العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أمطار غريبة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث النسبية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: حديث عن المخدرات الرقمية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الكايميرا اثنين في واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 14-01-2008, 04:33 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي عائشة بوسنينة شاعرة التحدي و الصمود

[color="Black"]عائشة بوسنينة شاعرة التحدي و الصمود
٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧ ، بقلم الدكتور جميل حمداوي



تمهيــــد:
إذا كانت المرأة المبدعة في الشعر الأمازيغي في منطقة الريف غير محددة الملامح إبان المرحلة الشفوية، ولم تكن تحضر بصورتها الفردية وباسم علمها الشخصي، فذلك لأن الشعر الأمازيغي في تلك الفترة كان شعرا جماعيا يعتمد على الرواية الجماعية والذاكرة المتسلسلة التي كانت تساهم في نقل الشعر من جيل إلى آخر عن طريق الحفظ والترديد الذي تختلط فيه الأسماء الفردية مع الإنشاد الجماعي، فيذوب المبدع سواء أكان ذكرا أم أنثى داخل النسق الجماعي الذي كان لايؤمن بالإبداع الفردي وأصالة الخلق.

بيد أن المرأة الريفية كانت تقول الإيزري وتشارك في شعر العيطة وخاصة في الأفراح والأعراس وفترات الحروب. وقد ذكرها الشعر الأمازيغي القديم موضوعا يدور حولها الإيزري، وذاتا مبدعة تنظم الشعر إبان موسم الحصاد أو تصف العروس أوتمدح العريس أوتحفز المجاهدين على مواصلة الحروب أو ترثي القتلى أو تعبر عن معاناتها الذاتية والموضوعية ولاسيما بعد هجرة الأزواج واغترابهم.

بيد أن الأصوات الأنثوية في مجال الموسيقا والغناء كانت حاضرة بكثرة في منطقة الريف بعد الاستقلال كميمونت سلوان، وميلودة وفريدة الحسيميتين، وفاطمة ومليكة الناظوريتين، ويامنة الخمارية.

ومع سنوات التسعين من القرن العشرين، ستظهر مجموعة من الأصوات الشعرية النسائية بدواوينها المكتوبة المدونة كعائشة بوسنينة بديوانها "عاذ ءاخافي ثارزوذ/ ستبحث عني"، وفاطمة الورياشي: "ءيسرماذايي واوار/ علمني الكلام" الذي صدر سنة 1998م، ومايسة رشيدة التي تعد أكثر إنتاجا بديوانين شعريين وهما "ءيوشايي ثارجيت ءينو/ أعطاني حلمي" سنة 2000م، وديوان "أصهينهين ءيزوران/ صهيل الجذور" سنة 2004م.

أ‌- عتبات مناصية:
ولدت الشاعرة الأمازيغية بوسنينة عائشة في مدينة الناظور بالمغرب الأقصى، وهي ريفية الأصل من تمسمان. نشأت في أسرة محافظة كريمة وشهمة ومضيافة. وهي امرأة عصامية كونت نفسها بنفسها. وقد أصدرت أعمالا قصصية وحكايات وأشعارا بأمازيغية الريف. كتبت للكبار كما كتبت للصغار، وتعيش الشاعرة الآن ببني أنصار قرب مليلية المحتلة.

ومن أعمالها الإبداعية مجموعتها الحكائية: "ثيحوجا نالريف"، ومجموعتها القصصية " ثقصيصين ناريف ءينو"، وديوان "عاذ ءاخفي ثارزوذ/ ستبحث عني".

هذا، وقد صدر هذا الديوان الشعري الأول للشاعرة عن مطبعة بن عزوز بالناظور سنة 1998م، وهو من الحجم المتوسط، مكتوب بالخط العربي، وقد تولى الطابع تصميمه من الناحية الخارجية والتشكيلية، كما قام الدكتور جميل حمداوي بكتابة مقدمته النقدية التصديرية، ويقع الديوان في 29 صفحة، ويضم 14 قصيدة شعرية.


ب‌- تيمــــات الديوان:
يتضمن ديوان "عاذ ءاخفي ثارزوذ/ ستبحث عني" لبوسنينة عائشة مجموعة من التيمات الدلالية التي تشكل رؤية الشاعرة للعالم ومنظورها الخاص للوجود والكون الإبداعي، وتنبني هذه الرؤية على التحدي والصمود والمقاومة والتشبث بالهوية والدفاع عن الكينونة الأمازيغية والهروب من عالم الكبار نحو عالم الطفولة والبراءة. ونستحضر من بين هذه التيمات:

1- تيمـــــة الهويـــة:

تدافع الشاعرة كثيرا في ديوانها الشعري عن الهوية الأمازيغية والكينونة الأنطولوجية للإنسان الأمازيغي من خلال تغنيها بالوجود الأمازيغي والدعوة إلى التشبث باللغة المحلية وكتابة تيفيناغ. وتصرخ الشاعرة جهارا مدافعة عن الخصوصية الثقافية الأمازيغية، وتدعو لتمثلها على مستوى الممارسة والتجسيد اليومي لهذه الكينونة التي ينبغي الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها؛ لأنها أس وجودنا وميسم حضارتنا وثقافتنا.

وتعبر الشاعرة في قصيدة "ثمازيغت ناغ/ أمازيغيتي" عن حبها للغتها الأمازيغية التي تسكن قلبها وحياتها، وأنها لاتستطيع أن تتخلى عنها أو تفرط فيها مادامت تشكل وجودها وأناها الكينوني والوجودي:

ثمازيغت ءاناغ ءاتريغ س ءوفوس ءينو
ءاتريغ ذي زران سي ذامان ءينو
ءاتريغ خاثوريقت حاما وتانتتو
ءاتاريغ خ ثموث مارا ثوزاغ ءاتزيزو
ثمازيغت ناغ زيناداق ييرس ءينو

[1]

وتبحث الشاعرة عن لغتها الأصلية ليلا ونهارا، وتتعهد بأن تتحمل المحن والمصائب من أجل أن تصل إليها لتجعلها قلادة لها، هذه اللغة التي يبكيها الكل، وتحزن الطبيعة من أجلها، وتهون الحياة أمام جمال ألفاظها وجزالة عباراتها وقوة مفرداتها، ويسهل الموت أمام قيمة لغة الأجداد والأحفاد التي ارتبطت عبر التاريخ بالأنفة والكرامة وشهامة التحدي وعزة الصمود والمقاومة والبطولات الملحمية الخارقة:

خام ءيسيغ رمحايان مغارنت ءام ءيذورار
خام ءييارزوغ جيرث ذ نهار
خام ءورينو ياذعاق ياگا ءاضيصيار
خام حازنانت ثبحار ءوگينت ءاذسغميينت نوار
خام ءيمام ءوجانا ياگا ذيواث ءونزار

[2]

ولا تكتفي الشاعرة بالتغني بلغتها الأمازيغية المحبوبة، بل تطالب اللغة العربية أن تكون صديقة وفية للأمازيغية، لغة مغرب الأجداد والأسلاف، وتعاتبها الشاعرة المتسامحة عتابا شديدا لمّا تركت الأمازيغية وحيدة تندب حظها التعيس في جبال الريف، تكابد ألم العزلة وأسى الغربة الذاتية والمكانية. لذا، تدعو الشاعرة العربية والأمازيغية معا إلى الوحدة والتلاؤم مادام الله قد وحدهما في بوتقة دينية مصيرية واحدة:

ثسماح ذايي وتشما ثاجايي غا وحذي
خ ءيذورار ناريف ياتصودايي ءوباحري
عماس وثاسقسي وسثاني مانّي تيري
ءاخمي واذايثسين ذواشماش زيمارمي
يسموناناغ دين ءيدياجا سيضاربي

[3]
يبدو أن الشاعرة عائشة بوسنينة كثيرة التسامح مع العربية تقدر الآخر العربي وتكن له كامل المودة والحب والاحترام، وتدعو إلى التعايش والأخوة والوحدة الوطنية والقومية من خلال التشبث بالدين والعقيدة الإسلامية السمحة.

2- تيمــــة الأرض:

تتغنى الشاعرة عائشة بوسنينة بأرضها وتتشبث بها هوية ولغة وكتابة ومصيرا، وتتلذذ بها معاناة وثورة واستشرافا للمستقبل المعسول الذي يتجاذب ألما وأملا. ومن القصائد التي عبرت فيها عن حبها للأرض ومدى تشبثها بها حبا وعشقا نستحضر قصيدة "ءادريوش/ بلدة دريوش" التي تندب فيها الشاعرة بلدة دريوش بصفة خاصة والريف بصفة عامة، تلك البلدة النائية التي تركها أهلها تراقص الغبن والتهميش والإقصاء والتسيب حتى تحولت إلى جحيم لايطاق:

ءاسعقانتاث زيثامزي ماش غاثاگ ءاتمغار
وازاياس ثارضيم ثجيمتاث غاييرار
ءاتاريم خاس ثاقاصيصت وثاسينام مينتاعنا
ثانيم خاس ءاوار ماشحار تيمانا
ناتاث زوگامي ثادار ذگحاوار ءانييماس ثافار
ثغذرامتاث غاثمارث ثعجنام خاس س ءوظار
ثقذاماس ثيماسي ءاريماث ناس ثافار
ثقذاماس ءاتماث عاماس ءاتظهار

[4]
بهذه المأساوية المفعمة بالموت والانتظار وترقب الذي يأتي ولا يأتي، تنظر الشاعرة الحساسة إلى بلدتها الكئيبة التي حولها أهلها إلى فضاء جدب يائس لا حياة فيه ولا حركة، يعانق الصدى الأجوف والخراب المميت.

3- تيمــــة الوطن:

تتغنى الشاعر عائشة بوسنينة بوطنها الذي حاول الأعداء أن يكيدوا له المكائد حسدا وحقدا، راغبين في تمزيق أواصر وحدته من أجل إضعافه وتشتيت قواه، بعد أن كان هذا الوطن طوال تاريخ الإنسانية أرض المقاومة والبطولات الخارقة ونموذجا للجود والكرم الحاتمي، لذا تعتبر قصيدة "ءاثساوانت ءيگعذان/ الطريق الصاعد" خير نموذج شعري تشيد فيه الشاعرة بوطنها الحبيب وتتمنى له كل السعادة والهناء والخير، وخلافا لذلك، تتمنى للعداة الحاسدين الهلاك والبوار، تقول الشاعرة في قصيدتها الوطنية:

ءاثساوانت ءيگعذان ءارعونصار ن وامان
حسذان شام ءاجيران ءاخ وازري نام ياشنان
سامخو مبران ءيفيران واميظهار وامشان
ثشغويوذ ءاياما ثاروانام ءيشم يابظان
قاشام غاسان ذگور ذيرواصت ءييذمان
ويشام غايتون ويشام غاينكان
شام يتحاراشان ويذام ءيزامان
خام ءيموثان رعمار نسان خام ءيثهذان
ءورين خام راجذوذ ءيني توغا نازمان

[5]
كما ترثي الشاعرة مدينة مليلية المحتلة التي أسرها الأعداء الإسبان وجعلوها كالحمامة المطوقة التي تعاني من الذل والهوان وترغب في الحرية والانعتاق والتخلص من قيود الاحتلال والاستلاب:

منعان ثاسكورث شادانت سوفيرو
ءاگينت ذيرقفاز ءاگين ذايس غازو
ماشحا ثشنا غارابي ماشحا غاس ثرو
ذارقماس ءاتاسكورث ءاجمتاث ءاتضو
ءاتقفاز ذگ ءوجانا ءاتاف ميخ ثارزو

[6]
تصدر الشاعرة في هذا المقطع عن وطنية صادقة مفعمة بحب التحرر والانعتاق من الاستعمار والعبودية وكراهية استرقاق الإنسان ظلما وحيف وجورا.

4- تيمــــة الأنفة والكرامة:

تتغنى الشاعرة بمجموعة من الصفات التي يتميز بها الإنسان الأمازيغي في أرضه وهي العزة والكرامة والأنفة وعدم الرضى بالذل والخنوع والعبودية والهوان. لذلك نجد هذا الإنسان منذ التاريخ وهو يدافع عن وجوده ويقاوم الأعداء مسترخصا في ذلك النفس والنفيس من أجل حريته التي لايستطيع أن يفرط فيها قيد أنملة.

COLOR]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .