عيد العمال

[صفاء العشري]

تحتفل غدا أكثر من 80 دولة بعيد العمال. وبهذه المناسبة نهنئ جميع العمال في كل العالم .
طبعا لا يزال العمال في العديد من بقاع الأرض يعانون من الاضطهاد ومن التعدي على حقوقهم. وفيما استطاع عمال العالم الغربي بعد عقود طويلة من المطالبات والإضرابات أن يحصلوا على هذه الحقوق وأن تصدر الحكومات قوانين تحمي هذه الحقوق، يستمر الوضع مختلفا في بلدان أخرى حيث يتعرض العمال كما يتعرض الإنسان في هذه الدول نفسها للتعدي على حقوقه الأساسية.
في الولايات المتحدة سنت ولا تزال العديد من القوانين التي تحمي العامل ، ومنها على سبيل المثال : الحق بالعمل ، تحديد عدد ساعات العمل اليومي والأسبوعي، الحق في الراحة والحصول على إجازات ، تقديمات صحية ، تقديمات بدل بطالة ، تقديمات بدل أعطال العمل ، تقديمات بدل المعاناة النفسية الناتجة عن ظروف العمل إلخ... كما أن قوانين العمل تمنع كل أشكال التمييز على أساس العرق أو الجنس أو الانتماء الوطني أو الدين أو ...وتمنع التمييز في الأجور بين المرأة والرجل وتحمي الحق في أجر متساو إلخ...وتكفل حق العمل للمعاقين والذين يعانون من عاهات جسدية أو نفسية...
طبعا لا يمكن القول أن هذه الظروف يتمتع بها كل عمال العالم. ولكن وعلى الرغم من تقصير العديد من الحكومات ،لا شك أن هناك إنجازات تحققت على المستوى الدولي ، لأن هناك عددا لا بأس به من المنظمات الدولية التي تعنى وتتابع أوضاع العمال في العالم وتلقي الضوء على حقوقهم وعلى الظروف غير الإنسانية التي يعانون منها في العديد من الأحيان . وغالبا ما تتدخل بعض هذه المنظمات في التفاوض والتوصل إلى تحسين شروط العمل حيث يتطلب الأمر.
أبرز هذه الهيئات، منظمة العمل الدولية التي تأسست عام 1919 والتي تعتمد على ركيزة دستورية أساسية وهي أن السلام العادل والدائم لا يمكن أن يتحقق ألا إذا استند على العدالة الاجتماعية. وقد لعبت المنظمة دورا أساسيا في صياغة شروط العمل وحقوق العمال، مثل تحديد ساعات العمل بثماني ساعات، وسياسات الاستخدام وسياسات أخرى تتعلق بالسلامة في مكان العمل والعلاقات الصناعية السليمة إلخ...
أما بالنسبة للمنطقة العربية، فلا شك أن المشكلة الرئيسية التي يعاني منها العمال هي البطالة التي تعد من بين اكبر نسب البطالة في العالم، وغالبا ما تكون وراء معظم المشاكل الاجتماعية والعنف السياسي. وفي آخر اجتماع لمنظمة العمل العربية قبل أيام ،كشف أحمد لقمان المدير العام للمنظمة أن معدل البطالة قد ارتفع إلى 16% في الدول العربية أي هناك 20 مليون مواطن عاطل عن العمل بالإضافة لتقلص توافر فرص التشغيل وتنقل العمالة .