العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-12-2007, 11:58 PM   #1
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي في قمة دول الخليج ..هل كان أحمدي نجاد ذكياً أم وقحاً ؟

مفاجأة قمة الدوحة لدول مجلس التعاون الخليجي كانت حضور الرئيس الايراني أحمدي نجاد ولأول مرة *

فهذه القمة جاءت بعد مؤتمر انابوليس .. الذي لمحت فيه أمريكا سعيها لإحلال السلام في الشرق الأوسط بشرط دعم العرب لها ضد ايران ..

قبل الاجتماع تخوف الرئيس الايراني من خسارة جيرانه فقام بأهم زيارتين له هذا العام لدولة الإمارات التي يوجد معها خلاف بسبب الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران ..
والى السعودية لرغبته بتسوية أي خلافات معها بعد أن صرحت السعودية " أن التدخل الإيراني في العراق ولبنان أحدث مشاكل كبيرة للدولتين وكذلك بينهم وبين الدول العربية كما أن هذا التدخل أدى الى تدويل هاتين المشكلتين" .. وكذلك بسبب رد المسئولين السعوديين على ايران بعد أن صعد بعض المسئولين الايرانيين لهجتهم التهديدية ضد الكويت وقطر .. وقولهم بأن أي ضربه عسكرية ضد ايران سيجعلها توجه أول صواريخها ضد الكويت وقطر ..
السعودية وايران تعيان أن هناك مصالح مشتركة بينهما ..فالسعودية تحرص على استبعاد أي تصعيد ضد ايران حتى لا تجد أمريكا أي مبرر لضرب ايران ومن ثم انفجار المنطقة التي لا تتحمل أي مشكلات اضافية .. وايران تريد الحصول على مساعدة السعودية في فتح باب حوار مشجع بينها وأمريكا لتحاشي أي تصعيد أمريكي


جاء أحمدي نجاد الى مؤتمر القمة الخليجية .. كضيف في الجلسة الأولى لتبديد مخاوف الخليج من المفاعل النووي ولحل مشكلة جزر الامارات .. وليكسب دعم الخليج له في عدم تمكين أمريكا من ضربه عسكرياً

ولكن !!!

الرئيس أحمدي نجاد تحدث عن كل شئ ماعدا هاتين النقطتين " المفاعل النووي وجزر الامارات المحتلة "

بل وكرر في كلمته اطلاق مصطلح "الخليج الفارسي " بدلاً من "الخليج العربي " !!

فهل فقد دهاءه في هذا التوقيت بالذات .. وهو يعلم بأنه الان بحاجة لدول الخليج ؟

وهل تعامله هذا بعيداً عن الدبلوماسية .. وبداية لاثارة التحدي ؟

وهل كان الاحتفاء بدعوته للمؤتمر مبالغ فيه ؟

ألم يكن أولى دعوة الرئيس اليمني.. خاصة وأن اليمن ضُم الى بعض منظمات المجلس تمهيدا لدخوله في كامل التنظيم .. ؟

* أحد أسباب تأسيس مجلس التعاون هو الثورة الايرانية
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-12-2007, 09:00 AM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد «نطالب بالأمن والسلم للمنطقة من دون تدخل خارجي»، كما طالب بإبرام اتفاقيات أمنية بين دول المجلس وبلاده.

ولا بد من التذكير هنا بأن أحد أبرز أسباب تأسيس مجلس التعاون الخليجي كان من أجل توحيد الصفوف ضد مخاطر تصدير الثورة الإيرانية، بعد وصول الملالي للحكم، فما الذي تغير اليوم ليدعى نجاد؟

دول الخليج، من دون استثناء، والعالم العربي، ما زالوا يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية. عربيا، خذ لبنان والعراق وفلسطين مثلا. ولو أن الرئيس الإيراني ألقى خطابا مطمئنا لدول الخليج لقلنا إن وجوده كان مثمرا. لكن نجاد تحدث عن الأمن، ومنع التدخل الخارجي، في الوقت الذي تستعد فيه بلاده لعقد مؤتمر لفصائل المعارضة الفلسطينية ردا على مؤتمر أنابوليس المدعوم من أربعين دولة عربية وإسلامية وعالمية، منها دول الخليج والحكومة الفلسطينية.

وهذا يعيد للذاكرة ما سبق وقاله الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في الحرم المدني عندما لم يحترم مشاعر اكثر من مليار مسلم ولا مشاعر مستضيفيه وقام بتصرف اهوج ضد صاحبي رسول الهدى صلى الله عليه واله وسلم ورضي الله عن صحابته اجمعين، استذكرت ذلك عندما تحدث الرئيس نجاد بفوقية وبلا تعقل ولا دبلوماسية ولاحنكة ولامراعاة لمستضيفيه عندما ردد مفردة الخليج الفارسي وهو بتجمع خليجي على مستوى القادة وكان يفترض ان يتحاشى حتى ذكر اي مسمى للخليج لا عربي ولا فارسي وان يكتفي بذكر الخليج ولكن نجاد الذي لايؤمن الا بخروج مهديه وانه احد قادته لايتصف باي لباقة دبلوماسية ولا حصافة ولا يمكن الاصغاء لما يقول ولا الى المقترحات التي قدمها وهو لم يتحدث عن ما يبدد المخاوف الخليجية مثل البرنامج النووي واحتلال الجزر الإماراتية اضافة الى التهديدات التي تطلق بين فينة واخرى ضد دول المنطقة. والمؤكد ان شعوب الخليج قبل قادتها اصبحوا على دراية واقتناع تامين ان الخطر الايراني على امنهم واستقرارهم يفوق اي مخاطر اخرى من كائن من يكون .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-12-2007, 04:25 PM   #3
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

في قمة دول الخليج ..هل كان أحمدي نجاد ذكياً أم وقحاً ؟


مع الأعتذار لكل أصحاب الفخامة والعظمة والجلاله

أعتقد أن الوقح هو من دعاه لتلك القمة .........
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-12-2007, 01:57 AM   #4
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة جهراوي
قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد «نطالب بالأمن والسلم للمنطقة من دون تدخل خارجي»، كما طالب بإبرام اتفاقيات أمنية بين دول المجلس وبلاده.

ولا بد من التذكير هنا بأن أحد أبرز أسباب تأسيس مجلس التعاون الخليجي كان من أجل توحيد الصفوف ضد مخاطر تصدير الثورة الإيرانية، بعد وصول الملالي للحكم، فما الذي تغير اليوم ليدعى نجاد؟

دول الخليج، من دون استثناء، والعالم العربي، ما زالوا يعانون من التدخل الإيراني في شؤونهم الداخلية. عربيا، خذ لبنان والعراق وفلسطين مثلا. ولو أن الرئيس الإيراني ألقى خطابا مطمئنا لدول الخليج لقلنا إن وجوده كان مثمرا. لكن نجاد تحدث عن الأمن، ومنع التدخل الخارجي، في الوقت الذي تستعد فيه بلاده لعقد مؤتمر لفصائل المعارضة الفلسطينية ردا على مؤتمر أنابوليس المدعوم من أربعين دولة عربية وإسلامية وعالمية، منها دول الخليج والحكومة الفلسطينية.

وهذا يعيد للذاكرة ما سبق وقاله الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في الحرم المدني عندما لم يحترم مشاعر اكثر من مليار مسلم ولا مشاعر مستضيفيه وقام بتصرف اهوج ضد صاحبي رسول الهدى صلى الله عليه واله وسلم ورضي الله عن صحابته اجمعين، استذكرت ذلك عندما تحدث الرئيس نجاد بفوقية وبلا تعقل ولا دبلوماسية ولاحنكة ولامراعاة لمستضيفيه عندما ردد مفردة الخليج الفارسي وهو بتجمع خليجي على مستوى القادة وكان يفترض ان يتحاشى حتى ذكر اي مسمى للخليج لا عربي ولا فارسي وان يكتفي بذكر الخليج ولكن نجاد الذي لايؤمن الا بخروج مهديه وانه احد قادته لايتصف باي لباقة دبلوماسية ولا حصافة ولا يمكن الاصغاء لما يقول ولا الى المقترحات التي قدمها وهو لم يتحدث عن ما يبدد المخاوف الخليجية مثل البرنامج النووي واحتلال الجزر الإماراتية اضافة الى التهديدات التي تطلق بين فينة واخرى ضد دول المنطقة. والمؤكد ان شعوب الخليج قبل قادتها اصبحوا على دراية واقتناع تامين ان الخطر الايراني على امنهم واستقرارهم يفوق اي مخاطر اخرى من كائن من يكون .
دول الخليج أعلنت مراراً تخوفها عن وجود محطة بو شهر الايرانية النووية على بعد كيلو مترات من الامارات .. والامارات ترى أن أي الاستشعار من بعد لا يساعد على وقايتهم من أي تسربات نووية من المفاعل بسبب السرعة الهائلة التي يمكن أن تتحرك بها السحب النووية المشعة والتي يم أن تكون بثواني ..
وتعاني الامارات من احتلال ايران لجزرها الثلاث ورفض ايران لاجراء أي محاكمة

التحليلات السياسية تشير الى أن ايران بحاجة لجيرانها حتى تتحاشى أي ضربه عسكرية أمريكية من أراضيهم

والخليج بحاجة لضمانات من ايران تطمئنهم .. خاصة وأن المسئوليين الايرانيين يعلنون تهديداتهم بين فترة وأخرى
ايران ايضا تدخلت في دول الخليج من خلال تأجيج الشيعة كما حدث في شيعة السعودية
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-12-2007, 12:32 AM   #5
قلب الأسد1425
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2004
المشاركات: 156
إفتراضي

دوله ذات مشروع واضح تعرف ماذا تفعل لا بد أن يكون رئيسها ذكيا وخطاباته ذكيه الا أنه لم يكن في حاجه لأستخدام ذكائه مع أصحاب السمولغياب النديه فهو يستطيع أن يحل أوضاعه مع من يسيطر على المنطقه بشكل فعلى فلا يوجد في الخليج حاملات طائرات خليجيه لكي يتفاهم معهم القوات من خارج المنطقه وخارج سيطرة أهل المنطقه اذا هو ليس بحاجتهم عليك أن تنظر لأتجاه الدعوه من الذي دعى الآخر ليتبين من في حاجة .
كان الفارسي متغطرسا في خطابه الي حد بعيد قفز على أسس الخلاف بدل الحديث عن احتلال الجزر تحدث عن أتفاقيات أمنيه ومستفزا أحيانا أخرى بمصطلح الخليج الفارسي ولم يحرك اصحاب السمو ساكنا لم يكن هناك ملاسنه كملاسنة القذافي والملك عبد الله الشهيره ولا تلك التي حدثت بين عزة ابراهيم والامير الكويتي .
كان الأجدر دعوة عبد الله صالح ومحاولة تطوير درع الجزيره وتدعيمه بخطة قصيرة المدي لأن الأوضاع لا تحتمل أي تأخير.
قلب الأسد1425 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-12-2007, 02:58 AM   #6
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المصابر
في قمة دول الخليج ..هل كان أحمدي نجاد ذكياً أم وقحاً ؟



مع الأعتذار لكل أصحاب الفخامة والعظمة والجلاله

أعتقد أن الوقح هو من دعاه لتلك القمة .........

يرفع الى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-12-2007, 03:33 AM   #7
غــيــث
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 7,934
إفتراضي

اهمدي نجاد يناور ويحاور لكسب الوقت وتقليل عدد الخصوم بالوعود الكاذبة

فأجندته السياسية غير خافية على أحد ومع ذلك فدول الجوار تحاول أن تحقق

بعض التوازن وتخفيف الإحتقان في المنطقة بين الطموح الفارسي والإحتكار

والغطرسة الأمريكية لأنهم هم الخاسر الأعظم في معادلة ( المطرقة والسندان ).

اللهم إكفنا شرهم بما تشاء
__________________

غــيــث غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 09-12-2007, 08:25 AM   #8
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

تخبّط أم صفقة أم الحرب خدعـة؟!
،
حامد بن عبدالله العلي
،
لايحتاج المرء ذكاء ليعرف أن القوتين المتنافستين على الخليج أمريكا وإيران ليسـتا بحاجة إلى إرهاق النفس في كتابة ، وإخراج ، وإنتاج ، تمثيلية سياسيّة عالميّة ، وإشغال الإعلام بها ، فما أشدّ سذاجة أولئك الذين لايزالون يظنون أن المسرحية التي لم تنتهي أدوارها منذ ثلاثين سنة من التناقض بين المشروع الغربي والصفوي ، والتنافس بينهما ، هـي أطول مسرحية في التاريخ ، لعب على مسرح أحداثها أبرع الممثّلين الذين لايكلّون ، ولا يملـّون !

والعجب أنهم لم يسألوا أنفسـهم : ما الحاجة إلى كلّ هذا ؟! والحال أنه ليس ثمة منافس ثالث قوي إلى درجة أنّـه لايمكن النجاة منـه إلاّ بمخادعـته .

فإنّمـا هي شعوب تقاد كالقطعان ، وأنظمة فاشلة ، وجاهلة ، ولاتملك من أمرها شيئا ، ثم تُـرى ما حاجـة الأمريكيين لكلّ هذا التمثيـل ؟! والحال أنهم يحصلون على كلّ ما يريدون من دول المنطقة ، بل هـم حكّامها أصـلا ، بلا حاجـة إلى هذه المسرحيـة السخيفة ، ولقد أرادوا احتلال العراق ، فما احتاجوا إلاّ إلى أوامر فتحت لهم بهـا جميع الطـرق لإحتلال العـراق ، واكتفى الجيران بالتفـرّج على أكبـر جريمة في العصر الحـديث ، بل أعانوا عليها .

وبعيدا عن هذه السذاجة المثيرة للسخرية التي يصل إليها أحيانا المولعون بنظرية المؤامـرة ، يبقى السؤال الحقيقي : هل التقريـر المثير للجدل الذي نشرته الإستخبارات الأمريكية في توقيت له دلالات ، هـل هـو مؤشـر علـى صفقة مـا ـ حتى لو كانت مؤقتـة في سياق الخداع السياسي ـ بين القوتين المتنافستين

ولاريب أنَّ المواجهة القائمة بين أمريكا ، والنظام الإيراني الحالي ، معقـّدة جدا ، وتمـتدّ إلى عدّة دول ، وتحمل تحتهـا عدّة ملفّـات معقّـدة أيضا ، فالقوّتان تخوضان منذ عقود ، حرباً سريـّة شرسـة ، خارج حدودهـما ، كما في العراق ، ولبنان وفلسطين ، وفي الداخل ايضا ، على الصعيد السياسي ، والإقتصادي ، والثقافي ، ومثل هذه المواجهـة ، بين مشروعين متناقضين ، في مسيرة التاريخ ، لاتتلاشى هكذا بصفقات عابرة تمليها تكتيكات تندرج في إطار المكر السياسي ، الذي لايعـترف أصـلا بصفقات دائمة .

والمتأمـّل لإعلان الإستخبارات الأمريكية الأخيـر توقف النظام الإيراني عن برنامج التسليح النووي عام 2003م ، يلحظ بوضوح أنه كصياغة القرارات والإعلانات الصهيونية ، إعترافـات ملغَّمـة بضد مقصـودها ، وتطمينات تنطوي على التلويح بالخطـر ، فهي كما يقال : أخوك البكري ولا تأمنه !

ومع أنَّ الغـرق الأمريكي في مشكلات المنطقـة ، بما لم يسبق له مثيـل في تاريخ سياستها الخارجية ، يجعل رضوخها لصفقة سـريّة مع النظام الإيراني في هذا الوقت الحـرج ، متنفَّسـا معقولا وإن كان كلجـوء المريض للكـيّ ، ريثما تأتي تطورات مستقبلية بما يغسل هذا العار الأمريكي فـي إبرام صفقة مع محور الشـر الذي طالما أشغلت أمريكا العالم ، بأنه أكبـر خطر على المجـتمع الدولي!

غيـر أن احتمال أن هذا التقريـر جاء نتيجة تخبّـط في السياسة الأمريكية نتج عن ضعـف بوش الموصوف في أمريكا بالغافل ، المرتجل ، والأخرق ، مما جعل مستشاروه يتساقطون من حوله ، وجاء أيضـا نتيجة انهيار كبير في قوّة المحافظين الجدد ، إثـر الفضائح المتكـررة الكارثية التي سوّدت وجوههـم ، وأعظمها المستنقع العراقي ، هذا الإحتـمال قـوي جدا ، فأمريكا اليوم ـ كما الكيان الصهيوني ـ في أسوء أحوالهـما السياسية ، وإن حاولا عبـثا إخفاء ذلك .

وهذا يعني أن الإستخبارات ضاقت ذرعا بتضحيـة هذه الإدارة الحمقاء بسمعتها ، ونأت بنفسها أن تكـرر فضيحة كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية ، فآثرت بيان (إبراء الذمة) ، آثـرته على التساوق مـع أهداف الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة أحمقهـا ،
ومما يقوي هذا الإحتمال أنّ الحلفاء الذين جيَّشتهم الإدارة الأمريكية ضد إيران تفاجئوا بالتقرير واندهشوا منه ، حتـى بـدا وكأنّه طعنة في الظهـر ، ومن غير المعقول أن تكون الإدارة الأمريكية خططت مع الإستخبارات لهذا التناقض!

كما أنّ احتمال أنَّ الأمريكيين بنوا هذا الإعـلان ، على التقارير الواردة من الداخل الإيراني ، والتي تؤكـّد أن النظام مسـتفيد بإضطراد من تبنّيـه القضية القومية الكبرى ، وهي الملف النووي ، ومن التصعيد الإمريكـي ضـدّه ، لإضعاف المعارضة ،

وأنَّ الوقـت قـد حان لتركه ـ بتهدئـة الضغوط الخارجية ـ ليتآكل من الداخـل ، ولكنها تهدئـة إلى درجـة كافية فحسـب ، لا تعطيه صـك براءة كاملة.

هذا الإحتـمال له حظّ من النظر ، ويذهب إليه مراقبون آخرون مطّلعون على الشأن الإيراني .

وعلى أيـّة حال فإذا كان وقـت الصدام العسـكري لايزال في حيّز المجهـول

فثمّـة ثلاثة أمـور متيقّنـة في هذه اللعبة :

أحدهـما : لاشيء البتـّة في هذا التقريـر ، يدلّ على أنَّ المواجهـة بين المشروعين انتهــت ، ولا هي قريبة من أن تنتهي ، بل هـو أدلّ على أن ما سيأتي أشـدّ ، وأخطــر .

الثاني : أنّ النظام الإيراني لايـزال هـو أكثـر من استفاد بدهاء من الغباء الأمريكي ، لكنـه فعـل ذلك بعد إعداد هائـل لهذه المرحلة ، استطاع فيه أن يجمع أوراقه القوية بذكاء ، بحيث سقـطت كلّ ثمار التخبّط الأمريكي ـ لاسيما كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية ، التي استهلكت في غزو العراق ـ فـي حجـر طهــران .

فإذا ألجأ هذا النظـام الأمريكين إلى صفقة يعطيهم بها في لبنان ، وفلسطين ، شيئــا ، ويعطونه في الملف النووي ، والعراق ، شيئــا ، فهذا يعني أنه حقق إنتصارا ذكيّـا مؤقتـا، لكنه إنتصـار في معـركة طويـلة ، لايريــد الأمريكيــون حتـما أن تنتهي إلاّ على أنقاض النظام الإيراني الحالـي ، بينما يحـلم النظام الإيراني فيهـا أن يكون انتصاره ، تقاسم بعـض النفوذ في المنطقـة مع الأمريكيين .

الثالث : أنـّه مهما حدث من شيء في المستقبـل ، فسيصبّ في مصلـحة الأمّـة قطعـا ، فإنّ هذه المواجهـة ستُنهـك أطرافهـا ، لصالـح مخاض أمّـة تتجـدّد .

ولاريب أن هذه الصحوة الإسلامية المباركـة ، بفكرها ، ودعوتهـا ، وجهادها ، مهّيئة لأمـر عظيـم ، لا نراه سوى نهضة حضارية شامـلة ، وسـوف يبلغ الله تعالى بها نصـره إذا اجتمع فيها ، فقه سديد ، وجهاد رشـيد ، وإخلاص لرب العبيد
والله المستعان .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .