العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال هستيريا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: A visitor from the sky (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة فى مقال مستقبل قريب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال ماذا يوجد عند حافة الكون؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: أهل الكتاب فى عهد النبى (ص)فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المنافقون فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-01-2009, 10:58 PM   #1
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[كَمْ] الخبريّة(1)



اسمٌ غامض مبهم، مبنيٌّ على السكون، يُكنى به عن التكثير نحو: [كم مِنْ كتابٍ عندك !!]، و[كم كتابٍ عندك !!] وتفتقر دوماً إلى موضِّح(2) يُزيل إبهامها وغموضها، ولها حُكْمٌ واحد، وأما الموضِّح الذي يُزيل إبهامها وغموضها فله ثلاثةُ أحكام.



¨ أوّلاً: حُكمها:

لها الصدارة، فلا يتقدَّم عليها إلاّ حرفُ جرٍّ أو مضافٌ، نحو: [إلى كم بلدٍ سافرت !!] و[قراءةَ كم كتابٍ أَتممت !!].



¨ ثانياً: أحكامُ موضِّحها:

لا يكون إلاّ مجروراً بـ [مِن]، ظاهرةً أو مقدَّرة، سواء أَفَصَلَ فاصلٌ بينهما أم لم يفصل. فظهورُها نحو: [كم مِنْ كتابٍ قرأتُ !!]، وتقديرُها نحو: [كم كتابٍ قرأتُ !!]. (أي: كم من كتاب قرأتُ!!)

يجوز إفرادُه ويجوز جمعه، نحو: [كم كتابٍ عندك !!] و [كم كتبٍ عندك!!]. وهو واجبُ التنكير في كل حال.

يجوز حذفُه للعِلمِ به، نحو: [كم ذكرناك وأنت غائب !! = كم مرّةٍ ذكرناك وأنت غائب!!].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كم] استفهاميةً وخبريّة(3)

· قال القطاميّ (الديوان - ليدن - عام 1902 - صفحة / 6):

كم نالني منهمُ فضلٌ على عدمٍ إذ لا أكاد من الإقتار أَحتملُ

[كم]: في البيت خبرية، تفيد التكثير. أي: كم مرةٍ نالني منهم المعروف!!. و[فضلٌ: فاعلُ نالني]، وأما الموضِّح: [مرةٍ] فمحذوف، وحذفه فاشٍ في التنْزيل العزيز وفي الشعر والنثر. وسيأتيك منه نماذج، عن قريب.

· قال الفرزدق، يهجو جريراً:

كم عَمَّةٍ لكَ يا جريرُ وخالةٍ فَدْعاءَ، قد حلَبَتْ عليَّ عِشاري

(فدعاء: في رسغها اعوجاج من كثرة الحَلْب. العِشار: جمع عُشَراء، وهي الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر. يريد أنّ عمات جرير وخالاته يحلبن نياقَ الشاعر لهوانهنّ).

[كم عمّةٍ لك]: كم، في البيت خبرية، تفيد التكثير. والشاعر يريد أنّ كثيراً منهنّ قد حلبن نياقه. و[عمّة] موضِّح [كم] مجرورٌ بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم عمةٍ = كم مِنْ عمةٍ]. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت مفرد.

ومثله في الإفراد قول الشاعر (شرح الأشموني 2/384):

وكم ليلةٍ قد بِتُّها غيرَ آثِمٍ .........................

[كم ليلةٍ]: كم خبرية، موضِّحُها [ليلةٍ]، مجرور بـ [مِنْ] مقدَّرة: [كم ليلةٍ = كم مِن ليلةٍ]. وقد قلنا آنفاً: إذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحُها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت مفرد.

· قال الشاعر (شرح الأشموني 2/384):

كم ملوكٍ بادَ مُلْكُهمُ ونعيم سُوْقةٍ بادُوا

(بادَ: هلك. سوقة: جمع سوقيّ، وهم دون الملك).

[كم ملوكٍ]: كم، خبريّة تفيد التكثير، أراد أن كثيراً منهم كذلك. و[ملوكٍ] موضِّح [كم] مجرورٌ بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم ملوكٍ = كم مِنْ ملوكٍ]. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في البيت جمع.

· ]وكم مِنْ مَلَكٍ في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً[ (النجم53/26)

[كم مِنْ ملكٍ]: كم، خبريّة تفيد التكثير، و[ملكٍ] موضِّح، [كم] مجرور بـ [مِنْ] ظاهرة. وإذا كانت [كم] خبرية، جاز أن يكون موضِّحها مفرداً، أو جمعاً. وهو في الآية مفرد. ومثل هذا طِبقاً قولُه تعالى: ]وكم مِن قريةٍ أهلكناها[ (الأعراف 7/4) فـ [كم] خبرية، و[قريةٍ] موضِّحها. وهو مفرد مجرور بـ [مِنْ] ظاهرة.

· قال الشاعر (معاهد التنصيص 1/148):

كم عالمٍ لم يَلِجْ بالقَرع بابَ مُنىً وجاهلٍ قبلَ قرع الباب قد وَلَجا

[كم عالمٍ]: كم، في البيت خبرية، تفيد التكثير، أراد أن كثيراً من العلماء كذلك. و[عالمٍ] موضِّح [كم] مجرور بـ [مِنْ] مقدّرة. فـ [كم عالمٍ = كم مِنْ عالمٍ]. ومثل ذلك مبنىً ومعنىً قول الآخَر:

كم عالمٍ عالمٍ أَعْيَتْ مذاهبُهُ وجاهلٍ جاهلٍ تلقاه مرزوقا

· ]كم تركوا مِنْ جَنّاتٍ وعُيون[ (الدخان 44/25)

[كم]: خبرية تفيد التكثير؛ موضِّحها [جنّات] مجرور بـ [مِن] ظاهرة. ويُلاحَظ الفصلُ بينها وبين موضِّحها بجملة هي: [تركوا]، وذلك جائز.

· قال المتنبي (الديوان 4/143):

إلى كم تَرُدّ الرسْلَ عمّا أتَوا بهِ كأنّهمُ فيما وَهَبْتَ مَلامُ

(يريد أن سيف الدولة يردّ رُسُلَ ملك الروم الذين يأتون في طَلَب الهدنة، كما يردّ مَن يلومونه على سخائه وكرمه).

[إلى كم]: الذي نريده من هذا البيت شيئان:

الأول: إيراد نموذج فصيحٍ، فيه إدخال حرف الجرّ على [كم]. وذلك أنّ [كم] لها الصدارة - سواء أكانت استفهاميةً أم خبرية - فلا يتقدّم عليها إلاّ حرف جرٍّ (فتكون في محلّ جرٍّ به)، أو مضافٌ (فتكون في محلّ جرٍّ مضاف إليه).

والثاني: إظهار القارئ على أنّ موضِّح [كم] محذوف، ويأتي ذلك كثيراً في الكلام: شعراً ونثراً. وقد نوّه بذلك مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (في دورته /51 لعام 1985) وأوصى بإذاعته في الأمة، وذلك قوله: [لمّا كان جمهرة النحاة لا يُصرّحون بجواز الحذف في كلا الاستعمالين (أي: استعمال كم الاستفهامية والخبرية)، وكانت كتب القواعد التعليمية تُغفل ذلك؛ ترى اللجنة ضرورة النصّ على ذلك تعويلاً على المأثور في الفصيح، وعلى ما ذكره بعض النحاة ...](4).

· ]قال كم لبثتَ قال لبثتُ يوماً أو بعضَ يوم[ (البقرة 2/259)

[كم لبثتَ؟]: [كم] في الآية استفهامية. وفيها شاهد على حذف موضِّح [كم]. إذ لولا الحذف لقيل: [قال كم يوماً لبثتَ؟].

· قال معن بن أوس (مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق60/388):

وكم علّمتُهُ نظْمَ القوافي فلمّا قال قافيةً هجاني

[كم علّمتُه]: [كم] في البيت خبرية تفيد التكثير؛ وقد حُذِف موضِّحُها، ولو لم يُحذَف، وأعان الوزن على ذكره، لقال الشاعر: [كم مرّةٍ علّمته نظم القوافي!!].

· قال جعفر بن عُلْبة الحارثيّ (شرح ديوان الحماسة 1/47):

ولم نَدْرِ إنْ جِضْنا من الموت جَيْضَةً كم العمرُ باقٍ والمدى متطاوِلُ

(جاض عن عدوّه: عَدَلَ وانحرف)

[كم]: هي الاستفهامية، موضِّحها منصوب محذوف، ولو ذُكِر لقيل: [كم يوماً العمرُ باقٍ؟]. و[العمرُ]: مبتدأ، والخبر [باقٍ]: اسم منقوص مرفوع والأصل: [باقي] ثم حُذِفت الياء تخفيفاً.

· قال الجاحظ (البيان والتبيين 3/89):

[انظرْ - أبقاك اللهُ - في كم فنٍّ تصرَّف فيه ذكرُ العصا من أبواب المنافع والمرافق!! وفي كم وجهٍ صرّفته الشعراءُ وضُرِب به المثل!!].

[في كم فنٍّ] ومثله طِبقاً: [في كم وجهٍ]: هاهنا مسألتان:

الأولى: أنّ [كم] لها الصدارة، فلا يتقدّم عليها إلاّ حرف جرّ، أو مضاف. وفي العبارتين تقدّم عليها حرف الجرّ [في].

والثانية: مجيء الموضِّح بعدها مجروراً على المنهاج. وإنما يُجَرّ موضِّحها بـ [مِنْ] ظاهرةً أو مقدّرة. أي: [كم مِنْ فنٍّ وكم من وجهٍ]، وقد جُرّ بها مقدّرةً في الموضعين.

· قال عليّ-كرّم اللهُ وجهه-في ذمّ الدنيا (نهج البلاغة - د. الصالح /165):

[كم من واثقٍ بها قد فَجَعَتْه، وذي طمأنينة إليها قد صرعتْه].

[كم]: خبرية، موضِّحها مجرور بـ [مِن] ظاهرة. ولو حُذِفت [مِنْ] فقيل: [كم واثقٍ بها قد فجعته] لَجاز. وذلك أن موضِّحها يجوز أنْ يُجَرّ بـ [مِنْ] ظاهرة، أو مقدّرة. وقد جُرَّ بها مقدّرةً هاهنا في الموضعين.

· قال مُحَلِّم بن فراس يرثي (البيان والتبيين 2/272):

كم فيهمُ لو تملَّينا حياتَهمُ مِن فارسٍ يومَ رَوْعِ الحيِّ مِقدامِ

[كم من فارسٍ]: [كم]، خبرية يُقصد بها التكثير، وقد جُرَّ موضِّحُها وهو [فارس]، بـ [مِنْ] ظاهرة، على المنهاج.

* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- ذكرنا في حاشية [كم] الاستفهامية، أن إعرابها وإعراب [كم] الخبرية سواء. فمن شاء رجع إلى إعراب [كم] الاستفهامية، في حاشيةِ بحثها.

2- موضِّحها (مميِّزها) في المثالين هو كلمة [كتابٍ] المجرورة.

3- خلطنا نماذج [كم] الاستفهامية والخبرية، ليكون التقابل والتلاقي والتباين، أعون على الجلاء والوضوح.

4- مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق 60/386، 387.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 10:59 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كَمَا

أداة مؤلفة من كلمتين هما: كاف التشبيه(1)، و[ما] المصدرية. وتختصّ بالدخول على الجمل اسميةً وفعليةً، نحو: [اُدرسْ كما درس خالد] و[أنت مجتهد كما خالدٌ مجتهد].



* * *

نماذج فصيحة من استعمال [كما]

· قال زياد الأعجم:

فإن الحُمْر مِن شرِّ المطايا كما الحبِطاتُ شَرُّ بني تميمِ

(الحبطات: هم بنو الحارث بن عمرو بن تميم).

[الحبطاتُ] مبتدأ، و[شرُّ] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.

· وقال نهشل بن حرِّي، يرثي أخاه:

أخٌ ماجدٌ لم يَخْزُني يوم مشهدٍ كما سيفُ عمرولم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ

(عمرو: هو عمرو بن معديكرب، واسم سيفه: الصمصامة).

[سيفُ] مبتدأ، وجملة [لم تخنه...] خبره. وقد دخلت [كما] على جملة اسمية.

· ]فاصبِرْ كما صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِن الرُّسُل[ (الأحقاف 46/35)

[صبر أولو...] جملة مؤلفة من فعل ماضٍ وفاعل، دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.

· ]فإنَّهُم يألَمُونَ كما تألَمُون[ (النساء 4/104)

[تألمون] جملة مؤلفة من فعلٍ مضارع وفاعلٍ هو واو الضمير. دخلت عليها [كما]، وذلك من دخولها على الجمل الفعلية.

· ومن أمثالهم السائرة: [كما تَدين تُدان] (مجمع الأمثال 2/155)

وفيه دخول [كما] على جملة فعلية.



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- انظر: [الكاف] في قسم الأدوات.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:00 PM   #3
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كي



كي: حرف مصدري ينصب الفعل المضارع ويخلّصه للمستقبل نحو: [سافرت كي أستجمّ]. وقد تقترن به اللام الجارّة فيقال: [سافرت لكي أستجمّ](1).

* * *


عودة | فهرس





--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا اقترنت به اللام كان المصدر المؤوّل من [كي والفعل المنصوب بعدها] في محل جر باللام: [سافرت لكي أستجمّ = سافرت للاستجمام]. وإذا لم تقترن به كان المصدرُ المؤوّل في محل نصب على نزع الخافض.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:01 PM   #4
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

كَيْفَ

لها وجهان:

الأوّل: اسم استفهام مبني على الفتح. لها صدْر الجملة، ويُستَفهَم بها عن حالة الشيء، نحو: [كيفَ أنت؟ وكيف ذهبت؟] أي: على أيّ حالة أنت؟ وعلى أيّ حالة ذهبت؟

وتكون:

خبراً: إن كان ما بعدها محتاجاً إليها نحو: [كيف أنت، وكيف كنت؟].

وحالاً: إن كان مُستغنياً عنها نحو: [كيف سافر سعيدٌ؟].

ومفعولاً به ثانياً مقدَّماً لـ [ظَنَّ وأخواتها]: نحو: [كيف تظنّ زهيراً، وكيف تحسَبه؟].

الثاني: أداة شرْط غير جازمة سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل نحو: [كيف تجلسُ أجلسُ، وكيفما تقومُ أقومُ](1)، ولا بدّ من أن يكون الفعلان بعدهما متفقَين لفظاً ومعنى.

فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولُهم مثلاً: [كيف بِكَ يومَ الرَّوع؟](2).



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- يختلف النحاة فيها سواء اتصلت بها [ما] أو لم تتصل، أهي شرطية جازمة ؟ أم مهملة لا تجزم ؟ وإذ لم يكن للقائلين بالجزم بهما شاهد، فقد آثرنا مذهب مهمليهما.

2- الباء في التركيب زائدة، والمعنى: كيف أنت يومَ الرَّوع؟
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:01 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

اللام



حرفٌ كثير المعاني، ذكر لها بعض النحاة نحواً من أربعين معنى. ولها أقسام هي:

1- الجارّة: وأشهر معانيها:

الاختصاص، نحو: [الجنة للمؤمنين]. وقيل: هو أصل معانيها.

التقوية: وتزاد بعد المشتق تقويةً له، نحو: ]وَمَا رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيد] (1) والأصل: [وما ربّك بظلامٍ العبيدَ]. كما تزاد أيضاً على المفعول به، إذا تقدم على فعله، نحو: ]هُم لِرَبِّهِم يَرْهَبون] (2)، والأصل قبل التقديم: [هم يرهبون ربَّهم].

التعليل: نحو: [حزنت لفراق زهير].

انتهاء الغاية: نحو: ]كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمَّى] (3)

الاستغاثة: نحو: [يا لَلَّهِ].

التعجب: [لِلّهِ دَرُّك].

الصيرورة: نحو:

لِدُوا لِلموت وابْنوا لِلخرابِ فكُلُّكُمُ يصير إلى ذهابِ

الظرفية: نحو: [كان ذلك لسبعٍ خَلَوْنَ مِن شهر شعبان]. أي عند ...

التبليغ: نحو: [قلت له، أذنت له، فسّرت له، ذكرت له، إلخ...].

2- لام الجحود: تختصّ بالنفي، وينتصب الفعل المضارع بعدها. وتقع بعد [ما كان ولم يكن] نحو: ]وما كان الله ليعذّبهم وأنت فيهم[ (الأنفال 8/33) و]لم يكن الله ليغفرَ لهم[ (النساء 4/137)

3- لام التعليل: وينتصب الفعل المضارع بعدها نحو: [أدرسُ لأنجحَ] (انظر بحث نصب الفعل المضارع).

4- الجازمة(4): وتجزم الفعل المضارع نحو: [لِيَحمِلْ كلُّ عاملٍ تَبِعَةَ عملِه] (انظر جزم الفعل المضارع).

5- الزائدة(5): وتفيد التوكيد نحو: ]يَدعو لَمَنْ ضَرُّهُ أقربُ مِن نفعه[ (أي: يدعو مَن).

6- لام الابتداء: وتفيد التوكيد، وتدخل على المبتدأ وما حلّ محلّه، نحو: [لأنت أقوى من خالد، لأن تدرسَ خيرٌ لك]، وعلى الماضي الجامد: [لبئس ما فعلت]. وإذا دخلت [إنّ] على المبتدأ المقترن بلام الابتداء، زُحلِقت فأُخِّرَت. ويسمونها عند ذلك [اللام المزحلقة](6).

7- الفارقة(7): وتأتي وجوباً بعد [إِنْ] المخفَّفة مِن [إنّ] نحو: [إِنْ نظنُّ زيداً لَمِن المسافرين].

8- الرابطة لجواب [لو] و[لولا] و[القسَم]، نحو: [لو زارنا لأكرمناه - لولا وطْأة العمل لسافرت - والله لَتذهبَنَّ].

9- الموطّئة: وهي التي تقترن بـ [إنْ]، مؤذِنةً بمجيء جواب القسم بعدها نحو: ]لئن شكرتم لأَزيدَنَّكم] (8) (إبراهيم 14/7)

10- لام البعد: نحو: ]ذلك الكتاب[ (البقرة 2/2)



* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- فُصّلت 41/46

2- الأعراف 7/154

3- الرعد 13/2

4- يسمّونها أيضاً: (لام الأمر).

5- بين النحاة اختلافٌ في زيادتها قياساً، حتى لقد اختلفوا في كونها زائدة في الآيةيدعو لَمَن ...

6- بيان حقيقة هذه الزحلقة: أنّ [إنّ] ولام الابتداء لا تلتقيان، فلا يقال مثلاً: [إنّ لَخالداً مسافر]، فإذا التقتا زُحلِقت اللام فأُخِّرَت فقيل: [إنّ خالداً لمسافر]. وعلى هذا يصحّ أن يقال: [اللام المزحلقة هي أصلاً لام الابتداء]. انظر [إنّ] في قسم الأدوات.

7- انظر: [إنّ] في قسم الأدوات.

8- اللام المقترنة بـ [إنْ الشرطية] هي الموطِّئة، واللام المقترنة بجواب القسم: [أزيدنَّكم] هي الرابطة للجواب.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:02 PM   #6
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لا

تكون على وجوه:



الأول: النافية للجنس:

وتستغرق نفي جميع أفراد الجنس. وتعمل بشرطين: أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وألاّ يفصلها عن اسمها فاصل، نحو: [لا رجلَ في البيت](1).

ويُنصب اسمها بما تُنصب به الأسماء عادةً: بالفتحة إذا كان مفرداً، وبالكسرة إذاكان جمع مؤنث سالماً، وبالياء إذا كان مثنى أو جمع مذكر سالماً، غير أنه لا ينون إلاّ إذا كان مفرداً أوجمع مؤنث سالماً، مشتقّاً عاملاً فيما بعده في الحالتين، نحو: [لا قارئاً كتاباً نادمٌ] و [لا ضارباتٍ طفلاً مصيباتٌ]: ودونك مزيداً من الأمثلة وإلى جانبها التعليق:

[لا رجلَ في البيت]: اسمها منصوب بفتحة، غير منوّن.

[لا رجلَ علمٍ مَهين]: اسمها منصوب بفتحة، غير منوّن.

[لا معلِّماتِ عندنا]: اسمها غير منوّن، منصوب بالكسرة، لأنّه جمع مؤنث سالم.

[لا تلميذَين عندنا]: اسمها منصوب بالياء لأنه مثنى، والمثنى لا ينوّن.

[لا معلّمِين عندنا]: اسمها منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وجمع المذكر السالم لا ينوّن.

[لا قارئاً كتاباً نادمٌ]: اسمها منوّن لأنه مفردٌ مشتقّ عاملٌ فيما بعده: نَصَبَ [كتاباً] على أنه مفعول به لاسم الفاعل.

[لا ضارباتٍ طفلاً مصيباتٌ]: اسمها منوّن لأنه جمع مؤنث سالم مشتقّ عاملٌ فيما بعده: نَصَبَ [طفلاً] على أنه مفعول به لاسم الفاعل.

قد يُحذَف اسمها، نحو: [لا عليك = لا بأس عليك]. وقد يُحذَف خبرها، نحو: [لا بأس = لا بأسَ عليك].

اسم [لا] النافية للجنس، نعْتُه منصوب منوَّن في كل حال، نحو: [لا طالبَ كسولاً عندنا]. ولا يستثنى من هذه القاعدة الكلية، إلاّ أن يَفصِل بينهما فاصل، فيجوز عند ذلك التنوين وعدمه نحو: [لا طالبَ - عندنا - كسولاً أو كسولَ](2).

الثاني: العاطفة: وشرطها أنْ تُسبَق بأمرٍ أو إيجاب، نحو: [خذ الكتابَ لا القلمَ]، و[سافر زهيرٌ لا خالدٌ]. فإذا اقترن بها حرفُ عطفٍ آخرَ، كان الآخرَ هو العاطف نحو: [ما سافر زهيرٌ ولا خالدٌ](3).

الثالث: الناهية الجازمة للفعل المضارع: نحو: [لا تُقصِّرْ في عملك].

الرابع: حرفُ جوابٍ يُناقض [نَعَمْ]، نحو أنْ تُسْأَل: هل سافرتَ إلى بيروت؟ فتجيب: [لا].

الخامس: الزائدة: وتفيد التوكيد نحو: ]ما منعك ألاّ تسجد[ (أي: ما منعك أن تسجد).

السادس: المكرّرة: وتكرارُها إمّا واجبٌ، وإمّا غيرُ واجب:

فهو غير واجب إذا تلاها دعاءٌ نحو: [لا عَثَرَ حَظُّك]، أو قَسَمٌ نحو: [والله لا فعلت هذا أبداً]، أو فعلٌ مضارع، نحو: [زهيرٌ لا يُريح] أو [زهيرٌ لا يُريح ولا يستريح].

وهو واجب فيما عدا ذلك، ودونك مواضع ونماذج:

- دخولها على جملة اسمية نحو: ]لا الشمسُ ينبغي لها أن تُدرك القمر ولا الليلُ سابقُ النهار[.

- دخولها على فعل ماض: ]فلا صَدَّقَ ولا صلّى[.

- دخولها على خبر: [خالدٌ لا نائمٌ ولا مستيقظ].

- دخولها على نعت: [سلّمت على رجلٍ لا مغرورٍ ولا متعالم].

- دخولها على حال: [حضر زهيرٌ لا مبكّراً ولا متأخّراً].

السابع: النافية (ولا عمل لها): نحو: ]لا فيها غَوْلٌ... [ ؛ وقد تُحذَف بعد القسم، إن كان الفعل مضارعاً نحو: ]تاللهِ تفتأ تذكر يوسف[ (أي: تاللهِ لا تفتأ تذكر). وقد تعترض بين الجارّ والمجرور نحو: [سافر محمّدٌ بلا حقيبة](4).



* * *



عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا فَصَلَها عن اسمها فاصل، بطل عملها وكُرّرت، نحو: [لا في البيت رجلٌ ولا امرأةٌ].

2- من أمثلةِ نصبِ النعتِ منوّناً وغير منوّن، قولك: [لا طالبَ علمٍ كسولاً أو كسولَ عندنا] و [لا طالباً علماً كسولاً أو كسولَ عندنا] و [لا طالبَ محبّاً للكسل عندنا]. وأمّا قولُك: [لا طالبَ محبَّ كسلٍ عندنا]، فكان حقّ النعت فيه أن ينصب منوناً، إذ لا فاصل هاهنا بينه وبين الاسم. لكنْ لما كان النعت مضافاً: [محبَّ كسلٍ]، وكان المضاف في العربية لا ينوّن، لم يكن سبيل إلى ظهور التنوين.

3- العاطف في مثالنا: [ما سافر زهيرٌ ولا خالدٌ] هو الواو، والعاطف في قولنا. [نجح سعيد لا، بل عليٌّ]: هو: [بل]؛ وأما [لا]، فهي في المثالين لتوكيد النفي.

4- لا: في المثال نافية لا عمل لها، و [الحقيبة] اسم مجرور بالباء.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:03 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لاتَ



حرف نفي، تعمل عمل [كان] فترفع الاسم وتنصب الخبر، ويُشترط فيهما أن يكونا من أسماء الزمان، كالحين والوقت والأَوان والساعة إلخ... وأن يكون الأول منهما (أي اسمها) محذوفاً(1)، نحو: [نَدِمنا ولاتَ ساعةَ نَدَمٍ = ولاتَ الساعةُ ساعةَ ندَمٍ].



* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لات]

· قال تعالى: ]كم أهلكنا مِن قبلهم مِن قَرنٍ فنادَوا ولاتَ حينَ مناصٍ[

(سورة ص 38/3)

اسم [لاتَ] محذوف على المنهاج، والأصل قبل الحذف: ولاتَ الحينُ حينَ مناص. أي: ليس الحين حينَ مهرَب ولا مَنجَى.

· قال أبو زبيد الطائي (المغني 282و758):

طلبوا صُلْحَنا ولاتَ أوانٍ(2) فأجبنا: أنْ لاتَ حينَ بقاءِ

اسم [لاتَ] في عجز البيت محذوف، والأصل قبل الحذف: ولاتَ الحينُ حينَ بقاءٍ.

· قال الشاعر (شرح ابن عقيل 1/320):

ندِمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ والبغيُ مَرتَعُ مبتغيه وَخِيمُ

أي: ولاتَ الساعةُ ساعةَ مَندم، ثمّ حذف اسمها فقال: [ولاتَ ساعةَ مَنْدَمٍ].



* * *



عودة | فهرس


--------------------------------------------------------------------------------

1- قال سيبويه: (لا تكون لاتَ إلاّ مع الحين، تُضمِر فيها مرفوعاً وتنصب الحين... ولم يستعملوها إلاّ مضمَراً فيها) الكتاب - بولاق 1/28. وقال المراديّ: (ولم يُسمع الجمع بين اسمها وخبرها) الجنى الداني /488

2-لم نلتفت إلى ما جاء في صدر البيت مِن مجيء كلمةِ [أوانٍ] بعد [ليت] مجرورةً، إذ جَرُّ ما بعدها شاذّ، لا يُلتفت إليه.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:04 PM   #8
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لَدَىْ



لدى: ظرف للمكان مبنيّ على السكون، بمعنى [عند].



أحكام:

تلزم الإضافةَ إلى المفرد(1) مِن اسمٍ أو ضمير، إلاّ أنّها إذا أضيفت إلى الضمير قُلِبَت ألِفُها ياءً. نحو: [لدى زيدٍ ولدينا كتبٌ].

تُستعمل للحاضر فقط. فيقال مثلاً: [لديّ مالٌ]، إذا كان المال حاضراً. [ويقال: (عندي مالٌ) سواء كان المال حاضراً أو غائباً].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لدى]

· ]لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد[ (ق 50/35)

[لدينا]: أُضيفَت لدى إلى الضمير، على المنهاج. ومتى كان ذلك قُلِبت ألفها ياءً، كما في الآية. ومثل ذلك طِبقاً، قوله تعالى: ]ولدينا كتابٌ ينطق بالحقّ[. (المؤمنون 23/62)

· ]إذ القلوبُ لدى الحناجر[ (غافر 40/18)

[لدى الحناجِر]: أُضيفتْ لدى إلى الاسم، على المنهاج، إذ لا تخلو من أن تكون مضافة إلى اسم أو ضمير. وهذا معنى قول النحاة: تلازم [لدى] الإضافة إلى المفرد، إذ المراد به أنها تُضاف إلى اسمٍ أو ضمير، ويمتنع أن تُضاف إلى جُملة أو شبه جملة.

· ]وألْفَيا سيّدَها لدى الباب[ (يوسف 12/25)

[لدى الباب]: أي عند الباب، وورودها بمعنى [عند] على المنهاج.

· ]ما يُبَدَّل القول لديَّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد[ (ق 50/29)

[لديّ]: الأصل هنا [لدى + ي (ياء الضمير)] وقد أُضيفت [لدى] إلى الضمير فقُلبت ألفها ياءً، على المنهاج. ثمّ أُدغِمت الياء في الياء فكان التشديد.

* * *



عودة | فهرس






--------------------------------------------------------------------------------

1- المراد بالمفرد هنا: ما ليس جملة ولا شبه جملة.
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:05 PM   #9
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لَدُنْ

ظرفٌ للزمان أو المكان - على حسب الحال - بمعنى [عند]، يدلّ على بداية كلٍّ منهما، مبنيٌّ على السكون. نحو: [سافرنا لدُنْ طلوعِ الشمس: للزمان] و[جئت من لدنْ صديقي: للمكان].



أحكام:

¨ هو في الكلام فضلة (أي: لا يفتقر إليه انعقاد الكلام، إذ ليس مسنداً ولا مسنداً إليه).

¨ يلازم الإضافة أبداً، فيضاف إلى الضمير(1) والاسم والجملة، نحو: [أرسلتُ إليك كتاباً من لدُنّي (ضمير)، فجاءك لدنْ غروبِ الشمس (اسم)، وكنت تنتظره من لدنْ طلعَتْ (جملة)]، فإذا كانت إضافته إلى الجملة تمحّض للزمان.

¨ إذا تلته كلمةُ [غُدْوَة]، نحو: [سافرنا لدنْ غُدوة]، جاز جرّها، ونصبها، ورفعها(2).

¨ قد يُجَرّ بـ [مِنْ] دون سواها من حروف الجرّ، نحو: [أعطيته مِن لَدُنِّي كتاباً].

* * *


نماذج فصيحة من استعمال [لَدُنْ]

· قال القُطاميّ (الخزانة 7/111):

صريعُ غوانٍ راقَهُنَّ ورُقْنَهُ لَدُنْ شَبَّ حتى شابَ سُودُ الذَّوائِبِ

(الذوائب: ج ذؤابة وهي الضفيرة من الشعر).

[لدنْ]: ظرف يكون للزمان والمكان على حسب الحال. يلازم الإضافة أبداً، إلى ضمير أو اسم أو جملة، غير أنه إذا أُضيف إلى الجملة تمحّض للزمان - كما هو الشأن في البيت - إذ أُضيف إلى جملةِ [شبَّ]، فاعتُدّ ظرف زمان. ولا فرق في ذلك بين أن تكون الجملة فعلية، كما هو الشأن هنا، أو اسمية كما في قول الشاعر (الدرر اللوامع 1/184):

وتَذْكُرُ نُعماهُ لدنْ أنتَ يافعٌ إلى أنتَ ذو فَوْدَيْنِ أبيض كالنسرِ

(الفَوْدان: مثنى، مفرده فَوْد: الضفيرة من الشعر).

فقد أُضيف الظرف [لدنْ] إلى الجملة الاسمية: [أنت يافع]، ودلّ على بداية الزمان في كلا البيتين. ففي الأول: بداية شيب الشعر، وفي الثاني: بداية اليُفُوع، أي: مراهقة العشرين.

· قال أبو سفيان بن حرْب (والد معاوية) يومَ أُحُد (همع الهوامع 3/217):

ومازال مُهري مَزْجَرَ الكَلْبِ منهمُ لدُنْ غُدْوةً حتى دنتْ لغروبِ

(زجره: طرده مع صوت، ومزجر الكلب: ظرف مكان سماعيّ، للكناية عن المسافة [أي: البُعد] بينه وبين أصحاب رسول الله يوم أُحد).

[لدنْ غدوةً]: يَستشهد النحاة بهذا البيت على أنّ كلمة [غُدْوة] تنفرد من دون غيرها من الكلمات في العربية بانتصابها بعد [لدنْ] ؛ ويُعربونها تمييزاً.

ونذْكر هنا أنه يجوز مع نصبها، جرُّها على أنها مضاف إليه، ورفعُها على أنها فاعل لفعلِ [كان] التامة المحذوفة؛ إلى غير هذا من تخريجات. وبكلمة: يجوز نصبها - بعدَ لدنْ - وجرّها ورفعها.

· ]وعلّمناه من لدنّا علماً[ (الكهف 18/65)

[مِن لدنّا]: مِنْ حرف جرّ؛ وهذا الحرف دون سواه من حروف الجرّ، يجوز أن يَجُرّ [لدنْ]. ولعلّ من المفيد أن نذْكر - للاستئناس - أنّ تشديد نونِ [لدنّا] هو من إدغام نونها في نون الضميرِ [نا]، إذ الأصل: [لدنْ + نا = لدنّا]، وأما التشديد في [لدنّي] فهو من إدغام نونِ [لدنْ] في نون الوقاية، إذ الأصل: [لدنْ + نون الوقاية + ياء المتكلّم = لدنّي].

· ]فَهَبْ لي من لدنكَ ولِيّاً[ (مريم 19/5)

[مِنْ لدنْكَ]: مِنْ حرف جرّ، [لدنْ] ظرف للمكان مبني على السكون في محل جرّ بـ [مِن]، ولا يُجَرّ الظرف [لدنْ] بغير هذا الحرف من حروف الجرّ الأخرى.

* * *





عودة | فهرس



--------------------------------------------------------------------------------

1- إذا كانت إضافته إلى ياء المتكلم اتّصلت به نون الوقاية و أُدغِمت في نونه: [لدنّي = لدن+نون الوقاية+ي].

2- يقول المعربون: بعدَ [لدنْ]، تُجَرُّ [غُدوة] على أنها مضاف إليه، وتُنصب على أنها تمييز، وتُرفع على أنها فاعل لفعلٍ محذوف هو: [كان] التامّة، أو [وُجِد]، والتقدير: [سافرنا لدن كانت غدوةٌ] أو: [لدنْ وُجِدَت غدوةٌ]. ولهم تخريجات أخرى غير هذه !!
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 29-01-2009, 11:05 PM   #10
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

لَعَلَّ

من الأحرف المشبهة بالفعل، تنصب الاسم وترفع الخبر. (انظر الأحرف المشبهة بالفعل) وقد تُحذَفُ لامها الأولى، فيقال: [علَّ] وهي لغةٌ فيها.

ولها معانٍ أشهرها التوقّع، وهو تَرَجِّي ما يُحَبّ، نحو: [لعلّ المغتربَ راجعٌ]، والإشفاقُ مما يُكرَه، نحو: [لعلّ الصَديقَ قليلٌ].

ويكثر اقتران خبرها بـ [أنْ]، نحو: [لعلّ المسافر أنْ يعود].

* * *

نماذج فصيحة من استعمال [لعلّ]

· قال صخر بن جعد (المغني /165):

فقلتُ عساها نارُ كأسٍ وعَلَّها تَشَكَّى فآتي نحوَها فأعودُها

(كأس: اسم امرأة، وتَشَكّى = تَتَشكّى).

[عَلَّ]: هي [لَعَلَّ]، حُذِفت لامُها الأولى، وهي لغة فيها. ويَكثر على ألسنة الناس قولهم: [علّ وعسى].

· وقال امرؤ القيس (الديوان /107):

وبُدِّلْتُ قَرحاً دامياً بعدَ صِحَّةٍ لعلَّ منايانا تَحَوَّلْنَ أَبؤُسا

[لعلّ]: خبرها في البيت هو جملة الفعل الماضي: [تحوّلن]، وقد كان بين الأئمة نزاع حول مجيء خبر [لعلّ] ماضياً. والبيت شاهد على صحة ذلك. وأمّا مجيء خبرها فعلاً مضارعاً، فمنه قوله تعالى: ]وما يُدريك لعلّه يزّكّى[ (عبس 80/3) وقوله: ]لعلّه يتذكّر أو يخشى[ (طه 20/44)

· قال جميل بثينة(1):

أتَوني فقالوا: يا جميلُ تبدَّلَتْ بُثينةُ أبدالاً، فقلتُ لعلّها

الأصل: [لعلّها فعلت ذلك]، لكن الشاعر حذف الخبر لدلالة السياق عليه. وحذْفُ ما يُعلَم جائز.

· قال العُجَيْر السَّلُولِيّ (الإنصاف /122):

لكَ الخَيْرُ علِّلْنا بها، علَّ ساعةً تمرُّ وسِهْواءً من الليلِ يذهبُ

(السِّهواء: ساعةٌ من الليل، أو صدرٌ منه).

[علّ ساعةً تمرّ]: حذَف الشاعر اللام الأولى من [لعلّ]، وحذْفها لغة فيها. ويلاحظ أنّ الخبر - وهو جملة [تمرّ] - فِعْلُه مضارع على المنهاج. على حين يجوز أن يكون ماضياً، وإن كان قليلاً.

· وقال نافع بن سعد الطائيّ (الإنصاف / 122):

ولستُ بلوّامٍ على الأمر بعدما يفوت، ولكنْ علَّ أن أتقدّما

في البيت مسألتان، الأولى أنّ الشاعر حذف اللام الأولى من [لعلّ]، وذلك لغةٌ فيها. والثانية أنّ خبرها اقترن بـ [أنْ]، وذلك في الاستعمال كثير، ومنه قول كثيّر عزّة (الديوان / 77):

أقول إذا ما الطيرُ مَرَّتْ سحيقةً لعلّكَ يوماً - فانتظرْ - أن تنالها

* * *

عودة | فهرس




--------------------------------------------------------------------------------

1- رواية الديوان /191: وقالوا نراها يا جميلُ تبدّلت وغيّرها الواشي. فقلتُ: لعلّها
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .