العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضفائر والغدائر والعقائص والذوائب وتغيير خلق الله (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-06-2007, 06:47 PM   #21
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

المصرفي والمُكَلَف :

كيف خضع المصرفيون لرقابة الدولة
بعدما نظموا مالية الدولة الحديثة؟


كان المصرفيون أشخاصا أساسيين في الثورة الصناعية، ففي المقام الأول ضغطوا على الأمراء لتنظيم مالية ممالكهم، وقد مولوا زيادة القوة السياسية للأمراء، من خلال ما كانوا يمنحونهم من قروض. كما فرض المصرفيون في البلدان الأوروبية الرئيسية تنظيم الإصدار النقدي من خلال إنشاء مؤسسات إصدار.

ولم يتوقف نشاط أولئك المصرفيون عند هذا الحد، بل كانوا يمولون مشاريع صناعية وزراعية ومشاريع إقراض ما وراء حدود الدولة، مما جعلهم يحتاجون المزيد من الأموال، فتحولوا الى مبشرين في جذب المدخرين لإيداع أموالهم في المصارف، وكانوا يغامرون في التصرف بتلك الأموال ويتعرضون الى مخاطر تجر الويلات في كثير من الأحيان، لا عليهم فحسب، بل على جمهور المدخرين، وكان تصاعد الأنشطة الراغبة في التمويل داخليا وخارجيا، هي ما تفرض على هؤلاء المصرفيين من تجاوب، أحيانا لا يكون بشكل مدروس بعناية ودقة.

كانت الهزات التي تعرض إليها قطاع المصارف في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، هي ما جعلت الدول الأوروبية تتدخل لتأميم قطاع المصارف وتخضعه الى سيطرة الدولة، كون الدولة هي الضامن بالنهاية للمودعين .. وقد كانت فلسفة الدولة الغربية في ذلك تتلخص في منع الخلط بين الأعمال والقروض الممنوحة لتنمية تلك الأعمال، فالتسليف لقطاع الصناعة يختلف عن التسليف في قطاع العقارات وقطاع التجارة والزراعة والتعاون وغيره، فحتى تمنع الاحتكارات والمضاربات، أوجدت تخصصات في أعمال البنوك، والتي تم ربطها بجهاز مصرفي مركزي تملكه الدولة وفق نظام معقد.

وهكذا تنحى دور المصرفي في تسيير أمور التمويل في الدولة ونشاطاتها الاقتصادية، ليصبح خاضعا لقوانين تلك الدولة ..

تدبير الادخار العالمي من قبل البيروقراطية المصرفية

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وعودة الحياة الاقتصادية لأوروبا وانتعاش القطاعات الصناعية والزراعية، عاد المصرفيون ليحتلوا مكانتهم الأولى التي كانوا عليها قبل تدخل دولهم، ولكنهم عادوا مقيدين بضوابط من دولهم ليتحملوا هم تبعيات مخاطر تصرفهم، فبعد الانهيار المالي في بداية الثلاثينات في أوروبا عندما أصبح الدولار يساوي أكثر من مئة ألف مارك، فإن شبح تلك الأيام سيجعل المصرفيين أكثر حرصا وابتعادا عن المغامرات غير المدروسة.

هذا الجو صنع آليات معقدة لضبط مسارات التسليف، مما خلق جوا بيروقراطيا شنيعا، دخل من خلاله المهندسون ليفرضوا سلطانهم على المصرفيين وعلى الدولة أيضا.. فهم من يقدم مخططات المشاريع الهندسية وهم من يقترح حجم تمويلها، وهم من يضع تصورات لما تنتج، وقد تفننوا بتلك الدراسات، فحتى لا يضجر منهم الممولون وتضجر منهم الدولة، كانوا يميلون لعمل دورات قصيرة لرأس المال وأرباح كبيرة، يصدقون في توقعاتهم من خلال التنبؤ بها، ولكنهم لم يكونوا ليعطوا فرصة للممولين أو للدول التي ترتبط بالممولين من أن يأخذوا أنفاسهم، فتتسارع المشاريع والمخططات المكملة لها، وتتسارع معها تدفقات رأس المال لتمويلها، وتصبح الدولة والمصرفيين رهن إشارة المهندسين..

تكاليف أخطاء البيروقراطية المصرفية بالنسبة الى المُكَلَف:

رغم تلك المظاهر من الحرص والتدقيق التي تجلت بالبيروقراطية الحارسة للأموال، فإن أخطاء كثيرة وقعت ليس بالصناعات الهندسية وحسب بل بالقطاع العقاري وبالمضاربات، وساد جو من الحيل والغش للتمويه على تلك البيروقراطية. وقد كانت الخسائر بمئات المليارات من الدولارات .. ولا حاجة للتذكير بما حدث عام 1992 لمجموعة (Olympic&York) الإنجلو ـ كندية، التي فاقت خسائرها 13 مليار دولار أي بمبلغ مديونية المغرب عام 1982، أو بانهيار مجموعة إمبراطورية ماكسويل أو إمبراطورية بنك الاعتماد والتجارة الدولية ..

كل ذلك أدى الى ظهور إقطاعيات مالية عالمية، وجعل تلك الإقطاعيات تتماهى مع الدول في سياساتها المدنية والحربية والاقتصادية ..

التبذير في القروض الممنوحة للدول

اكتشف المصرفي، أن أفضل قروض ـ من حيث ضمان احتمالية تسديدها ـ هي تلك التي تمنح للدول .. لخلو ذلك من المخاطر، ولأن عدم تسديدها من قبل الدول الممنوحة، سيفتح أبواب اقتصادية لا تقل ربحا عما لو سددت تلك القروض، بل وقد تزيد عليها .. حقا، إن هذا النهج ليس جديدا، بل قد اتبعته البنوك مع الدولة العثمانية في نهاية أيامها، كما اتبعته مع العهد (الخديوي) في مصر،أو تونس في عهد البايات، ورأينا كم كانت نتائجه مفيدة ومربحة بالنسبة للمقرضين ..

ولم تكن البنوك والمصرفيين معنيين في الكيفية التي تصرف بها القروض الممنوحة للملوك والأمراء، بل كانوا معنيين بالضمانات التي يستفيدون منها بصفتهم المالية أو بصفتهم حلفاء لدولهم .. فهم بالعكس، يفرحون أن تبذر الأموال في اللهو والعربدة والسياحة، ولا تبذر في أوجه التنمية والبحث العلمي، الذي لو تم سيجعل من أسواق الدول الممنوحة مجالا مشكوك في رحابته أمام سلع شركاتهم التي كونوا منها الأموال التي أقرضوها .. وكانوا يستوفون عندما تعجز الدول عن التسديد، امتيازات جديدة في المناجم ونهب المواد الخام من الدول المقترضة، بصفتها كدولة، أو كحاكم يتصرف بشكل مطلق بشؤون تلك الدولة ..

يتبع

هامش
ـــ
الكتاب: قراءة من صفحات 107ـ 116
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-08-2007, 12:07 PM   #22
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

استئناف انطلاق الآلة المالية الغربية

تعرض العالم الى انتكاسات مالية هائلة عام 1929، مما عطل وأخر (تغول) المؤسسات المالية التي اختارت (الدولة) كضامن لقروضها.. كما أن ظهور التوازن (الاتحاد السوفييتي) كبح من جماح تلك المؤسسات .. لكن في عهد (جون كندي) والذي يعتبر مهندس الرعب النووي في العالم الحديث، وظهور رجل بمحاذاته هو (مكنمارا) الذي ارتأى أنه بالإمكان إخلال حالة التوازن العالمي من خلال التصرف بالقروض وربط معظم دول العالم الثالث بتلك القروض وبالتالي ربطها بالعجلة الليبرالية لتكون عاملا إضافيا في وقف النمو الشيوعي. ففتحت أبواب القروض للسدود والطرق والمدارس والمستشفيات (بضمانة الدولة)، أمام البنك الدولي (IBRD) الذي كان يرأسه(مكنمارا) فكان يقود معركة على الجبهة المالية والاقتصادية العالمية محاذيا للجبهة التي كان يقودها (جون كندي) في إثارة تهيج الغرب وتهيئتهم لسباق تسلح كبير..


معدلات الصرف المتقلبة وظهور (النقدانية)*1

اكتشف الأمريكان أن الفساد المنتشر في دول العالم الثالث سيسمح لهم بفرض فوائد عالية جدا، تجعل من تلك الدول تعمل ليلا نهارا لقرون طويلة، دون أن تستطيع التخلص من مديونيتها، فيبقى قرارها وسيادتها مربوطة بالدائن!

وفي هذه الأثناء استطاعت البنوك الأمريكية ومن ثم الغربية أن تجتذب الأموال كودائع في بنوكها حيث رفعت الفوائد الى ما بين 14ـ20% بحسب البلدان والفترات التي ستودع بها الأموال، وكان ذلك بين أعوام 1980و 1985، فعاش المودعون الشرفاء و غير الشرفاء من مهربين مخدرات ولاعبي بورصة حالة نشوة فريدة..

الانفجار المالي الكبير BIG BANG، الامتلاك المالي بالإكراه OPA والريوع غير المنتجة ..

بعد الأزمات المالية المتكررة التي حدثت في منتصف القرن الماضي، والتي كادت أن تعصف بأصحاب الأموال ومؤسساتهم، جاءت الثورة الإلكترونية التقنية لتبث الروح من جديد في الإقطاعيات أو بالأحرى الإمبراطوريات المالية العالمية لتجعل من العالم (كازينو أسهم كبير) يسمح ببيع وشراء كل شيء مسبقا..

لم يعد النظام الصناعي يستطيع الحصول على أموال من المساهمين والمشتركين مباشرة، لكن حركة الإيداع كانت تتجه للبنوك التي لا مخاطرة من الإيداع فيها بعكس تلك المخاطر الناجمة عن الاستثمار في المشاريع الصناعية.

لكن هذا لم يمنع أن تكون هناك مؤسسات صناعية عملاقة لها أذرع استثمار في كل أنحاء العالم أن توظف أموال تلك البنوك ودون حدود في خدمتها. وهنا ستدور معارك صناعية طاحنة بين الشركات المتعددة الجنسيات التي تتسابق على تنفيذ مشاريع تسليح وبناء ومواصلات وغيرها، لتشفط في النهاية أموال الكثير من الدول ومنها الدول الكبرى نفسها..

تجاوزت الشركات الكبرى العملاقة فكرة الإبداع وخدمة الإنسانية والبحوث العلمية الداعمة لها، واهتمت بأقصر الطرق لتكديس الأرباح .. فانتبهت دول غرب أوروبا الى ذلك، فعاودت تحمي الشركات الصناعية التي تفرد للبحث العلمي والإبداع الإنساني ..

لا يفوتنا هنا ذكر التفنن في استخدام الإعلام ووسائل التأثير في الرأي العام، من خلال تقديم تقارير واستبيانات زائفة، هدفها زعزعة المستهلك في عرض العالم وطوله .. فأحيانا تكتب تقارير عن حوادث الطيارات و مساوئ آلة معينة، تتعاون فيها جماعات صحفية منظمة لاستبعاد شركة بالفوز بتزويد دولة بالطائرات .. أو تبث حملات دعائية منظمة يُزج فيها أطباء ورجال صحة وخبراء من كل نوع لتضخيم حالة (جنون البقر) أو (إنفلونزا الطيور) .. وتستطيع تلك الحملات أن تحرف صفقات بمليارات الدولارات عن مسارها الطبيعي .. فكل الذين ماتوا من جنون البقر وإنفلونزا الطيور خلال عشرة أعوام لا يساووا بعددهم وفيات الذين يسقط على رؤوسهم جوز الهند في يوم واحد في جنوب شرق آسيا، أو الذين يموتون ب(الفودكا) المغشوشة في روسيا بسهرة ليلة واحدة ..

تعرية الإداري والمصرفي


لقد أصبح رجال الاقتصاد ملوكا عراة لا حول لهم ولا قوة، فكل يوم نرى العالم يعقد عشرات المؤتمرات لمناقشة قضايا مثل الإيدز والتصحر والمديونية والاحتباس الحراري، ويخرج على شاشات التلفزيون رجال ناعمون يحاولون أن يعطوا كلامهم طابع الحسم والقرار .. ولكن كل ذلك محض كذب، فالرجال الحقيقيون الذين يقودون العالم ليس هؤلاء، بل المهندسون والصناعيون الكبار والذين استطاعوا أن يجعلوا من كبار رجالات الدولة ـ أي دولة ـ لعبة في أيديهم، إن لم يتولوا الحكم هم بأنفسهم (مثال إدارة بوش الحالية) ..

أما في دول العالم الثالث، فكان مدراء البنوك المركزية خارجين عمليا من دوائر القرار، وقد أصبحوا خاضعين كليا لإدارة دولية، وقراراتهم لم تعد سوى ميكانيكية عمياء لرفع معدلات الفائدة وخفضها على هوى تطور الكتلة النقدية الدولية التي خيوط تحريكها بأيدي قوى تنتمي لقيادات الفوضى الجديدة في العالم





هوامش
ـــ
النقدانية: أو المذهب النقدي، من المصطلح الفرنسيMonetarisme
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-09-2007, 03:57 AM   #23
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإصلاح المستحيل للأنظمة الضريبية والمالية

السرية المصرفية أو تكريس الريوع غير المنتجة

للحديث عن هذه النقطة، لنحاول أولا وصف ما كان قائما قبل الوصول الى هذا التقليد الاقتصادي الشاذ الذي يتعلق بالسرية المصرفية وما يترتب عليها..

لقد أوجدت العقلية الليبرالية في خضم مرحلة الحرب الباردة، تقليدا ذا قواعد، ظاهرها أخلاقي، وما ترتب عليها كان دمارا على الاقتصاد العالمي و تحويله الى الحالة الشاذة والقبيحة التي هو عليها الآن .. ألا وهو السرية المصرفية والتي يترتب عليها التهرب الضريبي، فكان رؤساء وملوك وأمراء دول العالم الثالث يضعون أرصدتهم في مصارف عالمية، تكون جذورها من أموال الدول التي يتربعون على حكمها، وكانت تخرج من دائرة المراقبة الضريبية للدول التي يحكمونها .. مما قاد الى بروز الظواهر التالية:

1ـ مشاركة الأشخاص والشركات الموردة للسلع والخدمات التي تحتاجها تلك الدول، وأخذ العمولات اللازمة (الخفية) وبالنسب التي يضعها (من يأخذها) على مثل تلك الأنشطة لتضاف على الكلف المدفوعة من الميزانيات العامة للدولة، لكي ينعم هؤلاء التجار والوسطاء بالتهرب الضريبي كونهم يشاركون (علية القوم) ..

2ـ لضرورات بقاء الدولة بأشكالها المتخلفة، فإنها ستضطر لتكديس عشرات الألوف من المستخدمين، سواء كانوا في أجهزتها الأمنية، أو في وظائف بيروقراطية غير (مبدعة) ومنتجة ومضيفة أية قيمة للاقتصاد الوطني، فإن تلك الدول ستضطر لأحد الطريقين التاليين للمحافظة على كياناتها :

أ ـ فرض ضرائب تصاعدية مهلكة على القوى المنتجة بشكل حقيقي، مما يدفع تلك القوى من رأسمال وطني وغيره من عدم الرغبة في بقاء نشاطها بأشكاله الطبيعية في أوطانها .. أو تجعلهم يحتالون على النظام الضريبي من خلال التهرب أو الرشاوى ..

ب ـ الاقتراض من الخارج وزيادة حجم مديونية تلك الدول، وما سيترتب على ذلك فيما بعد من اعتماد أسلوبين أولهما: الخصخصة ببيع جذور مشاريع الدولة الهامة والأساسية كالهاتف والكهرباء والتعليم والمياه والصحة، وبالتالي دفع الدولة لمزيد من التخلف الحقيقي. والثاني: زيادة الضرائب والأسعار التي تتصاعد مع تصاعد الإنفاق العام لأجهزة الدولة لديمومتها غير الضرورية إلا لنفسها ..

إن هذا الشكل من الشذوذ لم يقتصر على دول العالم الثالث فقط، بل شمل الدول الاشتراكية (سابقا) أيام ما كانت اشتراكية وبعد تخليها عن أسلوب الاقتصاد المركزي (الموجه) .. كما أنه طال حتى الولايات المتحدة حيث بلغت مديونيتها (في نهاية 2006) أكثر من 7 تريليون من الدولارات، قسم من تلك المديونية لمصارف وبيوت مال أمريكية، والقسم الثاني يعود لكل من اليابان وألمانيا، بالإضافة الى العديد من الدول المودعة أموالها بكنف (الخزينة الأمريكية) ..

إلغاء التناقضات القانونية للدولة الليبرالية :

إن ما يتعين زواله أولا هو الجانب الجزائي للمنازعات الضريبية مع تعزيز الأحكام المدنية وحجم الغرامات. فلا بد من إلغاء عقوبات السجن التي يمكن أن تصدر بحق مخالف لقانون الجمارك أو الضرائب العام، فهي تعود الى عصر آخر (حسب رأي مؤلف الكتاب) .. فالعقوبات (برأيه أيضا) يجب أن تكون على المبذرين الحقيقيين لأموال الدولة ..

ويقترح المؤلف، هنا، تحرير تداول الرساميل على الصعيد الدولي، لكن مع السماح للسلطات الضريبية الوطنية بالاستعلام عن مقدار الحركات وحجمها، التي يمكنها أن تطال حسابات مواطنيها غير المقيمين نهائيا وفعليا في الخارج (بغض النظر عن مواقعهم الاعتبارية) .. وهنا لا بد من التنويه عن ضرورة وجود تفاهم دولي يحدد بدقة معايير الإقامة الضريبية .. والتي تخص تلك الدول التي تمنح جنسيات (المجاملة) من أجل العيش في (فردوس ضريبي) ..

ضريبة الإنفاق : حل حقيقي أم طوباوي؟

اقترح بعض كبار الاقتصاديين الليبراليين أمثال (N.KALDOR) البريطاني، تتبع المكلفين ضريبيا من خلال اقتطاع أجزاء بالألف من قيمة (الشيك) الذي يتداوله الناس، أو من يعتمدون البطاقات الممغنطة، وتعديل نسبة الاقتطاع وفق مراقبة ما يتحصل من أموال لقاء تلك العملية .. وهنا سيكون على البنوك وبيوت المال التي تتعامل بهذه الطرق أن تقوم مقام دوائر الجباية الضريبية في الدول .. وبهذا سيتناقص (حسب رأي هؤلاء) التهرب من الالتزام الضريبي والذي سيكون أقل ثقلا من تلك التي تفرضها الدول على مكلفيها ..

على أي حال، فإن أجهزة الضريبة وشبه الضريبة تلفظ أنفاسها في الولايات المتحدة و تلهث في أوروبا والعالم الثالث .. وهذا ما يُسمى الآن ب (أزمة الدولة ـ الحامية) .. صحيح، أن الواقع مختلف في الأمثلة الثلاثة، لكن فكرة الضريبة التي وضعت بالأساس لتحقيق التكافل الاجتماعي بين شرائح الشعب قد فشلت في النماذج الثلاثة ..

التزايد المنفلت لمديونية الدول

إن المديونية ـ كما أسلفنا ـ لم تقتصر على دول العالم الثالث بل طالت معظم دول العالم ..وإن تقلبات صرف العملات الوطنية قد أربك إدارة تلك الديون، فانخفاض قيمة العملة الوطنية والذي كان يتم في إشراف وطلب الأجهزة التمويلية الكبيرة (صندوق النقد الدولي، البنك الدولي) أدى الى انفجار أعباء خدمة الديون الخارجية .. وإن هذا الأمر أثر على مواطني الدول المدينة بشكل كبير، في تحطم القدرة الشرائية للمواطنين و عدم قدرتهم على إدارة أمور حياتهم بشكل يضمن لهم الكثير من الأساسيات .. كما أن تلك الدول ستعاني من الضعف في ديمومة حفاظها على نفسها، وسيكون الاقتراض من أجل شراء حاسوبين لوزارة أمرا متكرر الحدوث!

يتبع في هذا الفصل
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-10-2007, 02:01 PM   #24
sealord
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2007
المشاركات: 16
إفتراضي

الفاضل ابن حوران ،
جزاك الله خير على مجهودك ، وأود أن أضيف أنه حتى تتقدم مجتمعاتنا واقتصادياتنا علينا التسلح بالعلم والمعرفة في ظل مبادئ الشريعة الإسلامية ، لينشأ جيل مسلم قادر على مواكبة التطورات في كافة مجالات الحياة ، وعلينا بالقراءة ثم القراءة والتشجيع على القراءة.
تحياتي،،،
sealord غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-10-2007, 09:52 PM   #25
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أشكر تفضلكم بالمرور الكريم
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-10-2007, 09:53 PM   #26
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الاقتطاعات الوحشية على المكلف

يلاحظ المراقب مدى تداخل المشكلات الاقتصادية في العالم منذ ثلاثة عقود على الأقل، ففي الوقت الذي تزايد فيه تسليف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للكثير من دول العالم الثالث، فإن المراقب سيلحظ أن تلك الزيادات آتية من تأكيد الضمانات من قبل الدول المدينة، حتى غدت تلك الدول وكأنها (مرهونة) بالكامل للجهات الدائنة .. وعليه فإن الجهات الدائنة أصبحت تتصرف وكأنها هي من يملك تلك البلدان ودولها، فهي توصي أو (تأمر) بإجراءات على الدول المدينة سلوكها، وإلا الويل والثبور لتلك الدول .. هذا ما نوهنا عنه سابقا

كان على الدول أن تقترض وتفرض الضرائب، حتى غدا المواطن في تلك الدول هو من يضمن ديمومة تلك الدول، ففي بعض بلدان العالم الثالث تتقاضى بعض الدول رسوم على السيارات أكثر مما تتقاضى الشركات الصانعة لتلك السيارات .. ويأتي المخمن لتلك الرسوم، ليسأل هل بالسيارة مكيف.. هل بالسيارة جهاز فتح للأبواب أوتوماتيكي (سنتر لوك) وكل بند من تلك البنود عليه رسوم إضافية، وكأن المكلف (زبون في مطعم) هل عندك خبز زيادة .. هل عندك ماء صحي .. ماعون (سلطة) ..

كان لا بد والحالة تلك أن يتم إجبار البنوك المحلية على منح قروض للدولة لتغطية نفقاتها، كما تم إجبارها على تقديم قروض لمواطنين وشركات خلافا لما كانت تحذره في السابق.. لقد كان على تلك البنوك الارتباط بسلسلة البنوك والمصارف العالمية .. التي لو أوقفت جريان تدفق أموالها، لتوقفت عندها عجلة الحياة في الكثير من الدول النامية .. أي أصبح الارتهان كاملا من قبل الدولة النامية ومؤسساتها الوطنية للمصارف العالمية المنضوية تحت إدارات غامضة للسيطرة على اقتصاد العالم، وبغض النظر عن الفوضى التي ستحدث جراء ذلك.

هل ينبغي الاستمرار في ضمان الادخار لصالح المصارف؟

لقد أصبح بالإمكان الاستنتاج من أن المنطق الاقتصادي الليبرالي قد تم الخروج عليه بشكل فاضح .. وأصبح مواطنو العالم ودولهم يدخرون لصالح شبكة من المصارف العالمية (متعددة الجنسية!) .. وظهرت المشكلات من خلال الثالوث الذي تحدثنا عنه (السرية المصرفية، عدم تناسب الأجهزة الضريبية، وانحراف وظائف المصارف) .. لذا، لا بد من جهود استثنائية للتغلب في المستقبل على التحجر الفكري والمؤسسي الذي يكرس شذوذ مختلف الأدوار والآليات الاقتصادية، لكي نتمكن من التوجه نحو أشكال مختلفة للتنظيم المالي.

إن الدول الغنية والفقيرة، تعجز عن متابعة الرزوح تحت عبء الديون وتحمل معدلات فائدة حقيقية مرتفعة جدا. فلا بد من تعديل فوري ضروري للأجهزة الضريبية، لإحداث حالة توازن جديدة في وضع الميزانيات والسماح للاقتصاد الوطني أن يزاول مهامه، بعيدا عن شبح الترقيعات الضريبية التي تلجأ لها الدول لمعالجة وضعها الاقتصادي المترنح ..

كما أن على البنوك أن تسمح بمراقبة الأرصدة الخاصة لكل أفراد الدولة بما فيها من هم على رأسها، لفسح المجال أمام الاقتصادات الوطنية بمعالجة أوضاعها دون استثناءات .. وهذا سيتطلب اتفاقيات ومعاهدات دولية تتوافق مع المطالب الأدبية للمنظمات الدولية في حل مشاكل العالم!

وهنا يفترض أن تكون الجهات التي تطلب ضمانة الدولة لقروضها الأجنبية أن تودع أموالها في بنوك وطنية ترعاها الدولة. وبنفس الوقت تطلب من الدولة ضمانة حقيقية في التخلص من شبح تجميد الأموال في الهزات الاقتصادية (بنك الاعتماد) أو الهزات السياسية (فيما يخص ما يسمى الحرب على الإرهاب).


عدم تكيف الأنظمة الضريبية والمصرفية يحافظ على
العجز التكنولوجي لكثير من بلدان العالم الثالث


من الواضح أن الوضع مختلف في كثير من بلدان العالم الثالث، حيث لا تزال البنى المالية وبُنَى البورصات بدائية جدا (مثال : اضطراب الأسواق المالية في دول عربية وخليجية) .. وهذا يحدث بسبب تقليد معين لما يجري في دول متطورة على أوضاع نمت في شكل مشوه لم يستطع استيعاب التعاطي بطريقة ملائمة لتطور لم يحدث فعلا!

ومن أشكال تلك التشوهات ما يحدث في أسواق العقارات .. حيث تضع الدولة رسوما معلومة على العقار (مثلا 10% في الأردن) .. وقد ينشط الطلب على العقار في عينة من الوقت وتصبح الأرباح خيالية، فيكون من اشترى قطعة أرض بأربعين ألف دولار، بعدما ينجز بناء عمارة عليها، تكون مثيلاتها من قطع الأراضي قد أصبحت بنصف مليون دولار، فإنه سيضع سعرا للشقق المعروضة للبيع على أساس سعر الأرض الجديد .. هذا سيؤدي الى ارتكاسة في سوق العقارات، ويؤدي الى زعزعة أسهم سوق العقارات واضطرابه مع ضمان ثبات رسوم الدولة وفوائد القروض (للمصارف) ..

إن الحركة الكاذبة في سوق العقارات وما يترتب عليها من أرباح خيالية، لن تدعم الاقتصاد الوطني بأي شكل، فالمستفيدون منها هم أصحاب رأس المال الذين يبيعون شققهم لمستثمرين من وراء الحدود، أو من خلال تأجيرهم لتلك الشقق لشركات أجنبية أو وافدين لخدمة الدولة، فستدفع الدولة بشكل أو آخر إيجار تلك الشقق أو أثمانها .. في حين لن تحل مشكلة السكن لمحدودي الدخل، وإن حاولت حلها، فإنها ستقسطها بالتقسيط المريح الذي لن يتم استيفائه إلا منقوصا أو على الأقل لا يتناسب مع حجم التضخم، فالاقتصاد الوطني هو المتأذي بالدرجة الأولى، مع اعتبار بعض الصدف لأرباح بعض الشركات العقارية..

إن عجز مناطق واسعة من العالم الثالث وتبعيتها التكنولوجية المفرطة، في إفريقيا والشرق الأوسط وبدرجة أقل في أمريكا اللاتينية، إنما ينجمان عن هذا المنطق الاقتصادي الانحرافي، الذي بات من الملح جدا تصحيحه. من خلال إصلاح النظام الضريبي ليكون مبنيا على منطق اقتصادي ومتحررا من المنطق المالي الساقط ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-11-2007, 01:11 PM   #27
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الفصل الأخير

نحو إعادة تأهيل للاقتصاد السياسي

مناقشة غير مفيدة: قضية تدخلات الدولة في الاقتصاد

كما هي على مر العصور، وكما مرت في الحلقات السابقة من قراءة هذا الكتاب، كانت وما زالت الدولة مثار نقاش أزلي في تدخلها بالشأن الاقتصادي في أي بلد لأجل ضمان ازدهار الإنسان .. وحتى قبل أن تظهر الاشتراكية بعقود طويلة ظهر انقسام حاد ذو طبيعة فلسفية على هامش دور الدولة، بين أصحاب نظرية النفع (Utilitarisme) وأنصار نظرية الحق الطبيعي Droit Naturel، وها نحن أمام جو من الانقسام حول نفس القضية.

بالحقيقة، نحن أمام رأسمالية منتصرة .. لكنها أخذت تعمل ضد ذاتها وبقاءها متسيدة، وأعطالها تزداد وضوحا يوما بعد يوم، على صعيد إدارتها لشؤون العالم (بشريا) وبيئيا، فالفقر والبطالة وانتشار الأمراض يزداد يوما بعد يوم، وتلوث البيئة ومشاكل المناخ تزداد هي الأخرى، وحتى شعوب الدول التي تديرها قوى رأسمالية ليس بعيدين كثيرا عن البؤس ..

ونحن هنا أمام صورة مغايرة عن مفاهيم الحرية والليبرالية التي تنادي بها تلك القوى، والتي أخذت على المنظرين لوجوب تدخل الدولة لحماية الإنسان وإبقاء قطاعات واسعة بيد الدولة كالتعليم والصحة وتأمين العمل الخ، ووصفت القوى الليبرالية منافسيها الشموليين بأوصاف الديكتاتورية والتعسف .. لكن من يراقب ما يحدث بالعالم سيجد أن أثر ديكتاتورية الليبراليين فاقت مئات المرات منافسيها الذين كان أثرهم محصورا في بلدانهم وفي قطاعات معينة، لكن أثر الليبراليين فاق أثر الشموليين حتى غطى على العالم بأكمله..

ليست هناك وصفة سحرية لخروج العالم مما هو فيه من فوضى، فلا يعني انتقاد الليبرالية الجديدة، مطالبة لعودة التفكير بالشيوعية كمخرج يضمن عدالة توزيع أكثر، فكلا المنهجين (الرأسمالي والاشتراكي) لم يقدم إجابات واضحة على كثير من أسئلة من لا يعجبهم الخطين، فكانت معظم الكتابات وشروحاتها مليئة بكلام ساذج لم يحل أي مشكلة، والدليل على ما نقول، أن تغول وتسيد أصحاب الأرباح الريعية في العالم الرأسمالي هو ما ساد والتهم الطبقات المتوسطة، حتى أصبح العالم به حفنات من الأغنياء المفرطين في الغنى، سواء كانوا أفرادا أو شركات عملاقة، وسواد عظيم من سكان الأرض يعاني من عشرات المشاكل. بالمقابل فإن الشيوعية لو قدمت حلولا ذات بال، لما انهارت بسرعة هائلة، مفرزة هالات من الرأسماليين الذين كان لهم الكلمة الأخيرة في تسنم مصالح الدول الاشتراكية، وقد تكون الصين استثناءا لأنها عملت مقاربة رأسمالية ذكية، فلم تعد شيوعية 100% كما لم تصبح رأسمالية 100% ..

تحت ضغط الليبرالية الجديدة

صحيح، أن للبنك الدولي وصندوق النقد دولي اليد الطولى فيما يحدث من تخريب للعالم، إذ تتحكم إدارتا تلك المنظمتين باقتصاد دول العالم الثالث ودول المعسكر الشيوعي (سابقا).. بتفكيكها (بحماس) لمؤسسات القطاع العام التي دفعت دولها أجيالا وأموالا لإنشائها، لكن اللوم الأول يأتي على العقلية الليبرالية التي تعمل ضمن قنوات خفية لوضع إدارات على تلك المشاريع المراد تفكيكها شرب أفرادها ورضعوا من أثداء الليبرالية نفسها ..

وكلما وقعت دول العالم الثالث بمشكلة كانت وصفات البنك الدولي والصندوق بفرض مزيد من الضرائب وتنويع مسمياتها، حتى تعوض النقص الوارد في تمويل إدارات تلك الدول المكرسة أصلا لترويج المشروع الليبرالي (الإمبريالي) العالمي، سواء مضطرين أو مختارين .. فتكون النتيجة هلاك قدرات المواطن في تلك الدول على مواصلة مسيرته كإنسان ..

إن الحملات الإعلامية التي كانت موجهة للاقتصاد السابق الذي كان يتدخل في كثير من الشؤون الحياتية لدول العالم الثالث، وذلك قبل إعلان انتصار الرأسمالية، قد فسح المجال لخلايا ليبرالية كامنة كانت تحلم أن تحتل مواقعها بحرية في إدارات دول العالم الثالث. وقد كانت كل أخطاء التخلف تُرَد الى القطاع العام، وبعد خصخصته وتفكيكه صار التوق لعودته حلما غير قابل للتحقيق في كثير من دول العالم.

لكن ولغاية هذه اللحظة، وإن كان التذمر يسود معظم بقاع الأرض، فإنه لا يوجد ما يوحي بأن مناخا أيديولوجيا هو في حالة تشكل، للخروج مما هو العالم فيه.

تغيير أسلوب التنمية!

قد يكون محقا من يريد اعتماد أسلوب دول جنوب شرق آسيا وتطورها السريع، وإن كانت أمورها قد سارت بعكس ما سارت عليه الأمور في أمريكا اللاتينية وإفريقيا والبلدان العربية، فإن ذلك يعود الى الإرث الثقافي المعيق في بعض الأحيان على التماهي مع إرادة كبريات الشركات الغربية في استثماراتها وشراكاتها مع جنوب شرق آسيا، إضافة للدور الياباني الريادي والصيني المرادف للياباني ..

وقد تكون سرعة النمو في تلك المناطق، قد غطت على عيوب مجتمعات تلك الدول، فليس هناك من يكرس البحث في مراقبة ما يجري هناك، فإن كانت إندونيسيا من تلك النماذج، فكيف يمكننا تفسير وجود الملايين من نسائها يعملن كخادمات في مناطق مختلفة من العالم؟

انهيار نظام معدلات الصرف الثابتة وراء الفوضى الاقتصادية العالمية

إن من يتأمل مفهوم (دولة القانون الاقتصادي) الذي يسمح بتجاوز الجدال العقيم تماما حول حجم تدخلات الدولة في الاقتصاد. سيسترجع فكرة الطموح الأخصب لعصر الأنوار، ذلك الذي أسس لما هي الدول الغربية عليه، والذي طالب بإيصال الحق لكل المواطنين بالمشاركة في تناقل السلطة وحق الترشيح والانتخاب الخ ..

لكن تكافؤ الفرص يتم عندما تتساوى ظروف المتنافسين، فهل تستطيع جهة واحدة في العالم أن تقول أن الفرص قد تساوت وظروف السكان في أي دولة قد تساوت؟ حتى أن الاقتصاد والذي كانت ولا زالت جوانب من نشاطاته الكثيرة لا تخضع لمفهوم (دولة القانون الاقتصادي) .. وهذا ما أوصل العالم الى انهيار قيمة نقده في دولة دون أخرى بحكم سلسلة من العلاقات الخارجية والداخلية أفضت في النهاية الى سيطرة وإمبراطورية البنك الدولي وصندوق النقد في بداية السبعينات من القرن الماضي.

هذا أدى الى تكديس أموال كل الأقطار في خزانة معينة تمارس نشاطاتها المشبوهة في تجارة كل ما هو ممنوع (ظاهريا) (مخدرات، جنس) ومن ثم تبييض عائداتها التي تعود أخيرا الى نفس المالكين المتحكمين باقتصاد العالم.

وقد كان لهيمنة الدولار الدور الأكبر في طوافه من أقصى الغرب الى أقصى الشرق، مرروا بالدول الشيوعية نفسها (قبل انهيارها) .. ولم تجد محاولات مثل محاولة الجنرال (شارل ديغول) الذي عمل بنصيحة مستشاره (جاك رييف) بالعودة للتعامل بالذهب كمعيار للنقد العالمي ..

إعادة تكوين الاقتصاد السياسي في المنظار القانوني

كل ما تقدم جدير بأن تفتح ملفات كل جوانبه أمام البرلمانات والمثقفين والتواصل به عالميا .. صحيح أن هناك مظاهرات تلاحق الدول (السبعة أو الثمانية) التي تجتمع دوريا في مختلف أنحاء العالم متجاهلة الفقر والمرض والاحتباس الحراري وغيره من مصائب سكان الأرض، لكن هذا لن يكفي في مواجهة التفرد الأمريكي في تقرير مصير العالم بمختلف المجالات ..

كلمة أخيرة

أعتذر سلفا (لصاحب الكتاب) ـ إذا قدر يوما وسمع عن قراءتي لكتابه ـ وأعتذر للقراء الكرام، إن سهوت وتجاوزت أحد محاور الكتاب أو ظهرت صبغة تفكيري على كتابة قراءتي ..

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .