذا السؤال حاملاً رؤية عظيمة تجعل الحب هو ذلك الواقع الذي لابد أن تسكت كل الأصوات عند سماعه، ذلك الذي لا يحتاج إلى تغانٍ وادعاء زائف ، ولعل الشاعر بذلك ينفي بعض ما قدر أقره في الأسطر السابقة أو في المقطع الأول لكنه يجعل الحدث الأهم أو الحدث الأُم في واجهة الأحداث ليكون دربًا لا ينبغي الحيد عنه .ويأتي السؤال متى تدرين أن يا مهرتي حال ...وأن قلوبنا ليست بأيدينا " ليزيد من انتباه المهرة وإشعارها أن ثمة شيئًا طارئًا قد عن في الأفق . ولعل سبقها بعبارة أحبك يا فتنة العشاق كان مقصودًا منه إشعارها بقيمة الحب بعد هذا القدر الكبير من العذابات ليكون له طعم مختلف عما إذا كانت كلمة تُقال في أي موقف بشكل عادي

ويأتي هذا الاستعطاف الذي أعطى به الشاعر للمحبوبة حق الدلالة ليكون قد استكمل لعبة تبادل الأدوار ليكون على قاب خطوتين من شرفة عينيها ، وفي هذه الصورة من التداخلات الصورية ما يشرد به القارئ ، إذ أن اقتران الشرفات بالنيل يحيلنا إلى صورة المشربيات وما اتسمت به العمارة المصرية كأحد مكونات شجن هذه الحياة الجميلة الهادئة التي ينشدها الشاعر بشكل غيرمباشر

وهذا التشخيص للنيل في أبسط صور الاستعارة القديمة جاء ليتعانق الحب مع الأصالة ويكو ن النيل هو شاهد هذا العناق اللذيد وللمرة الخامسة تقريبًا يستخدم الشاعر كلمة المهرة مستدعيًا بذلك النظير (خيول العشق) ذلك الحب الذي يناسب كبرياء المهرة بعد أن استعطفها الشاعر وأنزلها منزلتها في ذلك ،يرجوها إطلاق خيول العشق في دمه ، وهو تعبير مركب يبرِز حالة العنفوان والتسرّب في كل قطرة من دمه ليقولها بصراحة " فحتام نتوارى شوقًا ..،وفينا من الأشواق ما فنيا " إن الشاعر قد التقط الخيط الأول للبلاد بجعلها صبابة تغرق البلاد كلها ثم باستخدام النيل ليعبر بشكل أقرب إإلى الصراحة عن المقصود وهو الأرض ، الوطن ذلك الذي لابد له أن يستمع إل ىأصوات من ينادونه ، لابد للأرض أن تسمع لصوت نباتاتها وألاّ تعبأ بشيء من هذه الجفاءات التي ستجرفها مياه النيل

عمل رائع لا أستطيع توفيته حقه ، ودمت مبدعًا على الدوام ، وفقك الله ورعاك وسدد على الدرب خطاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .