( 50 )
كنت قبيل ظهر أمس في صالة انتظار شبه مليئة بالمنتظرين مثلي
كان بجواري رجلين قد غطى الشيب أكثر شعر لحيتهما
وهما يتحدثان في موضوع أعتقد أنه عن الأبناء وتربيتهم
لم أتمكن من فهم الموضوع لأني أتيت متأخراً
أطلقت لعيني العنان للتفكر في هذه الصالة والموجودين فيها
نظرت أحدهم قد قرب كرسيين بجانب بعضهما البعض
وقد غط في نوم عميييق غير آبه بمن حوله و لا ضوضائهم
وفي المقابل رجل ممسك بمسبحته ويعبث بها مرة يضعها في يده ومرة
يرميها إلى فوق ويمسك بها ومرة يربطها على أصابعه
نظرت إلى الذي بجانبه وقد انشغل بجهاز جواله فربما كان يقرأ رسالة
أو يبحث عن إسم ليتصل به ولا أظنه يرسل أو ينتظر رسالة ( بلوتوث )
في جهة أخرى كان هناك شابين منهمكين في ( السوالف ) ويبدو أنها سوالف ممتعة
وشيقة مما لاحظته على محياهما وابتساماتهما العريضة
في الجهة القريبة مني كان هناك شابين أيضاً كان محور حديثهما عن التجارة والمال
سمرت عيني في التلفاز إيهاماً أنني متابع لما فيه
وكانت جميع حواسي ماعدا البصر نحو حديثهما
لكن للأسف لم تلقط جميع حواسي أي شيء إلا أن قفز
أحدهما إلى شاشة التلفاز بعدما شاهد شريط الأسهم المتحرك ..
فعلمت أن الأخوين ليسا بأحسن حال مني
في مكان بعيد عني رأيت رجلاً وفي يده كوب شاي مثلي
وهو يشرب بكل تأني وينظر إلى أمامه وقد وضع إحدى يديه على خده
والأخرى يحتسي بها مشروبه المفضل
بعدها انشغلت بنفسي وتركت الخلق للخالق
فقلت سبحان الله كل له همه وكل غارق في بحر آماله وآلامه ..
وتذكرت قول رسولنا صلى الله عليه وسلم
( من بات آمنا في سربه معافا في بدنه يملك قوت يومه فكأنما حيزة له الدنيا بحذافيرها )
فالحمد لله والشكر له على ما تفضل به وأنعم ..
السمو
الأربعاء 18/ 8 / 1429 هـ
النمط الخطي
