نفطيون ... ولكن !!!

[اليمامة]

في منتصف الاسبوع الماضي تخطى سعر برميل النفط مائة دولار..ولأول مرة في التاريخ ..

استوقفني هذا الخبر ..وجعلني أتساءل عن الأسباب والعوامل التي أدت الى ذلك .. والنتائج المترتبة عليه داخلياً وخارجياً .

" فالنفط " هو محرك العالم والسلعة الأهم فيه .. أُستخدم كورقة ضغط سياسية أحياناً .. وسبب نزاعات بين الدول ووصلت الى درجة إعلان الحرب والاحتلال المباشر وغير المباشر ..

في السعودية - على سبيل المثال – يُعتبر النفط المورد الأساسي لخزينة الدولة بنسبة 85% .. وأصبح هو المحرك الرئيسي للاقتصاد حيث أن استخداماته تشمل المدن الصناعية .. ومحطات تحلية المياة وتوليد الكهرباء ..الخ
هذا الاستخدام المكثف جعل استهلاك الفرد للطاقة في المملكة في المرتبة الأولى على مستوى العالم .

وبالرغم من أهمية النفط في حياتنا باعتباره عصب الاقتصاد .. ولارتباط برامج التنمية الشاملة في كل الدول العربية بمعدلات إنتاجه وتسويقه وأسعاره ..خاصة وأنهم يملكون 63% من الأحتياطي النفطي العالمي.. إلا أننا كمجتمعات لا نملك ثقافة خاصة بالنفط ..
فمناهجنا التعليمية في السعودية لا تحوي معلومات كافية عن النفط كأن تُخصص فصول في الكثير من المواد كالعلوم والكيمياء والجغرافيا والتاريخ ..وغيرها عن النفط .. وجامعاتنا لم تنشئ تخصصات في بعض كلياتها لترتبط بالنفط كاستحداث أقسام عن إدارة المنشآت النفطية ..والاقتصاد النفطي وغير ذلك من تخصصات ترتبط بالتسويق والمعاملات المالية ضمن تخصصات كليات التجارة أوالاقتصاد والإدارة .. وغيرها من الكليات الأخرى..

ولذلك السبب فنحن لا نملك ثقافة نفطية كافية.. وليس لدينا معلومات ولا بيانات واحصائيات عن النفط وأنواعه وعدد الآبار المنتجة له ومناطق توزيعها .. ولا نعرف كيف يتم استخراجه وتكريره ؟..وكيف يتم حفر الآبار في البحر ؟.. ولا عن ناقلات النفط ومصافيه ؟

وكذلك لا نملك المعرفة بالمعاملات المالية الخاصة به وبعقود البيع .. ولا بأسواقه المالية وبورصات تداوله في الأسواق والأسس التي يتم على أساسها تحديد أسعاره !!
نحن بحاجة الى وجود مؤسسات خاصة تقدم جرعات معلوماتية مكثفة ولكل الأعمار .. فلا يكفي وجود مركز الدراسات والبحوث البترولية .. فهو يقدم الدراسات والبحوث اللازمة لتطويره ودفع سياساته المالية والصناعية والإبتكارية .. ولكنه لا يستهدف تثقيف المواطنين .

وأتساءل ..
لماذا لا نجد إعلام نفطي متخصص ؟
أليس من المفروض استصدار صحيفة نفطية بدلاً من بعض الصحف التافهة .. و التي كل أهدافها واهتماماتها هي الإستخفاف بعقولنا ؟

لماذا لا تؤسس وزارة الثقافة والإعلام قناة رسمية خاصة بالنفط بنفس مستوى قناة الإخبارية التي أثبتت نجاحها ؟

ولماذا لم تؤسس شركة أرامكو السعودية بإعتبارها أكبر شركة بترول عالمية قناة إعلامية نفطية ضمن قائمة برامجها لخدمة المجتمع أسوة بقناتها التي كانت موجهة للعاملين الأجانب قبل إنتشار الفضائيات ؟