بسم الله الرحمن الرحيم
كلامك كله صحيح أخي العزيز ، وهذه الخلفية التاريخية التي ذكرتها لم يتطرق إليها أحد في الإعلام الرسمي ولا غير الرسمي، مما يجعل المسألة تبدو وكأنها مسألة تراث وطني حقيقي ، ولم أعلم هذه المعلومة إلا منك الآن ..
إن اختزال القضية في كونها إحراق آثر أو إلقاء حجر تعد إهدارًا لواقعها الذي هو واقع إنساني كئيب يتعلق بأرواح أزهقت بغير وجه حق وإن كنت -في رأيي الشخصي المتواضع-أختلف في صحة التجمهر الآن في التحرير أو الاعتصام بشكل فردي .
المشكلة في الإحراق هي أن هذا قد يكون نذيرًا بإحراق مبان ومنشآت أخرى قيمة كدار الكتب والآثار المصرية ، المجمع اللغوي ،....إلخ
كل قتل لروح أمر محزن للغاية ، لكن ما يحزن بعد ذلك هو التخريب غير المبرر وهذا ما يضايق الواحد ، ومع محروقات الكتب ومسروقات الآثار هناك أشياء مفيدة تعرضت للتلف والخراب .
إن ثقافة التدمير في ذاتها هي التي تجعلنا نأسى لما صار ، خاصة وأن الفاعلين ليسوا عن عين المجلس العسكري ولا الفلول ببعيد .
وتأكيدًا لما قلته ما آلمني بحق هو أن أحد رجال الإمارات أعلن عن تبرعه بكامل تكلة إصلاح المجمع ، ترى هل تبرع بعشر ذلك لضحايا العبّارة المصرية أو القطار أو الطائرة المنكوبة قبالة السواحل الأميريكية سنة 1999 يوم 31 أكتوبر ؟!
لك الله يا مصر ، لكن عزاؤنا أن هذا كان فضيحة علنية للمجلس العسكري ستعجل بنهايته بإذن الله تعالى .