العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة الفـكـــريـة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية على المريخ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث العقد النفسية ورعب الحياة الواقعية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خوارزمية القرآن وخوارزمية النبوة يكشفان كذب القرآنيين (آيتان من القرآن وحديث للنبي ص (آخر رد :محمد محمد البقاش)       :: نظرات في مقال السؤال الملغوم .. أشهر المغالطات المنطقيّة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال البشر والحضارة ... كيف وصلنا إلى هنا؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال التسونامي والبراكين والزلازل أسلحة الطبيعة المدمرة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال الساعة ونهاية العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: نظرات في مقال معلومات قد لا تعرفها عن الموت (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 21-05-2011, 03:40 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي بوادر فكر عالمي جديد تنطلق من إيطاليا

بوادر فكر عالمي جديد تنطلق من إيطاليا


في كل قرن من الزمان، يخرج المفكرون بفلسفات تصف وتعالج الواقع الذي تمر به المجتمعات المحيطة بالمفكر، وأحياناً تتعدى فلسفات هؤلاء المفكرين لتصل الى عموم البشرية.

ولعل اندثار بعض الأفكار أو المدارس الأيديولوجية يكون مصدره الممارسة التي تقوم بها النُخب التي تبنت أفكار مدرسة بعينها، فتبتعد معها الممارسة عن وقائع الفكر فيكون السلوك العام لرجال الفكر المنافي لما جاء في تفصيلات الفكر الذي تبنوه، محفزاً للابتعاد عن تلك الأفكار والبحث عن أفكار نظرية جديدة. هذا ما آلت إليه بعض الأفكار التي سادت في العالم واضمحلت.

(جوليتو كيزا)، كاتب صحفي إيطالي، وشيوعي سابق، وعضو البرلمان الأوروبي (سابقاً)، صاحب كتاب (زيرو) الذي يشكك بصحة أحداث 11 سبتمبر2001، اكتشف عدم ملائمة الأفكار التي سادت في العالم في القرن الماضي وضرورة ابتداع فكرٍ جديد، فأسس حركته المسماة ب (الترناتيفا: أي البديل)، وبثت قناة روسيا اليوم أربع حلقات لهذا المفكر بين 18/3/2011 و 6/5/2011، لتُسلط الضوء على هذا الفكر الجديد.

سؤال: لماذا أسستم تلك الحركة، وإيطاليا تعجُّ بمئات الأحزاب والحركات؟

جواب: لقد استنزف العالم 60% من مدخراته من المواد الضرورية لإدامة الحياة، وأن الذين يقودون العالم أشبه بالقرود لا يهمهم سوى مصالحهم أو مصالح من يمثلون. وضرب مثلاً الاجتماع الشهري الذي يحضره تسعة من رؤساء أعظم بنوك في العالم، ليرسموا سياسات العالم الاقتصادية بمنأى عن المشاكل التي يعاني منها السواد الأعظم من سكان العالم. أي ديمقراطية تلك؟

إن الغاز والنفط والوقود بشكل عام غير كافٍ لكل سكان الأرض، وأن تلك المصادر ناضبة لا محالة، وعلى العالم أن يستعد لتلبية حاجات السكان من المياه العذبة والوقود وغيرها، وإلا ستنشب حروبٌ تدمر سكان الأرض، وعلى الناس أن يبدءوا بتكييف أوضاعهم على هذا الأساس. العلماء يعرفون ذلك، لكنهم لا يقودون العالم، والذي يقود العالم (قرود) على العالم أن يتدرب على إزاحتهم رحمة بالبشرية.

سؤال: ما الجديد الذي تحمله حركتكم؟

جواب: إن حركتنا جديدة ولكن أفكارها كبيرة، وسيتحسس البشر بأهميتها ليتبناها، والمرحلة الانتقالية صعبة ومريرة، وبالذات لملايين الفقراء. ولكن هؤلاء الملايين سيتعرفون على أفكارنا خلال سنة أو سنتين أو ثلاث.

سؤال: كيف تنظر حركتكم للقضايا العربية وبالذات القضية الفلسطينية؟

جواب: سلوك الغرب غير الأخلاقي بإنشاء دولة غريبة في منطقة الشرق الأوسط لتعطيل نموهم وإعاقة التنسيق بين بلدان تلك المنطقة لتسهيل نهبها وإبقائها في دائرة الفقر والحاجة للغرب، رغم تفاهة المبررات التي تزعم الدوائر الصهيونية أن اليهود لهم الحق بتلك الأرض، هم يعرفون خطأ تلك المزاعم ويعرفون أن الآخرين يعرفون تلك الحقائق وبطلانها ولكنهم يمضون في السير في خططهم.

كما أن زعمهم بالحجج الديمقراطية باطل. لقد حضرت انتخابات الفلسطينيين عندما فازت (حماس) بها، وكانت انتخابات نزيهة وشفافة، لكن الغرب أدار ظهره، لأن نتائجها لم تتماشى مع تطلعاته، وتركوا الأمر للصهاينة للفتك بشعب غزة.

سؤال: ما هو الحل برأيكم؟

جواب: إن المطالبة بدولتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين، هو حلٌ غريب، لأن الانتقال بين أجزاء الدولة الفلسطينية سيكون عسيراً جداً وسينال من استقلالهم. وبرأيي أن يعيش المجتمعان في دولة واحدة بكرامة، وهذا الحل سيرفضه اليهود، وعلى المجتمع الدولي الضغط عليهم لقبوله.. هذا رأيي.

سؤال: كيف تنظر الى سياسة إيطاليا في القضايا العربية؟

جواب: كان الإيطاليون بحكم (كاثوليكيتهم) وقرب البابا منهم، يتعاطفون باعتدال مع القضايا العربية، وكانوا بعيدين عن التأثير الصارخ لإرادة الأمريكان. وكان الحزبان (الديمقراطي المسيحي) و (الشيوعي) يؤثران في اعتدال تلك السياسة. لكن منذ أكثر من عقدين وصل المساندون لإسرائيل الى الحكم، فكانوا ممن شارك في العدوان على العراق، وممن يناصر السياسة الإسرائيلية.

لقد فقدت إيطاليا أصدقائها في الدول العربية، للهاثها وراء سياسة أمريكا الراغبة في إشعال الحروب بدم بارد.

سؤال: كيف تنظر الى سياسة أوروبا في المنطقة العربية؟

جواب: لقد تحدثت عن ذلك في مثال الانتخابات الفلسطينية، لقد كان هناك 35 مفوضية أوروبية وشاهدت الانتخابات بأم عينها، ومع ذلك كان أدائها هزيلاً. أوروبا مُحتلة من قبل الولايات المتحدة، ولا تستطيع أي دولة أوروبية اتخاذ قرار دون موافقة الولايات المتحدة. إن أوروبا فاقدة لسيادتها، والشعوب العربية تعرف ذلك.

سؤال: ألا يوجد مَخرج لأوروبا؟

جواب: نعم، الآن كل شيء ممكن، فأمريكا خلقت أزمة اقتصادية، أخذت تلك الأزمة تخنق أمريكا، ومراقبة المشهد في اليونان والبرتغال وايرلندا، فأخذ الأوروبيون ينظرون بريبة الى البنك الدولي (أمريكا) الذي يتلذذ بالمشهد. نحن في أوروبا أكثر سكاناً من أمريكا، ولدينا علماؤنا واقتصادنا وكل شيء، ما عدا قوة السلاح التي تتفوق فيه أمريكا علينا.

سؤال: هل ستحافظ أوروبا على وحدتها؟

جواب: إذا حافظت أوروبا على رغبتها في الاستقلال ستحقق مكانتها...
هناك أربعة عمالقة في العالم: الولايات المتحدة؛ والصين؛ وأوروبا؛ وروسيا.. وهناك قوى صاعدة أخرى كالهند والبرازيل، وغيرها... إذا أرادت أوروبا أن تعزز استقلالها، عليها النظر شرقاً (روسيا والصين)، فستتخلص من هيمنة الولايات المتحدة.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 23-05-2011, 08:16 AM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحلقة الثانية ( تم بثها في 1/4/2011)

سؤال: كيف تنظر الى العلاقات الروسية الأوروبية؟

جواب: ما تعانيه دول أوروبا من الولايات المتحدة، تعانيه روسيا. لدي انطباع أن على روسيا أن تحدد موقعها بالعالم، وعلى الكتلتين الأوروبية والروسية التنسيق فيما بينهما. وإن لم يتم التنسيق، فإنه لا يمكن إيقاف كارثة ستجتاح العالم وهي الصدام بين الولايات المتحدة والصين.

الصين تتطور بسرعة هائلة، ولا أحد يملك الحق بالطلب منها التوقف. وأنا أقول أن الصين بعد خمس سنوات ستكون قوتها تعادل الصين الحالية مرة ونصف، فكيف بعد خمسين عاما؟ إن هذا الوضع لا يقابله وضع مشابه لا في الولايات المتحدة ولا في أوروبا ولا حتى روسيا.

ليس هناك في الولايات المتحدة، من يجرؤ على القول للشعب الأمريكي، أيها الشعب الأمريكي كفانا رفاهية واستهلاك، لم يعد هناك ما يديم رفاهيتنا كما كانت، علينا أن نتكيف، والقبول بحياة أقل رفاهية. لذلك سيقومون بشن حروب لأخذ ما بيد غيرهم للحفاظ على مستوى حياتهم.

روسيا التي ورثت السلاح ولكنها أقل تقدماً من أوروبا، بإمكانهما أن يقولا للصين والولايات المتحدة، الزما حدكما، وتعاليا لنقتسم خيرات الكرة الأرضية بما يرضي الجميع. وستجد أوروبا وروسيا ورائهما ثلاثة أو أربعة مليارات من البشر يؤيدون خطواتهما في حفظ السلام العالمي.

سؤال: قبل فترة اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على خفض الأسلحة، هل هذه إستراتيجية أم تكتيك؟

جواب: ليس لهذا أهمية، لأنه لم تعد الدولتان هما من يرسم سياسات العالم، هناك عمالقة آخرون، يجب مشاركتهم.

سؤال: هل يمكن انضمام الصين وأوروبا لمحادثات روسيا وأمريكا؟

جواب: كلا، لأن الصين تعرف أنها تحت الخطر، وهي تنهج نهجاً مختلفاً للطاقة، فهي تعرف أن النفط آخذٌ بالنضوب، فوضعت إستراتيجية لاستخدام الفحم الحجري لخمسين عاماً قادمات.

سؤال: كيف يمكن لروسيا وأوروبا التنسيق وهم ينظرون الى روسيا نظرة بها من الريبة، خصوصاً فيما يتعلق بتزويد أوروبا بالغاز؟

جواب: إن أزمة توريد الغاز مصدرها أوكرانيا وليس روسيا، وتضخيمها جاء لأهداف سياسية وراءها من يريد عزل روسيا.

سؤال: هل بقيت مظاهر الحرب الباردة؟

جواب: نعم.. طالما أن روسيا تربض فوق مساحات شاسعة ومواد أولية وافرة، فإن أمريكا لا تنام مرتاحة، كون روسيا منافس قوي في العالم. كان الأمريكان يحلمون بتفتيت أوروبا، وتفتيت روسيا، والوصول الى الصين لإقامة إمبراطورية الخلود. وهذا محض خيال مريض. فالضعف ينخر جسم الولايات المتحدة.

سؤال: كيف لروسيا أن ترد على الاقتراب من حدودها؟

جواب: روسيا ومنذ عهد (بوريس يلتسين) لم تتحرك الحركة التي توقف الولايات المتحدة، فاستطاعت الولايات المتحدة أن تغزو العالم بثقافتها ولغتها وواجهات المحلات والأطعمة والأفلام وغيرها، حتى غدت لغتها وطابعها مفهوماً عالميا. روسيا، تستطيع حماية نفسها، ولكن مطلوب منها أن تهتم بشؤون العالم لأن الاهتمام بذلك سيؤدي الى أمنها واستقرارها وتقدمها، وهذا يتطلب منها أن لا تبقي خطابها موجهاً لشعبها، بل عليها أن تنتقل به الى العالم.

سؤال: لقد حاولت روسيا الدعوة لمثل ذلك الحوار ولكن الغرب رفض، لماذا؟

جواب: لأن الغرب لن يقوم بتوضيح خطاب روسيا الى أبنائه ولا الى العالم، أي لن يدافع عن وجهة نظر روسيا. على روسيا أن تخاطب شعوب العالم بلغة واضحة وحضور يوازي حضور الغرب. عندما اندلعت مشكلة (جورجيا) تصور الغرب والعالم أجمع بأن روسيا هي المعتدية، ولم نر أو نسمع أثراً للجهد الإعلامي الروسي في تبيان الحقيقة.. هل تنتظرون من العالم أن يقوم بذلك؟

سؤال: برأيك، هل تعاون روسيا مع حلف الأطلسي والسماح لهم في تحركهم في أفغانستان خطوة جيدة؟

جواب: كلا، لا أحد يحتاج الناتو، لا أوروبا ولا روسيا، أحياناً أتساءل ما الذي يجعل روسيا تعمل هكذا، فيأتي الجواب المقترح: أنه ليس من الجيد الوقوف أمام قناص وهو في حالة التأهب للرمي، هكذا كانت تفعل روسيا، وتبتعد عن الاحتكاك بأمريكا، الوقت الآن مختلف، وعلى روسيا أن تتصرف بتصرف آخر.

سؤال: ما هو هذا التصرف؟

جواب: أن تبدأ بالحوار الجاد مع كل من أوروبا والصين، من أجل لجم التهور الأمريكي المريض، حفاظا على السلم العالمي. وعندما أرى المحللين العالميين يتكلموا فقط عن أمريكا، أراهم كالمندفعين الذين يهم كل منهم بشراء تذكرة للصعود الى سفينة مصيرها المحتوم الغرق.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 25-05-2011, 07:19 PM   #3
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحلقة الثالثة (أذيعت في 15/4/2011)

سؤال: ماذا يعني مصطلح الإرهاب؟

جواب: كل شعب ينظر الى هذا المفهوم بطريقة مختلفة. وهو أحدث اختراع للغرب، أنا لا أنفي أنه يوجد هناك مظاهر للإرهاب، لكن وبمعرفتي بطرق عمل المخابرات الغربية، أنه من السذاجة أن تبقى مجموعات لفترات طويلة، فالحديث عن أن مجموعة ما تستطيع أن تعمل عملها بغفلة عن العالم، دون أن تخترقها مخابرات معينة وتوجهها حسب أجندةٍ ما، هو حديث مثير للسخرية. وهذا ينسحب على أحداث 11 سبتمبر 2001.

هذا يذكرني بفلم (أيام الكوندرا الثلاثة) للمخرج (بولاك) تنبأ بأحداث العراق قبل حدوثها بخمس وعشرين عاما. عندما تشاهد هذا الفلم تستطيع رؤية ما يجري في العالم بوضوح.

في عام 1969، تم عمل إرهابي في نابولي، وخرجت الصحف لتقول: أن مجموعة فوضوية وراء الحادث، وبعد أربعين عاماً تبين أن وراء ذلك الحادث المخابرات الأمريكية والصهيونية بتعاون مع المخابرات الإيطالية... هذا النمط من الأعمال يرشدنا للاستدلال عمن قام بأحداث 11 سبتمبر 2001.

سؤال: لماذا برأيك لم تقم الأمم المتحدة بتعريف محدد للإرهاب؟

جواب: لأنهم لو وضعوا مثل ذلك التعريف، لقادتهم الخطوات الى اكتشاف أن وراء كل عمل إرهابي دائرة مخابرات معروفة!

سؤال: في كتابك (زيرو) قمت بتكذيب أحداث 11 سبتمبر. كيف تفسر ذلك؟

جواب: أنا أعتبر أن أحداث 11 سبتمبر، كانت انقلاب عالمي عملاق، في كتابنا الأول (زيرو) وضعنا تساؤلات تركناها بلا إجابة... من هم التسعة عشر الذين قاموا بالعملية، ولمن يتبعون، وماذا قالوا؟ وكيف يحدث في كل استجواب تناقض مع الذي قبله؟ وفي الكتاب الثاني الذي سأنشره قريباً وبعد عشر سنوات من الحدث العظيم، سأثبت أن وراء تلك الأحداث المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والباكستانية، فالشواهد موجودة لدينا..

لو كان العالم يقوده أناس شرفاء وليس (قردة) لكان بوش وديك شيني ومن معهم يقبعون في المعتقلات!

سؤال: ولكن لماذا فعلوا ذلك؟

جواب: كل الشواهد كانت تدل على أن أمريكا ستضعف بشكل دراماتيكي، فكان لا بُد من تجميع العالم حولها لمكافحة خصم خطير، وقد نجحوا في ذلك، جمعوا معظم العالم وغزوا أفغانستان ومن ثم العراق، فإن كانت سنتين ما بعد الأحداث تعتبر انتصاراً لأمريكا، فإن الأزمة عادت في 2004 أشد مما كانت عليه في 2001، حيث كانت نُذُر الانهيار.

سؤال: هل تقصد الأزمة المالية؟

جواب: نعم... خلال السبع سنوات ما بين 2004 و2011، بطباعة الدولارات وشفط رساميل العالم، فأمن لهم ذلك دخول ما لا يقل عن ألف مليار (تريليون) دولار سنوياً، من خلال بيع الدين العام للحكومة الأمريكية، ومن خلال استثمارات شبيهة بذلك.

سؤال: بعد تلك الأزمة المالية، كيف ستتصرف الولايات المتحدة؟

جواب: أنا لا أعرف، ولا الأمريكان يعرفون. انظر: في عام 2006 وحدها اشترت الصين 47% من دين أمريكا، وفي عام 2008 اشترت نصف ما تبقى من الدين، وفي عام 2009 اشترت 5% من قيمة إجمالي الدين. ولنفرض أن الصين لم تشتر الدين، فكيف للولايات المتحدة أن تسدد دينها؟

سؤال: هل تعني أن أهداف أحداث 11 سبتمبر اقتصادية بحتة؟

جواب: كلا، بل إيجاد مبرر لقيادة العالم في مواجهة خطر ما. وهو الإرهاب الإسلامي.

سؤال: ماذا تقصد بالإرهاب الإسلامي؟

جواب: إن ما يسمى بالقاعدة، هي صنيعة المخابرات المركزية الأمريكية والبريطانية... فبعد زوال الخطر الشيوعي، لم يعد هناك حاجة لإبقاء الأحلاف العسكرية والتجمعات وحتى القواعد العسكرية، فكان لا بُد من خلق عدوٍ مهد له مفكرون أمثال (صاموئيل هانتنغتون) لتحضير لما يليه من أحداث.

سؤال: لقد قرأت كل مقالاتك، وتعزو كل ما يحدث هو تمهيد للمواجهة مع الصين، كيف ذلك؟

جواب: نعم، فيزيائياً، وصل العالم لذروة اختراعاته وبنفس الوقت، نحن نعرف ماذا يوجد من خامات، وكيف هي آخذة بالنضوب. وعليه فإن المليار الذهبي (أي المليار نسمة من البشر الذين ينعموا بأفضل حياة)، لن يقبلوا التنازل عن حياتهم الباذخة، فسيحاولون الاصطدام بمن ينافسهم... والصين هي المنافس الآخذ بالظهور.

سؤال: هل يعتقد الغرب بإمكانية انتصاره على الصين؟

جواب: هم يعتقدون ذلك، ليس بالاحتلال العسكري، بل بإجبار الصين أن تعمل معهم، وفعلاً نجحوا بذلك بأن أجبروا الصين أن تلعب معهم، ولكنها وهي تلعب معهم كانت تلعب لحسابها وليس لحسابهم.

سؤال: هل تعني أن الصين انتصرت؟

جواب: نعم انتصرت، ولكنها لا تريد أن تبين ذلك، فحضارة الصين والروس والهنود عميقة ومتوغلة في القدم، وهم يأخذون وقتهم في التفكير، ليس بطريقة سريعة وصاخبة كالغرب. ولكن الصين منتبهة لكل مفاجأة ممكن أن تحدث.

سؤال: ماذا يمكن للعرب الذين يبلغ تعدادهم 350 مليون أن يفعلوا إزاء ما يحدث من تغيرات في العالم؟

جواب: يجب في البداية حل قضية الأمة العربية، نرى اليوم أحداث في تونس ومصر واليمن وليبيا ومختلف البلدان العربية، ويوجد من يَعتقد أن تلك الأحداث مُدبرة، لكني لا أعتقد ذلك، أنا أرى بأن الشعوب العربية ورغم عدم امتلاكها المعلومات السرية، لكنها بحسها وتنشقها للهواء، قد شعرت بأن موازين القوى آخذةٌ بالتغير، وقد استيقظوا من سباتهم لينتفضوا وينفضوا عن أنفسهم حالة الخنوع.

الأمة العربية، بإمكانها أن تلعب دوراً كبيراً في استتباب الأمن بالعالم، إذا كان قرارها بيدها. لقد ساهمت الأمة العربية بإنجازات هائلة في السابق أنحني لها احتراماً وإكباراً، لقد كانت في وقت منارة للعالم، في الوقت الذي كان العالم فيه يخيم عليه الظلام. ليس هناك تصادم للحضارات، بل هناك تكاتف في تلك الحضارات المتنوعة للرقي بالعالم.

يختم المذيع الحلقة بالقول: آمل أن يفكر قادة العالم مثلك.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 30-05-2011, 12:15 PM   #4
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحلقة الرابعة والأخيرة (بُثّت في 6/5/2011)

سؤال: تحدثنا في السابق عن الأزمة المالية العالمية. في أي مرحلةٍ نحن اليوم من هذه الأزمة؟

جواب: يصعب التنبؤ بمعرفة المرحلة التي نمر بها الآن. فبالإضافة للأزمة المالية، هناك أزمة بيئة عالمية وأزمة طاقة وأزمة غذاء وأزمة مياه، ونحن أمام اتحاد أزمات يصعب تحديد شكل الانعطاف لمسارها.

هناك نقطة تهم الجميع، وهي أننا كنا نفكر أن كل شيء ممكن أن يكون متاحاً، وهذا غير صحيح. سأضرب مثلاً: لا أحد يعرف ماذا حدث على وجه الدقة في خليج المكسيك، وماذا كانت تفعل شركات النفط في تلك المنطقة، إن هذا سيكشف أن هناك من توجه الى كل مصادر الطاقة في كل مناطق العالم.

إن العالم الغني اليوم يعيش في أزمة، فكيف لنا أن نتصور دول مثل بنغلاديش ودول البحر الأبيض المتوسط التي كانت تعيش على هامش عصر النفط. لا أحد يفكر بذلك، إن التفكير منصب على كم طائرة مقاتلة لدينا وكم رأس نووي وكيف ستسبق الدولة س الدولة ص، إن قادة العالم يمارسون قيادتهم بمنتهى الغباء.

سؤال: عند هذه النقطة أريد أن أسألك: أليس ذلك التهويل من قبل أغنياء العالم هو سياسة موجهة كي لا يفكر الآخرون ؟

جواب: بالضبط، إن (القرد) لا يريد الآخرين أن يفهموا، كم هي نسبة البشر التي تعرف المعلومات الدقيقة نصف بالمائة، واحد بالمائة؟ العالم بالنسبة ل 99% من سكان العالم هو عالم افتراضي واهم، لا يستطيع أغلبهم التركيز عما يجري بالضبط. قد تذكر جريدة معينة في منطقة معينة في العالم وعلى الصفحة الخامسة والعشرين وبخط عنوان صغير، كم من البشر سيقرأ تلك المعلومة، في حين تتصدر الصحف ومحطات التلفزة أخبارٌ لو تفحصناها لوجدناها عادية وشريرة في أغلبها. أنا لا ألوم الناس، فربة منزل تعيش في قرية نائية ستنظر الى العالم من خلال برامج التسلية والتضليل الإعلامي، وليست معنية بتتبع أدق التفاصيل..

سؤال: هناك احتياطي هائل من النفط والغاز في كثير من الدول لماذا تخويف العالم من أزمات غير موجودة؟

جواب: صحيح، هناك احتياطي، لكن هل يكفي لعشرين أو ثلاثين عاما؟ وماذا بعد؟ إن حياة قرن أو أزيد بنيت كل حضارتها على النفط والغاز وهوامشهما ستكون نهايتها مأساوية، كيف سيتنقل الناس وكيف سينقلون بضائعهم، وأين ستذهب كل المصانع والمنتجات التي عاشت على افتراض وجود النفط والغاز؟

سؤال: هل سيهاجمون الدول التي فيها النفط، كإيران مثلاً؟

جواب: نعم، هم لا يفكرون في احتلال بلدان، لكنهم يفكرون ويعملون ليلاً نهاراً، لتدمير تلك البلدان بوسائل حربية مختلفة، لتقليل سكانها أو حتى إفناؤهم، دون أن ينزلوا على الأرض.. هكذا تفكر الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد العراق وأفغانستان، لن تخوض الدول الإمبريالية حروباً برية، سيبتكرون وسائل مختلفة لتفني الشعوب نفسها بنفسها، بتحريض مخطط له من قبلهم.

سؤال: هل ستنهار الولايات المتحدة أم ماذا؟

جواب: لغاية الآن، الأمور متيسرة للأمريكان لاستهلاك أعلى نسبة من نفط وغاز العالم، فلا حروب داخل الولايات المتحدة ولا قلاقل محلية من شعبها، لكن عندما تقل موجودات النفط والغاز ويصبح متعذراً على الأمريكي الحفاظ على نفس المستوى من الاستهلاك، ستظهر مشاكل فيما بين الأمريكيين.

سؤال: هل ستزداد الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا؟

جواب: أمريكا وأوروبا هم المليار الذهبي، الذي نهب العالم، ويرشح من هذا المال المنهوب ما يسكت الطبقات المتوسطة فيهما. ويضرب المتحدث مثلاً فيقول تخيلوا هذه الصورة: طاولة غنية عامرة بأفخر أصناف المأكولات، ويرمي من يجلسون عليها بقاياهم لمن هم خلفهم أو تحتهم. وعندما تصبح الطاولة خاوية سينظر الآخرون باستغراب (ما الذي حصل؟).

سؤال: هل ستشن أمريكا حروباً أخرى؟

جواب: نعم، إنهم سيشنون حروباً أخرى، لإشعار العالم أن الدول التي تملك النفط هي سر مشاكل العالم، فعندما تشن أي حرب، سيرتفع النفط وتقل إمداداته، فترتفع معها وتيرة انزعاج العالم الغربي من ذلك البلد فيصطفون وراء الولايات المتحدة لضربه...

لكن هذا لن يغير شيئاً، بل سيؤجل انهيار الإمبراطورية الأمريكية قليلاً، سنة أو سنتين، حيث لا تزال بعض ملامح القوة موجودة في أمريكا (السلاح والبرامج الثقافية)، لكن من ناحية المال، فأمريكا لم تعد سيدة العالم. انظروا الى اليونان كيف عندما قلت أموال أثريائه توقف سقوط الطعام من مائدتهم الفارغة. وهذا سيحدث في أيرلندا والبرتغال وأسبانيا حتى يصل للولايات المتحدة نفسها.

سؤال: هل سيظهر نظام عالمي جديد؟

جواب: إن ما يحصل في المنطقة العربية، سيحصل في أسبانيا واليونان وأوروبا وكل مناطق العالم، لأن النُخب الحاكمة أصبحت عاجزة ومفلسة لتحقيق الحياة المقبولة لمواطنيها. ومن هنا فإمكانية ظهور نظام عالمي جديد واردة جداً.

سؤال: هل الفوارق في أمريكا وتفوقها على أوروبا سيخلق طلاقاً بين الاثنين؟

جواب: من قال أن أمريكا أفضل من أوروبا، إن حضارة أوروبا أعمق وأفضل، ومؤسساتهم المدنية أقوى وأكثر رسوخاً. في أمريكا يجتمع مجلس إدارة شركة ويستغني عن عشرات الآلاف من العمال. انظروا الى (ديترويت) حيث صناعة السيارات، كان عدد سكان الولاية ثلاثة ملايين، الآن سكانها يزيدون عن نصف مليون بقليل... هذه هي أمريكا، تذبح شعبها وشعوب غيرها دون رحمة. في أوروبا غير موجود مثل ذلك إطلاقاً.

سؤال: هل تضع إشارات حول الديمقراطية الأمريكية؟

جواب: لم يكن في أي يوم ديمقراطية في أمريكا، إنها سلالات ضيقة تتبادل الأدوار في مواقع الحكم لا أكثر. سلالة كندي سلالة بوش والتي لا زالت تحكم حتى في ظل حكم (أوباما). ودهائهم يتمثل في إقناع شعبهم أن لديهم ديمقراطية!

هذا موجود في أوروبا أيضاً، لكن في أمريكا لا يوجد حتى رائحة للديمقراطية. إن أصحاب البنوك هم من يعينون الحكام والنواب ضمن لعبة يستطيع أي مراقب بسيط اكتشافها.

سؤال: أوباما عندما جاء الى الحكم قال أنه سيقوم بالتغيير، هل قام به فعلاً؟

جواب: أوباما، جاء كعملية تجميل للنظام الأمريكي، فمن اقترحه بهذا اللون وهذا الشكل وهذه القدرة البلاغية، راهن على تجميل قبح تناقل السلطة في الولايات المتحدة. لكن، إن كان بوش الابن هو أسوأ رئيس جاء للولايات المتحدة، فإن أوباما سيكون ثاني أسوأ رئيس.

سؤال: ماذا ستفعل الإدارة الأمريكية بتركة بوش؟

جواب: إن تركة بوش ثقيلة في العراق وأفغانستان وما سيجري غيرهما من بقايا ملفات. وهذا يعتمد على إن ظهر عقلاء في النخبة الأمريكية يستكينون ويقبلون بالتطورات في العالم، ويمنعون الحروب، وأنا لا أرجح ظهور (روزفلت) آخر.

لذلك فإن موازين القوى هي التي ستمنع نشوب حروب جديدة، وهذا منوط بروسيا وأوروبا والدول العربية الآخذة في احتلال موقعها العالمي.


انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .