العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: ابونا عميد عباد الرحمن (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال مخاطر من الفضاء قد تودي بالحضارة إلى الفناء (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في كتاب من أحسن الحديث خطبة إبليس في النار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى بحث وعي النبات (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في بحث أهل الحديث (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الى هيئة الامم المتحدة للمرأة,اعتداء بالضرب على ماجدات العراق في البصرة (آخر رد :اقبـال)       :: المهندس ابراهيم فؤاد عبداللطيف (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نظرات في مقال احترس من ذلك الصوت الغامض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 20-07-2008, 03:34 AM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي عبد الوهاب البياتي

عبد الوهاب البياتي
١٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦بقلم


غادرنا عشية الألف الثالثة الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي عن عمر ثلاثة وسبعين عامًا قضى أغلبها في المنافي. وكان البياتي قد ولد في ريف عراقي عام 1926، ثم انتقل وهو صبي إلى بغداد حيث عاش طفولته في حيّ باب الشيخ، وهي منطقة شعبيّة فقيرة تلتئمُ حول ضريح الشيخ عبد القادر الجَيلاني حيث الأجواء الدينية وفرق المتصوفة.

وعبد الوهاب البياتي شاعرٌ مؤسسٌ في حركة شعرنا المعاصر أسهم، منذُ بواكير انطلاقةِ ما يعرف بـ (الحداثة الشعرية) اليوم، في فتح النصّ الشعري على آفاق أوسع مدًى وأكثر احتواءً لمضامين الفكر والتراث والأسطورة. أصدر عام 1950 ديوانه الأول (ملائكة وشياطين). تَبِعَهُ عام 1954 بـ (أباريقَ مهشمة) الذي وسم حضوره الشعري وفرض اسمه كشاعر متميز، بين الروّاد الأوائل الذين خرجوا على (الشعر العمودي) وكتبوا ما عُرف فيما بعد بـ (الشعر الحر). وترك عبد الوهاب البياتي في حاضرتنا الشعرية ألوان منافيه ورموز التُراث والأساطير فاتحًا القصيدة العربية الحديثة على ألوان وأصقاع لم تَعرفها من قبل.

تَنقَّل بين موسكو حيث أقام بين عامي 1959 و 1964، وإسبانيا حيث عمل في المركز الثقافي العراقي في مدريد في سنوات الثمانينات، مُرورًا بالقاهرة والرباط وعمّان والعديد من العواصم العربية، عاد خلالها فترة وجيزة إلى بغداد، ثم استقرَّ في الأشهر الأخيرة من حياته في دمشق، ليموت فيها ويُدفن حسب وصيته في ضريح الشيخ مُحيي الدين بن عربي، وذلك في 3 آب / أغسطس 1999.

يمتاز شعر عبد الوهاب البياتي بنزوعه نحو عالمية معاصرة مُتأنية من حياته الموزعة في عواصم مُتعددة وعلاقاته الواسعة مع أدباء وشعراء العالم الكبار، مثل الشاعر التركي ناظم حكمت والشاعر الإسباني رفائيل ألبرتي والشاعر الروسي يفتشنكو، وكذلك بامتزاجه مع التُراث والرموز الصوفية والأسطورية التي شكلت إحدى الملامح الأهمّ في حضوره الشعري وحداثته.

صدر للشاعر عبد الوهاب البياتي العديد من الدواوين أولها (ملائكة وشياطين) (1950)، (أباريق مهشمة) (1954)، (عشرون قصيدة من برلين) (1959)، (كلمات لا تموت) (1960)، (النار والكلمات) (1964)، (سفر الفقر والثورة) (1965)، (الذي يأتي ولا يأتي) (1966)، (عيون الكلاب الميتة) (1969)، (الموت في الحياة) (1986)، (الكتابة على الطين) (1970)، (يوميات سياسي محترف) (1970)، (قصائد حب على بوابات العالم السبع) (1971)، (كتاب البحر) (1972)، (سيرة ذاتية لسارق النار) (1974)، (قمر شيراز) (1975)، (مملكة السنبلة) (1979)، (بستان عائشة)(1989)، (كتاب المراثي) (1995)، (البحر البعيد أسمعه يتنهد) (1998)، ثم أصدر آخر دواوينه عن دار المدى في دمشق بعنوان (نصوص شرقية). وقد تُرجم شعر البياتي إلى لغات عديدة منها الإسبانية والروسية والفرنسية والإنكليزية.

أوصى البياتي قبل وفاته باختيار ديوانه (قمر شيراز) ليكون العمل الممثل له في إصدارات (كتاب في جريدة)، وكان الشاعر -حتى وفاته- عضوًا في هيئته الاستشارية.

آخر تعديل بواسطة يتيم الشعر ، 30-07-2008 الساعة 05:09 AM.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:37 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي


قصيدتان إلى ولدي علي- لعبد الوهاب البياتي

_1_

قمري الحزينْ
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ

ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى المبحوح عاد

والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ

فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ ؟

والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
كانت لنا فيها ، إذا غنى المغنّي ، ذكريات

غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء

إلا بكاءْ

والقُبَّرَاتْ

طارت ، فيا قمري الحزين

الكنز في المجرى دفين

في آخر البستان ، تحت شجيرة الليمون ، خبأهُ هناك السندبادْ

لكنه خاوٍ ، وها أنَّ الرماد

والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات

أكذا نموت بهذه الأرض الخراب ؟

ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب ؟

أهكذا شمس النهار

تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ ؟

-2-

مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ
ناديتُ باسمكَ في شوارعِها ، فجاوبني الظلام

وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون

ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون

وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ

وفي بطاقاتِ البريدْ

مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد

هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ

فَلِمَنْ تُغَنِّي ؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا

وَلِمَنْ تُصَلِّي ؟ أيها القلبُ الصَّدِيع

والليلُ ماتْ

والمركبات

عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع

وسائقوها ميتون

أهكذا تمضي السنون ؟

ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ

نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ

فُقَرَاء ، يا قَمَرِي ، نَمُوت

وقطارُنا أبداً يَفُوت




--------------------------------------------------------------------------------
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:43 AM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

مجموعة عبد الوهاب البياتي



{ بستان عائشة }



{ 1 }



صدرت مجموعة المرحوم الشاعر عبد الوهاب البياتي { بستان عائشة } في عام 1989 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، وأعيد اصدارها بعد ذلك عدة مرات .



أقدم هنا الى أصدقاء الشعر هذه المجموعة عبر طبعتها الثالثة التي صدرت في عام 1994 عن نفس دار النشر .



{ 2 }



في شتاء عام 1995 كان الاستاذ ماهر الكيالي صاحب دار { المؤسسة العربية للدراسات



والنشر } يلح على المرحوم البياتي حول ضرورة نشر مجموعته الجديدة التي كتبت بعد



مجموعة { بستان عائشة } وهي مجموعة { كتاب المراثي } ،



لكنه كان يعد باعدادها للنشر ويؤجلها دائماً . في يوم ما أخبرني أن المجموعة الجديدة



جاهزة



لكن قصائدها تتوزعها مخطوطات ومجلات وصحف عديدة ، وطلب مني أن أنقل قصائد المجموعة



في دفتر وأبوبها حسب تعليماته . قمت بنقل { كتاب المراثي } في جلسة طويلة بغاليري



الفينيق في عمّان ، وسلّمها البياتي بعد ذلك الى الفنان التشكيلي العراقي عبد الحسين تويج



الذي وضع لها رسومات مستوحات من مناخات المجموعة . بعد صدور { كتاب المراثي }



طلب مني البياتي أن اشتري دفتراً وأضع فيه كل قصيدة جديدة يكتبها . كنت أكتب



القصائد وحين تنشر في صحف أو مجلات يقوم البياتي بتغيير وشطب الكثير من



السطور والكلمات . بعد سنوات امتلأ الدفتر بقصائده الجديدة ونشره الاستاذ ماهر الكيالي



بعنوان { البحر بعيد أسمعه يتنهد } .







مجموعة



بستان عائشة







الى زوجتي العزيزة هند :



لم أعرف سوى حبكِ على هذه الأرض



فحبّيني من جديد



فبحبكِ يكبر الطفل / الشاعر الذي هو أنا .



عبد الوهاب البياتي



مدريد 2 / 11 / 1988







مرثية الى خليل حاوي







{ 1 }



حين انتظر الشاعر



ماتت عائشة في المنفى



نجمةَ صُبحٍ صارت :



لارا وخزامى / هنداً وصفاء



ومليكة كل الملكات



تمثالاً كنعانياً



نار حريقٍ في أبراج البترول



وفي أبيات { نشيد الانشاد }



ودماً فوق سطور { التوراة }



وجباه لصوص الثورات .



صارت نيلاً وفرات



ونذور الفقراء



فوق جبال الأطلس ،



قافية في شعر أبي تمّام



صارت بيروت ويافا ،



جرحاً عربياً في مدن الابداع



منذوراً للحبِ



ومسكوناً بالنار .



صارت عشتار .



{ 2 }



حين ارتحل الشاعر



رسمت خارطة الأشياء خُطاه .



{ 3 }



حين انتحر الشاعر



بدأت رحلته الكبرى واشتعلت في البحر رؤاه



وحين اخترقت صيحتُهُ ملكوت المنفى



طفق الشعب القادم من صحراء الحبِ



يحطم آلهةَ الطينِ



ويبني مملكة الله .



28 / 2 / 1983







من أوراق عائشة







قالت : سأقتلهُ



وأحمل رأسه لقبيلتي



صنماً ، لتعبدَهُ



وتحرقهُ ، إذا اقتتلت



وفي الصحراء أبني معبداً للحبِ



يحمل اسمهُ



تأوي اليه الطير ، في زمن المجاعةِ



أرتدي الأسمالَ



أعقر ناقتي



في باب معبده أنوح .



قالت : سأحملهُ



إذا مرّت عصور



خاتماً في اصبعي



وأنوح في جوف الضريح .



23 / 11 / 1987



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:46 AM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الناي







الناي يبكي : انها الغاباتُ ، تبحث ، سدى



عن قوتها في باطن الأرض العميق .



الناي يبكي : انها ريح الخريف



الناي يبكي : انها الأبراج داهمها الحريق



الناي يبكي : انسان يقاومُ موتهُ



موت الطبيعةِ والفصول .







مدن الخوف







مدن تعيشُ على الاشاعات / الأكاذيب / الأقاويل / الخواء



وعلى دم الانسان والحق المُضاع



وتنام في خوفٍ على باب الطواغيت الصغار



وبعضوِها / المذياع / تفتح ما تشاء .







الحلزون







رجل تَسلَحَ بالنبوءةِ واللهيب



أسرى بنار الرافضين



ومات في المنفى وحيد



كلماته اخترقت جدار الصمت ِ



ذوّبت الجليد



فَلِمن ؟ ولماذا سوف تكتبُ عنهُ



يا حلزون ذاكرة المغني والشهيد ؟







الينابيع







سأموتُ حبّاً تحت خيمتِها



أعود الى الطفولة



راعياً غنم القبيلة



مثل هارون الرشيد



ملكاً وسلطاناً



على أسراب مملكة القطا



وقبائل المطار في كل الفصول



ذهبي : ينابيعُ الحياة



وثروتي : قلق الوجود .







ورقة أخرى







قالت : سأشنقهُ



بليل ضفائري



مهما أطَلتُ الانتظار



وأعيدهُ حجراً على درب القوافل



سدرةً / شيحاً وقيصوماً



وزهرة جلنار



قالت : سأغرس رمحَهُ المسموم
في عينيهِ



حتى لا يرى ضوء النهار .



وبكت وطال بها الوقوف على الطلول الباليات



واستنجدت بالساحرات



لتعيدهُ حيّاً ،



ولكن الرياح السافيات



عفّت على آثار أقدام الطريد



وأدرك الليل انهار .



23 / 11 / 1987







نار الشعر







{ 1 }



قالت : { ستموتُ غداً ، مسموماً في المنفى
أو مذبوحاً في سكين صديقٍ أو مُخبر سلطان }
قال مخنثُ بابلَ : { أنت الآن



مأسور ، باسم الشعراء الخصيان }



لكني ، كنتُ أموت غريقاً
في النور القادم من أبعد نجمٍ ، محترقاً



في نار الشعر الزرقاء



أشحذ أسلحتي ، وأداعبُ في موتي ، القيثار .



{ 2 }



كان يموتُ ببطءٍ ويناضل ضد الحُلم المأجور



كان شهيد النور



كان يقاتل في يافا / البصرة / بيروت



وعلى بوابة { كردستان } وشط العرب المسحور يموت .



{ 3 }



كان يشاهد أشباهَ رجالٍ ومخانيث وراء مكاتبهم يزنون .



كان الوطن العربي القابع تحت الأنقاض يشاهدهم



في عين المأخوذ



يحصون القتلى من خلف مكاتبهم



يزنون



بعيون لصوص الديجور .



{ 4 }



كان الشعب العربي يشاهد من تحت الأنقاضِ



نهاية عصر شهود الزور .



{ 5 }



كان شهيد الوطن الصاعد من قاع الابداع غريقاً في النور .



مدريد 7 / 12 / 1983
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:48 AM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الملاك والشيطان







معجزةُ الحب الخالد { لارا }



تنهض من تحت رماد الاسطورة ، عنقاء



تتألق نجماً قطبياً



وتهاجر مثل الأنهار



تتقمص في الواح الطينِ



وفي أختام ملوك { الوركاء }



صورةَ عشتار



تصبح معشوقاً أزلياً في لاهوت العشاق



إحدى الربّات



تتجلى في صور شتى



في أوراق البرديِّ وفي المنحوتات



تُغري بعبادتها الشعراء



فإذا ما عبدوها



صاروا في الحب لها عُبدان .



أغوتني



وأنا في المهد صبيٌّ



لكني أصبحتُ عليها سلطان .



كانت في الحب ملاكاً



وأنا كنتُ الشيطان .



1986







نهر المجرة







في نهر مجرة هذا الكون الشعريِّ



المسكون بروح الأسلاف



كنا مثل فراخٍ لم تنبت ، بعدُ ، قوادمها



نسبح ضد التيار



ونحاولُ ليلَ نهار



أن نصطاد الثور الاسطوريَّ



لنذبحه قرباناً لإله الشعر المتجلي



في غبش الأسحار



كنا نتحدى



أزمنة ً شاخت وعصوراً تنهار



بصواعق من نار .



كنا أطفالاً



لكنّا في الحب كبار .



1986







النقاد الأدعياء







جرذانُ حقول الكلمات



دفنوا رأسَ الشاعر في حقل رماد



لكنّ الشاعرَ فوق صليب المنفى



حمل الشمس وطار .



نيسان 1986







مترو باريس







أشباح عدد الرمل



أنهكها المعنى واللامعنى في حمّى البحث



ودوارُ الرفض



بعض منها ينزل أو يصعد من جوف الأرض



أملاً في البعث .



منها : من يبكي / يترنح / يضحك



يعوي مثل الذئبِ



ويُخفي بجريدته وجهاً متعب



ويُودِعُ ضوء نهارٍ يرحل



يستبدل ذاكرة الأمس بأخرى



ويخاطب انساناً مجهولاً في الغيهب .



من يهذي / يتضور جوعاً / يتأبط



كتباً لم تُقرأ .



من يعزف لحناً / يشحذ



يُلقي شعراً ويبحلق في المطلق .



من يرجو شيئاً لا يتحقق .



وتظل الأشباح الأرضية تنزل أو تصعد



في النفق الأسود .



1986



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:50 AM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الولادة في مدن لم توُلَد







أُولدُ في مدن لم تُولَد



لكنّي في ليل خريف المدن العربية



- مكسور القلب - أموت



أدفن في غرناطة حبي



وأقول :



{ لا غالب إلاّ الحب }



وأحرق شعري وأموت



وعلى أرصفة المنفى



أنهضُ من بعد الموت



لأُولد في مدن لم توُلَد وأموت .



1986







المغني الأعمى







مطر يتساقط فوق مساجد طهران



مطر ونعاس



وسحابةُ خوفٍ تجتاح الناس



لكنّ مغني الموت الأعمى



كان يغني للموتى العميان .



1986







راقصة الدخان







راقصة من بحر الصين



ترقص في صندوق خزفي
تُغمضُ عينيها



تبكي



ممسكةً في يدها عصفور



ترفعهُ قرباناً للنور



تقطف في يدها الأخرى زهرةَ لوزٍ



تخفيها في قاع الصندوق



تسقط مثل النجمةِ في بحر الصين



تتلاشى مثل دخان في الريح .



1984







الشهيد







يتوهج في نور المشكاة



متحداً في ذات الله



لا يفنى / مثل شعوب الأرض



يتحدى في ثورته الموت .



1984







عن كتب التاريخ







عاهرة كتب التاريخ



تدفنُ تحت الأنقاض : الشهداء والقديّسينَ



وتُبقي أسماءَ شهود الزور .



1984







الى خورخى لويس بورخيس







أعمى ، لكنكَ تُبصر في عين الكلمات



تتقرى باللمس المرآة



ورفوفَ الكتب الغرقى بالنورِ



ونار اللوحات .



تُبصر – ما خلف الباب



ووراء قناع الاسطورة -
: مدناً تحت الشمس تموت



فرساً في غابة عبّاد الشمس جموح



نهراً ينبع من جبلٍ مسحور



بدوياً يصطاد غزالة



كانت جارية في قصر الواثق بالله .



كانت نافورة



في أزمان أخرى ، في قصر الحمراء .



أعمى لكنكَ تُبصر



وجهي الآخر تحت قناع الموت



وضياعي في ملكوت المنفى .



مَن مِنا الأعمى



في سجن الحرية



يبكي تحت الأسوار الحجرية



ويموت وحيداً في الغربة



محكوماً بشروط اللعبة ؟



1984
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:52 AM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

مجنون اشبيلية







تحت الجيرالدا



أجمل انسان في الأرض يموت



تحت الجيرالدا



آخر حب في الأرض يموت



تحت الجيرالدا



أصرخ مجنوناً وأموت .



1984







الى بَثينة الكساندرة







في بهو الليل الاسباني ، فتاة نائمة



يحرسها ثعبان



وعلى قدميها يجثو عبد



ينفخ في ناي ذهبي



يبكي عشاقاً ماتوا في أوج صباهم



ويقول بصوت دامع



للجسد الهاجع :



كوني ربةَ شعري في آخر خطوة



أخطوها حول المذبح



فالعالم مسرح



والشاعر في خاتمة الفصل ضحية



ينهشه حفار القبر / النقاد اللؤماء .



1984







عن كتب التاريخ أيضاً







كاذبة كتب التاريخ



ما كان الاسكندر تلميذاً لأرسطو



ما كان سوى جلاّد



يغزو من أجل الغزو



ليشفي علته



بدماء جنود الفقراء .



1984







عملية تجميل







يتمنى أن يصبح من جنس آخر



أو ذيلاً



ولساناً للآخر



ولكن الحلاق الباريسيَّ بخيل



في قص شعور قصائده



أو وضع الرأس مكان الرأس الآخر .



1984







الى نجيب محفوظ







ثرثرة فوق النيل



أم وجع القلب الانساني المخذول



وهزيمة جيل ؟



أم نار أطفأها في العوّامةِ



أمر يحتمل التأويل ؟ .



1984







بغداد







مهما طال حوارُ الأبعاد



فستبقى بغداد



شمساً تتوهج



نبعاً يتجدد



ناراً أزلية



رؤيا كونية



لطفولة شاعر .



1984







الولادة







الابداعُ هو الحب



والحبُ هو الموت



والابداع / الحب / الموت : ولادة



فلماذا مات اذن ، نيرودا / حكمت ؟



ولماذا آخر وردة



في شرفة بيتي احترقت ؟



ولماذا نجمة حبي أفَلَت ؟



1984



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:54 AM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الى يلماز غونيه







رجل وامرأة وقطار في ليل الأناضول



تحت الضوء / تقول المرأة في خوف : { ما هذا الليل ؟ }



مدن وقرى وذئاب تعوي جائعة ، تحت الثلج



ودخان الأنفاق الملتوية



وسعال الأطفال .



ليل ينذر بالزلزال .
قال الرجل النائم في همس : { الليل هو الليل } .



رجل آخر في أقصى العربة



يكتب تحت الضوء المخنوق رسالة



ويردد أغنية شاعت بعد الحرب الكونية في البلقان



تتحدث عن حب غامض



ونبي شاعر



فُتِنَ الناسُ بهِ / رجل يغتاب صديقاً ويقول :



{ هذي الدنيا خائنة ولعوب



تركب ظهر حمار بالمقلوب } .



المرأة تبكي في خوف . الرجل الأول يزجرها



ويقول لها : { ما هذا ؟



الفجر وشيك والغابات تتنفس في عمقٍ



والأرض تعاني أوجاعَ مخاض } .



1984







بستان عائشة







بستانُ عائشة على { الخابور }



كان مدينةً مسحورةً .



عرب الشمال



يتطلعون الى قلاع حصونها



ويواصلون البحث عن أبوابها



ويقدمون ضحية للنهر في فصل الربيع



لعل أبواب المدينة



تستجيب لهم



فَتُفتَحُ / كلما داروا .



اختفى البستانُ



واختفت الحصون .



فإذا خبا نجم الصباح



عادوا الى { حلبٍ } لينتظروا



ويبكوا ألف عام



فلعلهم في رحلة أخرى الى { الخابور }



يفتتحونها



ولعلهم لا يُفلحون



فالموت عرّافُ المدينة



هادمُ اللذات



يعرف وحدهُ



أين اختفى بستان عائشة



وفي أي العصور ؟



26 / 12 / 1987



2 / 1 / 1988











اللقالق







تحط الرحال بأعلى الكنائس



أعلى المساجد



فوق القباب



تُجَمِّمعُ عيدان أعشاشها



من هنا أو هناك



تبيض / تُفرخُ / تفرد في الريح أجنحة



لتزق الفراخ



فإن ضوأَت نجمة القطب فوق المدينة



ذارفة نورها في العراء



نما ريشها



واستطالت قوادمُها في الهواء .



تطير اللقالق عائدةً



لبلاد الضباب



مخلفةً صرخة في أعالي السماء .







القفص







لِتَكُن المقلاع والحجر



لتكن الانسان في صراعه الدامي مع القدر



لتكن المبدع والنار وصوت الريح والبشر



فأنت سيد الينابيع



وأنت سيد المطر



لكنك الآن ، حبيس



تنقر القضبان في القفص .







المكتشفون







يتوجع العشاق في صحراء وحدتهم



يجوبون المساءات الكئيبة



حاملين جحيمهم



متوحدين / مُهمشين



لبثوا / بفعل تواصل الأزمان



في ملكوتهم / لا يكبرون



شابت نواصي الأرض



دبّ الموت في الغابات



فانقرضت



وهم يتفتحون ويزهرون ويثمرون



وبسحرهم قهروا التعاسة



واصلوا الابداع



في صحراء وحدتهم



وكانوا / ما يكون .



تركوا على أسوار هذا الكون



بعض رموزهم



وَهمُ الى أرض الكواكب يرحلون .



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:56 AM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

صورة جانبية لعائشة







تُخفي وراء قناعها وجهَ ملاك



وملامحَ الأنثى



التي نضجت على نار القصائد .



أيقظت شهواتها ريحُ الشمال



فتجوهرت تفاحةً / خمراً



رغيفاً ساخناً



في معبد الحب المقدس



أدمنت طيب العناق



ظهرت بأحلامي ، فقلتُ : فراشة



رفّت بصيف طفولتي



قبل الأوان



وتقمصت كل الوجوه



وسافرت / بدمي تنام



قديسة تنسل في جوف الظلام



لتعانق الصنم المحطم



تنشب الأظفار في الحجر / الحطام



ياقوتة / فمها / تشع طرية /



نارُ الحقول /



ضفائر معقودة /



عينان تضطرمان من فرط الحنان



وجه وراء قناعه ، يُخفي { مدائن صالح }



وحدائق الليمون في أعلى الفرات



أمضيتُ صيف طفولتي



فيها ، وأدركني الشتاء



وحملت في منفايَّ بعد رحيلها



ذهب القصائد والرماد .



1987 – 1988







التجلي المقدس







للوطن المدهوش في زوبعة الأوراق



للوطن المسكون بالعشاق



للوطن الضارب بالجذور في الأعماق



لشاعر تحوم حول وجهه المُضاء



فراشة بيضاء



لكتب الأسفار



والليل والنهار



تَطَّلعَ الحلاّج



مفترشاً { دجلة } في الخريف والقباب والأبراج



وخبأ الرأس الذي أُحرق بعد الصلب في الأمواج .



1983 – 1984







الشاعر







أشعَلَ في أصفاده النار



وقال لسجون الأرض أن تنهار



باح بسرّ حبه الفاجع للأمطار



وعندما استشهد في هياكل النور وفي المعراج



أودع في قصيدةٍ رمادهُ



صار ضريحاً غامضاً يُزار .







المهرج







تقطعت أنفاسه في أول الشوط وفي نهاية المضمار



خاف من الصعود والهبوط في دوائر الأصفار



وعندما خرّ على الأرض صريعاً



مدّ لليل يداً



وانهال بالأخرى على طفولة النهار



بسوطه ، وانهار .







الخائنة







كانت ، على منوالها ، ثلاثة تخون :



حبيبها ونفسها وبعلها المسكين



وعندما تحدج في مرآتها



ترى على صفحتها خائنةَ العيون .







مدريد في عيد الميلاد







في ساحة الأربعة الملوك



مرّ المسيح عابراً



بغصن زيتونٍ ووجهٍ شاحب منحوت



من حجر الياقوت



وكان في الساحة صعلوك على أكتافه



عباءة من ورق الخريف



وطفلة تشرب ، في جانبه ، الكحول



وتنفث الدخان في وجه مغول الريح .



السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 20-07-2008, 03:58 AM   #10
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

الوجه







وجهك في المرآة : وجهان



فلا تكذب



فإن الله



يراك في المرآة .







سور الصين







تكسرت نصالهم فوق جدار سرّه الدفين



قالوا : انتهى



وحفروا قبراً له



وسملوا عينيه بالسكين



لكنه ، كان على صليبهِ مُعَلَّقاً



تضيئهُ البروق في ليل المنافي مثل سور الصين .







الى اوكتافيو باث







قلتُ لشمس الله أن تُشرق في الميعاد



قلت لها : شرّدني في هذه الديار :



الله والقيثار



لكنها غابت



ولم تشرق على منازل الشاعر في الميعاد .







الولاية







أنشب في لحم الليالي مخلباً وناب



حجَّ الى مدينة العشق



وفي حاناتها



أفرط في الشراب



وعندما بايعه الخمّار بالولاية



أحسّ بالنهاية .







امرأة







تعود كل ليلةٍ من قبرها النائي



الى مدائن الصفيح



تمارس الحب مع الشيطان في بيوتها



تصهل مثل فرس في الريح



وكلما أدركها النعاس في تجوالها



عادت الى الضريح .







البصرة







{ 1 }



كانت ، كعادة ، أهلها البسطاء



تجترح البطولة والفداء



تستقطر التاريخ معجزة



وشارات انتصار



وبوجهها العربي



في كل العصور



- مدينة الشعراء والعلماء -



قاومت الغزاة



وبأكرم الشجر النخيل



وشطها



كانت الى الشهداء في معراجهم



زاد المعاد :



الشعر سرّ شبابها



وبطولة البشر / البناة .



{ 2 }



خصلات شعرك في مرايا البحر :



نافذة وعصفور يطير



ووردتان



وأنا المسافر في الزمان والمكان



وفي منافي الأبجدية والعروض



لغتي بضوئك أورقت



صارت قناديل المحبة .



أزهرت



صار منازل للقلوب



صار الزمان حديقةً



والبحر مرآة الحديقة والزمان .



{ 3 }



كانت بلادي ترتدي ثوب الربيع



أوقفت راحلتي



وقلتُ : بكم تبيع



سلطانتي



هذا الضياء الأزرق الورديَّ



هذا الثوب



هذا الياسمين ؟



قالت : { بكل قصائد الشعراء }



ضاحكة



{ ولكن ، لن أبيع } .



1987







الرجل المجهول







رجل من بين غبار السنوات



طرق الباب



حيّاني ، قلتُ له : { أهلاً }



لكن الرجل المجهول ، قبالة بابي ، مات .



1985







باب الشيخ







حب من { باب الشيخ } ورائي



يمتد كخيطٍ مسحور



أمسكهُ ، فأرى بيتاً يغرق بالنور



أتطلع نحو الباب المغلق



في عيني طفل مبهور



أتوقف عند السور



أصرخ ، لكن الخيط المسحور



يصبح جرحاً في قلبي



ورماد بخور .



1985
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .