العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 24-08-2006, 08:28 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي في مدح الحبيب المصطفى صلــــــى الله عليـه وســلم

أحلى القصائد فى مدح الحبيب . صلى على الحبيب.

إليك إليك خير الأنبياء
فخار الرسل يثبت بانتماء

فإنك شمسهم والكلّ طيف
وأين الطيف يبلغ من ذكاء

مقامك من وجود الكون سرٌ
به قضت المشيئة في ابتداء

وسمّاك الإله بنا رحيما
يؤيدك الكتاب من السماء

وكنت متمم الأخلاق فينا
فكان هداك دستور البناء

شعارك في المعاد لواء حمدٍ
فيا بشرى لنا في ذا اللواء

وموعدك الشفاعة تجتليها
وعُظم شفاعةٍ بعد الدعاء




--------------------------------------------------------------------------------
أهلاً بخير نبيٍ شرّف العربا
من فيه ليل الأسى عنّا قد احتجبا

إنسان عين الورى نبراس سؤدده
فخر الحياة الذي نلنا به الأربا

ساد الأنام جميعاً في شريعته
مذ كوّن الدين والأخلاق والأدبا

والعُرب فيه قد اعتزت كرامتهم
والمجد قد هام في أخلاقه عجبا

والأرض قد فاخرت نجم السماء به
وبلبل الروض قد غنى به طربا

جئناك يا سيدي والقلب منكسرٌ
والدمع فاض على الرمضاء منسكبا

فاحنن علينا وجنبنا الردى كرماً
وعُد لنا مجدنا السامي الذي ذهبا

صلى عليك إله العرش ما طلعت
شمس النهار وما بدر الدجى غربا


--------------------------------------------------------------------------------
أرى كلّ مدح للنبيّ مقصرا
وإن سطرت كلّ البرية أسطرا

فما أحدٌ يحصي فضائل أحمدٍ
وإن بالغ المثني عليه وأكثرا

إذا الله أثنى بالذي هو أهله
كفاه بذا فضلاً من الله أكبرا

وفي سورة الأحزاب صلى بنفسه
عليه فما مقدار ماتمدح الورى


--------------------------------------------------------------------------------
إذا كنت في باب النبي فلاتخف
فذلك حصن والأمان له أُسّ

محمد باب الله فالزم رحابه
وإن عارضتك الجنّ ياخلّ والإنس

وإن كنت مشغول الفؤاد بحبه
صفوت وكم بالصفو تنبسط النفس

وإن ما رماك الدهر يوماً بوحشةٍ
فوقتك في كل الشؤون به أنس

تقرّب لأقوام يدينون دينه
فما يستوي الإشراق في الحق والطمس

أولئك أهل الله لُذ بجنابهم
وباعد أناسا قد تخبطهم مسّ

فإن محبّ الحق يأوي لأهله
وينأى به عن ضده الطبع والحس

أجل كل موجود يميل لشكله
بلا ريبةٍ والجنس يألفه الجنس


--------------------------------------------------------------------------------
ألا يا حبيب الله يا خير شافع
ومن هو حقاً للأنام رسول

شفاء سقامي من علاك بنظرةٍ
فهل منك إنعام بها وقبول

على بابك العالي وقفت مؤملاً
وما خاب في باب النبي نزيل

طرقت الباب والآمال عندي
تسامت أن يكون لها مثيل

فلا تردد رحيم القلب واجبر
عبيداً ظنه فيكم جميل

فكم أرجو وآمل منك خيراً
وأسعى إنما زادي قليل

ولا تنظر لزادي إن رحلي
أبى إلاّ بربعكم يقيل

وحقق ما رجوت وشدّ حبلي
بحبلك رحمةً إني دخيل

سألتك والجليل يقول وحياً
فلا تنهر فأنت أبٌ كفيل

عليك صلاة ربك ما ترامى
على أعتابك العليا النزيل


--------------------------------------------------------------------------------
إن جلّ ذنبي عن الغفران لي أملٌ
في الله يجعلني في خير معتصم

ألقي رجائي إذا عز المجير على
مفرّج الكرب في الدارين والغمم

إذا خفضت جناح الذل أسأله
عز الشفاعة لم أسأل سوى أمَم

وإن تقدّم ذو تقوى بصالحةٍ
قدّمتُ بين يديه عبرة الندم

لزمت باب أمير الأنبياء ومن
يُمسك بمفتاح باب الله يغتنم

محمدٌ صفوة الباري ورحمته
وبغية الله من خلقٍ ومن نسم

أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه
والرسل في المسجد الأقصى على قدم

لمّا خطرت به التفوا بسيدهم
كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم

صلى وراءك منهم كلّ ذي خطرٍ
ومن يفز بحبيب الله يأتمم

وقيل كل نبيٍ عند رتبته
ويا محمد هذا العرش فاستلم

يا أحمد الخير لي جاهٌ بتسميتي
وكيف لا يتسامى بالرسول سَمي

ذكرت باليتم في القرآن تكرمةً
وقيمة اللؤلؤ المكنون باليتم

يا رب أحسنت بدء العالمين به
فتمم الفضل وامنح حسن مختتم

والطف لأجل رسول العالمين بنا
ولا تزد قومه خسفاً ولاتسُم


--------------------------------------------------------------------------------
بمحمدٍ دامت لنا الأفراح
وقلوبنا في ذكره ترتاح

فإذا تلونا ذكره وحديثه
دارت لنا بشرابه الأقداح

بجبينه نور كمصباحٍ بدا
للعالمين جبينه المصباح

حاز الجمال ونال يوسف بعضه
ملئت بمدح صفاته الألواح

نار الغرام بقلب عاشق حسنه
إن مات وجداً ما عليه جُناح

همنا به لمّا تلونا وصفه
ولنا بمدح صفاته الأرباح


--------------------------------------------------------------------------------
بنور رسول الله أشرقت الدنى
ففي مدحه كلّ يجيء ويذهب

براه جلال الحق للخلق رحمةً
فكل الورى في برّه يتقلب

بدا مجده من قبل نشأة آدمٍ
وأسماؤه في اللوح من قبلُ تُكتب

بمبعثه كل النبيين بشرت
ولا مرسلٌ إلا له كان يخطب

بتوراة موسى نعته وصفاته
وإنجيل عيسى بالمدائح يُطنب

بعزته سُدنا على كل أمةٍ
وملتنا فيها النبيون ترغب

برياه طابت طيبة ونسيمها
فما المسك ما الكافور رياه أطيب

بجاهك أدركني إذا حوسب الورى
فإني عليكم ذلك اليوم أحسب

بمدحك أرجو الله يغفر زلتي
ولو كنت عبداً طول عمريَ أذنب


--------------------------------------------------------------------------------
بمدح المصطفى تحيا القلوب
وتُغتفر الخطايا والذنوب

نبيٌ كامل الأوصاف تمت
محاسنه فقيل له الحبيب

وصفت شمائلاً منه حِساناً
فما أدري أمدحٌ أم نسيب

يفرّج ذكره الكربات عنا
إذا نزلت بساحتنا الكروب

وأذكره وليل الخطب داجٍ
عليّ فتنجلي عني الكروب

مدائحه تزيد القلب شوقاً
إليه كأنها حليٌ وطيب

شريعته صراطٌ مستقيم
وليس يمَسنا فيها لغوب

وأرجو أن أعيش به سعيداً
وألقاه وليس عليّ حوب

ولي طرفٌ لمرآه مشوقٌ
ولي قلب لذكراه طروب

لجود المصطفى مُدت يدانا
وما مُدت له أيدٍ تخيب


--------------------------------------------------------------------------------
توسلت بالمختار أرجى الوسائل
نبيٌ لمثلي خيرُ كافٍ وكافل

هو الرحمة العظمى هو النعمة التي
غدا شكرها فرضاً على كل عاقل

هز المصطفى المقصود بالذات ظاهراً
من الخلق فانظر هل ترى من مماثل

نجيُ إله العرش بل وحبيبه
وخيرته من خير أزكى القبائل

نبي الهدى سن التواضع عن علا
فحلّ من العليا بأعلى المنازل

وأخلاقه فاه الكتاب بمدحها
ولاسيما الإعراض عن كل جاهل

وفي الحرب والمحراب نور جبينه
يُريك شعاع الشمس من غير حائل

دعوتك يا الله مستشفعاً به
فكن منجدي يا منتهى كلّ آمل


--------------------------------------------------------------------------------
تنعّم بذكر الهاشمي محمد
ففي ذكره العيشُ المهنأ والأنسُ

أيا شادياً يشدو بأفضال أحمدٍ
لقد لذت الأسماع وانتعش الحس

فكرر رعاك الله ذكر محمد
سماعك طِبٌ ليس يعقبه نكس

وطاب نعيم العيش واتصل المنى
وأقبلت الأفراح وارتاحت النفس

أيا سامعي ذكر الحبيب تأهبوا
وقوموا بنا نشكو فقد سامنا الناس

وقوفاً على الأقدام حقاً لسيدٍ
تعظمه الأملاك والجن والإنس

فيا جملة العشاق أين ولوعكم
فنشوتكم في حبه ما بها بأس

ألا فاطربوا أنساً بذكر محمد
فقد لاحت الأنوار وارتفع اللبس

فكلّ له عُرسٌ بذكر حبيبه
ونحن بذكر الهاشمي لنا عرس


--------------------------------------------------------------------------------
حبيب الله للكون ابتداءُ
له الخُلق المعظم والبهاء

وقد عمّ الوجود ندىً وجوداً
وفيه قط ماخاب الرجاءُ

شُغفت بحبه مذ كنت طفلاً
وشِبت وليس للحب انقضاءُ

يُضاعَف حبه في القلب يوماً
فيوماً والمحب له الهناءُ

عذاب الحب للعشاق عذبٌ
وأعظم لذةٍ فيه البكاء /اللقاء

وأكمل حالة الإنسان صدق
وأفضل وصفه حاءٌ وباءُ

فهِمْ وجداً وكُنْ في صفّ قومٍ
بصدق الحب للأحباب جاؤا

وقلْ يا سيد السادات إني
محبّ والمحب له رجاءُ

حبيبي إن داء البعد أضنى
فؤادي حينما عزّ الدواءُ

فعجّلْ يا طبيب الكون بُرئي
متى ما شئت لي حصل الشفاء

وإن وسيلتي لعلاك شيخي
أبو النصر الذي منه الصفاء

عليك صلاة ربي مع سلامٍ
زكيّ كلما طلعت ذكاءُ

تعمّ الآل والأصحاب طراً
وتبقى الدهرَ ليس لها انتهاء


--------------------------------------------------------------------------------
روحي الفداءُ لمن أخلاقه نطقت
في مدحها الكتبُ والمسطور في القلم

هذا المديح وذا الثناء لأحمدٍ
من ربه فا طرب له وترنم

وقلِ السلام عليك يا خير الورى
أغناك ربك عن مديح العالم

وحباك ما ترضى بسورة والضحى
أكْرِمْ بوعدٍ مُبرَمٍ ومعظم

صلى عليك الله ما فلك جرى
وِفق الأوامر في نظام مُحكم


--------------------------------------------------------------------------------
طه رسول الله صفوة خلقه
بدر الهداية سيفه مسلول

روح الخلائق نور كل موحّدٍ
كنز السعادة شرعه منهول

ما في البرية من يماثله وها
كلٌ بفيض جنابه مشمول

صلى عليه مع السلام إلهه
ما زار نجم الحادثات أفول
فما أحدٌ في الكون ماثل أحمدا
وليس له في القدر حقاً مقاربُ

هو الجوهر الفرد العديمُ مثاله
فقلْ ما تشا لن يبلغ الوصف كاتب

وكيف وعن آياته الكل قاصرٌ
وفي بحره كلّ الوجود قواربُ

فما ذرة في الكون إلا وُجودها
لفيضٍ أتى عن نوره يتساكب

صلى عليه وبالسلام أعزه
كرّ الدهور إلهُه الوهاب


--------------------------------------------------------------------------------



قف عند قبر التهامي والثم الجدثا
وانشق عبير الهدى ممن به مكثا

واجثُ احتراماً بداع الوجد مدّكراً
فجر النبوة وامدح خير من بُعثا

محمدٌ سيد الأكوان قاطبة
إذ مجده كابراً عن كابر ورثا

ما أنجب الدهر ذا خلق وذا خلقٍ
في الفضل يشبهه مذ جاءنا حدثا

ما زال بالعرب إرشاداً يهذبهم
حتى جنى ثمراً من بعد ما حرثا

فاقتادهم حمماً يرمي بهم أمماً
في الشرق والغرب حتى طهر الخبثا

ذلت لعزتهم شمّ الأنوف كما
دالت بدولتهم أمجاد من مكثا

سل جيش رستمَ بعد القادسية عنْ
رومٍ غدوا في ربا يرموكهم جثثا

واعجب مع القوم إذ كهانهم خرست
بل خاب ساحرهم من بعد ما نفثا

يا حبذا منبرٌ أعواده نُصِبت
في القريتين بأديان الورى عبثا

تزهو بصاحبه الأكوانُ قاطبة
والدين والمجد والتاريخ إن بُحثا


--------------------------------------------------------------------------------
من مثلكم لرسول الله ينتسب
ليت الملوك لها من جدكم نسب

ما للسلاطين أحساب بجانبكم
هذا هو الشرف المعروف والحسب

أصلٌ هو الجوهر المكنون ما لعبت
به الأكفّ ولا حاقت به الريب

خير النبيين لم يُذكر على شفةٍ
إلا وصلّت عليه العجم والعرب

خير النبيين لم تُحصر فضائله
مهما تصدت لها الأسفار والكتب

خير النبيين لم يُقرَن به أحدٌ
وهكذا الشمس لم تُقرَن بها الشهب

واهتزت الأرض إجلالاً لمولده
شبيهةً بعروس هزّها الطرب

الماء فاض زلالاً من أصابعه
أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب

والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه
والصخر قد صار منه الماء ينسكب

ساداتنا الغرّ من أبناء فاطمةٍ
طوبى لمن كان للزهراء ينتسب

مِنْ نسل فاطمةٍ أنعمْ بفاطمة
من أجل فاطمة قد شُرّف النسب





--------------------------------------------------------------------------------



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-08-2006, 08:31 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

محمد زينة الدنيا وبهجتها
فاضت على الناس والدنيا عطاياه

محمد رحمة الرحمن نفحته
محمد كم حلا في اللفظ معناه

المصطفى المجتبى المحمود سيرته
حبيب ربك يهوانا ونهواه

نور الوجود ووافي بالعهود سناً
لولاه ما ازدانت الأكوان لولاه

فجر الأنام ومصباح الظلام ومن
أدناه خالقه منه وناجاه

سل عن يتيم قريش عن مواقفه
كم قاوم الشرك فرداً كم تحداه

طفل يتيم أتى الدنيا فأنقذها
من الضلال فلا مال ولاجاه

طفل يتيم أتى الدنيا فحررها
من الجحود وكان الملهمَ الله

يهدي إلى الرشد والأيام شاهدة
ما خاب في دعوة الإصلاح مسعاه





--------------------------------------------------------------------------------
لغة الكلام كما رأيت على فمي
خجلى ولولا الحب لم أتكلم

يا مظهر التوحيد حسبي أنني
أحد الشداة الهائمين الحُوّم

ما حيلة الشعراء زاد غناؤهم
رهباً لدى هذا الجمال الأعظم

كل المعاني إن وُصِفتَ تضاءلت
وتحيّرت في كُنهك المتلثم

إن الذي سوّاك في تنزيله
وفّاك وصفاً بالثناء الأكرم

سبقت محبته مجيئك للورى
في عالم الغيب الكبير الأقدم

يا نور يوم وُلدت قامت عزّة
للأرض إذ أمست لنورك تنتمي

الكوكب الأرضيّ حين وطئته
أمسى حصاه يتيه فوق الأنجم

وعلى هدى الأقدار قام محمدٌ
لله فيه سرائر لم تُعلَم

متجرداً من كل جاه ظاهرٍ
وبغير جاه الله لم يستعصم

صلى عليه الله في سبُحاته
ما راح يجمع صحبه بتكتم

يمشي على حذر وينشر هديه
رشداً من الذكر العزيز المحكم

ما كان عن رهَبٍ ولا عن خيفة
لكن على قدَر خفي ملهم

حتى أفاض الله وانتشر الهدى
ومضى يهيب بكل قلب مسلم

ودعا فكان الله عند دعائه
يا هذه الدنيا لأحمد فاسلمي

وامشي وراء محمد وكفى به
نوراً يضيء هدىً لكل ميمِم

صلى عليه الله نوراً هادياً
متعبداً في غاره لم يسأم


--------------------------------------------------------------------------------
لله روضٌ به المختار يُسعدنا
بالكوثر العذب فياضٌ وزخّار

وجنة الخلد زُفت عند روضته
قلبي لها لمدى الأيام يختار

وقد جثوت بذل عند عتبته
إن الكريم لكسر القلب جبار

قد مسني مِن أليم البين يا أملي
وطال في الصدّ أزمانٌ وأعمار

فارفُق بقلبي وحاشا أن أضام إذا
كان الشفيع هو المختار والجار

وانظر إليّ بعطف منك يسعفني
فالغيث منك لقلب الصب مدرار

عليك مني سلام ملؤه شجن
ما غردت في سماء العشق أطيار

وللصحابة مني مهجةً صُرفت
للود والشوق هم في الدين أقمار
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:37 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي قصيدة البردة للإمام البوصيري

[ قصيدة البردة للإمام البوصيري

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم
مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم

َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ
وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا
وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم

أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ

وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى
مثل البهار على خديك والعنــــــــم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ

يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ

عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم

محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ
إن المحب عن العذال في صــــــممِ

إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ

في التحذير من هوى النفس


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم

لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ

من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم

والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم

فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم

وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ
وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم

واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ

وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم

أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ

ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم

في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم

وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم

وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
إن الضرورة لا تعدو على العصــــم

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ

محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ
ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم

هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم

دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم

فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم

وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ

وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم

فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم

منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم

دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم

فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم

لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم

لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ

أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم

كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم

وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ

فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ

وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم

أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم

كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم

كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
من معدني منطق منه ومبتســــــــم

لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ

في مولده عليه الصلاة والسلام


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم

يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم
قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم

وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم

والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ
عليه والنهر ساهي العين من سـدم

وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي

كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ

والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ
والحق يظهر من معنى ومن كلــــم

عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم

من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ
بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ

وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب
منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم

حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ
من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم

كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ
أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم

في معجزاته صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة
تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم

كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم

مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة
تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم

أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ

وما حوى الغار من خير ومن كــرم
وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى
خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم[/ ]
__________________
السيد عبد الرازق
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:41 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ
من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم

ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به
إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم

ولا التمست غنى الدارين من يــــده
إلا استلمت الندى من خير مســـتلم

لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم

وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه
فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم

تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ
ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم

كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه
وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم

وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه
حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم

بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا
سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

في شـــــرف الــــقرآن ومدحــــــــــــــــه


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت
ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم

فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ
وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم

فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم

آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ
قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم

لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا
عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم

دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ

محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ
لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم

ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ

ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم

لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ

فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ

قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم

إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى
أطفأت حر لظى من وردها الشــم

كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه
من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم

وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً
فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا
تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم

في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

يا خير من يمم العافون ســــــــاحته
سعياً وفوق متون الأينق الرســــم

ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ
ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم

سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم

وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم

وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم
في مركب كنت فيه صاحب العلــــم

حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ
من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم

خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم

كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ
عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم

فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ
وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم

وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
من العناية ركناً غير منهــــــــــدم

لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم

في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ

ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ
حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم

ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم

تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم

كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم
بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم

يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ
يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم

من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ
يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
من بعد غربتها موصولة الرحـــم

مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ

هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم

وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً
فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم

المصدري البيض حمراً بعد ما وردت
من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ

والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت
أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ

شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم
والورد يمتاز بالسيما عن الســلم

تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم

كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً
من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً
فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ

ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته
إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ

ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم

أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم

كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ
فيه وكم خصم البرهان من خصـم

كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم

في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم


مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه
ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم

إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم

أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم

فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم

ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ
يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ

إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم

فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم

إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى
فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه
أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم

ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم

ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ

في المناجاة وعرض الحاجات


يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
سواك عند حلول الحادث العمـــــم

ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي
إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم

فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
ومن علومك علم اللوح والقلـــــم

يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم

لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها
تأتي على حسب العصيان في القسم

يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ
لديك واجعل حسابي غير منخــــرم

والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه
صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم

وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ
على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم

ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا
وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ
وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم

والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم
أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ
واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم

وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم

أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم



__________________
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:46 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ

[ ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـرِ الحُـرُمِ
رَمـى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِـنَ الأَجَـمِ
لَمّـا رَنـا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي
جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهـمَ فـي كَبِـدي
جُـرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النـاسِ مِـن خُلُـقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُـذرِ فـي الشِيَـمِ
يـا لائِمـي فـي هَـواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم
ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَـداً
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـو الخَيـالَ فِــدىً
أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـراهُ بِالكَـرَمِ
سَـرى فَصـادَفَ جُرحـاً دامِيـاً فَأَسـا
وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ
مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبـى وَقَـنـاً
اللاعِبـاتُ بِروحـي السافِحـاتُ دَمــي
السافِـراتُ كَأَمثـالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ
القـاتِـلاتُ بِأَجـفـانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ
وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِــنَ السَـقَـمِ
العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـرِجـالِ وَمــا
أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـدَلِّ فـي الرَسَـمِ
المُضرِمـاتُ خُـدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـادَ لِلـضَـرَمِ
الحامِـلاتُ لِـواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
أَشكالُـهُ وَهـوَ فَـردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـراءَ زُيِّنَـتـا
لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـي الآرامِ كَالعُصُـمِ
يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـن عَجَـبٍ
إِذا أَشَـرنَ أَسَــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ
وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
يَرتَعـنَ فـي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ
يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـهُ
أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُـمِ
مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّـى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
أَنَّ المُنـى وَالمَنايـا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـرٍ
وَأَخـرَجَ الريـمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ
بَيني وَبَينُـكِ مِـن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـةُ العِـصَـمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِـرىً
مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــن إِرَمِ
يـا نَفـسُ دُنيـاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُسـنُ مُبتَـسَـمِ
فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـا ضَحِـكَـت
كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـاءِ بِالـثَـرَمِ
مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كـانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهـرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ
يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِـن إِساءَتِهـا
جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنـهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَـلـي بِجَنـاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثـلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ
كَـم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
لَـولا الأَمانِـيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ
طَـوراً تَمُـدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
وَتـارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ
كَـم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
إِن يَلـقَ صابـا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ
يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهــا
مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ
رَكَضتُها فـي مَريـعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـاتِ لِلتُخَـمِ
هامَـت عَلـى أَثَـرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ
صَـلاحُ أَمــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخـلاقِ تَستَـقِـمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـمِ
تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـذَّةٍ وَهَــوىً
طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُـمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفـرانِ لـي أَمَـلٌ
في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصِـمِ
أَلقـى رَجائـي إِذا عَـزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فـي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـتُ جَـنـاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
عِزَّ الشَفاعَـةِ لَـم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ
وَإِن تَـقَـدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَـدَمِ
لَزِمـتُ بـابَ أَميـرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
يُمسِـك بِمِفتـاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ
فَـكُـلُّ فَـضـلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
مـا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ
عَلَّقـتُ مِـن مَدحِـهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
فـي يَـومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ
يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيـنَ أَمدَحُـهُ
وَلا يُقـاسُ إِلـى جـودي لَـدى هَـرِمِ
مُحَمَّـدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلـقٍ وَمِـن نَسَـمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
مَتى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي
سَنـاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَـوءُ فـي عَلَـمِ
قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَـت أُبُـوَّتُـهُ
مِـن سُـؤدُدٍ بـاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ
نُموا إِلَيهِ فَـزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
وَرُبَّ أَصـلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي
حَـواهُ فـي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
نـورانِ قامـا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ
لَـمّـا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
بِمـا حَفِظنـا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصـونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ
كَـم جيئَـةٍ وَذَهـابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
بَطحـاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ
وَوَحشَـةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُسامِـرُ الوَحـيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيـرِ يَتَّـسِـمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضَـت يَـداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ
وَظَلَّلَـتـهُ فَـصـارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
غَمـامَـةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ
مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـهـا
قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَـمِ
إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـادُ بِـهـا
يُغرى الجَمـادُ وَيُغـرى كُـلُّ ذي نَسَـمِ
وَنـودِيَ اِقـرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـهُ بِفَـمِ
هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
أَسمـاعُ مَكَّـةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ
فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهـا
وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـي السَهـلِ وَالعَلَـمِ
تَساءَلـوا عَـن عَظيـمٍ قَـد أَلَـمَّ بِهِـم
رَمـى المَشايِـخَ وَالـوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ
يـا جاهِليـنَ عَلـى الهـادي وَدَعوَتِـهِ
هَـل تَجهَلـونَ مَكـانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــي صِـغَـرٍ
وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَــولٍ بِمُتَّـهَـمِ
فـاقَ البُـدورَ وَفـاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيـرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
يَزينُـهُـنَّ جَــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالـرَحِـمِ
يـا أَفصَـحَ الناطِقيـنَ الضـادَ قاطِبَـةً
حَديثُـكَ الشَهـدُ عِنـدَ الذائِـقِ الفَهِـمِ
حَلَّيـتَ مِـن عَطَـلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
فـي كُـلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـلِّ قَــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
تُحـيِ القُلـوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ
سَـرَت بَشائِـرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَـرَبٍ
وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِـن عُجُـمِ
ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِ القُـدُمِ
أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـى لا تَمُـرُّ بِهِـم
إِلّا عَلـى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ
وَالأَرضُ مَملـوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
لِكُـلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلـقِ مُحتَـكِـمِ
مُسَيطِـرُ الفُـرسِ يَبغـي فـي رَعِيَّتِـهِ
وَقَيصَرُ الـرومِ مِـن كِبـرٍ أَصَـمُّ عَـمِ
يُعَذِّبـانِ عِبـادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
وَيَذبَـحـانِ كَـمـا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ
وَالخَلـقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
كَاللَيـثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـرى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلـى قَـدَمِ
لَمّـا خَطَـرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ
صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُـلُّ ذي خَـطَـرٍ
وَمَـن يَفُـز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَمـاواتِ أَو مـا فَوقَهُـنَّ بِهِـم
عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّـــةِ الـلُـجُـمِ
مَشيئَـةُ الخالِـقِ الـبـاري وَصَنعَـتُـهُ
وَقُـدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُـهَـمِ
حَتّـى بَلَغـتَ سَمـاءً لا يُـطـارُ لَـهـا
عَلـى جَنـاحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَــدَمِ
وَقيـلَ كُــلُّ نَـبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
وَيـا مُحَمَّـدُ هَـذا الـعَـرشُ فَاِستَـلِـمِ
خَطَطـتَ لِلديـنِ وَالدُنـيـا عُلومَهُـمـا
يا قارِئَ اللَـوحِ بَـل يـا لامِـسَ القَلَـمِ
أَحَطـتَ بَينَهُمـا بِالـسِـرِّ وَاِنكَشَـفَـت

__________________
السيد عبد الرازق
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:50 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لَـكَ الخَزائِـنُ مِـن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضاعَفَ القُربُ مـا قُلِّـدتَ مِـن مِنَـنٍ
بِـلا عِـدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِـعَـمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَـولَ الغـارِ سائِمَـةً
لَـولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَــم تُـسَـمَ
هَل أَبصَروا الأَثَـرَ الوَضّـاءَ أَم سَمِعـوا
هَمـسَ التَسابيـحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَـل تَمَثَّـلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَـهُـم
كَالغـابِ وَالحائِمـاتُ وَالزُغـبُ كَالرُخَـمِ
فَـأَدبَـروا وَوُجــوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
كَباطِـلٍ مِـن جَـلالِ الـحَـقِّ مُنـهَـزِمِ
لَـولا يَـدُ اللَـهِ بِالجارَيـنَ مـا سَلِمـا
وَعَينُـهُ حَـولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ
تَـوارَيـا بِجَـنـاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
وَمَـن يَضُـمُّ جَنـاحُ الـلَـهِ لا يُـضَـمِ
يا أَحمَـدَ الخَيـرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتـي
وَكَيـفَ لا يَتَسامـى بِالرَسـولِ سَـمـي
المادِحـونَ وَأَربـابُ الـهَـوى تَـبَـعٌ
لِصاحِـبِ البُـردَةِ الفَيحـاءِ ذي الـقَـدَمِ
مَديحُـهُ فيـكَ حُـبٌّ خالِـصٌ وَهَــوىً
وَصـادِقُ الحُـبِّ يُملـي صـادِقَ الكَلَـمِ
الـلَـهُ يَشـهَـدُ أَنّــي لا أُعـارِضُـهُ
من ذا يُعارِضُ صَـوبَ العـارِضِ العَـرِمِ
وَإِنَّمـا أَنـا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَــن
يَغـبِـط وَلِـيَّـكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ
هَـذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحـمَـنِ مُقتَـبَـسٌ
تَرمـي مَهابَـتُـهُ سَحـبـانَ بِالبَـكَـمِ
البَدرُ دونَكَ فـي حُسـنٍ وَفـي شَـرَفٍ
وَالبَحرُ دونَـكَ فـي خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شُـمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَـضَـت
وَالأَنجُـمُ الزُهـرُ مـا واسَمتَهـا تَسِـمِ
وَاللَيـثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـدَ وَثبَـتِـهِ
إِذا مَشَيتَ إِلـى شاكـي السِـلاحِ كَمـي
تَهفـو إِلَـيـكَ وَإِن أَدمَـيـتَ حَبَّتَـهـا
فـي الحَـربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ
مَحَـبَّـةُ الـلَـهِ أَلقـاهـا وَهَيـبَـتُـهُ
عَلـى اِبـنِ آمِنَـةٍ فـي كُـلِّ مُصطَـدَمِ
كَأَنَّ وَجهَـكَ تَحـتَ النَقـعِ بَـدرُ دُجـىً
يُضـيءُ مُلتَثِـمـاً أَو غَـيـرَ مُلتَـثِـمِ
بَـدرٌ تَطَـلَّـعَ فــي بَــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ
كَغُـرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـيَ الظُـلَـمِ
ذُكِـرتَ بِاليُتـمِ فـي القُـرآنِ تَكـرِمَـةً
وَقيمَـةُ اللُؤلُـؤِ المَكنـونِ فـي اليُـتُـمِ
اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـنَ الـنـاسِ رِزقَـهُـمُ
وَأَنـتَ خُيِّـرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِـسَـمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلـتَ فيـهِ نَعَـم
فَخيـرَةُ اللَـهِ فـي لا مِـنـكَ أَو نَـعَـمِ
أَخـوكَ عيسـى دَعـا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنـتَ أَحيَيـتَ أَجيـالاً مِـنَ الـزِمَـمِ
وَالجَهـلُ مَـوتٌ فَـإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً
فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِـنَ الرَجَـمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسـلُ اللَـهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتـلِ نَفـسٍ وَلا جــاؤوا لِسَـفـكِ دَمِ
جَهـلٌ وَتَضليـلُ أَحــلامٍ وَسَفسَـطَـةٌ
فَتَحـتَ بِالسَيـفِ بَعـدَ الفَتـحِ بِالقَـلَـمِ
لَمّا أَتـى لَـكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ
تَكَفَّـلَ السَـيـفُ بِالجُـهّـالِ وَالعَـمَـم
ِوَالشَـرُّ إِن تَلقَـهُ بِالخَيـرِ ضِقـتَ بِـهِ
ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالـشَـرِّ يَنحَـسِـمِ
سَـلِ المَسيحِيَّـةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت
بِالصـابِ مِـن شَهَـواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ
طَريـدَةُ الشِـركِ يُؤذيهـا وَيوسِعُـهـا
فـي كُـلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـدَمِ
لَـولا حُمـاةٌ لَهـا هَـبّـوا لِنُصرَتِـهـا
بِالسَيفِ مـا اِنتَفَعَـت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ
لَـولا مَكـانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِـلِـهِ
وَحُرمَـةٌ وَجَبَـت لِلـروحِ فـي الـقِـدَمِ
لَسُمِّرَ البَـدَنُ الطُهـرُ الشَريـفُ عَلـى
لَوحَينِ لَـم يَخـشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَـلَّ المَسيـحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِـئُـهُ
إِنَّ العِقـابَ بِقَـدرِ الـذَنـبِ وَالـجُـرُمِ
أَخـو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُــزُلٍ
فَـوقَ السَمـاءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـرَمِ
عَلَّمتَهُـم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَـلـونَ بِــهِ
حَتّـى القِتـالَ وَمـا فيـهِ مِـنَ الذِمَـمِ
دَعَوتَهُـم لِجِـهـادٍ فـيـهِ سُـؤدُدُهُـم
وَالحَـربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـونِ وَالأُمَــمِ
لَـولاهُ لَـم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـي زَمَــنٍ
ما طالَ مِـن عُمُـدٍ أَو قَـرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُــلَّ آوِنَــةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُـرِ الدُهُـمِ
بِالأَمسِ مالَت عُـروشٌ وَاِعتَلَـت سُـرُرٌ
لَـولا القَذائِـفُ لَـم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ
أَشيـاعُ عيسـى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَـةٍ
وَلَـم نُعِـدُّ سِـوى حــالاتِ مُنقَـصِـمِ
مَهما دُعيتَ إِلـى الهَيجـاءِ قُمـتَ لَهـا
تَرمـي بِأُسـدٍ وَيَرمـي اللَـهُ بِالـرُجُـمِ
عَلـى لِوائِـكَ مِنـهُـم كُــلُّ مُنتَـقِـمٍ
لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فــي الـلَـهِ مُعـتَـزِمِ
مُسَـبِّـحٍ لِلِـقـاءِ الـلَـهِ مُـضـطَـرِمٍ
شَوقاً عَلـى سابِـخٍ كَالبَـرقِ مُضطَـرِمِ
لَو صادَفَ الدَهـرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمـى
بِعَزمِـهِ فـي رِحـالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِـن فِعـلِ الحُـروبِ بِهِـم
مِـن أَسيُـفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُـذُمُ
كَم في التُـرابِ إِذا فَتَّشـتَ عَـن رَجُـلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَـن مـاتَ بِالقَسَـمِ
لَولا مَواهِـبُ فـي بَعـضِ الأَنـامِ لَمـا
تَفـاوَتَ النـاسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَـمِ
شَريعَـةٌ لَـكَ فَجَّـرتَ العُـقـولَ بِـهـا
عَـن زاخِـرٍ بِصُنـوفِ العِلـمِ مُلتَـطِـمِ
يَلـوحُ حَـولَ سَنـا التَوحيـدِ جَوهَرُهـا
كَالحَلـيِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشـيِ لِلعَـلَـمِ
غَـرّاءُ حامَـت عَلَيهـا أَنفُـسٌ وَنُهـىً
وَمَن يَجِـد سَلسَـلاً مِـن حِكمَـةٍ يَحُـمِ
نـورُ السَبيـلِ يُسـاسُ العالِمـونَ بِهـا
تَكَفَّلَـت بِشَـبـابِ الـدَهـرِ وَالـهَـرَمِ
يَجري الزَمـانُ وَأَحكـامُ الزَمـانِ عَلـى
حُكـمٍ لَهـا نافِـذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ
لَمّـا اِعتَلَـت دَولَـةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت
مَشَـت مَمالِكُـهُ فـي نـورِهـا التَـمَـمِ
وَعَلَّـمَـت أُمَّــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَــةً
رَعـيَ القَياصِـرِ بَعـدَ الشـاءِ وَالنَعَـمِ
كَـم شَيَّـدَ المُصلِحـونَ العامِلـونَ بِهـا
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكـاً بـاذِخَ العِظَـمِ
لِلعِلـمِ وَالعَـدلِ وَالتَمديـنِ مـا عَزَمـوا
مِنَ الأُمـورِ وَمـا شَـدّوا مِـنَ الحُـزُمِ
سُرعـانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـا لِمِلَّتِـهِـم
وَأَنهَلوا النـاسَ مِـن سَلسالِهـا الشَبِـمِ
ساروا عَلَيها هُـداةَ النـاسِ فَهـيَ بِهِـم
إِلـى الفَـلاحِ طَريـقٌ واضِـحُ العَـظَـمِ
لا يَهـدِمُ الدَهـرُ رُكنـاً شـادَ عَدلَـهُـمُ
وَحائِـطُ البَغـيِ إِن تَلمَـسـهُ يَنـهَـدِمِ
نالوا السَعادَةَ فـي الدارَيـنِ وَاِجتَمَعـوا
عَلـى عَميـمٍ مِـنَ الرُضـوانِ مُقتَسَـمِ
دَع عَنـكَ رومـا وَآثينـا وَمـا حَوَتـا
كُـلُّ اليَواقيـتِ فـي بَـغـدادَ وَالـتُـوَمِ
وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَــدِلُّ بِــهِ
هَـوىً عَلـى أَثَـرِ النيـرانِ وَالأَيُــمِ
وَاِترُك رَعمَسيـسَ إِنَّ المُلـكَ مَظهَـرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا فـي نَهضَـةِ الهَـرَمِ
دارُ الشَرائِـعِ رومـا كُلَّـمـا ذُكِــرَت
دارُ السَـلامِ لَهـا أَلقَـت يَـدَ السَـلَـمِ
مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِـنـدَ مُلـتَـأَمٍ
وَلا حَكَتهـا قَضـاءً عِـنـدَ مُختَـصَـمِ
وَلا اِحتَوَت فـي طِـرازٍ مِـن قَياصِرِهـا
عَلـى رَشـيـدٍ وَمَـأمـونٍ وَمُعتَـصِـمِ
مَـنِ الَّـذيـنَ إِذا ســارَت كَتائِبُـهُـم
تَصَـرَّفـوا بِـحُـدودِ الأَرضِ وَالتُـخَـمِ
وَيَجلِـسـونَ إِلــى عِـلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ
فَـلا يُدانَـونَ فـي عَـقـلٍ وَلا فَـهَـمِ
يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الـهـامَ إِن نَبَـسـوا
مِن هَيبَـةِ العِلـمِ لا مِـن هَيبَـةِ الحُكُـمِ
وَيُمطِـرونَ فَمـا بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَـوقَ الأَرضِ مِـن عُـدُمِ
خَلائِـفُ اللَـهِ جَلّـوا عَـن مُـوازَنَـةٍ
فَـلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الــوَرى بِـهِـمِ
مَـن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـاروقِ مَعـدَلَـةً
وَكَاِبنِ عَبـدِ العَزيـزِ الخاشِـعِ الحَشِـمِ
وَكَالإِمـامِ إِذا مــا فَــضَّ مُزدَحِـمـاً
بِمَدمَـعٍ فـي مَآقـي الـقَـومِ مُـزدَحِـمِ
الزاخِـرُ العَـذبُ فـي عِلـمٍ وَفـي أَدَبٍ
وَالناصِرُ النَدبِ فـي حَـربٍ وَفـي سَلَـمِ
أَو كَاِبـنِ عَفّـانَ وَالقُـرآنُ فـي يَــدِهِ
يَحنو عَلَيـهِ كَمـا تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ
وَيَجـمَـعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُـمُـهـا
عِقـداً بِجيـدِ اللَيالـي غَيـرَ مُنفَـصِـمِ
جُرحانِ فـي كَبِـدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
جُرحُ الشَهيـدِ وَجُـرحٌ بِالكِتـابِ دَمـي
وَمـا بَــلاءُ أَبــي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ
بَعـدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعـالِ وَالـخِـدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حـاطَ الديـنَ فـي مِحَـنٍ
أَضَلَّـتِ الحُلـمَ مِـن كَـهـلٍ وَمُحتَـلِـمِ
وَحِدنَ بِالراشِـدِ الفـاروقِ عَـن رُشـدٍ
في المَـوتِ وَهـوَ يَقيـنٌ غَيـرُ مُنبَهِـمِ
يُـجـادِلُ الـقَـومَ مُسـتَـلّاً مُـهَـنَّـدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَـدراً كَيـفَ لَـم يَـدُمِ
لا تَعذُلـوهُ إِذا طـافَ الـذُهـولُ بِــهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَـبُّ عَـن رَغَـمِ
يـا رَبِّ صَـلِّ وَسَلِّـم مـا أَرَدتَ عَلـى
نَزيـلِ عَرشِـكَ خَيـرِ الرُسـلِ كُلِّـهِـمِ
مُحـيِ اللَيـالـي صَــلاةً لا يُقَطِّعُـهـا
إِلّا بِدَمـعٍ مِــنَ الإِشـفـاقِ مُنسَـجِـمِ
مُسَبِّحـاً لَـكَ جُنـحَ اللَـيـلِ مُحتَـمِـلاً
ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُـرّاً مِـنَ الـوَرَمِ
رَضِيَّـةٌ نَفـسُـهُ لا تَشتَـكـي سَـأَمـاً
وَما مَعَ الحُـبِّ إِن أَخلَصـتَ مِـن سَـأَمِ
وَصَـلِّ رَبّـي عَلـى آلٍ لَــهُ نُـخَـبٍ
جَعَلـتَ فيهِـم لِـواءَ البَيـتِ وَالـحَـرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجـهُ الدَهـرِ ذو حَلَـكٍ
شُمُّ الأُنـوفِ وَأَنـفُ الحادِثـاتِ حَمـى
وَأَهـدِ خَيـرَ صَـلاةٍ مِـنـكَ أَربَـعَـةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُـم مَرعِيَّـةُ الحُـرَمِ
الراكِبيـنَ إِذا نــادى النَـبِـيُّ بِـهِـم
ما هالَ مِـن جَلَـلٍ وَاِشتَـدَّ مِـن عَمَـم
الصابِريـنَ وَنَـفـسُ الأَرضِ واجِـفَـةٌ
الضاحِكيـنَ إِلـى الأَخـطـارِ وَالقُـحَـمِ
يـا رَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـن مَنِيَّتِـهـا
وَاِستَيقَظَـت أُمَـمٌ مِـن رَقـدَةِ الـعَـدَمِ
سَعـدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنــتَ مالِـكُـهُ
تُديـلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِــن نِـقَـمِ
رَأى قَـضـاؤُكَ فيـنـا رَأيَ حِكمَـتِـهِ
أَكـرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَـقِـمِ
فَاِلطُـف لِأَجـلِ رَسـولِ العالَميـنَ بِنـا
وَلا تَـزِد قَـومَـهُ خَسـفـاً وَلا تُـسِـمِ
يـا رَبِّ أَحسَنـتَ بَـدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ
فَتَمِّـمِ الفَضـلَ وَاِمنَـح حُسـنَ مُختَتَـمِ
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 02:53 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي يا سيد السادات جئتك قاصدا لأبي حنيفة النعمان رحمه الله .

يا سيد السادات جئتك قاصدا لأبي حنيفة النعمان رحمه الله .

--------------------------------------------------------------------------------

يا سيد السادات جئتك قاصدا لأبي حنيفة النعمان رحمه الله .

قصيدة يا سيد السادات لابي حنيفة النعمان
كتب أبي حنيفه هذه القصيدة ليتقرب بها من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لينشدها بين يديه في أثناء زيارته ، و لم يطلع عليها أحد.
فلما وصل الى المدينة المنورة، سمع المؤذن ينشدها على المئذنة،! فعجب من ذلك و انتظر المؤذن.
فسأله: لمن هذه القصيدة؟!.
قال :لأبي حنيفة.
قال: أتعرفه؟.
قال: لا.
قال: و عمن أخذتها؟!.
قال: في رؤياي أنشدها بين يدي المصطفى صلى الله عليه و سلم، فحفظتها و ناجيته بها على المئذنة.
فدمعت عينا أبي حنيفة..


يا سيد السادات جئتك قاصدا أرجو رضاك و أحتمي بحماكا
و الله ياخير الخلائق ان لي قلبا مشوقا لا يروم سواكا

و بحق جاهك انني بك مغرم و الله يعلم أنني أهواكا
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ كلا و لا خلق الورى لولاكا

أنت الذي من نورك البدر اكتسى و الشمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الذي لما رفعت الى السما بك قد سمت و تزينت لسراكا

انت الذى نا داك ربك مرحبا ولقد دعاك لقربه وحبا كا
أنت الذى فينا سالت شفاعة ناداك ربك لم تكن لسواكا

أ نت الذى لما توسل آدم من زلة بك فاز وهوأ باكا
وبك الخليل دعا فعادت ناره بردا وقد خمدت بنور سناكا

ودعاك أ يوب لضر مسه فأزيل عنه الضر حين دعاكا
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا بصفات حسنك مادحا لعلاكا

وكذاك موسى لم يزل متوسلا بك فى القيامة محتم بحماكا
والأ نبياء وكل خلق فى الورى والرسل والأ ملاك تحت لوا كا

لك معجزات أعجزت كل الورى وفضائل جلت فليس تحا كى
نطق الذراع بسِمه لك معلنا والضب قد لباك حين أتاكا

والذئب جاءك والغزالة قدأتت بك تستجير وتحتمى بحماكا
وكذا الوحوش أ تت إليك وسلمت وشكى البعير إليك حين رآكا

ودعوت أشجارا أتتك مطيعة وسمعت إليك مجيبة لندا كا
والماء فاض براحتيك وسبحت صم الحصى بالفضل فى يمناكا

وعليك ظللت الغمامة فى الورى والجذع حن إلى كريم لقا كا
وكذاك لا أثر لمشيك فى الثرى والصخر قد غاصت به قدما كا

وشفيت ذا العاهات من أمراضه وملات كل الارض من جدواكا
ورددت عين قتادة بعد العمى وابن الحصين شفيته بشفاكا

وكذا حبيب وابن عفر بعدما جرحا شفيتهما بلمس يداكا
و علي من رمد به داويته في خيبر فشفى بطبيب لماكا

وسألت ربك في ابن جابر بعدما أن مات أحياه وقد أرضاكا
و مسست شاة لأم معبد بعدما ما نشفت فدرت من شفاكا رقياكا

و دعوت عام القحط ربك معلنا فانهال قطر السحب حين دعاكا
ودعوت كل الخلق فانقادوا الى دعواك طوعا سامعين نداكا

و خفضت دين الكفر يا علم الهدى ورفعت دينك فاستقام هناكا
أعداك عادو في القليب بجمعهم صرعى وقد حرموا الرضا بجفاكا

في يوم بدر قد أتتك ملائك من عند ربك قاتلت أعداكا
و الفتح جاءك يوم فتحك مكة و النصر في الأحزاب قد وافاكا

هود و يونس من بهاك تجملا و جمال يوسف من ضياء سناكا
قد فقت يا طه جميع الأنبيا طرا فسبحان الذي أسراكا

و الله يا يسين مثلك لم يكن في العالمين و حق من نباكا
عن وصفك الشعراء يا مدثر عجزوا و كلوا عن صفات علاكا

انجيل عيسى قد أتى بك مخبرا و لنا الكتاب أتى بمدح حلاكا
ماذا يقول المادحون وما عسى أن تجمع الكتَاب من معناكا؟!

و الله لو أنَ البحار مدادهم و الشعب أقلام جعلن لذاكا
لم تقدر الثقلان تجمع نزره أبدا و ما اسطاعوا له ادراكا

بك لي فؤاد مغرم يا سيدي و حشاشة محشوة بهواكا
فاذا سكتُ ففيك صمتي كله و اذا نطقت فمادحا علياكا

و اذا سمعت فعنك قولا طيبا و اذا نظرت فما أرى الاَكا
يا مالكي كن شافعي في فاقتي انيِ فقير في الورى لغناكا

يا أكرم الثقلين يا كنز الغنى جد لي بجودك و ارضني برضاكا
أنا طامع بالجود منك و لم يكن لأبي حنيفة في الأنام سواكا

فعساك تشفع فيه عند حسابه فلقد غدا متمسكا بعراكا
فلأنت أكرم شافع و مشفع ومن التجى بحماك نال رضاكا

فاجعل قراى شفاعة لي في غد فعسى أرى في الحشر تحت لواكا
صلى عليك الله يا علم الهدى ما حنَ مشتاق الى مثواكا

و على صحابتك الكرام جميعهم و التَابعين و كلَ من والاكاج
__________________
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 03:20 PM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

[ بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

--------------------------------------------------------------------------------

بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ
أكْـرِمْ بِـها خُـلَّةً لـوْ أنَّهاصَدَقَتْ * مَـوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْحَ مَقْبولُ
لـكِنَّها خُـلَّةٌ قَـدْ سِـيطَ مِنْ دَمِها * فَـجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَـبْديلُ
فـما تَـدومُ عَـلَى حـالٍ تكونُ بِها * كَـما تَـلَوَّنُ فـي أثْـوابِها الـغُولُ
ولا تَـمَسَّكُ بـالعَهْدِ الـذي زَعَمْتْ * إلاَّ كَـما يُـمْسِكُ الـماءَ الـغَرابِيلُ
فـلا يَـغُرَّنْكَ مـا مَنَّتْ وما وَعَدَتْ * إنَّ الأمـانِـيَّ والأحْـلامَ تَـضْليلُ
كـانَتْ مَـواعيدُ عُـرْقوبٍ لَها مَثَلا * ومــا مَـواعِـيدُها إلاَّ الأبـاطيلُ
أرْجـو وآمُـلُ أنْ تَـدْنو مَـوَدَّتُها * ومـا إِخـالُ لَـدَيْنا مِـنْكِ تَـنْويلُ
أمْـسَتْ سُـعادُ بِـأرْضٍ لايُـبَلِّغُها * إلاَّ الـعِتاقُ الـنَّجيباتُ الـمَراسِيلُ
ولَـــنْ يُـبَـلِّغَها إلاّغُـذافِـرَةٌ * لـها عَـلَى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيلُ
مِـنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُـرْضَتُها طـامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَـرْمِي الـغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْرَدٍ لَهِقٍ * إذا تَـوَقَّـدَتِ الـحَـزَّازُ والـمِيلُ
ضَـخْـمٌ مُـقَـلَّدُها فَـعْم مُـقَيَّدُها * فـي خَلْقِها عَنْ بَناتِ الفَحْلِ تَفْضيلُ
غَـلْـباءُ وَجْـناءُ عَـلْكوم مُـذَكَّرْةٌ * فــي دَفْـها سَـعَةٌ قُـدَّامَها مِـيلُ
وجِـلْـدُها مِـنْ أُطـومٍ لا يُـؤَيِّسُهُ * طَـلْحٌ بـضاحِيَةِ الـمَتْنَيْنِ مَهْزولُ
حَـرْفٌ أخـوها أبـوها مِن مُهَجَّنَةٍ * وعَـمُّـها خـالُها قَـوْداءُ شْـمِليلُ
يَـمْشي الـقُرادُ عَـليْها ثُـمَّ يُزْلِقُهُ * مِـنْـها لِـبانٌ وأقْـرابٌ زَهـالِيلُ
عَـيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ * مِـرْفَقُها عَـنْ بَـناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كـأنَّـما فـاتَ عَـيْنَيْهاومَـذْبَحَها * مِـنْ خَـطْمِها ومِن الَّلحْيَيْنِ بِرْطيلُ
تَـمُرُّ مِـثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * فـي غـارِزٍ لَـمْ تُـخَوِّنْهُ الأحاليلُ
قَـنْواءُ فـي حَـرَّتَيْها لِـلْبَصيرِ بِها *** عَـتَقٌ مُـبينٌ وفـي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
تُـخْدِي عَـلَى يَـسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ *** ذَوابِــلٌ مَـسُّهُنَّ الأرضَ تَـحْليلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً *** لـم يَـقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْـمِ تَـنْعيلُ
كــأنَّ أَوْبَ ذِراعَـيْها إذا عَـرِقَتْ *** وقــد تَـلَـفَّعَ بـالكورِ الـعَساقيلُ
يَـوْماً يَـظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً *** كـأنَّ ضـاحِيَهُ بـالشَّمْسِ مَـمْلولُ
وقـالَ لِـلْقوْمِ حـادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ *** وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَـدَّ الـنَّهارِ ذِراعـا عَيْطَلٍ نَصِفٍ *** قـامَـتْ فَـجاوَبَها نُـكْدٌ مَـثاكِيلُ
نَـوَّاحَةٌ رِخْـوَةُ الـضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها*** لَـمَّا نَـعَى بِـكْرَها النَّاعونَ مَعْقولُ
تَـفْرِي الُّـلبانَ بِـكَفَّيْها ومَـدْرَعُها *** مُـشَـقَّقٌ عَـنْ تَـراقيها رَعـابيلُ
تَـسْعَى الـوُشاةُ جَـنابَيْها وقَـوْلُهُمُ *** إنَّـك يـا ابْـنَ أبـي سُلْمَى لَمَقْتولُ
وقــالَ كُـلُّ خَـليلٍ كُـنْتُ آمُـلُهُ *** لا أُلْـهِيَنَّكَ إنِّـي عَـنْكَ مَـشْغولُ
فَـقُـلْتُ خَـلُّوا سَـبيلِي لاَ أبـالَكُمُ *** فَـكُلُّ مـا قَـدَّرَ الـرَّحْمنُ مَفْعولُ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ *** يَـوْماً عـلى آلَـةٍ حَـدْباءَ مَحْمولُ
أُنْـبِـئْتُ أنَّ رَسُـولَ اللهِ أَوْعَـدَني* ** والـعَفْوُ عَـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُولُ
وقَـدْ أَتَـيْتُ رَسُـولَ اللهِ مُـعْتَذِراً *** والـعُذْرُ عِـنْدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبولُ
مَـهْلاً هَـداكَ الـذي أَعْطاكَ نافِلَةَ *** الْـقُرْآنِ فـيها مَـواعيظٌ وتَـفُصيلُ
لا تَـأْخُذَنِّي بِـأَقْوالِ الـوُشاة ولَـمْ *** أُذْنِـبْ وقَـدْ كَـثُرَتْ فِـيَّ الأقاويلُ
لَـقَدْ أقْـومُ مَـقاماً لـو يَـقومُ بِـه *** أرَى وأَسْـمَعُ مـا لـم يَسْمَعِ الفيلُ
لَـظَلَّ يِـرْعُدُ إلاَّ أنْ يـكونَ لَهُ مِنَ *** الَّـرسُـولِ بِــإِذْنِ اللهِ تَـنْـويلُ
حَـتَّى وَضَـعْتُ يَـميني لا أُنازِعُهُ *** فـي كَـفِّ ذِي نَـغَماتٍ قِيلُهُ القِيلُ
لَــذاكَ أَهْـيَبُ عِـنْدي إذْ أُكَـلِّمُهُ *** وقـيـلَ إنَّـكَ مَـنْسوبٌ ومَـسْئُولُ
مِـنْ خـادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ *** مِـنْ بَـطْنِ عَـثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غيلُ
يَـغْدو فَـيُلْحِمُ ضِـرْغامَيْنِ عَيْشُهُما *** لَـحْمٌ مَـنَ الـقَوْمِ مَـعْفورٌ خَراديلُ
إِذا يُـسـاوِرُ قِـرْناً لا يَـحِلُّ لَـهُ *** أنْ يَـتْرُكَ الـقِرْنَ إلاَّ وهَوَمَغْلُولُ
مِـنْهُ تَـظَلُّ سَـباعُ الـجَوِّضامِزَةً *** ولا تَـمَـشَّى بَـوادِيـهِ الأراجِـيلُ
ولا يَــزالُ بِـواديـهِ أخُـو ثِـقَةٍ *** مُـطَرَّحَ الـبَزِّ والـدَّرْسانِ مَأْكولُ
إنَّ الـرَّسُولَ لَـسَيْفٌ يُـسْتَضاءُ بِهِ *** مُـهَنَّدٌ مِـنْ سُـيوفِ اللهِ مَـسْلُولُ
فـي فِـتْيَةٍ مِـنْ قُـريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ *** بِـبَطْنِ مَـكَّةَ لَـمَّا أسْـلَمُوا زُولُوا
زالُـوا فـمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ *** عِـنْـدَ الِّـلقاءِ ولا مِـيلٌ مَـعازيلُ
شُــمُّ الـعَرانِينِ أبْـطالٌ لُـبوسُهُمْ *** مِـنْ نَـسْجِ دَاوُدَ في الهَيْجَا سَرابيلُ
بِـيضٌ سَـوَابِغُ قـد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ *** كـأنَّـها حَـلَقُ الـقَفْعاءِ مَـجْدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ *** ضَـرْبٌ إذا عَـرَّدَ الـسُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَـفْـرَحونَ إذا نَـالتْ رِمـاحُهُمُ *** قَـوْماً ولَـيْسوا مَـجازِيعاً إذا نِيلُوا
لا يَـقَعُ الـطَّعْنُ إلاَّ فـي نُحورِهِمُ * ومـا لَهُمْ عَنْ حِياضِ الموتِ تَهْليلُ
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 03:21 PM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

قدوم كعب على الرسول وقصيدته اللامية

قال ابن إسحاق : فلما بلغ كعبا الكتاب ضاقت به الأرض وأشفق على نفسه وأرجف به من كان في حاضره من عدوه فقالوا : هو مقتول فلما لم يجد من شيء بدا ، قال قصيدته التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فيها خوفه وإرجاف الوشاة به من عدوه ثم خرج حتى قدم المدينة ، فنزل على رجل كانت بينه وبينه معرفة من جهينة ، كما ذكر لي ، فغدا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أشار له إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا رسول الله فقم إليه فاستأمنه .

فذكر لي أنه قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس إليه فوضع يده في يده وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفه فقال يا رسول الله إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما ، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم " ، قال أنا يا رسول الله كعب بن زهير .

قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أنه وثب عليه رجل من الأنصار ، فقال يا رسول الله دعني وعدو الله أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه عنك ، فإنه قد جاء تائبا ، نازعا ( عما كان عليه ) فقال فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار ، لما صنع به صاحبهم وذلك أنه لم يتكلم فيه رجل من المهاجرين إلا بخير
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-09-2006, 03:23 PM   #10
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

فقال في قصيدته التي قال حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يفد مكبول

وما سعاد غداة البين إذ رحلوا

إلا أغن غضيض الطرف مكحول

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة

لا يشتكى قصر منها ولا طول

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت

كأنه منهل بالروح معلول

شجت بذي شيم من ماء محنية

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول



تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه

من صوب غادية بيض يعاليل

فيا لها حلة لو أنها صدقت

بوعدها أو لو إن النصح مقبول

لكنها خلة قد سيط من دمها

فجع وولع وإخلاف وتبديل

فما تدوم على حال تكون بها

كما تلون في أثوابها الغول

وما تمسك بالعهد الذي زعمت

إلا كما يمسك الماء الغرابيل

فلا يغرنك ما منت وما وعدت

إن الأماني والأحلام تضليل



كانت مواعيد عرقوب لها مثلا

وما مواعيدها إلا الأباطيل

أرجو وآمل أن تدنو مودتها

وما إخال لدينا منك تنويل

أمست سعاد بأرض لا يبلغها

إلا العتاق النجيبات المراسيل

ولن يبلغها إلا عذافرة

لها على الأين إرقال وتبغيل

من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت

عرضتها طامس الأعلام مجهول

ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق

إذا توقدت الحزان والميل

ضخم مقلدها فعم مقيدها

في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

غلباء وجناء علكوم مذكرة

في دفها سعة قدامها ميل

وجلدها من أطوم ما يؤيسه

طلح بضاحية المتنين مهزول



حرف أخوها أبوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل

يمشي القراد عليها ثم يزلقه

منها لبان وأقراب زهاليل

عيرانة قذفت بالنحض عن عرض

مرفقها عن بنات الزور مفتول

كأنما فات عينيها ومذبحها

من خطمها ومن اللحيين برطيل

تمر مثل عسيب النخل ذا خصل

في غارز لم تخونه الأحاليل

قنواء في حرتيها للبصير بها

عتق مبين وفي الخدين تسهيل

تخدي على يسرات وهي لاحقة

ذوابل مسهن الأرض تحليل

سمر العجايات يتركن الحصى زيما

لم يقهن رءوس الأكم تنعيل



كأن أوب ذراعيها وقد عرقت

وقد تلفع بالقور العساقيل

يوما يظل به الحرباء مصطخدا

كأن ضاحيه بالشمس مملول

وقال للقوم حاديهم وقد جعلت

ورق الجنادب يركضن الحصا قيلوا

شد النهار ذراعا عيطل نصف

قامت فجاوبها نكد مثاكيل

نواحة رخوة الضبعين ليس لها

لما نعى بكرها الناعون معقول

تفري اللبان بكفيها ومدرعها

مشقق عن تراقيها رعابيل

تسعى الغواة جنابيها وقولهم

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول



وقال كل صديق كنت آمله

لا ألهينك إني عنك مشغول

فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم

فكل ما قدر الرحمن مفعول

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوما على آلة حدباء محمول

نبئت أن رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال

قرآن فيها مواعيظ وتفصيل

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم

أذنب ولو كثرت في الأقاويل

لقد أقوم مقاما لو يقوم به

أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل

لظل يرعد إلا أن يكون له

من الرسول بإذن الله تنويل

حتى وضعت يميني ما أنازعه

في كف ذي نقمات قيله القيل



فلهو أخوف عندي إذ أكلمه

وقيل إنك منسوب ومسئول

من ضيغم بضراء الأرض مخدره

في بطن عثر غيل دونه غيل

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما

لحم من الناس معفور خراديل

إذا يساور قرنا لا يحل له

أن يترك القرن إلا وهو مفلول

منه تظل سباع الجو نافرة

ولا تمشي بواديه الأراجيل

ولا يزال بواديه أخو ثقة

مضرج البز والدرسان مأكول

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول

في عصبة من قريش قال قائلهم

ببطن مكة لما أسلموا زولوا

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف

عند اللقاء ولا ميل معازيل

شم العرانين أبطال لبوسهم

من نسج داود في الهيجا سرابيل

بيض سوابغ قد شكت لها حلق

كأنها حلق القفعاء مجدول



ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم

قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا

يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم

ضرب إذا عرد السود التنابيل

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

وما لهم عن حياض الموت تهليل


قال ابن هشام : قال كعب هذه القصيدة بعد قدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وبيته " حرف أخوها أبوها " وبيته " يمشي القراد " وبيته " عيرانة قذفت " ، وبيته " تمر مثل عسيب النخل " ، وبيته " تفري اللبان " وبيته " إذا يساور قرنا " وبيته " ولا يزال بوادي " : عن غير ابن إسحاق .



--------------------------------------------------------------------------------

قصيدة بانت سعاد

وذكر قصيدته

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول


وفيها قوله شجت بذي شبم .

يعني : الخمر وشجت كسرت من أعلاها لأن الشجة لا تكون إلا في الرأس والشيم البرد وأفرطه أي ملأه . والبيض اليعاليل السحاب وقيل جبال ينحدر الماء من أعلاها ، واليعاليل أيضا : الغدران واحدها يعلول لأنه يعل الأرض بمائه .

وقوله

يا ويحها خلة قد سيط من دمها


أي خلط بلحمها ودمها هذه الأخلاق التي وصفها بها من الولع وهو الخلف والكذب والمطل يقال ساط الدم والشراب إذا ضرب بعضه ببعض .

وقال الشاعر يصف عبد الله بن عباس :

صموت إذا ما زين الصمت أهله

وفتاق أبكار الكلام المختم

وعى ما حوى القرآن من كل حكمة

وسيطت له الآداب باللحم والدم


والغول التي تتراءى بالليل . والسعلاة ما تراءى بالنهار من الجن ، وقد أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكم الغول حيث قال لا عدوى ولا غول وليس يعارض هذا ما روي من قوله عليه السلام إذا تغولت الغيلان فارفعوا أصواتكم بالأذان وكذلك حديث أبي أيوب مع الغول حين أخذها ، لأن قوله عليه السلام " لا غول إنما أبطل به ما كانت الجاهلية تتقوله من أخبارها وخرافاتها معها " .

وقوله

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا


هو عرقوب بن صخر من العماليق الذين سكنوا يثرب ، وقيل بل هو من الأوس والخزرج ، وقصته في إخلاف الوعد مشهورة حين وعد أخاه بجنا نخلة له وعدا من بعد وعد ثم جذها ليلا ، ولم يعطه شيئا .

والتبغيل ضرب من السير سريع والحزان جمع حزن وهو ما غلظ من الأرض . والميل ما اتسع منها .

وقوله ترمي النجاد وأنشده أبو علي ترمي الغيوب وهو جمع غيب وهو ما غار من الأرض كما قال ابن مقبل

لزم الغلام وراء الغيب بالحجر


وقوله

حرف أبوها أخوها من مهجنة

وعمها خالها قوداء شمليل


القوداء الطويلة العنق . والشمليل السريعة . والحرف الناقة الضامر .

وقوله من مهجنة أي من إبل مهجنة مستكرمة هجان .

وقوله أبوها أخوها أي أنهما من جنس واحد من الكرم وقيل إنها من فحل حمل على أمه فجاءت بهذه الناقة فهو أبوها وأخوها ، وكانت للناقة التي هي أم هذه بنت أخرى من الفحل الأكبر فعمها خالها على هذا ، وهو عندهم من أكرم النتاج والقول الأول ذكره أبو علي القالي عن أبي سعيد فالله أعلم .

وقوله أقراب زهاليل أي خواصر ملس واحدها : زهلول والبرطيل حجر طويل ويقال للمعول أيضا : برطيل .

وقوله

ذوابل وقعهن الأرض تحليل


تحليل أي قليل . يقال ما أقام عندنا إلا كتحليل الألية وكتحلة المقسم وعليه حمل ابن قتيبة قوله عليه السلام لن تمسه النار إلا تحلة القسم وغلط أبا عبيد حيث فسره على القسم حقيقة . قال القتبي ليس في الآية قسم لأنه قال وإن منكم إلا واردها [ مريم : 71 ] ولم يقسم . قال الخطابي : هذه غفلة من ابن قتيبة فإن في أول الآية فوربك لنحشرنهم والشياطين وقوله وإن منكم إلا واردها داخل تحت القسم المتقدم .

وقوله بالقور العساقيل . القور جمع قارة وهي الحجارة السود . والعساقيل هنا السراب وهذا من المقلوب أراد وقد تلفعت القود بالعساقيل .

وفيها قوله تمشي الغواة بجنبيها ، أي بجنبي ناقته .

عن القول والقيل إعرابا ومعنى

وقوله

إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول


ويروى : وقيلهم وهو أحسن في المعنى ، وأولى بالصواب لأن القيل هو الكلام المقول فهو مبتدأ وقوله إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول خبر تقول إذا سئلت ما قيلك ؟ قيلي : إن الله واحد فقولك : إن الله واحد هو القيل والقول مصدر كالطحن والذبح والقيل اسم للمقول كالطحن والذبح بكسر أوله وإنما حسنت هذه الرواية لأن القول مصدر فيصير إنك يا ابن أبي سلمى في موضع المفعول فيه فيبقى المبتدأ بلا خبر إلا أن تجعل المقول هو القول على المجاز كما يسمى المخلوق خلقا ، وعلى هذا يكون قوله عز وجل وقيله يا رب [ الزخرف 88 ] في موضع البدل من القيل وكذلك قوله إلا قيلا سلاما سلاما [ الواقعة 26 ] منتصب بفعل مضمر فهو في موضع البدل من قيلا وكذلك قوله ومن أصدق من الله قيلا [ النساء 122 ] أي حديثا مقولا ، ومن هذا الباب مسألة من النحو ذكرها سيبويه ، وابن السراج في كتابه وأخذ الفارسي منهما ، أو من ابن السراج فكثيرا ما ينقل من كتابه بلفظه غير أنه أفسد هذه المسألة ولم يفهم ما أراد بها ، وذلك أنهما قالا : إذا قلت أول ما أقول إني أحمد الله بكسر الهمزة فهو على الحكاية فظن الفارسي أنه يريد على الحكاية بالقول فجعل إني أحمد الله في موضع المفعول بأقول فلما بقي له المبتدأ بلا خبر تكلف له تقديرا لا يعقل فقال تقديره أول ما أقول إني أحمد الله موجود أو ثابت فصار معنى كلامه إلى أن أول هذه الكلمة التي هي إني أحمد الله موجود أي أول هذه الكلمة موجود فآخرها إذا معدوم وهذا خلف من القول كما ترى ، وقد وافقه ابن جني عليه رأيته في بعض مسائله قال قلت لأبي علي لم لا يكون إني أحمد الله في موضع الخبر ، كما تقول أول سورة أقرؤها : إنا أعطيناك الكوثر [ الكوثر : 1 ] أو نحو هذا ولا يحتاج إلى حذف خبر قال فسكت ولم يجد جوابا ، وإنما معنى هذه المسألة أول ما أقول أي أول القيل الذي أقوله إني أحمد الله على حكاية الكلام المقول وهذا الذي أراد سيبويه ، وأبو بكر بن السراج فإن فتحت الهمزة من أن صار معنى الكلام أول القول لا أول القيل وكانت ما واقعة على المصدر وصار معناه أول قولي الحمد إذ الحمد قول ولم يبين مع فتح الهمزة كيف حمد الله هل قال الحمد لله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ أو غيره وعلى كسر الهمزة قد بين كيف حمد حين افتتح كلامه بأنه قال إني أحمد الله بهذا اللفظ لا بلفظ آخر فقف على هذه المسألة وتدبرها إعرابا ومعنى ، فقل من أحكمها وحسبك أن الفارسي لم يفهم عمن قبله وجاء بالتخليط المتقدم والله المستعان .

عود إلى بانت سعاد

والخراديل القطع من اللحم وفي الحديث في صفة الصراط فمنهم الموبق بعمله ومنهم المخردل أي تخردل لحمه الكلاليب التي حول الصراط سمعت شيخنا الحافظ أبا بكر رحمه الله يقول تلك الكلاليب هي الشهوات لأنها تجذب العبد في الدنيا عن الاستقامة على سواء الصراط فتمثل له في الآخرة على نحو ذلك .

وقوله بضراء الأرض . الضراء ما واراك من شجر والخمر ما واراك من شجر وغيره .

وقوله بواديه الأراجيل أي الرجالة قيل إنه جمع الجمع كأنه جمع الرجل وهم الرجالة على أرجل ثم جمع أرجلا على أراجل وزاد الياء ضرورة . والدرس الثوب الخلق . والفقعاء شجرة لها ثمر كأنه حلق .

ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أنشده كعب

إن الرسول لنور يستضاء به

مهند من سيوف الله مسلول


نظر إلى أصحابه كالمعجب لهم من حسن القول وجودة الشعر .

وقوله

ليس لهم عن حياض الموت تهليل


التهليل أي ينكص الرجل عن الأمر جبنا .

وقوله في الأنصار :

ضربوا عليا يوم بدر ضربة


بنو علي هم بنو كنانة ، يقال لهم بنو علي لما تقدم ذكره في هذا الكتاب وأراد ضربوا قريشا لأنهم من بني كنانة .
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .