العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في كتاب رؤية الله تعالى يوم القيامة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال فسيولوجية السمو الروحي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى توهم فريجولي .. الواحد يساوي الجميع (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات بمقال هل تعلم أن مكالمات الفيديو(السكايب) كانت موجودة قبل 140 عام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى بحث مطر حسب الطلب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مستعمرات في الفضاء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال كيفية رؤية المخلوقات للعالم من حولها؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال حوار مع شيخ العرفاء الأكبر (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 16-10-2007, 12:21 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي ديوان وشعر الشاعر السعودي يحيي توفيق حسن.

[FRAME="11 70"]http://www.yth.cc/poemlist.htm
غُرْبةُ رُوْح - يحيى توفيق حسن


وحْدِي وهذا الدُّجَى.. ضَاقَـــتْ بِيَ الدَّارُ
غريبُ رُوْحٍ ذَوَى.. أقْصَـــــتْهُ أسْفارُ

ظمآن.. لا مــاءَ يروي غُلَّتِي.. وَفَمِـي
قد جــــفَّ.. والعَزْمُ في عَيْنيّ إصرَارُ

ورُبَّ ظــــامٍ صــَدٍ والمَاءُ في فَمِهِ
كأنَّما صُـــبَّ في أحشــائِهِ.. نَــارُ

وكَمْ شَجٍ ضــاحِـــكٍ والحُزْنُ يطحَنُهُ
يَبْـــدُو خــليّاً.. وفي جَنْبَيْـهِ إعْصَارُ

والذُّلُّ للــحُرِّ جُـــــرْحٌ لا دَواءَ لَهُ
والـعـَيْشُ في الــذُّلِّ إنْ سَـوَّغْتهُ عَارُ

حيْرانَ تَــــــجْمَعُنِي والـهَمَّ أفكَارٌ
واللَّــيْلُ حَــولي ومـلءُ القـَلْبِ أكْدارُ

أخْــــــفِي وأكْـتُمُ و الآلامُ تسحقُنِي
كأنّــَما دُقَّ في جَــنْبَيَّ مِــــسْمَارُ

أرنُــــو إلى مَا مَضَى و العُمْرُ يسلبُهُ
كَــرُّ اللَّــيالي وايـــسَارٌ وإعْـسارُ

ليْتَ الزَّمـــــــانَ الّذي بالبُعْدِ فَرَّقنا
يُـــدْنِي ويُــرجِعُ مَنْ شَطَّتْ بِهِ الدَّارُ

أكُلَّمَا قَرَّبــتْ مَا بَيْنَنَا سُـــــــبُلٌ
عــادتْ تُــفرِّقُنا في الأرْضِ أقْــدَارُ

جُرْحِي طــــويلٌ وقلبي مُــثْْقلٌ أبداً
يا أيُّــها القـــلبُ كَمْ أشْجَـتْكَ أوْزَارُ

لا الحُزْنُ يَبْقى ولا الأفْـــــرَاحُ دائمَةٌ
تَــبْـلى المَــشَاعِـرُ.. والآمالُ تَنْهَارُ

يَشْقَى ويَأْرَقُ مَنْ أعْــيَتْهُ أوْطَــــارُ
والــرِّزْقُ والـجَـدُّ.. إقْـبـالٌ وإدْبَارُ

كَمْ ضَــاقَ بالفَقْرِ أبْرارٌ وإنْ صَــبَرُوا
وكَــمْ تــقاتـلَ.. عند المالِ.. أصْهارُ

كأنَّهم أذْؤُبٌ في قـــــفْرةٍ سَــغِبُوا
بَــدَى لَهُم بـعـد طـولِ الجُوُعِ أعْيَارُ

هبُّـــــوا إليها وفـي أعُرَاقِهِمْ نَـهَمٌ
كالـنَّار يـدفعُهُمْ.. فـالجُـــوْعُ جَـبَّارُ

وهَكَذا النَّاسُ حُبُّ المــــالِ أفْقَــدهُمْ
حُــلْوَ الخِـصَـالِ.. فَـمَغْـدُورٌ وغَدَّارُ

يبدون كالعُمْيِ.. لـكن ليـس ثَمَّ عَــمَى
وإنّـَما عَــمِيَتْ في الحــقِّ أبْـصـارُ

جارُوا على بَعْضِهِم لا دِيْنَ يــــردعُهُمْ
وغــــرَّهُـم جَـشَـعٌ في النَّفْسِ أمَّارُ

عاشُوا وماتُوا.. ضَحَايا الحِرْصِ وانْقَرَضُوا
لمْ يُــجْدِهِمْ كـلبٌ أو يُـغْـنِ إحْـضَارُ

وبيْنَ هذا الــــــورى حُرٌّ أحَاط بِهِ
رَيْــبُ الــزَّمانِ.. على الإرْزَاءِ صَبَّارُ

يَنُوءُ لا يشـــــــتكِي والنَّفْسُ قَانِعَةٌ
وفي أســارِيْرِهِ.. للطـــــُّهْرِ أنْوَارُ

لّمْ يَنْسَ في غُرْبَهِ الأوْجَــــــاعِ مَبْدَأهُ
لا ذَلّــــَهُ الفــَقْرُ أوْ أطْــفَاهُ إكْثَارُ

وبين أعْمَـــــــــاقِهِ للنَّاسِ قَاطِبَةً
حُــبٌّ يَـفِيْضُ وإنْ عَنــَّوْهُ أوْ جَارُوا

يَمْضِي دَؤُوْباً فلا حِــرْصٌ ولا كَــسَلٌ
يُـــعَلِّلُ النَّـــــفْسَ فالأرْزَاقُ أقْدَارُ

.. ما أتْفَهَ العُــــمْرَ لو عِشْنَا نُــبَدِّدُهُ
كَمَا يُــبَدِّدُ حُـــرَّ المَالِ أغْـــرَارُ

أكْلٌ ونَـــوْمٌ بِلا فِـكــْرٍ ولا هَـدَفٍ
كأنَّنا في بــِقَاعِ الأرْضِ أبْـــــقَارُ

فالعَيْشُ مُتْعـــَتُهُ فِيــْمَا نُــكابــِدُهُ
عُـــسْرٌ فَــــيُسْرٌ.. وأفْرَاحٌ فَأكْدَارُ

والـفـِكـْرُ كَالـحُـبِّ أحْلَى ما نُـزَاوِلُهُ
لــولاهُ لَمْ تَــحْلُ آمـــالٌ وأعْمَارُ

والنّـــَاسُ في رِحْــلَةِ الأيَّامِ أوعـيَةً
للــخَيْرِ والشَّــرِّ والإنْــسَانُ يَخْتَارُ

نشرت بالملحق الأسبوعي الصادر عن صحيفة المدينة (الأربعاء) اليوم 12/10/2005م
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 12:27 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]وافـتـرقـنـا

قالت:أعدلي جواباتي..أعد صوري __ ضاع الهوى بيننا فأرحل بلا أسف
قدمات في داخلي من عاش يسكنني __ من بعته عمري..وارتاح في كنفي
غداََ..سـتندمُ .. لكن حين لا ندمٌ __ يجدي..فدارالأسى بالكبر والصلفِ
ياكبريائي:الى كم تشعلين دمي __ لقد ركضتُ بأوهامي .. الى تلفي
لمن سـأكتب أشـعاري.. وألقيها __ ومن سـيسمعها..منّي .. ويرويها
لمن أبوح بأسـراري.. وقد رحلت __ لمن أصـوغ فكاهاتي .. وأحكيها
لمن أباتُ عـلى شـوقٍ.. لتسمعني __ من هاتفي همسها ينساب من فيها
لمن أقـصّ.. حكاياتي .. لأضحكها __ ويضحك القلب من مغـزى حكاويها
ومن يواسي..ومن يحنو اذا غرقت __ روحي بحزني..ومن للنفس يشفيها
من كان يحلم أني..سوف أفـقدها __ ومن يصـدّق اني .. سوف أقـصيها
آهٍ.. يا نبض حـياتـي .. ودمـي __ وغـرامي .. وتراتيل .. ضـميري
ليتني مت.. ولم أفقدكِ يا بسمة __ الدنيـا .. على .. درب شـعوري
ليتني.. لم أعـرف الحب .. ولم __ أعـشق العشق .. ولم أدرِ مصيري
سـيّرتني .. نحو أشـجـاني.. يدٌ __ خطّطت..في الغيب.. دربي ومسيري
يا جراحي.. ذهب العمر .. سـدىََ __ بين شــكٍ .. وشـجـونٍ .. وأنينْ
قد كسرتُ القيد.. أرجو .. راحةََ __ ليتني قد عـشت في القيد سـنينْ
كلما .. أوشـكتُ أنسـى.. عادني __ طيفها .. بين غـلالاتِ .. الحنينْ
يا رياح الشك.. هبّي .. وأعصفي __ ببقايا الـروح والقلب الحـزينْ
يا حـبيبي.. أظلمت نفسي وروحي __ وانقضى العمر .. وحبي لك باقي
كيف ألقـاك بأوهـامي.. ومن لي __ بثوانٍ .. من سـويعـات التلاقي
يا ضباب اليأس في ليل اشتياقي __ كم أعاني.. من تباريح الفراقِ
عذبيني يا أماسي البعد.. واطوِ __ قـلبي المحموم في نار احتراقي
غنّي لي يا هجرُ.. ألحان العذاب __ حُرمت روحي .. أغاريد.. العتاب
سـكن المـوت.. شـرايين .. دمي __ وسـرى في أضلعي .. طيف الخراب
وغـدا.. بَعـدكِ .. ليلـي فـارغٌ __ ونهاري .. بعد ما غبتِ .. سراب
ما انتظاري.. بين أطياف الأسـى __ لحبيب .. غاب .. لا ينوي الاياب
ها أنا أشكو.. فهل.. تشكو كما __ يشتكي قلبي .. وتضنيك الجـراح
أفلا تأسـى .. لذكــرى .. حبنا __ لأماســينا .. لهمسـات الصـباح
كلها.. راحت .. وولّت .. مثلما __ تذهب الريشـة.. أدراج الريـاح
لم يعـد باقٍ سـوى .. آهـاتنـا __ والأسـى والدمع والجـرح المباح
أيها النائي .. وفي عيني يلوح __ كيف لا ترثي .. لمهزومٍ .. يبوح
ما أراد..البعـد .. لكن سـاقه __ للمـقادير .. ابـاءٌ .. وجـموح
لا تدعـني .. للتباريح .. التي __ أنزلتني من سـمائي .. للسـفوح
رب من جافيته .. ظـلماََ .. لـه __ خافـقٌ يهفو .. لعينيك .. وروح
يا لقلبين .. بهذا الليل هاما __ ما بكاهم في الهوى .. آسٍ رؤوف
سلّما النفس .. لأوجاع .. النوى __ واسـتراحا بين أنصـال السـيوف
واستمدّا الحـزن .. من روحيهما __ واسـتعـدّا في خشـوعٍ .. للحتوف
لا تلمني.. أيها القاسي .. فكم __ صبرت نفسي.. على غـدر الظـروف
شـتّت الدهـر .. سـريعاََ شـملنا __ وافـترقـنا .. كل قلب في طريق
وانتهينـا .. لا تراني .. أبداََ __ قـد غـدا يفصلنا .. ليلٌ سـحيق
لم نعـد ندري .. ولفحات الأسـى __ تغـرق الروحين .. في يأس عميق
وتوارات .. شعلة الحب .. الذي __ كان غوثاََ .. من غريقٍ .. لغريق
آهِ يا نسمة عـمـري .. لو رأيتِ __ وجومي .. وشحوبي .. واكـتئابي
وشـرودي .. وسهومي .. و الشجا __ في عيوني.. واحتراقي واغترابي
لتناسـيتِ .. خـصـامي .. وبكـت __ رقـةََ عـيناكِ .. من يؤس عـذابي
فاسعديني .. قبل أن ينضب عمري __ ويفنى في الأسـى .. وهـج شبابي
فتعالي.. واسكبي النور .. على __ ظلمة الروح .. بعينيكِ ..وعودي
وأريقي .. في دمائي .. نفحـةََ __ من عبير الحب..في أمسي البعيدِ
أنقذيني من عـذابي .. وابعـثي __ في حنايا اضلعي.. عهدي السعيدِ
قبلما .. يغلبني .. ليل الأسـى __ وينام الحـزن في قـلبي الوئيدِ
يا لمحرومين..ذابا في العـناق __ واستراحا .. بعد أوجاع الفراقِ
حَسِبَا الحـب .. عـذاباََ .. ونوى __ بعد ما عاشـا بوجدٍ .. واحتراقِ
فاستناما .. لنسيمات .. الهوى __ واسـتباحا.. كل سـاعات التلاقي
ذهب العمر .. هـباءََ .. وانقضى __ بين هجرٍ .. وحنينٍ .. واشـتياق
يا ليالي الحـزن عـودي واشعلي __ في حنايا الصدر.. آهـات أنيني
من مغيثي.. من عـذابي .. فلقد __ حار قلبي .. في متاهات شـجوني
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 12:32 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]الأستاذ الشاعر علي أبوالعلا
يحيى توفيق حسن

من الرعيل الأول من الشعراء الذين كانوا يقولون الشعر على الفطرة وبدون دراسة لعلم العروض وأوزانه.. وهؤلاء هم الشعراء الموهوبون..
صاحبته مع بعض الأخوة الكتاب والصحفيين في رحلة الى تونس بدعوة منه فقد كان هو مدعواً من قبل وزارة الثقافة التونسية كشاعر وقد سعدت كثيراً بتلك الصحبة الكريمة.
والأستاذ علي كانت له أياد بيضاء على الأدب والشعر فقد كان يعقد باستمرار وفي مواسم معينة.. أمسيات شعرية في داره العامرة بمكة.. وقد كنت أحرص دائما على حضور هذه الندوات والأمسيات.
ولقد كان عافاه الله وشافاه حريصا على تقديم الأقلام المبتدئة والشعراء الشباب وتشجيعهم.. ومن أفضاله التي تحتسب له أنه خدم مسقط رأسه مكة (أم القرى) فقد ألقى قصيدة أمام الملك النبيل خالد بن عبدالعزيز ولفت نظره الى أنه لا يوجد في أم القرى جامعة وقبل نهاية الحفل أعلن أن المليك يرحمه الله أمر بانشاء جامعة أم القرى.. وقد كان.
أسأل الله للصديق العزيز إلى نفسي وقلبي أن يمنَّ الله عليه بالشفاء من المرض الذي ألم به وأن يعيده الى سابق عهده وصحته وشاعريته
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 12:36 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]القصيدة اللغز بين نزار وتوفيق

التقيت بشاعر سعودي بارز راح يحدثني عن القصيدة المكتشفة لنزار قباني التي ضمها موقعه على الشبكة العنكبوتية، وكيف أنها تمثل إضافة نوعية إلى منظومة قصائد نزار، وأغدق في مديح تلك القصيدة، حتى أوشكت أن أظن أن نزارا لم يكتب غيرها، والقصيدة بعنوان: «صلى عليك الله»، ومن أبياتها:

عز الورود.. وطال فيك أوام

وأرقت وحدي والأنام نيام.

ومنها:

وتمزقت نفسي كطفل حائر

قد عاقه عمن يحب زحام

حتى وقفت أمام قبرك باكيا

فتدفق الإحساس والإلهام

أنت الحبيب وأنت من أورى لنا

حتى أضاء قلوبنا الإسلام.

والقصيدة زاخرة بالابتهال والإنابة والتوبة والرجوع إلى الله، حتى أنها لفتت نظر الداعية السعودي المعروف الشيخ عائض القرني فأثنى عليها حينما قرأها في موقع الشاعر نزار قباني، وكذلك فعل غيره ممن قالوا: «إنه برغم كل ما كتبه نزار ـ رحمه الله ـ كان قلبه ممتلئا بالإيمان، والدليل هذه القصيدة التي وضعها البعض على الشبكة العنكبوتية في موقع نزار».

وفي غمرة الضجة التي أثارتها هذه القصيدة ظهر الشاعر السعودي المعروف يحيى توفيق حسن ليقول للجميع إن هذه القصيدة قصيدته، وإنها موجودة في دواوينه منذ 13 سنة، كما أنها نشرت مرات في أكثر من صحيفة سعودية دون أن يلتفت إليها أحد.

وقد أحزن الأمر الشاعر يحيى توفيق لأن أولئك الذين ظلوا طويلا يتشككون في شاعريته يكيلون المديح اليوم بسخاء لقصيدة من قصائده لمجرد أنها نسبت إلى الشاعر الكبير نزار قباني، وإن كنت أظن أن على توفيق أن يشعر بالانتصار بعد أن تأكد له أن الناس بما فيهم بعض الأدباء يقعون تحت تأثير استهواء الاسماء، وأن للنجومية الكبيرة جدا كنجومية نزار قدرتها الإيحائية التأثيرية على المتلقي.

ذات يوم لجأ الموسيقي الألماني كارل ماريا فيبر إلى إعلان وفاته بعد أن تعرض إلى هجمات شرسة من قبل النقاد والصحافيين، وحينما تسابق الجميع للإشادة به ظهر من جديد ليقول لهم: «لم يعد بوسعكم اليوم أن تقولوا شيئا سلبيا عني»، وقد كفى نزار الشاعر توفيق من اللجوء لمثل ذلك، فبإمكانه اليوم أن يقول لكل الذين تجاهلوه شاعرا: «لن يكون بوسعكم بعد اليوم أن تقولوا شيئا سلبيا عن قصائدي».
[/FRAME]
[FRAME="11 70"]قصيدة يحيى توفيق حسن في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والمنسوبة خطأ للشاعر نزار قباني.

عز الـورود.. وطـال فيـك أوام وأرقـت وحدي والأنـام نيـام
ورد الجميع ومن سـناك تـزودوا وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد وتقطعت نفسي عليك وحامـوا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقت أبواب مدحك فالحـروف عقـام
أدنـوا فأذكر مـا جنيـت فأنثنـي خجلا تضيـق بحملـي الأقـدام
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى جـل المقام فـلا يطـال مقـام
وزري يكبلني ويخرسني الأسـى فيموت في طـرف اللسان كلام
يممت نحوك يـا حبيـب الله شوق تقـض مضاجعي الآثـام
أرجو الوصول فليل عمري غابـة أشـواكــهـا الأوزار والآلام
يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا نفحـات نورك وانجلى الإظـلام
أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي أيـرد عـن حوض النبي هيـام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى والنفس حيرى والذنوب جسـام
أو كلمـا حاولـت إلمـام بــه أزف البـلاء فيصعـب الإلمـام
ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة عصماء قبلي سطـرت أقــلام
مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم أسوار مجـدك فالدنـو لمــام
ودنوت مذهـولا أسيـرا لا أرى حيران يلجم شعـري الإحجـام
وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر قـد عاقه عمن يحـب زحـام
حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا فتدفق الإحسـاس والإلهــام
وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلام
يا ملء روحي وهج حبك في دمي قبس يضيء سريرتي وزمـام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا حتـى أضـاء قلوبنا الإسـلام
حوربت لم تخضع ولم تخشـى العـدى من يحمه الرحمن كيف يضـام
وملأت هذا الكون نورا فاختفـت صور الظلام وقوضـت أصنـام
الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي فالمسلمون عن الطريق تعامـوا
والـذل خيـم فالنفـوس كئيبـة وعلى الكبـار تطـاول الأقـزام
الحزن أصبح خبزنـا فمساؤنـا شجـن وطعـم صباحنا أسقـام
واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا فكـأن وجـه النيريـن ظـلام
أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة وعلى القلوب من الظلام ركـام
الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا من مهده الأشواك كيـف ينـام
يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون ولا مجيـر وضيعـت أحـلام
يغضون إن سلب الغريب ديارهـم وعلى القريب شذى التراب حرام



باتـوا أسـارى حيرة وتمزقــا فكأنهـم بيـن الورى أغنــام
ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم لاغرو ضاع الحـزم والإقـدام
يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة تدعى بهـا يستيقـظ الـنـوام
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 12:44 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]اللغة الشاعرة
يحيى توفيق حسن
من هم العرب وما هي العربية,, أهي هذه اللغة التي نتحاور بها اليوم في عالمنا العربي والتي نزل بها القرآن الكريم أم أن هناك عربية أخرى سبقت ذلك,,؟ يقول الحافظ عماد الدين بن كثير في تاريخه: قيل ان جميع العرب ينتسبون إلى اسماعيل بن إبراهيم عليه السلام, والمشهور ان العرب العاربة قبل اسماعيل وهم عاد وثمود وطسم ،جديس وأميم وجرهم والعماليق وأمم آخرون لا يعلمهم إلا الله كانوا قبل اسماعيل عليه السلام وفي زمانه ايضا، فأما العرب المستعربة وهم عرب الحجاز فمن ذرية اسماعيل عليه السلام، وأما عرب اليمن وحمير فالمشهور انهم من قحطان واسمه مهزم قاله ابن ماكولا وهو علي بن هبة الله بن جعفر وهو أمير مؤرخ من العلماء والحفاظ توفى سنة 486ه وفي الصحاح للجوهري أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان ويقول السيوطي في المزهر في علوم اللغة ص33 الجزء الأول:
(واخرج الحاكم في المستدرك وصححه,, والبيهقي في شعب الايمان من طريق سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا (قرآنا عربيا لقوم يعلمون) ثم قال: (الهم اسماعيل هذا اللسان العربي الهاما) ويقول ابن جنى في الخصائص سواء كانت اللغة توقيفا أو تواضعا (فإن اللغة لم توضع كلها في وقت واحد بل وقعت متلاحقة متتابعة) ولغة اسماعيل عليه السلام هي لغة القرآن الذي نزل به على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم,, اما لغة حمير أو لغة يعرب بن قحطان ففيها اختلاف عن لغة اسماعيل عليه السلام,, كما ورد في كثير من المراجع,.
كيف بدأ الشعر لدى العرب يقول ابن رشيق في العمدة (كان الكلام كله منثوراً فاحتاجت العرب إلى الغناء,, بمكارم اخلاقها وطيب اعراقها وذكر ايامها الصالحة وأوطانها النازحة وفرسانها الأمجاد وسمحائها الأجواد لتهز انفسها إلى الكرم وتدل ابناءها على حسن الشيم فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام فلما تم لهم وزنه سموه شعراً لأنهم شعروا به أي فطنوا) ص20 وقد سبق لي ان خضت في هذا الموضوع وكان لي اجتهاد ذكرته في صحيفة المدينة قبل خمسة عشر عاما فقد كان تصوري وتقديري ان الشعر بدأ بالسجع الخفيف ثم تطور من السجع الى الرجز واستمر ذلك لفترة كافية لترسخ الاراجيز حتى تصبح فنا مستقلا بذاته ثم تعددت بعد ذلك الموازين وتبحرت حتى وصلت إلى هذه البحور التي نراها الآن في اشعارنا وهذا تصور اجتهادي شخصي محض لا سند له وهو وان كان لا يرتكز لمرجع من المراجع ولكنه يتمشى مع المنطق,, ولقد اصبح الشعر مع الوقت سمة من سمات العرب وسجيه من سجاياهم حتى قيل (لا تدع العرب الشعر حتىتدع الابل الحنين) وقد كان البدوي يقول الشعر بفطرته وطبعه بدون تدقيق او تمحيص للعبارات او انتقاء للمفردات اللهم إلا بعض كبار الشعراء من امثال زهير بن ابي سلمى الذي كان يقول القصيدة ويمحصها ويراجعها ولا يخرجها إلا بعد حول كامل لذلك سميت قصائده الحوليات واستمر ذلك سائدا حتى ظهور الاسلام واستقراره وقد رافق ذاك شيئان في حياة أهل الحجاز بالذات وأهل مكة والمدينة المنورة اللتين رحلت عنهما الخلافة الى الشام ثم إلى العراق,, ولكن الخلفاء سواء الامويين او العباسيين كانوا يخصون وجهاء مكة والمدينة بالهبات والعطايا لالهائهم عن التطلع إلى الخلافة فظهر الثراء وتلا ذلك موجة من الترف عمت المدينتين استوجبت وجود اللهو والغناء على رأس الملاهي لملء الفراغ الكبير الذي احاط بأهل مكة والمدينة فنبغ هناك عندئذ شعراء في مكة كعمر بن أبي ربيعة والحارث بن خالد المخزومي والعرجي بالطائف والاحوص وجميل في المدينة وظهر المغنيون والمغنيات ايضا في مكة والمدينة بينما انشغل الشام بالفتوحات خاصة في عهد عبدالملك الذي رسخ الخلافة في الشام وقضى على كل مناوئيه، من جهة اخرى ظهر في الحجاز اعلام الفقهاء الذين تفرغوا للبحث والفتوى والحديث,, وكل ذلك يصب في وعاء اللغة والشعر,, فاثروا اللغة اثراء وزادوها ترفا فظهر عندئذ المولدون الذين ولدوا الكلام وادخلوا البديع واكتشفوا حلاوة المحسنات اللفظية التي زادت الشعر جمالا وترفا,, ظهر كثير عزة الذي اكتشف بتائيته المشهورة اللزوميات او لزوم مالا يلزم في القافية,, وهو الالتزام بحرفين بدلا من حرف واحد,, هو حرف الروي (القافية التي تبنى عليها القصيدة) وحرف الدخيل (الذي قبل القافية) في تائيته الرائعة التي مطلعها وبعض من أبياتها:



خليلي هذا ربع عزه فاعقلا
قلو صيكما ثم ابكيا حيث حلَّتٍ
وما كنت أدري قبل عزة ما البكا
ولا موجعات القلب حتى تولَّتِ
وكانت لقطع الحبل بيني وبينها
كنا ذرة نذراً فأوفت وحلَّتِ
فقلت لها ياعز كل مصيبة
إذا وطنت يوما لها النفس ذلَّتِ
فان سأل الواشون فيم هجرتها
فقل نفس حر سلِّيت فتسلَّتِ


وهي 46 بيتا التزم فيها باللام دخيلا والتاء قافية وقال الأحوص لاميته الطويلة المشهورة التي حفظها حتى الخلفاء ومطلعها:



يا بيت عاتكه الذي اتعزل
حذر العدى وبه الفؤاد موكلُ
وتجنبي بيت الحبيب أوده
أرضي البغيض به حديث معضلُ
ولئن صددت لأنت لولا رقبتي
أهوى من اللائي أزور وأدخلُ
اودى الشباب واخلفت لذاته
وانا الحزين على الشباب المعولُ
ووعدتني في حاجتي وصدقتني
ووفيت اذ كذبوا الحديث وبدلوا
واراك تفعل ما تقول وبعضهم
مذق اللسان يقول مالا يفعلُ


ولهذه القصيدة وهذا البيت الأخير قصة روتها كتب التراث فلقد جاء الخليفة يزور المدينة في طريقه للحج فاختير له شاب من مثقفي اهل المدينة ليوقفه على الآثار ويحدثه بالأخبار فاعجب الخليفة بالشاب ثقافة وأدبا واطلاعا فأمر له بصلة ولكن وزيره لم يعطه ما أمر به,,, وعندما خرج مع الخليفة في احدى جولاته وقف به الفتى امام دار من دور المدينة وقال له يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة الذي قال فيه الأحوص (يا بيت عاتكة الذي اتعزل) وعجب الخليفة فلم يكن الشاب يتكلم إلا ان سئل وقرأ القصيدة في سره حتى وقف على البيت:



واراك تفعل ما تقول وبعضهم
مذق اللسان يقول مالا يفعلُ


فمال على وزيره وسأله ان كان قد أعطى المديني صلته فاعتذر الوزير ببعض مشاغل شغلته فقال له عجِّل له بالصلة, أرأيت كيف كان اهتمامهم بالشعر والشعراء، ثم جاءت رائية عمر بن ابي ربيعة وكانت جديدة في بنائها وأسلوبها القصصي العجيب:



أمن دار نعم أنت غاد فمبكر
غداة غد أم رائح فمهجر
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع
ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر
اشارت بمدراها وقالت لاختها
أهذا المغيري الذي كان يذكر
أهذا الذي اطريت نعتا فلم أكن
وعيشك، انساه إلى يوم أقبر
فقالت نعم لاشك غير لونه
سرى الليل يحيى نصه والتهجر
وبت اناجي النفس اين خباؤها
وكيف لما آتي من الامر مصدر
فدل عليها القلب ريا عرفتها
لها وهوى النفس الذي كان يظهر
فحييت إذ فاجأتها فتولهت
وكادت بمخفوض التحية تجهر
فقالت وعضت بالبنان فضحتني
وانت امرؤ ميسور امرك اعسر
فوالله ما أدري اتعجيل حاجة
سرت بك أم قد نام من كنت تحذر
فقلت لها: بل قادني الشوق والهوى
اليك وما عين من الناس تنظر


والقصيدة طويلة 63 بيتاً وهي من روائع تراثنا ولها هي ايضا قصة في تراثنا العظيم فلقد كان ابن عباس يتحدث على عادته في الحرم المكي وحوله الناس عندما جاء ابن أبي ربيعة فسأله ابن عباس هل من جديد قال نعم وألقى القصيدة الرائية بكاملها فغضب بدوي من الجالسين وقال يا بن عباس نحن نقطع اليك أكباد الابل لنسمع منك أحاديث رسول الله ثم يأتيك فتى من مترفي قريش يقول لك:



رأت رجلا أما إذ الشمس عارضت
فيخزي واما بالعشي فيخسر


فقال ابن عباس ما هكذا قال,, قال أو تحفظ ما قال ايضا قال نعم وان شئت اسمعتك القصيدة بكاملها قال: نعم فأعاد بن عباس القاء القصيدة بكاملها,, وقد كان رضي الله عنه سريع الحفظ,.
وابن أبي ربيعة أجاد وأبدع فقد كان الحب والنساء ديدنه في شعره:
قلن يسترضينها: منيتنا



لو اتانا اليوم في سر عمر
بينما يذكرنني ابصرنني
دون قيد الميل يعدو بي الأغر
قالت الكبرى اتعرفن الفتى
قالت الوسطى نعم,, هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها
قد عرفناه وهل يخفى القمر
ثم جاءت دالية جميل:
الا ليت ريعان الشباب جديدُ
ودهراً تولى يا بثين يعودُ
إذا قلت مابي يابثينة قاتلي
من الحب قالت: ثابت ويزيدُ
وان قلت ردي بعض عقلي اعش به
تولت وقالت: ذاك منك بعيدُ
فلا أنا مردود بما جئت طالبا
ولا حبها فيما يبيد,, يبيدُ
وافنيت عمري بانتظاري وعدها
وابليت فيها الدهر وهو جديدُ
وقد تلتقي الأشتات بعد تفرق
وقد تدرك الحاجات وهي بعيدُ
علقت الهوى منها وليداً فلم يزل
إلى اليوم ينمى حبها ويزيدُ


[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 12:46 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]وتلى ذلك روائع القيسين قيس ليلى (المجنون) وقيس لبنى,.
واشترك حتى الخلفاء في هذه الوليمة الرائعة فتغنى المغنون بقصيدة الخليفة يزيد بن معاوية:



وامطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
وردا وعضت على العناب بالبرد


أرأيت كيف ابدع في هذا البيت فأجاد، ثم جاء صاحب فوز العباس ابن الأحنف وتوالى الشعراء بروائعهم في المشرق والمغرب.
ثم جاء بشار بتوليداته العجيبة وتلاه مسلم بن الوليد مبتكر البديع وصاحب مدرسة صناعة الشعر وأبو نواس في جمرياته وأبو العتاهية في زهدياته ثم جاء ملك البديع ابن المعتز الذي رسخ فن البديع في الشعر وتلاه الثالوث المعروف أبو تمام والبحتري والمتنبي,, ولو ان أبو فراس جاء في زمن غير زمن المتنبي لكان له شأن آخر لكن عبقرية المتنبي القت عليه بظلها ومع ذلك فإن رائيته تعد أروع روائع تراثنا الشعري:



اراك عصى الدمع شيمتك الصبر
اما للهوى نهي عليك ولا أمر


ثم نام الشعر نومة أهل الكهف واطال عندما ساد حكم الترك دولة الاسلام وأصبح العرب تبعا بعد ان كانوا على رأس القيادة,, ومرت خمسة قرون أو أكثر أصاب الشعر جمود وانحلال إلا من بعض الفلتات هنا وهناك واضمحل دوره وتراجع القه وقل اهتمام الناس به فقد كان العرب مكروبين بأحوالهم وهمومهم الكبرى,.
ومع ان أبا تمام قد اتجه بشعره وفنه وطاقته كلها إلى البديع والتصنيع إلا انه تجاوز طبعه وفطرته وراح يمارس صناعة البديع حتى افرط وعندما افرط كثر تكلفة ومج كثير من شعره لوضوح التكلف والصنعة فيه ثم جاء العبقري المتنبي الذي سار مع طبعه وفطرته فجاء شعره في اكثره مطبوعا لا تكلف فيه إلا في القليل الذي اضطر اليه اضطراراً وساقته اليه رغبة المديح طلبا للصلة,, فقد كان الشعر هو مصدر رزقه الوحيد ولم يكن يعينه طبعه لمدح اشخاص كان يؤمن في قرارة نفسه بأنهم ليسوا أهلا لمديحه فكان يقول من وراء طبعه شعراً ممجوجا متكلفا لا روح فيه ولا حس، وكان ذلك يرضي الممدوح طالما انه صادر من المتنبي,, او متوجا باسمه الكبير.
لقد كانت العرب تتذوق البديع عندما كانت القصيدة بكاملها يتخللها بيت او بيتين من البديع الذي كان يأتي بقوة الطبع وفطرة الملكة بلا تكلف او افتعال فلما فاض وزاد ودخل عليه التكلف والتصنع وأدخلت عليه مفردات جافة خاصة في شعر أبي تمام لم يستسغه الناس وان كان الجيد من السهل الممتنع يكاد يخلب عقول الناس بحلاوته وطلاوته حتى في شعر أبي تمام,.
ولقد أدرك اكثر الشعراء ان للشعر لغة خاصة وان المفردة الجافة الجافية إذا جاءت في البيت اذهبته واضاعت طلاوته ورونقه ولا يجدي في الشعر شهرة الشاعر ايا كان إذا لم يحسن اختيار المعنى وصياغة المبنى فهذا الاعشى يقول:



وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
شاو مشل شلول شلشل شول


وقد كان في إمكانه الاستغناء بواحدة من هذه المفردات الاربعة فمعناها جميعها واحد.
ويقول جرير في قصيدته:



بان الخليط برامتين فودعوا
او كلما جدوا لبين تجزع


أرأيت حلاوة المطلع,, ثم قال في نفس القصيدة:



وتقول (بوزع) قد دببت على العصى
هلا هزئت بغيرنا يا بوزع


فافسد القصيدة بهذا البيت لاحتوائه على هذه المفردة (بوزع) الشاذة,.
وأنشد رجل الخليل ابن أحمد (ترافع العز بنا فارفنععا) فقال ليس هذا شيئا قال كيف جاز للعجاج ان يقول (تقاعس العز بنا فاقعنسسا) ولا يجوز لي، وهو تكلف لا معنى له والشعر في غنى عنه وهكذا بدأ الشعراء يدركون حلاوة السهل الممتنع الذي يأتي مع الطبع وبالفطرة وبلا تكلف وبدأوا يكثرون من ترديد المفردات الشاعرية التي كانت في بدايات تسلل البديع إلى الشعر العربي تأتي بين الفينة والأخرى في شعر هذ الشاعر أو ذاك غير مقصودة لحسنها ولكنها تساقطت على مخيلة الشاعر بحكم طبعه وفطرته فكان لها حلاوة وطلاوة لا يطاولها أي حلاوة ولاتبزها اي طلاوة: فعرف الشعراء بسليقتهم (الترصيع) كقول ابي صخر الهذلي:



سود ذوائبها بيض ترائبها
محض ضرائبها صيغت على الكرم


لاحظ انه في البيت (ذوائبها، ترائبها، ضرائبها) كيف أنهى الثلاث كلمات بالحروف ب,ه,أ, في الثلاث المفردات على التوالي وهذا هو الترصيع وما أحلاه إذا كان على البديهة وبلا تصنع,.
ومنهم أبو المثلم وقد قال:



حامي الحقيقة نسَّال الوديقة
معتاق الوسيقة جلد غير ثنيان
رباء مرقبة مناع مغلبة
وهاب سلهبة قطاع اقران
هباط اودية حمال الوية
شهاد اندية سرحان فتيان


وأنت تلحظ كيف استعمل في البيت الاول المفردات (الحقيقة، الوديقة، الوسيقة) وهي على وزن واحد لا تختلف وتلاها في الثاني بالمفردات (مرقبة، مغلبة، سلهبة) ايضا على وزن واحد تلتها في البيت الثالث وعلى وزن واحد المفردات (أودية، الوية، اندية) ثم انظر كيف قسم البيت باستعماله اربع مفردات على وزن (فعال) وهي رباء، مناع، وهاب، قطاع، ولم يتوقف بل استمر في البيت الثالث هباط، حمال، شهاد، سرحان، مما أضاف الموسيقى الداخلية وهي موسيقى اللفظ على الموسيقى الخارجية وهي موسيقى الوزن وكما قلت فان البيت او البيتين في القصيدة من فن البديع وعلى الفطرة لها في القلب حلاوة وفي السمع طلاوة ولو ان مقطوعة ابي صخر الهذلي تكاد تحس فيها الطبع والصنعة مع عدم التكلف على رغم كثرة الابيات في قطعته ثم اكتشفوا خلال رحلتهم مع الشعر التقسيم واستظرفوه ومنه على سبيل المثال قول بشار وقد استوفى كل التقسيم الممكن,.
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-10-2007, 01:11 AM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]
قالت نسيتُك؟ قلتُ البُعد قد يُنسى
لكنّ قلبي.. يعيشُ اليومَ في أمسي =

شاءتْ مقاديرُنا إحكام غُربتِنا
فألبستنا ثيابَ القهر والتّعسِ =

وغرّبتنا فلا شئٌ يقرّبنا
وضاعَ منّا الهَوَى في حيْرة اليأس=

حفِظتِ عهدي.. ولم أحفظ فوا أسفي
لقد ندِمتُ فلا تأسيْ ولا تقس =

لا تعذِليني فما نفسي بساليةٍ
مهما ابتعدت .. وما أغلاكِ في نفسي=

وكيفَ أنسى يداً تمتدّ في ولهٍ
كيْما تُظللني من أعيُن الشّمس =

وتمسحُ العرَق المعقودَ لؤلؤهُ
على جبيني بكفّ تشتَهي مسّي=

فإن اصَاخَ الدّجى راحت أنامِلُها
تلملمُ الحُزنَ من قلبي ومن حِسّي =

وتسكبُ الرّوحَ في ليلي وفي جَسَدي
أنامِلٌ تُحسِنُ التّعبيرَ باللمْس =

كلّ المغاني التي كنّا نهيم بها
صُبحاً ونسمرُ فيها حينَما نُمسي =

راحتْ تُسائلني عن سرّ غيْبتِنا
وعن هوانا وليل اللهو والأنس =

والبحرُ والشّاطئ الخَالي يشاطِرني
حُزني عليكِ وقدْ أشجى الدّجَى نفسي =

فكمْ هُناك تهاديْنا وأنتِ معي
نلهو كأنّا نعيشُ العُمرَ في عُرس =

يدِي تُعانق في شوقٍ يديكِ وقد
ذبْنا معاً في مُناجاةٍ وفي همس =

واليوْم لا شئ غيرَ الحُزن يَصْلبني
وشقوةُ الليلِ عند الشاطئ المنْسي=

الحُزنُ حُزني فلا ذِكرى تُعللني
والعُمرُ يجْري ويُدنيني إلى رمْس =

والحُزنُ في القلبِ شئ لا يُبدّده
إلا الرّجوعُ إلى عينيكِ والأمس =


يحي توفيق حسن
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .