قراءة فى كتاب أسرة بلا مشاكل
قراءة فى كتاب أسرة بلا مشاكل
المؤلف مازن بن عبد الكريم الفريح ويدور الكتاب حول تنبيهات كتبها المؤلف لكل من الزوج والزوجة لضمان قلة المشاكل فقال فى مقدمته:
"أما بعد
وحرصا منا على سلامة الأسرة المسلمة من المشكلات التي تعصف بها رأينا أن ننبه الزوج إلى بعض الأخطاء المهمة التي لها الأثر الكبير في هدم الأسرة وزرع الحقد والبغضاء بين أفرادها؛ لكي نصل باجتناب الوقوع في مثل هذه الأخطاء ونحوها إلى "أسرة بلا مشكلات" إلا ما كان عارضا ومما هو من طبيعة البشر والتي لم يسلم منها حتى بيت النبوة كالغيرة بين النساء ونحوها "
وفى أول مبحث تحدث عن حسن احتيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها قبل الزواج فقال :
"المبحث الأول الوقاية خير من العلاج
هناك أمور مهمة لا بد من مراعاتها قبل الزواج لوقاية الأسرة المسلمة من المشكلات التي ربما أوهنت جدارها ومن هذه الأمور
1- حسن الاختيار
على الرجل أن يتأكد من صلاح المرأة التي ستكون في المستقبل القريب زوجته وأم أطفاله وموضع سره وليعلم المسلم أن تفريطه في التحقق من صفات مخطوبته سيعرضه إلى مشكلات عظيمة ومصائب جسيمة
إن من أهم الصفات التي ينبغي للمسلم الحرص عليها فيمن سيختارها لتكون شريكة له في بيته وحياته صفة التقوى والصلاح وفي هذا يقول المصطفى (ص)" تنكح المرأة لأربع لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك" وما يقال عن المرأة يقال أيضا عن الرجل فلا بد من التأكد من صلاحه وتقواه والله عز وجل يقول (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم)
ويقول (ص) "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"
كما ينبغي سؤال أهل التقوى والصلاح واستشارتهم في أمر الزواج كما فعلت فاطمة بنت قيس رضي الله عنها حيث قالت أتيت النبي (ص)فقلت إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله (ص)"أما معاوية فصعلوك لامال له وأما أبو الجهم فلا يضع العصا على عاتقه" فرسول الله (ص)نظر إلى أحوال كلا الرجلين بين أن الأول فقير والثاني "ضراب للنساء" كما جاء في رواية لمسلم"
وهذا الكلام لا محل له فى الإسلام لأن المفترض فى أى مسلم أو مسلمة أن يكونوا طيبين وإلا فهم كفرة أى خبثاء كما قال تعالى :
"الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين "
ولكى تحسن الاختيار فإنك لابد أن ترتكب المحرمات عند السلف فلا يمكن معرفة طيبة أحد من خبثه إلا بالمعاملة وكيف تتعامل مع من لا تتكلم معها ولو جالستها تجالسها فى وجود رجال بيتها
المسألة كما تقول العامة كالبطيخة لا تعرف حلاوتها من عدم استساغتها إلا بعد كسرها وذوقها وهو ما نسميه التعامل بين الزوجين ؟
هل يكفى أن تعرف أن أبويها طيبين أو خبيثين ؟
بالقطع لا فقد كان أبوى امرأة فرعون كافرين وكانت صالحة؟ وكان والدا زوجى إبراهيم(ص) كافرين وكانت صالحة
وابن نوح(ص) مان كافرا رغم أن أبوه نبى صالح(ص)
فالصلاحية والفساد ليس لهما مقياس فى النساء والرجال
إن ما يسمى حسن الاختيار هو عملية لا أساس لها والبحث عن القبول بين الطرفين وليس عن حسن الاختيار
وتحدث الرجل عن وجوب نظر الخطيب لخطيبته فقال :
"2- النظر
كم من الأسر تفككت روابطها وهي في أشهرها الأولى لعدم الوئام القلبي بين الزوج والزوجة ودليل القلب وقائده وبريده النظر ولذلك قال رسول الله (ص)للمغيرة وقد خطب امرأة " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" قال المغيرة " فنظرت إليها ثم تزوجتها فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها" فانظر إلى من تريد خطبتها ثم اسأل قلبك بعد ذلك هل أحببتها أو يمكن أن تحبها؟ واحذر (أو احذري) أن تخادع نفسك أو تستحيي أن تصارح أهلك"
المشكلة هنا هو أنه تحدث عن نظر الخطيب لخطيبته ولم يتحدث عن العكس وهى نظر الخطيبة لخطيبها والمسألة إنما هى تبادل نظر وليس من جهة واحدة
وتحدث عن شروط الزواج فقال :
3-الشروط قيود فلا توافق إلا على ما تستطيع القيام به
كثير من المشكلات التي تحدث بعد الزواج هي لإخلال الزوج ببعض الشروط التي وافق عليها عند العقد ولم يستطع الوفاء بها بعد الزواج ..وأحق الشروط وفاء ما استحللتم به الفروج فاحذر أن تلزم نفسك بشروط لا تستطيع الوفاء بها"
ولا يوجد فى الإسلام ما يسمى أى شرط فإنما الزواج قائم على أحكام الإسلام فإن شرع أحد الزوجين شرطا غيرهم فقد كفر هو ومن رضا بشرطه فمثلا لا يجوز للمرأة أن تشترط على زوجها ألا يتزوج غيرها عليها لأنه هذا تحريم لما أحل الله ولا يجوز للزوج أن يشترط على زوجته مثلا ألا تزور أهلها إلا سنة مثلا مرة لأن هذا الشرط لإخلال بالإحسان للوالدين وصلة الرحم ولا يجوز لامرأة أن تشترط أكثر من المهر الذى قدره الله وهو قنطار للحرة أو نصف قنطار للأمةكما قال" ,عن آتيتم إحداهن قنطارا" ولا يجوز أم يقل الرجل مهر المرأة عن المهر المحدد من الله
وفى المبحث الثانى حدثنا عن الإفراط والتفريط داخل الأسر فقال :
"المبحث الثاني أزواج على طرفي نقيض
الذي يدقق النظر في الواقع الذي تعيشه بعض الأسر اليوم في مجتمعنا يجد أن هناك فئة من الأزواج على طرفي نقيض بين إفراط وتفريط في تعاملهم مع زوجاتهم
الطرف الأول أهانوا الزوجة وتعدوا على حقوقها وارتكبوا بحقها أخطاء منكرة لا تقرهم عليها الشريعة التي أعطت للمرأة كرامتها وأعلنت منزلتها وحسبك أن رسول الله (ص)يحث على حسن التعامل معها في أكبر تجمع للمسلمين وذلك في حجة الوداع حيث يقول "استوصوا بالنساء خيرا" ؛ بل الأمر بالعشرة الحسنة والمعاملة بالمعروف للمرأة أكبر من أن يؤكد عليها برسالة فقط فنزل القرآن آمرا بها ومخلدا لها إلى قيام الساعة قال الحق عز وجل (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
أما الطرف الثاني فقد أطلقوا لها الزمام وتركوا الحبل على الغارب فغرقت المرأة في بحر الشهوات
لقد نتج عن هذا الطرف وذاك نتائج وخيمة أحدثت شرخا في الأسرة المسلمة ومن هذه النتائج على سبيل المثال
حالات الطلاق وما يترتب عليه من إضاعة للأولاد غالبا وتفكيك للأسرة بكاملها
كثرة المشكلات الزوجية التي لا تجعل من الأسرة محضنا تربويا سليما له الأثر الكبير على تربية الأجيال المسلمة
إن أخطاء بعض الرجال بحق المرأة استغلت استغلالا ماكرا من قبل أهل الأهواء من علمانيين وغيرهم ..وقصارى القول فإن خطأ الرجل بحق زوجته ـ إفراطا أو تفريطا ـ ذنب سيسأل عنه أمام الله لقوله (ص)"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته"
وعند النسائي "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته""
وأمر المسئولية هناك فهم خاطىء له فمسئولية الرجل على زوجته ليست مسئولية كاملة على كل تصرفاتها فمثلا تصرفها فى مالها ليس من ضمن مسئوليته لأن الملك ملكها وليس ملكه ومثلا معاملتها لأقاربها قد لا يكون له سلطة عليها فهناك البعض إذا وجد حماه أو حماته يعطيان مالا لأحد من أولادهما طلب من زوجته أن تطلب منهما مثل ذلك
وفى المبحث الثالث تحدث عن أخطاء بعض الأزواج فقال :
"المبحث الثالث
أخطاء يقع فيها بعض الأزواج
أولا عدم تعليم الزوجة تعاليم دينها وأحكام شريعتها فهناك من النساء من لا يعرفن كيف يصلين الصلاة الصحيحة ومنهن من لا تعرف أحكام الحيض والنفاس ومنهن من لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها معاملة شرعية أو كيف تربي أبناءها تربية إسلامية بل قد يقع البعض منهن في الشرك والعياذ بالله وهن لا يشعرن كالنذر لغير الله والسحر والكهانة
ولكن وبالمقابل تجد كل همها أن تتعلم كيف تعمل الطبخة الفلانية وكيف تجهز الأكلة الفلانية لأن زوجها يسألها عن ذلك
ولكن كيف تتوضأ للصلاة؟
|