العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-12-2008, 08:32 PM   #1
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي هل أسهمت "حجة الوداع" في الوقاية من وقوع "الأزمات المالية"؟

د.يوسف بن أحمد القاسم

لقد كان عليه الصلاة والسلام كعادته يتحدث بعبارات عامة, وكلمات جامعة, ولا غرو فقد أوتي عليه الصلاة والسلام جوامع الكلم.

ولأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان خاتم الأنبياء, ولأن شريعة الإسلام هي خاتمة الأديان؛ لذا كان من الأهمية بمكان أن يكون خطاب الشارع الحكيم مناسباً لكل زمان ومكان, وهكذا كان, فقد كان خطابه متجدداً بتجدد العصور, لا يبلى مع كثرة الرد, ولا تستنزف فوائده, ولا تنتهي مواعظه, مع مرور العصور, وتعاقب الدهور..! وهذا من الإعجاز البديع, فكم من دساتير بشرية, وقوانين وضعية, وضعت في عصور مضت, وأضحت اليوم عاجزة عن مسايرة العصر, وعن حل مشكلاته, وفك معضلاته..!

وها هي الشريعة الإسلامية بالأمس واليوم وغداً, وقفت وتقف وستقف شامخة, سامقة, تعيش الحاضر, وتستوعب المستقبل, لأنها نزلت من عند حكيم خبير, ولذا جاءت الشريعة الإسلامية حافلةً بأدلة شرعية عامة, وجامعةً لقواعد شرعية كلية, ومقاصد ضرورية وحاجية كبرى, مما جعلت هذا الدين العظيم صالحاً لكل زمان ومكان, ومهدت لأهل العلم تخريج عديد من الأحكام الشرعية للنوازل والمستجدات الفقهية, سواء باستنباطها بطريق دلالة المطابقة, أو دلالة التضمن, أو دلالة الالتزام.

ولو تأملنا حجة الوداع, لوجدنا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خطب خطبة فريدة من نوعها, أصَّل فيها قواعد جامعة, وأسس فيها للضرورات الخامسة, والتي لا يستقر فيها أي مجتمع إنساني دون مراعاتها, والمحافظة عليها, وهي ضرورة المحافظة على الدين والنفس والعقل والنسل والمال, فقد وقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطيباً في شهر ذي الحجة, وفي يوم النحر, وفي البلد الحرام, وقال: "إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام؛ كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا...", ثم قال: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع, ودماء الجاهلية موضوعة, وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة ابن الحارث, وربا الجاهلية موضوع, وأول رباً أضع ربانا, ربا العباس بن العبد المطلب, فإنه موضوع كله" وقد أرسى هذا الحديث قواعد العدل, ومهد لاحترام الحقوق, واجتث عوامل الظلم, سواء كان في النفوس المعصومة, أو في الأموال المحترمة, أو في الأعراض المصانة.

ولم تكن هذه الخطبة النبوية كبعض الخطب المفرغة من محتواها, أو كبعض الخطب التي تخطب ود الجماهير, كلا, فقد تحدث عما يمس المشاعر, ويلامس الجروح, وهي قضية الدماء التي كانت تستمر سنوات بسبب الثأرات القبلية, والعصبيات الجاهلية, ولهذا بدأ بدماء عشيرته وقبيلته, ووضعها تحت قدميه الشريفتين, وذلك ليرسم معالم العدل, ويطبق أوامر الحكم على أهله وقرابته قبل أن يفرض حكمه على الآخرين, وهذا يدل على نزاهة متناهية في الحكم والقضاء.

ولم يكن هذا الخطيب المفوه كبعض خطباء اليوم الذين يقولون ما لا يفعلون, أو كبعض خطباء العمليات الانتخابية, الذين ينتقون من الكلام أطيبه, ومن الحديث أعذبه, وقلوبهم معلقة بصناديق الاقتراع, كلا, فقد كان عليه الصلاة والسلام يخطب وقلبه معلق بالسماء, ولهذا كرر مرارا في آخر خطبته: "ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد".

وعوداً على ذي بدء, وبمناسبة الأزمة المالية العالمية, وبمناسبة موسم الحج العالمي, هل أسهمت "حجة الوداع" في الوقاية من وقوع "الأزمات المالية"؟

والجواب, وبكل بساطة.. نعم, ولن أتأمل تفاصيل حجته ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا أطيل, ولكن أقف وقفة قصيرة مع خطبة حجة الوداع, ومع جملة قصيرة منها, وهي قوله عليه الصلاة والسلام: "إن دمائكم وأموالكم... عليكم حرام" ثم أبلغ في الموعظة, وأبدع في الوصف, فقال: "كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا". وهنا نجد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد حرم أخذ أموال الناس بغير وجه حق, ولم يوضح صورة من صور التحريم؛ لتشمل الصور كلها, لتشمل صور أكل أموال الناس بالربا والميسر والقمار والغش والغرر والكذب... إلخ, وجميع الصور القديمة والحديثة, وبالتالي هذا الواعظ الديني, يحجز من لديه خوف من الله تعالى أن يأكل أموال الناس بأي طريق كان, ومن ذلك:

1- أن يأكلها بطريق الربا والفوائد البنكية.

2- أن يأكلها بطريق بيع وشراء السندات الحرة والمعلبة.

3- أن يأكلها بطريق المقامرة على فروق الأسعار.

4- أن يأكلها بطريق البيع على الهامش, والبيع على المكشوف.

5- أن يأكلها بطريق الكذب والمغالطة عبر التصنيف المجانف للحقيقة من وكالات تصنيف الائتمان "فإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما" وهو نص في باب وجوب الإفصاح والشفافية بين المتبايعين.

وهكذا عبر صور كثيرة.

ولم يكتف ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوعظ الناس, بل بدأ بمعالجة حاسمة لجرثومة الربا المتأصلة في نفوس أهل الجاهلية, وذلك باجتثاثها من تربة قرابته أولاً, فقال:"وربا الجاهلية موضوع, وأول رباً أضع ربانا, ربا العباس بن العبد المطلب, فإنه موضوع كله" وهكذا بدأ الإصلاح, ومعالجة الخلل من رعاياه الأقربين, قبل أن يوجه غيره بهذا النداء, وقبل أن يعقد المؤتمرات, ويحشد الحشود, ويفرض الحلول على الغير لمعالجة الخلل, فهل يستطيع قادة اليوم أن يبطلوا جميع صور أكل أموال الناس بالباطل.

وهل يستطيع قادة أمريكا وسياسيوها أن يعترفوا أن مؤسساتهم المالية, ورأسماليتهم المتطرفة, مكمن الأزمة, وأنها بيت الداء - كما صرح بذلك قادة العالم أجمع وعقلاؤه - فيضعوا هذه السياسة الاقتصادية المتوحشة تحت أقدامهم, ويبدأوا صفحة جديدة مع اقتصاد حلال طيب؟ في الواقع لا أظن ذلك؛ لأنهم بعد لم يؤمنوا بمحمد, ورسالته الخالدة, وسياسته العادلة!
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-12-2008, 08:41 PM   #2
السمو
" الأصالة هي عنواننا "
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
إرسال رسالة عبر MSN إلى السمو
إفتراضي

جزى الله الدكتور يوسف كل خير على هذا المقال

إقتباس:
وهل يستطيع قادة أمريكا وسياسيوها أن يعترفوا أن مؤسساتهم المالية, ورأسماليتهم المتطرفة, مكمن الأزمة, وأنها بيت الداء
يعرفون ذلك .. لكن عميت على قلوبهم

وصلى الله على نبي الرحمة الذي بين لنا كل شيء

وشكراً أختي اليمامة



__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار
الشيخ /ابن سعدي
السمو غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-12-2008, 03:30 PM   #3
زهير الجزائري
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: من قلب الاعصار
المشاركات: 3,542
إفتراضي

صلى الله والسلم على حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام
شكرا اليمامة
__________________
زهير الجزائري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .