العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-02-2008, 10:13 AM   #1
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي ديوان علي الطريق للشاعر عبد النبي عبد الق

ديوان علي الطريق
الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال



السيره الذآتيه


الميلاد: 1918 المورده امدرمان جمهورية السودان

تلقي تعليمه الابتدائي والثانوي بالمدارس المصريه بالخرطوم والتعليم العالي بمعهد حلوان العالي بالقاهره

عمل موظفا بالكاترونيه الانجليزيه بالخرطوم عمل مترجما بقوات دفاع السودان عمل مع قوات دفاع السودان في شرق افريقيا (كرن) (اسمرا) ـ(تسني) عمل مع قوات دفاع السودان في شمال افريقيا (الكفره) (طبرق)

اعماله الشعريه: ديوان شعر علي الطريق ديوان شعر مرسال كتابات شعريه في الصحف والمجلاات المصريه والسودانيه قصائد مسجله بصوته في مكتبة الاذعه السودانيه اختارت جامعة امدرمان الاسلاميه كلية اللغه العربيه ديوان علي الطريق كاحداي الدراسات لنيل درجة الملجستير وكانت من نصيب الدارس عمر بن الخطاب

تم تكريمه بالمداليه الذهبيه في مهرجان الثقافه الاول تم اختياره في موسوعة الشعر والشعراء العرب لمؤسسة البابطين وتم تكريم اسمه في احتفال المؤسسه في الخرطوم

توفي لرحمة الله في يوم الجمعه 9/9/1962

قالو عنه :

صوررة عبد النبي واضحة الملامح والحيويه لدي كاتب هذه الاسطر فعرفته حين كنا نلتقي في ساحات الشعر الوطني قبل ان ينتظم الناس في معظم تكتلات العمل السياسي بزمان ..........................برفيسور عبد الله الطيب،،،،



كان للروح الوطنية التي انتظمت جيل ما بعد 24 ، اثر أي اثر في تفتح المواهب الأدبية والفنية التي كان عبد النبي عبد القادر مرسال احد بواتقها المبكرة في الشعر الأدبي العربي ، والتي ميزته بين لدانه وجعلت منه شخصية لامعة ، محاطة على الدوام بالأصدقاء والمعجبين بأشعاره الطريفة التي كان عبد النبي يقدمها بإلقائه البديع الأخاذ , وكم عطر بذلك ليالينا في القاهرة في أول عهدنا بها ، وقد ألفينا أنفسنا تحت وطأة شعور قاس من الغربة فكانت أشعار عبد النبي وقصائده بلسماً بدد وحشتنا ولطف شعورنا بالغربه .................................................. .

.الاستاذ عبد اللطيف الخليفه




من كتـــــــــــــــاب : رواد الفكر السوداني

للأستاذ محجوب عمر باشري

عبد النبي عبد القادر مرسال

1918 ـ 1962

يقولون إن لم يمت بالسيف مات بغيره ، ولكن هل قالوا من لم يمت بالشعر مات بغيره ؟ صاحبنا هذا عاش للشعر ومات بالشعر ، تألق ذكاء منذ طفولته وفرشت أرضه بالرياحين منذ نعومة أظافره ، وكان طفلاً وحيداً عند والديه ، فأبوه ضابط عريق عتيق في الجندية وأمه من شمال الوادي ، وفر له أبوه كل مسرات الحياة وبعث به إلى أرقى المدارس في القاهرة وهيأ له كل ما يحتاج إليه ، ولكنه صار شاعراً والشعر منذ قديم الزمان في ارض العرب وأفريقيا كان محنة قبل أن يكون نعمة ، فامرؤ القيس أراد ملكاً فمات فاعذر ، والمتنبي الذي صاح في الآفاق . يقولون لي ما أنت في كل بلدة *** وما تبتغي ما ابتغي جل أن يسمى وغيره وغيره ... وهكذا كان الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال ، ظهر نجمه بازغاً منذ الثلاثينات وسار في طريق لم يسلكه شعراء ذلك الزمان ، فشعره لم يكن شعر المواسم والمحافل ولكنه شعر النفس والعاطفة والوجدان ، عبد الحرية والجمال ، والحرية قيد إذا انفلت أصبح فوضى ، والجمال نور وضياء إذا استبيح أصبح ناراً ولظى . وعبد النبي إنسان لا يعرف التوسط ، تطرق حتى اختلف عن جادة الطريق ، وسما حتى تلاشى ، وأعطى حتى أصبح عطاء للموت والاحتراق ، تعثرت به الطرق في السنة الخامسة في نهاية دراسته الثانوية لا عن عجز فكري ولا خمول ذهني ، ولكن عن قصد أراده له الله ليغرد تغريد البلبل الذي أقبل على الشوك لينغرس في قلبه لتكون الورود بيضاءً وروداً حمراء قانية من دم فؤاده ، وكان يعاوده الحنين للرجوع إلى القاهرة يستنشق فيها شبابه وصباه ويبكى على إطلال عمره ، واستقر موظفاً في إدارة الجيش الإنجليزي بالخرطوم ثم بالكاترونية الإنجليزية ، وهو لا ينفك يكتب الشعر ويلتقي مع الشموس في مطالعها وهو يحيي الليل سهران يجفف ظلمته بتأملاته وابتهالاته وإغراقه في بحر الدنان ، أتاح له القدر أن يقرأ الكثير في العربية والفرنسية والإنجليزية وان يلازمه الكتاب يقظان ونشوان , واستظهر ديوان المتنبي وحماسة البحتري ، وحفظ قصائد بايرون وكيتس بالإنجليزية وكثير من شعر فكتور هيجو والفرد دي ميسيه ، واظنه لم يقرأ غير الشعر لان حديثه كان أبدا عن الشعر ، نشرت له الصحف والمجلات المصرية كثيراً من شعره كما نشرت له الصحف السودانية كثيراً من شعره ، وشارك في موكب الحرية والاستقلال واحتفل به في بيته وبين رفاقه . لم يكن دخوله إلى عالم الشعر عن دراسة للعروض ولمذاهب الشعر ولكن حباً في الشعر تلهفاً على الشعر الجيد الجميل ، فهو ينظم كيفما اتفق له في الروي والوزن والبحر الذي يروق له ، وقد يتغنى بشعره وينشده ولا يتكلف أبدا ـ ولكل قصيده عنده مناسبة في النفس وفي حياته فهي ترجمة ذاتية له ، وشعره أما عبادة للجمال وأما هجاء لقبح وأما سوانح وخواطر ، يتفاوت شعره فيصل في بعض قصائده إلى مرقى السمو ويحلق بعد ذلك بين الأرض والسماء كالطائر الذبيح ، كلماته فخمة ومعانيه أحاسيس ، وميدان قصيدته هو التأمل والشعور بما يختلج في نفسه ، لذلك كان شعره بداية لشعر النفس والذات ، فالتجاني يوسف بشير رسم لوحات ونقش اللوحات ، ومرضي محمد خير سرد حكايات ، والتني ترجم لحياة قلب وحب ، ولكن عبد النبي عبد القادر مرسال كتب ترجمة حياته من غير النظر إلى ما حوله وكأنه كان نخلتي حلوان . أصدقاؤه في مطلع شبابه كانوا زملاءه في القاهرة ، قيلي احمد عمر وعابدين إسماعيل وعبد اللطيف الخليفة وفضل بابكر ، ولكن بعد ذلك تبدلت الصفحات فابتعد عن أخوان الفكر والفن ، واختار له مكاناً في سوق الخرطوم ، يلتف حوله من يعرف قيمته فيسمع منه شعره ، وفي بعض الأحيان يفئ إلى الإذاعة فيقرأ بعض هذا الشعر وله نقائض مع بعض الشعراء ومساجلات ولكن لم تدم طويلاً لأنه انقطع عن مجالسهم ، اثر الشعر الإنجليزي والفرنسي في قصائده الطويلة التي تحكي عن لياليه محسوسة ملموسة وبالأخص اثر فكتور هيجو وبايرون ، وهذه القصائد لم تنشر لأنها تجاوزت المائتي بيت ، ولم تنشر إلا مقطوعاته القصيرة ، وكان حريصاً على الاحتفاظ بهذه الكراسات فهو يجدد شبابها بالنقل كل عام إلى كراسات ناصعة جميلة . لم يهتم أن يتعرف عليه الوسط الأدبي ، وان عرفه بعض الشعراء في العاصمة ، فهو قد رأي في الذين ينظمون الشعر في جيله غير مخلصين ، فالشاعر في رأيه يجب أن يتفرغ للشعر ولا يعني بغيره ، وخمرياته لم تشبه خمريات أبي نواس أو الخيام ولكنها حياة وإحياء للنشوة والمتعة ، لم يتأثر بالشعر العربي الحديث وكأنه لم يكن عنده شيئاً ، نظر في شعر شوقي فأحب عنده تمسكه بالقديم ، وأعجب بالجارم لموسيقاه وابتعد عن حافظ لملامسته لواقع الأحداث وانكر على أبي شادي الشاعرية والشعر لأنه نقل الشعر إلى النثر ، إغلاقه نفسهُ على نفسهِ اضر به ، فمكانه هو جهاده في سبيل الحرية ، وإيمانه بحرية السودان . وفي كثير من المواسم والمناسبات يذكره الناس لأنه ذكرهم في المواسم والمناسبات ، ولكن شعره العاطفي الوجداني لم يلتفت له احد حتى اليوم ، فهو المبتدأ لشعر النفس وبعده جاء الخبر ، فلو جمع شعره لعرف قدره ، غني والشوك في فؤاده فتغنى له النور والحب والشعر , رحم الله الشاعر العاطفي عبد النبي عبد القادر مرسال ، لقد كان شاعراً عاش للشعر وبالشعر ومات بالشعر.

شعره قطيعة

فـُـــــــؤادِي إنْ نأي يا خــــــــــــلّ عَنـْـــــك وآثـــــــرَ البُعـْـــــدا
فإنـّـــــــي لسْـــــــــــــتُ أعزلهُ إذا مَا عـَــــــنكَ قـــــــد صَـــــدَا
فمِــــنْ هُو لم يَصُـــــــــــنْ ودِّّي له ما صُنـْـــــــــتُ قـَــــــطّ ودّاً
وعهـــــــدِي لسْــــــــــــتُ أحفظــــــهُ لِمَنْ لا يحفظُ العَهْـــــــــدَا
* * *
وقَّفـْــــــــتُ لك الهـَـــــــــوَى يَا مَنْ هــَــــوَاي ترَكتـَـــهُ عمــــدَا
وقلبـِـــــــي أه كـَـــــــمْ غنّى وكم لك في الهـَــــــوَى اشْـــــــــدَي
وكـَـــــــمْ من در أشـَــــــــــعَارِي لجيـــــــدِكَ صُغتها عِقــــــــدَا
وكـَـــــمْ كـَـــــمْ مِن جَوَى نفسِي أذبْتُ حشــــــــاشتي صهـــــــدَا
وَعينـِـــــــي ـ وَيك من عينــــــــي ـ لكـــــــم أرقــــــتها وجــــدا
وكـَـــــــــمْ ليــــــــل سَــــــــهِرتُ بهِ أعــــــدُّ نجــــومه عـــــــدّا
لعَـــــــلّك بالجَـــــــــوَى تدْرِي وعلّك تنجــــــــــزُ الوعْــــــــــدَا
وعـَـــلّك تنقِــــــذُ المنهـُـــــــــــوْمَ من كــَـــــلَـــــــــــف به أوْدَى
فَلـــــــــــمْ تســـــــــــــمَع لأناتٍ ذكيـــــــنَ بمُهجتـِــــــــي وقْــدَا
فقُلْــــــــتُ عَسَـــــــى مِنَ الأرصَـــــــادِ خَوفــــــــاً كَانَ ما أبدَى
فلـــــمْ تنفَـــــــع " عَسَى " وَغدت " عَسَـــى " لسُـــــــؤالِهَا ردَا
* * *
فلمّّا إنْ طَغـَـــــــى حُبِّـــــــــي وسَــــــادَ القلــــــبُ ، واشْتـــــــدَا
وَصِــــــــــرتُ إذا رأتْ عَينَــــــــي أراك الواحـِـــــدَ الفــَـــــردَا
وبـِــــــتُ لغُصنِــــــــكَ الميَّاد مـِــــــــثل الغَيــــــثِ أو أنــــــدَى
بعثـَـــــــــتْ إلى سَـــــــــــهم الغَــــــــــدْر لكن عـــادَ مُرتـــــــدَا
فأنـَــــــتَ الآنْ يا خِـــــــــــلـِّـــــي دلالك جـــــــــــاوزَ الحَــــــدّا
وخِلْـــــــــــتُ جَهَالـــــــــــة قلبـِــــــي بِفَقـــــــدِك يفقدُ السَـــــعدَا
فرُحـْـــــــــتُ ، وقدْ مَضَــــــــــى الحسَّــــادُ كُـــــــلٌّ يبرزُ الكيدَا
تراوغ مُهْجتـِـــــــي كالظّبـِــــــي خَافَ مِنَ ابتغــــــى الصَـيــــدَا
أنا مَـــــــنْ عِشْــــــــــتُ فــــــي الدُّنـــــــيَا ولمْ أر لي بها نـــــدَّا
أنا يا أنْـــــــــتَ من يأبى سـِــــــــــوَى مرقـــــــي السُّـــهي مَهْدَا
ترُومُ مذلتِــــــــــي .. عَجـَــــــــــباً بعــــــدتُ عن الســـما قصْدَا
أنا مَنْ كُنْـــــــــــتُ تحْسَــــــــــــبهُ غدَا لك فــي الهَــــــوَى عبدَا
بَنيـْـــــــتَ ـ كما ترى ـ بَينـِـــــــــي وبَينكَ في الهَــــوَى ســـــــدَّا
وقلبـِــــــــــــي ـ لو بـِـــــــــــهِ تدرِي ـ كما علّمْــــــــــتهُ نـــــــدَّا
وعـَــــــافَ هَــــــــوَاكَ وامْتــَــــلأت عَليك جنُــــــونَه حِقـــــــدَا
وعاد من الأسَـــــــــى كالصَّخــــــــــرُ يَوْمَ هَجــــــرْتهُ صَلــــدَا
فــــــــزدْ نأياً وزدْْ هِجْـــــــــــرَاً ، وزدْ بُعــــــدَاً ، وزِدْ صــــــدَّا
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2008, 10:40 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

شكرا اخي ناجي عبد النبي لنقلك قصائد علي الطريق .
للشاعر السوداني عبد النبي مرسال.
دمت بخير .
وأكمل الديوان بارك الله فيك حتي نستمتع بهذا العزف.
تحياتي وتقديري
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2008, 05:20 PM   #3
ودق
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 685
إفتراضي

شكرا لك على هذا الطرح الرائع

أرجوا أن تتم ما بدأت ...

بالتوفيق ..
ودق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2008, 11:48 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="13 70"]البرفيسور بابكر دشين
عميد كلية الدراسات العليا
قسم اللغه العربيه
جامعة امدرمان اتلاسلاميه

يكتب عن
المرحوم الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال


بسم الله الرحمن الرحيم
أراد أن يشعر فغنى
ما كان لي أن اكتب عن شعر الشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال في ديوانه المطبوع : " على الطريق " بعد أن كتب عنه أستاذنا الراحل المقيم البروفيسور عبد الله الطيب رحمه الله تعالى رحمة واسعة لولا الرغبة الصادقة لابنه البار ناشر ديوانه سعادة اللواء (م) ناجي عبد النبي عبد القادر ، فها أنا ذا اكتب هذه الكلمة الوجيزة نزولاً على رغبته رغم ضيق الوقت وكثرة الواجبات وفي هذا ما يوحي باعتذاري عما يلاحظه القارئ من استطراد وتشعيث .
وابدأ بشكر الابن الأستاذ ناجي على ثقته فيّ فقد حملتني هذه الثقة على أن أعود إلى الديوان مرة ثانية بعد أن كنت أشرفت على رسالة الماجستير التي أعدها الطالب .
وحاولت أن اقرأ القصائد مترنماً بها أو ملقيا لها إلقاء على الطريقة التي كان يلقي بها الشاعر الشعر في الإذاعة السودانية كما وصفها الأستاذ الإعلامي الأديب الأمين حاج الطيب ؛ فتكشفت لي في ديوانه جوانب تستحق أن تدرس .

واكتفي هنا بالوقوف عند الجوانب الآتية :
الغناء والطرب وما يتصل بهما من الآلات المختلفة كالمزهر الخ
التكرار
الجمل الاعتراضية ـ والمبالغة
وكل هذه الجوانب تحقق لشعره رنيناً وعذوبة
وهو في هذا يشبه الشاعر العباسي أبا عبادة البحتري الذي قال عنه ابن الأثير عبارته المشهورة { أراد أن يشعر فغنى } .
واستعرت هذه العبارة لأصف بها شاعرنا لمشابهته للبحتري في هذا الجانب
من كل ذلك أن البحتري كان ينشد شعره أمام ممدوحيه ويتغنى به فقد روى انه كان إذا انشد القصيدة يتلفت يمنة ويسرة ويأتي بحركات عجيبة في إنشاده فإذا فرغ من القصيدة أعاد أولها ؛ وقد فسر هذه الظاهرة استأذنا المرحوم البروفيسور عبد الله الطيب تفسيراً مبتكراً حيث رأي إن صنيع البحتري هذا دليل على إحساسه بوحدة القصيدة العربية كأنه لما فرغ منها ما فرغ ؛ لان أخرها مثل أولها فلهذا أعاد أولها عند أخرها .
وقد قال أبو العلاء المعري عن البحتري
" وكانت له قدما طاؤوس "
وترجمها مترجمو الموسوعة العربية بقولهم : " قدما ديك "
وهذا لأنها ظهرت في الطبعة الإنجليزية مقطعة هكذا Pea.. .
فلم يتنبهوا إلى الجزء الأول Cock feet pea ووجدوا أمامهم Cocks feet فترجموها ( قدما ديك ) وهي قدما طاؤوس ، والظاهر أن المقصود بعبارة المعري المذكورة إن البحتري كان مزهواً بشعره ويمشى في إنشاده مشية الطاؤوس . وجعل شاعرنا عبد النبي شعره طاؤوساً في قوله عن شعره
الشعر في عيد المحبة يفخر
ويتيه كالطاؤوس زهواً يخطر

هذا هو الشاعر نفسه يتيه كالطاؤوس بشعره أي مثل البحتري كانت له قدما طاؤوس وتقرأ القصيدة لشاعرنا فتجد في خواتمها أصداء فواتحها مثل قصيدته الشاعر يقول في أولها :

انه المجنون لا يدري الشجون

ويقول في أخرها

انه القلب به تحيا الشجون
أي أن الشجون لم تفارق قلبه

ومثل قوله في قصيدة أخرى

نداؤك يا مبسام أوحي لخاطري
أناشيد أضلاع بها قلب شاعر

وأثناء القصيدة تجد أبياتا فيها النداء
مثل

فناد وناد إن ادْني في الدجى
وان نامتا تهوي غناء المزاهر

وسنعلق على هذا البيت عند الحديث عن المزهر ويقول في القصيدة أيضاً :

وناد فبالأضلاع يا بدر مهجة
لكم سمتها يا ويلها خسف جائر

وفي هذه القصيدة ترددت عبارة النداء تم ختمها بها كما بدأها فقال :

فنادِ ونادِ إنما الصبٌّ قلبه
يناديك يا قلب الحبيب المجاور

ومثلها قصيدته عن ديجول بدأها بنداء ديجول :

ماذا تقول خسئت يا ديجول
أتريدها خبزاً وأنت أكول
وختمها بنداء ديجول
ديجول لا ترد المنون فإننا
قوم أباة الضيم يا ديجول

فإذا كان البحتري يترنم بإعادة مطلع قصيدته بعد الفراغ منها فان شاعرنا عبد النبي يترنم بكلمات أو عبارات يختم بها قصيدته مأخوذة من مطلعها فكأنه أعاد المطلع .

ومثل قصيدته سمراء
يقول في مطلعها :

لما سرت بفؤادها الأدواء
ذهب الزمان بحسنها سمراء

ويختم القصيدة بسمراء كما بدأها بها فيقول

ولتمنعوا مثلي بملء قلوبكم
عاشت بأرض جدودها سمراء

وقد تقرأ القصيدة لشاعرنا فتجد فيها أنغام البحتري وأصداء شعره كما في قصيدته الرائية وعنوانها ( في المولد النبوي الشريف )

رقصت على نور ابتسامك عبقر وشدا لمطلعك الحبيب المزهر
وفيها
والبدر إن طلعت مواكب نوره
وإنجاب عن وجه الفلاة العشير

فهذا ينظر إلى قول البحتري :
حتى طلعت بنور وجهك ما نجلت ** تلك الدجى وإنجاب ذاك العثير
وفيها يقول :

وتقيم صرح الحق فابتسم الورى
لما يدعوتك استجاب المنبر

وهذا أيضاً ينظر إلى قول البحتري في القصيدة نفسها :
ولو أن مشتاقاًَ تكلف فوق ما
في وسعه لسعى إليك المنبر
وفي موضوع القصيدتين مشابهة ما ، فالبحتري يمدح المتوكل على الله ويصف موكبه في عيد الفطر . وشاعرنا يتحدث عن المواد النبوي الشريف وهو في السودان عيد أي عيد
وحكتا القصيدتين تتفقان في أنهما من بحر الكامل التام وان حرف روبهما الراء المضمومة في قافية المتدارك ونجد أنفاس البحتري وأصداءه في مثل قول شاعرنا
والشادن الغرد الجميل فديته
من شادن غرد جميل امثل

هذا البيت ترنم محض بهذا التكرار العذب ويقول البحتري :
وكم أذللت من رجل عزيز
وكم أعززت من رجل ذليل
فهذا كما ترى ترنم محض
ومن مظاهر اهتمامه بالغناء والطرب في شعره إكثاره من ذكر آلاته المختلفة مثل المزهر والقيثارة والعود والناي الخ .
وقد ورد لفظ المزهر في شعره كثيراً مثل قوله

يا أيها البلد الحبيب تحية
اشدي بها يوم اللقاء المزهر

ومثل قوله

فأتيت للإخوان احمل مزهري
وبعثت من فيه القوافي شردا

ويقول في
تعزيت بالنجوى وصيحت مزهري
أناديك كي ألقاك بين الازاهر

يصطحب الشاعر دائماً مزهره لأنه حبيب إليه كما قال :

رقصت على نور ابتسامتك عبقر
وشداء لمطلعك الحبيب المزهر

يقول وليت به مثل الــــ تجاوبت
مع الغير في تلك المجالي مزاهره

استخدم الشاعر هنا حرف التمني ليت من غير نون الوقاية مع يا المتكلم فقال ليت وهذا نادر والكثير الفاشي أن قول ـــــ ليتني بنون الوقاية قال ابن مالك . وليتني قشا وليتني نورا
وهذا يدل على إطلاع الشاعر على كتب النحو ويقوي هذا خلو ديوانه من اللحن .
وبلغ من حب الشاعر لمزهره الحبيب وولعه به انه يهوى أبناءه وهو نائم
فناد وناد إن ادنّى في الدجى
وان نامتا تهوى غناء المزاهر
ونقف هنا عند نوم الأذنين لان النوم للعينين لكن الشاعر خلع على الأذنين وظيفة العينين كما فعل عكس ذلك حيث خلع على العينين وظيفة السمع الذي للأذنين في قوله

عيناك عيناك اللتان اراهما ** تتغنيان باعذب الأنغام

وورود هذا في معرض الطرب يشير إلى أن الطرب امتزج بروح الشاعر فصار يطرب بعينيه وينام بأذنيه هو يطرب للغناء وهو نائم بل إن الغناء شيء امتزج بالروح فصار آلته الروح لا الناي والعود يقول في ص 142
كل يغنيك لو أقبلت بشعره
بالروح .. بالروح لا بالناي والعود
ويقول

ماذا تقول لمزهري وغنائه
أما أتاك مبايعاً بولائه

فالشاعر هو المزهر الذي يبايع . وألحان المزهر تخلد صاحبها
ما مات من عزفت مزاهر أيكه لحناً تطيب به القلوب وتطرب
كأنه يريد أن شعره يخلده بأنغامه المطربة وتقف عند اقتران اللحن والمزهر بالموت ففي قصيدة الشهيد تقرأ قوله :

وفراش ألحان في حلل الأنوار تهفو على زهور نجاده وتغني الطيور مزهرة الهيمان بالحب والهوى لسعادة :

فاسمعوا لحن الجميل وقولوا
يا نجاة العرين من أساده
إن قبر الشهيد أرحب دنيا
من حياة الكريم واستعباده

عد أيها القارئ لباقي القصيدة فستجد فيها غناء وطرباً وفرحاً مثل قوله فيها
وتمل الجمال في فرش الفردوس والحسن في وثير وساده
والملاك الطيور من رتل الرحمن يتلو عليه سفر جهاده
فكان الشاعر هنا يصف عرساً فهل هذه نبوءة شاعر تنبأ بعرس الشهيد قبل أن يصبح واقعاً في سوداننا الحبيب
ومن الآلات التي ذكرها كثيراً القيثارة كما في قوله ص 5 :
غناك ميمان بالأشعار قيثاري
فاطرب لك الله فالأشعار أشعاري


وقوله :
فأقبلت بالقيثارة أشدو وركبه
على الطائر الميمون يمشى إلى البشر
وقد يرسل قيثاره انغاماً حزينة مثل مزهره يقول

وصبحت قيثاري وفي القلب مأتم
لما حاق بالأفراح ياسر بالوكر

وعلى ذكر الفعل صيح نشير إلى أننا سنذكر شيئاً عنه أخر هذه الكلمة أن شاء الله تعالى .
لشاعرنا ولع بالتكرار
وقد تعجبه عبارة فيكررها مترنماً بها مثل عبارة : يا صاح أو صاح في قصيدته بين عهدين بدأها بقوله

صاح ما بي وأنت تعلم ما بي
لو تغنيت بالهوى والشباب

هذا تكرار ترنمي محض ويقول فيها :

أنا يا صاح والحياة خداع
في خداع وحسنها كالسراب
فلتكن في الأنام يا صاح سيفاً
وإذا أهمت فكلهم بالرقاب

ويبلغ الشاعر في هذه القصيدة غاية انفعاله فيكرر عبارته بهذه الطريقة
إيه صاح ... وقلتها إيه صاح
من فؤاد من الأسى في اضطراب
لعله يلتمس بتكرارها راحة لفؤاده الحزين المضطرب . ومن هذا تكراره لعبارة ( يا سدرة الملتقى ) في قصيدته التي جعل عنوانها ( يا سدرة الملتقى ) حيث يقول

يا سدرة الملتقى بالشط هل ذكرت
في روضك الورق من أمسى بغير دد
وفيها يقول
يا سدرة الملتقى بالشط ما انصرفت
عن صبوتي فيك أمالي ولم تحد
ارتاح الشاعر في غربته في مصر والام العربية بتكرار هذه العبارة ذاكراً بها ملتقى النيلين وهذه السدرة بالشط التي يبصرها بقلبه منصرفاً عما حوله بمصر :
بصرت ما العين لم تبصر إذا نظرت
في مصر في جنة الدنيا ولم تجد
أقسمت بالحب يا دنياي ما برحت
تهواك رغم النوى نفس إلى الأبد
واستوقفني في هذه القصيدة قوله :
لا اكذب الله أني رغم ما زعموا
ما رمت إلاك في الدنيا ولم أرد
فهل الم بالشاعر في مصر ما الم بالشاعر محمد سعيد العباسي فقال :
لا اكذب الله كم جرعت من غصص
من بعضهم ولكم ذقنا بهم الماً
لاتفاق العبارتين عند الشاعرين في معرض الشكرى
( لا اكذب الله )
يدلك على هذا قوله

[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-02-2008, 11:50 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="13 70"]ولكن مصرا وما شان مصر ** بمن قيد الحــــــــر في مصره
تريد لنا ما يريد الطــــــــــغاة ** بشيخ ذوي الغصن من عمره
كلا الشاعرين عاشا في مصر وحبهما صادق لكنهما سودانيان لا يتحملان اقل ما يوحي بالإهانة.

السيف في رد الكريهة مغرد
وعلى الزمان إذا أساء يجرد
السيف ـ يا لكيف ـ أن بحده
تبنى الشعوب حصونها وتشيد

انفعال الشاعر هنا واضح في هذه الجملة الاعتراضية التي فيها تعجب واستغاثة ومنذ الآن تنبه على كثرة الجمل الاعتراضية في شعره كما سترد في هذه الكلمة إلى أن بلغ قوة انفعاله فاخذ يصف .
السيف ـ قولوا السيف ـ إن سيوفنا
دنيا بها يشقى الأنام ويسعد
السيف ـ قولوا السيف ـ انك يا أخي
حر وان الحر لا يتقيد
ألا تحس أيها القارئ الكريم معي إننا أما بطل ثائر هزه ذكر السيف فاخذ يترنم به مكرراً له متخيلاً نفسه أمام الجماهير هاتفاً بها ( قولوا السيف ) , أن الشعب السوداني تعرف الفهم أليك ويعتذرون في أسف أن أبعدتهم صروف الدهر عنه قال الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي رحمه الله تعالى عندما اضطرته الظروف إلى ترك الكلية الحربية في مصر :
لولاهمو ما أطرحت السيف تعرفهكفي ولا رضيت من بعده الظلما
لسيف تمنيت أن ألقى العدو به
تحت العجاجة يوم الروع منتقماً
نم أن شاعرنا عبد النبي يبالغ في صحبته للسيف وحبه له فيقول في
عدلي حديثك امتشق الحسام واكسي بقرابه
أي لباسه ووشاحه في الحرب غمد السيف الم يقل لبيد :
ولقد شهدت الحرب تحمل شكتي
فرط وشاحي إذ غدوت لجامها
هذا وشاحه في الحرب لجام فرسه ، وشاعرنا لباسه الحرب قراب سيفه وذكر السيف يهزه ويحرك فيه النشاط في نشوة تعيده من الشيخوخة إلى شرة الشباب يقول في قصيدته ( غضبة شيخ ) يناغي فيها ينته سلمى التي بكت حين رأته يكثر من ذكر الحرب ولكنه هدأ روعها وبعث في قلبها الأمن ولما سمع جلبة المعركة انتفض قائلاً :

وبينا يناغي الشيخ سلماه أشعلت
مراجلها الهيجاء بالذعر والرعب
فذبت بين الروح يا شيخ نضوة
أعادت له عزم الشبيه في الشعب
فصاح بها سلمى اعدي لي القنا
فما الحرب أن أقدمت تفتك الهذب
اعدي لي الصمصام فالركب قد مضى
لألحق من قبل العشبة بالركب

هذا بطل هزه ذكر الحرب فجعل يصيح يطلب السيف وأيضا ليلحق بالركب لا يلوى على شيء كأنه فارس المنى القح الذي تهزه الحرب هزة تطيره من ظهر فرسه وتلقيه في قلب المعركة .
نح يكاد صهيل الخيل يقذفه
عن سرجه فرحاً بالضرب أو طرب
وقوله فرحاً بالحرب أو طرباً
احتراس لطيف مخافة أن يسبق إلى الذهن إن هذا خوف من الحرب
وأما القصيدة الثانية التي عنوانها ( سميراء ) فقد ورد فيها اسم سلمى مصغراً ست مرات وفي التصغير ملاحظة وتمليح وفيها يقول :

لقد جئت أهلي يا سميراء فاهبطي
منازل من داموا على البعد أهليا

هذا يكاد يطون تصريحاً بان سميراء رمز لوطنه السودان ويمضي قائلاً :

سميراء إن عطرت بالحب مزهري
وأرسلت لحن الحب هيمان حانيا

ويقول

سميراء من قومي سواهم ومن هموا
عداهم بهم من لذعة الوجد ما بيا
سميراء هم ساروا وفي الصدر غلة
لها مثل جرح الرمح ما زال داميا
ففي الحي نبئت والحي هاتف
سميراء يدعو صوته الحري داوياً
سميراء هذا مهبط الحق إنني
به في طريق المجد ما رمت ثائبا

هذه سميراء أو قل هذا هو اللون الأسمر الذي يعتز به ويفخر به حتى بلغ من اعتزازه به أن جعل لوائه اسمر حيث يقول في

أنا بأقدام الإباء إلى العلا
سرنا وسار بنا اللواء الأسمر

فهل أراد أن يقول جمعية اللواء الأبيض هي جمعية اللواء الأسمر
ومما يلفت النظر كثرة العبارات والجمل الاعتراضية مثل قوله

فاسمع ـ أبيت اللعن ـ صاح بأضلعي
قلب يرد النصح بالخفقات

أي أبيت أن تاتي شيئاً تلعن عليه ، ومن هذه العبارات عبارة تفيد القسم تأكيدا للكلام مثل قوله في
:
وهل عرفوا اني ـ وعمري ـ لبعدها
أبيت على شوك وارقد في حجر

فقوله وعمري قسم ، وقد يقسم بأشياء أخرى مثل القسم بجيد المحبوبة
ومثل قسمه بحبها

وما صفتها كالزهر إلا لكي أرى
ـ وحبيك ـ جيد الجود يزدان بالزهر

وقد يأتي شاعرنا بعبارة اعتراضية فيها صيغة الاستغاثة مثل قوله

فإذا به السودان ـ يا لولائه ـ
قد عاد في سرر المنى يتقلب


وهذا كثير في شعره واقف منه على نمط من العبارات الاعتراضية تشترك في ذكر الكلمة ثم تكرر فيها الكلمة في صيغة النداء الذي فيه لام الاستغاثة ويفيد التعجب مثل قوله

غير اني أرى إلى المجد قومي
ـ يا لقومي ـ تسابقوا للسحاب

لما ذكر الشاعر قومه انفعل فكرر الكلمة في هذا النمط ومثله قوله :
والسيف ـ يا للسيف ـ أن بحده
تبنى الشعوب حصونها وتشيد
ذكر الشاعر كلمة السيف فثارت نفسه لذكره فكرره في النمط المذكور وقريب من هذا قوله :

هو الحب ـ يا ويلي من الحب ـ إنني
لعمرك قد حملت أعباءه وحدي


حيث ذكر كلمة الحب ثم كررها في هذه العبارة الاعتراضية .
والظاهر إن الشاعر وجد في هذا النمط راحة ومجالات انفعاله والترنم به فتكرر في شعره , ولشاعرنا خيال مبدع يظهر ذلك في موضوعاته التي هداه إليها خياله ، خذ مثلاً قصيدته خطرات إلى اعتي الدقاقة يخاطب فيها ساعته مترنماً معها :

ودقي .. ودقي
ودقي ودقي ففي مهجتي
تدق الشجون وفي خاطري
ودقي فان بلادي التي
وهبت مهجة الثائر
تسير إلى الخلق لا مثلها
تخفين في سيرك العابر
تعيش بها عصبة كالبغاث
لتقتات من سفره الجائر
ودقي فان زمان الآلي
مضى يا ابنة الزمن الحاضر

ارايت كيف ربط الشعر بين دقات الساعة وبين بلاده التي يسعى دائماً إلى تحريرها وتقدمها .. واطلب منك أيها القارئ الكريم أن تقف عند هذه الكتابة التي هي من أبداع شاعرنا وابنة الزمن الحاضر كناية عن الساعة مثل ما كنى الشاعر عبد المطلب عن الطائرة بذات أجنحة في قوله :
فهي لي ذات أجنحة لعلي
بها ألقى على السحب الاماما
ومثل ما كنى الشاعر الأستاذ الدكتور عبد الله الطيب عن المضيفة بجارة البين في قوله :
يا جارة البين
أردت بهذه الإشارة أن اثبت لشاعرنا حقه في التكرار هذه الكتابة اللطيفة التي لا اعرف أحدا سبقه إليها حسب إطلاعي .
المبالغة في شعره
لشاعرنا مبالغات فيها اشتطاط وإحالة مثل قوله

وان مت يا خلي فقلبي بالهوى
على رغم انف الموت يخفق في لحدي
حري في هذا على منهج ابن زيدون
إن كان في الدنيا قد عز اللقاء ففي
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا


ومع هذا فلشاعرنا مبالغات فنية وردت في التغني بشعره مثل قوله
إذا ما قلت في حبيك شعراً رد به تشدو مع الورق الغصون
بالغ الشاعر هنا في تأثير شعره الرنان بأنغامه المطربة على الحمائم فأخذت تشدو به ثم زاد في المبالغة فجعل الغصون تشدو مع الحمائم بشعره من الحمائم إلى الغصون وفي هذا نظر شديد إلى قول أبي الطيب .
يجد الحمائم ولو كوجدي لانبرى
شجر الأراك مع الحمام ينوح
بالغ المتنبئ هنا فنقل النوح إلى شجر الأراك فجعله ينوح مع الحمام كما نقل شاعرنا الشدو إلى الغصون .
وعلى ذكر الحمائم والغصون نقف عند قول شاعرنا :
سجعت بسرحتك الحمائم فانبرى
مثل الحمائم بالنشيد يعبر
انبرى الشاعر هنا يسجع سجع الحمائم وتأمل ذكر الحمائم هنا والفعل ( فانبرى ) فانهما في بيت المعنى السابق :
يجد الحمام ولو كوجدي لانبرى
شجر الأراك مع الحمام ينوح
والمتنبئ نفسه نظر في هذا إلى قول جرير
ولو وجد الحمام كما وجدنا
بسلمانتين لاكتأب الحمام
بالغ جرير في وجده فنقله إلى الحمام وجاء الجو الطيب فنقل الوجد منه إلى الحمام ومن الحمام إلى شجر الأراك ووقف عند الحرف لو عند جرير وعند المتنبئ فهذا عندهم بحسن المبالغة لكن شاعرنا ترك ذكر هذا الحرف ( الو ) ليجعل الأمر كأنه قد حدث إلى أن الغصون أخذت تشدو مع الورق
بدأ المعنى جرير فأخذه المتنبئ فتبعهم شاعرنا وهذا يدل على أن الشعر العربي متصل الحلقات تجد أصداء المتقدم عند المتأخر .
ونختم هذه الكلمة بذكر ألفاظ لهج بها الشاعر من ذلك الفعل ( صيّح ) فقد ورد كثيراً مع آلات الطرب وأكثر ذلك مع المزهر الحبيب إلى نفسه مثل قوله :

بمزهري إن بنت صيح مزهري
شوق إليه وعبرة تتقطر
وقوله في

تعزيت بالنوى وصيحت مزهري ** أناديك كي ألقاك بين الازاهر

أو صيح المزهر الهيمان شاعرهم
لما تطلعت ما جاءوا بإحسان
ونجد الفعل صيح أيضا مع قيثارة

وصيحت قيثاري وفي القلب مأتم
لما حاق بالأفراخ يا نسر بالوكر

قد صيح القيثار وانتفضت به
ألحان محزون تئن وتشجب
هذا كما ترى غناء حزين
ونجد الفعل صيح مع العود

فغنى به الشادي وصيح عوده
بجوف الليالي ساهد الجفن ساهره
اقترن ذكر الفعل صيح مع آلات الطرب ولعل الشاعر وجد فيه ما يعين على التطريب حين ينشده شعره . ومع الفعل صيح نجد فعلاً غريباً تكررت مادته عند الشاعر وهو الفعل منهن يقول في

وأحبتي من كل غصن فاتن
أوهنهن بعض الاهاب مدللويقول في

ورأيت في رديك قلب مهنهن
بض رقيق الحس في الأنعام

ويقول في موضع ثالث

والشادن ألهنهن المبسام احسبه
أن صيح العود غنى لحن داؤود

وهذا الفعل من مضعف الرباعي كما يقول الصرفيون وهو ما كانت فاؤه ولامه الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس فوزن هنهن فعلل الهاء فاء الكلمة تكررت في اللام الأول والعين عين الظلم تكررت في لامها الثانية وهذا كما ترى ضرب من التكرار ولم أجد هذه المادة في كثير من المعاجم التي كشفت عنها فيها ولكني رأيتها تفترن في كلامه بالبضاضة والرقة .
وخلاصة القول أما أمام شاعر رقيق طروب يعجبه شعره لأنه يتاتي له بانتقاء الكلمات التي تحقق له ما يريد من الطرب والغناء وقد كان يعرف هنا الجانب في شعره فيقول عنه

واسجع كما سجع الهزار وغنني
بقريضك العذب الرقيق المرسل

رحم الله الشاعر الثائر المخلص الطروب عبد النبي عبد القادر مرسال فقد كان شاعراً متدفقاً قوي الشاعرية :

كتبه بابكر البدوي دشين
شهر رمضان المبارك 1425هـ
أكتوبر نوفمبر 2004م
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-03-2008, 11:04 AM   #6
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي حنين للشاعر عبد النبي عبد القادر مرسال

ديوان علي الطريق



للشاعر السوداني

عبد النبي عبد القادر مرسال


حنين


( كان طالباً يتلقى العلم في معهد ( حلوان ) الثانوي بمصر حين هزه الحنين إلى ملاعب طفولته في السودان )


[FRAME="13 70"]يا بانـةً بيـــــــــنَ الرّياضِ تهدّلـــــــــــــــت وتمايلَـــــــــــتْ نشــــــــوانةً أغصــــــــانُها
بِاللهِ كيــــــــف اليوم أمسَــــــــــت " بقعةً " كانـَـــــــتْ مراتِع صَبـْـــــــــوتي كُثبانها ( )
نَفســِـــــي إليكَ تحــــــــنُّ بين ضُلــــــوعِها يا طالما سلــــــــــب الكــــــــــــرى تحنانها
والوَجـــــــد لوَّعها ، وكــــــدَّر صفــــــوها وتزيدُ ـ ما جــــــــنّ الدُجَــــــــــى ـ أشجَانها
والدَّمْـــــــعُ قـــــــــرّح من بعادك مُقْـــــــلةٌ عاف الأنام مــــــن الأســــــى إنســـــــــانها
نأتِ الديارُ عن المشُــــــــوقِ فأدمعـــــــــتْ والعيــــــنُ تدمــــــعُ إن نأت أوطانــــــــــها

يا " موردَ " العيش الرَّغيــــــــد إلا اسمعي نفســـــــــــاً بحبك دائماً فيضَــــــــــــانها ( )
لا تبتغــــــــي غيرَ الحــــــــياةِ بمرتــــــــعٍ فيه الطيــــــــــور شجيــــــــــة ألحــــــــانها
فيه الأحبَّــــــــة فيه معـسُـــــــولَ الهَـــــوى فيـــــــــه الحـــــــــياة وحبــــــــــــذا ألوانها
كم عُدت بالذّكــــــــرى لروضـــة حالــــــمٍ فــــــي يقظة الساهـــــــــي وأنت مــــــكانها

فَرُبَاك يا لهَفـــــــــــي علــــــــى تِلكَ الرُّبَى إن بان فـــــــي ثوب الأصيـــــــــــل جمانها
وإذا الطبيــــــــعة كشَّــــــــــــرت عَنْ نابِها واســـود من عصـف " الهبوب " عنانها ( )
وبَكـَـــــــتْ نواعيرُ السَّــــــــماءِ وأسبلــــتْ " ارواقــــــها " طرباً ، وســــال شنانها ( )
ومَشَـــــــتْ ثعابينُ الجـــــــــــداولِ وانبرَتْ تَجْــــــرِي فيعثر في الدُّجَى سُـــــــــــكرانُها
لَهفِــــــــي عليـــــــها ، والمشـــــــاعل تارةً تغفــــــــو وأخـــــــرى يَزدَهـِــــــي نعسانُها
وفراشــَـــــها الأحــبَاب خفــــــــقُ حـَــولها زمراً فيســتوحـِـــي الهـَـــــــــــــوَى خفقاتِها

تِلكَ الحــــــــــياةُ ـ ألا فَديتك ـ إن عـَــــــفتْ يا بيـــتَ آمـــــــــالي ، وراحَ زمانـُــــــــــها
وتبدّدَ الحُــــــلمُ الجمـــــــيلُ وأجـــــــــدبت حَولـــــــــــي الحـــــــياةُ ومال بــــي بنيانُها
فانا ـ كعهــــــــــدِكَ ـ لا يغيــــــرني النَّوى والحــــــــبُ بينَ جوانِحـــــــي ســــــلطانُها
ابقـــــــــي به ما بَات قلبـِـــــــــــــــي خافقاًَ لا مِصْـــــــرَ تَسلِيــني ، ولا " حلوانِهَا " ( )[/FRAME]



[FRAME="13 70"]إن فاخــــر البيض الوجــوه بأصلهــم
فانا أفاخــــر بينهـــــــم بسوادي
أو كيف لا .. وهو العماد لحجتــــي
حـــــــرً ، كريمُ . وهو رمز بلادي
مرسال[/FRAME]



تهنئة


[FRAME="13 70"]إلى الأمــــــــلِ الحَبيـــــــــبَ وقَد تدانـَــــتْ كوَاكِـــــــــــبَهُ مِنَ الأفـُــــــــــــقِ البَعيــــــدِ
إلى القلـْـــــــبِ الذي غُرســــــــتْ بنفسِـــي صَــــــــــبَابتهُ لأبعـــــــــثَ مِن جـَـــــــــديدِ
إلى الدُّنيا التــــــــي بَسَمَــــــــتْ فرَاحـَــــتْ بها الأيّام تبَـــــــــسّم فــــــــي وجُــــــــودِي
إلى " بُشـْـــــــرَاي " بالأمَـــل المرجَّــــــى أزفُّ تحيــــــــةٌ العِيــــــدِ السّــــــــــــــــعيد [/FRAME]
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-03-2008, 11:13 AM   #7
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي

ديوان علي الطريق





للشاعر السوداني



عبد النبي عبد القادرمرسال




شكوى وعهد


" قرأ ( القطيعة ) فبعث إلى بكتاب حمله هذا الطارق الليالي فامحت أمام توسلاته كبرياء القلب ، وتلاشت في ضحكاته اورستقراطية الحب فتشاكيا ساعة من لقاء أحيينا على نشوتها ميت الود ، وجددنا في غمرتها قديم العهد "


[FRAME="13 70"]أتَيتـُــــــكَ يا بسَّـــــــامُ أتلـُـــو شكَايَتِــي إليكَ فهل تغني شَــــكاتي أو تجـــــدِي
هُوَ الحُــــــبُّ ، يَا وَيْلي مِنَ الحُــبِّ إنِي لعمركَ قدْ حَملتُ أعْــــبَاءهُ وحْـــــدِي
قضَيْتُ جَــــوَى لمَّا تنادَيـْــــتُ وانبَرَتْ تقاذِفُني الأنوَاء فِي وَحْشَـــةِ الفـَـــــرْدِ
وقلبـِـــــي لو تدْرِيه قدْ حَالَ حَالَـــــــــهُ فوَا حَسـْـــرَتا مِمَّا يَكــــنْ ، ومَا يُبْدِي
فَمِنْ زفْرَة حــــــرّي تلظّى سَــــــعيْرُها أبيتُ بهَا أســـــوان في وَحشَـــةِ الوقدِ
إلـَــــى غلةٍ بالصَّـــــدْرِ تعْصِفُ بالنهَي كمَا تعْصِفُ الأنوَاء بالجــــــزر والمدِ
إلى مُقـــــــلةٍ بالدَّمعِ بَلَّلهَا النـَّـــــــــوَى فنامَــــتْ ولكن بالدموعِ ، وبالسَّـــــهدِ
إلى مُهْجَةٍ بالعَيْش قدْ طــــالَ وَجْــــدُها فوَاهاً .. ووَاهاً .. ثمَّ واهاً من الوجـــدِ
فكـــــــمْ ليلةٍ فيهَا خَــــــــيَالك قـَــــدْ بدَا حِيَالــــــي وقدْ شـقّ الظَّلام إلى مَهدِي
يهيــــــــبُ بآمَالـِــــــي وقدّمْـــتَ دُوْنهَا فهَل تنْفَــــــعُ الآمالُ مَن مَاتَ بالصَّهدِ
فاذكـُـــر في مغنايَ سَاعَاتٍ جلستـِــــي وإيّاكَ بيـْـــنَ البَانِِ والزَّهـــــرِ والوَرْدِ
تسَـــــامِرُنا الأطيَارُ والحُـــــــــبُّ بَيْننا يهدهــــدُ رُوحَينا ويعبـــــقُ كالنـّــــــدِّ
وأذكر كم فِـي الرَّوض نَاجَاك مَزْهَرِي وكمْ لك بالأشـــــعَارِ اشْدِي كمَا اشْدِي
وكمْ كمْ تسَــــــاقينا لدَى الرَّوْض خِلْسَة كؤوْسـَـــــاً مِن الآمَالِ أحْلى من الشَهدِ
رواءٌ ـ لعمـــرَ اللهِ ـ ما شـــــمّتْ مِثْلـــهُ وقفــــتُ لهُ حُبي ، وأنْجزتهُ وَعْــــدي
وخـــــدٌ لكالأزهــــــارِ لمّا تفتحَـــــــتْ وأين ابتســــــامُ الزّهْرِ من بَسْمَة الخَد
أناديكَ والوجــــــــدَانَ يَخْفِقُ بالهَــــوَى وأنْتَ إذا نادَيـْـــتُ تنعَمُ في الصَـــــــدِّ
فألقـَــــى لدَى ذِكْــــــرَاكَ ما قَدْ يَزيدَني سُهَاداً عَلى سَهْدِي ووَجْداً على وجْدِي
فإن حَالَ صَـــرْف الدّهْــــر يَا خلَ بيننا وبتُّ مِنْ الأشــــواقِ اشكوا عَلى البُعدِ
فقد كنْــــتَ سَعْدَ ا لرّوْح لا القلبُ وَحْدَه فكيْفَ يطيــــبُ العَيشُ بَعدَكَ يا سَعدِي
إن أنتْ بعْد القـُـــرْبِ أمْسَــــــــيْتَ نائياً وجيْدِكَ أبقـــــــى ما حييتُ عَلى العَهدِ
وإنْ مــــتّ يا خِلي فقلبـــــي بالهـَـــوَى عَلى رغـمِ انْفِ المَوْتِ يَخفِقُ في لحْدـِي[/FRAME]





[FRAME="13 70"]بطاقة زائر

أتيْـتُ ولمَّا لَمْ أجِـــدْ فيكَ منقـــــذِي
من الشَّـــوْق أثرتُ الرُّجُـــــوعَ إلى وَكـرِي
وعــدتُ وبي يا بهجـة النَّفـسِ عِلَّـــةٌ
تهدهــدُ وجـــدانِـــي وتعصِــفُ بالصَّـدرِ[/FRAME]




وردة



[FRAME="13 70"]وردة ُالإخــــــــلاصِ ما أجْمَــــــــلهَا ناوَلتنيهَا رقيـــــــقاتُ الأنامِـــــــــــــلِ
عطَّــــــرَتْ أرجـَـــــــاءَ قلبي بالوَفا فشَــــــدَا كالطَّــيرِ فِي هَـــــامِ الخمَائلِ
طارَحتــــــهُ الحـــبّ قالتْ حبـَّــــــها كالّذِي أضَــــــناكَ حـــــــبّ غيْر ذَابلِ
وانبَرَت تشـْـــــــكو تبَاريْحَ الهـَـــوى دونَ أنْ تخشَــــــى أحَادِيـْــثَ العواذِلِ
قبّلتنِـــــــــي مثـْـــــــلمَا قبَلتـُــــــــــها وكِلانَا فـِـــــي هـَـــوَاهُ غير هَــــــازِلِ
طَالـَــــتِ النُّجـــــــوَى وعِندِي لمْ تدُم غيْرَ سَـــــاعَاتٍ ، وسَــــــاعَاتٍ قلائلِ
قدْ رَشـَــــفنَا الحُــبِّ حُلـــــواً مِثــــلمَا يَرشُفُ الظمآنُ مِنْ عَـــــــذبِ المناهِلِ
فارْتوَيْــــــنَا غير إنـِّـــــــي لـَـــمْ أزلْ فِي اشتياقٍ من لظـَـى التـَحـنانِ قـَــائلِ
واجْتمعْـــــنا غير إنـِّــــــــــي لمْ أزلْ يا حَبيبـِـي في دُجَـى الهجْــــرَان نازلِ
اسْـــــــــــتمَعْنا غَيْــــــر إني لمْ أزلْ يا حَبيبـِـــــي ارْتجـِــــــي ما أنتَ قائلِ

هـَـــــــذِهِ الوَردةُ فـــــــي حُمْـــــرَتِها فيــــــهَا من خديكَ آياتٌ مــــــــــوائلِ
فِيهَا من نفحِــــــكَ عطــرٌ ، وشَـــذَى فيـــــهَا من عَينيكَ أسيــــافٌ قـَـــواتلَ
فإذا رُمْـــــــتُ النـَّـــــوَى عنِّي ففـِــي هـَـــذهِ الوردةِ لي نعـــــــمْ المــــزاملِ[/FRAME]



نجــــــــوى


[FRAME="11 70"]يا بانــــــةً بالحـــيِّ باتَ بِروضِــــــــها قلبـِــــــــي يَهيـْـــــمُ بقـــــدِّها المـياسِ
بالأمــــسِ من وَلهِي أتيتك سَحْــــــــرَة وأقمـــتُ فيْك كعَادَتـي قدَّاسـِــــــي ( )
فرأيتنِــــي والزَّهْــــــرُ في سررِ النَّدى بَالطّيـْـــــبِ يَبْعَــــــــثُ طيِّبِ الأنفاسِ
والطّيْرُ تخفــــــقُ بالنَّشيدِ قلـُـــــــــوبها طـــــرَباً فيَخفقُ مِثلها إحسَاســــــــــيِ
أرنُو إلــــــي بَدرِي ، وبَدْري مُطبـِـــقٌ جَفنِــــــيهِ فِي صَـــــدَرِي بغيْر نعاسِ
وَأنامِلـِـــــي بالكأسِ ترْشـــــــــفُ ثغرهُ لمَّا أمُـــــدُّ يـَـــــــــدِي لـَــــــهُ بالكأسِ
فأغارُ حيْـــــــنَ أرَاهُ يَبْســُــــــمُ رَاضياً كالآسِ إنْ بَسَــــــمَتْ ثغـــــــورُ الأسِ
فيقولُ لي خُــــــــذهَا وحقـــــــكَ قبلـــةِ كيـْـــــلا تقـُـــــْولَ ظلمتنِي يَا قاسِــــي
ويحيطنـِـــــــي بذِراعــــــــــــهِ فإذا بنا ثغْـــــــرَانِ بَينـَــــــهُمَا بَدِيْعُ جـِــــناسِ
وتبثهُ عَيْنيَّ الغـَــــــــرَامِ وعيــــــــــنهُ مِثلِــــــي تبـِــــــثُّ كوامِنَ الإحســاسِ
وتهيْمُ في وَادِي الخـَـــــــيَالَ وحبـُّـــــنِا وادٍ يفيـــــــــضُ ثـَـــــــــرَاهُ بالإيناسِ
نَلهُـــــــو وتلهِينا الحَــــــياةُ بجـــــــــنَّةٍ فِيْـــــــهَا مِن الآمَـــــــالِ خيـرَ غراسِ
والأنجـــــــمُ الزهـــــــراءُ بينَ نجُومِهَا تبْـــــــــدُو لأعْيُنـــــــــــــنَا لكالحراسِ

دُنـْـــيَا مِنَ الآمَـــــــــالِ يا لروائـِــــــها ذهَبـَـــــــــتْ سَفائِنهَا لغيْـــــــرِ مراسِ
وتبـَــــــــدَّدَ الحُلمُ الجَمِــــــــيل فوَيلـُــنا كمْ ذا أعَانِي فِي الهَوَى وأقاسِــــــــــي
أمْسـَـــــى ونفسِي وَيْحَ نفسِــــي بالنَّوى تسْــــــعَى وأيْنَ لي الطبيبُ الآسِـــــي
وتبيتُ بالذِّكـْـــــرَى وعَهْــــدِي بالهَوَى حلـــــــوٌ كمَا عَهدت بطـــــولِ مراسِ

يا بانةً بالحــــــــــيِّ بَاتَ يَرُوضِـــــــها قَلْبـِـــــــــي يهيــــــــمُ بقـــدِّها الميَّاسِ
أنا إن أتيتُ فأنـْـــــــتِ على المَـــــــدَى يا بانتِي رَغْــــــمَ النـَّـوَى مدراسِي ( )
أسْــــــعَى إليْكِ مَع الظـَّــــلامِ بصبوتِي فأرَى برَوضَــكِ في الدُّجَـــى نِبْرَاسيِ
فيهيبُ بي شُـــــــوقٌ إليهِ ومُهْجَتِـــــــي بَالشـَّـــوق يقــتلهَا شــــديدُ ضِرَاسِ ( )
فإذا جَلسـْـــــــــتُ فلا أرَاهُ بجَانبـِــــــي كالأمــــــسِ يُسـْـــــكِرَني بغيْر الكأسِ
وإذا دعـــــــــوتُ رَنا إلــــــــــىَّ خيَالهُ مُتدثـِّـــراً مِــــــنْ حُســــنهِ بلـَــــــبَاسِ

يَا بَانَةَ بالحَـــــــــيِّ بَاتَ برَوضـِـــــــها قلبِــــي يهيـــــــــمُ بِقـَـــــــدِّهَا الميَّاسِ
يَدْرِي ـ فديــــــــتكَ ـ إن أتاكَ فخيِّـــرِي بَدرِي بانـي قدْ حطَّمْــــــتُ كئاسِ ( )
ورَغبـــــــتُ عَنْ حُبـِّــي ، وحُبِّي عَهْدَهُ يَومـَــانِ ، يوَمٌ شــــــــفاءِ ويومُ نكاسِ
وطفَقــــــتُ مِنْ جـــــزعِي أهَيْم بمهمةٍ ايْحاشــــــــــهُ ألفِـــــــي بهِ إيــــــناسِ
أصْغِــــــى فاسْـــــمَعُ مَا تقوْل جَوَانحِي فيهِ ، واسْـــــــبَحُ فِي جَــــــوَى أنفاسِ
أحْــــــيَا بهِ لا النَّاس إنْ صَخبـُــــوا هُمُ ناس ولا أعْرَاسِــــــــــــــــهمْ أعْرَاسِ
وفطنتـِـــــي حِيناً يعاودُ ذِكـــــــــــــرَهَا قلبِــــــي فاصْــــــــرِفهُ أنا بالــــــيأسِ
وَنسِيْتُ أيَّامِــــــــي المِـــلاحَ ومَنْ تُرَى مِثلِـــــــــــي يَكـُـــــــونُ لمِثلهنَّ النَّاسِ
وزهــــــــدتُ يَا دنـْـــــــيَايَ فيكِ لأننِي أعلنــــتُ في سُــــــوقِ الهَوَى إفْلاسِي
[/FRAME]





وداعاً

[FRAME="13 70"]وداعــــــــــــاً أيُّها المســــــعدُ وِجْـــــــدَاني ومشقيــــــــــــــــــهِ
وداعــــــــــــاً أيُّها النَّائــــــــي بمَا في العيـــــــــــشِ أبغيـــــــــهِ
وداعــــــــــــاً أيُّــــــها البلــــــــــبلُ فـــــي روضٍ يغنــــــــــــيهِ
وداعــــــــــــاً أيُّها الثغـــــــــــرُ الذي شـَــــــــــمَتْ المُنــــي فيهِ
وداعــــــــــــاً أيُّها الصَّفـُــــــــــو الذي طابـَــــــــــــــتْ لياليــــهِ
وداعــــــــــــاً أيُّها البـــــــــــدرُ سَبَا بالحُسْــــــــــــــــنِ رائيــــهِ
وداعــــــــــــاً أيُّها المُبـــــــــــدعُ فَنـِّـــــــــــــي مِـــنْ مَعَانِـــــيهِ
وداعــــــــــــاً أيُّها المُلهــــــــــــــم قيـَـــــــــــثارِي أغانـــــيــــهِ
وداعــــــــــــاً... آه لو تعْلـَــــــــــمُ ما قلبـــــــــــي يُعانـــــــيــــهِ
[/FRAME]
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-03-2008, 11:25 AM   #8
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي

ديوان علي الطريق



للشاعر السوداني



عبد النبي عبد القادرمرسال





إليــــــــــه


[FRAME="11 70"]يَا حبيـــــــــباً فُتِـــــنَ القلــــــــــبُ بهِ هَلْ سَألتَ القلــبَ ما هَذا الوَجيـْـــب
انــَّهُ الحُــــــــــــــبُ ومناســــــــــبَاتهِ حُسنكَ السَالـــــب لـُـبِّي يا حَبيــــب

ولماكَ الحُلـــــــــو يا حُلــــــــــو اللمِّا آهٍ .. لــــو تعلمَ كم أصبــُــــــــــو له
يَظمَأ القلــــــــــــــبُ إليــهِ كلـُّـــــــــما هزَّني الحُـــــــــــبُ ، وزادَ الولـَـــهْ

وأغانيكَ إلا فاصبـــــــــــبْ بـــــــــهَا شَغفَ القلبُ بها حـُـــــــــبَّاً وَهَامَـــا
سَلهُ كمْ ســـــــــبَّحَ في مِحْـــــــــرَابها يومَ غنيتَ وكـــــــمْ صلـَّــى وصَامَا

كلَّما غنَّيـــــــــتَ لحنـَــــــــاً غنَّي بي لحنـــكَ المَسْـــــــكوب بينَ الأضْلعِ
فإذا بي وفـُــــــــؤادِي المطـــــــــرب نتسَـــــــــــــــاقى بكئــــوس الادمع

كـــــــمْ عهـــــــــــــــــــودٍ لك وفَّيتـُها فلِمَ لمْ تفِ يَا أنـْـــــــــــــــتَ العُهُود
وليالٍ بكَ كـــــــــــمْ قضَّيتـُـــــــــــــها مِثلمَا يُقضِى ليَاليهِ الشــــــــــــــرِيد

وأنا يَا أنـْــــــــــتَ مَنْ عَلـًّمَنـِـــــــــي حُبكَ التَّســــــــــــــــهيد فيمن علَّما
غيْـــــــرَ أني لك لو تعلمنــِــــــــــــي أنا اهديتُ الفــــــــــــــؤادُ المُغــرَمَا

أذكــــــرْتَ الأمسَ .. والأمسَ القريْب حينَ كنَّا بالأمَــــــــــــــــاني نتغنَّى
كيــــــــــــفَ بالله به كنتَ الحبيـــــبُ لِفؤادِي يا حبيبـِـــــــــــــي كيفَ كنا

وَذكرتَ الوُرْقَ في الرَّوضِ النَّضيـــرِ حِينَ غنَّتْ مِثـلَ قلبـِــــــــي بوَدِادِك
وانسِـــــيَابَ النـِّـيـْــــل بالماءِ النـَّـميْر كمِرَادي ـ يا حَبيبـِـــــــي ـ ومرادِكَ

يَا لهَا أنشـُـــــــــــودَة تلك الـِّتـــــــــي ذكـَّـــــــــــرتنِي بليَاليّ العِــــــــذَاب
كلمَا رَددْتـُــــــــهَا فِي وحْــــــــــــدَتي هِمْتُ كالظَّمآنِ فِي وادِي السَّــــراب

لو ترَى الأيَامَ بَعــــــــــدِي مِثـْـــــــلمَا أنا مِن شَوقِي أرَى الأيـَّــــــام بَعدك
فانا ـ واللهِ ـ مَا حَلـَّـــــــــتْ ومَا حَدت ُ عَن عَهْدِي ومَا أنســــــــيتُ عَهدَك

وإذا الوَاشِي الذِّي تعلـَـــــــــــمُ جاءكَ والى هِجْرَانِ مَنْ تَهْــــــــوَي دَعَاكا
فهُو يَبْغي ـ فوقَ مَا يَبغـِــــي ـ وفاءَكَ فاهْدِهِ الحُــــــبَّ ولا تبْخــــــل بذَاكا

فعَسَـــــــــى يَعلمُ ما يَخفيهِ صَـــــدرُكَ ذلكَ الوَاشـِــــــي إذا مَا ضَـــــــــمَه
وَإذا قبَلَ ما يخفيـــــــــهِ ثغـْــــــــــرُكَ مِنْ أحَاديثي فينسَــــــى حِلمَـــــــــه

قلْ لهُ : خـَــــــــــلِّ فـُــــــــــؤادِي انه صار والله على الشـــــــــاعر وقفا
ويَقيني أنَّ هَـــــــــــذا ظنـَّـــــــــــــــه ألِفَ الظَّبـِــــــــي فصَارَ الظَّبي إلفَا

قل لهُ ـ والحُـــــبُّ شــــــعرٌ ـ ليسَ لي مِن حَبيـْــــــــبٍ غير ذاكَ الشـَّـاعـر
وَقـَـــــــــف الحــــــــبّ لقلــــــبٍ ثملٍ يَهْوَى ذاكَ الفـُـــــــــؤادُ الطاهِــــــر

أيُّها الوَاشـِـــــــــي أمَا تعلـَـــــــــمْ بي مِثلهُ قلــــب على الحُــــــــــبِّ يدُوم
إنه إنْ عِشـْـــــــتُ أقصَـــــــى مَطلبي وإذا متُّ فتــــــهواهُ الرُّسـُــــــــــوَم
[/FRAME]




إنـــــذار



[FRAME="13 70"]
أيَّها الفاجــــــــــرُ المؤرِّق جَفنـِــــــي كَيـْــــفَ جَفني ترَكتَهُ فــــــــي انهمَارِ
وفـُــــؤادِي ـ وقدْ هجَــــــرْت فؤادِي ـ أي نـــــــــــار صَليتـَـــــــــــهُ أي نارِ
كنتَ بالأمسِ والحَيــَــــــــاةُ رَبيـــــــعٌ باسِـــــــــمَ الثـَّـــــــــــغر ليْلهِ كالنَّهَار
تبْعثُ البشرُ في فـُــــــــــــــــؤادِي لمَّا كنتَ بالبِّشرِ مًستـَـــــــظلاً جِـــــوَارِي
فانطوَى البشْــــــــرُ ، والرَّبيْعُ تقضَّى يَومَ أعْرضَــــتْ عَنْ حِمَايَ .. ودَارِيْ
واسْـــــــــتوَى الليْل والنـَّـــهَار بعَيني وأثارَ بِعُـــــــزلتي حــــــــــربُ ثـــارِ
فإذا بَالرِّياضِ غيـْــــــــــــــــر رياض وثمارُ الرِّيَاضِ غَيـْـــــــــرَ ثـِـــــــمَارِ
والهزارُ الجميلُ عادَ من الحُـــــــــزنِ يَغنـِــــــي عَلى الرُّبَا بانكِسـَــــــــــــارِ

كُلَّ شــــــــــيءٍ أراهُ يرفلُ أســـــوانَ كفـَــــــــــي مِنْ الآسَـــــــــي في دَثارِ
كلمَا رمتُ بالأمَانِــــــــــي يومـــــــــاً اخدَعُ النفـْـــــسَ لمْ يَكـُــــن في اقتدارِ
كلَّمَا قلـْــــــــتُ علّ قلبكَ يأسُـــــــــــو لفـُـــــــــؤادِي جراحَـــــــــــهُ بالمَزَارِ
لمْ تكنْ " عَلىْ " غير علةٍ بُؤسِـــــي واكتِئـَـــــــــابي ، وغيْر شــعلةِ نارِي
خَالنِي النَّاس قد شــــــــــعرتُ ومَآبي ـ لوْ دَرُوْني ـ سِوَى أهْوَى كالسَّــــعَار
كلمَا ســـــــــــرتُ في حِمَاكَ مع القومِ وقدْ شـَـــمَتني فقـَـــــــــــــدتُ وِقارِي
تارَة بالفـُـــــــــــــؤادِ تفتكُ لمَّا ترْمُـق الصَّـــــبُ بَالجُفـُــــــــــونِ الغـــــزارِ
وضلـَّـــــــوْعِي إذا تبسَّـــــــمَ أخــرَى ثغرُكَ العَــــــــــذب أنشــدت كالهَزارِ

أيَّها الهَاجـِـــــــــــرُ الفــــــــؤادَ حَذارِ يَا حَبيبـِــــــــي مِن الفـُــــــــؤاد حَذارِ
مُهْجَتي مِنكَ يَا حَبيبـِي أمْسَــــــــــــتْ في بِحَارِ الغَرامِ تحْـــــــــتَ البِّحَــــارِ
كُلمَا رَامَـــــــتْ الخلاصَ من السَّبـْــحِ بِهَا عُدْت ســَــــــابحاً للقـَـــــــــــــرَارِ
ويكَ يَا مستــــــبدُ مِنـْـــــهَا ومنـِّـــــي يَومَ يَنأى الجَمَــــــــــــــــالُ عَنكَ بدارِ
وترَاكَ العُيـُــــونُ كالغُصْــــــــنِ أمي ذاوياً في الرِّياضِ بعدَ ازدِهـَـــــــــــارِ
وترَانـِــــي وقدْ ـ بناكَ ـ فـُـــــــــؤادِي زاهـــــــداً في هَــــــــوَاكَ بَعد اخْتيَارِ
اطلـُــــــبُ البُعدَ من حِمَــــــاكَ وابْغي في سِـــــــوَاكَ الجوَار لو كنت جَارِي
وإذا جِئــــــتَ بالشفيــــــــــــعَة تبْغِـي عَنكَ صَفحِــــــــــي رَددتهَا باعتذارِي
[/FRAME]
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-03-2008, 11:44 AM   #9
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي

ديوان علي الطريق





للشاعر السوداني





عبد النبي عبد القادرمرسال











ذكـــــــــــرى


" بعث بها ـ وهو في مصر ـ إلى صديقه الشاعر الأستاذ عبد الله عشري الصديق الذي كان يغبطه على عودته إلى السودان حيث مراتع الصبا المنشودة التي كان يرى فيها أمله المنشود "


[FRAME="11 70"]مــَـاذا تقـــــــولُ لمـــدنفٍ مُتبــــــــتلٍ يَا مَنْ أقمْــــــتَ مَع الظـِّــبَــاءِ بمنزِل
أقبَلــــتَ دَارَك فانتشَـــــــــتْ بإلفِـــهَا وبَقيْــــــتَ عَن إلف الدِّيـَـارِ بمعْـــزلِ
ترْنُو فتبصِــر مَنْ تُحِــــــبُّ وأيْن لِـي مِمنْ أحِـــــبُّ بنظـــــــــرةٍ المُتعجِّــلِ
ظمْآنُ مُنهـــلِك الثـَّـغـُـورِ ومَنــــــــهَل بَعدَ الثـَّغُـور عَدِمتـَـــــهُ من مَنـْــــهَل
بالأمسِ كنتَ بها على سُررِ الهـَـــوَى ألهـُـو وأرشـــــفُ ظُلمَـــها كالسَّلسَلِ
والطـَّـيرُ تخفــقُ والزُّهُــــور نواعسٌ حَوْلي يُهَدهِـدُها خَـــــريْر الجـَـــدْوَلِ
وأحِبتـِــي من كـُـــل أغْصُـــــــنَ فاتنٍ أوهُنهنَّ بغَـــــض الاهــاب مُــــــدَللِ
فـــوق الأرائك كالزهــــــــور ، وإنما أرْوَاحَهـُـــنَّ من عنــبر أو صنـــــدلِ
والشَّـــــادنُ الغـــردُ الجَميــْـــلُ فديتهُ مِن شـَـــــادِن غـــــــرْدٌ جَميْــل أمثلِ
يَرنُو إلــــــىَّ ، وثغـــــرَهُ مِن كأسِـــهِ كالأقحُـــــــــوَانِ مِن ربيــــــعٍ مُقبِــل
إلفان بينـــهُما الغـَـــــــرَامُ تجَـــاوَبتْ قـُبلاتهُ نَشْــــــوَى بأعــــــذبِ مقــولِ
يتناجـــيانِ ، وإن نظــــــــرتَ ارَاهُما يتهَامَـــــــسانِ مقـبلاً بمقبــــــــــــــلِ
فإذا تبسَّــــــم فالزُّهــــــــورُ تفتـَّحَــت أكمامُــــــهَا عَن نرجـــــس وقــرنفلِ
وإذا تـَـــــرنـَّـم أين مـــن نغــــــــماتهِ شـَــــدْو الحمامــــــةِ أو غـناءِ البُلبُلِ

للهِ تِـــلكَ الأونـــــــــــاتُ وأنسُـــــــها ورواع نادِيها وطيــــــــبَ الموصِــلِ
ومَلاعبِـــي فيها فدَيــت مَلاعبـِـــــــي والقاتلاتُ مِنْ اللحَــاظ العـُــــــــــزَّلِ
ومَطلَع الأقـــمارِ يا لهَفِـــــــــــي عَلى عَهْــدِي بِهنَّ مَعَ الحَبيـــــــــبِ الأوَّلِ
كانـَــتِ الآمَـــــــالُ الحيــــــاةُ فويْلتي كيـْـفَ الحيــــــــاةُ بغيرهنَّ تطيبُ لِي
ولبَانتي فيهَا قضيـــــــــــــتُ لبانتـــي عَجْـــلانَ .. وآ أســــفِي ولـــم أتمهَّلِ
فغـَــدَوتُ من ولَه أهيمُ بمهجَـــــــــةٍ يَا شدَّ مَا تلقـَـــــي وقلْــــــــب مثقــل
وأضلعي الحرَّى غـــدونَ من الأسَــى في مِصْـــرَ من نارِ الفـُراقِِ بمِرجـَـلِ

فانعَم بعَيشـِـــــكَ يا هـَـــزَار وطبْ بهِ نفسَاً فعَيـْـــــشك ليْـــــــسَ بالمتبــدِل
وخلِيلك المبســـــامُ ليْـــسَ بمُخلِــــفِ وعَداً ، ولا هُوَ عَنك بالمتحـَـــــــــولِ
وارتعْ ، وطِرْ مِثل الهزَارَ عَلى الرُّبا خلِّ الرِّيَاضِ مع الظـــــــــباءِ وتنـقلِ
واسْـــبَح مع الأفلاكِ في أفقِ الدُّجَــى ومَع المَجَـــــــــرَّة إن بَدا لكَ فانــزلِ
وَصِــــــفَ البـُــدورَ وقد تسللَ نُورُها بين الأحِبـَّـــــةِ فِـــي الخمِيلة من علِ
وقواتـِــل الألحَـــــاظِ حـَــــــولك كلَّما أبصـــرتهنَّ ظفـرنَ مِنكَ بمقتــَـــــــلِ
" الموردُ " السَّابي فـُـؤادَكَ حُبـُّــــهَا وفؤادَها بســــــواكَ لمــاً يشــــــــعلِ
إن أقبل الخـِــــــــلانُ لمـــرة رَوضِها وسَعُوا إليها فِـي المَطارِفِ والحُلــي
ومَشى بسَاحتـِـــــها الجُمَـــانُ وحَقها ذهَبْ الأصَيـْــــــــل فعَــجَّ بهَا وتخلل
وتأمَّل الشطُّ الجَميـــــــــــلِ وحســـنهُ ولمرتع الغــزلانِ ِفيــــــــــهِ تأمـــــلِ
والناعمات النائمـــــات على الثـــرى بثـُـغـُــورهــنَّ إذا ســــقيتـُـكَ فانــهلِ
وفُؤادُك الكلفُ المَشُــوقَ إذا انْتشَـــى فـَاتََـَك نشيــــــــــــــدكَ بينَهُــنَّ ورتلِ
واسجَع كمَا سَجَعَ الهـــــزَارُ وغنـَّــي بقريضِكَ العَــذب الرقيـــــقِ المُرسَل
وامْلأ بلحْنك مَسـْــــــــمَعي وزدهُـــما شَغفاً بمزهـركَ الخطيـــــبِ المُصْقلِ
حتـَّـى إذا طَـــرِبَ الفـُـــؤادُ وبــتُّ من طَــــربٍ اردِّدُ ما تقــــــــولُ بمعـقــلِ
أمْسَــــــيْتُ مِثـلكَ بالكئــــوسِ مُعلـَـلاً خلـِّـي وخلـِّــــــــــي بالكئوسِ معللِي
فأرَاهُ بالوَجْـــــدَانِ يَعْبـَــــــــثُ كلـَّــمَا عَبثـتْ يَدَاهُ بشَـــــعرِه المُتـــــــــهَدِلِ
لكنَّها الذكـْــــــــرَى تعيـْــد لِخاطِــري دُنيَا من الحُلــمِ الجَميـْـل الاســـــــدَلِ
ألهُو بهَا والعَيْـــشُِ حَولي مســـــــفرٌ عَن وجهـــــهِ المُبتـَـسِـــــــم المتهللِ
وحَبيبي المبســـــــــام بينَ ضلـــوعهِ قلـــــــــبٌ يرقـدُ لِمُــدنفٍ متبـــــــــتلِ [/FRAME]





حلـــــــم



[FRAME="13 70"]شَاقنِي ـ والليلُ خفاقُ اللــــــــواءِ والنُّجومُ الزهـرُ ترنُو من علٍ
صوتكَ السِّحري فيا وحي السَّماء أينَ مِن صـوتِك صوت البلبلِ
صَاحَ بي : قـُـم يَا حَبيبي قـُـم بنا
نَبْعثُ المَاضِـــي الذِي ما ضــمَّنا
حـُــــبّهُ إلا ليطـــــــــــــــويهِ الفنا
فانتشتُ نفسِي وغنـَّـاها الأمّـــــل بعدَ طولِ اليأسِ يَا للأمَـــــــل
أنتَ غنيت بهِ نفــــــــــــسِي فهَـل أتغنَى بالنشيــــــــــــــدِ الأوَّل
أم ترانِي أنفقُ العمـــــــــرَ أنا
يا حبيبِي بينَ أطــــــــلالِ المُنى
أتغنَّي بينَ يأسٍ ، ورجَـــــــــاءِ
أنتَ لَو تعلمُ حَالـِــــــي لـَـــــمْ تعُدْ تترَاءَى بيــــنَ صَـــــدِ ونُفـُــور
فارْحَم الصبّ أنا لا صبّ و َجد بوصَالِ الصَََّبِ يَستوفِ النـَّـذور
ثمَّ ماذا لو وشي غـــــــرَّ بنا
فليَقلْ للنـَّـاس فيــــــــــمَا بينا
مِنْ غـَــــرامٍ ، وودَادٍ مَا يشاء
كـُـنـــــــت بالأمسِ وقدْ طافت بِنَا خَطراتٌ يَا لهَا من خَطرَاتِ
في رِيَاضِ الحـُــــــبِّ تشدُو مُعلِناً حُـبَ مَن تهَوَى بعذبِ النظرَات
والهَــــزارُ الطلــــــــقُ فوقـَـــنا
يَا رَعَـــاهُ اللهُ كـَــــــمْ غنَّــي لنا
يومَ بالحـــبِّ تغنينا سـَــــــــوَاء
فاسْقنِي مَا شئتَ مِن خمرِ الهَوَى فانا يا أنتَ مــــا رُمتُ سواكَ
لم يَكُـــن قلبِي سِوَى غصن ذوِِي حينَ لمْ يحـــظْ بمعسول لمَاكَ
فامْــلأ الكأسَ ... وهات نأينا
ثم غنِّ يا حَبيبــِــــــــــي غنِنا
ليسَ لي إلاك في الدُّنا رجَـاء [/FRAME]




دعــــابة



[FRAME="7 70"]جمــــــيل جاءنــــي بالمســـــــاء يسقينــــــــــي وبالســــــــكر
وقــال ـ وقــــــــد مضـــــى يرنو إلــــــــى بمقــــــلة تســـــحر
ألا خــــــــذ هـــــذه واشـــــــرب فمالــــــــي غيـــــــر ما تأمر
أرى بك مهجــــــــة حــــــــــرى ودمـــــعاً ساخــــــناً يقطــــر
وأضــــــــــلاعا يحرقـــــــــــــها مـــــــن الآلام ما تســـــــــتر
فـــــمالك يا أخــــــــــا الوجـــدان خبــــــــــرني بما تشــــــــعر
فعلــــــــي بالدوا أحظــــــــــــــى وعلك بالشــــــــــفا تظـــــفر
فقلـــــــت ـ وقـــــــد مضت عيني إليــــــــه بدمــــــــــعها تنظر
أراك أثـــــرت ما نفســــــــــــــي تكــــــــــن فهل ترى اظـــهر
فقــــال اجـــــــــــل فما تشكــــــو فقلــــــــت غرام من انظــــر
فــــــــــراح مولـــياً عنــــــــــــي بطــــــــرف ناعـــــس احور
وقـــــــــال بغنـــــــــــــةٍ لـــــــما يجـــــــــد بمثيلها المزهـــــر
أغـــــــــــرك إننـــــــــي ظبــــي فقلــــــت : ومن ترى ينـــكر
فقــــــال وما عســـــــــــي تبتغي وطبــــــع الظبــــــي أن ينفر
[/FRAME]
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 12-03-2008, 12:25 PM   #10
ناجي عبد النبي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 39
إفتراضي

ديوان علي الطريق






للشاعر السوداني






عبد النبي عبد القادرمرسال











من نافذة القطار



[FRAME="11 70"]
وداعــــــاً أيا بســــــمة الأقحَوَان ويَا نظرةَ الأعْين السَّــــاحرة
ويا نفحَــــــــة الزهرِ الرَّبيــــــــع تهدهـــــدهُ النســــمةُ البَاكرة
وداعاً إلـى حيثُ صفو الحياة (م) يُغنِـــــيكِ بالبقعــــــةِ العَامرة
وأبقى أنا حيــــثً ريحُ الزمـــــان تبعثــــــرُ أمالــــــي الحــائرة
وداعــــاً ويا شـــــــد ما بالـوداع على مهجـة المدنف الشـــاعرة
يعاودنـــــي منه مــــثل الســــقام يدبُّ بأعصـــــابي الخــــائرة
فان كنت اذكـــــــر عهد الوصـال فبالدمع من مقلة ســـــــاهرة
وبالوجـد من مهجة في السعير (م) بها رمــــــت المحنة الجائرة
[/FRAME]


صورة نجوى


[FRAME="13 70"]أنتِ يا نجــــــوى فــــــي روض الأمانــــــي زهــــــــــــرتي
أنـــــــــــتِ ملء العيــــــــن ، ملء الســــــمع ، ملء المهجة
عــــــــذبة كاللحــــــــــــنِ عنـــــــــدي أنت أو كالنشـــــــــوة
أنــــــــت يا نجــــــــــــوى نفســـــــــــي فأسعديها يا ابنتـــي[/FRAME]








يَا سِدْرةَ المٌلتَقَىْ



[FRAME="13 70"]بُوركـــــتِ يا ملتقـَــــي النيلين من بلــــــدٍ وملتقـــــى الأهلِ ، والأحـــبابِ ، والولـدِ
ومَنبــــــتِ الأمل المبســـــــام من مهــــج عيشــي بِهَا كان قــــــبل البين في رغــدِ
عَهـْـــــــدِي بدنـــــيَاك كم رَاحَت تعاودُني ذِكــــــــرَاه بالوجْــــدِ ـ يا دنيايَ ـ والنكـدِ
والشـٌّـــــوق كمْ بالأســـــى أمسَت تقاذفني أمْوَاجُه حِيـــْــــن فتّ البَين في عضــدِي
وعَصَبتــــــي فيك نفســِــــــي لم تجد بدلاً في مِصـــــرَ عنهم ، وعمرَ الله ، لم تجـدِ
فكيـــــــــفَ ( بالثغرِ ) أن أمْسَيتِ يشغلني من عصبتـِــــــــي فيك ثغرٌ ليس بالغــردِ
اقضِــــــي من الوجـــــدِ فيْهِ العمرَ منفرداً وليس في العمر من يشقـــــــى كمنفــرد
مَاذَا ؟ لــِــــــي الله ألقى فيه من ولهـِــــــي والشـَّـوق من حَرهِ أصلـِـــى النوَى كبـِدي
صَــــــدّاحة الأيك في واديهِ ما صَدحــــتَ إلا وقد جــــــددت ذكــــــراك في خلــدي
أصْبُــــــو بهَا فوق ما أصـــــــبو إلى أملٍ لولاه ، ما عشـــــــتُ في الدنيا ليــومِ غدٍ

يَا ســـِــــــدرَةََ الملُتَقَى بالشـــطِ هَلْ ذكرَت فـِـي رَوْضك الورقَ من أمســـى بغير دَدِ
اسْـــــــتودع الله فِي وَاديك من قذفـَـــــــتْ ألحَاظـــهُ النّجــــل بي في المهمــة الــوَبدِ
مَا كانَ لولاهُ أن أحـْـــيَا علـَــــــى مَضضٍِ والقلبُ لولاه ، ما أمســَـــى أخــا جَلـــــدِ
أشجَى عَلى القلبِ مِنْ ذكراهُ ما عــَـــرفتْ قيـْــــثارة المدنف الولهـَــــى ، ولم تجــدِ
تهفو بذي المهجَـــــة الحَـــــرَى إلىْ وطنٍ كم فيه بالأمسِ ألفيـْــــتُ المُني بيــــــدي
فِيهِ من الحســــــنِ مَا كانَتْ تطالعنِــــــــي دُنياه يا منيتــــــي بالطالــــــع الأســـــــدِ

يَا سـِـــــدْرَة المُلتقَى بالشـَّـــطِّ ما انصرفَتْ عن صَبـــْــوتي فيك آمَالي ، ولم تجــــــدِ
لا اكـــــــذبَ الله إني رغـْـــــــمَ مَا زَعَمُوا ما رُمْــــتُ إلاك فـِـــــي الدُّنيَا ، ولـَـمْ أردِ
بالأمْــــــسِ كَمْ جَلسـَـــــة لي فيكِ أطرَبنِي فيها مَع العـُـــــودِ صَـوتُ الشادِن الغــردِ
ألقـَــــىْ لدَيْكِ المُنـَــــــــي فـــي كلِّ ضاحكةٍ فتانة الثغـــــر من أزهارك الجـَـــــــــــدَدِ
والبَدرُ في ضـــــــوئهِ السِّحــري إن سبحتْ أغصـــانُك الزَّهــــرِ أو ماسَــــتْ بلا أودِ
والجـــــــــدولُ الطلقُ اشــــدَي بينَ مضجعٍ من الازاهيـــــــــرِ من حَـولـــِــي ومتسدِ
بَصــــرتِ مَا العين لـــم تبصـــرْ إذا نظرتْ في مِصرَ في جــــنةِ الدُنيا ، ولم تجـــــدِ
أقسَــــمتُ بالحـُــــــــــبِ يَا دُنيَاي مَا بَرحَتْ تهوَاكَ ـ رغــــمَ النَّوَى ـ نفسِي إلـى الأبدِ[/FRAME]
ناجي عبد النبي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .