'صراع الأجنحة' في القصر يودي بناشط حقوقي سعودي

[د.علي]

ميدل ايست أونلاين

باريس ـ من حبيب طرابلسي



أعلن "مرصد حقوق الإنسان في السعودية" عن اعتقال الدكتور محمد العبد الكريم، أستاذ أصول الفقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، الأحد، بعد حوالي أسبوعين من نشر مقالة مدوية بعنوان "أزمة الصراع السياسي بين الأجنحة الحاكمة في السعودية - محاولة للبحث عن مصير الشعب السعودي" نشرها الناشط في مجال الحقوق السياسية والمدنية والعضو في العديد من المنظمات الحقوقية العربية والدولية، في صفحته الخاصة في "الفيس بوك" ثم تناقلتها عدة مواقع إلكترونية.
ويؤكد المحامي والناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والمشرف العام على "المرصد"، وليد سامي أبو الخير، أن "اعتقال الدكتور محمد عبد الكريم هو مخالفة صريحة وواضحة لأسس الحكم الرشيد ومبادئ حقوق الإنسان وحق حرية التعبير. كما هو أيضاً شرخ في وثوقية العلاقة بين الحاكم والمحكوم القائمة على مبدأ الوضوح والشفافية، ثم هو يزيد من احتقان الرأي العام الذي هو محتقن الآن كما لم يكن من قبل جراء انعدام مناخات الحرية".
وبدورها، نشرت مجلة مؤتمر الأمة بياناً بشأن اعتقال رئيس تحريرها محمد العبد الكريم، جاء فيه أن "بعد ظهيرة اليوم، الأحد نهاية العام الهجري المنصرم ومطلع العام الهجري الجديد 1432هـ الموافق 6/12/2010م، تقدم ثلة من ضباط المباحث العامة بالعربية السعودية وعرفوا بأنفسهم للناشط والإصلاحي المعروف الدكتور محمد العبدالكريم طالبين منه تسليم نفسه، واقتادوه لسجن السياسيين بالحاير جنوب مدينة الرياض، مانعين إياه من الاتصال بذويه، ولم يعرفوه بالتهمة الموجهة له".
وعقب انتشار خبر اعتقال الدكتور محمد عبد الكريم بساعات، بدأت تنشأ الصفحات في "الفيس بوك" تحمل ردود فعل المتعاطفين مع الكاتب والناشط الحقوقي، وهو عضو في العديد من المنظمات الحقوقية العربية والدولية، من بينها جمعية الحقوق المدنية والسياسية بالسعودية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ومنظمة الكرامة لحقوق الإنسان.
وأضافت مجلة مؤتمر الأمة أنها "إذ تعلن هذا النبأ لتعلم علم اليقين أن محاصرة الفكر بالقيد والاعتقال لن يزيده إلا قوة وانتشاراً وإن لناشطي الإصلاح والتحرير حقوقاً على أمتهم وأهلهم بالوقوف معهم بالنصرة والتأييد والدعم والمناصرة، وليل الظلم مهما طال فلا بد له أن يزول، وعجز الأنظمة عن مواجهته بالفكر دليل على حجم الضعف والعجز الذي ننخرط فيه، وإن حجم التحديات التي تواجهها الأمة لتدعوها للصدع بالحق برجال مثل الرجال الذين تمتلئ بهم السجون اليوم في الأنظمة العاجزة الخانعة".
ويذكر أن من بين الذين يقبعون في السجن منذ أكثر من ثلاث سنوات بدون محاكمة سبعة من الشخصيات من المجتمع المدني السعودي ـ من ضمنهم البرفيسور عبد الرحمن بن عبد الله الشميري والدكتور سعود مختار الهاشمي والمحامي سليمان الرشودي ـ كان قد ألقي القبض عليهم من قبل جهاز المباحث العامة في 2 فبراير/شباط 2007 في جدة.
واتهمتهم آنذاك وزارة الداخلية بالقيام بـ"أنشطة ممنوعة، تضمنت جمع التبرعات بطرق غير نظامية، وتهريب الأموال وإيصالِها إلى جهات مشبوهة وتوظيفها في التغرير بأبناء الوطن وجرهم إلى الأماكن المضطربة" مثل العراق.
لكن عدة منظمات حقوقية أكدت أن المعتقلين سبق لهم أن تولوا الدفاع عن نشطاء حقوق الإنسان، ولا يمكن أن يكونوا من الممولين للإرهاب، خاصة وأن لهم مواقف وتصريحات علنية مناهضة للتطرف والعنف. وقد أتى مقال الدكتور محمد العبد الكريم ضمن سلسلة من المقالات في المملكة وخارجها على خلفية الوعكة الصحية التي ألمت بالملك عبد الله بن عبد العزيز، والمتمثلة في "انزلاق غضروفي وتجمّع دموي" والذي يتعافى حالياً في نيويورك حيث تلقى العلاج.