أزعور: النظام المالي اللبناني
بعيد عن أزمة الأسواق العالمية
اعتبر وزير المال اللبناني السابق جهاد أزعور ان عوامل عدة تقي لبنان شرّ أزمة الأسواق المالية العالمية وتجعل نظامه المالي بعيداً منها.
وقال أزعور في حديث الى صحيفة (الراي) الكويتية (نحن في لبنان بعيدون كنظام مالي عن الأزمة، لأن اسواقنا المالية ليست مرتبطة بالأسواق العالمية لعدة اسباب اهمها صغر حجم استثمارات غير المقيمين في لبنان ودينامية بورصة بيروت المحدودة والتي تبقيها بعيدة عن التأثر بالأسواق العالمية.
وأضاف خلال المرحلة الماضية والأزمات التي رافقتها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، اتخذت الدولة اجراءات عدة لإبعاد النظام المالي عن اي مخاطر، كما ان السياسة التي اتبعت والتي خفضت حجم العجز، وحاجات الدولة التمويلية، جعلتنا اقل عرضة لرؤوس المال السريعة.
واشار الى ان المصرف المركزي اعطى التعليمات للمصارف بعدم الدخول في اي استثمارات من هذا النوع، بالتزامن مع المرونة التي اظهرتها الدولة لتأمين ادوات مالية بديلة للمصارف، ملاحظاً ان كل هذا يقينا شرّ الأزمة المالية العالمية التي تحصل.
وتوقع أزعور ان الأزمة الحالية ادخلت النظام المالي العالمي مرحلة جديدة، تتطلب اعادة نظر في النظام المالي العالمي لناحية قواعد العمل والمخاطر وادارتها، ولناحية التشريعات. وقال ان ما نشهده اليوم هو مرحلة جديدة لن نخرج منها بسرعة ويمكن ان تستمر وان نشهد تراجعاً اكبر في وضع الأسواق وانعدام ثقة بين المستثمر والمؤسسات المالية، والمؤسسات المالية في ما بينها، وهو الأمر الذي سيخلق عراقيل في وجه حل الأزمة.
ورأى انه (كان من الطبيعي ان تتأثر الأسواق العربية بالأزمة، الا ان هذا التأثر جاء محدوداً ومتفاوتاً ولا خطر حقيقياً داهماً على النظام المالي العربي. واشار الى أن الأسواق العربية تتمتع بوفرة مالية تأتيها من الثروة النفطية، متوقعاً ان ترتد هذه السيولة الى الأسواق الداخلية، وشدد أزعور على ضرورة عقد اجتماعات على المستويين العربي والعالمي لتقييم الأزمة واسبابها ونتائجها ووضع خطط واضحة لمواجهتها، داعياً الدول العربية الى السعي لكي تكون جزءاً من اي قرار يتخذ في هذا الشأن.
الانوار