في كل أسواق مدن العالم يبسط باعة بضائعهم في ساحات تسمح لهم بلديات تلك المدن في عرض البضائع بها، وهناك الكثير من الباعة الذين لا ينتظرون تصريحا من إدارة البلدية، بل يضعون بضائعهم على الأرصفة فوق قطعة قماش أو على الأرض مباشرة أو على عربات يدفعونها ليصلوا الى المشترين في لحظات أوج انتشارهم، كأيام فتح المدارس أو في أوقات الليل كما في بعض المدن الإيطالية (حيث تخف وطأة المراقبة)، أو بعد خروج المصلين من المساجد كما في بلادنا.
تتصف تلك البضائع بانخفاض أسعارها عن أسعار مثيلاتها الموجودة في المحال التجارية الثابتة، ويستغل الباعة الحالة النفسية للمشترين الذين يدفعهم الضجيج وكثرة حركات البيع لاتخاذ قرار الشراء بسرعة.
لم يمتدح المشترون مشترياتهم إلا بعد شراءها مباشرة، ثم يتراجعون عن امتداحها بعد أن يكتشفوا زيف منشأها أو انتهاء مدة صلاحيتها، ومع ذلك لا يزال الكثير من الناس حتى الذين وقعوا بشرك تلك الصفقات يشترون من البسطات، ولا زال الباعة يبسطون بضائعهم في الأسواق، وقد يكونون على صلة بأصحاب المحال التجارية الذين يستخدمون تلك البسطات لتصريف بضائعهم التي لا تصلح للبيع في محلاتهم، ولكي يتخلصوا من المسئولية القانونية والأدبية!
يحدث هذا الأمر في السياسة أيضا، فكثير من المفاوضات السياسية تجري في أمكنة شبيهة بالبسطات، كما حصل في اتفاق أوسلو أو يحدث في المفاوضات غير المرئية بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني. فإن ضبطت الصفقة أعلنت على الملأ فيما بعد وإن لم تضبط ينكرها الطرفان البائع والشاري أو ينكرها طرف على الأقل. لكن كما يقول المثل (من تحبل في السر .. تلد في العلن)
على الأقل بضاعة أصحاب البسطات علاوة على رخص ثمنها يستفاد منها ولو كانت رديئة
أما أصحاب البسطات السياسية فلن يستفيد منها إلا هم والخاسر الشعب ..
شكراً لك أخي أبن حوران
على الأقل بضاعة أصحاب البسطات علاوة على رخص ثمنها يستفاد منها ولو كانت رديئة
أما أصحاب البسطات السياسية فلن يستفيد منها إلا هم والخاسر الشعب ..
شكراً لك أخي أبن حوران
قبل عدة عقود كان هناك ما يسمى (الباج) وهو تقليد في المبايعات ورثته الإدارات عن
الحكم العثماني، وهو صك يحمله الشاري تحرره إدارة الدولة، ويبرزه عندما يتم
سؤاله عن مصدر بضاعته (للتأكد من أنها ليست مسروقة)..
أما في الحالة التي نقصدها في البسطات، لا (باج) فيها..
بَسْطات سياسية
النمط الخطي
