لقـــــــــاء عابـــــــــــر
وألقاك بعد إفتراق السنين
وألمح فى ناظريك الحنين
كطفلين عدنا ..
جلسنا لنلهو مثل الصغار
ونمرح كالأمس بين الديار
نحلق فى واحة الذكريات
نعابث أنسامها العابرات
ونقطف أزهارها العاطرات
وغاب النهار
تخطين فى الأرض مثل الصغار
إلىّ إعتذار ..
ألى تكتبين ..
تمهل حبيبى وُقيت العثار
ولى تأسفين ..
رحيلك بالأمس أقسى قرار
كلانا تشاطر نصف الدمار
وقبلت رأسك بين الربوع
وبللت خدى بقطر الدموع
ولا تنطقين ..
ولكن تودين لو تنطقين ..
ولكن تُرى القول يشفى الجراح
ويرجع ما قد تولى وراح
ترينى تغيرتُ بعد الرحيل
أأنساكِ أنسى هواى النبيل
وحبك يسرى بقلبى العليل
أنا ما تغيرت يا زهرتى
وما نضب الحب من مهجتى
فصمتا ذرينى إلى لهفتى
دعينى لأسرح فى وجنتيك ِ
وأبحر كالأمس فى مقلتيك ِ
أرى فى عيونك حزنا عميق
وأنت بأمواجها كالغريق
لماذا أراكِ بهذا الوجوم
وأين إبتسامات هذى النجوم
ومن أين جاءت إليك الهموم
أرى بين عينيك لوما شديد
وألمح فيها شعورا جديد
فمن أنت ؟ قد غيرتك السنون
لماذا بعينيك تلك الظنون
كأنك تحيين ذنبا قديم
دعينى وجُرمى القبيح الأليم
ولومى كما شئت روحى السقيم
لأنى أحبك ..
لأنى أحبك لا لن أقلها
فدوما رأيتيه جُرمى الكبير
فلومى فؤادى الضعيف الكسير
لأنى أحبك ..
فكم قد تساءلت ِ بين الدروب
لماذا عشقتك ؟
لماذا أحاول منك الهروب
وأهواك يا أنت دون الوجود
كذا قد سألتين روحى الشرود
لماذا أحبك فوق الحدود
وأنأى ولكن لماذا أعود
شكوك تجدد فى ناظريك
وألمح أشباحها فى يديك
إذا تكتبين ..
تطلّ بأظلالها كل حين
لأنى أرى فيك روح الجمال
لأنى أرى فيك سحر الخيال
لأنى أراك بعين الكمال
لهذا أحبك ..
لأنى أحبك لا باختيارى
ولا كان حبك يوما قرارى
أيا قدرا كان رهن إنتظارى
وساد السكون ..
وعادت لعينيك تلك الشجون
أحان الرحيل ؟
أتمضين عنى كشمس الأصيل
فقالت كذلك يفنى النهار
ويسدل فوق الحياة الستار
ويأتى الظلام
ليصرع أحلام هذى الأنام
ويرمى الأمانى بقاعٍ سحيقة
تراها هنالك صرعى غريقة
فأين الأمانى وأزهارها
وأين المروج وأطيارها
فقلت تمر علينا فصول
ويأتى خريف ويأتى ذبول
ومن ثم يأتى الربيع الوسيم
يبث الحياة بهذا الهشيم
وتمضى الحياة ..
ويأتى الظلام الحزين الكئيب
يحف الوجود بصمت رهيب
وتلك الحياة ..
ولكن سيأتى السنا من بعيد
ليعلن إشراق فجر جديد
وما بين إشراقه والأفول
صراعٌ رهيبٌ ولكن يزول
وتمضى الحياة ..
ويأتى رحيل ويأتى لقاء
وتسبح أحلامنا فى الفضاء
بعيدا هنالك خلف الغيوم
وفوق السحاب وبين النجوم
فغيبى كما شئت عن ناظرى
فلا زلت تحيين فى خاطرى
إلى أن تغيّب روحى القبور
ويخمد قلبى النقىّ الطهور
وتذبل أوراقه كالزهور
فما مات حبك من عالمى
فما زال حيا بتلك السطور
لقـــــــــاء عابـــــــــــر
النمط الخطي
