العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 05-03-2008, 11:25 PM   #11
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

سيدى الحبيب .. السيد

لم يكتمل بعد ان شاء الله اكمله الليلة بعد حل مشكله فنيه فى الكمبيوتر
الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-03-2008, 07:33 PM   #12
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

فؤاد- المغرب :
الأستاذ أحمد مطر، من المعروف أنّ النفس البشرية تتأرجح بين حالات التفاؤل واليأس، والحب والكره، والفرح والحزن، والرضى والسخط، إلى آخر هذه الحالات. فلماذا لا يكتب الشاعر نفسه في هذه الحالات ؟ بمعنى آخر لماذا تحصر نفسك في غرض شعري معين ؟
هذا سؤالي، ويريد أستاذي إرسال سؤال لك، وهذا هو سؤاله :
إلى أي مدى بلغ بك الإحباط بعد حكايتك مع قصيدة ( أعد عيني ) مع جريدة القبس ؟ وهل هناك كلام لم يقله أحمد مطر لنا بخصوص هذا الموضوع عندما كتب قصيدة ( الراحلة ) ؟
- نعم.. " المعروف " عن النفس البشرية هذا التأرجح. لكن هل ترك " المنكر " لها، في أوطاننا، حرية التأرجح ؟ بل هل ترك لها أرجوحة من أيّ نوع ؟ بل هل ترك لها أدنى اعتراف ببشريتها على الأقل ؟
ومع ذلك، وبرغم كون نفوسنا ذاتها هي الأراجيح التي تلهو بها مناقل الجمر، من المهد إلى الدولة، فإنّ شعري لم يخلُ من هذه الحالات التي ذكرتها، وإذا بدت مساحة الحزن والغضب أوسع، فلأنها مبسوطة على مقاس خيمة الكدر والأوجاع..وما أوسع هذه الخيمة يا فؤاد !
ليس اليأس ما يحركني، بل الشعور بالمأساة، وهو ما يجعلني أوزع صوتي على الجهات الأربعين، محذّراً ومستنجداً ومستنهضاً الهمّة للانعتاق .
وأن تشعر بالمأساة فذلك دليل على أنّك واعٍ، وأن تتحرك لمواجهتها فذلك دليل على أنّك حي .. فأي فأل أطيب من هذا؟
أم أنّ عليّ أن أطلّ على حريق روما، مستمطراً قيثارتي ألحان الفرحة، حتى يقال أنني " متفائل " ؟!
لقد فعل " نيرون " هذا من قبل، لكنّ التاريخ لم يمنحه سوى قميص مستشفى المجانين !
وبخصوص سؤال أستاذك الفاضل، أود القول بأن امتناع صحيفة عن نشر قصيدتي لا يشكّل إحباطاً بالنسبة لي، لأنني أستطيع نشرها في أي وقت وفي أي مكان، وبالطريقة التي تعجبني. وهذا ما فعلته .
سمّها خيبةً، إذن. ولو علمت عدد الخيبات في حياتي، فلن تعجب إذا وجدت هذه مستقرة، لضآلتها وانعدام مداها، في قعر الصندوق .
الإحباط القاتل حقاً هو أن أفقد إيماني بالناس تماماً، وذلك أمر لم يحدث، فأنا على يقين من أن هذه الأمّة ستنهض ذات يوم، وأنها لابد أن تفرد كفّها لتحتوي وجه هذا الخزي والهوان بصفعة يطير لها صواب الدنيا .
وإذا كانت القبس قد فتحت لي قوس الخيبة، فإنني سأغتنم الفرصة لأكتب بعده اعترافي بسابق فضلها في حمل لافتاتي .. ثمّ أغلق القوس .
أنا، الآن، أكتب في جريدة ( الراية ).. وكفاني منها أنها قد نحرت الرقيب، على أعتاب لافتتي، إكراماً للحريّة .
شكراً لهـا .

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-03-2008, 07:35 PM   #13
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

عبد الله- قطر :
( وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلة ).. كانت هذه المقولة تلخص الحل في رأي أحمد مطر، هل مازال أحمد مطر ينظر إلى الحل بهذه النظرة، رغم فتح قنوات الحوار في العالم ؟
- هذا الحل لم يعد وارداً عندي.. بل قل إنني صرت أراه ( حلاً عذرياً ) !
قنبلة ؟ كلاّ .
الآن بالذات، حيث كشّرت قباحة حكّامنا عن جذور أضراسها، أصبح الحل يحتاج إلى حمولة سبع سماوات من القنابل..ولا أظنها ستكفي لغسل العار .
عن أيّ قنوات للحوار تتحدث يا عزيزي عبد الله ؟
لو سألت التاريخ عن آخر قناة للحوار عندنا، ولو استطاع المسكين أن يغافل أمراضه المزمنة، لأفادك، من خلال سعلة طويلة، بأنها أغلقت بالرصاص، بعد انتهاء الخلافة الراشدة بساعة !
لعلّك تقصد ( القنوات الفضائية )؟ إذن سمّها ( قنوات الخوار ) ، واعلم أنها أحد الأسباب التي تدفعنا دفعاً إلى نفخ قنبلة الحل، حتى تصبح بحجم الكرة الأرضية .
أمّا إذا كنت تقصد الحوار بيننا وبين العالم الغربي، فهو مقطوع تماماً، ليس لأننا لا نعرف كيف نتكلم، ولكن لأن ذلك العالم لا يعرف كيف يسمع. إنّ أذنيه مسدودتان حتى الصماخ بالشمع الصهيوني .
وحتى هؤلاء ( الحواريون ) الذين ينتدبون أنفسهم للتواصل باسمنا مع ( يهوذا )، لا يملكون من الأمر إلاّ أن يتلقوا الصفعة منه، ليعودوا وهم يلهجون، بحصافة وبُعد نظر، بأنهم وجدوا فيها " جانباً إيجابياً " هو أنّ الصفعة لا تخلو من كونها " مصافحة للخدّ " !
هل أجد عندك قنبلة زائدة .. لأضيفها إلى الحل ؟

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-03-2008, 07:37 PM   #14
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

أثباج – السعودية :
ربما يكون سؤالي متجاوزاً الخطوط الحمراء، لكنني أرى أنه من المناسبة أن أسأل الشاعر الذي تجاوز كل الخطوط بهذا السؤال وآمل أن يصل سؤالي إلى شاعرنا ولو لم يجب عليه: أحمد مطر..في شعره ثار وتمرد وعاش مأساة الشعوب العربية المغلوبة على أمرها..هاجم الحكومات،هاجم الغرب، أجّج النار في صدر كل عربي.. ثمّ ماذا ؟
القصة لم تنته بعد.. أحمد مطر يتمرغ في نعيم الغرب، يأكل من شهد الحكومات.. أي أنه باختصار يعيش في الجنة ويدعو الناس إلى العيش في النار.. أبعد الناس عما يدور في شعر أحمد مطر هو أحمد مطر نفسه ..والسؤال.. لماذا كل هذا ؟
- ثمّ ماذا ؟!
إذا كان هذا الذي عدّدت صنائعه في مطلع كلامك هو أنا، فذلك يعني أنني قمت بما أراه واجباً عليّ، بقدر ما أستطيع، وعلى أفضل وجه. إذن لم يبق لي، بعد هذا الشوط الطويل، إلاّ أن أعيد السؤال إليك أنت : ثمّ ماذا ؟
أم أنك وأمثالك تحسبونني القائد العام للقوات العربية المسلحة، وتستغربون من طول تردّدي عن تحريك الجحافل الباسلة ؟!
سأفترض فيك حسن النية، وعلى ذلك سيمكنني أن أتساءل عمّا إذا كان ضميرك قد أسلمك إلى راحة النوم، بعد أن اتهمتني، دون بيّنة، في أعزّ ما أملك: عفّة يدي وضميري ؟
إنني لم أقصد (نعيم الغرب) هذا سائحاً، بل إنّ زبانية جهنم القائمين حولك هم الذين اشتركوا جميعاً في ركلي إليه، ولو تُرك لي الخيار لوجدتني معك، الآن، متشبثاً بمائدة الجمر حتى النفس الأخير .
ولو كنت لأدعو على أحد بالسوء، لدعوت لك بمثل هذا "النعيم" الذي أحياه، فلعل في تذوّقك إيّاه كما أتذوّقه أنا، ما يحملك على التريّث قليلاً قبل إلقاء الكلام على عواهنه .
ثمّ أمن الإنصاف في شيء أن يقال عن مثلي: ( يأكل من شهد الحكومات ) ؟!
إنّ قائل هذا لم يُخطئ في حقّي فقط، بل في حق المعلومات العامة أيضاً، ذلك أنه يفترض أنّ الحكومات تمنح الشهد، مما يعني أنه لا يعرف الفرق بين النحل والعقارب !
للمرء أن يغضب مني، أن يكرهني، أن يرفضني ويرفض شعري، لكن ليس له أن يقول عني هذا، لأنه افتراء مفضوح ومضحك لا يمكن أن يصدّقه أحد، ولا يمكن لأية محكمة في الأرض إلاّ أن تنزل العقاب بقائله .
إني لأتساءل بدهشة: إذا كنت أنا من يوصف بهذا الوصف، فماذا سيبقى لديك لوصف المرتزقة إذن ؟!
على أية حال، إنني أتحدّاك وأتحدّى الحكومات جميعها أن تأتوا بدليل على هذا .. أمّا قبل ذلك فينبغي للعاقل الحصيف أن يعضّ على لسانه بكلّ قوة، إذا أغراه بتوجيه مثل هذا الكلام إليّ .
ثمّ بأي مقياس للأطوال تحدّد بُعدي " عمّا يدور " في شعري ؟
وماذا يُقتَرح عليّ أن ألقى لكي أكون قريباً منه ؟
على قائل هذا أن ينوّرني أولاً : كم عاماً تشرّد ؟ وكم مرّة واجه تهديداً حقيقياً بالقتل ؟ وكم مرضاً عصيّاً أصابه ؟ والأهم من كل هذا.. كم جثّة قتيل مظلوم من أهله احتمل واحتملوا دفعها ثمناً لما يؤمن ويؤمنون به ؟
وحتى إذا لم أذق أيّاً من هذه المرارات، فهل هذا يعطي الحقّ لأحد بإغلاق فمي عن وصف ما أراه وأشعر به من مآسي الآخرين ؟
ومرّة أخرى.. إنني لم أدعُ الناس من (جنتي) ، بل أنفقت عشرين عاماً من عمري هناك في (النار) نفسها، أدعو الناس إلى تحويلها إلى (جنّة) .. فلماذا لم تنهضوا لتعلنوا رفضكم إبعادي ؟ لماذا تركتموني وحيداً، لأنفى إلى هنا بالقوّة ؟ ثم لماذا رحتم، بعد ذلك، تعيبون عليّ وجودي في المنفى ؟
إذا كان لا يريحكم وقوفي على الأرض ولا تعلّقي بالسماء، فأين تريدونني أن أكون، بالضبط، لكي ترتاحوا ؟!
هاهي الجنة فاتحة أبوابها، فافعلوا مثلي لكي ترسلكم تلك الحكومات إليها، وتغدق عليكم من شهدها، أو إذا شئتم، اقطعوا تذاكر وتعالوا. إنّ رضوان لم يغلق الأبواب، ومالك لا يمنع أحداً من التمرّغ في (النعيم) .
وإن كان مجمل الأمر، يا أثباج، هو أنك من غير المؤمنين بما أقول، فإنّ بإمكانك مقاطعة حملتي، وعدم الإصغاء إلى خطاباتي، والامتناع عن انتخابي، وتنتهي المشكلة .
وعندئذ، سيمكنك الرجوع إلى سطور نقمتك التي سمّيتها أسئلة، لإعادة طرح السؤال على نفسك أنت، وبحق هذه المرّة : لماذا كلّ هذا ؟


قايد- السويد :
لو قمنا بتقسيم المدارس الشعرية على خلفية 11 سبتمبر إلى مدارس إرهابية وأخرى غير إرهابية، فأين سيكون أحمد مطر ؟
- إذا بكى طفل رضيع على صدر أمّه، في هدأة ليل العرب والمسلمين، فلا أستبعد، في زمن المهازل هذا، أن تعدّه أميركا، برصانتها المعهودة، محوراً للشّر، ينبغي استخدام القوّة النوويّة للإطاحة بـ (حفّاظته) !
فهل بعد هذا تسألني أنا من أيّ مدرسة سأكون ؟!
أنا إرهابي، من قبل سبتمبر ومن بعده، وبإمكانك أن تسأل عن هذا حكّامنا الطيبين جداً، والمبادرين إلى التطبيع حتى مع الدّيدان..إلاّ معنا .
كلّ ما تغيّر هو أنني كنت إذا قيل لي (سبتمبر) أصرخ : ملعون أبو " تمبر " …
أمّا الآن فلم أعد أسبّه.. نكايةً بأميركا، وإمعاناً في الإرهاب .

· أسد- السعودية :
هل تعتقد أنّ الأنظمة العربية لها دور في الإبداع الشعري المتدفق سخرية وحزناً؟
- إذا كان لهذه الأنظمة دور في الإبداع فهو دور حمّالة الحطب، ونحن لا نريده بأيّة حال . بل نريد في غيابها أن نلتفت إلى لون الوردة وعطرها، وأن نستبدل قباحتها الخاكيّة بخضرة العشب وزرقة السماء، وأن نتذكر عذوبة عناق الأخ لأخيه، وهناء رقدة الرأس في حضن الأم، وجمال رؤية كفّ الجار وهي تلوّح لنا بالتحية، دون أن يخامرنا شكّ في أنّ كفّه الأخرى مطويّة على وشاية .
الحياة كلّها شعر. وفي غياب هذه الأنظمة ، ستستحيل السطور أسلاكاً تطرّزها أطيار الحروف، أو آفاق بحار تدغدغها أشرعة الكلمات .
وإذا رفض الشعر أن يأتي إلاّ كرمى لعيون هذه الأنظمة، فليذهب معها، يداً بيد، إلى جهنم وبئس المصير .


· محمد الزهراني- السعودية :
يقال إن أحمد مطر ذو اهتمامات قومية عربية، ولا ينظر من زاوية الأمة المسلمة.
إلى أي درجة تصدق هذه المقولة ؟
- هذه المقولة قاصرة جداً، لأنها لا تنظر إلى الاهتمامات كمشاعر متشابكة، بل تُقطّعها بالسكّين إلى وحدات مستقلة مثل قوالب الصابون .
يصحّ القول إنّ اهتماماتي إنسانية شاملة لا تسأل، في مواجهة الظلم، عن اللون أو الجنس أو المعتقد، بل تركّز قبل كلّ شيء على مناصرة المظلوم..ذلك الذي يستجيب الله دعوته حتى لو كان كافراً، وهذه واحدة من بركات الإسلام الخافقة في قلبي.
ومادام الأمر كذلك، فما وجه الخطأ في أن يكون لي، أنا المسلم، اهتمام بالعرب، وهم أهلي الأقربون ؟
أنا عربي الأب والأم والأجداد، فهل يجب أن أتخلّى عن انتمائي لكي أكون جديراً بالإسلام ؟
الإسلام قلبي، والعروبة ملامحي وصوتي، والإنسانية خيط ارتباطي بأشباهي في الخلق . فأي ضير في أن يكون هذا كلّه موضع اهتمامي ؟
إنني، في حياتي، لم أسمع أنّ أحداً نزع جلده وقطع لسانه ومحا أشباهه، لكي يقدّم الدليل القاطع على حبّه لقلبه !

· عبد العزيز- السعودية :
" الشعر ديوان العرب " برأيك ماذا بقي من هذا الديوان، خصوصاً في ظل الأوضاع الراهنة ؟
كتبتم قصيدة في رثاء ناجي العلي من الشعر العمودي..عدّها النقاد من عيون المراثي العربية، لماذا هذا الجفاء بينكم وبين الشعر العمودي، رغم إبداعكم فيه ؟
هناك كرسي شاغر لتنصيب أشعر شعراء العرب الذين مازالوا على قيد الحياة، مَن ترشّح له ؟
- ديوان العرب باقٍ كلّه، وسيستمر بقاؤه، وسيزداد.. إنه جارٍ في بحوره بلا انقطاع، مهما بدا لك من تلال الطلاسم وجبال الفراغ .
انظر إلى ما يسعى الناس إليه بشغف وشوق، لا إلى ما يسعى إلى الناس برغم أنوفهم .
وفي ظل الأوضاع الراهنة بالذات، تجد القارئ العربي أكثر إصراراً على التمسك بديوانه كملجأ آمن وحصين. وهو في لجوئه إليه لا يجد أدنى صعوبة في القفز نحوه عالياً، فوق صفوف متراصّة من قطعان " المافيا اللغوية " التي تكتظ بها حظائر النشر الاحتكارية ، خاصّة بعد أن أصبح أغبى الأغبياء يدرك أنّ المؤامرة لم تعد نظرية، بل هي تطبيق عملي قائم على قدم وساق .
لا تنظر إلى " وسائل الإعلام " . إنها بمعظمها مصانع لإنتاج الإغماء..تخطط لها الدوائر الغربية التي تسعى إلى تدمير الهوية من خلال تدمير اللغة والموضوع والمصطلح ، وتموّلها الدوائر الحاكمة التي لها مصلحة في قطع الطريق على الكلمات الصادقة المارقة، بحواجز من الفراغ البدين، وتقوم على إدارتها شبكات المرتزقة من " حَمَلة الأقدام " الناطقين بلغة الزاد .
كل هذا قبض ريح. إنه لغو يحاول جاهداً أن يقرأ قفا الناس، فيما وجوه الناس منصرفة عنه إلى قراءة ما ينفعها، بالوسائل السريّة، والعلنية أيضاً، بعد انتشار الإنترنت .
ومهما تفاقم مسيل الوحل من حنفية المخابرات المركزية، فإن لديوان العرب بحوره التي لا يكدرها الوحل، ولا توقف جريانها الأصابع، في حين أن الوحل سينقطع حالما تغلق الحنفية، وهي ستغلق حتماً، كما أغلقت من قبل.. إذ لا يصحّ إلاّ الصحيح .
أمّا العلاقة بيني وبين القصيدة العمودية فلا أعتقد أنها مشوبة بالجفاء، ذلك لأن قصيدة التفعيلة التي أكتبها هي ابنتها الشرعية التي لا تعدم الوزن ولا القافية، ومادمت ملتزماً بأصول " العائلة " فأنا حر في أن أسلك الكلام في ثوب أيّ منهما، حيثما أجد الثوب مناسباً لمقتضى الحال .
وبالنسبة للكرسي الشاغر، لا أخفي عنك أن هذا الأمر قد بدأ يشغل بالي !
ما حكاية هذه الكراسي التي صارت تنبع هنا وهناك مثل " الفقع " ؟!
أخوك حيدر السليمان من الكويت، سبق أن أخبرني بعثوره على مثل هذا الكرسي، وقد نصحته باعتلائه وتسجيله باسمه، وليس بوسعي إلاّ أن أقدّم لك النصيحة نفسها. لا تقل لي إنك لست شاعراً. فما دمت تستطيع أن تعطس أو تسعل أو حتى أن تصمت (وما أكثر الصمت)، فأنت شاعر بشهادتي. وإذا كانت شهادتي مجروحة فإنني أحيلك إلى فتوى تيمورلنك التي تقول " إنّ الشاعر لا يكتب قصيدة .. بل يخلق فضاء " . هيّـا.. اخلق لك فضاء . هل هذا صعب ؟
وعلى كل حال، إذا أجهدك أن تؤشر في الهواء، أو أن تنفخ بالونة، فبإمكانك إرسال الكرسي إلى حيدر، ليحجزه لولي عهده.. هذا إن كان قد سمع نصيحتي، وإلاَ فبوسعه ربط الكرسيين معاً وحملهما هدية إلى (ديوانية شعراء النبط)، وبذلك سيحل مشاكلنا جميعاً !



الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-03-2008, 09:32 PM   #15
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

نزار رستناوي- سوريا- حماة :
متى يمكن أن نقرأ روح الأمل وبشرى النصر في قصيدة سطرها أحمد مطر ؟
- تقرأ روح الأمل وبشرى النصر في قصيدتي عندما تلوح لي إرهاصاتهما الحقيقية. وحيث أنني لم أرَ ذلك إلاّ في حالات نادرة، فقد راهنت على تلك الحالات منذ البدء، ولا أزال .
إنك لا بد أن ترى لي وردة زكيّة مندلعة من ثرى انتفاضة الفلسطيني، ووردة جميلة نامية في ثرى تحرّر الجنوب اللبناني، ونثار ورد في كل ثرى من بلادنا تورق فيه هبّة شعبية غير مبالية بقسوة العملاء ولا بكيد أسيادهم.
بل إنني كثيراً ما أستفز موج الظلمات المتلاطم، فأرسم فوق وجهه، بعناد، وردة لهب، أذكّره بأنها هي المصير، مهما أسرف بالطغيان، ومهما انتفش بالزبَد .
ولست أفعل ذلك اصطناعاً أو خداعاً للنفس، ولكن لأنني مؤمن حقّاً بأن لا بد للأرض، في النهاية، أن تبلع ماءها، ولا بد للسماء أن تقلع، ولا بد للماء أن يغيض، وعندئذ لا بد لسفينة الحياة أن تستوي على الجوديّ .


· جمال الغزاوي- فلسطيني مغترب :
هناك موقع يحمل عنوان (لافتات مطرية) في أميركا
ويوجد أسفل الموقع عنوان للمراسلة باسم أحمد مطر فهل هو عنوان إلكتروني للشاعر؟ وللعلم فقط فإنني أعرف كثيراً من الإخوة الذين راسلوا صاحب العنوان باعتباره الشاعر أحمد مطر .
- ليس لي أي موقع خاص بي على الإنترنت. وعلى ذلك فليست لي أيّة علاقة بالموقع المذكور .
وأيّاً كان صاحب الموقع، وأيّاً كانت نيّاته، فإن وضعه بريداً إلكترونياً باسمي هو انتحال لشخصيتي وعبث بقرائي. وذلك كافٍ لاعتباره شخصاً مجرّداً من الأمانة .


· سلطان- السعودية :
من أين يبدأ الحل ؟ ألم ينته زمن الكلام ؟
- يبدأ الحل منك ومني، حين ندرب أنفسنا على سماع الآخر، ونتعلم أن نختلف مع كلمته بالكلمة، الأمر الذي سيقتضينا أن نمحو ملفّات الصفع من ذاكرة أيدينا، وأن نحمّل رؤوسنا ما لا حصر له من الكلمات. ومن شأن هذا أن يطلق سراح أعيننا الملتصقة بالصمغ في شاشة التلفزيون، ويُذكّرها بأنّ "الكتاب" قد أصبح في وحشة من فراقها، وأنها قد آن لها أن تعود إليه .
عليك وعليّ أن نتعلم هذا وأن نعلّمه لأولادنا، وأن نضرب لهم بأنفسنا مثلاً في التراحم والتلاحم، وأن نتشارك معهم في إضاءة حجرات وعينا، لكي نعرف جيداً أهمية مقامنا عند رب العالمين، وندرك تماماً ضخامة حجم الحرية التي بثّها في خلايانا. وعندئذ.. سنغادر أبواب بيوتنا ونحن نحمل تحت ثيابنا قدسية الإنسان، لا مجرد ظلال الأرقام السابحة في ضباب لوائح التعداد ، وسيغدو مستحيلاً على من سجد الملائكة لهم، أن يسجدوا للبهائم مهما أثقلت قرونها التيجان المرصّعة بالأحجار اللئيمة.
كلاّ .. لم ينته زمن الكلام. إنه مازال في بدايته المتكاسلة، وعليه، الآن بالذات، أن يبدأ التكفير عن تقصيره، فينتظم فوق السكّة طائراً كالقطار الكهربائي .
لقد تخلّفنا طويلاً عن رش رذاذ الكلام النقي على دخان هذه الحرائق التي يشعلها الطغاة بأموالنا المسروقة، حتى أوشكنا على التنفس بالاختناق والإبصار بالعمى !
الكلام النظيف هو وحده الذي يهزم الكلام القذر، وإذا فاته أن يفعل ذلك عاجلاً، فحسبه أن يَحدّ من ضراوة البغاء الصاعد من الأرض بأجنحة الورق، والبغاء النازل من الفضاء بالصناديق المُشعّة .
كلامنا هو ما يخشاه الطغاة، لأنه عدتنا ودليلنا في البحث عن الإمام العادل، ولهذا فإننا لن نسعدهم بتركه، ولن نخون أنفسنا بإنهائه، لأننا، في غيابه، سنقرأ طريقنا بالمقلوب، وبدلاً من أن نعثر في نهايته على إمام عادل، سيكون غاية ما نحظى به هو (عادل إمام) !

· lara bad- u.s.a
لماذا يبدو في بعض قصائدك إيمان قوي وفي بعضها الآخر تهكّم على الشرع ؟
- كلاّ، هذا لا يبدو أبداً. لكنه قد يبدو لك إذا وضعت الرجال في موضع الشرع نفسه، وأنا – لإيماني القوي – لا أضعهم هذا الموضع .
إنني بدافع غيرتي على الشرع المبتلى، أتهكّم على من يمتطون الآخرة للوصول إلى الدنيا، أولئك الذين يفتحون ألف عين على قصر الجلابيب، لكنهم لا يلقون حتى نظرة خاطفة على طول " الأوزار"!
أتهكّم على من يشوّهون جمال دين العدل والرحمة، إذ يقطعون يد سارق الدرهم، ثمّ لا يجدون حرجاً من أن يقبضوا رواتبهم من يد سارق البلاد والعباد !
أتهكّم على من يطالبونني بالسمع والطاعة لأيّ أفّاق لم أبايعه على حكمي، ولأيّ لص لم أبايعه على سلبي، ولأيّ مجرم لم أبايعه على قتلي، ثمّ يحاولون تجميل القباحة بقبح أكبر، حين يباركون لي بعظيم المكسب لأنه لم يمنعني من الصلاة !
وأيّ صلاة بعد هذا ؟!
أيتفق عقلاً أو شرعاً أن أدين للمنكر بالسمع والطاعة، ثم أقوم لأقرأ في صلاتي :
" إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ؟!
لكلّ فرعون هامانه وقارونه، وفي زماننا هذا، استأثر فرعون بخزائن قارون، وأوقف (الهامانات) بوّابين على أعتاب ظلمه وجوره وفساده، ليعتصروا "الشرع" سوائل قابلة لأخذ أيّ شكل من أشكال أوانيه المستطرقة !
هؤلاء، يا لارا، ليسوا الشرع. هؤلاء هم أعداء الشرع. وأنا ، في الواقع، لا أكتفي بالتهكم عليهم، بل أجلد وجوههم بسوط الإدانة، بأقسى مما أجلد الطغاة أنفسهم ، ذلك لأن الطغاة إنّما يرتكبون جرائمهم عاريةً، أمّا هؤلاء فإنهم يأتون بما يُعجز إبليس من فنون التفصيل والخياطة، من أجل إلباس تلك الجرائم ثوب الدين !

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-03-2008, 09:33 PM   #16
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

Algafeky Ali- canada
البعض يقول إنك لا تؤمن بما تقول، وإنما تقول ما يريده الناس لكسب الشهرة والمال معاً، أي بمعنى آخر أنت لست صاحب قضية بالدرجة الأولى .
- بل أنا، بكل المعاني، صاحب قضية بالدرجة الأولى والأخيرة، وإيماني بما أقوله مستقر في كلّ خلية مني، وما أقوله إنّما هو ما أريده أنا قبل كلّ شيء .
لكن لأنني واحد من هؤلاء الناس الذين ذكرهم البعض "المبهم"، ولأنني أعيش مآسيهم نفسها، فإن ما أقوله لا بد أن يكون، بالضرورة، معبراً عن معظمهم .
دع ذلك "البعض" ينتظر قليلاً، والتفت إليّ..إنني أطالعك باسمي الصريح ووجهي المعلن، فاسمع منّي .
أتعتقد أنّ شيئاً في الدنيا أغلى عندي وأحبّ إليّ من أن ألوذ بظلّ أبي، أو أن أستروح عطر أمّي، أو أن أتقاسم مع إخوتي ضحكة صافية في لحظة أمان ؟
ما الذي حملني على ترك كنوز كهذه، يحسدني قارون عليها، لأتجاذب أطراف الغربة والخوف والمرض والتهديد، وأفرغ حصّالة عمري، على جمر النكبات، من ثمانية وعشرين عاماً هي الأزهى والأجمل في حياة أيّ إنسان ؟
الشهرة ؟!
أما كان بوسعي أن أطلبها بالسلامة وقلّة الجهد ؟
هل تعوزني الكفاءة، مثلاً، لنزع خرقة أمسح بها على ظهور هذه الحكومات القذرة؟
وهل أحتاج إلى جهد لكي أؤلّف (كمننا) على شرف هذا الزمان الكمنني ؟
إذا كانت الشهرة مطلبي حقاً، فأيّ أحمق أنا إذ أسعى إلى أضيق آفاقها على حدّ الشفرة، فيما يتربع عليها من دوني – بخبطة طبلة – زميلنا المناضل " شعبان عبد الرحيم" الذي يكره المقاول .. ويحب المَعاوِل ؟!
إذا كنتُ معروفاً إلى حد ما، فليس لأنني أسعى لأن أكون معروفاً، ولكن لأنني أصرّ، بوسيلتي الخاصّة البسيطة، على إيصال الكلمة الحرة الصادقة إلى أبعد رأس مغمور بضلالات الحكام ومرتزقتهم.. وعندئذ لابد لمن تصل إليه الكلمة أن يعرف من المسؤول عنها .
وأجمل ما في هذه المعرفة أنها قائمة على التشارك الفعلي في الهموم والتطلعات، لا على الصيت الفارغ .. وإلاّ فكم من مشهور ترى اسمه مقرراً في المطبوعات، وصورته مفرودة على الشاشات، دون أن يملك القارئ من كلامه حرفاً واحداً ؟
أهكذا أنا ؟
لعلك تقول إنّ هناك قطيعة بين وسائل الإعلام وبيني؟ هذا صحيح ، وهو يعني أن ما أقوله يغلق باب الشهرة بدلاً من أن يفتحها، وهذا بحد ذاته كافٍ للرد على ذلك " البعض " .
لكنّ هناك جانباً آخر لهذه المسألة، أعتقد أن الكثيرين يجهلونه، ولذلك ينبغي لي هنا أن أجهر به ، لكي يعلم من لا يعلم.
إنّ قرار القطيعة بيني وبين وسائل الإعلام ليس بيد تلك الوسائل .. بل بيدي أنا .
فإذا كانت تقاطعني بالمواسم، فأنا أقاطعها بالدهر. إنها تسعى إليّ أحياناً، لكنّني لا أسعى إليها أبداً. وحتى إذا سارعت هي إلى فتح صفحة جديدة معي، فإنني سرعان ما أختم كتابها كلّه بالشمع الأحمر .
تأتيني، باستمرار، دعوات كثيرة وملحّة، من صحف ومجلات وفضائيات ومهرجانات ومنتديات ومؤسسات رسمية وشبه رسمية، لكنني أبادر، دائماً، إلى الاعتذار عن عدم التلبية .. وأظن أنّ بوسع العشرات ممن كتبوا إليّ أو اتّصلوا بي أن يشهدوا بذلك .
إنني ، خلال أعوام طويلة، لم ألبِّ سوى دعوتين اثنتين للحوار، أولاهما مع مجلّة معارضة بشدّة لأنظمة القمع، والثانية مع مجلّة كان يصدرها شبّان شرفاء كتجربة لصحافة مختلفة، ولم تكن لهم أيّة علاقة بسلطة تدفعهم أو تدفع لهم. وأكبر دليل على براءة هاتين المجلتين، أنهما توقفتا عن الصدور، لضيق ذات اليد، ولضيق ذات الطغيان !
مختصر القول: إنّ الشهرة –على ضيقها- هي التي تسعى إليّ، ولو أنها توقّفت عن مسعاها ، فسأكون لها شاكراً وممتناً. أمّا المال المحدود الذي أكسبه بعملي فإنني أبذل أضعافه جهداً، ثمّ لا ألبث أن أدفع ثلثه ضرائب للحكومة .
بلّغ أثباج أنني أنا من يدفع للحكومة !


· أحمد الغامدي – السعودية :
بدايةً أحمد الله الذي رفع عن هذا الموقع حجب شياطين السلاطين، ثمّ أبارك لكم هذه الخطوة في استضافة شاعر العرب الأول .
أستاذي الكبير أحمد مطر.. أهديك تحية رائقة لائقة فائقة، فالسلام عليك ورحمة الله .
كثيراً ما أسائل نفسي عنك.. لماذا يحيا هذا الشاعر حياة المشردين ؟ ما ضرّ لو عاش كغيره من شعراء العرب ؟ ما هذه البدعة التي ابتدعها في عالم الشعراء ؟ إلامَ يحشد طاقاته وقدراته ؟ إذ لا أظن أنك ساعٍ لشهرة، فلو كانت مقصدك لأتتك بأقل مما تبذل، فأنت لست شاعراً فحسب، بل أنت مؤسسة إعلامية .. بل دولة !
أنت الأعشى الذي خافت قريش إسلامه.. غير أنه لم يلهك ما ألهاه .
ولقد كنت – أنا- فيما مضى ادعيت لك منزلة قد ادعت الخنساء لنفسها لدى النابغة أقلّ منها .. زعمت –أنا- أنك أشعر العرب والعجم رجالهم ونساءهم، جنّهم وإنسهم، وأولهم وآخرهم !
أستاذي أحمد .. همس لي جدي ذات يوم بحكمة أراها كلّما أقدمت على عمل .. قال لي: (يا بني..إذا سرقت فاسرق جملاً) .. رحم الله جدي، إذ كان يعلمني كيف أكون عالي الهمة حتى لو تدنيت لمستوى اللصوص !
أقول لشاعرنا.. إن حكمة جدي الآن تلوح لي لأسألك: ما غايتك ؟
أرجو أن تكون عظيمة مستحقة لكل ما ضحيت به.. غاية تجعلك محموداً عند ربك كما أنت عند خلقه .
- أشكرك من كل قلبي، يا ولدي، على المحبة التي غمرتني بها، و إذ أعترف بأنني أفقر بكثير من غنى هذه الأوصاف التي أغدقتها عليّ، فإنّ عندي من الصدق والثقة أيضاً ما يجعلني قادراً على طمأنتك بأن ظنك بي لن يخيب بإذن الله، لأنّ غايتي عظيمة بالفعل، وهي دعوة الناس إلى الخروج من عبودية العبيد، إلى نور الحريّة في ظلّ رب العباد .
أمّا حكمة جدك رحمه الله، فقد ألفيتُها تدور في بيئتي من قبل، ويسعدني أنك أحسنت فهمها على الوجه المطلوب، وليت حاكماً واحداً من حكامنا قد فهمها مثلك، إذن لأزاح عن صدورنا واحدة من هذه الجلاميد المتراكبة.. لكن المشكلة أن كلاً منهم قد فهمها حرفياً، فسرق الجمل بما حمل، ولم يكتفِ بذلك بل سرق الأرض بمن عليها !
هناك حكمة أخرى، طالما سمعتها، منذ وعيت، تتردد على شفتَي والدتي، حتى أصبحت لكثرة ترددها جزءاً من ذهني، وهي: (أمّي..لا تعيش بذل وأرض الله واسعة) . ولقد احتجت لأن أكبر وأتعلم القراءة، لكي أدرك أنّ أمي، ببساطتها، كانت تلخّص لي قوله تعالى في سورة النساء: ( إنّ الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرا)
والآن.. أرى ذلك الطفل الذي كنتُه، يموّه دمعته بالابتسامة، ويطلّ من وراء كهولتي، ملوّحاً بقلبه، على رغم اتّساع المسافة والزمن: ( شكراً يا أمّي) .


· عبير حجازي – فلسطينية مقيمة في الإمارات :
عزيزي المبدع أحمد مطر..
توقفت مطوّلاً لأبحث عن سؤال يختزن كل علامات الاستفهام التي تجول بخاطري، غير أنني لم أجد سوى علامة استفهام مهولة يدور في حلقتها سؤال واحد: أهو الألم أم الأمل ما يزرع بذرة الإبداع وييسر ولادة القصيدة لدى أحمد مطر ؟
- صدّقيني، أيتها العزيزة، إذا قلت لك إنني لست أقلّ حيرةً منك، أمام علامة الاستفهام المهولة تلك.
لا ريب أنّ الألم هو سائق انفعالاتي الفظّ، وأنّ الأمل هو وسيلتي الدائمة لترويضه. لكن.. هل أكون بهذا قد لخّصت لك عملية الإبداع ؟
كلاّ، فليس الألم والأمل سوى عاملين بسيطين ظاهرين على سطح حشد كبير من العوامل الفعّالة الخفية التي لا يمكن لأيّ شاعر أن يتبيّن أسرارها بدقّة .
إنّ للتجارب والأحداث والقراءات خمائر عديدة تعيش في النفس قبل وأثناء وبعد الكتابة، غير أنّ الإلمام بكيفية وحدود تفاعلها، أو طريقة تدفّق خلاصاتها، يبقى، على الدوام، أمراً مستحيلاً. ولعلّ ما يؤكد هذه الاستحالة أنّ العملية الإبداعية لا تتم بصورة واحدة، فهناك قصائد تندلع ثمّ تتّقد وتمتد وتصنع نارها في أقلّ من ساعة، بينما ثمّة قصائد أخرى تمشي متّئدة، وقد لا تبلغ درجة الاتقاد إلاّ خلال أشهر، أو حتى سنوات .
المهم أن يكون المرء حائزاً على القدر المناسب من الطاقة، والقدرة الجيدة على استخدام الأدوات، لكي يستطيع، إذا اندلعت شرارة التفاعلات في داخله، أن يحاصرها في الحدود التي تكفل إنضاج الرغيف ومنح الدفء ونشر النور معاً.
ومن دون هذه الطاقة وتلك الأدوات، فإنّ الشرارة قد تنطفئ قبل الأوان،أو قد تغادر مثابة الجمال والفائدة، إلى مهاوي الإحراق والتدمير .
وأنا بما لدي من طاقة وخبرة في استخدام الأدوات، أحاول، مخلصاً، أن أستمد من ذلك التفاعل الخفي جرعة النار اللازمة، وأن أحول، جاهداً، دون انكسار السدّ وتدفّق طوفان الحريق .


· أحمد سعيد- الأردن- عمّان :
غالبية قصائد الشاعر أحمد مطر تصوّر لنا كبت الحريّات في الأوطان العربية، وبالذات حرية التعبير. كيف يرى أحمد مطر تجربة الإنترنت التي أتاحت للجميع حرية التعبير ؟ وهل استطاعت حرية الكلام أن تغيّر شيئاً ؟
- لاشكّ أنّ تجربة الإنترنت قد فتحت أفقاً رائعاً لتداول المعلومات والأفكار، لكنها - وأرجو أن أكون مخطئاً –لم تفلح ، بعد، في إزالة آثار الكبت، ولا في إتاحة حرية التعبير المبتغاة. ذلك لأنّ طرفي العلاقة (المواطن والسلطة) وهما يواجهان شبكة الإنترنت، مازالا مشدودين بقوّة إلى شبكة خوفهما الأزلية ..فإذا رمى ذلك منشوراته من وراء حائط الأسماء والعناوين المستعارة، كبست هذه زراً فارتفع السقف وانطبق على الحائط .
لقد أبلغني أخي العزيز المشرف العام على هذا الموقع، بأن موقعه كان محجوباً عن بعض الدول الخليجية لمدة ستة أشهر..فيما علمت أن ابن شاعر مصري راحل، دخل السجن لنشره إحدى قصائد والده على الإنترنت .
وهذا يعني أننا، برغم تقدّم وسائل الاتّصال، مازلنا نتحرك في زمن المخبر " عبد العاطي "، وأننا ما زلنا نطبع منشوراتنا السريّة بآلة (الرونيو) البدائية، وكلّ ما جدّ هو أننا صرنا ندثّر عظامها الواهية بسترة (الكومبيوتر) !
ليس ما نتوخاه من حرية التعبير، يا عزيزي أحمد، هو أن ننفض خير وشرّ ما في أنفسنا من غضب مشروع أو عُقَد مستحكمة، لمجرد التنفيس، من وراء الحيطان.
ذلك شبيه برمي بذرة في الهواء، لا هي ضامنة لمسؤولية فلاّح ولا هي طامعة بخصوبة تربة.
إنّ ما نتوخاه من حرية التعبير ليس " التنفيس " السرّي، بل " التنفس " العلني .
وعلى هذا فلا تسأل، بهذه السرعة، عمّا إذا كان الكلام قد غيّر شيئاً. إنها مجرد خطوة.. وهي خطوة واسعة وباعثة للأمل، وعلينا أن نغتنمها بكلّ طاقتنا، للتدرب على القفز إلى ما بعدها، حتى نستكمل المسافة نحو "حرية التعبير" الحقّة، تلك التي نقف فيها على أقدامنا، ونسفر عن وجوهنا، ونعلن عن أسمائنا، لنقول ببساطة ودون خوف، لكل من ينتحل هيئة الخليفة: ( لقد رأينا فيك اعوجاجاً، فاستقم، وإلاً قومناك بالسيف ) .
عندئذ لن تكون هذه الحرية قد غيّرت شيئاً، بل ستكون قد غيّرت كلّ شيء .
شكراً للإنترنت الذي منحنا هذه الخطوة، وعلينا لكي نرد له هذا الجميل، أن نسارع بجعل خطوته قفزات عالية .
أقول قولي هذا، وعيني على الحائط، وأذني على صوت الزّر الذي سيلصق السقف بالحائط !
لا يهمّ .. سيصل الكلام. إن لم يكن اليوم، فغداً .

الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 07-03-2008, 09:35 PM   #17
الفارس
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
إفتراضي

أبو سفيان- السعودية :
المفردة في شعر أحمد مطر تتراوح بين " العلو والسمو " وبين اللفظة " السوقية الدارجة " هل استخدام المفردات أيّاً كانت لا يضر بعبقرية الشعر ؟
دعا بعض النقاد إلى دراسة الظاهرة القرآنية في شعر أحمد مطر.. ما هي الحدود التي يوظف فيها أحمد مطر النصوص القرآنية في شعره ؟ أم أن الحرية مفتوحة في ذلك ؟ وكيف ينظر إلى قدسية النص القرآني ؟
- أصدقك القول بأنني، عندما أكتب، لا أتذكّر عبقرية الشعر، وإنما ينحصر همّي في تركيب العبارة السهلة المستوفية للفكرة التي أريد إيصالها بكل صدق إلى القارئ .
وأنا أؤمن، في هذا السبيل، بأن المفردة بذاتها لا تملك أن تكون رفيعة أو وضيعة، بل هي تكتسب صفتها من خلال اتحادها بمجموع مفردات العبارة .
خذ مثلاً هذه العبارة الموجهة من شاعر إلى حاكم: ( ما شئت لا ما شاءت الأقدار.. فاحكم فأنت الواحد القهّار ) ، ألا ترى أنّ ألفاظها الرفيعة المتفرقة، قد بلغت غاية القبح والانحطاط إذ تجمّعت ؟!
وخذ، بالمقابل، هذه العبارة الموجهة من شاعر آخر إلى حاكم آخر: ( وتعجبني رجلاك في النعل، إنني.. رأيتك ذا نعلٍ إذا كنتَ حافيا )، ألست ترى أنّ ألفاظها الوضيعة المتفرّقة، قد بلغت مكاناً عالياً إذ تجمّعت ؟
فإذا كانت العبقرية تتعافى على الأولى، وتمرض من الثانية، فادع معي الله ألاّ يعافيها أبداً .
أمّا قدسية النص القرآني فهي عندي محفوظة بالتنصيص، وفي ما عدا ذلك فأنا شاعر أستلهم روح النص، أو أتأثّر بصدى اللفظ، أو أستهدي بعناصر القصّ، وأوظفها فنيّاً لإظهار المفارقة، أو تحقيق الصدمة، أو إبداء الاحتجاج .
وأحسب أنني، في كل ذلك، لم أصدر إلاّ عن نفس مؤمنة، تتصدّى للإشارة إلى البون الشاسع بين ما أراده الله وبين ما تصنعه الأوثان البشريّة .


· طارق- السعودية :
ما بين الشيوعية والتشيّع مسافات ضاربة في البعد، إلى أي مدى وفّق أحمد مطر بينهما ؟ أم أنّ حب " لينين " كان بديلاً عن آل البيت الكرام !!
- يمكن أن أعتبر نفسي محظوظاً بوجودك، يا عزيزي طارق، فها أنت تكشف لي معلومة جديدة جداً عن أحمد مطر !
ما شاء الله، تبدو مستوعباً لشعره تماماً، ومطّلعاً على سيرة حياته بدقة، وعلى بينة من كل ما ورد في صحيفة أعماله، وعلى الإجمال يبدو أنك تعرفه أكثر مني، بدليل أنني عشت معه أعواماً طويلة، دون أن يصرّح لي بشيء عن بنائه الجسور للتوفيق بين المسافات المتخاصمة، ولا عن انشغاله بتلك الغراميات البديلة !
ومكافأة لك على هذه المعلومة، سأساعدك في حل مشكلتك : مزّق كلّ قصائده التي قالها في حب لينين، وارمها في الزبالة، ثمّ احتفظ، إن شئت، بالقصائد الباقية.
أمّا مشكلتي أنا، فلا أطلب المساعدة في حلّها إلاّ من ربّ العالمين .ومشكلتي هي أنّك تنخزني قائلاً ( أخ فلاديمير.. عندي سؤال)، ثمّ لا تترك لي فرصة القول ( أنت غلطان.. أنا أخوك أحمد ) بل تعاجلني بسؤالك كالطلقة :
( لماذا سموكَ فلاديمير؟ ) !
لقد خنقتني ابتسامة مُرّة، وأنا أقرأ سؤالك، وتساءلت في نفسي بدهشة: إذا كنت أنا، بكلامي البسيط جداً والواضح جداً، لم أستطع أن أوصل معناي إلى العزيز طارق، فعلى أيّ جبل شاهق من الصفاقة والوقاحة يستند أصحاب الطلاسم، حين يدّعون أنّهم واصلون إلى الناس ؟!

· وصايف- عربستان :
حصل بينك وبين الشاعر غازي القصيبي مناوشات أدبية حول بعض الفعاليات السعودية في الخارج. هل من الممكن أن نعرف ولو بعض تفاصيل ما حصل ؟
- قبل عدّة أعوام تلقّيت رسالة من قارئ جزائري، أطال التأكيد فيها على أنه وجد في شعري ما يبحث عنه من معانٍ عميقة وهادفة ، ثم واصل قائلاً: أتوجه إلى حضرتك ببعض الطلبات وأتمنى ألاّ تبخل عليّ بها، وهي أولاً: الشريط الذي يتضمن أشعار سعادتك الفاضلة والذي تقول فيه " قتل كلب في مغتفر جريمة لا تغتفر ". ثانياً: عنوان الممثل محمود عبد العزيز !
لقد أوقعني في حيرة. إذ كان ممكناً أن أعثر له على عنوان محمود عبد العزيز، لكن كيف يمكنني أن أحصل على شريط سعادتي الذي أقول فيه " قتل كلب في مغتفر "، وأنا نفسي لم أسمع به ؟!
أنا، الآن، في مأزق مماثل. صحيح أنني كتبت شعراً عن بعض فعاليات وأفاعيل الدولة السعودية، لكن لم يحدث قط أن دخلت في مناوشات من أي نوع مع الشاعر غازي القصيبي، ولم أسمع بمثل هذا الأمر إلاّ منك الآن !
إنني في غاية الأسف، يا وصايف، لعدم استطاعتي أن أشبع فضولك من هذه الناحية .
هل ينفع عنوان محمود عبد العزيز ؟

· النورس :
كنت تمثل لنا رأس الحربة في وجه التسلط أياً كانت مصادره، ثم أتى بن لادن فصار رأس الحربة ضد التسلط الأميركي.. غير أننا لم نرَ من قصائدك الكثير من المساندة له – بغض النظر عما لو خالفته في بعض الأمور – لم نر الكثير، فهل ياترى أثّرت 11 سبتمبر على صوتنا الحر والمتحدث الرسمي باسمنا أحمد مطر؟
- إنّ موقفي المناهض لأميركا هو موقف مبدئي، لا يحتاج إلى حدث صاعق لكي يُستفز، ولا ينتظر هدنة لكي يستريح .
لقد كنت، على الدوام، لا أنظر إلى أميركا إلاّ نظرتي إلى الشيطان- والعكس صحيح- ولا أخاطبها إلاّ بحجارة الرجم، حتى أيّام ارتدت العمامة، وأذّنت فينا للجهاد، إذا كنتم تذكرون !
وعلى العكس مما ترى، فإنّ شعري في هذا الاتجاه، أصبح أكثر كثافةً وعنفاً بعد 11 سبتمبر بالذات، حين نزعت أميركا حتى براقعها الشفّافة، فأبدت للدنيا وقاحة من شأنها أن تستفزّ الحجر الأصم .
اطمئنوا .. ليس لمثلي أن يتغير .
أبعد أن فاض إناء العمر ؟!


[MOVE="right"]يتبع ,,,[/MOVE]



الفارس غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 13-03-2008, 12:55 AM   #18
م.محمد
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: مسلم
المشاركات: 77
إفتراضي

تتمة اللقاء

هنـــــــــــــــا
__________________
اشراف د.راغب السرجاني
م.محمد غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .