بسم الله الرحمن الرحيم
هذا النوع من القصائد يختلف جملة وتفصيلاً عن كثير من أنواع القصائد التي ينشدها العديد من شعراء العرب الذين يتسولون العون والرحمة ! ومن هنا تأتي إحدى جماليات هذه القصيدة من حيث طرحها الواقعي والذي يتحدث فيه بلغة الجماعة على لسان الأوطان أو الإنسان متخذًا من نفسه قناعًا لهذه المعاني السامية .
ونتيجة أن القصيدة تنشد شيئًا يحاول البرهنة على صحته ، فإنه يلجأ إلى ما يشابه الإثبات المنطقي من خلال هذه الصورة :
أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُ
لِتَرفعَ قِيمَـةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَـدِّ
بظِلِّ الواحدِ الفَرد ِ.
ولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ ،
لَم أَبلُغْ بها قَصْـدي .
أُحرّكُها إلى اليُمنى
فألقاها على اليُسرى
وتَجمعُ نَفسَها دُوني
فَيُصبحُ جَمْعُها : صِفرا .
وَما ضيري ؟
أنا في مُنتهى طَمَعي .. وفي زُهْـدي
سَأبقى واحِداً.. وَحْـدي !
ليبلغ القارئ رسالة ساخرة مفادها هو أن هذا النظام العربي هو في حقيقته مسخ ووهم بدليل أنه يُتلاعب به يمينًا ويسارًا مثل عصا قيادة السيارة. كما أنه في مثل هذا السياق يحاول تحقيق مفارقة مردها إلى الاكتفاء المميت ، فالترف يصل بهم - في شعره- حتى يموتوا من النار أثناء الشتاء:
خُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِها
مِن شِدَّةِ البَـرْد ِ!
كما ان هذه الأبيات لا تخلو من رمزية معينة وهي العدو الأميريكي الذي يتسابقون جميعًا لخطب وده فهو سيميتهم من حيث ظنوا أنه حماية لهم من أعدائهم المختلفين داخليين كانوا أم خارجيين.
وينتهي التساؤل والتحدي بالقول : فماذا عندكم بعدي ؟ ليكون الخزي هو تلك النتيجة التي يشعر بها المتلقي من هذا النظام العربي الذي لا يكف عن مقاتلة الشرفاء ولو كانوا فرادى عزّلاً ليسألهم من بعدها كيف تتصرفون بعد القضاء عليّ ؟ من أين تكتسبون كينونتكم القائمة على اختلاق أعداء ليسوا حقيقيين ؟!
قصيدة من جملة قصائده المعبرة عن تفاعله مع مأزق الإنسان العربي وهي إضافة إلى الشعر هامة وإن كان لي -مع العديد من قراء أعماله-مآخذ على المباشرة التي هي بحاجة إلى أن يخفت وجودها في العمل الأدبي . شكرًا أخي العزيز على نقلك هذه القصيدة لنا ودمت بكل ود وفقك الله .
قفوا ضدي ( أحمد مطر )
النمط الخطي
