الجزء (3)
3) الجهاد بالمال:
من الجهاد بالمال الإنفاق في سبيل الله على الجهاد والمجاهدين في كل مجال يحتاجونه يقول الشيخ يوسف العييري رحمه الله تعالى : " فالجهاد بالمال كثيراً ما يقرن في آياتالجهاد في القرآن ، ويأتي مقدماً على النفس لكنه ليس أعلى مرتبة من الجهاد بالنفس كلا ، ولكن لأن الجهاد بالمال هو النوع الذي تخاطب بها الأمة أجمع ، إذ أن الكفايةبالرجال تحصل عند نفور عدد من رجال الأمة ، ولكن المال لا تحصل كفاية المجاهدين بهإلا إذا تكاتفت الأمة جميعها وضخت المال للمجاهدين الذي يعد عصب الجهاد ، فالشريحةالمخاطبة بوجوب الجهاد بالمال هي أكبر من الشريحة المخاطبة بوجوب الجهاد بالنفس ،لذا قُدم الجهاد بالمال في آيات الجهاد لاعتبار سعة شريحة المخاطبين من رجال ونساءشباباً وشيوخاً صغاراً وكباراً والله أعلم .
والجهاد بالمال ليس بالضرورة أن يكون قدراً كبيراً من المال يدفعه المؤمن ، بل يدفع ما يبرئ به ذمته أمام اللهتعالى ، لأن المقصد من الجهاد بالمال إذا تعين أن تسقط الواجب الذي في عنقك وتدفعالقدر الذي تعتقد أن ذمتك ستبرأ عند الله تعالى بدفعه ولو كان يسيراً ، وكما قالالرسول صلى الله عليه و سلم عند أحمد النسائي عنأبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (سبق درهم مائة ألف ) قالوا يا رسول الله وكيف ؟ قال ( رجل له درهمانفأخذ أحدهما فتصدق به ورجل له مال كثير فأخذ من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها) فاللهلا يقبل الصدقة بناءً على كميتها ولكن يقبلها على حسب كيفيتها ، كما روى أحمد وأبوداود عندما سئل الرسول صلى الله عليه و سلم أيالصدقة أفضل ؟ قال ( جهد المقل ) أي صدقة الرجل المحتاج لماله الذي لا يملك إلاالقليل ، فاتق الله وقدم ما تجود به نفسك ، ليس لمرة واحدة فقط بل اجعل للجهاد مندخلك نصيبا بما أن الحرب قائمة والمجاهدون بحاجة للمال ."