تقارير مختلفة
تقارير
الأبعاد السياسية للإشكالية اللغوية في المنطقة المغاربية
مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، الدار البيضاء، 15/12/2007
وضع التقرير الأكاديمي المغربي: عبد المجيد جحفة
(ملخص التقرير)
الهدف من الندوة: المساهمة في إعادة صياغة الأسئلة اللغوية الكبرى التي تؤرق الوعي المغربي [، أو] اقتراح عناصر مقاربة مغايرة تستحضر ملابسات تاريخنا وثراء مكونات ثقافتنا ومتطلبات الانصهار في ديناميكية العالم من حولنا [، مع] تجاوز الخطابات السجالية والمواقف العاطفية عند طرح إشكالية الإصلاح اللغوي باعتباره المؤسسة التي تقوم عليها باقي المؤسسات المجتمعية والسياسية والثقافية، وباعتباره الدعامة لكل مشروع مستقبلي.
المتحدثون الرئيسيون : الأستاذ عياض بن عاشور (أستاذ في جامعة قرطاج، وعضو معهد القانون الدولي، وقدم عرضا بعنوان: (( اللغة بين الثقافة والسياسة: حالة المنطقة المغاربية)) . والأستاذ عبد السلام الشدادي (أستاذ في جامعة محمد الخامس) وقدم عرضا بعنوان: (( مسألة اللغة في المغرب: مقاربة عامة)). وتلا العرضين تعقيبات للأساتذة: محمد عصيد و رشيد الإدريسي و جمال بندحمان، ثم فُسح المجال بعد ذلك للمناقشة العامة.
هجوم على اللغة العربية
جاء في ورقة ( بن عاشور) : (( ماذا يحدث عندما لا تكون لغة الإدارة والمنابر السياسية ودواليب الدولة مطابقة للغة الفضاء الرمزي الذي يسبح داخله الكيان المجتمعي؟ أي وجود سياسي وأية مواطنة يمكن تحقيقهما عندما لا تكون اللغة الوطنية هي اللغة الحميمية التي بها يتعلم المواطن، ويفكر ويعبر ويحلم ويشارك في الفضاء العام؟ أليست الديمقراطية مساواة في اللغة قبل أن تكون بطاقات انتخاب وصناديق اقتراع؟ هل تتحقق الشروط الأولية للديمقراطية في مجتمع يعرف نسبة عالية من الأمية، وتعتمد فيه اللعبة السياسية لغة مكتوبة؟ ما جدوى التنصيص في الدستور على لغة وطنية هي أقرب الى المشروع والمطمح المستقبلي، وأبعد ما تكون عن سجية الأمة ونفسها الطبيعي؟))
هجوم آخر من المحاضر الثاني
لم تكن انتقادات المحاضر الثاني بنفس شدة سابقه، لكنه قال: إن اللغة العربية ليست لغة المغاربة، وكونها كذلك، فقد سمحت للفرنسية أن تتغلغل في المجتمع المغربي. ويقترح المحاضر الثاني، هو الابتعاد عن اللغتين العربية والفرنسية والاقتراب من إدخال اللغة الدارجة محلهما، هكذا يتم حل الإشكال!
ملاحظة: كانت محاضرتا المحاضرين باللغة الفرنسية!
انتقاد شديد للمحاضرين
أ ـ لا شك أن المشكل اللغوي في المغرب هو في غاية التعقيد. والغريب أن المحللين السابقين قدما حلولا في منتهى البساطة، هو رمي اللغة العربية في البحر وإدخال الدارجة محلها، لكن كيف؟ لا يهم من حيث القواعد. إنهما يلتقيان مع الروح (الفرانكفونية) التي حاولت منذ بداية القرن العشرين أن تشيع لغات (الدوارج) لتفتيت المجتمعات التي تستعمرها.
ب ـ ليس هناك مقومات لوضع الدارجة المغربية في مناهج التعليم، حيث أن المقررات تحتاج وصف نحوي للغة في مختلف مستوياتها، المعجمية والتركيبية والصرفية والدلالية والصوتية.
ج ـ هذا عن الجانب النحوي. وماذا عن الكتابة؟ يعتقد البعض أن المسألة سهلة، إذ لدينا الحروف العربية. وهذا غير كاف. فالكتابة نظام سيميولوجي تمثيلي بصري يعبر عن التمايزات الصوتية، وهي في الدارجة مختلفة عن العربية الفصحى.
خلاصة:
إن تلك الأصوات التي لا تمثل الحالة المغاربية بأطيافها الواسعة بل تمثل التوجه الفرانكفوني من زاوية سياسية بحتة، وأن تلك الأصوات لن تجد من يستمع لها إذا ما لجأ المهتمون الى معالجة الفجوة بين الفصحى والدارجة، وتسهيل بعض حركات الإعراب على غير العرب مثل الأفعال الخمسة والأسماء الخمسة وأحكام المثنى والجموع الكثيرة (مذكر سالم، تكسير، جمع الجموع الخ).
ومع ذلك فإن اللغة العربية من أكثر اللغات حيوية وتكيفا مع التطور، فلن يستطيع فهم ما كتب قبل الإسلام إلا من فهم العربية. في حين لا يستطيع أبناء إنجلترا فهم لغة شكسبير إلا المختص منهم باللغة.
__________________
ابن حوران
|